أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٤

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 341

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
تصنيف:

الصفحات: 341
المشاهدات: 3022
تحميل: 283


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 341 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 3022 / تحميل: 283
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 4

مؤلف:
العربية

٢٥٨٥ ـ وحدّثني أبو علي الفرضي ، عن رجل ـ ذهب عليّ اسمه ـ عن هشيم ، عن أبي بشر ، قال : كان القسري ـ خالد بن عبد الله ـ يسأل قتادة ، عن أيام التشريق : لأي شيء به سمّيت أيام التشريق؟ فقال : كانوا يشرّقون القديد ، فسألوني عن ذلك فأنشدتهم قول عباس بن مرداس السلمي :

موقوفة ينظر التشريق راكبها

كأنها في حبال الرمل مسلوس

٢٥٨٦ ـ وحدّثني جنيد ـ أبو بكر ـ ، قال : ثنا المقدّمي ، قال : أخبرني عمر بن علي المقدّمي ، عن سفيان بن حسين ، عن أبي بشر ، قال : إنّما سمي الموسم الموسم لأنّ الناس يتوسّم بعضهم فيه بعضا.

٢٥٨٧ ـ حدّثنا عبد الرحمن بن يونس ، ويعقوب بن حميد ، قالا : ثنا حاتم بن اسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم لما أتى محسّرا سلك على الطريق الوسطى التي تخرجك على الجمرة الكبرى حتى / أتى الجمرة التي عند الشجرة ، فرمى بسبع حصيات ، يكبّر مع كل حصاة منها.

__________________

٢٥٨٥ ـ في إسناده من لم يسمّ. وأبو بشر ، هو : جعفر بن أبي وحشية. والعبّاس بن مرداس تقدمت ترجمته بعد الخبر (٢٤٨٩).

وهذا الخبر ذكره السيوطي في الدر المنثور ١ / ٢٣٦ وعزاه لابن أبي الدنيا.

والمسلوس : اللين المنقاد.

٢٥٨٦ ـ إسناده ليّن.

جنيد بن حكيم بن جنيد الأزدي الدقاق ، قال الدارقطني : ليس بالقوي. تاريخ بغداد ٧ / ٢٤١. والمقدّمي ، هو : محمد بن أبي بكر.

٢٥٨٧ ـ إسناده صحيح.

تقدم برقم (١٤١٠).

٢٦١

ذكر

ما قيل من الشعر بمنى

وقد قال الناس فى منى ، وجمرة العقبة ، والنفر أشعارا كثيرة ، سنذكر بعضها :

قال بعض الشعراء :

ما دعانا إليه موقفنا

يوم التقينا بجانب العقبة

قد كنت لو لا محبتي لكم

من أغلظ الناس كلّهم رقبه

وقال كثيّر عزّة في منى :

تفرّق آلاف الحجيج على منى

وشتتهم شعث النوى صبح أربع

فريقان ، منهم سالك بطن نخلة

وآخر منهم سالك بطن تضرع

فلم أر دارا مثلها دار غبطة

ولهو إذا التفّ الحجيج بمجمع

أقلّ مقيما راضيا بمكانه

وآخر منهم طاعن لم يودّع

وأصبحت لا تلقى خباء عهدته

به غدوة أوتاده لم تنزّع

فشاقوك لما وجّهوا كل وجهة

فبانوا وخلّوا عن منازل بلقع

وقال آخر من العرب في منى والحج :

قالت عليّة لي فيما تحاولني

الا تحجّ؟ فقلت : الحجّ محظور

قالت : أرى الناس قد حجّوا ، فقلت لها:

ما حجّ ناس ولكن حجت العير

ولو حججت على ما تفعلين بنا

لم يقبل الحجّ حتى ينفخ الصور

لن يقبل الله من معشوقة عملا

يوما وعاشقها غضبان مهجور

وليس يأجرها في قتل عاشقها

لكنّ عاشقها في ذاك مأجور

٢٦٢

وقال مجنون بني عامر ، أو غيره :

وناديت يوم النفر ، واشتقت للهوى:

هل الودّ ممن أدبر اليوم يرجع

فنوديت : أن لا ، [أوجر] القلب إنما

ثلاث منى وقت الحجيج المودّع

وقال جعفر الغنوى :

وناديت يوم النفر واشتقت للهوى:

هل الودّ ممن يرحل اليوم يقبل

فنوديت أن لا ، [أوجر] القلب إنما

ثلاث منى وقت الحجيج المؤجّل

٢٥٨٨ ـ وحدّثني أبو سعيد ـ عبد الله بن شبيب الربعي ـ قال : أنشدني الزبير بن أبي بكر :

فلمّا تقضّى الحجّ وانشعبت بنا

نوى غربة عمّن نحب شطون

رحلنا فشأمنا وراحوا فيمّنوا

وفاضت لروعات الفراق عيون

رحلنا وحاجات النفوس حوامل

ولم تقض من أهل الصفاء شجون

/ ذكر

منزل النبي صلّى الله عليه وسلم من منى وموضعه

صلّى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده وتفسير ذلك

٢٥٨٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن قال : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج قال : أخبرني عثمان بن أبي سليمان ، عن [عبد الله](١) بن

__________________

٢٥٨٨ ـ لم أقف على اسم قائل هذه الأبيات.

