أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٣

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف:

ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419
المشاهدات: 6348
تحميل: 360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6348 / تحميل: 360
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ISBN: 964-493-171-8
العربية

١٧٩٧ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، قال : رأيت خالد بن العاص يخطب قائما بالأرض ، مستندا إلى البيت ، ليس بين ذلك جلوس لا قبل ولا بعد ، خطبة واحدة. قال : حتى سقم خالد بعد ، فكان يجلس على سلّم ، ولذلك كانوا يخطبون قياما بالأرض إلا النبي صلّى الله عليه وسلم على منبره. قال : فلم يزل منبر معاوية ـ رضي الله عنه ـ بمكة يعمره الولاة ويصلحونه حتى حج أمير المؤمنين هارون في خلافته ، وموسى بن عيسى عامل له على مصر فأهدى له منبرا عظيما على تسع درجات منقوشا ، فكان منبر مكة(١) ، فرقي عليه عبد الله بن محمد بن عمران الكلبي ، وهو أمير مكة لهارون ، فمال به المنبر.

١٧٩٨ ـ فحدّثني عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة قال : حدّثني ابراهيم بن محمد الخراساني ، قال : خرج عبد الله بن محمد بن عمران يوم الجمعة وهو أمير مكة يريد المنبر ، فلما رقيه ولم يكن نصبه جوّد ، مال المنبر به مما يلي الركن ، فتلقاه الجند والحرس بأيديهم ، حتى سووه وخطب ، وصلى بالناس ، فقال أبو عثمان خباب مولى الهاشميين.

__________________

١٧٩٧ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

وخالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر المخزومي ، صحابي ، ولّاه عمر مكة ، وكذلك عثمان بن عفان. ويقال : إنه ولي مكة لمعاوية أيضا. أنظر ترجمته في العقد الثمين ٤ / ٢٦٨ ، والاصابة ١ / ٤٠٧.

والخبر رواه عبد الرزاق ٣ / ١٩٠ من طريق : ابن جريج به.

١٧٩٨ ـ ابراهيم بن محمد الخراساني ، لم أقف عليه.

والخبر ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٢٦١ وعزاه للفاكهي.

(٢) ذكره الأزرقي ٢ / ١٠٠.

٦١

بكى المنبر الحرميّ واستبكت له

منابر آفاق البلاد من الحزن

وحنّ إلى الأخيار من آل هاشم

وملّ من التّيميّ واعتاذ بالرّكن

فأخذ المنبر القديم ، فجعل بعرفة ، حتى أراد الواثق بالله الحج ، فكتب : تعمل له ثلاثة منابر : منبر بمكة ، ومنبر بمنى ، ومنبر بعرفة ، فعملت تلك المنابر(١) ، وكتب على منبر مكة في أعلى المنبر الذي يخطب عليه الوالي اليوم عند المكان الذي يستند فيه الإمام إذا جلس عليه كتاب وهو قائم إلى اليوم : بسم الله ، أمر عبد الله هارون الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين ـ أعزّه الله ـ عمر ابن فرج الرخّجي مولى أمير المؤمنين بعمل هذا المنبر مقاما لذكر الله ـ تعالى ـ.

وهو منبر مكة إلى اليوم.

وقد كان المنتصر بالله لما حج في خلافة أمير المؤمنين المتوكل على الله ، جعل له منبر عظيم فخطب عليه بمكة ثم خرج وخلّفه بها.

ويقال : إنّ أول من خطب على المنبرين منبر مكة والمدينة ، وجمع له ذلك في الولاية / في خلافة بني هاشم جعفر بن سليمان(٢) بن علي ، ومن بعده داود(٣) بن عيسى ، ثم ابنه محمد بن داود ، فقال داود بن [سلم](٤) لجعفر

__________________

(١) أنظر الأزرقي ٢ / ١٠٠.

(٢) هو : جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس. ترجمته في العقد الثمين ٣ / ٤١٩.

(٣) داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. العقد الثمين ٤ / ٣٥٧.

وابنه محمد مترجم في العقد الثمين ٢ / ١٥.

وهذه الأخبار نقلها الفاسي في العقد الثمين ٢ / ١٥ وعزاها للفاكهي.

(٤) في الأصل (مسلم) وهو تصحيف. إنما هو : داود بن سلم ، مولى بني تيم بن مرّة ، ويعرف ب (الأدلم) لسواده. وكان من أقبح الناس وجها. مخضرما من شعراء الدولتين الأموية والعباسية.

وهو من ساكني المدينة ، كانت له مخيلة في مشيته ، فجلده قاضي المدينة سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. وكان داود نبطي الأصل. أنظر أخباره في الأغاني ٦ / ١٠ ـ ٢٠.

وقد ذكر أبو الفرج أبياتا من قصيدة داود هذه ، لكنّه لم يذكر البيت الأولى. وذكر هذه القصيدة وفيها البيتان ، الفاسي في العقد الثمين ٣ / ٤٢١.

