أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٣

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف:

ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419
المشاهدات: 6346
تحميل: 360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6346 / تحميل: 360
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ISBN: 964-493-171-8
العربية

بذلك بنو عبد شمس وبنو المغيرة؟ قالوا : نعم ، قال : فإنه لا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع. قال : فلما قبض أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ارتجت مكة بصوت دون ذلك ، فقال : ما هذا؟ قالوا : مات ابنك. قال : هذا خبر جليل.

قال عبد الجبار في حديثه : والأول أجلّ منه وأعظم.

١٨٣٣ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : قال سفيان : لما مات رسول الله صلّى الله عليه وسلم بلغ ذلك أهل مكة فنفروا من ذلك ، واشتدّ عليهم ، فقام سهيل بن عمرو ـ رضي الله عنه ـ في وجه الكعبة ، فوعظهم.

١٨٣٤ ـ حدّثني أبو عثمان محمد بن يعقوب الشافعي ، قال : حدّثني مصعب الزبيري ، قال : ثنا أبي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : صلى بنا ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فوجم وجوما طويلا بعد الصلاة ، ثم التفت إلينا.

قال : وقد كان [أتاه](١) نعي معاوية ـ رضي الله عنه ـ فقال : لله درّ ابن هند ، إن كان لنفرّقه فيتفارق لنا ، وما الليث الحرب باجرأ منه ، وإن كنا لنخوّفه فيخاف ، وما ابن ليله بأدهى منه ، كان والله كما قال بطحاء العذري(٢) :

__________________

١٨٣٣ ـ إسناده منقطع.

ذكره الذهبي في السير ١ / ١٩٤ ، وابن حجر في الاصابة ٢ / ٩٢ ، والفاسي في العقد ٤ / ٦٢٧.

١٨٣٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

ومصعب الزبيري ، هو : مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الأسدي.

(١) في الأصل (أباه) وهو تصحيف.

(٢) كذا في الأصل ، وفي جميع المراجع التي ذكرت هذا الخبر. ولم أقف على ترجمته ، سوى ما قاله الزبير في الموفقيات (وبطحاء : رجل من عذره كان يمدح معاوية). ولم يزد على ذلك.

٨١

ركوب المنابر وثّابها

معن بخطبته مجهر

يثوب إليه فصوص الكلام

إذا نثر الخطب المهمر

كان والله كما قالت [أميمة بنت رقيقة](١) :

ألا أبكيه ألا أبكيه

ألا كلّ الفتى فيه

كان والله [لا يتخوّن](٢) له عقل ، ولا ينقص له قوة ، والله لوددت انه بقي ما بقي أبو قبيس(٣) .

ويقال : إنّ أول من نيح عليه بمكة جهارا مصعب بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فأنكر الناس ذلك.

١٨٣٥ ـ فحدّثني عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا بشر بن السري ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، أنّه قال يومئذ : اتصنعون هذا وأنتم بالبلد الحرام؟ قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : دعنا يا رجل ، فإنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ( أَضْحَكَ وَأَبْكى ) (٤) .

__________________

١٨٣٥ ـ في إسناده من لم يسمّ.

(١) في الأصل (رقية بنت أميمة) وهو خطأ. والتصويب من المراجع ، وهي : أميمة بنت عبد الله بن بجاد التيمي. ورقيقة أمها. وأميمة : صحابية بايعت النبي صلّى الله عليه وسلم أنظر نسب قريش لمصعب ص : ٢٢٩ وتقريب التهذيب ٢ / ٥٩٠.

(٢) في الأصل : (لا يتحوس) والتصويب من الموفقيات والأغاني.

(٣) ذكر بعضه مصعب الزبيري في نسب قريش ص : ٢٢٩ ، ورواه الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات ص : ٥١٦ ـ ٥١٧ ، بطوله ، من طريق : علي بن صالح بن عبد الله ، عن جده ، عن هشام بن عروة. وروى بعضه أبو زرعة الدمشقي في تاريخ دمشق ١ / ٥٧٢ من طريق : كعب بن خريم ، عن عبد الله بن مصعب. ورواه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني ١٧ / ٢١٢ ـ ٢١٣ من طريق : الزبير بن بكار ، به. وذكر قول ابن الزبير هذا ابن كثير في البداية ٨ / ١٣٩.

(٤) سورة النجم (٤٣).

