أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٤

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 341

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
تصنيف:

الصفحات: 341
المشاهدات: 3020
تحميل: 283


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 341 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 3020 / تحميل: 283
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 4

مؤلف:
العربية

صلّى الله عليه وسلم وهو بمكة ـ : «من أحبّ منكم أن يحضر أمر الجنّ الليلة فليفعل»فلم يحضر منهم أحد غيري ، فانطلقنا ، حتى إذا كنّا بأعلى مكة ، خطّ لي برجله صلّى الله عليه وسلم خطّا ، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع [السحاب](١) ذاهبين ، حتى بقي منهم به رهط ، وقد فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلم مع الفجر ، فانطلق فتبرّز ، ثم أتاني ، فقال : ما فعل الرهط؟ قلت : هم أولئك يا رسول الله ، فأعطاهم صلّى الله عليه وسلم عظما وروثا زادا ، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو بروث.

٢٣١٧ ـ حدّثنا هارون بن موسى ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، قال : إنّ عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : «بتّ الليلة أقرأ على الجنّ ، ربعا ، بالحجون».

٢٣١٨ ـ حدّثني عمرو بن محمد ، قال : ثنا أبو مصعب ، قال : ثنا [حاتم](٢) ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ـ رضي الله عنه ـ قال : أتاني رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنا بالحجون في خيمة لي وأنا شاكي ، ومعه صلّى الله عليه وسلم مهاجرة الفتح فلما انتهى إليّ نحّاهم ، ودخل.

__________________

٢٣١٧ ـ إسناده ضعيف.

عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، لم يدرك ابن مسعود.

رواه الطبري ٢٦ / ٣٣ من طريق : ابن وهب ، به. وذكره السيوطي في الدرّ المنثور ٦ / ٤٤ وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبي الشيخ في «العظمة».

٢٣١٨ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

(١) في الأصل (السمك).

(٢) في الأصل (أبو حاتم) وهو خطأ ، وحاتم ، هو : ابن إسماعيل. وأبو مصعب ، هو : أحمد بن أبي بكر الزبيري.

٢١

٢٣١٩ ـ حدّثنا أحمد بن سليمان الصنعاني ، قال : ثنا زيد بن المبارك ، قال : ثنا [ابن](١) ثور ، عن ابن جريج ، قال أخبرني مخبر ، عن أبي عبيدة ابن عبد الله بن مسعود ، عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : «إنّي قد أمرت أن أتلو القرآن على الجنّ ، فمن يذهب معي؟ فسكتوا. ثم الثانية ، فسكتوا ، ثم الثالثة ، فقال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : أنا أذهب معك ، يا رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم : «أنت تذهب معي»فانطلق حتى إذا جاء صلّى الله عليه وسلم الحجون عند شعب أبي دبّ ، خطّ عليّ خطّا ، وقال : لا تجاوزه. ثم مضى صلّى الله عليه وسلم الى الحجون / فانحدروا عليه أمثال الحجل ، يحدرون الحجارة بأقدامهم ، يمشون يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسور في دفوفها ، يزولون في سواد الليل ، حتى غشوه ولا أراه ، فقمت ، فأومأ إليّ بيده ، أن : إجلس ، فتلا القرآن ، فلم يزل صوته صلّى الله عليه وسلم يرتفع ، ولصقوا بالأرض حتى ما أراهم ، ثم انفتل صلّى الله عليه وسلم إليّ ، فقال : «أردت أن تأتيني؟»قلت : نعم يا رسول الله ، فقال صلّى الله عليه وسلم : «ما كان ذلك لك ، هؤلاء الجنّ أتوا يستمعون القرآن ، ثم ولّوا إلى قومهم منذرين ، فسألوني الزاد ، فزوّدتهم العظم والبعر ، فلا يستطيبن أحد بعظم ولا بعر».

قال ابن جريج في [حديثه](٢) هذا : وأمّا مجاهد ، فقال : قال عبد الله ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : فانطلق بي النبي صلّى الله عليه وسلم حتى إذا دخلت المسجد الذي عند حائط عوف ، خطّ عليّ خطّا ، فأتاه نفر منهم ، فقال

__________________

٢٣١٩ ـ إسناده ضعيف.

(١) في الأصل (أبي) وهو محمد بن ثور الصنعاني.

(٢) في الأصل (حديث).