٦٢

ابن سليمان حين ولي مكة والمدينة يمدحه ويذكر ولايته المنبرين مكة والمدينة :

صفا كصفاء المزن في ناقع الثّرى

من الرّنق حتّى ماؤه غير أكدرا

حوى المنبرين الطّاهرين فجعفر

إذا ما خطا عن منبر أمّ منبرا

ذكر

التكبير يوم الصدر في المسجد الحرام

١٧٩٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، ومحمد بن منصور ـ يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ ـ قالا : حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالعشى يوم الصدر ، وأنا غلام في المسجد يكبّر ويأمر من حوله.

وقال سعيد : ويأمر من معه أن يكبّروا ، فلا أدري أتأوّل قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ) (١) أو قوله ـ عزّ وجل ـ :( فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ ) (٢) الآية.

١٨٠٠ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، قال : قال ابن جريج : وأقول أنا يكبرون حتى الليل.

قال : ورأيت عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد(٣) ، يكبّر بالمحصّب يوم الصدر ، وهو أمير الحاجّ حتى الليل.

__________________

١٧٩٩ ـ إسناده صحيح.

١٨٠٠ ـ إسناده حسن.

(١) سورة البقرة (٢٠٣) وفي الأصل (معلومات بدل معدودات).

(٢) سورة البقرة (٢٠٠).

(٣) ولي مكة سنة (٩٧) وكان جوادا ممدّحا. ترجمته في العقد الثمين ٥ / ٤٥٠ ـ ٤٥٢.

٦٣

ذكر

أن أهل مكة كان يقال لهم أهل الله

١٨٠١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا نصر بن باب ، عن حجاج ابن أرطأة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم بعث عتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ إلى أهل مكة ، وقال : «هل تدري إلى من أبعثك؟ أبعثك إلى أهل الله ، فانههم عن شرطين في بيع ، وبيع وسلف ، وربح ما لم يضمن ، وبيع ما لم يقبض».

١٨٠٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن

__________________

١٨٠١ ـ إسناده ضعيف جدا.

نصر بن باب ، أبو سهل المرزوي ، قال عنه ابن معين : ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم : متروك الحديث. الجرح ٨ / ٤٦٩.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٦ وعزاه للزبير بن بكّار في النسب. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٨٦٠ وعزاه للطبراني في الكبير. وقد رواه البيهقي ٥ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ من طريق : العباس بن الوليد بن مزيد ، عن أبيه ، عن الأوزاعي ، عن عمرو بن شعيب ، به ، بنحوه ، وإسناده حسن.

١٨٠٢ ـ إسناده ضعيف.

عبد الكريم ، هو : ابن أبي المخارق. وهو ضعيف. ومحمد بن قيس الأنصاري ـ مولى سهل بن حنيف ـ قال ابن حجر في التعجيل ص : ٣٧٥ ليس بمشهور. وذكره البخاري ١ / ٢١١ ، وابن أبي حاتم ٨ / ٦٢ وسكتا عنه.

رواه عبد الرزاق ٨ / ٤٦٦ ، عن ابن جريج به. وأحمد ٣ / ٤٨٧ من طريق : عبد الرزاق. وذكره الهيثمي في المجمع ١ / ٢٠٥ ، ٤ / ١٧٧ وعزاه لأحمد ، وقال : فيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف. وذكره السيوطي في الكبير ٢ / ٤١١ ونسبه لعبد الرزاق. –

٦٤

ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الكريم بن أبي المخارق ، قال : إنّ الوليد بن [مالك](١) أخبره ، أنّ محمد بن قيس ـ مولى سهل بن حنيف ـ من بني ساعدة ، أخبره أنّ سهلا أخبره ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال له : «أنت رسولي إلى أهل مكة ، قل لهم : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقرأ عليكم السلام ، ويأمركم بثلاث : أن لا تحلفوا بغير الله ، وإذا تخليتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ، ولا تستنجوا بعظم ولا ببعر».

١٨٠٣ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا ابن أبي أويس ، قال : حدّثني أبي ، عن محمد بن المنكدر ، عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم بعث عليا وأبا أسيد الساعدي ـ رضي الله عنهما ـ إلى أهل مكة ، فقال : «اقرئهم منّي السلام» ثم ذكر نحو حديث ابن جريج.

قال ابن جريج في حديثه هذا : عن معاوية ـ رضي الله عنه ـ ، أن النبي صلّى الله عليه وسلم حين استعمل عتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ على مكة قال : «هل تدري على من استعملك؟ استعملتك على أهل الله».

قال ابن جريج : وسمعت غيره يقول ذلك.

__________________

وسهل بن حنيف بن واهب أبو ثابت الأنصاري الأوسي ، والد أبي امامة بن سهل ، صحابي معروف. آخى النبي صلّى الله عليه وسلم بينه وبين علي ـ رضي الله عنهما ـ مات بالكوفة سنة (٣٨) وصلّى عليه علي. طبقات ابن سعد ٣ / ٣٧١ ، الإصابة ٢ / ٨٦.

١٨٠٣ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقية رجاله موثّقون.

