أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٤

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 341

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
تصنيف:

الصفحات: 341
المشاهدات: 3030
تحميل: 283


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 341 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 3030 / تحميل: 283
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 4

مؤلف:
العربية

حياض مجنّة(١) : يقال : إنّها عند قبور الشهداء بالحصحاص من وراء المربع ، وفيما هناك بئر عذبة يسقى منها يقال لها البرود وهي من أطيب ماء بمكة.

وفي ظهر ذي طوى : الحصحاص والمربع الذي وصفنا ، وفخّ وبيوت سراج والبرود وبلدح. وهذا كلّه قريب بعضه من بعض ، يقال لذلك كلّه : بطن مكة. وفي بيوت سراج يقول القائل :

سقى الله فخّا فالصعيد الذي به

بيوت سراج ما ألف قاطبه

وفي البرود والحصحاص يقول الشاعر :

إلى الصفح من مفضى البرود وبلدح

إلى وادي الحصحاص حين يدعثرا

ثنية أم الحارث(٢) : هي الثنية التي على يسارك إذا هبطت ذي طوى تريد فخّا بين الحصحاص وبين طريق جدّة. وهي أم الحارث بنت نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب.

مسلم(٣) : الجبل الذي انطلق منه النبي صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ ليلة هاجرا فبذلك سمّي مسلما ولقيتهما به أسماء ـ رضي الله عنها ـ ،

__________________

المنطقة المحيطة بجبل البرود كثيرة ، منها ما أقيم عليه فلل واسعة ، ومنها ما قد دثر وأبيضت أرضه ، ومنها ما هو بستان لأمانة العاصمة فيها قصور للأفراح وقاعة للمؤتمرات.

(١) لا زالت بعض الآبار عند جبل البرود قائمة إلى اليوم تستقي منها البلدية وبعضها جف ماؤها ، فلعل حياض مجنّة كانت عند احدى تلك الآبار ولم أستطع أن أحدد أي تلك الآبار (بئر البرود).

(٢) ثنية أم الحارث : تعرف اليوم ب (ريع البيبان) وكان قد نقل إليها باب جدّة بعد أن كان في (ريع الرسّام) وقد كان طريق جدّة القديم ولا زال يمر عليها ، ويقوم على يمين الداخل إلى مكة منها مبنى تابع لوزارة الحج والأوقاف ، يقوم على هذه الثنية.

(٣) مسلم : ذكره الأزرقي بأنه المشرف على بيت حمران ، بذي طوى على طريق جدّة ، والزيادة المتقدمة انفرد بها الفاكهي. وهو الجبل الواقع غرب وادي ذي طوى ، يحده شرقا ذي طوى ، وغربا الشارع الواقع أمام القشله «الثكنة العسكرية لمكة المكرّمة»وجنوبا شارع التيسير وشمالا ريع أبو لهب.

والحزنتان هما : ريع الحفاير ، وريع الرسّام ، وقد تصحفت هذه اللفظة عند الأزرقي إلى (الحرّتين).

٢٢١

وهو المشرف على ثنية حمران بذي طوى على طريق جدّة وادي ذي طوى : بينه وبين قصر ابن أبي محمود ، وهو عند مفضى مهبط الحزنتين الصغيرة والكبيرة.

٢٥٣٧ ـ حدّثني حسين بن حسن الأزدي ، قال : ثنا محمد بن حبيب ، عن هشام بن الكلبي ، عن [ابن](١) الخرّبوذ ، قال : كانت بنو سهم ابن عمرو أعزّ أهل مكة ، وأكثره عدّا ، وكانت لهم صخرة عند الجبل الذي يقال له : مسلم. قال : وكانوا إذا أرادوا أمرا نادى مناديهم : يا صباحاه. ويقولون : أصبح ليل ، فتقول : قريش ما لهؤلاء المشائيم؟ ما يريدون؟ ويتشاءمون بهم.

وكان منهم قوم يقال لهم بني الغيطلة ، وكان الشرف والبغي فيهم. وهي الغيطلة بنت مالك بن الحارث بن كنانة ، ثم من بني شنّوق بن مرّة تزوجّها / قيس بن عدي بن سهم ، فولدت له الحارث وحذافة ، وكان فيهم العدد والبغي. قال : فقتل رجل منهم حيّة ، وأصبح ميتا على فراشه ، قال : فغضبوا فقاموا إلى كل حيّة في تلك الدار فقتلوهنّ ، وأصبح عدّتهن موتى على فرشهم ، فتتبّعوهم في الأودية والشعاب فقتلوهنّ ، وأصبحوا وقد مات منهم بعدد ما قتلوا من الحيّات.

قال : فصرخ صارخ منهم : أبرزوا لنا يا معشر الجنّ. قال : فهتف هاتف من الجنّ ، فقال :

يا آل سهم قتلتم عبقريا

فصبّحناكم بموت ذريع

يا آل سهم كثرتم وبطرتم

والمنايا تنال كلّ رفيع

قال : فنزعوا وكفّوا ، وقلّوا.

__________________

٢٥٣٧ ـ إسناده متروك.

رواه ابن حبيب في المنمّق ص : ١٢١ ـ ٢٢٢ عن ابن الكلبي به.

(١) في الأصل (أبي) وهو خطأ ، فهو : معروف ابن خرّبوذ.

٢٢٢

قال الكلبي : وفيهم نزلت( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) قال : وقال ابن الخرّبوذ : وجعلوا يعدّون من مات منهم أيام الحيّات ، وهذا قبل الوحي ، وذلك أنّه وقع بينهم وبين بني عبد مناف بن قصي شرّ ، فقالوا : نحن أكثر منكم ، وقال : هؤلاء نحن أعزّ منكم ، فجعلوا يعدّون من مات منهم بالحيّات ، فنزلت هذه الآية فيهم على لسان محمد صلّى الله عليه وسلم.

متن ابن علياء(١) : ما بين المقبرة والثنيّة التي خلفها [إلى المحجّة](٢) التي يقال لها : الخضراء. وابن علياء رجل خزاعي.

جبل أبي لقيط(٣) : هو الجبل الذي بأصله حائط ابن الشهيد [بفخّ]

__________________

(١) لم يتضح لي موضعه ، فلا أدري أيّة مقبرة يعني ، فإن كان يعني مقبرة المهاجرين فالثنية التي خلفها هي (الخضراء) وان كان يعني مقبرة المعلاة وثنية كداء فما بعدهما إلى الثنية الخضراء أسماه فيما سبق (بطن وادي طوى) ، فربما أراد القسم الغربي من حي العتيبية إلى ما يقابل انفاق السليمانية من جهة جرول. والله أعلم.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الأزرقي.