٢٢

أصحابنا : كأنّهم رجال الزطّ(١) ، وكأنّ وجوههم المكاكي(٢) . قال مجاهد : قالوا : ما أنت؟ قال : «أنا نبيّ»فقالوا : فمن يشهد لك على ذلك؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «هذه الشجرة ، تعالي يا شجرة»فجاءت تجرّ عروقها الحجارة لها فقاقع حتى انتصبت بين يديه صلّى الله عليه وسلم ، فقال : «على ما ذا تشهدين؟»قالت : أشهد أنك رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم : «اذهبي»فرجعت كما جاءت تجرّ عروقها ، ولها فقاقع ، حتى عادت حيث كانت ، فسألوه صلّى الله عليه وسلم : ما الزاد؟ فزوّدهم العظم والحثة(٣) ، ثم قال صلّى الله عليه وسلم : لا يستطيبنّ أحد بعظم ولا حثة». قال ابن جريج : فذكرت ذلك لعبد العزيز بن عمر ، فعرفه ، فقال : هذا حديث مستفيض بالمدينة.

أمّا الجنّ الذين لقوه صلّى الله عليه وسلم بنخلة ، فجنّ نينوى. وأمّا الجنّ الذين لقوه صلّى الله عليه وسلم بمكة فجنّ نصيبين.

٢٣٢٠ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا أبو [ضمرة](٤) ، عن سعد ابن إسحق بن كعب ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : ذهبت مع النبي صلّى الله عليه وسلم حين خرجنا من مكة ، حتى إذا كنا ببعض أودية مكة ، دخل ، فذكر نحو حديث ابن جريج ، وزاد فيه ؛ قال : «هل تدرون من هؤلاء؟»قلت : لا ها الله. قال صلّى الله عليه وسلم : «هؤلاء جنّ نصيبين ، أو الموصل»يشكّ سعد. «جاءوا إلى الإسلام ، فأسلموا ، لنا الحيوان ولهم الرمّة».

__________________

٢٣٢٠ ـ إسناده صحيح.

(١) جنس من السودان والهنود والواحد زطّي. اللسان ٧ / ٣٠٨.

(٢) جمع مكوك وهو نوع من المكاييل فكأنّه شبه وجوههم بذلك. النهاية ٤ / ٣٥٠.

(٣) كذا في الأصل ، ولم أقف على معناها.

(٤) في الأصل (أبو حمزة) وهو خطأ. وأبو ضمرة ، هو : أنس بن عياض.

٢٣

٢٣٢١ ـ فأمّا الحسن بن علي الحلواني ، فحدّثنا قال : حدّثنا [يعقوب بن](١) ابراهيم بن سعد ، عن جعفر بن ميمون ، قال : أنبأني أبو تميمة الهجيمي ، عن ابن عثمان ، عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلّى صلاة العشاء ، ثم انصرف ، فأخذ بيد ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ، فخرج به ، حتى أتى أبطح مكة ، فأجلسه ، ثم خطّ عليه خطّا ، ثم قال له : «لا تبرح ، ويحك ، فإنها ستنتهي إليك رجال ، فلا تكلّمهم ، فإنّهم لن يكلّموك». ثم انطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى لم أره. فبينا أنا كذلك ، إذا أنا برجال كأنّهم الزطّ ، شعورهم وأجسامهم ، لا أرى عورة ، ولا أرى بشرا ، فجعلوا ينتهون إلى الخطّ ، فلا يجوزونه ، ثم يصدرون إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم / حتى إذا كان من آخر الليل ، جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأنا في خطيّ ، فقال : «لقد آذاني هؤلاء منذ الليلة»ثم دخل صلّى الله عليه وسلم عليّ في الخط ، فتوسّد فخذي ثم رقد صلّى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم إذا نام نفخ ، فذكر حديثا فيه طول.

٢٣٢٢ ـ وفي الحجون تقول هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، كما حدّثنا الزبير بن أبي بكر :

لحا الله كل صائبة بوجّ

ومكة أو بأطراف الحجون

تدين لمعشر قتلوا أباها

أقتل أبيك جاءك باليقين

__________________

٢٣٢١ ـ إسناده حسن.

أبو تميمة الهجيمي ، هو : طريف بن مجالد. وأبو عثمان ، هو : النّهدي.

رواه أحمد ١ / ٣٩٩ ، والترمذي ١٠ / ٢٩٨ كلاهما من طريق : أبي تميمة الهجيمي ، به.

٢٣٢٢ ـ وجّ : واد من أودية الطائف معروف.

(١) سقطت من الأصل. والحلواني إنّما يروى عن يعقوب ، لا عن أبيه.

٢٤

وقال عبد الله بن سالم الخياط يذكر الحجون :

سائل بطلحة بالبطاح

بطاح مكّة فالحجون

هل مثل طلحة فيكم

فيمن يقيم ومن يبين

وقال النابغة(١) يذكر الحجون :

حلفت بما تساق له الهدايا

على التأويب يعصمها الدرين

بربّ الراقصات بكلّ سهب

بشعث الكوم موعدها الحجون

ويقال إنّ مسلحة ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ كانت بالحجون.