وأبو أسيد الساعدي هو : مالك بن ربيعة.

(١) في الأصل (أبي مالك) وهو خطأ. والوليد بن مالك بن عباد الأنصاري ذكره ابن حبّان في الثقات ٧ / ٥٥٢. والبخاري في الكبير ٨ / ١٥٢ ، وابن أبي حاتم ٩ / ١٧ ـ ١٨. وابن حجر في التعجيل ص : ٤٣٨ وسكتوا عنه.

٦٥

١٨٠٤ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني ابراهيم بن حمزة ، / عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن عثمان بن عبد الرحمن ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده ، قال : ومات رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ عامله على مكة.

١٨٠٥ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني محمد بن سلّام ، عن حماد بن سلمة ، عن الكلبي في قول الله ـ عزّ وجلّ ـ( وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ) (١) قال : عتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ.

١٨٠٦ ـ حدّثنا عمران بن موسى الطائي ـ وسمعته يحدّث في المسجد الحرام ـ قال : ثنا اسماعيل بن موسى بن بنت السدي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، يحدّث عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم لما

__________________

١٨٠٤ ـ إسناده حسن.

عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني : صدوق. التقريب ٢ / ١٢ والمغيرة بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام الحزامي. وابراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة ابن مصعب بن عبد الله بن الزبير الأسدي.

ذكره الطبري في تاريخه ٤ / ٤٧ ، وابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥٥٦ ، والفاسي في العقد الثمين ٦ / ٥.

١٨٠٥ ـ إسناده حسن.

إلى حمّاد بن سلمة ، لكن الكلبي : متروك.

ومحمد بن سلّام ، هو : الجمحي ، لا بأس بروايته. أنظر الجرح ٧ / ٢٧٨.

رواه العقيلي ٤ / ٣٣٩ من طريق : الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، فذكره. وذكره الفاسي في العقد الثمين ٦ / ٤ من طريق الزبير بن بكار.

١٨٠٦ ـ إسناده مرسل.

(١) سورة الأسراء (٨٠).

٦٦

بعث عتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ إلى مكة قال له : «إذا ذهبت إلى منى فصل ركعتين».

١٨٠٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني محمد بن سلّام ، عن أبان بن عثمان ، قال : جاء نعي أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ ، حين سوى على عتاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ التراب بمكة.

١٨٠٨ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، وسلمة بن شبيب ، ومحمد بن إسحاق ـ شبّويه ـ قالوا : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن القاسم بن محمد ، عن أسماء بنت عميس ـ رضي الله عنها ـ قالت : دخل رجل من المهاجرين على أبي بكر الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ وهو شاك ، فقال : إنّك استخلفت علينا عمر ، وقد كان أعتى علينا ولا سلطان له ، فلو قد ملكنا كان أعتى وأعتى ، فكيف تقول لله إذا لقيته؟ فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ : أجلسوني ، فأجلسوه ، فقال : هل [تفرّقوني](١) إلا بالله؟ قال : فإني أقول له إذا لقيته استخلفت عليهم خير أهلك.

قال معمر : فقلت للزهري : ما قوله : خير أهلك؟ قال يقول : خير أهل مكة.

__________________

١٨٠٧ ـ إسناده منقطع.

محمد بن سلّام ، هو : الجمحي ، لم يدرك أبان بن عثمان.

ذكره الطبري في تاريخه ٤ / ٤٧ ، وابن عبد البر في الاستيعاب ، وابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥٥٦ ، والفاسي في العقد الثمين ٦ / ٥.

١٨٠٨ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٣ من طريق : عبد الرزاق. ورواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة ٢ / ٦٧١ بإسناد آخر ، بنحوه.

(١) في الأصل (تعرفوني) والتصويب من الأزرقي.

٦٧

١٨٠٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، عن ابن جريج ، قال : سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير ، أو ابن أبي مليكة ، والصحيح ابن أبي مليكة ، يقول : كان أهل مكة فيما مضى يلقون ، فيقال لهم : يا أهل الله ، أو نحو ذلك.

وقال عبد المطلب في آل الله :

نحن آل الله في بلده لم

يزل ذاك على عهد إبراهيم

ذكر

فضل الموت بمكة

١٨١٠ ـ حدّثنا محمد بن يوسف بن حميد ، قال : ثنا موسى بن طارق ، عن ابن جريج ، قال : حدّثت عن الزهري ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «من قبر بمكة جاء آمنا يوم القيامة ، ومن قبر بالمدينة كنت عليه شهيدا ، وله شافعا».

١٨١١ ـ حدّثنا محمد بن العلاء بن عبد الجبار ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا

__________________

١٨٠٩ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٥١ ، ١٥٢ من طريق : الزنجي ، وهشام بن سليمان ، وعثمان بن ساج ، عن ابن جريج ، به.

١٨١٠ ـ إسناده ضعيف ، لانقطاعه ، وإرساله.

محمد بن يوسف ، هو : أبو حمة الزبيدي.

١٨١١ ـ إسناده ضعيف.