٨٢

١٨٣٦ ـ وحدّثنا عبد الله بن شبيب الربعي ، قال : حدّثني عبيد بن ميمون ، عن عبد الملك بن(١) عبد العزيز بن الماجشون ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، قال : قدمت مكة فإذا رجل شريف من قريش قد مات ، فأخرج سريره ، وإذا الغريض ، وابن سريج ، قد اكتنفا السرير وأحدهما يقول :

قد لعمري بتّ] ليلي[(٢)

كأخي الدّاء الوجيع

ويضرب بكمه السرير. قال ويقول الآخر :

قد لعمري بتّ ليلي

كأخي الدّاء الدّفين

ويضرب بكمه السرير ، قال الآخر :

كلّما أبصرت ربعا

خاليا فاضت دموعي

قال الآخر :

كلّما أبصرت ربعا

خاليا فاضت] دموعي [(٢)

والآخر يقول :

خاليا من سيّد

كان لنا غير مضيع

والآخر يجيبه يقول :

خاليا من سيّد

كان لنا غير مهين(٣)

__________________

١٨٣٦ ـ إسناده ضعيف جدا.

عبد الله بن شبيب الربعي : أخباري علّامة ، إلّا أنه واه.

(١) في الأصل (عبد الملك بن محمد بن عبد العزيز) وهو خطأ.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الأغاني.

(٣) الأبيات ما عدا الثاني ، ذكرها أبو الفرج في الأغاني ١ / ٣٧ ، ونسبها للأحوص ، وهو : عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت الأنصاري المدني.

٨٣

والغريض مولى العبلات من بني عبد شمس(١) ، وابن سريج مولى المخزوميّين ، أو لغيرهم(٢) .

/ ذكر

عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان

واجتهادهم فيها لفضلها

وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان ، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد ، فصلّوا وطافوا وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام ، حتى يختموا القرآن كلّه ، ويصلوا ، ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة ب الحمد وقل هو الله أحد عشر مرات ، وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة فشربوه ، واغتسلوا به ، وخبّؤوه عندهم للمرضى ، يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة ، ويروى فيه أحاديث كثيرة.

١٨٣٧ ـ حدّثنا الحسن بن علي ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا ابن أبي سبرة ، عن ابراهيم بن محمد ، عن معاوية بن عبد الله ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «إذا كانت ليلة

__________________

١٨٣٧ ـ إسناده متروك.

أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة : رموه بالوضع. التقريب ٢ / ٣٩٧. وابراهيم بن محمد ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

رواه ابن ماجه ١ / ٤٤٤ من طريق : الحسن بن علي الحلواني ، به. وابن الجوزي في العلل المتناهية ٢ / ٧١ من طريق : ابن ماجه به.

(١) أنظر الأغاني ٢ / ٣٥٩ وما بعدها.

(٢) الأغاني ١ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩.

٨٤

النصف من شعبان ، فقوموا ليلها وصوموا نهارها ، فإن الله ـ عزّ وجلّ ـ ينزل فيها لغروب الشمس إلى السماء الدنيا ، فيقول : ألا مستغفر فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ، حتى يطلع الفجر.

١٨٣٨ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أنّ عبد الملك بن عبد الملك ، حدّثه عن المصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد ، عن عمه ، أو غيره ، عن أبي بكر الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال : «ينزل بنا ـ تبارك وتعالى ـ ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ، فيغفر لكل نفس إلا لإنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله».

١٨٣٩ ـ حدّثنا عمار بن عمرو الجنبي ، قال : ثنا أبي عمرو(١) بن هاشم ـ أبو مالك الجنبي ـ قال : ثنا الحجاج بن أرطأة ، عن مكحول ، عن كثير ابن مرة الحضرمي ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحو من

__________________

١٨٣٨ ـ إسناده ضعيف جدا.

عبد الملك بن عبد الملك ، قال البخاري ٥ / ٤٢٤ : في حديثه نظر.

رواه ابن عدي في الكامل ٥ / ١٩٤٦ ، والعقيلي ٣ / ٢٩ ، وابن الجوزي في العلل ٢ / ٦٦ كلّهم من طريق : ابن وهب به. وقال ابن عدي : هذا حديث منكر بهذا الإسناد.

وذكره السيوطي في الكبير ١ / ١٠١٧ وعزاه لابن زنجويه والبزّار ـ وحسّنه ـ والدار قطني ، والبيهقي في الشعب.

١٨٣٩ ـ إسناده ضعيف.

عمرو بن هاشم : ليّن الحديث. والحجاج : صدوق كثير الخطأ والتدليس.

رواه عبد الرزاق ٤ / ٣١٧ من طريق : مكحول ، عن كثير بن مرّة ، فذكره ، بنحوه.