(٣) لم يتضح لي موضعه ، لأن الفاكهي لم يحدد فيما سبق موضع حائط ابن الشهيد. إلا أنه ذكر أن عند هذا الحائط ثنية سماها (ثنية وردان) و (ثنية أذاخر) ولا أعرف بعد ثنية البيبان ثنية قريبة إلّا الثنية التي يقوم عليها منزل (البوقري) المجاور لساحة إسلام التي هي أحد الملاعب القديمة لكرة القدم بمكة المكرّمة. وهي في طريق جدة القديم ، بعدها بقليل على يمين الداخل لمكة المكرّمة ، محطة للدفاع المدني ، وبعد الدفاع المدني ميدان واسع يكون مركز تقاطع الشوارع الذاهبة والقادمة من شارع المنصور والذاهبة والقادمة من ريع البيبان ، والذاهبة والقادمة إلى النزهة (ويسمى ميدان الغزّاوي). وعلى هذا يكون جبل أبي لقيط هو ذلك الجبل الذي فيه ذلك الريع الذي يقوم عليه منزل (البوقري).

وأما حائط ابن الشهيد فقد كان قبل سنوات بستان كبير يقوم فيه قصر ضخم للأشراف يقال له : قصر الشهيد ، والبستان يقال له : بستان الشهيد أيضا ، وهو على يمينك إذا أردت جدّة على الطريق القديم قبل ملحة الحروب ، عند الميدان الذي يتقاطع فيه شارع الستين الآن بطريق جدة القديم في الزاوية اليمنى وأنت متجه إلى جدة ، إلا أن هذا البستان أصبح اليوم من الأحياء السكنية العامرة ، والقصر لا أثر له ، فلعله هو : حائط ابن الشهيد لأن ثنية وردان تهبط عليه ، وهي الثنية الوحيدة القريبة منه.

وقد أفاد بعضهم أن هذه التسمية متأخرة ، لأن قصر الشهيد سمّي باسم أحد الأشراف الذين اغتيلوا في جدّة في زمن ليس ببعيد ، قلت : وهذا لا يمنع أن تتطابق التسميات ، إلّا أن الذي يبعد هذا الاستنتاج هو أن هذا الحائط في بلدح وليس في فخّ ، والعلم عند الله. وأضيف للعلم أن في تلك

٢٢٣

وقد صار هذا الحائط اليوم لابن حشيش البزّار ، وعمّره وأجرى له فلجا ، وجعل فيه النخل والبقول ، وهو متنزّه لأهل مكة اليوم ، قريب.

ثنيّة أذاخر : وليست الثنيّة التي دخل منها رسول الله صلّى الله عليه وسلم عند حائط خرمان ، ولكنّها المشرفة على مال ابن الشهيد بفخّ وأذاخر ويقال لها : ثنيّة وردان.

شعب أشرس(١) : الشعب الذي يفرع على بيوت ابن وردان مولى السائب ابن أبي وداعة. وأشرس مولى للمطلب بن أبي وداعة السهمي.

وقد روى سفيان عن أبيه حبيب حديث المقام ، والمقاطّ ، حين ردّ عمر ـ رضي الله عنه ـ المقام إلى موضعه الآن زمن السيل.

الغراب(٢) : الجبل الذي بمؤخّر شعب آل الأخنس بن شريق إلى أذاخر.

__________________

المنطقة منطقة بستان الشهيد وما حولها كانت بساتين واسعة جميلة أعرف منها أربعة ، ثلاثة ذهبت ، وبقى واحد منها إلى اليوم. أما الأول فهو : بستان الشهيد ، وهو كما وصفت لك. والثاني : بستان كان يملكه الشيخ حمد السليمان أخو الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية في عهد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ ، وهذا البستان قريب من بستان الشهيد ، وهو قبل بستان الشهيد على يمين الخارج من مكة يريد جدة على الطريق القديم ، وكانت فيه بركة ماء واسعة كنا نسبح فيها ، وهذا البستان أقيم عليه اليوم غالب هي الزهراء الجميل.

والثالث : بستان القزّاز ، وهو على يسار الذاهب إلى جدة ، يقابل بستان الشهيد ، ولا زالت قصور القزّاز قائمة في ذلك الموضع.

والرابع : بستان أم الدرج ، وهو الوحيد الذي لا زال باقيا وهو ملك الشيخ محمد سرور الصبّان ، وهو بعد بستان قزّاز على يسارك وأنت متجه إلى جدّة على الطريق القديم ، وهذا البستان يقابل فوّهة ملحة الغراب التي فيها إدارة المرور الآن ، وبنى الشيخ الصبان هناك مسجدا فخما عامرا ، ولا زالت قصوره ومنها (قصر السرور) قائمة في ذلك البستان.

(١) شعب أشرس : لم أعرفه ، لأن بيوت بن وردان لم أعرف موضعها.

(٢) هذا الجبل لا زال معروفا في شمال الخانسة ، ويتضح لك تماما إذا وقفت على قمة ريع ذاخر ونظرت نحو الشمال تراه يستقبلك بكلّه ، وهو جبل أسود ، ولذلك سمّي (الغراب) ، ومن الغريب أن يذكره الفاكهي والأزرقي في شقّ مسفلة مكة الشامي ، وكان من الصحيح أن يذكره في شق معلاة مكة الشامي.

٢٢٤

شعب المطّلب بن أبي وداعة السهمي(١) : الشعب الذي خلف شعب أشرس يفرع في وادي ذي طوى.

ذات جليلين(٢) : ما بين مكة السدر وفخّ.

شعب زريق(٣) : يفرع في الوادي الذي يقال له : ذي طوى. وزريق مولى كان في الحرس مع نافع بن علقمة ، ففجر بامرأة يقال لها : درّة ـ مولاة كانت بمكة فيما يقال ـ فرجما جميعا في ذلك الشعب فسمّي : شعب زريق.

البغيبغة(٤) : والبغيبغة بطرف أذاخر.

كتد : جبل بالشريب.

والشريب : بين طريق الحبشي وبين المغش. غير أن حلحلة : بين الممدرة وكتد.

جبل المغش(٥) : منه تقطع الحجارة البيض التي يبنى بها ، وهي الحجارة

__________________

(١) شعب المطّلب : لم أعرفه ، والشعاب التي تصب في وادي ذي طوى أكثر من واحد ، وقد جاءت العبارة عند الأزرقي (شعب المطلب : الشعب الذي خلف شعب الأخنس بن شريق يفرع في بطن ذي طوى) وهذا وهم اما من الناسخ أو غيره ، وأين شعب الأخنس من ذي طوى. والله أعلم.