عبد الله بن المؤمّل : ضعيف الحديث. ومحمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب المطلبي. –

٦٨

عبد الله بن المؤمّل المخزومي ، قال : ثنا محمد بن عباد بن جعفر ، عن محمد بن قيس بن مخرمة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «من مات في الحرمين ، حرم مكة والمدينة ، بعثه الله ـ تعالى ـ يوم القيامة آمنا».

١٨١٢ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الله بن المؤمّل ، عن محمد بن عباد بن جعفر ، عن محمد بن قيس بن مخرمة ، عن النبي صلّى الله عليه وسلم نحوه.

١٨١٣ ـ / حدّثنا أبو هشام محمد بن سليمان بن أيوب الخزاعي ، قال : ثنا عمي أيوب بن الحكم ، عن مسلم بن خالد الزنجي ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «من مات بين الحرمين حشره الله ـ تعالى ـ من الآمنين» فقيل له : يا أبا حمزة وإن كان كافرا؟ قال : وإن كان كافرا حتى يقضي الله ـ تعالى ـ بين العباد.

__________________

يقال : له رؤية. وجزم البغوي وابن منده وغيرهما بأن حديثه مرسل. الاصابة ٣ / ٤٥٤.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٥ ، وعزاه للجندي في فضائل مكة. والسيوطي في الكبير ١ / ٨٣٦ وعزاه لأبي نعيم في معرفة الصحابة.

١٨١٢ ـ إسناده ضعيف.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٨٣٦ من طريق : محمد بن قيس بن مخرمة ، عن أبيه ، وعزاه لأبي نعيم أيضا.

١٨١٣ ـ إسناده ضعيف جدا.

أبان بن أبي عيّاش : متروك. كما في التقريب ١ / ٣١. وأيوب بن الحكم ، هو : الخزاعي الكعبي. سكت عنه ابن أبي حاتم ٢ / ٢٤٥. وأبو حمزة ، هو : أنس بن مالك.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٨٣٦ وعزاه للبيهقي في شعب الايمان مقتصرا على المرفوع.

٦٩

ذكر

محشر النبي صلّى الله عليه وسلم بين أهل مكة والمدينة

وشفاعته لهم وتفسير ذلك

١٨١٤ ـ حدّثنا عصمة بن الفضل ، وسلمة بن شبيب ، قالا : ثنا عبد الله بن نافع. وقال عصمة : قراءة على ابن نافع ، وقال سلمة : ثنا ابن نافع ، قالا جميعا : عن عاصم العمري ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «أنا أول من تنشقّ عنه الأرض ، ثم أبو بكر ، ثم عمر ـ رضي الله عنهما ـ ثم آتي أهل البقيع ، فيحشرون معي ، ثم أنتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين».

١٨١٥ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا عبد الله بن نافع ، قال : ثنا عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر قال : حدّثني أبو بكر ـ من

__________________

١٨١٤ ـ إسناده ضعيف.

عبد الله بن نافع ، هو : الصائغ ، مولى بني مخزوم. وعاصم العمري ، هو : عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ضعيف ، وهو أخو عبيد الله بن عمر العمري الامام الثقة.

رواه الترمذي ١٣ / ١٤٨ ـ ١٤٩ من طريق : سلمة بن شبيب ، به ، وقال : هذا حديث غريب. ورواه ابن عدي في الكامل ٥ / ١٨٧٠ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٦٨ كلاهما من طريق : عبد الله بن نافع به. وصحّح الحاكم إسناده ، وتعقّبه الذهبي بتضعيف عاصم العمري.

١٨١٥ ـ إسناده ضعيف.

وأبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر : ثقة. كما في التقريب ٢ / ٣٩٦.

٧٠

ولد سالم ـ قال : أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «أنا أول من تنشقّ عنه الأرض ولا فخر ، ثم تنشقّ عن أبي بكر ، وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ثم تنشقّ عن الحرمين مكة والمدينة ، ثم أبعث بينهما هكذا» ـ وجعل اصبعيه السبابة والوسطى ـ.

١٨١٦ ـ حدّثنا ابن أبي سلمة : قال : وحدّثنا ابن نافع ـ مرة أخرى ـ قال : ثنا عاصم بن عمر ، عن أبي بكر ، قال : حدّثني سالم ، أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال ، ولم يقل عن أبيه.

١٨١٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، قال : ثنا بشر بن السريّ قال : ثنا سعيد بن السائب ، عن [عبد الملك](١) بن أبي زهير ، عن [حمزة](٢) بن عبد الله بن أبي [تيماء](٣) عن القاسم بن حبيب بن جبير ، عن عبد الملك بن عباد بن جعفر ، قال : إنه سمع ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال :

__________________

١٨١٦ ـ إسناده ضعيف.

١٨١٧ ـ في إسناده من هو مسكوت عنه.

القاسم بن حبيب سكت عنه البخاري في الكبير ٧ / ١٦٩.