٢٥٨٩ ـ إسناده مرسل.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧٣ من طريق : عبد المجيد بن أبي روّاد ، به. وذكره الطبري في القرى ص : ٤٧٩ ، ونسبه لأبي سعد في شرف النبوة ، والأزرقي.

(١) في الأصل (عبد الملك) وهو خطأ ، إنما هو : عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

٢٦٣

أبي بكر قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : «إذا قدمنا منى ـ ان شاء الله تعالى ـ نزلنا الخيف».

والخيف مسجد منى التي تحالفوا علينا فيه. قال ابن جريج : قلت لعثمان : أيّ حلف؟ قال : الأحزاب.

٢٥٩٠ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن حميد بن قيس ، عن محمد بن ابراهيم التيمي ، عن رجل من قومه يقال له ـ معاذ بن عثمان أو عثمان بن معاذ ـ من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلم يعلم الناس مناسكهم بمنى ، قال : وفتح الله ـ تعالى ـ اسماعنا حتى أنّا لنسمعه ونحن في رحالنا. قال : فنزل المهاجرون شعب المهاجرين ، ونزل الأنصار شعب الأنصار ، ونزل الناس منازلهم ، وعلم الناس مناسكهم وقال : «ارموا بمثل حصى الخذف».

٢٥٩١ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن قال : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج قال : أخبرني عثمان أيضا قال : أخبرني طلحة بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال : كان منزلنا ـ يريد أبا بكر ـ عند الصخرة التي عليها المنارة.

__________________

٢٥٩٠ ـ إسناده حسن.

رواه ابن سعد ٢ / ١٨٥ ، وابن أبي شيبة ١ / ١٧٦ ب ، والحميدي ٢ / ٣٧٦ ـ ٣٧٧ ، وأحمد ٤ / ٦١ ، وأبو داود ٢ / ٢٦٦ ، والنسائي ٥ / ٢٤٩ ، والأزرقي ٢ / ١٧٣ ، والبيهقي ٥ / ١٢٧ كلهم من طريق : حميد بن قيس ، عن محمد بن ابراهيم التيمي ، عن عبد الرحمن بن معاذ ، به. وذكره الحافظ في الاصابة ٢ / ٤٥٧ ثم قال : قد رواه عبد الوارث ، عن حميد بن قيس ، عن محمد بن ابراهيم ، عن عبد الرحمن بن معاذ أخرجه أبو داود والنسائي ، وهو المحفوظ أه.

٢٥٩١ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧٣ عن ابن أبي روّاد ، به.

٢٦٤

قال ابن جريج : قال طاوس : نزل النبي صلّى الله عليه وسلم بمنى عن يسار مصلّى الإمام بمنى(١) .

قال ابن جريج : وقال غير طاوس من أشياخنا مثل قول طاوس ، وزاد فيه : قال : وأمر النبي صلّى الله عليه وسلم بنسائه أن ينزلن حيث الدار دار منى ، وأمر الأنصار أن ينزلوا الشعب وراء الدور ، وقال للناس : «انزلوا»فأشار النبي صلّى الله عليه وسلم إلى نواحي منى(٢) .

وقال بعض المكيين : الأحجار التي بين يدي المنارة هو موضع مصلى النبي صلّى الله عليه وسلم لم يزل أهل العلم يصلّون هنالك وهو مسجد العيشومة(٣) .

٢٥٩٢ ـ وحدّثني محمد بن ميمون ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ، قال : لما قدم صفوان بن سليم. قال : قلت : أين يجلس؟ قالوا : مما يلي المنارة فهو مما يليها بمنى قال : قلت : صفوه لي بشيء أتعرّفه ، قالوا : انك تعرفه بالخشوع إذا رأيته.

قال : فأتيت المسجد ، فإذا أنا بالشيخ فجلست إليه ، فقلت : من أهل المدينة رحمك الله؟ قال : نعم. قال : قلت : لا أسأل عنك أحدا.

__________________

٢٥٩٢ ـ إسناده حسن.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٦٦١ ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ١٦١ كلاهما من طريق سفيان ، به. وذكره الذهبي في سير النبلاء ٨ / ٣٦٦.

(١) رواه الأزرقي ٢ / ١٧٢ بسنده إلى ابن جريج ، عن الحسن بن مسلم ، عن طاوس ، به.

(٢) رواه الأزرقي ٢ / ١٧٢ ـ ١٧٣.