(٢) ذات جليلين : قد عرفها الفاكهي في مبحث شق معلاة مكة الشامي بأنها (من منتهى شعب الأخنس من مؤخره مما يلي أذاخر إلى مكة السدر) ومكة السدر قد عرفناها ، وعليه فذات جليلين هي ما يطلق عليه اليوم (الصفيراء) والله أعلم.

(٣) شعب زريق : لم أعرفه.

(٤) البغيبغة : لم يبين لنا الفاكهي ما هي ، هل هي ثنية أم بئر أم جبل.

أما (بغبغة) بالتكبير فتطلق اليوم على واد يسيل من جبال شاهقة تشرف على وادي العسيلة من الغرب ، وليست بعيدة عن جبل (النقواء) وهذا الوادي الضيّق المنحدر يصب في وادي ياج. ويطلق على الجبال العالية التي يسيل منها هذا الوادي (جبال بغبغة) أيضا ، وكلا الجبال والوادي ليسا بطرف أذاخر ، والله أعلم. وانظر كتابنا عن حدود الحرم الشريف.

(٥) كتد ، والشريب ، والمغش ، وحلحلة لم أعرفها على التحديد. إلّا أنه يفهم من تحديد الفاكهي للمغش أنه (من طرف الليط إلى خيف الشيرق بعرنة) وخيف الشيرق لم أعرفه لأنه لم يسبق له ذكر ، إلّا أن عرنة معروف ، ولم يكن يطلق في السابق إلّا على الحد الغربي لموقف عرفة حتى يلتقي بوادي نعمان ، ثم ينعدم اسم (عرنة) ويطلق اسم نعمان الأراك على الواد حتى مصبه. ترى كيف إذا يكون المغش ما بين الليط إلى عرنة؟ إلّا إذا قلنا انه يستوعب اللاحجة ، وما يقابلها من المفجر ، وذي مراخ

٢٢٥

المنقوشة البيض بمكة / يقال انها من مقلعات الكعبة ، ومنه بنيت دار العباس ابن محمد المشرفة على الصيارفة.

ذو الأبرق(١) : ما بين المغش إلى ذات الجيش.

ذات الجيش(٢) : بين المغش وبين رحا. وإنّما سمّيت ذات الجيش لحرجة من سمر كانت فيها.

٢٥٣٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه. قال : كنا مع عائشة ـ رضي الله عنها ـ بذات الجيش ، فدخلت في خفّها حسكة فنزعته ومشت في خفّ واحد ، وقالت : لا أخشى أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، فإنّه زعم أن لا يمشى في النعل الواحد ولا في الخفّ الواحد.

__________________

٢٥٣٨ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٨ / ٤١٧ من طريق : ابن عيينة به مختصرا.

حتى عرنة. وهذه كلها قد وصفها الفاكهي وسمّاها بأسمائها. وقد يعنّ على الخاطر أن تكون لفظة (عرنة) مصحفة. أو أن وادي عرنة قد يطلق في السابق على (نعمان الأراك) كما يطلق اليوم ، فيكون المغش من طرف المسفلة عند ملتقى شارع المنصور بطريق الليث حتى العقيشية. وهذا الأخير قد جنح إليه الأستاذ البلادي في معجم معالم الحجاز ، وعندي فيه نظر. أما أن المغش يأخذ منطقة ملتقى شارع المنصور بطريق الليث وجزءا من طريق الليث فهذا صحيح لا نقاش فيه.

أما أنه يصل إلى العقيشية (أضاة لبن) فهذا موضع النظر والله أعلم.

(١) ذو الأبرق : إذا عرفنا أن المغش يشمل جزءا من تقاطع طريق الليث بالطريق الدائري الثالث ، وأن ذات الجيش هي ما بعد المقتلة على ما يأتي وصفها ، فنستطيع أن نقول : إنّ ذا الابرق هو : تلك المساحة التي تمتد من تقاطع طريق اليمن بالطريق الدائري الثالث وتمتد شمالا غربا مع الطريق الدائري الثالث فتشمل منطقة الاسكان في الرصيفة جميعه ثم تمتد لتأخذ جزءا من طريق جدة السريع ثم تعبر لتصل إلى طريق جدة القديم عند المقتلة ، فهذا هو ذو الأبرق ، والله أعلم.

(٢) ذات الجيش : هي تلك المنطقة التي تكون على يسار الذاهب إلى جدة على الطريق القديم ، وتبدأ من المقتلة فتتجه جنوبا غربا ثم غربا حتى تصل إلى ردهة الراحة الآتي وصفها ، والله أعلم.

٢٢٦

الشيق(١) : طرف بلدح يسلك منه إلى ذات الحنظل على يمين طريق جدّة ، [قد عمل الدورقيّ حائطا وعينا بفوهة ذلك الشعب](٢) .

ذات الحنظل : ثنيّة في مؤخّر هذا الشعب تفرع في بلدح(٣) .

أنصاب الحرم : على رأس الثنية(٤) ، ما كان في وجهها في هذا الشقّ فهو حرام ، وما كان في ظهرها فهو حل.

__________________

(١) الشيق : شعب لا يعرفه إلّا القلة ، وهو كما وصف الفاكهي : في طرف بلدح ، على يمين طريق جدة القديم وقد قام في فوّهة هذا الشعب فندق كبير مشهور يقال له (فندق انتركنتنتال) وكاد أن يستوعب فوهة هذا الشعب كلها ، إذا سلكت هذا الشعب ثم أخدت يسارا أخرجك على ثنية صخرية ضيقة بين سلسلتين جبليتين ليستا عاليتين ، وهذه الثنية هي (ثنية ذات الحنظل) المشهورة.

وتجد على رأس هذه الثنية يمينا ويسارا أنصاب الحرم القديمة متهدمة قد تناثرت صخورها ، وقد وقفت على خمسة أعلام من هذه الأعلام المتهدمة هناك على رآسي الثنية ، اثنان على يمينك وأنت خارج من الحرم وثلاثة على يسارك.

وطول هذا الشعب من رأس الثنية هذه إلى طرف (فندق انتركنتننتال) (٣٨٠٠) م ، وطوله من رأس الثنية إلى طريق جدة (٤٠٠٠) م بالضبط.

ويطلق اليوم على غالب أرض هذا الشعب اسم (أم الدود) والتسمية الحديثة (أم الجود).