رواه البخاري في التاريخ الكبير ٥ / ٤٠٤ ، ٤١٤ ـ ٤١٥ من طريق : عبد الملك بن أبي زهير ، به مختصرا. وذكره ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٥١٠ وعزاه لابن مندة وأبي نعيم وابن عبد البر في كتبهم عن الصحابة. وذكره الهيثمي في المجمع ١٠ / ٣٨١ ، وعزاه للبزّار والطبراني ، وقال : فيه جماعة لم أعرفهم.

وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٤٢٣ وقال : رواه البزّار في مسنده ، وابن شاهين.

(١) في الأصل (عبد الله) وهو خطأ ، وعبد الملك بن أبي زهير ذكره البخاري ٥ / ٤١٤ ، وابن أبي حاتم ٥ / ٣٥١ وسكتا عنه.

(٢) في الأصل (خيرة) وهو تصحيف.

(٣) في الأصل (تيم) وهو تصحيف أيضا. وحمزة بن عبد الله بن أبي تيماء ، ذكره البخاري ٣ / ٤٩ ، وابن أبي حاتم ٣ / ٢١٣ وسكتا عنه.

٧١

«أول من أشفع له أهل المدينة ، وأهل مكة ، وأهل الطائف».

وقد روى هذا الحديث حرمي بن أبي عمارة ، وقال فيه : إنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلم ، يقول : وحديث بشر الصحيح منها.

١٨١٨ ـ حدّثنا عبد الله بن منصور ، عن أبي المغيرة ، قال : حدّثتنا عبدة بنت خالد بن معدان ، عن أبيها ، قال : إنّ الكعبة تحشر يوم القيامة إلى بيت المقدس تزفّ زفّ العروس ، متعلق بها من حج إليها ، فتقول الصخرة : مرحبا بالزائر والمزور.

ذكر

ما خصّ به أهل مكة دون الناس كلهم

١٨١٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، وعبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : قال عطاء بن أبي رباح : ليس أحد من خلق الله ـ تعالى ـ إلا وعليه حجة وعمرة واجبتان لا بد منهما من استطاع إليه سبيلا كما قال الله ـ تبارك وتعالى ـ وحتى أهل بوادينا. قال : إلا أهل مكة. قال : / عليهم حجة ، وليس عليهم عمرة ، من أجل أنهم أهل البيت(١) .

__________________

١٨١٨ ـ شيخ المصنّف ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ١٧٨ ، وسكت عنه. وأبو المغيرة ، هو : عبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وعبدة بنت خالد ذكرها ابن حبّان في الثقات ٧ / ٣٠٧.

١٨١٩ ـ إسناده صحيح.

(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢٠٩ ، وعزاه لعبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، به.

٧٢

قال ابن جريج : وبلغني عن طاوس ، قال : المتعة للناس إلا لأهل مكة( ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ) (١) .

قال ابن جريج : وحدّثت عن عكرمة ، قال : قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : المتعة للناس إلا لأهل مكة(٢) .

١٨٢٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن [طاوس](٣) بن كيسان ، قال : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : لا يضرّكم يا أهل مكة أن لا تعتمروا ، فإن كنتم لا بد فاعلين فاجعلوا بينكم وبين الحرم بطن واد.

١٨٢١ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن يعقوب بن عطاء ، عن أبيه ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه كان يقول : ليس على أهل مكة عمرة. قال سفيان : ولم أعتمر منذ سكنت بهذه البلاد.

__________________

١٨٢٠ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن جرير في التفسير ٢ / ٢٥٥ من طريق : قتادة ، عن ابن عباس ، بنحوه.

وذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢١٧ ، وزاد نسبته لعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن عباس ، بنحوه.

١٨٢١ ـ إسناده ضعيف.

يعقوب بن عطاء : ضعيف.

(١) رواه ابن جرير في التفسير ٢ / ٢٥٥ من طريق : عبد الرزاق عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢١٧ وعزاه لابن أبي شيبة.

والآية (١٩٦) من سورة البقرة.

(٢) ذكره السيوطي في الدر ١ / ٢١٧ وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد ، وابن جرير ، به.

(٣) في الأصل (عمرو) وهو خطأ.

٧٣

١٨٢٢ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : العمرة على الناس كلهم إلا على أهل مكة ، فإنها ليست عليهم عمرة إلا أن يقدم أحدهم من أفق من الآفاق.

١٨٢٣ ـ حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد ، قال : ثنا سعيد بن أبي مريم ، عن عبد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لم يكن يعطي أهل مكة عطاء ، ولم يكن يضرب عليهم بعثا ، ويقول : هم طلقاء.

١٨٢٤ ـ حدّثنا أحمد بن الحسن ، قال ثنا الضحاك بن مخلد ، عن ابن جريج ، عن عبد الكريم ، عن الوليد بن [مالك](١) عن محمد بن قيس ، عن سهل بن حنيف ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : «أنت رسولي إلى أهل مكة ، أن تقرأ عليهم السلام ، وتأمرهم أن لا يحلفوا بآبائهم».

١٨٢٥ ـ حدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا مكيّ بن ابراهيم ، قال : ثنا

__________________

١٨٢٢ ـ إسناده صحيح.

ذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢٠٩ وعزاه لعبد الرزاق ، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد ، عن طاوس ، به.

١٨٢٣ ـ إسناده صحيح.

١٨٢٤ ـ إسناده ضعيف.

عبد الكريم ، هو : ابن أبي المخارق. وهو ضعيف.

رواه البخاري في الكبير ١ / ٢١١ من طريق : الضحاك به. وقد تقدّم الحديث من طريق آخر برقم (١٨٠٢).

١٨٢٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي المكي : متروك.

(١) في الأصل (أبي مالك) وهو خطأ. راجع الأثر (١٨٠٢).

٧٤

طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : لا يدخل مكة إنسان إلا الحمّالين أو الحطّابين ، وأصحاب منافعنا ، إلا وهو محرم.

١٨٢٦ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : لا يحل لأ [حد](١) من خلق الله ـ تعالى ـ أن يدخل مكة لحاجة ولا لغيرها إلا حراما ، لأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يدخلها قطّ إلا حراما إلا عام الفتح ، من أجل القتال.

ذكر

حد البطحاء والأبطح وموضعهما من مكة

وحدّ البطحاء فيما يقال ـ والله أعلم ـ : ما بين دار ابن برمك إلى سوق ساعة. فذلك يقال له : البطحاء(٢) .

__________________

ـ رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧١ ب من طريق : علي بن هاشم ، ووكيع عن طلحة بن عمرو ، به. وذكره ابن حزم في المحلى ٧ / ٢٦٦.

١٨٢٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧١ ب من طريق : طاوس ، بنحوه.

(١) سقطت من الأصل.

(٢) تحديد الفاكهي للبطحاء تحديد دقيق ، وهو الخبير ببلده ، العارف بمعالمها. وما علينا إلّا أن نعرف أين تقع سوق ساعة ، وأين موضع دار ابن برمك.

أما دار ابن برمك ـ فابن برمك هو : جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي ، أحد رجال الدولة العباسية في زمن الرشيد ـ.

وداره هذه حدد الأزرقي موقعها فقال ٢ / ٢٤٣ : هي في الرباع العائدة إلى عدي بن ربيعة بن عبد شمس ، وهي بفوّهة أجياد الكبير. وكانت هذه الدار لأبي العاص بن الربيع ـ زوج زينب بنت

٧٥

١٨٢٧ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا محمد بن سعيد ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعد ، قالا : ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك ابن حرب ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن

__________________

١٨٢٧ ـ إسناده حسن.

محمد بن سعيد ، هو : ابن سابق الرازي. وعبد الرحمن بن عبد الله بن سعد ، رازي أيضا. وعبد الله بن عميرة : مقبول.

رواه أحمد ١ / ٢٠٦ ، وأبو داود في السنن ٤ / ٣١٩ ـ ٣٢٠ ، وابن ماجه ١ / ٦٩ ـ في المقدمة ـ كلّهم من طريق : الوليد بن أبي ثور ، عن سماك به. ورواه أحمد من طريق : شعيب بن خالد ، عن سماك ، به ولم يذكر الأحنف بن قيس.

ورواه أبو داود من طريق : أحمد بن أبي سريج ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد ، ومحمد بن سعيد ، به. ومن طريق : ابراهيم بن طهمان ، عن سماك ، به. ورواه الترمذي ١٢ / ٢١٧ من طريق : عبد بن حميد ، عن عبد الرحمن بن سعد ، به. ثم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ألا يريد عبد الرحمن بن سعد أن يحج ، حتى نسمع منه هذا الحديث. ثم قال : هذا حديث حسن غريب.

والعنان : السحاب أو المزن. والأوعال : جمع وعل ، وهو : تيس الجبل.

ـ النبي صلّى الله عليه وسلم وفيها ابتنى بزينب ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ـ. وقد حدد الأزرقي في موضع آخر ٢ / ٨١ موضع هذه الدار بين باب البقالين ، وباب الخياطين ، لاصقة بالمسجد الحرام. فإذا عرفنا أن باب البقالين ، هو ما كان يسمّى ب (باب الحزامية) أو : باب الحزورة ، ويعرف اليوم مكانه ب (باب الوداع). وهذا الباب فتحه المهدي موازيا لباب بني هاشم الذي في أعلى المسجد فيما إذا جاء السيل العظيم ، دخل من باب بني هاشم ، وخرج من باب البقالين.

وأن (باب الخياطين) هو : باب ابراهيم. ولا زال معروفا موضع هذا الباب بهذا الاسم إلى اليوم. وابراهيم هذا خياط كان يجلس عند هذا الباب فنسب إليه.

إذا عرفنا ذلك كله عرفنا موضع دار ابن برمك ، وأن هذه الدار قد صارت خرابا في زمن الفاكهي على ما سيذكره بعد الأثر (٢١١٢) عند ذكره لرباع آل عدي بن ربيعة بن عبد العزي بن عبد شمس.

