أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٣

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف:

ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419
المشاهدات: 6333
تحميل: 360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6333 / تحميل: 360
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ISBN: 964-493-171-8
العربية

تسطع ليالي دخلت مكة. قال أبو صالح : فأتيت اسماء ـ رضي الله عنها ـ فأخبرتها بمقالتهما ، فقالت : صدق ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ولدت ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ والله لو سميت رجالا ولدوا منها ـ يعني : المتعة ـ قال أبو صالح : فأقبلت ما أمالك نفسي فرحا ، وابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ على المنبر ، حتى قمت على باب المسجد ، فقلت ما قالت أسماء ـ رضي الله عنها ـ فأخذني ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فضربني مائة سوط وحلق رأسي ولحيتي ، وقفّاني إلى الكوفة.

/ ذكر

قول أهل مكة في السماع والغناء في الأعراس والختان

وفي القراءة بالألحان ، وفعلهم ذلك في الجاهلية والإسلام

١٧٢١ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، قال : قال محمد بن إسحاق : فحدّثني محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ، عن الحسن

__________________

١٧٢١ ـ إسناده حسن.

محمد بن قيس : مقبول. التقريب ٢ / ١٧٩.

رواه ابن حبّان من طريق : ابن اسحاق به (موارد الظمآن ص : ٥١٥). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٨ / ٢٢٦ مختصرا. ونسبه للبزّار وقال : رجاله ثقات. وابن حجر في المطالب العالية ٤ / ١٨ ونسبه لاسحاق بن راهوية ، من طريق : ابن اسحاق به. ونقل محققه عن البوصيري تحسين إسناده. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٧٣٣ وعزاه لابن عساكر. والصالحي في سبل الهدى والرشاد ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ وقال : رواه ابن اسحاق ، وابن راهوية ، والبزّار وابن حبّان ، وقال الحافظ في الفتح : إسناده حسن متّصل. أه.

٢١

ابن محمد بن علي ابن أبي طالب ، عن أبيه محمد بن علي ، عن جده علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملونه غير مرّتين ، كلّ ذلك يحول الله بيني وبين ما أريد ، ثم ما هممت بعدها بسوء حتى أكرمني الله ـ عزّ وجلّ ـ برسالته ، فإني قد قلت ليلا لغلام من قريش كان يرعى معي بأعلى مكة : لو أنك أبصرت لي غنمي حتى أدخل مكة فاسمر كما يسمر الشباب ، فقال : افعل.

قال : فخرجت أريد ذلك ، حتى إذا جئت أول دار من دور مكة سمعت عزفا بغرابيل ومزامير ، فقلت : ما هذا؟ فقالوا : هذا فلان بن فلان تزوج فلانة بنت فلان. قال : فجلست أنظر ، وضرب الله على أذني ، فنمت ، فما أيقظني إلا مسّ الشمس ، فجئت صاحبي ، فقال : ما صنعت؟ قال : قلت : ما صنعت شيئا ، ثم أخبرته الخبر ، ثم بت ليلة أخرى مثل ذلك ، فقال : افعل.

فخرجت حتى جئت مكة ، وسمعت مثل الذي سمعت تلك الليلة ، فجلست أنظر ، وضرب الله على أذني ، فما أيقظني إلا حرّ الشمس ، فرجعت إلى صاحبي ، فأخبرته الخبر ثم [ما](١) هممت بعدها بسوء حتى أكرمني الله ـ عزّ وجلّ ـ برسالته.

١٧٢٢ ـ وحدّثني عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن حسين الجمحي ، عن موسى بن المغيرة الجمحي قال : ختنني أبي ، فدعا عطاء بن أبي رباح ، فدخل الوليمة ، وثمّ قوم يضربون بالعود ويغنّون. قال : فلما رأوه أمسكوا. فقال عطاء : لا أجلس حتى تعودوا على ما كنتم عليه. قال : فعادوا فجلس فتغدّا.

__________________

١٧٢٢ ـ محمد بن حسين ، وشيخه موسى بن المغيرة ، لم أعرفهما.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من المراجع.

٢٢

١٧٢٣ ـ حدّثنا عبد الله بن إسحاق الواسطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : نا شريك ، عن جابر ، عن عكرمة ، قال : إنّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ختن ابنا له ، فأرسلني فدعوت اللعّابين ، فأعطاهم أربعة دراهم.

١٧٢٤ ـ حدّثني عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا خلف بن سالم ـ مولى ابن صيفي ـ قال : ثنا عبد الرحمن بن ابراهيم بن حميد المخزومي ، عن عمه عيسى بن عبد الحميد ، قال : ختن عطاء ولده فدعاني في وليمته ، في دار الأخنس ، فلما فرغ الناس ، جلس عطاء على منبر فقسم بقية الطعام ، ودعا القينان : الغريض وابن سريج ، فجعلا يغنيانهم ، فقالوا لعطاء : أيهما أحسن غناء؟ فقال : يغنيان حتى أسمع ، فأعادا واستمع. فقال : احسنهما الرّقيق الصوت ـ يعني : ابن سريج.

وكان هذا من فعل أهل مكة ورأيهم استماع الغناء ، ويروون فيه أحاديث.

١٧٢٥ ـ حدّثنا محمد بن إسحاق الصّيني ، قال : ثنا قبيصة بن عقبة ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن عطاء بن السائب ، قال : قال سعيد بن جبير

__________________

١٧٢٣ ـ إسناده ضعيف.