(٣) العيشومة : نبت طويل دقيق محدد الأطراف كأنه الأسل ، تتخذ منه الحصر الرقاق. اللسان ١٢ / ٤٠٣. والمراد هنا ، هو : مسجد الخيف.

٢٦٥

ذكر

مسجد الخيف وفضله وفضل الصلاة فيه

٢٥٩٣ ـ حدّثنا علي بن المنذر الكوفي ، وعبدة بن عبد الرحيم ، قالا : ثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير. قال عبدة في حديثه : عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : «قد صلى في مسجد الخيف سبعون نبيّا ، فيهم موسى ـ عليه السلام ـ وكأني أنظر إليه ، عليه عباءتان قطوانيّتان ، وهو محرم على بعير من أزد شنوءة مخطوم ـ ولم يقل عبدة : من أزد شنوءة ـ بخطام من ليف وله ضفران».

٢٥٩٤ ـ حدّثنا محمد بن صالح ، قال : ثنا أبو همّام الدلّال ، قال : ثنا ابراهيم بن طهمان ، عن منصور عن مجاهد / عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «في مسجد الخيف قبر سبعين نبيا».

__________________

٢٥٩٣ ـ إسناده ضعيف.

رواية ابن فضيل ، عن عطاء كانت بعد الاختلاط.

رواه الطبراني في الكبير ١١ / ٤٥٢ ـ ٤٥٣ من طريق : ابن فضيل ، به. وذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٢١ و ٢٩٧ وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط ، وقال : فيه عطاء بن السائب ، وقد اختلط وذكره الهندي في كنز العمّال ١٢ / ٢٢٨ وعزاه للطبراني وابن عساكر.

والعباءة القطوانية ، هي العباءة البيضاء القصيرة الخمل. النهاية ٤ / ٨٥.

٢٥٩٤ ـ إسناده صحيح.

أبو همّام الدلال ، هو : محمد بن محبب.

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٩٧ وعزاه للبزّار ، وقال : رجاله ثقات. وانظر كشف الأستار ٢ / ٤٨ ـ ٤٩.

٢٦٦

٢٥٩٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : لو كنت من أهل مكة لصليت في منى كلّ سبت.

٢٥٩٦ ـ حدّثنا أحمد بن صالح ، قال : ثنا محمد بن عبد الله ، عن صخر ابن جويرية عن عائشة بنت سعد ، قالت : كان سعد ـ رضي الله عنه ـ يقول : لو كنت من أهل مكة ما أخطأني جمعة لا أصلي فيه ـ يعني مسجد الخيف ـ ولو يعلم الناس ما فيه لضربوا إليه أكباد الإبل ، ولأن أصلي في مسجد الخيف ركعتين أحبّ إليّ من أن آتي بيت المقدس مرتين فأصلي فيه.

٢٥٩٧ ـ حدّثنا حسين بن حسن السلمي ، قال : ثنا هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن جابر بن الأسود ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : شهدت مع النبي صلّى الله عليه وسلم حجته ، قال : فصليتها بعد صلاة الصبح في مسجد الخيف ـ يعني مسجد منى ـ فلما قضى صلاته ، وانحرف إذا هو برجلين في آخر القوم لم يصلّيا معه ، فقال صلّى الله عليه وسلم : «عليّ بهما»فأتي بهما ترعد فرائصهما. قال : «ما منعكما أن تصلّيا معنا؟»قالا : يا رسول الله إنّا قد صلّينا في رحالنا. قال

__________________

٢٥٩٥ ـ إسناده صحيح.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧٤ عن ابن أبي روّاد ، به.

٢٥٩٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.

٢٥٩٧ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٤ / ١٦٠ ، وأبو داود ١ / ٢٢٤ ، والترمذي ٢ / ١٨ ـ ١٩ ، والنسائي ٢ / ١١٢ ـ ١١٣ ، والطبراني ٢٢ / ٢٣٣ ، والدارقطني ١ / ٤١٣ ، وابن حبان (موارد الظمآن ص : ١٢٢) ، والبيهقي ٢ / ٣٠٠ كلهم من طريق : يعلى بن عطاء ، به.

٢٦٧

صلّى الله عليه وسلم : «فلا تفعلا ، إذا صلّيتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصلّيا معهم فإنها لكم نافلة».

٢٥٩٨ ـ وحدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عبد الوهاب الثقفي ، قال : أنا هشام بن حسان ، عن يعلى بن عطاء ، عن جابر بن يزيد بن الأسود السوائي ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : صلى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم في مسجد الخيف صلاة الصبح ـ ثم ذكر نحوه.

٢٥٩٩ ـ حدّثنا عبد الله بن عمران المخزومي ، قال : ثنا سعيد بن سالم ، قال : ثنا عثمان بن ساج قال : أخبرني خصيف بن عبد الرحمن ، عن مجاهد ، قال : حجّ خمسة وسبعون نبيا كلهم قد طاف بهذا البيت ، وصلى في مسجد منى ، فإن استطعت لا تفوتك صلاة في مسجد منى فافعل.