٢٣٢٣ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني عمّي ـ مصعب بن عبد الله ـ قال : بلغني أن مسلحة كانت لعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ بالحجون ، فيما بين المسجد وبئر ميمون ، والحجّاج ببئر ميمون ، فبعث إليه الحجّاج جريدة خيل ، فهربت تلك المسلحة ، حتى أتوا ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ واتبعتهم الجريدة ، حتى أدخلوهم المسجد الحرام ، فندب عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ الناس ، فانتدب محمد بن المنذر في أناس معه ، فقاتلهم حتى بلغ الحجون منتهى مسلحة عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ ، ثم وقف الناس وقفة ، فذمّرهم(٢) محمد بن المنذر ، واستنهضهم ، وقال : اصنعوا بهم ما صنعوا بكم ، فقاتلهم حتى أدخلهم عسكر الحجّاج بن يوسف ، ثم كان يحرسها.

__________________

٢٣٢٣ ـ بئر ميمون : منسوبة إلى ميمون بن الحضرمي ، سيأتي التعريف بها ـ إن شاء الله ـ في مبحث الآبار الجاهلية.

(١) ديوانه ص : ٨٦.

(٢) ذمّرهم : لامهم وحضّهم. اللسان ٤ / ٣١١.

٢٥

٢٣٢٤ ـ حدّثنا هارون بن موسى بن طريف ، قال : ثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحرث ، عن أبي الأسود ، قال : إنّ عبد الله ـ مولى أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ حدّثه أنه سمع أسماء ـ رضي الله عنها ـ كلّما مرّت بالحجون ، تقول : لقد نزلنا معه صلّى الله عليه وسلم ها هنا ، ونحن يومئذ خفاف الحقائب ، قليل ظهرنا ، قليل زادنا ، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير ـ رضي الله عنهم ـ فلما مسحنا البيت أحللنا وأهللنا بالعشي بالحج.

ومنها مسجد البيعة

بيعة الأنصار ليلة العقبة ، عقبة منى ، وقد فسّرنا ذلك في موضعها.

٢٣٢٥ ـ حدّثنا علي بن حرب ، قال : ثنا القاسم بن يزيد ، عن سفيان ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : لما وعد النبي صلّى الله عليه وسلم / الأنصار ليلة العقبة ، فالتقوا بالعقبة ، فقالوا : سل لربك يا رسول الله ، ولنفسك ما شئت. قال صلّى الله عليه وسلم : «أسأل لربّي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأسألكم لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم». قالوا : فماذا لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «لكم الجنة».

__________________

٢٣٢٤ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقيّة رجاله ثقات.

أبو الأسود ، هو : محمد بن عبد الرحمن بن نوفل.

٢٣٢٥ ـ إسناده منقطع ، لأنّ الثوري لم يدرك جابرا ـ رضي الله عنه ـ ولعلّه قد سقط من السند : (أبو الزبير المكي) والله أعلم.

رواه أحمد ٣ / ٣٢٢ ، وابن سعد ١ / ٢١٧ ، والأزرقي ٢ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ٤٤٢ كلّهم من طريق : ابن خثيم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، به. ورواه الحاكم ٢ / ٦٢٦ من طريق الثوري ، عن داود بن أبي هند ، وغيره ، عن الشعبي ، عن

٢٦

ومنها مسجد بذي طوى عند مفترق الطريقين : طريق التنعيم ، وطريق جدّة. يقال له : مسجد النبي صلّى الله عليه وسلم(١) .

ومنها مسجد يقال له : مسجد الشجرة بأعلى مكة في دبر دار منارة البيضاء ، التي عند سفح الجبل مقابل الحجون بحذاء مسجد الحرس ، كانت فيه شجرة ، وأن النبي صلّى الله عليه وسلم دعاها من موضعها فجاءته(٢) .

٢٣٢٦ ـ حدّثنا حسين بن حسن الأزدي ، قال : ثنا محمد بن حبيب ، عن هشام ـ يعني : ابن الكلبي ـ عن أبيه ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم عرض على ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الإسلام ودعاه إلى الله ـ تعالى ـ وكان ركانة

__________________

جابر ، به. وصحّحه على شرط مسلم.

ولا يزال هذا المسجد قائما حتى الآن وهو على يسار الذاهب إلى منى من مكة المكرّمة.

قبل العقبة في شعبة هناك.

٢٣٢٦ ـ إسناده موضوع.

محمد بن حبيب ، هو البغدادي ، صاحب المحبّر والمنمّق. ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٢٧٧.

والخبر في المنمّق ص : ١٧٤ ـ ١٧٥ عن هشام ، به. ورواه البلاذري في أنساب الأشراف ١ / ١٥٥ عن هشام ، به.

وقد روى خبر المصارعة فقط أبو داود ٤ / ٧٨ ـ ٧٩ ، والترمذي ٧ / ٢٧٨ من طريق : أبي الحسن العسقلاني ، عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن ركانة ، عن أبيه ، قال : فذكره. وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، وإسناده ، ليس بالقائم ، ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة.