جابر ، هو : ابن يزيد الجعفي : ضعيف رافضي. التقريب ١ / ١٢٣.

رواه ابن قتيبة في عيون الأخبار ١ / ٣٢٢ بإسناده إلى شريك به.

١٧٢٤ ـ خلف بن سالم ومن فوقه لم أعرفهم.

ذكره أبو الفرج في الأغاني ١ / ٢٧٨ عن حماد ، عن أبيه ، عن ابراهيم بن المنذر الحزامي ، عن عبد الرحمن بن ابراهيم الخزومي ، به مطوّلا.

١٧٢٥ ـ الصيني : كذاب ، كما في اللسان ٥ / ٦٧.

ويريد بأبي العباس : السائب بن فرّوخ الشاعر المكي الأعمى ، وبأبي الطفيل : عامر ابن واثلة.

٢٣

لرجل : ما هذا الذي أحدثتم بعدي؟ قالوا : ما أحدثنا بعدك شيئا. قال : بلا الأعمى ـ يعني : أبا العباس وأبا الطفيل ـ يغنونكم بالقرآن.

١٧٢٦ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثا أبو تميلة يحيى بن واضح ، عن عمر بن أبي زائدة ، قال : حدّثتني / امرأة من بني أسد ، قالت : مررنا بسعيد بن جبير ونحن نزف عروسا ، وهو في المسجد ، والمغنية ، أو قال : القينة تقول :

لإن افتنتني هيّ بالأمس افتنت

سعيدا فأمسى قد قلا كلّ مسلم

وألقى مفاتيح المساجد واشترى

وصال الغواني بالكتاب المنمنم

فقال سعيد : كذب والله ما يقيني(١) .

١٧٢٧ ـ حدّثنا محمد بن إدريس بن عمر ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا سفيان ، عن هشام بن حجير ، عن إياس بن معاوية ، قال : إنه ذكر الغناء ، فقال : هو بمنزلة الريح يدخل في هذه ويخرج من هذه. قال سفيان : يذهب إلى انه لا بأس به.

١٧٢٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، قال : قال

__________________

١٧٢٦ ـ في إسناده من لم يسمّ.

١٧٢٧ ـ إسناده حسن.

هشام بن حجير المكي : صدوق له أوهام. التقريب ٢ / ٣١٧.

١٧٢٨ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار ١ / ٣٢٢ ، وابن عبد ربه في العقد الفريد ٧ / ٧ من طريق : أبي عاصم ، عن ابن جريج ، به.

(١) كذا في الأصل ، ولعلّها تصحّفت عن (ما فتنتني).

٢٤

ابن جريج : قلت لعطاء : القراءة على [ألحان](١) الغناء؟ قال : وما بأس.

قال : سمعت عبيد بن عمير يقول : كان داود عليه ـ الصلاة والسلام ـ يأخذ المعزفة ، ثم يضرب بها ، ثم يقرأ عليها ، تردّ عليه صوته ، يريد أن يبكي بذلك ويبكي.

١٧٢٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا ابن نمير ، عن حنظلة ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : أبطت عائشة ـ رضي الله عنها ـ ذات ليلة ، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلم : ما بطأ بك؟ قالت : سمعت رجلا يقرأ ، ما سمعت رجلا أحسن قراءة منه. فانطلق النبي صلّى الله عليه وسلم يسمع صوته ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة ، فقال : الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك.

١٧٣٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة أو عمرة ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : سمع النبي صلّى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ فقال : لقد أوتي هذا من مزامير آل داود.

__________________

١٧٢٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٦ / ١٦٥ من طريق : ابن نمير به. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٤٠٧ وعزاه لأحمد.

١٧٣٠ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١٠ / ٤٦٣ ، وأحمد ٦ / ٣٧ ، والنسائي ٢ / ١٨٠ ثلاثتهم من طريق ابن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة.

ورواه ابن سعد ٢ / ٣٤٤ من طريق سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، أو عن عمرة ، به.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من المرجعين السابقين.

٢٥

١٧٣١ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا ابن نمير ، عن مالك بن مغول ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم [قال](١) : لقد أوتي الأشعريّ من مزامير آل داود.

١٧٣٢ ـ حدّثنا أحمد بن حميد ، عن مبشر بن عبيد الله بن زربي ، عن تمام بن نجيح ، قال : كانت لعون بن عبد الله جارية تقرأ بألحان. قال : فكنا إذا اجتمعنا عنده أمرها أن تقرأ ، فنبكي وتبكي.

١٧٣٣ ـ حدّثنا أبو زرعة الجرجاني ، قال : ثنا عبد الرحمن بن المتوكل الناجي ، قال : ثنا صالح الناجي ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، في قوله تعالى( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) (٢) قال : الصوت الحسن.

__________________

١٧٣١ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ضعيف على ما في التقريب ٢ / ١٦٧. وللحديث طرق صحيحة. فقد رواه ابن أبي شيبة ١٠ / ٤٦٣ ، وابن سعد ٢ / ٣٤٤ ، ومسلم ٦ / ٨٠ ثلاثتهم من طريق : عبد الله بن نمير ، به. ورواه أحمد ٥ / ٢٥٩ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٢ / ٩١) والبيهقي ١٠ / ٢٣٠ ثلاثتهم من طريق : مالك بن مغول به.

١٧٣٢ ـ إسناده ضعيف.