٢٦٠٠ ـ وحدّثنا عبد الله بن منصور ، عن سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قبر آدم ـ عليه السلام ـ بمكة ، أو في مسجد الخيف ، وقبر حوّاء بجدّة.

٢٦٠١ ـ وحدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جدعان ، عن

__________________

٢٥٩٨ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٢ / ٤٢١ ، وأحمد ٤ / ١٦١ ، والطبراني في الكبير ٢٢ / ٢٣٢ ، والدارقطني ٤ / ٤١٣ كلهم من طريق : هشام بن حسان ، به.

٢٥٩٩ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ١ / ٦٩ ، ٢ / ١٧٤ من طريق : سعيد بن سالم ، به.

٢٦٠٠ ـ إسناده حسن.

٢٦٠١ ـ إسناده ضعيف.

ابن جدعان ، هو : علي بن زيد ، ضعيف.

٢٦٨

سعيد بن المسيّب ، قال : مرّ موسى عليه السلام ـ بفج الروحاء ، وعليه عباءتان قطوانيتان تجاوبه صفاح الروحاء ، وهو يقول : لبيك عبدك وابن عبديك. ومرّ عيسى بن مريم ـ عليهما السلام ـ يلبي ، وهو يقول : لبيك عبدك وابن أمتك بنت عبديك. ومن قبل أو من بعد سبعون نبيّا خاطمي رواحلهم بحبال الليف ، حتى صلوا في مسجد الخيف.

٢٦٠٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : أين مصلى النبي صلّى الله عليه وسلم من مسجد الخيف ـ وهو مسجد منى ـ؟ قال : لا أدري.

قال ابن جريج : وأخبرني اسماعيل بن أمية ، قال : إنّ خالد بن مضرّس أخبره أنه رأى أشياخا من الأنصار يتحرّونه أمام المنارة قريبا منها(١) .

٢٦٠٣ ـ وحدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا مروان بن معاوية ، عن أشعث ابن سوّار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : صلّى في مسجد الخيف سبعون نبيا ، كلهم مخطمين باللّيف ـ قال مروان : يعنى رواحلهم ـ.

٢٦٠٤ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ابن بنت مطر ، قال : ثنا عبد الله بن

__________________

٢٦٠٢ ـ إسناده حسن.

٢٦٠٣ ـ إسناده ضعيف.

أشعث بن سوّار : ضعيف. التقريب ١ / ٧٩.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧٤ عن ابن أبي عمر ، به.

٢٦٠٤ ـ شيخ المصنف لم أعرفه ، وبقية رجاله موثقون.

وعبد السلام ، هو : ابن أبي الجنوب.

(١) إسناده حسن. ورواه الأزرقي ٢ / ١٧٤ بإسناده إلى ابن جريج ، وذكره الطبري في القرى ص : ٥٣٩ وعزاه للأزرقي ، وأبي ذر.

٢٦٩

نمير ، قال : ثنا محمد بن اسحق / عن عبد السلام ، عن الزهري ، عن محمد ابن جبير بن مطعم ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : قام رسول الله صلّى الله عليه وسلم بالخيف من منى ، فقال : نضّر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ، فبلّغها من لم يسمعها ، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، وربّ حامل فقه لا فقه له ، ثلاث لا يغل عليهن قلب المؤمن : اخلاص العمل لله ، والنصيحة لولاة الأمر ، ولزوم الجماعة ، فإن دعوتهم تكون من ورائهم.

٢٦٠٥ ـ حدّثنا عمر بن حفص الشيباني ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا النضر بن كثير السعدي ـ أبو سهل العبداني ـ قال : صلى إلى جنبي عبد الله ابن طاوس بمنى في مسجد الخيف ، فكان إذا رفع رأسه من السجدة وضع يده تلقاء وجهه. فقلت لوهيب ـ صاحب الكرابيس ـ : إني رأيت هذا يصنع شيئا لم أر أحدا يصنعه. فقال له وهيب : يصنع(١) لم تر أحدا يصنعه؟ قال : إني رأيت أبي يصنعه ، وقال أبي : رأيت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يصنعه. قال ـ وأظنه قال ـ قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : رأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلم يصنعه.

٢٦٠٦ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ،

__________________

رواه أحمد ٤ / ٨٠ ، وابن ماجه ١ / ٨٥ ، والطبراني في الكبير ٢ / ١٣١ ، والحاكم ١ / ٨٧ كلهم من طريق ابن اسحاق ، به.

٢٦٠٥ ـ إسناده ضعيف.

النضر بن كثير السعدي : ضعيف. التقريب ٢ / ٣٠٢.

ووهيب ، هو : ابن خالد.