ورواه أحمد ٦ / ٢٣٨ ، والترمذي ٣ / ٢٧٥ ، وابن ماجه ١ / ٤٤٤ ، وابن الجوزي في العلل ٢ / ٦٦ كلّهم من طريق : حجاج ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عروة ، عن عائشة ،

(١) في الأصل (ثنا أبي ، عن عمرو بن هاشم) وهو خطأ وصوابه ما أثبت.

٨٥

بعض هذه الأحاديث ، وزاد فيه قال : «ولكن إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الرب ـ تبارك وتعالى ـ إلى السماء الدنيا فيغفر من الذنوب أكثر من عدد شعر غنم كلب».

١٨٤٠ ـ حدّثنا محمد بن علي الصائغ ، قال : ثنا(١) عن منصور.

١٨٤١ ـ وحدّثنا ابن أبي سلمة ، قال : ثنا محمد بن معاوية ، ويوسف بن عدي ـ يزيد أحدهما على صاحبه ـ قالا جميعا : عن عمرو بن ثابت ، عن محمد بن مروان ، عن أبي يحيى ، عن أبيه ، قال : حدّثني بضعة وثلاثون رجلا من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهم ـ قالوا : «من صلى ليلة النصف من شعبان». وقال ابن أبي سلمة في حديثه «وليلة النصف من رمضان مائة ركعة [يقرأ فيها](٢) ألف مرة قل هو الله أحد في كل ركعة عشر مرات ، لم يمت حتى يعطيه الله ـ عزّ وجلّ ـ مائة من الملائكة ، ثلاثون منهم يبشرونه بالجنّة ، وثلاثون منهم يؤمنونه من عذاب الله ـ عزّ وجلّ ـ وثلاثون

__________________

به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٢٦ وعزاه للبيهقي وعبد بن حميد وابن أبي شيبة.

وقال الترمذي : سمعت محمدا ـ يعني : البخاري ـ يضعف هذا الحديث.

١٨٤٠ ـ كذا هو الأثر في الأصل ، ومنصور لم أتبيّن من هو.

١٨٤١ ـ إسناده متروك.

محمد بن مروان ، هو : السدّي الصغير ، وهو متهم بالكذب. التقريب ٢ / ٢٠٦.

وعمرو بن ثابت بن عمرو بن أبي المقدام الكوفي : ضعيف رمي بالرفض. التقريب ٢ / ٦٦.

وأبو يحيى ، ووالده لم أعرفهما.

(١) بياض في الأصل.

(٢) سقطت من الأصل ، ويقتضيها النص.

٨٦

منهم يعصمونه من الخطايا ، والعشرة الباقية يكيدونه من أعدائه». وقال محمد ابن علي في حديثه : «يكيدون له من عاداه».

ذكر

عدد المنارات التي على رؤوس الجبال بمكة

/ وكان أهل مكة فيما مضى من الزمان لا يؤذّنون على رؤوس الجبال ، وإنما كان الأذان في المسجد الحرام وحده ، فكان الناس تفوتهم الصلاة ، من كان منهم في فجاج مكة ونائيا عن المسجد ، حتى كان في زمن أمير المؤمنين ـ هارون ـ فقدم عبد الله بن مالك ، أو غيره من نظرائه مكة ، ففاتته الصلاة ولم يسمع الأذان ، فأمر أن تتخذ على رؤوس الجبال منارات تشرف على فجاج مكة وشعابها يؤذّن فيها للصلاة ، وأجرى على المؤذنين في ذلك أرزاقا.

فلعبد الله بن مالك الخزاعي على جبل أبي قبيس المشرف على المسجد الحرام منارة على القلعة بعينها. ومنارة أخرى بحذائها مشرفة على أجياد ، ومنارة إلى جنب المنارة التي على القلعة ، وأخرى تحتها ، فتلك أربع منارات.

ولعبد الله بن مالك أيضا منارة على جبل مرازم المشرف على شعب ابن عامر وجبل الأعرج.

ثم أمر بغا مولى أمير المؤمنين الذي يكنى بأبي موسى بمنارة على رأس الفلق ، فبنيت له.

ولعبد الله بن مالك منارة تشرف على المجزرة. وله هناك مناراتان على جبل تفاحة.

٨٧

ولعبد الله منارة على رأس الأحمر بناها على موضع منه يقال له الكبش مرتفع.

[و](١) على جبل الأحمر منارة لبغا أيضا.

ولعبد الله بن مالك منارة على جبل خليفة بن عمر البكري ، ومعها منارة لبغا أيضا.

ولعبد الله على كداء منارة تشرف على وادي مكة.