أما لو سلكت هذا الشعب وأخذت يمينا أخرجك على طريق المدينة السريع إلى ما فوق التنعيم بقليل.

وأما عين الدورقي وحائطه الذي ذكره الفاكهي فقد قام على موضع هذه العين وهذا الحائط الآن فندق (انتركنتننتال) وتسقى حدائق هذا الفندق اليوم من عين الدورقي التي لم تعد معروفة بهذا الاسم اليوم.

وقد وهم الأستاذ ملحس في تحديده لشعب الشيق بأنه قرب الجراحية في طريق التنعيم ، وتبعه في هذا الوهم الأستاذ البلادي في معجم معالم الحجاز ، وقد سمّاه (فج الرحا) وهذه تسمية حديثة.

(٢) كانت العبارة في الأصل (قد عمل فيها الدور ، وفيها حائط ، وعينها فوهة ذلك الشعب) وصوّبتها من الأزرقي.

(٣) كانت العبارة في الأصل (ذات الحنظل : بين أرض سعيد وبين أرض الطائفي ، ثنية في مؤخر هذا الشعب يفرع على بلدح) وعبارة (بين أرض سعيد ، وبين أرض الطائفي) ليس هذا موضعها ، أقحمت في تعريف ذات الحنظل خطأ فحذفتها ، مستندا إلى واقع الحال ، وإلى كتاب الأزرقي.

وسوف يأتي بعد قليل في (ملحة الغراب) أنه يفرع على حائط الطائفي ، وأن (ملحة الحروب) تفرع على حائط ابن سعيد ، وما بين هذين الحائطين وبين ثنية ذات الحنظل حوالي (٥) كم ، فكيف تفصل هذه الثنية بين الحائطين؟

وأما عن وصف ثنية ذات الحنظل فقد وصفناها قبل قليل.

(٤) يريد بالثنية هنا (ثنية ذات الحنظل) وقد وقفت على هذه الأنصاب وصوّرتها ، وانظر كتابنا عن حدود الحرم الشريف.

٢٢٧

العقلة(١) : ردهة تمسك الماء في أقصى الشيق.

الأرنبة(٢) : شعب يفرع في [ذات] الحنظل وما بين ثنيّة أم رباب إلى الثنية التي بين اللّيط وبين شعب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة.

وذات الحنظل : هو الفج(٣) الذي من عين الحائط إلى ثنيّة الحرم.

العبلاتين(٤) : بين ذي طوى واللّيط.

الثنيّة البيضاء(٥) : التي بين فخّ وبلدح.

شعب البين(٦) : الشعب الذي يفرع على حائط خرشة في بلدح.

ملحة الغراب(٧) : شعب يفرع في بلدح ويفرع على حائط الطائفي.

__________________

(١) هذه الردهة لا زالت موجودة وقد وقفت عليها ، وسوّرها بعضهم بسور سلكي ، وحفر عندها بئرا رجاء أن يتخذها مزرعة.

(٢) الشعاب التي تفرع في ذات الحنظل أكثر من واحد ، فالآتية من الشرق ثلاثة وكلها تخرجك إلى قرب التنعيم فلا أدري أيّها يريد. وشعب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة لم أعرفه ، إذ لم يسبق له ذكر ، والله أعلم.

(٣) أطلق اسم الثنية على الشعب الذي تسيل فيه ، وهذا الفج هو (شعب الشيق) عينه ، وقد تقدم وصفه. وأراد بقوله (عين الحائط) حائط الدروقي المتقدم ذكره ، (وثنية الحرم) هي ثنية ذات الحنظل نفسها ، لأن شمالها بحوالي (١) كم ثنية أخرى كان يخترقها الطريق القادم من المدينة ووادي مرّ الظهران الذي يسلك على ثنية ذات الحنظل فسمى ثنية ذات الحنظل (ثنية الحرم) لأنها هي التي عليها أنصاب الحرم ، وأما الأخرى فهي في الحل قطعا.

(٤) العبلاتين : ينطبق وصف الفاكهي هنا على المنطقة التي فيها القشلة (الثكنة العسكرية) وما حولها لأنها هي الواقعة بين الليط (الحفاير) وبين ذي طوى. والله أعلم.

(٥) تقدم التعريف بها.

(٦) لم أعرف موضع حائط خرشة هذا ، ولم يسبق للفاكهي أن حدّد موضعه.

(٧) ملحة الغراب : لا زال يعرفه البعض اليوم باسم (ملحة) وهو الشعب الذي يكون على يمينك وأنت ذاهب إلى جدّة ، قبل أن يصل إلى شعب (شيق) ، وقد قام في فوهة هذا الشعب الشمالية بناية حكومية تعمل فيها اليوم (ادارة مرور مكة المكرّمة) ويقابل هذا الشعب من الغرب مسجد الصبان ، وبستانه المسمى (بأم الدرج). وهذا الشعب لو سلكته من فوهته في طريق جدّة لأخرجك على التنعيم ، وهذا الشعب مأهول في أوله وآخره ، وتناول العمران بعض وسطه. وأما حائط الطائفي فلا يعرف اليوم إذ لا يوجد بستان في هذا الشعب اليوم ، فلعله كان في فوهة هذا الشعب مكان إدارة المرور ، أو بقربها ، والله أعلم.

٢٢٨

ملحة الحروب(١) : شعب يفرع على حائط ابن سعيد ببلدح.

العشيرة(٢) : حذاء أرض ابن أبي مليكة إذا جاوزت طرف الحديبيّة ، عن يسار الطريق.

قبر العبد(٣) : بذنب الحديبيّة ، على يسار الذاهب إلى جدّة. وإنّما سمّي قبر العبد أن عبدا لبعض أهل مكة أبق فدخل في غار فيها هنالك ، فمات فيه ، فرضمت عليه الحجارة ، فكان في ذلك الغار قبره.

الجفة(٤) : ردهة يجتمع فيها الماء من حنكة الحل إلى المضيق يقال لها : الرماق.

__________________

(١) ملحة الحروب : لا زالت معروفة بهذا الاسم ، وتعرف أيضا (دحلة الحروب) لأن غالب سكانها من (حرب) وهي على يمينك وأنت ذاهب إلى جدّة قبل (ملحة الغراب) بقليل ، ويسيل هذا الشعب على موضع (بستان الشهيد) وقصره ، الذي أصبح اليوم أحد المخططات السكنية لمكة المكرّمة.

