النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5390
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5390 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

(باب الباء مع الخاء)

(بخ ) [ه] فيه «أنه لمّا قرأ :( وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) ، قال رجلبَخْ بَخْ » هى كلمة تقال عند المدح والرّضى بالشىء ، وتكرر للمبالغة ، وهى مبنية على السكون ، فإن وصلت جررت ونوّنت فقلتبَخٍ بَخٍ ، وربّما شدّدت. وبَخْبَخْتَ الرجل ، إذا قلت له ذلك. ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه. وقد كثر مجيئها في الحديث.

(بخت ) ـ فيه «فأتى بسارق قد سرقبُخْتِيَّة »البُخْتِيَّة : الأنثى من الجمالالبُخْت ، والذكربُخْتِيّ ، وهى جمال طوال الأعناق ، وتجمع علىبُخْت وبَخَاتِيّ ، واللفظة معرّبة.

(بختج ) ـ في حديث النخعى «أهدى إليهبُخْتُج فكان يشربه مع العكر»البُخْتُج. العصير المطبوخ. وأصله بالفارسية ميبخته ، أى عصير مطبوخ ، وإنما شربه مع العكر خيفة أن يصفّيه فيشتدّ ويسكر.

(بختر ) (س) في حديث الحجاج «لما أدخل عليه يزيد بن المهلّب أسيرا فقال الحجاج :

جميل المحيّا بَخْتَرِيّ إذا مشى

فقال يزيد :

وفي الدرع ضخم المنكبين شناق

البَخْتَرِيّ :المُتَبَخْتِر في مشيه ، وهى مشية المتكبر المعجب بنفسه.

(بخند ) (س) في حديث أبى هريرة «إن العجّاج أنشده :

ساقا بَخَنْدَاة وكعبا أدرما

البَخَنْدَاة : التامّة القصب الرّيّا ، وكذلك الخبنداة. وقبل هذا البيت :

قامت تريك خشية أن تصرما

ساقا بَخَنْدَاةً وكعبا أدرما

(بخر ) ـ في حديث عمر رضى الله عنه «إيّاكم ونومة الغداة فإنهامَبْخَرَة مجفرة مجعرة» وجعله القتيبى من حديث عليّ رضى الله عنه :مَبْخَرَة أى مظنّةللبَخَرِ ، وهو تغيّر ريح الفم.

ومنه حديث المغيرة «إيّاك وكلّ مجفرةمَبْخَرَة » يعنى من النساء.

١٠١

وفي حديث معاوية «أنه كتب إلى ملك الروم : لأجعلنّ القسطنطينيةالبَخْرَاء حممة سوداء» وصفها بذلكلبُخَار البحر.

(بخس ) (ه) في الحديث «يأتى على الناس زمان يستحل فيه الرّبا بالبيع ، والخمر بالنّبيذ ، والبَخْس بالزكاة»البَخْس ما يأخذه الولاة باسم العشر والمكوس ، يتأوّلون فيه الزكاة والصدقة.

(بخص ) (ه) في صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه كانمَبْخُوص العقبين» أى قليل لحمهما. والبَخْصَة : لحم أسفل القدمين. قال الهروى : وإن روى بالنون والحاء والضاد فهو من النّحض : اللحم. يقال نحضت العظم إذا أخذت عنه لحمه.

(ه) وفي حديث القرظى «في قوله تعالى :( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ، اللهُ الصَّمَدُ ، ) لو سكت عنهالَتَبَخَّصَ لها رجال فقالوا ما صمد؟»البَخَص بتحريك الخاء : لحم تحت الجفن الأسفل يظهر عند تحديق الناظر إذا أنكر شيئا وتعجّب منه. يعنى لو لا أن البيان اقترن في السّورة بهذا الاسم لتحيّروا فيه حتى تنقلب أبصارهم.

(بخع ) (ه) فيه «أتاكم أهل اليمن هم أرقّ قلوبا وأَبْخَعُ طاعة» أى أبلغ وأنصح في الطاعة من غيرهم ، كأنهم بالغوا فيبَخْع أنفسهم : أى قهرها وإذلالها بالطاعة. قال الزمخشرى : هو منبَخَعِ الذبيحة إذا بالغ في ذبحها ، وهو أن يقطع عظم رقبتها ويبلغ بالذبحالبِخَاع ـ بالباء ـ وهو العرق الذى في الصّلب. والنّخع بالنون دون ذلك ، وهو أن يبلغ بالذبح النّخاع ، وهو الخيط الأبيض الذى يجرى في الرقبة ، هذا أصله ، ثم كثر حتى استعمل في كل مبالغة ، هكذا ذكره في كتاب الفائق في غريب الحديث ، وكتاب الكشّاف في تفسير القرآن ، ولم أجده لغيره. وطالما بحثت عنه في كتب اللغة والطبّ والتشريح فلم أجد البخاع ـ بالباء ـ مذكورا في شىء منها.

ومنه حديث عمر «فأصبحت يجنبنى الناس ومن لم يكنيَبْخَعُ لنا بطاعة».

(ه) ومنه حديث عائشة في صفة عمر رضى الله عنهما «بَخَعَ الأرض فقاءت أكلها» أى قهر أهلها وأذلّهم وأخرج ما فيها من الكنوز وأموال الملوك. يقال :بَخَعْتُ الأرض بالزراعة إذا تابعت حراثتها ولم ترحها سنة.