مبشر بن عبد الله ، لم أقف عليه. وتمام بن نجيح الدمشقي : ضعيف. التقريب ١ / ١١٣. وعون بن عبد الله ، هو : ابن عتبة بن مسعود الكوفي : ثقة عابد.

رواه أبو نعيم في الحلية ٤ / ٢٦٤ من طريق : سعيد بن زربي عن ثابت البناني ، قال : فذكره بنحوه. والذهبي في السير ٥ / ١٠٥ من طريق : أبي نعيم.

١٧٣٣ ـ في إسناده من هو مسكوت عنه.

أبو زرعة الجرجاني ، هو : أحمد بن حميد الصيدلاني. وصالح الناجي ذكره البخاري في الكبير ٤ / ٢٩٢ وسكت عنه. وعبد الرحمن بن المتوكل الناجي لم أقف عليه.

رواه البخاري في التاريخ الكبير ٤ / ٢٩٢ من طريق : أبي عاصم ، عن صالح الناجي ، به.

(١) سقطت من الأصل.

(٢) سورة فاطر (١).

٢٦

١٧٣٤ ـ حدّثنا أبو معبد ، عن ابن شهاب( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ ) (١) قال : حسن الصوت.

١٧٣٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، قال ، قال ابن الزبير : وأيّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم لم أسمعه يتغنّى بالنصب. قال سفيان : قال : هشام : قال لي ابن المنكدر : لم يحدّث سفهاء أهل المدينة بكذا وبكذا؟ ـ يعني : بهذا ـ.

١٧٣٦ ـ حدّثني أبو زرعة الجرجاني ، قال : ثنا رفيع بن سلمة ، وشباب العصفري ، وأبو حاتم ، وأبو زيد ، قالوا : ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى ، قال : حدّثني رؤبة بن العجّاج ، عن أبيه العجّاج بن رؤبة ، قال : قلت لأبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ يا أبا هريرة هل ترى بهذا بأسا :

__________________

١٧٣٤ ـ هذا الإسناد موصول بالذي قبله ، وليس معلقا. وأبو معبد ، هو : البصري كما سيأتي في الأثر (٢٠٤٦) ولم أقف عليه.

١٧٣٥ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ١١ / ٥ ـ ٦ من طريق : معمر ، عن هشام ، به ، بنحوه.

والنصب : غناء الركبان. تاج العروس ١ / ٤٨٦.

١٧٣٦ ـ إسناده ضعيف.

أبو زرعة الجرجاني ، هو : أحمد بن حميد الصيدلاني. ورفيع بن سلمة لم أقف عليه. وشباب العصفري : هو خليفة بن خياط. وأبو حاتم هو : سهل بن محمد البصري النحوي المقرئ.

وأبو زيد ، هو : حمّاد بن دليل. ورؤبة بن العجاج : ليّن الحديث. كما في التقريب ١ / ٢٥٣.

رواه ابن عدي في الكامل ٣ / ١٠٤٠ من طريق : أبي حاتم ، عن أبي عبيدة ، به.

(١) سورة فاطر (١).

٢٧

طاف الخيالان فهاجا سقما

خيال تكني وخيال تكتما

قامت ترينا رهبة أن تصرما

ساقا بخنداة وكعبا أدرما

/ فقال : قد كان يحدى بمثل هذا على عهد النبي صلّى الله عليه وسلم فلا ينهى.

١٧٣٧ ـ حدّثني أبو زرعة ، قال : حدّثني رفيع ، قال : حدّثني هشام بن محمد ، قال : حدّثني أبو مسكين ، عن عمير بن سعيد ، قال : إنه رأى معبدا وهو غلام صغير ، قد شدّ إزاره زمن مسلم بن عقبة المرّي ، وهو أول من

__________________

ـ والعقيلي في الضعفاء ٢ / ٦٤ ـ ٦٥ من طريق : معمر به. وذكره ابن حبّان في الثقات ٥ / ٢٨٧ مختصرا.

وذكره الهيثمي في المجمع ٨ / ١٢٨ وعزاه للطبراني ، وقال : رواه عن شيخه رفيع بن سلمة ، لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

وذكره ابن عساكر (تهذيب تاريخه ٥ / ٣٣٤) ، ونقل عن يحيى بن معين أنه أنكر هذا الحديث ، ودفعه وردّه. وذكره ابن دريد في جمهرة اللغة ٢ / ٢٥٥ ، وابن منظور في اللسان ١٢ / ١٩٧ وذكر البيت الثاني في ٣ / ٧٨ أيضا.

وقوله : (بخنداة) ـ بفتح الباء والخاء ، ثم سكون النون ـ هي التامة القصب ، الريّاء. اللسان ٣ / ٧٨. والكعب الأدرم : الذي لا حجم لعظامه. يريد أن كعبها مستو مع الساق ، ليس بناتئ ، فإن استواءه دليل السّمن.

١٧٣٧ ـ إسناده متروك.

هشام بن محمد ، هو ابن الكلبي. ومعبد ، هو : ابن وهب ، وقيل : ابن قطن.

وقيل : بل هو مولى بن قطن المخزومي ـ وقيل في اسمه ونسبه غير ذلك ـ وهو من أشهر من عرف بالغناء في العهد الأموي. نشأ في المدينة راعيا للغنم ، وربما اشتغل لمواليه بالتجارة.

مات في دمشق في أواخر العهد الأموي. أنظر أخباره في الأغاني ١ / ٣٦ ـ ٣٧.