ولبغا منارة على جبل المقبرة. وله أيضا منارة على جبل الحزورة.

وله مناراتان على جبل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ. وعلى جبل الأنصاب الذي يلي أجياد منارة. وله منارة على ثنية أم الحارث تشرف على الحصحاص.

ولبغا منارة على جبل معدان مشرفة على حائط خرمان.

وله أيضا منارة تشرف على الخضراء وبئر ميمون.

ولبغا أيضا منارة بمنى عند مسجد الكبش.

فكانت هذه المنارات عليها قوم يؤذنون فيها للصلوات ، وتجري عليهم الأرزاق في كل شهر ، ثم قطع ذلك عنهم ، فترك ذلك بعضهم ، وبقي منها منارات يؤذن عليها يجري على من يؤذن فيها عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي اليوم(٢) .

__________________

(١) أضفناها لاقتضاء السياق لها.

(٢) نقل هذا المبحث الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٢٤١ ـ ٤٢٢ وهو من المباحث التي تفرّد بذكرها الفاكهي. ثم قال الفاسي بعد ذلك : وقد ترك الأذان على جميع هذه المنارات في عصرنا. أه.

قلت : وسوف يأتي التعريف بهذه الجبال المذكورة في هذا المبحث عند كلام المصنّف عن مواضع مكة ـ إن شاء الله ـ.

٨٨

ذكر

من مات من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنهم –

بمكة قديما وحديثا وتفسير ذلك

منهم خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ ماتت هي وأبو طالب في سنة واحدة قبل الهجرة.

ومات أولاد النبي صلّى الله عليه وسلم الذكور كلهم رضّعا بمكة. وأمّ هانيء بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ فيما يقال ، والله أعلم.

وأبو واقد الليثي.

١٨٤٢ ـ حدّثنا الحسن بن علي الزّعفراني(١) ، قال : ثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن ابن خثيم ، قال : حدّثني نافع بن سرجس. أنه دخل على أبي واقد الليثي ، في مرضه الذي مات فيه بمكة ، فقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، كان أخف الناس صلاة على الناس وأدومه على نفسه :

وعبد الله بن عمر ، / مات ـ رضي الله عنه ـ بمكة ، في دار عبد الله بن

__________________

١٨٤٢ ـ إسناده حسن.

زائدة ، هو : ابن قدامة. وابن خثيم ، هو : عبد الله بن عثمان بن خثيم.

رواه أحمد ٥ / ٢١٩ من طريق : زائدة به. ورواه في ٥ / ٢١٨ ـ ٢١٩ ، وكذلك الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٣٢ من طريق ابن جريج عن ابن خثيم ، به.

(١) كذا في الأصل ، وقد تقدّم مرار أنه (الحلواني) ولم أقف على من نسب الحسن بن علي إلى الزعفرانية ، والله أعلم.

٨٩

خالد بن أسيد ، وصلى عليه عبد الله بن خالد ، على الردم ، وقبره ـ رضي الله عنه ـ في مقبرة حائط خرمان(١) .

وأبو قحافة ـ رضي الله عنه ـ.

وعتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ وكان عاملا لرسول الله صلّى الله عليه وسلم على مكة ، ثم لأبي بكر ـ رضي الله عنه ـ حتى مات بعد وفاة أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ بيسير(٢) .

١٨٤٣ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني محمد بن سلام ، عن أبان بن عثمان ، قال : جاء نعي عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ حين سوّي على صفوان بن أمية ، وجاء نعي أبي بكر الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ حين سوّي على عتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ(٣) .

ومات عبد الله بن السائب في زمن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وشهده ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ(٤) .

١٨٤٤ ـ فحدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا ابن جعشم ، قال : انا ابن

__________________

١٨٤٣ ـ إسناده حسن.

١٨٤٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

رواه ابن سعد في الطبقات ٥ / ٤٤٥ من طريق : ابن نمير ، عن ابن جريج به ، ـ

(١) الأزرقي ٢ / ٢١٠ ، ٢٨٩ ـ ٢٩٠. وقال الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٢١٧ : اختلف في موضع قبره ، فقيل : بذي طوى في مقبرة المهاجرين ، وقيل : بالمحصّب ، وقيل : بفخ. والصحيح : أنه دفن بالمقبرة العليا عند ثنية أذاخر ، كما في تاريخ الأزرقي وغيره ، وهو يقرب من قول من قال : أنه دفن بالمحصّب. أه. وسيأتي مزيد توضيح لهذا الأمر في المباحث الجغرافية ـ إن شاء الله ـ.

(٢) أنظر الأثر (١٨٠٧).