وهذه الدار دخلت في المسجد الحرام اليوم من جهة باب الوداع وباب ابراهيم. وبذلك يتبيّن لنا الحد الأسفل للبطحاء.

أما سوق ساعة ، فقد ذكره الأزرقي ٢ / ٢٤٢ عند ذكره لرباع آل أسيد بن أبي العيص بن أمية ، حيث قال : ولهم دار الحارث ، ودار الحصين اللذان بالمعلاة في سوق ساعة ، عند فوّهة شعب ابن عامر. أه. وعلى ذلك فسوق ساعة : يقع في مدخل شعب بن عامر ، الذي يسمّى اليوم شعب عامر. وهذا حدّ البطحاء الأعلى. وبذلك يتبيّن لنا موضع البطحاء بدقة ، ولله الحمد والمنة.

٧٦

عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ أنه كان جالسا في البطحاء في عصابة ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلم جالس إذ مرّت عليهم سحابة ، فنظروا إليها ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «هل تدرون ما اسم هذه؟» قالوا : نعم هذه السحاب. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «والمزن»؟ قالوا : والمزن ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «والعنان». ثم قال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «هل تدرون كم بعد ما بين / السماء والأرض؟». قالوا : والله ما ندري. قال : «فإنّ بعد ما بينهما إما واحد وإما إثنان وإما ثلاثة وسبعون سنة ، والسماء الثانية فوقها كذلك ، حتى عدّ سبع سماوات» ، ثم قال : «فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه وأسفله ما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال ما بين أظلافهنّ وركبهنّ ما بين سماء إلى سماء ، والله ـ تبارك وتعالى ـ فوق ذلك».

١٨٢٨ ـ حدّثنا عمرو بن محمد العثماني ، قال : ثنا ابراهيم بن المنذر ، قال : كان أبو العاص بن الربيع من فتيان قريش المعدودين بمكة ، وكان يقال له : جرو البطحاء. ويقال : إنّ عبد الرحمن بن خالد بن الوليد(١) ، قال لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ في شيء : أما والله لو كنا على السواء بمكة لعلمت. فقال

__________________

١٨٢٨ ـ إسناده منقطع.

وأبو العاص بن الربيع ، هو : ابن عبد العزي بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.

وهو صهر رسول الله صلّى الله عليه وسلم على ابنته زينب.

وأمه : هالة بنت خويلد بن أسد ، أخت خديجة أم المؤمنين. توفي سنة (١٢) ه.

المستدرك ٣ / ٢٣٦. والعقد الثمين ٨ / ٦١ ـ ٦٢ وأنظر هذا الخبر في الاصابة ٤ / ١٢١ ، وينسب هذا القول لابن اسحاق.

(١) كان عظيم القدر في أهل الشام ، وشهد صفين مع معاوية ، وقد رشّحه بعضهم للخلافة بعد معاوية.

وقيل : إنّ معاوية نقم عليه ، فأغرى طبيبا نصرانيا فسقاه ما قتله. والله أعلم.

أنظر أخباره في المنمّق ص : ٤٤٩ ، ونسب قريش لمصعب ص : ٣٢٤.

٧٧

معاوية ـ رضي الله عنه ـ : إذا أكون معاوية بن أبي سفيان ، منزلي الأبطح ، ينشق [عنّي سيله](١) وتكون عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، منزلك أجياد ، أعلاه مدرة وأسفله عذرة [وقد قال سهيل بن عمرو](٢) : أشبه امرؤ بعض بزّه ، فكانت مثلا(٣) .

قال الفرزدق التميمي يذكر البطحاء :

تنحّ عن البطحاء إنّ قديمها

لنا والجبال الباذخات الفوارع(٤)

وقال الفرزدق أيضا يذكر البطحاء :

أحارث داري مرّتين هدمتها

وأنت ابن أخت لا تخاف غوائله

وأنت امروء بطحاء مكّة لم تزل

بها منكم معطي الجزيل وفاعله(٥)

__________________

(١) في الأصل (عن سيلة) والتصويب من المراجع.

(٢) في الأصل (فقال سهل بن عمر) وهو تصحيف. وهذا مثل معروف يضرب في مماثلة الشيء صاحبه.

وسيذكر الفاكهي سبب قول سهيل لهذا المثل في الخبر (٢١٧٩) ، فانظره هناك.

(٣) رواه الزبير بن بكار في الموفقيات ص : ١١٣ ـ ١١٤ ، ونقله عنه ابن حجر في الاصابة ٣ / ٦٩.

واختصره الزبيري في نسب قريش ص : ٣٢٤. وذكره ابن حبيب في المنمّق في خبر طويل ، إلّا أنه جعل المفاخر لمعاوية : خالد بن المهاجر ابن خالد بن الوليد بعد أن قتل الطبيب النصراني الذي سقى عمّه ما أهلكه. وذكره الجاحظ في البيان والتبيين ٢ / ٢٦٤ ، وابن قتيبة في عيون الأخبار ١ / ٢٢٠ ، ونسباها لأبي الحسن المدائني ، وابن عبد ربه في العقد الفريد ١ / ٩٤ ، ٤ / ١١٥ ونسبه للعتبي.