٢٦٠٦ ـ إسناده حسن.

وأثر أبي هريرة حسن الإسناد ، رواه الأزرقي ٢ / ١٧٤ من طريق ابن أبي رواد.

(١) كذا في الأصل وفيه سقط.

٢٧٠

عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : رجل من التجار شغل في أيام الحج في بيعه ، فلم يستطع الصلاة فيه حتى نفر؟ قال : فيصلى فيه. قلت : أتوجب الصلاة فيه؟ قال : لا ولكن صلوا فيه ما استطعتم ، وأخبرني أنه سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول : لو كنت من أهل مكة ، ما جاءت عليّ جمعة إلا صليت فيه.

٢٦٠٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : رأيت محمد بن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ يصلي بمنى في مسجد الخيف ، والناس يمرّون بين يديه. قال : فجاء شاب من أهله فجلس بين يديه.

٢٦٠٨ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة وابن أبي سلمة ـ يزيد أحدهما على صاحبه ـ قالا : ثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قزعة ، قال : ثنا محمد بن موسى ، قال : حدّثني زيد بن أسلم ـ قال ابن أبي سلمة في حديثه : عن أبيه ـ : إن آدم ـ عليه السلام ـ لحد له في مسجد الخيف ، ودفن في وتر من الثياب.

٢٦٠٩ ـ حدّثنا أحمد بن محمد بن أبي بزّة ، ومحمد بن بشر بن رياس بن أبي مسرّة ، قالا : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، قال : حدّثني عبد الله بن قالون

__________________

٢٦٠٧ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٢ / ٣٦ عن سفيان ، به.

٢٦٠٨ ـ يحيى بن عبد الله بن أبي قزعة لم أعرف حاله. وكذلك شيخه محمد بن موسى.

٢٦٠٩ ـ عبد الله بن قالون لم أعرفه ، وبقية رجاله موثّقون.

والأثر ذكره البخاري في التار يخ الكبير ٢ / ٢٦٤ ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٣ / ١٨٩ مختصرا.

٢٧١

ـ قال ابن بشر في حديثه : وكان ينقل عن المجانين ـ عن حفص الطيب(١) قال : رأيت شيطانا يفتي الناس في مسجد الخيف بمنى ـ قال ابن بشر في حديثه : فعرفته ـ وقال ابن أبي بزة فقلت له : فلان؟! قال : ممثل من بين أيديهم.

٢٦١٠ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : قلت له يعني ـ عطاء ـ : رجل نذر جوارا في مسجد منى أيوفيه أم لا من أجل أنه مسجد غير جامع إلا أيام منى قط أم بمكة؟ قال : بل يوفيه. ثم قلت له : إنه غير جامع؟ قال : ولكن له شأنه ، فليوفه.

ذكر

ما قيل في مسجد الخيف من الشعر

وقد قالت الشعراء في مسجد الخيف أشعارا كثيرة ، نذكر بعضها.

قال عمر بن أبي ربيعة :

ألا يا أهل خيف منى

غزالكم أشاط دمي

بلا ترة ولا قود

ولا قاض ولا حكم(٢)

وقال مجنون بني عامر في خيف منى :

/ وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى

فهيّج أحزان الفؤاد ولا يدري

دعا باسم ليلى غيرها فكأنّما

[أطار](٣) بليلى طائرا كان في صدري

__________________

٢٦١٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

(١) كذا في الأصل وفي المراجع السابقة (حفص الطائي) وكذا في ثقات ابن حبان ٦ / ٢٠٠.

(٢) لم أجد هذا البيت في ديوانه.

(٣) في الأصل (اطالة) والبيتان مع أبيات أخرى في الأغاني ٢ / ٢٢.

٢٧٢

٢٦١١ ـ وقال عبيد الله بن قيس الرقيّات ـ أحد بني عامر بن لؤي ـ أنشدني ذلك أبو يحيى :

حبّذا الحجّ والثريا ومن بالخيف

من أجلها وملقى الرجال

حبّذا هنّ من لبانة قلبي

وجديد الشباب من سربال

[علّقوا أرسن](١) الجياد ومرّوا

قارنيها بشاحجات البغال

وقال عبد الرحمن بن حسان :

ألا لا تعدني ليلة قبل ليلة الخيف من

منى إذا نام أهل المنازل

ولا مثل يوم غاب عنّي جماله

صريعا بجمع تحت أيدي الرواحل

يسائلن من هذا الصريع الذي

يرى وينظر شزرا من جلال المراجل

وقال بعض المكيين :

وجارية من أهل غشم لقيتها

بخيف منى والناس يمتزجونا

فسلمت تسليما خفيفا ، وسلمت

وقلت من أي الناس تنتسبينا؟

فقالت : أنا شكرية ومنازلي

بغشم وجئنا الأجر مطّلبينا

فقلت لها : ما للأجر جئت تعمدّا

ولكن قلوب الناس تستلبينا

فقالت : بلى للأجر جئنا فإن نمت

فو الله ما كنّا بمعتمدينا

__________________

٢٦١١ ـ أبو يحيى ، هو : ابن أبي مسرّة ، والبيتان الأول والثالث في ديوان عبيد الله بن قيس ص : ١١٢ ـ ١١٥.