(٢) العشيرة : لم تعد معروفة اليوم ، وأرض ابن أبي مليكة لا تعرف ، إلا أن الحديبية معروفة. ويتبين من وصف الفاكهي للعشيرة أنها المنطقة التي أقيم عليها اليوم (مخفر شرطة الشميسي) لأنه هو الذي يكون على يسارك بعد الحديبية. والله أعلم.

(٣) قبر العبد : سألت عنه بعض أهل الخبرة فلم يعرفه ، إلّا أن الشريف محمد بن فوزان الحارثي أخبرني أنه يقع على طريق مكة جدة الذي أنشأه الملك سعود ـ رحمه الله ـ غرب الحديبية ، قبل أميال الحرم عند مخفر الشرطة القديم في خشم ضلع هناك ، والله أعلم.

(٤) الجفّة : تطلق اليوم على جبل مشهور يقابل الدومة الحمراء من الشمال ، وسيذكرها الفاكهي في مبحث (ما يسكب من أودية الحل في الحرم) وهناك حددها بأوضح مما هنا ، حيث ذكر هناك أنها على يسار الذاهب إلى جدّة عند حنك الغراب ، مقابلة لردهة بشام.

قلت : أما قوله (حنك الغراب) فهو جبل أظلم الذي هو أحد الحدود الغربية للحرم الشريف ، وهذا الجبل عبارة عن سلسلة جبلية سوداء تمتد من غرب الشميسي ويمر من رأسه الجنوبي طريق جدّة السريع ، وهو الى الغرب قليلا من بوابة مكة المكرّمة التي تقام حديثا على طريق جدة السريع.

وردهة بشام لا زالت معروفة باسم (بشيم) بالتصغير ، وقام على هذه الردهة مزرعة لقائم مقام مكة الشريف شاكر بن هزّاع ، والجبل الذي يحدّ ردهة بشيم من الجنوب هو حد الحرم هناك.

وأما قول الفاكهي هنا (حنكة الحل) فمراده والله أعلم (حنك الغراب) وأما قوله (المضيق) فلم أعرف ما أرد به هنا ، وليس في هذا الموضع ما يسمّى الآن بهذا الاسم. ولعله أراد ذلك الممر الذي يقع بين جبل الجفّة من الشرق وبين جبل الدومة السوداء من الغرب ، والله أعلم وقوله (الرماق) لم يعد هذا الاسم معروفا الآن في هذا الموضع.

٢٢٩

التخابر(١) : بعضها في الحل وبعضها في الحرم ، وهي على يمين الذاهب إلى جدّة إلى أنصاب الأعشاش وبعض الأعشاش في الحل وبعضها في الحرم.

وهي على بحيرة البهيماء وبحيرة الأصفر والرغباء ، ما أقبل على بطن مرّ الظهران منهنّ فهو حل ، وما أقبل على المديراء منهنّ فهو حرم.

كبش(٢) : الجبل الذي دون نعيلة في طرف الحرم.

رحا(٣) : وقالوا ذات أرحاء في الحرم وهو ما بين أنصاب المصانيع إلى ذات الجيش. ورحا ردهة الراحة دون الحديبيّة على يسار الذاهب إلى جدّة.

__________________

(١) التخابر : لم يبين الفاكهي مراده بالتخابر ، هل هي : جبال أم رمال؟ والذي يذهب إلى جدّة على الطريق القديم يحد على يمينه قبل أنصاب الأعشاش رمالا يتخللها نبات الحمض (الأعشاش) ، وقبل هذه الرمال سلاسل جبلية تمتد شرقا وغربا ، وبعض هذه الجبال في الحل وبعضها في الحرم ، فلعله أراد الجبال والله أعلم. وانظر كتابنا عن حدود الحرم.

وأما قوله (المديراء) فالمراد به ذلك الشعب الذي يكون على يمين الذاهب إلى جدة عند بئر (المقتلة) وفي هذا الشعب ريع يقال له (ريع المرير) أيضا ، وهذا الريع يسيل في وادي الجوف ، وهو ـ أعني الريع ـ حدّ من حدود الحرم وعليه أنصاب الحرم.

(وبحيرة الأصفر ، والبهيماء ، والرغباء) لا تعرف اليوم بهذه الأسماء ، إنما يقال لهذه الأرض عند البدو الآن (جردة) ـ بفتحات ـ فما سال من هذه المناطق على المرير فهو حرم ، وما سال عكسه فهو حل. وانظر كتابنا عن حدود الحرم.

(٢) كبش : كتبت للشريف محمد بن فوزان أسأله عن (كبش ونعيله) وغيرها ، فكتب إليّ عن (كبش) قائلا : هو الجبل الصغير بجانب نعيلة في طرف الحرم من جانب وادي عرنة ، و (نعيلة) تقع شرق العكيشية. قلت : يريد الشريف بقوله (وادي عرنة) من جهة جنوب مكة على طريق اليمن. وقال الأستاذ البلادي في معجم معالم الحجاز ٩ / ٧٤ عن نعيلة : ربوة ذات سلم وحرمل يصعدها طريق اليمن إذا قطع عرنة على (١٢) كم جنوب مكة ، وهي أول الحل في هذه الجهة بأعلاها ـ يعني : نعيلة ـ مما يلي جبلة بلاد عثرية للشيخ عبد الله الهباش ـ أحد سكان مكة من قبيلة الحوازم. أه. ثم أفاد الأستاذ البلادي عن كبش ما أفاده الشريف محمد بن فوزان الحارثي. قلت أنظر عن نعيلة : كتابنا عن حدود الحرم الشريف.

(٣) رحا : أفاد الفاكهي والأزرقي أنها (ردهة الراحة) وحدّدا موضعها على يسار الذاهب إلى جدّة قبل الحديبية. وهذه الردهة لا زالت على حالها في أرض مدرة يجتمع فيها ماء المطر ، مستوية كراحة اليد ، ولعل هذا هو سبب تسميتها بالراحة. وهذه الأرض لو جئت إلى مكة على طريق الملك سعود القديم لوجدتها على يمينك بعد أعلام الملك سعود بحوالى (٢) كم ، تحيط بها الرمال فلا تكاد تصل إليها اليوم إلا بصعوبة.