(٤) ديوانه ١ / ٤١٩. وهذا البيت ضمن قصيدة طويلة ، فيها البيت المشهور.

أولئك آبائي فجئني بمثلهم

إذا جمعتنا يا جرير المجامع

(٥) ديوانه ٢ / ١٧٢.

والحارث المذكور في الشعر ، هو : الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، أخو عمر بن أبي ربيعة الشاعر المشهور.

وأم الحارث أمّ حبشية نصرانية سوداء من اليمن. وكان شريفا كريما من سادات العرب. استعمله ابن الزبير على البصرة ، وكان يقال له : القباع. أنظر ترجمته في البيان والتبيين ١ / ١٩٦. والأغاني ١ / ١٦٦ ، والاصابة ١ / ٣٨٦. وتهذيب الكمال ص : ٢١٤. وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٣ / ٤٤٧.

٧٨

وقال شاعر يذكر البطحاء :

أوحشت بعد أنسها البطحاء

فكديّ فما حوت فكداء

فثبير فبلدح فجيادا

ن ففخّ فمفجر فحراء

وقال شاعر أيضا :

إذا عدّ بطحا وقريش نماؤكم

إلى أصلها الفرع الزّكيّ المذهب

١٨٢٩ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان [عن](١) قيس ، عن طارق ، عن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال : قدمت على النبي صلّى الله عليه وسلم وهو بالبطحاء.

فأما الأبطح ، فيقال : إنه ما بين مسجد الحرس إلى حائط خرمان.

فذلك يقال له : الأبطح(٢) .

١٨٣٠ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا الثقفي.

__________________

١٨٢٩ ـ إسناده صحيح.

سفيان ، هو : الثوري. وقيس ، هو : ابن مسلم الجدلي. وطارق هو : ابن شهاب.

رواه أحمد ١ / ٣٩ ، ٤ / ٣٩٣ ، ٣٩٥ ، ٣٩٧ ، والبخاري في الحج ٣ / ٤١٦ ، ٦١٥ ، والمغازي ٨ / ١٠٤ ، ومسلم في الحج ٨ / ١٩٨ ـ ٢٠١ ، والنسائي في المناسك ٥ / ١٥٤ ، ١٥٦ كلّهم من طريق : قيس بن مسلم به ، بنحوه بأطول منه.

١٨٣٠ ـ إسناده صحيح.

(١) في الأصل (بن) وهو خطأ.

(٢) هذا تحديد آخر دقيق لما سميّ بالأبطح ، من عالم خبير بمعالم بلده. ومسجد الحرس هو مسجد الجنّ ، وسيأتي ذكره وسبب تسميته بمسجد الحرس. وأما حائط خرمان ، فهو ما يسمّى اليوم ب (الخرمانية) وقد أقيم على جزء كبير منه مبنى أمانة العاصمة.

فالأبطح هذا هو كما حدده الفاكهي من مسجد الجنّ إلى الخرمانية. وسيأتي مزيد كلام عن هذا الأثر عند الفاكهي للمحصّب وتحديده ـ إن شاء الله ـ.

٧٩

١٨٣١ ـ وسمعت محمد بن أبي عمر يحدّث عن سفيان بن عيينة والثقفيّ ، عن يحيى بن سعيد ، قال : إنه سمع سعيد بن المسيّب يذكر ، قال : لما صدر عمر ـ رضي الله عنه ـ أناخ بالبطحاء ، وقال الثقفي في حديثه : أناخ بالأبطح ، ثم كوّم كومة بطحاء ، وألقى عليها صنفة ردائه ، وقال : الّلهم كبرت سنّي ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيّع ولا مفرّط. ثم قدم المدينة في ذي الحجة ، فما انسلخ الشهر حتى قتل ـ رضي الله عنه ـ.

ذكر

النعي بمكة وأول من نعي بها

وبكي عليه في قديم الزمان

١٨٣٢ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ، عن الوليد بن كثير ، عن ابن صياد / عن سعيد بن المسيب ، قال : لما قبض النبي صلّى الله عليه وسلم ارتجّت مكة بصوت ، قال : فسمع ذلك أبو قحافة ـ رضي الله عنه ـ فقال : ما هذا؟ قالوا : قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، فمن ولي الأمر بعده؟ قالوا : ابنك. قال : أفرضيت

__________________

١٨٣١ ـ إسناده صحيح.

رواه عمر بن شبّة في تاريخ المدينة ٣ / ٨٧٢ ، وابن سعد في الطبقات ٣ / ٣٣٤ من طريق : يزيد بن هارون ، عن يحيى بن سعيد ، به.

وصنفة الثوب ، أو : صنفته ، حاشيته وطرفه.

اللسان ٩ / ١٩٨ ـ ١٩٩.

١٨٣٢ ـ إسناده حسن.

ابن صيّاد ، هو : عمارة بن عبد الله بن صيّاد المدني.

ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد ٥ / ٩ بنحوه.

٨٠