وأنظر هذا الخبر في العقد الفريد ٧ / ٢٦. والثقيل : لحن من ألحان الغناء المعروفة عندهم.

وجميلة : مولاة بهز ، (وبهز : بطن من سليم) فيقال لها : جميلة السلمية. زوجها مولى لبني الحارث بن الخزرج ، فقيل لها أيضا : مولاة الأنصار. وهي من أشهر المغنيات في المدينة في ذلك الزمن ، بل أخذ عنها كبار المغنّين يومذاك ألحانهم. أنظر أخبارها في الأغاني ٨ / ١٨٦ ـ ٢٣٦.

٢٨

تغنّى ، فضيق على من كان قبله من مغني المدينة ، فغني الثقيل ، وكان أخذ الغناء عن جميلة ـ قينة كانت بالمدينة ـ قال : وابنه كردم بن معبد الذي غنى :

رأيت زهيرا تحت كلكل خالد

فأقبلت اسعى كالعجول أبادر(١)

وكان ابن سريج(٢) واسمه : عبيد ، وكان يكنى أبا يحيى من أحسن الناس غناء. وكان مرتجلا يوقع بقضيبه ، وكان منقطعا إلى ابن(٣) جعفر لازما له وهو الذي غنّى :

تقرّبني الشّهباء نحو ابن جعفر

سواء عليها ليلها ونهارها(٤)

__________________

(١) قائل هذا البيت ، هو : ورقاء بن زهير بن جذيمة بن رواحة العبسي. وزهير أبوه كان سيد عبس ، وأحد سادات العرب المشهورين في الجاهلية. وكان يسوم هوازن الخسف. وكانت هوازن تعطيه الإتاوة كل عام في سوق عكاظ ، وفي أنفسهم منه غيظ شديد ، حتى استطاع أحد زعمائهم وهو : خالد بن جعفر بن كلاب العامري تخليص قومه من ظلم زهير ، حيث دعا قومه لقتله ، فأجابوه ، فخرجوا إليه ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، والتقى خالد وزهير طويلا ثم تعانقا ، فسقطا على الأرض ، وشد ورقاء بن زهير على خالد فضربه بسيفه ، فلم يصنع شيئا لأن خالدا ظاهر بين درعين ، وحمل ابن امرأة خالد على زهير فقتله ، وهو وخالد يعتركان ، فثار خالد عنه ، وعادت هوازن إلى منزلها ، وحمل بنو زهير أباهم إلى بلادهم. وفي ذلك الموقف قال ورقاء هذا الشعر.

ومعنى قوله (كلكل خالد) أي : صدر خالد. والعجول : هي المرأة الواله الثكلى التي فقدت ولدها. اللسان ١٢ / ٤٢٧.

وبعد هذا البيت يقول ورقاء :

إلى بطلين يعتّران كلاهما

يريد رياش السيف والسيف نادر

فشلّت يميني يوم أضرب خالدا

ويمنعه مني الحديد المظاهر

وأنظر تفاصيل ذلك في الكامل لابن الأثير ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨.

(٢) كان مولى لبني نوفل بن عبد مناف ، وممّن عرف بالغناء بمكة ، ومهر فيه. غنّى في زمن عثمان ، وتوفي في خلافة هشام بن عبد الملك مجذوما. أخباره في الأغاني ١ / ٢٤٨ ـ ٣٢٣.

(٣) عبد الله بن جعفر بن عبد المطلب بن هاشم. تقدّم مرارا ، وهو من أجواد العرب المعدودين ، وسادات بني هاشم المشهورين. أخباره في تهذيب ابن عساكر ٧ / ٣٢٨ ـ ٣٤٧. وأنظر الأغاني ١ / ٢٤٩.

(٤) البيت ذكره المبرّد في الكامل ٢ / ٦٤٦ ، ونسبه لقيس بن عبد الله الرقيّات ، ولم أجده في ديوانه.

٢٩

وكان صديقا لحمزة بن عبد الله بن الزبير ، وهو : ابن العوام ، وهو الذي غنّى :

حمزة المبتاع بالمال النّدى

ويرى في بيعه أن قد غبن(١)

وقال رجل لابن سريج : كلّم لي حمزة يسلفني ألف دينار ، فكلمه ، قال : فأعطاه ألفا للرجل ، وأعطى ابن سريج ألفا أخرى هبة له.

قال : وأعطى الأحوص الشاعر مائة دينار على أن يغني أشعاره ففعل.

ثم إن ابن أبي عتيق(٢) خرج إلى مكة ، فانحدر معه ابن سريج إلى المدينة ، فأسمعوه غناء معبد ، فقالوا : ما تقول؟ قال : ان عاش كان مغني بلاده(٣) .

١٧٣٨ ـ حدّثني أبو زرعة ، قال : حدّثني رفيع ، قال : حدّثني هشام ، قال : قال أبو مسكين : وكان الغريض مولى للعبلات من بني عبد شمس ، للثريّا واخواتها بنات علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس. قال : وكان خادما لابن سريج ، فأخذ عنه الغناء ، فلما رأى ابن

__________________

١٧٣٨ ـ إسناده متروك.

هشام ، هو : ابن محمد الكلبي.

والغريض : لقب لقّب به عبد الملك ، مولى العبلات ، وكان مولّدا من مولّدي البربر ، من المغنيين المشهورين في صدر الإسلام.

أنظر الأغاني ٢ / ٣٥٩ ، والكامل ٢ / ٥٩٧. والعبلات سيأتي التعريف بهم بعد الخبر (٢١١٤).