(١) وهذا المسجد على يمينك وأنت متّجه إلى بئر طوى عند مفترق الطريقين. وقد أزيل في توسّعه الشارع المذكور.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٠١.

٢٧

من أشدّ العرب ، لم يصرعه أحد قط ، فقال : لا يسلم حتى تدعو شجرة فتقبل إليك. فقال النبي صلّى الله عليه وسلم لشجرة ـ وهو بظهر مكة ـ : «أقبلي بإذن الله ـ عزّ وجلّ ـ»وكانت طلحة أو سمرة. قال : فأقبلت ، وركانة يقول : ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا ، مرها فلترجع ، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «إرجعي بإذن الله ـ تعالى ـ»فرجعت. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «أسلم»قال : لا والله حتى تدعو نصفها فيقبل إليك ، ويبقى نصفها في موضعه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لنصفها : «أقبك بإذن الله ـ تعالى ـ»فأقبل ، وركانة يقول : ما رأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا ، مرها فلترجع. فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «إرجعي بإذن الله ـ عزّ وجلّ ـ»فرجعت ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «أسلم»فقال له ركانة : لا حتى تصارعني ، فإن صرعتني أسلمت ، وإن صرعتك كففت عن هذا المنطق. قال : فصارعه النبي صلّى الله عليه وسلم فصرعه ، وأسلم ركانة ـ رضي الله عنه ـ بعد ذلك.

٢٣٢٧ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان(١) ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : جاء جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلى النبي صلّى الله عليه وسلم ذات يوم ، وهو جالس حزين ، قد خضب بالدماء ، قد ضربه بعض أهل مكة ، فقال : «فعل بي هؤلاء وفعلوا»قال : فقال جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ : أتحب أن أريك آية؟ قال

__________________

٢٣٢٧ ـ إسناده حسن.

رواه أحمد ٣ / ١١٣ ، وابن ماجه ٢ / ١٣٣٦ كلاهما من طريق : أبي معاوية ، به.

وذكره ابن كثير في البداية ٦ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، وقال : هذا إسناد على شرط مسلم.

(١) هو : طلحة بن نافع.

٢٨

رسول الله صلّى الله عليه وسلم : [نعم](١) قال : فنظر إلى شجرة من وراء الوادي ، فقال : أدع تلك الشجرة ، فدعا صلّى الله عليه وسلم بها ، فجاءت تمشي ، حتى قامت بين يديه صلّى الله عليه وسلم ، ثم قال : مرها فلترجع. قال : فأمر بها ، فرجعت إلى مكانها التي كانت فيه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «حسبي».

٢٣٢٨ ـ وحدّثنا علي / بن المنذر ، قال : ثنا ابن فضيل ، قال : ثنا أبو حيّان التميمي(٢) ، عن عطاء ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : كنا مع النبي صلّى الله عليه وسلم فأقبل أعرابيّ ، فلما دنا منه ، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «أين تريد؟»قال : إلى أهلي. قال صلّى الله عليه وسلم : «هل لك إلى خير؟»قال : ما هو؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «تشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمدا عبده ورسوله»قال : من شاهد على ما تقول؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «هذه الشكمة»ـ يعني : الشجرة ـ فدعا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهي بشاطئ الوادي ، فأقبلت تخدّ الأرض حتى قامت بين يديه صلّى الله عليه وسلم فاستشهدها ثلاثا أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبتها ، فرجع الأعرابيّ إلى قوله صلّى الله عليه وسلم فقال : إن يتبعوني أقبلت بهم ، وإلّا رجعت فكنت معك.

٢٣٢٩ ـ وحدّثني عبد الله بن مهران ، قال : حدّثني عبيد الله بن محمد بن

__________________

٢٣٢٨ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن كثير في البداية ٦ / ١٢٥ عن الحاكم بإسناده إلى محمد بن فضيل ، به ، وقال : هذا إسناد جيد.

٢٣٢٩ ـ إسناده صحيح.

(١) سقطت من الأصل ، وألحقتها من المراجع.

(٢) هو : يحيى بن سعيد بن حيان.

٢٩

عائشة ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي رافع ، عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم جالسا بالحجون كئيبا حزينا فقال : «اللهم أرني آية لا أبالي من كذّبني بعدها من قومي»فأتاه جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، فقال : ادع تلك الشجرة ، فجاءت تخدّ الأرض ، أو تخطّ الأرض ، حتى وقفت بين يديه ، ثم قال لها : «ارجعي»فرجعت ، فقال : «لا أبالي من كذّبني بعدها من قومي».

٢٣٣٠ ـ حدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا ابراهيم بن أبي سويد ، وداود بن شبيب ـ جميعا ـ قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أبي رافع ، عن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم بنحوه : وهذا هو الصحيح.