(١) في الأصل (حلقوا أرؤس) والتصويب من الديوان.

٢٧٣

وقال بعض(١) الشعراء أيضا :

لا أنس لا أنس يوم(٢) الخيف موقفها

وموقفي وكلانا ثمّ ذو شجن

وقولها للثريّا وهي باكية(٣)

والدمع منها على الخدين ذو سنن

وقال النميري(٤) أيضا :

إن رمن بخيف منى وثور

كأنّ عراص معناها زبور

منازل أوحشت من أم عمرو

فعفتها الجنائب والدبور

فلا ينسى فؤادك أمّ عمرو

ولو طال الليالي والشهور

أقول وقد أميط الخسف عنها

أشمس تلك أم قمر منير

حلفت لها بربّ منى إذا ما

تغيّب في عجاجته ثبير

لأنت أحب شيء إن جلسنا

وإن زرنا فأكرم من نزور

وبشيرها لنا الميمون حتى

رأيناها ببطن منى تسير

وقال عمر بن أبي ربيعة(٥) :

لدرع ذات الخال يوم فراقنا(٦)

بالخيف موقف صحبتي وركابي

وعرفت أن ستكون دار غريبة

منها إذا جاوزت بطن خضاب(٧)

وتبوأت من بطن مكة منزلا

غرد الحمام مشرّف الأبواب

__________________

(١) البيتان في ديوان عمر بن أبي ربيعة ص : ٤١٣.

(٢) في الديوان (بل ما نسيت ببطن الخيف ...).

(٣) في الديوان (وقولها للثريا يوم ذي خشب ...).

(٤) هو محمد بن عبد الله بن عمر بن خرشه ، شاعر أموي كان يهوى زينب بنت يوسف ، أخت الحجاج.

مولده ونشأته ووفاته بالطائف. أنظر معجم الشعراء ص ٣٤٢ ، والأغاني ٦ / ١٩٠.

(٥) ديوانه ص : ٤٣.

(٦) في الديوان : لم تجز أم الصلت يوم فراقنا

(٧) في الديوان (جاوزت أهل حصابي).

٢٧٤

/ ذكر

مسجد الكبش وفضله وما جاء فيه

٢٦١٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عطاء بن السائب ، قال : سمعت رجلا من أهل المدينة يخبر عن أبيه ، قال : نزل الكبش على ابراهيم خليل الرحمن صلّى الله عليه وسلم من العرق الأخضر الذي في ثبير.

٢٦١٣ ـ وحدّثني محمد بن علي ، قال : ثنا أبو بكر ، قال : ثنا يحيى بن اليمان ، عن سفيان ، عن جابر ، عن أبي الطفيل ، عن علي ـ رضي الله عنه ـ :( وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) (١) قال : كبش أعين أقرن أبيض ، مربوطا بسمرة في ثبير.

٢٦١٤ ـ وحدّثني محمد بن علي ، قال : ثنا أبو بكر ، قال ثنا يحيى بن يمان ، عن سفيان ، عن ابن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : الكبش رعى في الجنة سبعين خريفا.

__________________

٢٦١٢ ـ في إسناده من لم يسم.

٢٦١٣ ـ إسناده ضعيف.

جابر ، هو : الجعفي. ومحمد بن علي ، هو : ابن الوليد السلمي البصري. وأبو بكر ، هو : اسماعيل بن حفص بن عمرو بن دينار.

رواه ابن جرير في التفسير ٢٣ / ٨٦ ، وفي التاريخ ١ / ١٤٢ عن أبي كريب ، عن يحيى ابن يمان ، به.

٢٦١٤ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن كثير في التأريخ ١ / ١٥٨ ، وعزاه لابن أبي حاتم من طريق الثوري. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٥ / ٢٨٤ وعزاه لابن جرير.

(١) سورة الصافات (١٠٧).

٢٧٥

٢٦١٥ ـ وحدّثني محمد بن علي ، قال : ثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا يعقوب القمّي ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : كان الكبش الذي فدى به ابراهيم ابنه كبشا أملح ، صوفه مثل القزّ الأحمر.

٢٦١٦ ـ وحدّثني محمد بن علي ، قال : ثنا أبو بكر ، قال : ثنا خالد بن محمد ، عن محمد بن ثابت ، قال حدّثني موسى ـ مولى أبي بكر ـ قال : حدّثني سعيد بن جبير ، قال : لما رأى ابراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ ذبح اسحاق ـ عليه السلام ـ سار به مسيرة شهر في روحة واحدة ، طويت له الأودية والجبال.