وهذا الخبر رواه أبو الفرج في الأغاني ٢ / ٣٥٩ ـ ٣٥٦ عن هشام الكلبي ، به بنحوه.

(١) ذكر هذا البيت مصعب الزبيري ص : ٢٤٠ ، والزبير بن بكّار في جمهرة نسب قريش ص : ٣٩ وذكر بعده ستة أبيات. والمبرّد في الكامل ٢ / ٦٤٦. وأبو الفرج في الأغاني ٣ / ٣٥٠ ، ٣٥٧ ، وكلّهم نسبوه لموسى بن يسار ، الذي يقال له : موسى شهوات.

(٢) هو : عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق. تقدّم مرارا.

(٣) ذكره أبو الفرج في الأغاني ١ / ٣٩ ونسبه لابن الكلبي ، عن أبيه ، بنحوه.

٣٠

سريج ظرفه ، حسده ، فطرده. قال : فأتى مولياته فشكى ذلك إليهن ، فقلن له : هل لك أن تنوح بالمراثي؟ قال : نعم. قال فأسمعنه المراثي ، فغنّى عليها ، فغناؤه يشبه المراثي.

قال أبو مسكين : فحدّثني أبو قبيل ـ مولى لأهل الغريض ـ انه شهده في جنازة بعض أهله ، قال : فأمروه بالغناء ، فقال : هو ابن الفاعلة. فقال مولاه : أنت والله ابن الفاعلة. قال : أكذاك؟ قال : نعم. قال : فأنت والله أعلم. قال : فغنى صوتا قد كانت الجن نهته عنه وهو قوله :

ويشرب لون الرّازقيّ بياضه

إذا زعفران خالط المسك رادعه

قال : فوثب عليه ـ والله ـ ونحن ننظر فمات(١) .

١٧٣٩ ـ وحدّثني حسن بن حسين الأزدي ، قال : ثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا هشام بن الكلبي ، عن محرز بن جعفر ، عن [عمرو](٢) بن أمية الضمري.

قال ابن [سهل](٣) ، وذكره الواقدي أيضا ، قال : كانت قريش إنما تغنّي ويغنّى لها النّصب ، نصب الأعراب لا تعرف غير ذلك ، حتى قدم النضر بن الحارث(٤) وافدا على كسرى ، فمر على الحيرة فتعلم ضرب

__________________

١٧٣٩ ـ إسناده متروك.

(١) الأغاني ٢ / ٤٠١ من طريق : هشام الكلبي به.

والرازرقي : يطلق على ثياب الكتان البيض ، وقيل بل الرازرقي. الكتان نفسه. اللسان ١٠ / ١١٦.

(٢) في الأصل (عمر) وهو خطأ.

(٣) في الأصل (سهيل).

(٤) النضر بن الحارث بن علقمة ، من بني عبد الدار ، من قريش ، صاحب لواء المشركين ببدر ، كان من شجعان قريش ، وله اطلاع على كتب الفرس وغيرهم ، وهو أول من غنّى على العود بألحان الفرس. وكان أحد المعارضين للنبي صلّى الله عليه وسلم أسره المسلمون في بدر ، ثم قتلوه بعد انصرافهم من الواقعة. ـ

٣١

البربط(١) ، وغنّى العباد ، فعلّم أهل مكة / وفيه نزلت :( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ) (٢) .

١٧٤٠ ـ حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ، قال : ثنا أحمد بن محمد ، قال : ثنا عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة ، يقول : قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : بينا أنا ورسول الله صلّى الله عليه وسلم جالسان في البيت ، استأذنت علينا امرأة كانت تغنّي ، فلم تزل بها عائشة ـ رضي الله عنها ـ حتى غنّت ، فلما غنّت استأذن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فلما استأذن عمر ألقت المغنية ما كان في يدها وخرجت واستأخرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن مجلسها ، فأذن له رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فضحك ، فقال : بأبي وأمي ، مما تضحك؟ فأخبره ما صنعت القينة وعائشة ـ رضي الله عنها ـ فقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : وأما والله لا ، الله ورسوله صلّى الله عليه وسلم أحق أن يخشى يا عائشة.

__________________

١٧٤٠ ـ إسناده حسن.

أحمد بن محمد ، هو : أبو الوليد الأزرقي. وعبد الجبار بن الورد : صدوق يهم.

التقريب ١ / ٤٦٦.

أنظر طبقات فحول الشعراء ١ / ٢٥٥. وجمهرة أنساب العرب ص : ١٢٦. المنمّق ص : ٤٨٤.

الكامل لابن الأثير ٢ / ٤٩.

(١) هو : العود ، وهو من ملاهي العجم. اللسان ٧ / ٢٥٨.

(٢) سورة لقمان (٦).

٣٢

ذكر

ما كان عليه أهل مكة يلعبون به في الجاهلية

والإسلام ثم تركوه بعد ذلك

١٧٤١ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن عمر بن حبيب ، عن عمرو بن دينار ، قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قدم مكة ، فرأى الكرّك(١) يلعب به ، فقال : لولا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أقرّك ما أقررتك.

وقال المكيون : هو لعب قديم كان أهل مكة يلعبون به ، ولم يزل حتى كانت سنة عشر ومائتين.