٢٣٠

ذكر

مسجد البيعة من منى وتفسير ما كان فيه من رسول الله صلّى الله عليه وسلم

٢٥٣٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا يحيى بن سليم المكي ، عن ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتتبّع الناس في منازلهم بمجنّة وعكاظ ، ومنازلهم بمنى : «من يقريني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنّة؟»ولا يجد أحدا ينصره ولا يؤويه حتى إنّ الرجل يرحل من اليمن ، أو من مضر إلى ذي رحمه ، فيأتيه قومه ، فيقولون له : احذر غلام قريش ، لا يفتنك ، ويمشي بين رحالهم ، يدعوهم إلى الله ـ تعالى ـ ، يشيرون إليه بالأصابع ، حتى بعثنا الله ـ تعالى ـ له من يثرب ، فيأتيه الرجل منّا فيؤمن به ، ويقرئه القرآن ، فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه ، حتى لم تبق دار من دور يثرب إلّا وفيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ، ثمّ بعثنا الله ـ تعالى ـ فائتمرنا واجتمعنا سبعون رجلا منّا ، فقلنا حتى متى نذر رسول الله صلّى الله عليه وسلم يطرد في جبال

__________________

٢٥٣٩ ـ إسناده حسن.

رواه ابن سعد ١ / ٢١٧ ، وأحمد ٣ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠ ، والأزرقي ٢ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، والحاكم ٢ / ٦٢٤ ـ ٦٢٥ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ٤٤٣ كلهم من طريق : ابن خثيم ، به.

ويطلق اليوم اسم (الرحا) على ثنية (ذات الحنظل) نفسها ، كما يطلق على (فج ذات الحنظل) السابق وصفه ، وهذه تسمية ليست قديمة ، أي لم تكن معروفة في عصر الفاكهي والأزرقي ، واطلاق اسم الرحا على (ثنية ذات الحنظل) وفجها أوقع بعض الفضلاء في لبس شديد ، وجعلهم يخلطون في هذا المعلم المهم (أعني : ذات الحنظل). ومن المتفق عليه بين الأزرقي والفاكهي أن (رحا) في الحرم ، فكيف تكون من حدود الحرم؟ وأيضا فإن (الرحا) هي ردهة ، فكيف تكون ثنية؟ ثم انّ الأزرقي والفاكهي جعلا (رحا) بين أنصاب المصانيع وبين ذات الجيش. وأنصاب المصانيع معروفة وتبعد عن ثنية (ذات الحنظل) حوالي (٥) كم إلى شمالها الغربي ، وذات الجيش تشمل منطقة (المقتلة) وجانبها الغربي حتى تحيط بردهة الراحة من الغرب ، فكيف إذن تكون (رحا) هي ذات الحنظل؟

٢٣١

مكة ، ويخاف؟ فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم ، فواعدناه شعب العقبة ، فقال عمّه العباس ـ رضي الله عنه ـ : يا ابن أخي ، إنّي لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك ، إنّي ذو معرفة بأهل يثرب ، فاجتمعنا عنده صلّى الله عليه وسلم من رجل ورجلين ، فلمّا نظر العباس ـ رضي الله عنه ـ في وجوهنا ، فقال : هؤلاء قوم لا أعرفهم ، هؤلاء أحداث. فقلنا : يا رسول الله ، على ما نبايعك؟ فقال صلّى الله عليه وسلم : «تبايعوني على السمع والطاعة على النشاط والكسل ، وعلى النفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وعلى أن تقولوا في الله ، لا يأخذكم فيه لومة لائم ، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم ، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ، ولكم الجنة». فقمنا نبايعه ، فأخذ بيده صلّى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة ـ رضي الله عنه ـ وهو أصغر السبعين إلّا أنا.

٢٥٤٠ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : لمّا جاءت الأنصار ، وعدهم النبي صلّى الله عليه وسلم العقبة ، فأتاهم ، ومعه العباس ـ رضي الله عنه ـ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «يا معشر الأنصار تكلّموا وأوجزوا ، فإنّ علينا عيونا». فقال أبو أمامة أسعد بن زرارة ـ رضي الله عنه ـ : اشترط لربّك ، واشترط لنفسك ، واشترط لأصحابك ، فقال صلّى الله عليه وسلم : «أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، ولنفسي : أن تمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم ، ولأصحابي : المساواة في ذات أيديكم»ثم خطب خطبة لم يخطب المرد ولا الشيب خطبة مثلها. قال : فما لنا؟ قال : «الجنّة». قال : أبسط يدك فأنا أول من بايعك.

__________________

٢٥٤٠ ـ إسناده مرسل.

رواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٥٩٨ ـ ٥٩٩ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ٤٥١ كلاهما من طريق اسماعيل بن أبي خالد ، به.

٢٣٢

ثمّ رجعنا إلى حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ :

قال : فقال ـ يعني : أبا أمامة ـ رضي الله عنه ـ : رويدا يا أهل يثرب ، إنّا لم نضرب إليه أكباد المطيّ إلّا ونحن نعلم أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وإنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة / وقتل خياركم ، وأن تعضّكم السيوف ، فإمّا أنتم قوم تصبرون عليها إذا مسّتكم ، وقتل خياركم ، ومفارقة العرب كافة ، فخذوه ، وأجركم على الله ، وامّا أنتم تخافون على أنفسكم خيفة ، فذروه فهو أعذر لكم عند الله. فقالوا : يا سعد أمط عنه يدك ، فو الله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. قال : فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرط العباس ـ رضي الله عنه ـ ويعطينا على ذلك الجنّة.

٢٥٤١ ـ وحدّثني عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، قال : قال ابن اسحاق : حدّثني محمد بن أبي أمامة بن [سهل](١) ابن حنيف ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال : كنت مع أبي كعب بن مالك حين ذهب بصره ، وكنت إذا خرجت معه إلى الجمعة [فسمع](٢) الأذان صلى [على](٣) أبي أمامة أسعد بن زرارة ، قال : فمكث على ذلك حينا لا يسمع الأذان للجمعة إلّا صلى عليه واستغفر له. قال : فقلت في نفسي : إنّ هذا يعجزني أن لا أسأله؟ ما له إذا سمع الأذان بالجمعة صلّى على أبي أمامة أسعد بن زرارة؟ قال : فخرجت به يوم الجمعة كما كنا نخرج ،

__________________

٢٥٤١ ـ إسناده حسن.

رواه ابن هشام في السيرة ٢ / ٧٧ ، والحاكم ٣ / ١٨٧ كلاهما من طريق : ابن اسحاق ، به.

(١) في الأصل (سهيل).

(٢) زدتها من المستدرك.

(٣) في الأصل (فصلى) والتصويب من السيرة.

٢٣٣

فلما سمع الأذان بالجمعة صلّى عليه ، واستغفر له. قال : فقلت : يا أبه ما لك إذا سمعت الأذان بالجمعة صلّيت على أبي أمامة أسعد بن زرارة؟ فقال : أي بني ، أوّل من جمّع بنا بالمدينة في هزم من حرّة بني بياضة ، مكان يقال له : نقيع الخضمات. قال : قلت له : وكم كنتم يومئذ؟ قال : أربعون رجلا.