ومنها مسجد يقال له السرر

وهو الذي بناه عبد الصمد بن علي.

٢٣٣١ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا معن بن عيسى ، عن مالك بن

__________________

٢٣٣٠ ـ إسناده ضعيف.

علي بن زيد ، هو : ابن جدعان.

رواه ابن سعد ١ / ١٧٠ من طريق : حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن زيد ، قال : فذكره. ورواه البيهقي في الدلائل ٦ / ١٣ من طريق : حمّاد بن سلمة ، به.

٢٣٣١ ـ إسناده صحيح.

رواه مالك ٢ / ٣٩٩ عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، به. والنسائي ٥ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، وابن حبّان (ص : ٢٥٤ موارد الظمآن) والبيهقي ٥ / ١٣٩ ، والمزّي في تهذيب الكمال ٢ / ١٠٦٠ كلّهم من طريق : مالك ، به.

٣٠

أنس ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدّيلي ، عن محمد بن عمران الأنصاري ، عن أبيه ، أنه قال : عدل إليّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وأنا نازل تحت سرحة بطريق مكة ، فقال : ما أتى بك تحت هذه الشجرة؟ قلت : أردت ظلّها. قال : فهل غير هذا؟ قلت : لا ، ما أنزلني إلّا ذلك. قال عبد الله : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «إذا كنت بين الأخشبين من منى ـ ونفح بيده نحو المشرق ـ فإنّ هناك واديا يقال له : السرر ، به سرحة نزل تحتها سبعون نبيّا».

٢٣٣٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن رجل ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ نحوه ، ولم يرفعه.

٢٣٣٣ ـ وحدّثني حامد بن أبي حامد ، أبو الحسن مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن أبي معاوية الضرير ، عن الأعمش ، عن ابن ذكوان ، عن ابن عمر ـ رضي

__________________

وذكره الطبري في القرى ص : ٥٤٠ ، وعزاه لمالك والنسائي ، وأبي حاتم. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٨٦ وعزاه للنسائي والبيهقي.

والسرحة : الشجرة العظيمة ، لا ترعى ، ولكن يستظلّ بها. لسان العرب ٢ / ٤٨٠.

ووادي السرر : سيأتي التعريف به ، ولا وجود لهذا المسجد اليوم.

٢٣٣٢ ـ في إسناده من لم يسمّ.

رواه عبد الرزاق ١١ / ٤٥٠ ـ ٤٥١ عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، به.

٢٣٣٣ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وابن ذكوان ، هو عبد الله بن ذكوان. قال ابن حجر : يحتمل أن يكون أبا الزناد ، فقد ذكر خليفة بن خياط وغيره أنّه لقي ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ثم نقل الحافظ عن ابن حبّان في الثقات : شيخ بصري وليس بأبى الزناد ، يخطئ. أنظر لسان الميزان ٣ / ٢٨٤.

رواه ابن عدي في الكامل ٤ / ١٤٤٩ من طريق : الحسن بن حماد ، عن أبي معاوية ، به.

٣١

الله عنهما ـ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «لقد سرّ في ظل سرحته سبعون نبيّا ، لا تعبل ولا تجرّد ولا تسرف ـ لا يقع فيها دودة ، يقال لها : السرف ، تأكل الشجر ـ».

٢٣٣٤ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني محمد بن الحسن ، عن عبد العزيز بن عمران ، قال : أخبرني عبد الله بن جعفر / عن [أبي](١) عون ، عن المسور بن مخرمة ـ رضي الله عنه ـ قال : حسر السيل عن حجر بمسجد السرر عند قبر المرأتين ، مكتوب فيه : أنا أسيد بن أبي العيص ، ترحّم الله على بني عبد مناف ، فهذا كانت قريش في الجاهلية.

ومنها مسجد عند البرامين

إلى الجدر الذي يلي دار عمر بن عبد العزيز ، مقابل دار أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ يزعم بعض المكيّين أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يجلس فيه.

وكان لبيت خديجة ـ رضي الله عنها ـ طريق إليه إلى جنب دار أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ(٢) .

__________________

وقوله : لا تعبل ، أي : لا يسقط ورقها. النهاية ٣ / ١٧٤.

ولا تجرد : أي لم تصحبها آفة تهلك ثمرتها ولا ورقها.

ولا تسرف : لم تصبها السرفة ، وهي دويبة صغيرة تثقب الشجرة ، فتتّخذه بيتا. النهاية ٢ / ٣٦١.

٢٣٣٤ ـ إسناده ضعيف.

أسيد بن أبي العيص ، هو : والد عتاب ، وكان سيّد قومه ، كثير المال. نسب قريش ص : ١٨٧.

رواه الأزرقي ٢ / ٢٨١ من طريق : عبد العزيز بن عمران ، به.

(١) في الأصل (ابن) وهو خطأ.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٦.