وقال أبو القاسم العائذي وغيره من أهل مكة : كان أهل مكة يلعبون به في كل عيد ، وكان لكل حارة من حارات مكة كرّك يعرف بهم ، يجمعون له ويلعبون في حارة ، ويذهب الناس فينظرون إليه في تلك المواضع إلى الثنية ، وإلى قعيقعان ، وإلى أجيادين ، وإلى فاضح ، وإلى المعلاة ، وإلى المسفلة(٢) ، فكان ذلك من لعبهم يلعبون به في كل عيد ، فأقاموا على ذلك ثم

__________________

١٧٤١ ـ إسناده ضعيف.

عمر بن حبيب ، هو : ابن محمد البصري : ضعيف. التقريب ٢ / ٥٢. وعمرو بن دينار ، لم يلق عمر ـ رضي الله عنه ـ.

(١) الكرك ، هو : الكرّج ، كما في اللسان والتاج. وهو شيء يلعب به الصبيان على هيئة ثمرة الحنظل.

وفسروا الكرّك ، بأنه : ال كره ، والكرج. وكلاهما دخيلان على العربية ، فارسيا الأصل. اللسان ٢ / ٣٥٢ ، ١٠ / ٤٨١. وتاج العروس ٢ / ٩٠ ، ٣ / ٥٥١ ، ٧ / ١٧١. وأنظر الآثار الآتية.

(٢) سيأتي التعريف بهذه الأماكن في القسم الجغرافي ـ إن شاء الله ـ.

٣٣

تركوه زمانا طويلا لا يلعبون به ، حتى كان في سنة إثنتين وخمسين مائتين ، وذلك منصرف العلوي اسماعيل بن يوسف(١) عن مكة وولاية عيسى بن محمد المخزومي(٢) ، فلعبوا به في أجياد ، ثم تركوه إلى اليوم.

١٧٤٢ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، قال : قدم رجل من أهل مكة ، فقال له علي ـ رضي الله عنه ـ : كيف تركت قريشا والناس بمكة؟ فقال : تركت فتيان قريش يلعبون بالكرّه بين الصفا والمروة ، فقال : والله لوددت أن النفس التي بدل الله عند قتلها قريشا ونحر بها قد قتلت ـ يعني : نفسه ـ.

هكذا في الحديث بالكرّه ، وإنما هو الكرّك ، وأظن أهل العراق من المحدّثين لم يضبطوه ، فقالوا : الكرّه.

١٧٤٣ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا وهب بن جرير ، قال : ثنا شعبة ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بنحوه.

__________________

١٧٤٢ ـ إسناده ضعيف.

أبو البختري ، هو : سعيد بن فيروز الطائي الكوفي. ثقة. إلّا أنه لم يدرك علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ. أنظر تهذيب الكمال ص : ٥٠١.

١٧٤٣ ـ إسناده حسن.

عبد الله بن سلمة ـ بفتح السين وكسر اللام ـ : صدوق. التقريب ١ / ٤٢٠.

(١) أنظر أخبار ذلك في إتحاف الورى ٢ / ٣٣١.

(٢) ولي مكة للمعتمد العباسي. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٦ / ٤٦٢.

٣٤

ذكر

سنة أهل مكة عند ختم القرآن ، والتلبية عند القراءة

إذا بلغوا والضّحى حتى يختموا القرآن

١٧٤٤ ـ / حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي بزّة ، قال : ثنا عكرمة بن سليمان مولى بني شيبة ، قال : قرأت على اسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين مولى بني ميسرة ، فلما بلغت والضحى قال : كبّر ، حتى تختم ، فإني قرأت على عبد الله بن كثير الداري ، مولى بني علقمة الكنانيين ، فأمرني بذلك ، وأخبرني أنه قرأ على مجاهد [بن جبر](١) أبي الحجاج مولى عبد الله بن السائب ، فأمره بذلك ، وأخبره أنه قرأ على عبد الله بن عباس ، فأخبره بذلك ، وأخبره أنّ ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قرأ على أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ فأمره

__________________

١٧٤٤ ـ إسناده ضعيف.

أحمد بن محمد البزّي ، مقرىء أهل مكة ، ومؤذّن المسجد الحرام ، ليّن الحديث ، حجة في القراءات. اللسان ١ / ٢٨٣. وعكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر العبدري ، المكي المقرئ ، قال الذهبي : شيخ مستور الحال ، فيه جهالة. العقد الثمين ٦ / ١١٨.

رواه الذهبي في معرفة القراء الكبار ١ / ١٤٥ من طريق : أبي طاهر المخلص ، عن يحيى بن صاعد ، عن البزّي ، به ، ثم قال عن البزّي : أذّن في المسجد الحرام أربعين سنة ، وأقرأ الناس بالتكبير من والضحي وروى في ذلك خبرا عجيبا ، رواه عنه الجماعة. أه. وقال ابن كثير بعد أن ذكر هذا الحديث في التفسير ٧ / ٣١١ : فهذه سنة تفرّد بها أبو الحسن أحمد بن محمد البزّي وكان إماما في القراءات ، فأما في الحديث فقد ضعّفه أبو حاتم الخ. ورواه الجزري في النشر ٢ / ٤١٢ من طريق : ابن أبي عاصم ، وابن خزيمة ، عن البزّي ، به.

(١) في الأصل (جبير) وهو خطأ.

٣٥

بذلك ، وأخبره أبيّ ـ رضي الله عنه ـ أنه قرأ على رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأمره بذلك.