٢٦١٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن سليم ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : النحر حيث ينحر الامام.

__________________

٢٦١٥ ـ إسناده ضعيف.

محمد بن حميد الرازي : ضعيف. ويعقوب بن عبد الله الأشعري القمّي ، وجعفر ، هو : ابن أبي المغيرة القمّي.

٢٦١٦ ـ إسناده ضعيف.

موسى مولى أبي بكر ، هو : موسى بن سعد المدني ، مولى أبي بكر الصديق : مجهول.

التقريب ٢ / ٢٨٣.

٢٦١٧ ـ إسناده ضعيف.

سليم بن مسلم الخشاب : ليس بثقة. الجرح ٤ / ٣١٤.

رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٦٣ بإسناده إلى ابن جريج.

٢٧٦

ذكر

شعب علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ

واتساع منى بأهله

٢٦١٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : جاء محمد بن علي ألفان من أهل الكوفة لو أمرهم أن يزيلوا الجبل لأزالوه. قال عمرو : فكانوا في شعب علي ـ رضي الله عنه ـ اعتزل بهم محمد بن علي ، فكان ربما أتاهم الفزع ، فينادي مناديهم : إنّ مهديا يأمركم أن تأخذوا السلاح.

وقال بعض الناس : إنّ عليا ـ رضي الله عنه ـ لم ينزل هذا الشعب ، [ولكن نزله] محمد بن علي بن الحنفية أيام ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ فنسب إلى علي ـ رضي الله عنه ـ من أجل ذلك.

وإلى جنبه شعب يقال له : شعب عمارة فيه منازل سعد بن سالم.

ومن وراء ذلك شعب يقال له : شعب البشامة ، ناحية مضرب علي بن عيسى.

٢٦١٩ ـ وحدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا أبو مالك ، قال : ثنا سالم بن أبي الجعد ، أنه كان محمد بن علي ـ رضي الله عنهما ـ في الشعب ـ يعني : هذا الشعب ـ.

__________________

٢٦١٨ ـ إسناده صحيح.

٢٦١٩ ـ إسناده حسن.

أبو مالك ، هو : سعد بن طارق الأشجعي.

رواه ابن سعد ٥ / ١٠٣ بإسناده إلى ثوير ، به ، بنحوه.

٢٧٧

٢٦٢٠ ـ وحدّثني ابراهيم بن يعقوب ، عن قبيصة بن عقبة ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن محمد بن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ أنّه قال وهو في الشعب : لو أنّ عليا ـ رضي الله عنه ـ أدرك هذا الأمر ، لكان هذا موضع رحله ، أو قال : رجله.

٢٦٢١ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد بن ثوبان ، عن سليم بن مسلم ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن أبي الطفيل ، قال : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يسأل عن منى ، ويقال عجبا لمنى ضيّقة في غير الحج ، وما تسع من الحاج. فقال ابن عباس : / إنّ منى يتّسع بأهله كاتّساع الرحم للولد.

ويقال : إنّما سمّيت : منى ، لما يمنى فيها من الدماء(١) .

ذكر

طريق النبي صلّى الله عليه وسلم إلى منى

٢٦٢٢ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا يحيى بن محمد بن ثوبان ،

__________________

٢٦٢٠ ـ إسناده حسن.

رواه ابن سعد ٥ / ٩٤ من طريق : قبيصة بن عقبة ، به.

٢٦٢١ ـ إسناده ضعيف.

سليم بن مسلم الخشاب ليس بثقة. قاله ابن معين.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧٩ من طريق : يحيى بن محمد ، عن سليم ، به.

٢٦٢٢ ـ يحيى بن محمد لم أقف عليه. والخبر عند الأزرقي ١ / ٣٠٣.

(١) الأزرقي ٢ / ١٨٠.

٢٧٨

عن هشام بن سليمان ، عن محمد بن عبد الرحمن ، قال : كانت طريق النبي صلّى الله عليه وسلم إلى منى في الجبل على يسارك وأنت ذاهب إلى منى(١) .

فحبس ابن علقمة(٢) ـ وهو يومئذ والي مكة ـ أعطيات الناس ، فضرب بها ذلك الجبل حتى فتح الطريق التي يسلك الناس اليوم. فطريق النبي صلّى الله عليه وسلم قائمة في ذلك الجبل إلى يومنا هذا. ثم دثرت تلك الطريق وانقطع الناس منها ، حتى كان زمن المتوكل على الله ، فبعث إسحاق بن سلمة فعمّرها