(٣) نقله ابن حجر في الاصابة ٢ / ١٨١ عن الزبير بن بكار بإسناده المذكور ، وأنظر الأثر (١٨٠٧).(٤) رواه البخاري في الكبير ٥ / ٨ من طريق : ابن أبي مريم ، عن نافع بن عمر ، به. وإسناده صحيح.

وذكره الذهبي في السير ٣ / ٣٩٠ وابن حجر في الاصابة. ـ

٩٠

جريج ، قال : سمعت أبا عبد الله بن أبي مليكة ، يقول : رأيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لما فرغوا من دفن عبد الله بن أبي السائب ، وقام الناس عنه بأمر ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فوقف عليه ، فدعا له. قال : قلت : فسمعت من قوله شيئا؟ قال : لا.

وعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قتل بمكة ودفن بها.

وعبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق ـ رضي الله عنهما ـ مات بالجبل الحبشي أسفل مكة ، فنقل إلى مكة ، فدفن بأذاخر(١) .

وشيبة بن عثمان الحجبي ـ رضي الله عنه ـ.

والمسور بن مخرمة ـ رضي الله عنه ـ مات بمكة في قتال ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ يقال : إنه أصابه حجر من المنجنيق(٢) .

وعبد الله بن مطيع ، قتل مع ابن الزبير ـ رضي الله عنهم ـ ، ودفن بمكة.

وعمير بن قتادة الليثي ، أبو عبيد بن عمير ـ رضي الله عنه ـ.

__________________

وإسناده صحيح. ورواه البخاري في الكبير ٥ / ٨ من طريق : ابن أبي مريم ، عن يحيى ابن أيوب ، عن ابن جريج به.

(١) العقد الثمين ٥ / ٣٧٤ ، وسيأتي التعريف بجبل الحبشي ـ إن شاء الله ـ.

(٢) أنظر العقد الثمين ٧ / ١٩٩.

٩١

ذكر

ما كان عليه أهل مكة من القول في قديم

الدهر مما لم يتابعهم عليه أحد إلى اليوم

وتفسير ذلك

١٨٤٥ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن عبد الحميد بن جعفر ، قال : حدّثني وهب بن كيسان ، قال : اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فأخّر الخروج حتى تعالى النهار ، ثم خرج فخطب ، فأطال الخطبة ، ثم نزل ، فصلى ركعتين ، ولم يصل بالناس يومئذ الجمعة ، فعاب ذلك عليه ناس من بني أمية بن عبد شمس ، فذكر ذلك لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فقال : أصاب السنة ، فذكر ذلك لابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فقال : رأيت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ واجتمع على عهده عيدان ، فصنع هكذا.

١٨٤٦ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، قال : تكلم طاوس فقال : الخلع ليس بطلاق ، إنما هو فراق ، فأنكر ذلك

__________________

١٨٤٥ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ١٨٦ ـ ١٨٧ ، والنسائي ٣ / ١٩٤ ، والحاكم في المستدرك ١ / ٢٩٦ ـ وصحّحه ـ ثلاثتهم من طريق : عبد الحميد ، به. إلّا أن النسائي رواه مختصرا.

ورواه عبد الرزاق ٣ / ٣٠٣ من طريق : عطاء عن ابن عباس ، بنحوه.

١٨٤٦ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٥ / ١١٢ ، وذكره ابن حزم في المحلّى ١٠ / ٢٣٧ كلاهما من طريق : ابن عيينة به.

٩٢

عليه أهل مكة ، فقالوا : إنما هو طلاق ، فاعتذر إليهم ، وقال : لم أقل هذا ، إنما قاله ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.

١٨٤٧ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، ومحمد بن أبي عمر ـ يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ ـ قالا : ثنا سفيان ، قال : ثنا ابن أبي نجيح ، قال : صلى بنا عبد الله بن ابراهيم السهمي الجمعة في ظلّ الكعبة ، فذكرت ذلك لمجاهد ، فقال : وهل رأيت عيدا قط إلا في صدر النهار.

١٨٤٨ ـ / حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن عطاء وطاوس ومجاهد أنهم قالوا : من فاتته الخطبة يوم الجمعة فليصلّ أربعا ، إنما قصرت الصلاة من أجل الخطبة.

وبعض فقهاء أهل مكة كان يقول بهذا وهو عليه إلى اليوم.

١٨٤٩ ـ حدّثني جنيد أبو بكر ، قال : ثنا ابراهيم بن سعيد ، قال : ثنا عبد الرحمن بن يونس المستملي ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن أيوب ،

__________________

١٨٤٧ ـ إسناده صحيح.