١٧٤٥ ـ حدّثنا أبو عمرو الزيات ، سعيد بن عثمان مولى بن بحر المكي ، قال : ثنا ابن خنيس قال : ثنا [وهيب](١) ابن الورد ، قال : قيل لعطاء : إنّ حميد بن قيس يختم في المسجد ، فقال عطاء : لو علمت اليوم الذي يختم فيه لأتيته حتى أحضر الختمة ، قال : وهيب : فذكرت لحميد قول عطاء ، فقال : أنا آتيه حتى أختم عنده. قال : فذكرت ذلك لعطاء ، فقال عطاء : لا ها الله ، إذا نحن أحق أن نمشي إلى القرآن. قال : فأتاه عطاء ، فحضره ، فجعل حميد يقرأ حتى بلغ آخر القرآن يكبّر كلما ختم سورة كبّر حتى ختم ، فقال لي عطاء : ما كان القوم يفعلون هذا؟ قال : قلت يا أبا محمد ، أفلا تنهه؟ قال : سبحان الله ، أنهى رجلا يقول : الله أكبر.

١٧٤٦ ـ حدّثني أبو يحيى بن أبي مسرّة ، عن ابن خنيس ، قال : سمعت وهيب بن الورد ، يقول : فذكر نحوه ، وزاد فيه : فلما بلغ حميد والضّحى كبّر كلما ختم سورة(٢) ، فقال لي عطاء : إن هذا لبدعة.

__________________

١٧٤٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

وابن خنيس ، هو : محمد بن يزيد بن خنيس.

١٧٤٦ ـ إسناده لا بأس به.

محمد بن يزيد بن خنيس : مقبول. التقريب ٢ / ٢١٩.

(١) في الأصل (وهب) وهو خطأ.

(٢) رواه الذهبي في معرفة القراء ١ / ١٤٧ من طريق : أبي الحسين الرقي ، وعبد الله بن الحسين السامري ، عن ابن أبي مسرّة ، عن الحميدي ، عن ابراهيم بن يحيى ، عن حميد ، به بنحوه.

وذكره الجزري في النشر ٢ / ٤١٦ ، ثم قال : ورواه أبو عمرو الداني. قلت : لكنه لم يذكر قول عطاء (إن هذا لبدعة).

٣٦

وقال ابن أبي عمر : أدركت الناس بمكة على هذا ، كلما بلغوا والضّحى كبّروا حتى يختموا ، ثم تركوا ذلك زمانا ، ثم عاودوه منذ قريب ، ثم تركوه إلى اليوم(١) .

ذكر

دخول أهل [الذمّة](٢) الحرم وما يكره من ذلك

١٧٤٧ ـ حدّثنا علي بن حرب الموصلي ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، أو قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم هكذا. قال علي بن حرب : «لأخرجنّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، حتى لا أترك إلا مسلما».

١٧٤٨ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال : ثنا أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : انه سمع

__________________

١٧٤٧ ـ إسناده حسن.

علي بن حرب : ذكره ابن أبي حاتم ٦ / ١٨٣ ، وقال : كتبت عنه مع أبي ، وهو صدوق.

١٧٤٨ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٦ / ٥٤ ، ١٠ / ٣٥٩ عن ابن جريج ، مرفوعا. وأحمد في المسند ـ

(١) قال الجزري في النشر ٢ / ٤٢ : ولما من الله تعالى عليّ بالمجاورة بمكة ، ودخل شهر رمضان ، فلم أر أحدا ممن صلّى التراويح بالمسجد الحرام الّا يكبر من والضحى عند الختم ، فعلمت أنها سنة باقية فيهم إلى اليوم. أه.

وقد توفي الجزري سنة (٨٣٣).

قلت : ولا يفعل مثل هذا اليوم في الحرمين في زماننا هذا.

(٢) في الأصل (المدينة) وهكذا وضعت هذه اللفظة في الفهرس الملحق بأول الأصل المخطوط. وكلاهما خطأ.

٣٧

عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول مثله.

١٧٤٩ ـ حدّثنا أبو سعيد الربعي ، قال : ثنا اسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدّثني محمد بن اسماعيل بن أبي فديك ، قال : حدّثني اسماعيل بن ابراهيم بن عقبة ، يحدّث عن عمه موسى بن عقبة ، عن الزهري ، عن ابن تدرس ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : «أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، حتى لا يبق بها إلّا مسلم».

١٧٥٠ ـ حدّثنا هارون بن موسى الفروي ، قال : حدّثني محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ عن عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه.

١٧٥١ ـ / حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابراهيم بن

__________________

١ / ٢٩ ، ومسلم ١٢ / ٩٢ ، وأبو داود ٣ / ٢٢٤ ثلاثتهم من طريق عبد الرزاق به مرفوعا.

ورواه النسائي في الكبرى (٨ / ١٦ تحفة الأشراف) والبيهقي ٩ / ٢٠٧ كلاهما من طريق : الثوري ، عن أبي الزبير ، مرفوعا.

١٧٤٩ ـ إسناده ضعيف.

أبو سعيد الربعي ، هو : عبد الله بن شبيب ، إخباري علّامة ، لكنه واه في الحديث.

وبقية رجاله موثّقون.

١٧٥٠ ـ إسناده حسن.

١٧٥١ ـ إسناده حسن.

سعد بن سمرة بن جندب ذكره ابن حبّان في ثقات التابعين ٤ / ٢٩٤.