٣٢

ومنها مسجد عند شعب علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ

يقال : إنّه دخل في دار الحارث بن عبد المطلب(١) ، وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم كان يصلّي فيه ، ويجلس فيه ، فالله أعلم كيف ذلك.

٢٣٣٥ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد ، قال : ثنا عبد الصمد بن حسان ، عن سفيان ، في قوله ـ تبارك وتعالى ـ :( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ) قال : أسري به صلّى الله عليه وسلم من شعب أبي طالب.

ومنها مسجد بذي طوى(٢)

عند ثنية المدنيّين المشرفة على مقبرة مكة ، وبين الثنية التي تهبط على الحصحاص ، وذلك المسجد بنته زبيدة بأزج.

٢٣٣٦ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا ابراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، قال : أخبرني القاسم بن عبد الله ، عن عبيد الله بن عمر ، عن أبيه

__________________

٢٣٣٥ ـ سفيان ، هو : الثوري. وشعب أبي طالب : يعرف اليوم بشعب علي.

٢٣٣٦ ـ إسناده متروك.

القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم : متروك ، ورماه أحمد بالكذب.

التقريب ٢ / ١١٨.

(١) وقع في الأصل (رضي الله عنه) والحارث بن عبد المطلب ، مات في الجاهلية. أنظر الإصابة ١ / ٣٨٧.

(٢) راجع الأزرقي ٢ / ٢٠٣.

٣٣

[...](١) وسالم بن عبد الله ، حتى خرجت معهما حتى إذا أتيا ذا طوى ، نحو ثنية المدنيّين ، قال : فجاء أكمة هنا لك غليظة ، فصلّى عليها ، وزعم أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم صلّى هنا لك. قلت للقاسم : أهو المسجد الذي [يبنى] الآن؟ قال : لا.

٢٣٣٧ ـ وحدّثني أبو يحيى ، قال : حدّثني ابراهيم بن عمرو ، قال : أخبرني القاسم ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : أخطأ الأئمة ، ليس بالمسجد الذي يبنون.

ومنها مسجد الشجرة

٢٣٣٨ ـ حدّثني عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني ابراهيم بن عمرو ، قال : أخبرني عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن أبيه ، قال : زعموا أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم صلّى في مسجد الشجرة ـ يعني : المسجد الذي دون يأجج ـ.

٢٣٣٩ ـ حدّثنا هارون بن موسى بن طريف ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : إنّ سالم بن عبد الله ، أخبره : أنّ

__________________

٢٣٣٧ ـ إسناده متروك.

٢٣٣٨ ـ إسناده ضعيف ، تقدّم برقم (١٧٦٤).

ويأجج واد معروف ، يقال له اليوم (وادي ياج) ، فيه مسجد التنعيم اليوم ، ومولّدات كهرباء تغذّي مدينة مكة. ومسجد الشجرة غير معروف اليوم.

٢٣٣٩ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقيّة رجاله ثقات.

(١) هنا سقط في الأصل ، لم أعرفه ، ومضمون الخبر عند الأزرقي ٢ / ٢٠٣ من طريق نافع.

٣٤

عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، كان يبدأ بالمسجد الذي كانت الشجرة عنده ، إذا ذهب نحو مكة ، فإن وجده فارغا صلّى فيه ، وإن لم يجده فارغا ذهب إلى المسجد الآخر فصلّى فيه.

قال عمر بن أبي ربيعة(١) يذكر يأجج :

/ وأسرج لي الدّهماء واعجل بمطرفي

ولا يعلمن حيّ من الناس مذهبي

وموعدك البطحاء من بطن يأجج

أو الشعب ذي الممروخ من بطن مغرب

ومنها مسجد في جبل ثور

في طريق عرنة على يسارك ، وهو الغار الذي ذكره الله ـ عزّ وجلّ ـ في كتابه حيث يقول :( إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ) (٢) .

٢٣٤٠ ـ حدّثني أحمد بن حميد الأنصاري ، عن خلف بن تميم ، قال : ثنا موسى بن مطير ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ ، قال : قال أبو بكر

__________________

٢٣٤٠ ـ إسناده متروك.

وموسى بن مطير ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ٨ / ١٦٢ ، وقال : روى عن أبيه ، عن أبي هريرة.

والخبر ذكره الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٩٧ ، وقال : رواه البزّار ، وفيه موسى بن مطير ، وهو كذّاب.

(١) ديوانه ص : ٥٥ ، ضمن أبيات أخرى.

(٢) سورة التوبة (٤٠).

٣٥

ـ رضي الله عنه ـ لابنه : يا بني إن حدث حدث ، أو كان كون ، فأت الغار الذي كنت فيه أنا ورسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فكن فيه ، فسيأتيك فيه رزقك غدوة وعشيّة.