وعبد الله بن ابراهيم السهمي لم أقف على ترجمته.

١٨٤٨ ـ إسناده صحيح.

محمد بن يحيى ، هو : الزمّاني.

رواه ابن أبي شيبة ، عن سفيان ، به. وعبد الرزاق ٣ / ٢٣٨ ، من طريق : معمر ، عن ابن أبي نجيح ، به.

١٨٤٩ ـ إسناده لا بأس به.

شيخ المصنّف ، هو : جنيد بن حكيم بن جنيد الأزدي الدقاق. قال الدار قطني : ليس بالقوي. تاريخ بغداد ٧ / ٢٤١.

وعبد الرحمن بن يونس المستملي البغدادي ، كان مستملي ابن عيينة ، وكان صدوقا.

التقريب ١ / ٥٠٣ وتلميذه ، ابراهيم بن سعيد ، هو : الجوهري.

٩٣

قال : شهدت من طاوس ثلاثا من العظائم والكبائر يعني : عارية(١) الفرج ، والدرهم بالدرهمين ، والمتعة.

١٨٥٠ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا الحميدي ، قال : ثنا سفيان ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي حرب بن أبي الأسود ، عن رجل من قومه ، قال : كان الرجل إذا قدم المدينة مهاجرا نزل على قرابة ان كان له بها ، وإلا نزل الصفّة ، فقام رجل ، فقال : يا رسول الله ، إنه قد تخرّقت عنا هذه الخنف(٢) ومرج(٣) بطوننا هذا التمر ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : «إنا كنا بمكة إنّما جلّ طعامنا البرير ، ثمّ إنا قدمنا على إخواننا المدينة ، وإنما جلّ طعامهم التمر ، فآسونا فيه ، واني لو قدرت لكم على الخبز واللحم لأطعمتكم».

__________________

١٨٥٠ ـ إسناده صحيح.

والرجل الذي لم يسمّ هو : طلحة بن عمرو البصري ، وهو من الصحابة ، ولا يضر ابهامه ، وقد سمّته جميع المراجع التي روت له هذا الحديث.

وطلحة بن عمرو هذا ذكر البخاري في الكبير ٤ / ٣٤٤ أن له صحبة وذكره ابن حبّان في الثقات ـ طبقة الصحابة ـ ٣ / ٢٠٤ وقال : سكن البصرة ، حديثه عند أهلها ، وهو من أصحاب الصفّة.

والحديث رواه أحمد ٣ / ٤٨٧ ، والطبراني ٨ / ٣٧١ ، وابن حبّان (موارد الظمآن ص : ٦٣٠ ـ ٦٣١) ثلاثتهم من طريق : ابن أبي هند ، عن أبي حرب ، عن طلحة بن عمرو ـ وكان من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم ـ فذكروه بنحوه. وذكره الهيثمي في المجمع ١٠ / ٣٢٢ ـ ٣٢٣ وعزاه للطبراني والبزّار. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٢٢٢ في ترجمة طلحة بن عمرو البصري ، وقال : رواه أحمد والطبراني ، وابن حبّان ، والحاكم من طريق : أبي حرب به ، ونقل عن ابن السكن قوله : ليس لطلحة غير هذا الحديث. أه.

(١) كذا في الأصل ولم أقف لها على معنى بعد بحث طويل.

(٢) الخنف : جمع خنيف ، وهو نوع غليظ من أردء الكتان. النهاية ٢ / ٨٤.

(٣) كذا في الأصل ، وفي جميع المصادر (أحرق) ومعنى مرج : أي أفسد.

٩٤

قال ابن إدريس : البرير : ثمر الأراك.

وكان من قول أهل مكة في قديم الدهر في [الصرف](١) ان لا بأس به يدا بيد أقلّ أو كثر.

١٨٥١ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ يقول : الدينار بالدينار ، والدرهم بالدرهم ليس بينهما فضل. فقلت : فإن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول غير ذلك! فقال : إني لقيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فقلت له : أرأيت الذي تقوله ، شيئا سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلم أو وجدته في كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ؟ قال : لم أسمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ولم أجده في كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ وأنتم أعلم برسول الله صلّى الله عليه وسلم مني ، ولكن أخبرني أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «الربا في الدين» وقال مرة أخرى : «في النسيئة».

١٨٥٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : حدّثنا سفيان ، عن فرات القزاز ، قال : عدنا سعيد بن جبير وهو مريض ، فلما أردنا أن نخرج من

__________________

١٨٥١ ـ إسناده صحيح.

أبو صالح ، هو : ذكوان.