٢٥٤٢ ـ حدّثنا عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، قال : قال ابن اسحاق : فحدّثني معبد بن كعب بن مالك أخو بني سلمة ، أن [أخاه](١) عبيد الله بن كعب بن مالك ـ وكان من أعلم الأنصار ـ حدّثه أن أباه كعب بن مالك ، ـ وكان كعب ممن شهد العقبة ، وبايع رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : فخرجنا في حجّاج قومنا من المشركين ، وقد فقهنا وصلّينا ، ومعنا البراء ابن معرور ـ رضي الله عنه ـ سيدنا وكبيرنا ، فلما وجّهنا لسفرنا وخرجنا من المدينة ، قال البراء بن معرور ـ رضي الله عنه ـ : يا هؤلاء اني قد رأيت رأيا ، والله ما أدري أتوافقوني عليه أم لا؟ فقلنا : ما هو؟ قال : تصلّون إلى الكعبة! قال : قلنا : ما أمرنا نبيّنا صلّى الله عليه وسلم ، نصلي إلّا إلى الشام. وما نريد أن نخالفه.

قال : اني لمصلّ إليها. قال : قلنا : لا تفعل. قال : فكنّا إذا حضرت الصلاة نصلي إلى الشام ويصلي إلى الكعبة ، حتى قدمنا مكة وقد عبنا عليه ما صنع ،

__________________

٢٥٤٢ ـ إسناده حسن.

رواه ابن هشام في السيرة ٢ / ٨١ ـ ٨٥ ، وأحمد في المسند ٣ / ٤٦٠ ـ ٤٦٢ ، والطبري في التاريخ ٢ / ٢٣٧ ، والطبراني في الكبير ١٩ / ٨٧ ـ ٩٠ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ٤٤٤ ـ ٤٤٨ كلهم من طريق : ابن اسحاق به. وذكره الهيثمي في المجمع ٦ / ٤٥ ، وعزاه لأحمد والطبراني ، وقال : رجال أحمد رجال الصحيح ، غير أن ابن اسحاق ، قد صرّح بالسماع.

(١) في الأصل (أباه) وهو خطأ.

٢٣٤

وأبى إلّا الإقامة عليه. قال : فلما قدمنا مكة ، قال : يا أخي أنطلق إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا ، فإني والله لقد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم ايّاي فيه ، فخرجنا نسأل عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وكنا لا نعرفه ، لم نره قبل ذلك ، فلقينا رجلا من أهل مكة ، فسألناه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال : هل تعرفونه؟ قال : قلنا : لا. قال : فهل تعرفون العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ؟ قال : قلنا نعم ـ وكنا نعرف العباس ، كان لا يزال يقدم علينا تاجرا ـ قال : فإذا دخلتما المسجد فهو الرجل الجالس مع العباس ـ رضي الله عنه ـ ، فدخلنا المسجد ، فإذا العباس ـ رضي الله عنه ـ جالس ورسول الله صلّى الله عليه وسلم معه جالس. فسلّمنا ، ثم جلسنا إليه ، فقال / النبي صلّى الله عليه وسلم للعباس ـ رضي الله عنه ـ : هل تعرف هذين الرجلين يا أبا الفضل؟ قال : نعم ، هذا البراء بن معرور ، سيد قومه ، وهذا كعب بن مالك ، قال : فو الله ما أنسى قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الشاعر؟ ـ يريد كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : نعم ، قال : فقال البراء بن معرور ـ رضي الله عنه ـ : يا نبي الله إني قد خرجت في سفري هذا ، وقد هداني الله ـ تعالى ـ إلى الإسلام ، فرأيت ألا [أضع](١) هذه البنيّة بظهر ، فصليت إليها ، وقد خالفني أصحابي في ذلك ، حتى وقع في نفسي من ذلك شيء ، فماذا ترى يا رسول الله؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «قد كنت على قبلة لو صبرت عليها».

قال : فرجع البراء ـ رضي الله عنه ـ إلى قبلة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فصلّى معنا إلى الشام. وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات ، وليس كذلك كما قالوه ، ونحن أعلم به منهم.

ثم خرجنا إلى الحج ، وواعدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام

__________________

(١) في الأصل (أضيّع).

٢٣٥

التشريق ، فلما فرغنا من الحج ، وكانت ليلة التي واعدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق ، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام ـ أبو جابر ـ سيّد من ساداتنا ، وكلنا يكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا ، فكلّمناه ، وقلنا : يا أبا جابر إنك سيّد من ساداتنا ، وشريف من أشرافنا ، وانّا نرغب بك عما أنت عليه أن تكون حطبا للنار غدا ، ثمّ دعوناه إلى الإسلام ، وأخبرناه بميعادنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم العقبة. قال : فأسلم وشهد معنا من رجالنا لميعاد رسول الله صلّى الله عليه وسلم مستخفين تسلل القطا ، إذ اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحن سبعون رجلا ، منهم امرأتان ، نسيبة بنت كعب ، أم [عمارة](١) ، احدى بني عامر بن النجار ، وأسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي احدى بني سلمة ، وهي : أم منيع. قال : فاجتمعنا بالشعب ، ننتظر رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى جاءنا ليلتئذ عمّه العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وهو يومئذ على دين قومه ، إلّا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ، فيوثّق له ، فلما جلسنا كان العباس ـ رضي الله عنه ـ أوّل من تكلّم ، فقال : يا معشر الخزرج ـ قال : وكانت العرب يسمّون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها ـ إنّ محمدا صلّى الله عليه وسلم منّا حيث علمتم ، وقد منعناه من قومنا ، [ممن] هو على رأينا ، وهو في عزّ من قومه ، ومنعة من بلده.

قال : قلنا : ما قلت. فتكلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم فدعى إلى الله ـ تعالى ـ ورغّب في الإسلام ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : «أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم».

قال : فأخذ البرآء بن معرور ـ رضي الله عنه ـ بيده ، ثم قال : نعم ، والذي بعثك بالحقّ لنمنعنّك مما نمنع منه أزرنا(٢) يا رسول فبايعنا ، فنحن والله

__________________

(١) في الأصل (عمّار).

(٢) أزرنا ، أي : نساءنا ، أو : أنفسنا. الروض الأنف ٤ / ١١٩.