ومنها مسجد في جبل حراء

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يأتيه ويعتكف فيه الأيام.

٢٣٤١ ـ حدّثنا أبو [عمّار](١) الحسين بن حريث ، قال : ثنا الفضل بن موسى ، عن صالح بن موسى ، عن عاصم بن أبي النّجود ، عن زرّ بن حبيش ، عن سعيد بن زيد ـ رضي الله عنه ـ ، قال : اختبأنا مع النبي صلّى الله عليه وسلم من أذى المشركين بحراء ، فلمّا استوينا عليه ، رجف بنا ، فضرب النبي صلّى الله عليه وسلم بكفّه ، ثم قال : «أثبت حراء فما عليك إلّا نبيّ أو صدّيق أو شهيد»قال : وعليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وطلحة والزبير ، وعبد الرحمن ، وسعيد بن زيد ـ رضي الله عنهم ـ.

__________________

٢٣٤١ ـ إسناده ضعيف جدا.

طلحة بن موسى بن إسحاق التيمي : متروك. التقريب ١ / ٣٦٣.

رواه أحمد ١ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، ١٨٩ ، وأبو داود ٤ / ٢٩٣ ـ ٢٩٤ ، والترمذي ١٣ / ١٨٦ ـ ١٨٧ ، وابن ماجه ١ / ٤٨ ، والحاكم ٣ / ٤٥٠ كلّهم من طريق : عبد الله بن ظالم التيمي ، عن سعيد بن زيد ، بنحوه.

(١) في الأصل (علي) وهو خطأ.

٣٦

ذكر

الدآبّة وخروجها ، ومن أين تخرج من مكة؟

٢٣٤٢ ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سلمة ، قال : حدّثني أبو غزيّة ، عن ابراهيم بن اسماعيل ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : الدابّة التي يخرج الله ـ عزّ وجلّ ـ من الأرض هي : الثعبان الذي كان في البيت ، تخرج قبل التروية بيوم ، أو يوم التروية ، أو يوم عرفة ، أو يوم النحر.

٢٣٤٣ ـ حدّثنا ابن أبي سلمة ، قال : ثنا ابراهيم ، ويعقوب بن بكر ، عن عبد العزيز بن عمران ، عن ابراهيم بن اسماعيل ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : الدابّة التي يخرج الله ـ تعالى ـ( مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (١) الآية ، هو : الثعبان الذي كان في

__________________

٢٣٤٢ ـ إسناده ضعيف.

أبو غزية ، هو : محمد بن موسى الأنصاري. وابراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري : ضعيف. التقريب ١ / ٣١.

رواه الأزرقي ٢ / ١٥٨ من طريق : عبد العزيز بن عمران ، عن ابراهيم بن إسماعيل ، به.

٢٣٤٣ ـ إسناده ضعيف.

ابراهيم ، هو : ابن المنذر الحزامي.

رواه الأزرقي ٢ / ١٥٧ ـ ١٥٨ من طريق : محمد بن يحيى ، عن عبد العزيز بن عمران ، به.

(١) سورة النمل (٨٢).

٣٧

جوف الكعبة فاختطفه العقاب ، فألقاه بأصل حراء لمخسف العماليق بقية قوم عاد.

٢٣٤٤ ـ وحدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن هشام ابن حسان ، عن قيس بن سعد ، عن عامر بن واثلة ، قال : كنّا عند حذيفة ابن أسيد ، فذكرت له الدابّة ، فقال : تخرج ثلاث خرجات ، خرجة في بعض البوادي ثم [تكمن]. وخرجة في بعض القرى حتى تذكر ويهريق الأمراء فيها الدماء. قال : فبينا الناس عند أفضل المساجد وأعظمها وأشرفها ، حتى ظننا أنّه سيقول : المسجد الحرام ، ولم يسمّ شيئا ، إذ ارتفعت الأرض ، وخرجت الدابّة وهرب الناس / وتبقى عصابة من المؤمنين تقول : لا ينجّينا من أمر الله ـ عزّ وجلّ ـ شيء ، فتجلو وجوههم حتى تجعلها كالكوكب الدريّ ، ثم تتبع الناس فتخطم الكافر ، وتجلو وجه المؤمن ، ثم لا ينجو منها هارب ، ولا يدريها طالب. قالوا : وما الناس يومئذ يا حذيفة؟ قال : شركاء في الأموال ، جيران في الرباع ، أصحاب في الأسفار.

٢٣٤٥ ـ حدّثنا أحمد بن صالح ، قال : ثنا نعيم بن حمّاد ، عن ابن

__________________

٢٣٤٤ ـ إسناده صحيح.