رواه عبد الرزاق ٨ / ١١٧ ـ ١١٨ ، والحميدي ٢ / ٣٢٨ ـ ٣٢٩ ، ومسلم ١١ / ٢٥ ، والنسائي ٧ / ٢٨١ ، وابن ماجه ٢ / ٧٥٨ ، والبيهقي ٥ / ٢٨٠ كلّهم من طريق : سفيان بن عيينة ، به. ورواه البخاري ٤ / ٣٨١ من طريق : ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، به.

١٨٥٢ ـ إسناده صحيح.

(١) في الأصل (الصرب) بالباء ، وهو تصحيف. وأنظر الأثر (١٧١٤).

رواه عبد الرزاق ٨ / ١١٨ ـ ١١٩ من طريق : ابن عيينة به.

٩٥

عنده ، قال له عبد الملك بن ميسرة : أرجع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن الصرف؟ فقال سعيد : عهدي به قبل موته بست وثلاثين ليلة وما رجع عنه.

١٨٥٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كان المسجد في زمن ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ إذا قال الإمام( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) (١) يرتج بآمين.

وكان من فعل أهل مكة في بيوعهم أن يشتري الرجل اللبن من لبن البقر ، والغنم والإبل الشهر والشهرين.

١٨٥٤ ـ فحدّثنا حسين بن حسن المروزي ، قال : انا يزيد بن زريع ، قال : أنا النهاس بن قهم ، قال : سألت عطاء ، أو سئل عما يصنع أهل مكة ، يشترون اللبن في الضروع الشهر والشهرين؟ فكرهه ، وقال : لا يصلح.

__________________

١٨٥٣ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٣٢٧ من طريق : ابن عيينة به.

١٨٥٤ ـ إسناده ضعيف.

النهّاس بن قهم ـ بفتح القاف وسكون الهاء ـ : ضعيف. التقريب ٢ / ٢٠٧.

(١) سورة الفاتحة (٧).

٩٦

ذكر

السقايا التي بمكة يسقى فيها الماء

ويشرب الناس منها

/ وبمكة في فجاجها وشعابها من باب المسجد إلى منى ونواحيها ومسجد التنعيم نحو من مائة سقاية(١) .

منها لأبي أحمد الموفق بالله ثلاث سقايا في ظهر جبل العيرة(٢) .

ومنها سقايتان لابن أبي الشوارب.

ومنها سقاية للحارث بن عيسى أبي غانم.

ومنها لأبي سهل محمد بن أحمد سقايتان. ومنها سقاية للسلطان عند مسجد الشجرة(٣) ، وأخرى عند مسجد عائشة ـ رضي الله عنها ـ بالتنعيم ، وسائر ذلك للغرباء ، ولغيرهم من أهل مكة.

١٨٥٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال سعد بن عبادة

__________________

١٨٥٥ ـ إسناده صحيح.

لم أقف عليه من رواية أنس ، عن سعد بن عبادة. أنّما رواه عبد الرزاق ٩ / ٥٨ ، والبخاري ٥ / ٣٩٠ ، ومسلم ١١ / ٩٦ ، وأبو داود ٢ / ١٧٤ ، والترمذي ٧ / ٣٠ ، والنسائي ٦ / ٢٥٣ ، وابن ماجه ١ / ٦٨٨ ، والبيهقي ٦ / ٢٧٧ كلّهم من طريق : عبد الله بن عباس ، بنحوه. وللحديث طرق أخرى.

(١) الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٣٣٩.

(٢) سيأتي التعريف بجبل العيرة ـ إن شاء الله ـ.

(٣) مسجد الشجرة سيذكره المصنّف ـ إن شاء الله ـ.

٩٧

ـ رضي الله عنه ـ : يا رسول الله ، إنّ أمّ سعد كانت تحب الصدقة أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «نعم وعليك بالماء».

ذكر

من كتب له رسول الله صلّى الله عليه وسلم أمانا وكتب إليه

من أهل مكة وهو مقيم بها ولم يبرحها

١٨٥٦ ـ حدّثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد [بن عبد الرحمن بن محمد](١) بن بشر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء ـ وأملى هذا الحديث علينا ـ وقال لنا : أمليت عليكم من نسخة كتاب النبي صلّى الله عليه وسلم قال : حدّثني أبي محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه عبد الرحمن بن محمد ، عن أبيه محمد بن بشر [عن أبيه بشر](١) بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن سلمة ، عن أبيه سلمة بن بديل بن ورقاء ، قال : قال سلمة : دفع إليّ بديل بن ورقاء هذا الكتاب ، وقال : يا بني هذا كتاب النبي صلّى الله عليه وسلم فاستوصوا به ، فلن تزالوا بخير ما دام فيكم. قال لنا أبو محمد عبد الرحمن بن بشر : أمليت عليكم من نسخة

__________________

١٨٥٦ ـ في إسناده من لا يعرف.