رواه ابن أبي شيبة ١٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥ ، والحميدي ١ / ٤٦ ، وأحمد ١ / ١٩٥ ، والدارمي ٢ / ٢٣٣ والبيهقي ٩ / ٢٠٨ كلهم من طريق : ابراهيم بن ميمون به. وذكره البخاري في الكبير ٤ / ٥٧ ، والهيثمي في المجمع ٢ / ٢٨ وعزاه للبزّار ، وقال : رجاله ثقات.

٣٨

ميمون ، عن سعد بن سمرة ، عن أبيه ، عن أبي عبيدة بن الجراح ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «أخرجوا يهود الحجاز».

ويقال : إنما سمّي الحجاز لأنه حجز بين تهامة ونجد(١) .

قال المرّي(٢) يريد بذلك قريشا :

ألا لستم منّا ولا نحن منكم

برئنا إليكم من لؤيّ بن غالب

أقمنا على عزّ الحجاز وأنتم

بمفتضح البطحاء بين الأخاشب

وقال الكلابي يذكر الحجاز :

أزرنا الغارضين بني لؤي

وأسكّنا الحجاز بني هلال

وقال أمية بن أبي عائذ(٣) الهذلي :

هذيل حشوا قلب الحجاز وإنّما

حجاز هذيل يقرع النّاس من عل(٤)

__________________

(١) ذكره الزبير بن بكّار في نسب قريش ١ / ٥٢ ، ونقله عنه البكري في معجم ما استعجم ١ / ١١ ، وأنظر ياقوت ٢ / ٢١٨.

(٢) المرّي : هو حارث بن ظالم بن جذيمة المرّي. من أشهر فتّاك العرب في الجاهلية ، ويضرب به المثل في الوفاء كذلك. قتل أبوه وهو طفل. وبعد أن صار سيدا لغطفان قتل خالد بن جعفر بن كلاب العامري الذي قتل (زهير بن جذيمة) ـ أنظر التعليق على الأثر (١٧٣٧) ـ وكان خالد يومها في جوار النعمان بن المنذر ملك الحيرة ثم هرب الحارث ، فقتل ولدا للنعمان بن المنذر أيضا ، فهابت العرب أن تؤيه ، لخوفهم من النعمان ، ومن بني عامر ـ قوم خالد بن الحارث ـ وكلّما لجأ إلى قوم تحاموه اتقاء شره ، ونشبت من أجله معارك كثيرة. ثم هرب الحارث حتى لحق بمكة وقريش ، لأنه يقال : إن مرّة بن عوف بن سعد بن ذبيان ـ جد الحارث ـ إنما هو : مرّة بن عوف بن لؤي بن غالب.

فتوسّل إليهم بهذه القرابة ، فلم يجيروه ، ففارقهم غاضبا عليهم ، فقال هذه الأبيات. وأنظر تفاصيل أخباره في المحبّر ص : ١٩٢ ـ ١٩٥. والعقد الفريد ٦ / ١٢ ـ ١٤. والكامل لابن الأثير ١ / ٣٣٦ ـ ٣٤٣.

(٣) من شعراء العصر الأموي ، له قصائد يمدح فيها عبد الملك بن مروان وأخاه عبد العزيز بن مروان.

وكان قد أقام عند الأخير مدة عند ما كان واليا على مصر ، ثم حنّ إلى البادية ، فرجع إليها. أنظره في الأغاني ٢٤ / ٥ ـ ٩.

(٤) هذا البيت ضمن قصيدة أوردها أبو سعيد السكري في شرح أشعار الهذليين ٢ / ٥٣٥. وأول البيت عنده (هذيل صحوا).

٣٩

١٧٥٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّه بعثه النبي صلّى الله عليه وسلم عام حج أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : أن لا يدخل الحرم بعد عامهم هذا مشرك أبدا.

١٧٥٣ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد بن جبير ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : يوم الخميس وما يوم الخميس؟ ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى ، فقيل له : يا أبا عباس ، وما يوم الخميس؟ قال ذلك يوم اشتد برسول الله صلّى الله عليه وسلم فيه وجعه ، فقال إئتوني اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا ، فتنازعوا ، ولا ينبغي عند نبي تنازع ، فقالوا : ما له استفهموه ، اهجر؟ قال : دعوني فالذي أنا فيه خير من الذي تدعوني إليه ، قال : وأوصاهم صلّى الله عليه وسلم عند موته بثلاث ، فقال : أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، وأخرجو اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، قال سليمان : ولا أدري أسكت سعيد عن الثالثة أو قالها فنسيتها.

ويقال : إنما سميت بلاد العرب الجزيرة لإحاطة البحار والأنهار بها من

__________________

١٧٥٢ ـ إسناده صحيح.

رواه الترمذي في الحج ٤ / ١٠٠ ، وفي التفسير ١١ / ٢٣٢ ، ٢٣٦ والبيهقي ٩ / ٢٠٧ كلاهما من طريق : سفيان به.

١٧٥٣ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٦ / ٥٧ ، وابن سعد ٢ / ٢٤٢ ، وأحمد ١ / ٢٢٢ ، والبخاري ٦ / ١٧٠ ، ٢٧٠ ، ومسلم ١١ / ٨٩ ، وأبو داود ٣ / ٢٢٤ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٤ / ٤١٧) والبيهقي في الكبرى ٩ / ٢٠٧ ، وفي الدلائل ٧ / ١٨١ كلّهم من طريق : سفيان بن عيينة به.

٤٠