__________________

(١) يريد : طريق النبي صلّى الله عليه وسلم التي سلكها من منى إلى شعب الأنصار يوم أخذ البيعة عليهم. وقد كان هناك قرن صخري يمتد من جمرة العقبة حتى يتصل بجبل منى الشامي (القابل) وكانت جمرة العقبة لاصقة بذلك القرن ، وقد سلك النبي صلّى الله عليه وسلم ظهر هذا القرن آتيا من منى إلى شعب الأنصار ، وقد سهل طريق النبي صلّى الله عليه وسلم هذا من ذكرهم الفاكهي ، وبقي هذا القرن قائما حتى سنة (١٣٧٥) هجرية ، ثم دعت الحاجة لإزالة هذا القرن بالكلية وتسويته بالأرض ، فأصدر رئيس المحاكم الشرعية بمكة المكرّمة والدي الشيخ عبد الله بن عمر بن دهيش ـ رحمه الله ـ فتوى شرعية بجواز إزالة هذا القرن برقم (٣١٤ / ٤) في (١ / ٨ / ١٣٧٥) بناء على طلب سمو وزير الداخلية برقم (٨٠٤ / ٢) في (٢٨ / ٧ / ١٣٧٥) وفحوى هذه الفتوى : نظرا لضيق المكان الواقع بجوار العقبة الكبرى ضيقا أصبح مع الزمن السبيل الوحيد الذي يعاني منه الناس مختلف المشاق والصعوبات ، فإنه لا مانع شرعا من إزالة الجبل الذي خلف جمرة العقبة تسهيلا للحجّاج وتلافيا للزحام الشديد على أن يبقى الرمي على صفته الحالية ، وعلى ذلك يلزم بقاء الحوض على شكله ، وبقاء الشاخص كما هو ، وإنه لا بأس من رميها من أعلاها كما فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ لما رأى الزحام عندها أه. وكان بمنى شارعان فقط حتى سنة ١٣٤٧ ه‍ وهما الشارع الأعظم الذي به الجمرات ، وشارع سوق العرب ، فأمر جلالة الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بفتح شارعين آخرين فأصبحت شوارع منى ، الأول الشارع الجديد عن يمين الصاعد إلى عرفات ، والثاني الشارع الأعظم ، والثالث الشارع المعروف بسوق العرب ، والرابع الشارع الجديد الذي يبدأ من أول المدرج الواقع خلف جمرة العقبة ، وقد ذكر ذلك الشيخ عبد الله بن محمد غازي في تاريخه المخطوط «إفادة الأنام بأخبار بلد الله الحرام».

وفي عام ١٣٩٨ ه‍ وسّعت منطقة الجمرات وأخذ من الجبال المحيطة بها شيء كثير ، كما عمل دور ثان للرجم بعد أن ظللت الجمرات ، وطوّل الشاخص ليراه الرامي من الدور الثاني ، أما حوض الجمرات السفلى فلا يزال على حالته. وأجرت الحكومة في عهد جلالة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود تعديلات وتنظيمات في جميع شوارع منى ونظمت الخدمات اللازمة للحجاج وفتحت أنفاق متعددة من الشمال والجنوب وأنفاق أخرى في الغرب في منطقة مجر الكبش فسهل الدخول إليها والخروج منها من كل جهة.

(٢) هو : نافع بن علقمة الكناني.

٢٧٩

وجدّدها ، وضرب في الجبل ، ونصبها شبيهة الأنصاب ، وعمل ضفيرة عقبة منى ، وجدرانها ، وأصلح هذه الطريق التي يقال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم سلكها من منى إلى الشعب ، ومعه العباس بن عبد المطلب ، ـ رضي الله عنه ـ وهو شعب البيعة للأنصار ، الذي أخذ فيه ـ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم على أبي أمامة أسعد بن زرارة ، وأبي الهيثم وأصحابهم ـ رضي الله عنهم ـ البيعة على الإسلام ، والنصرة له.

وقد كانت هذه الطريق قد دثرت ، وعفت زمانا لأن الجمرة زائلة عن موضعها ، فردّها اسحاق إلى موضعها الذي كانت عليه ، وبنى من ورائها جدارا أعلاه عليها ، ومسجدا متصلا بذلك الجدر ، لئلا يصل إليها من يريد الرمي من أعلاها ، وجعل على ذلك كله أعلاما بناها بالجصّ والنورة ، لأن السنة لمن أراد رميها أن يقف من تحتها ، ويستبطن الوادي ، ويجعل مكة عن يساره ومنى عن يمينه ، ويرمي كما فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعمر ـ رضي الله عنه ـ من بعده.

٢٦٢٣ ـ حدّثني سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان ، عن الحجاج ، عن وبرة ، عن الأسود ، قال : إنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ رمى الجمرة من فوقها ، ورأى الزحام عليها.

فهذه الطريق تسلك إلى اليوم.

__________________

٢٦٢٣ ـ فيه الحجاج بن أرطأة وهو صدوق مدلس وقد عنعن. وبقية رجاله موثّقون. ووبرة ، هو : ابن عبد الرحمن السلمي.

٢٨٠