رواه الطبراني في الكبير ٢ / ١٥ ـ ١٦ من طريق : أحمد بن يحيى المصري ، عن عبد الرحمن بن محمد ، به. وذكره الهيثمي في المجمع ٨ / ١٧٣ ، وقال : فيه من لم أعرفهم. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ١ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ بإسناده إلى ابن أبي عاصم ، به مختصرا. وذكره ابن حجر في الاصابة ١ / ١٤٦ مختصرا ، والسيوطي في الكبير ١ / ٤٥٦ ، ٢ / ٢٩٩ وعزاه لابن أبي عاصم ، والباوردي ، والفاكهي ، والطبراني ، وأبي نعيم ، والضياء المقدسي.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الطبراني ، وأسد الغابة والاصابة.

٩٨

كتاب النبي صلّى الله عليه وسلم [بسم الله الرحمن الرحيم](١) «من محمد رسول الله إلى بديل وبشر وسروات بني عمرو ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلّا هو ، أما بعد ، فإني لم أثم بالكم ولم أضع في جنبكم ، وان أكرم أهل تهامة علي أنتم ، وأقربهم رحما ومن تبعكم من المطيّبين ، وإني قد أخذت لمن هجر ـ يعني هاجر ـ منكم مثل ما أخذت لنفسي ، ولو هجر ـ هكذا أملى علينا ، وإنما هي : هاجر ـ بأرضه غير سكن ـ يريد : ساكن مكة ـ إلا معتمرا أو حاجا وان لم أضع فيكم إذا سلمت وانكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين ، أما بعد فإنه قد أسلم علقمة بن علاثة ، وابنا هوذة وتبعا ـ يعني : وبايعا ـ وهجرا ـ يعني : وهاجرا ـ على من تبعهم من عكرمة ، وأخذ لمن تبعه منكم مثل ما أخذ لنفسه ، وإنّ بعضنا من بعض أبدا في الحل والحرم وانني والله ما كذبتكم ، وليحيّيكم ربّكم».

ذكر

فضل المعلاة على المسفلة بمكة

١٨٥٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني حمزة بن عتبة اللهبي ، قال : إن النبي صلّى الله عليه وسلم لما حدّ المشاعر بالمعلاة عرفة ومنى والجمار والصفا والمروة والمسعى والركن والمقام والحجر ، برز إلى أسفل مكة فنظر يمينا وشمالا ، فقال : «ليس لله ـ عزّ وجلّ ـ فيما ها هنا حاجة» يعني : من المشاعر.

__________________

١٨٥٧ ـ إسناده ضعيف.

حمزة بن عتبة اللهبي. ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٣٦٠ ، وقال : لا يعرف ، وحديثه منكر. وأنظر ترجمته في العقد الثمين ٤ / ٢٢٨.

(١) ألحقتها من الطبراني وأسد الغابة.

٩٩

/ ذكر

الحمامات بمكة وعددها

وعدد الحمّامات بمكة ستة عشر حمّاما.

كان منها حمّام في دار الوادي فخرب وذهب.

وحمام أسفل منه إلى جنب زقاق الخيبريين شارعا على الوادي. وحمام علي بن عيسى عند دار الحمام.

وفي شعب ابن عامر حمامان : احدهما لابن أخي أبي خراسان ، وحمام ابن عمران العطار في زقاق جندر.

وحمام أحمد بن سهل في دار عباس ، قبالة دار السعديين.

وحمام الحويطبيّين عند دارهم في زقاق هنالك.

وحمّام معمر الحرسي ، عند دار السلماني عند سوق الفاكهة.

وحمام ابن حنظلة المخزومي إلى جنبه ، عند دار الطلحيين.

وبأجياد ثلاثة حمامات : حمام عند دار شركاء ، وحمام عند دار دانق ، وحمام عند السواقين كان لعبد الرحمن بن هارون.

وحمام الحنطي في زقاق التمّارين.

وحمام أبي يحيى المروزي شارع على فوّهة ردم بني جمح.

وحمام في سوق الدجاج عند أصحاب النورة.

__________________

ـ والحديث نقله الفاسي في الشفاء ١ / ١٨ ـ ١٩ عن الفاكهي ، ثم قال : وهذا خبر عجيب ، والله أعلم بصحته.

١٠٠