رواه الطبري في التفسير ٢٠ / ١٤ ـ ١٥ ، والحاكم ٤ / ٤٨٤ ـ ٤٨٥ كلاهما من طريق : قيس بن سعد ، به. وصحّحه الحاكم وأقرّه الذهبي. ورواه ابن أبي شيبة ١٥ / ٦٦ ـ ٦٧ بإسناده إلى أبي الطفيل ، به بنحوه. وذكره السيوطي في الدرّ ٥ / ١١٦ ، وعزاه لابن مردويه ، والطيالسي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، والبيهقي في البعث.

٢٣٤٥ ـ إسناده ضعيف جدا.

طلحة بن عمرو الحضرمي : متروك.

رواه الطبراني في الكبير ٣ / ١٩٣ ، والحاكم ٤ / ٤٨٤ كلاهما من طريق : طلحة بن عمرو ، به. وذكره الهيثمي في المجمع ٨ / ٧ وقال : فيه طلحة بن عمرو ، وهو متروك.

٣٨

وهب ، عن طلحة بن عمرو ، عن عبد الله بن عمير الليثي ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : «تخرج الدابّة ثلاث خرجات»ثم ذكر نحو حديث فضيل.

٢٣٤٦ ـ وحدّثني أحمد بن سليمان ، قال : ثنا ابن المبارك ، قال : ثنا ابن ثور ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في دابّة الأرض ، قال : مولعة ذات ريش ، فيها ألوان الدوابّ كلّها ، وفيها من كلّ أمة سيمة ، وسيماها من هذه الأمة أنّها تتكلّم بلسان عربيّ مبين ، تكلّمهم ، وكلامها :( أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) .

٢٣٤٧ ـ حدّثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا حبيب بن أبي حبيب الجرمي ، قال : ثنا قتادة ، عن الحسن ، عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ، قال وهو يومئذ بمكة : لو شئت أخذت سبتيّتيّ هاتين ، ثم مشيت حتى أدخل الوادي الذي تخرج منه دابّة الأرض ، فإنها تخرج وهي ذامّة للناس ، فتلقى المؤمن ، فتسمه في وجهه وكتفه ، فيبيضّ لها وجهه ، وتسم الكافر وكتفه ، فيسودّ لها وجهه ، وهي دابّة ذات زغب وريش ، فتقول :( أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ ) .

٢٣٤٨ ـ وحدّثني أحمد بن صالح ، قال : ثنا نعيم ، عن ابن وهب ، عن

__________________

٢٣٤٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات ، وابن ثور ، هو : محمد.

ذكره السيوطي في الدرّ ٥ / ١١٥ وعزاه لابن المنذر.

٢٣٤٧ ـ رجاله ثقات ، وقتادة بن دعامة ، مدلس ، وقد عنعن.

وقوله : سبتيّتيّ : أي : نعليّ.

٢٣٤٨ ـ أحمد بن صالح لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثّقون.

٣٩

عمرو بن مالك الشرعبي ، عن ابن الهاد ، عن عمر بن الحكم ، عن عبد الله ابن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ ، قال : تخرج الدابّة من شعب أجياد ، رأسها يمسّ السحاب ، وما خرجت رجلاها من الأرض.

٢٣٤٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن فرات القزّاز ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة ـ حذيفة بن أسيد الغفاري ـ أنه قال : أشرف علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، ونحن نذكر الساعة ، فقال : «ما تذكرون؟»قلنا : الساعة : فقال : «أما إنّها لا تقوم حتى يكون قبلها عشر آيات ، فذكر الدجّال ، والدخان ، والدابّة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ويأجوج ومأجوج ، ونزول عيسى بن مريم ، وثلاث خسوف ، خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.

__________________

والشرعبي ـ بفتح المعجمة وسكون الراء ، وفتح المهملة ـ ويقال له أيضا : عمر ، قال ابن حجر : وهو الأصح. التقريب ٢ / ٦٢. وابن الهاد ، هو : يزيد بن عبد الله بن أسمامة بن الهاد الليثي.

رواه الطبري ٢٠ / ١٦ من طريق : ابن لهيعة ، ويحيى بن أيوب ، عن ابن الهاد ، به.

وذكره السيوطي في الدرّ ٥ / ١١٧ وعزاه لنعيم بن حمّاد في «الفتن».

٢٣٤٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد ٤ / ٦ ، والحميدي ٢ / ٣٦٤ ، ومسلم ١٨ / ٢٦ ـ ٢٧ ، والطبري ٣ / ١٨٩.

كلّهم من طريق : سفيان بن عيينة ، به. ورواه ابن أبي شيبة ١٥ / ١٣٠ ، ١٦٣ ، والترمذي ٩ / ٣١ ، وابن ماجه ٢ / ١٣٤١ ثلاثتهم من طريق : سفيان الثوري ، عن فرات القزّاز ، به. ورواه الطيالسي ٢ / ٢١٤ ، وأبو داود ٤ / ١٦٣ كلاهما من طريق : فرات القزّاز ، به.

٤٠