٢٣٦

أهل الحروب ، وأهل الحلقة ، ورثناها كابرا عن كابر. فاعترض القول والبراء يكلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن التيهان ـ حليف بني عبد الأشهل ـ فقال : يا رسول الله ، إنّ بيننا وبين الناس حبالا ، وإنّا قاطعوها ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟

قال : فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وقال : «بل الدم بالدم ، والهدم / بالهدم ، أنا منكم وأنتم منّي ، دمي مع دمائكم ، وهدمي مع هدمكم ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم».

وقد قال لهم النبي صلّى الله عليه وسلم «أخرجوا إليّ اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم». فأخرجوا منهم اثنى عشر رجلا ، تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس.

٢٥٤٣ ـ وحدّثني عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، قال : قال ابن اسحاق : وأما [معبد](١) بن كعب بن مالك فحدّثني عن أخيه ـ عبد الله ابن كعب ، عن أبيه كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنه كان يقول : أوّل من ضرب على يد رسول الله صلّى الله عليه وسلم البراء ابن معرور ـ رضي الله عنه ـ وتتابع القوم. فلما بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط : يا أهل الجباجب ـ والجباجب : المنازل ـ هل لكم في مذمّم والصبّاء ، وقد اجتمعوا على حربكم؟

ـ والمذمّم من كلام العرب : المهين الكسير ـ.

__________________

٢٥٤٣ ـ إسناده حسن.

رواه ابن هشام في السيرة ٢ / ٨٩ ـ ٩١ مكملا للخبر السابق ، وكذا في المراجع السابقة.

(١) في الأصل (سعيد) وهو خطأ.

٢٣٧

قال الشاعر في ذلك :

حاموا على من عاب غير مذمّم

سكن الصريحة من بقيع الغرقد

ثم رجعنا إلى حديث ابن اسحاق :

قال : فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : ما يقول عدوّ الله؟ ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «هذا ابن أزيب ، تسمع يا عدوّ الله ، أما والله لأفرغنّ لك». ثم قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «ارفضّوا إلى رحالكم».

قال : فقال له العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق ، ان شئت لنميلنّ على أهل منى غدا بأسيافنا. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «لم أؤمر بذلك».

قال : فرجعنا إلى مضاجعنا ، فنمنا ، حتى أصبحنا ، فلمّا أصبحنا غدت علينا جلة من قريش حتى جاؤونا في منازلنا. قال : فقالوا : يا معشر الخزرج ، قد بلغنا أنكم جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجوه من بين أظهرنا ، وتبايعونه على حربنا ، وانه والله ما من العرب أحد [أبغض](١) إلينا من أن تشبّ الحرب بيننا وبينه منكم. قال : فأتبعه هنالك قوم من قومنا يحلفون بالله ما كان من هذا شيء ، وما علمناه. وصدقوا ، لم يعلموا ما كان منّا. وبعضنا ينظر إلى بعض. قال ثم قام القوم وفيهم الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان ، فقلت كلمة كأنّي أريد أشرك القوم فيما قالوا : يا أبا جابر ، أما تستطيع وأنت سيّد من ساداتنا أن تتخذ نعلا مثل نعل هذا الفتى من قريش؟ فسمعها الحارث ، فخلعها ثم رمى بها إليّ. قال : فقلت : والله لا أردّها ، فأل صالح قال : والله ، لئن صدق الفأل لأسلبنّه.

هذا حديث كعب بن مالك عن العقبة وما حضر منها ، فجميع من شهد

__________________

(١) ألحقتها من ابن هشام.

٢٣٨

العقبة من الأوس والخزرج سبعون رجلا ، وقد حضر البيعة منهم امرأتان يزعمون أن قد بايعتا.

٢٥٤٤ ـ حدّثني عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، عن ابن اسحاق ، قال : حدّثني يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبد الله اليزني ، عن أبي عبد الله ـ عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ـ ، عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت ممّن حضر العقبة الأولى ، اثنا عشر رجلا ، بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم على بيعة النساء ، وذلك قبل أن تفترض الحرب.

٢٥٤٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الزهري ، عن أبي ادريس الخولاني ، قال : إنه سمع عبادة بن الصامت / يذكر البيعة. قال ـ رضي الله عنه ـ : بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم في مجلسه. فقال : «تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا. فقرأ علينا الآية ، فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا ، فعوقب به فهو كفّارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا ، فستره الله ـ تعالى ـ عليه ، فهو إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ إن شاء عذّبه ، وإن شاء غفر له.

٢٥٤٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، ومحمد بن منصور ، قالا : ثنا سفيان ،

__________________

٢٥٤٤ ـ إسناده حسن.

رواه الحاكم ٢ / ٦٢٤ من طريق ابن اسحاق ، به. ورواه البخاري ٧ / ٢١٨ ، ومسلم ١١ / ٢٢٤ كلاهما من طريق : الليث ، عن يزيد ، به بنحوه.

٢٥٤٥ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٥ / ٣٢٠ ، والبخاري ١ / ٦٤ ، ومسلم ١١ / ٢٢٢ ، والترمذي ٦ / ٢١٨ ، والنسائي ٧ / ١٤١ ـ ١٤٢ كلهم من طريق : الزهري ، به.

٢٥٤٦ ـ إسناده صحيح.

رواه البخاري ٧ / ٢١٩ عن علي بن المديني ، عن سفيان ، به.

٢٣٩

عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ يقول شهد بي خالاي العقبة.

تسمية

من شهد العقبة من الأنصار

٢٥٤٧ ـ حدّثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال : ثنا محمد بن فليح بن سليمان ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب.

قال أبو يوسف : وقد ثبّت في ذلك ، قال : هذه تسمية من شهد العقبة :

من بني سلمة :

البراء بن معرور بن صخر ، وهو نقيب ، وهو أول من أوصى بثلث ماله وهو ببلده.

وعبد الله بن عمرو بن حرام ، وهو نقيب.

ورافع بن مالك بن العجلان ، نقيب.

وأبو أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة ، نقيب.

ومن بني عبد الأشهل :

أبو الهيثم بن التيهان ، نقيب.

وأسيد بن الحضير بن سماك ، نقيب.

ومن بني عمرو بن عوف :

سعد بن خيثمة ، نقيب.

وعبد الله بن رواحة ، نقيب.

__________________

٢٥٤٧ ـ إسناده حسن إلى الزهري.

أنظر سيرة ابن هشام ٢ / ٩٧ ـ ١١٠ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٤٠ ـ ٢٥٢ ، وسبل الهدى والرشاد ٣ / ٢٩٣ ـ ٣٠٧.

٢٤٠