١٠٢

(بخق ) (ه) فيه «في العين القائمة إذابُخِقَتْ مائة دينار» أراد إذا كانت العين صحيحة الصّورة قائمة في موضعها إلا أن صاحبها لا يبصر بها ثم بخصت أى قلعت بعد ففيها مائة دينار. وقيل :البَخَق أن يذهب البصر وتبقى العين قائمة منفتحة.

(ه) ومنه حديث نهيهعليه‌السلام عنالبَخْقَاء في الأضاحى.

ومنه حديث عبد الملك بن عمير يصف الأحنف «كان ناتئ الوجنةبَاخِق العين».

(بخل ) (س) فيه «الولدمَبْخَلَة مجبنة» هو مفعلة منالبُخْل ومظنّة له ، أى يحمل أبويه على البخل ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال لأجله.

ومنه الحديث الآخر «إنكملَتُبَخِّلُون وتجبّنون».

(باب الباء مع الدال)

(بدأ ) ـ في أسماء الله تعالى «المُبْدِئ » هو الذى أنشأ الأشياء واخترعها ابتداء من غير سابق مثال.

(ه) وفي الحديث «أنه نفّل فيالبَدْأَة الرّبع وفي الرّجعة الثلث» أرادبِالبَدْأَةِ ابتداء الغزو ، وبالرجعة القفول منه. والمعنى : كان إذا نهضت سريّة من جملة العسكر المقبل على العدوّ فأوقعت بهم نفّلها الربع مما غنمت ، وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث ، لأن الكرّة الثانية أشقّ عليهم والخطر فيها أعظم ، وذلك لقوّة الظّهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم ، وهم في الأوّل أنشط وأشهى للسير والإمعان في بلاد العدوّ ، وهم عند القفول أضعف وأفتر وأشهى للرجوع إلى أوطانهم فزادهم لذلك.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «والله لقد سمعته يقول : ليضربنكم على الدّين عودا ، كما ضربتموهم عليهبَدْءاً » أى أوّلا ، يعنى العجم والموالى.

ومنه حديث الحديبية «يكون لهمبَدْوُ الفجور وثناه» أى أوّله وآخره.

(ه) ومنه الحديث «منعت العراق درهمها وقفيزها ، ومنعت الشام مديها ودينارها ، ومنعت مصر إردبّها ، وعدتم من حيثبَدَأْتُمْ » هذا الحديث من معجزات النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم

١٠٣

لأنه أخبر بما لم يكن وهو في علم الله كائن ، فخرّج لفظه على لفظ الماضى ، ودلّ به على رضاه من عمر بن الخطاب بما وظّفه على الكفرة من الجزية في الأمصار.

وفي تفسير المنع وجهان : أحدهما أنه علم أنهم سيسلمون ويسقط عنهم ما وظّف عليهم ، فصاروا له بإسلامهم مانعين ، ويدل عليه قوله : وعدتم من حيث بدأتم ، لأن بدأهم في علم الله تعالى أنهم سيسلمون ، فعادوا من حيث بدأوا. والثانى أنهم يخرجون عن الطاعة ويعصون الإمام فيمنعون ما عليهم من الوظائف. والمدى مكيال أهل الشام ، والقفيز لأهل العراق ، والإردبّ لأهل مصر.

(ه) وفي الحديث «الخيلمُبَدَّأَةٌ يوم الورد» أى يبدأ بها في السّقى قبل الإبل والغنم ، وقد تحذف الهمزة فتصير ألفا ساكنة.

(س) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «أنها قالت في اليوم الذىبُدِئَ فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : وا رأساه» يقال متىبُدِئَ فلان؟ أى متى مرض ، ويسأل به عن الحىّ والميت.

وفي حديث الغلام الذى قتله الخضر «فانطلق إلى أحدهمبَادِئَ الرأى فقتله» أى في أوّل رأى رآه وابتدأه به ، ويجوز أن يكون غير مهموز ؛ من البدوّ : الظهور ، أى في ظاهر الرأى والنّظر.

(س) وفي حديث ابن المسيّب في حريم البئر «البَدِيء خمس وعشرون ذراعا»البَدِيء ـ بوزن البديع ـ : البئر التى حفرت في الإسلام وليست بعاديّة قديمة.

(بدج ) (ه) في حديث الزبير «أنه حمل يوم الخندق على نوفل بن عبد الله بالسّيف حتى شقه باثنتين وقطعأُبْدُوج سرجه» يعنى لبده. قال الخطابى : هكذا فسره أحد رواته. ولست أدرى ما صحّته.

(بدح ) (س) في حديث أم سلمة «قالت لعائشة رضى الله عنهما : قد جمع القرآن ذيلك فلاتَبْدَحِيهِ » منالبَدَاح وهو المتّسع من الأرض ، أى لا توسّعيه بالحركة والخروج. والبَدْح : العلانية. وبَدَحَ بالأمر : باح به. ويروى بالنون ، وسيذكر في بابه.

(ه) وفي حديث بكر بن عبد الله «كان أصحاب محمّدصلى‌الله‌عليه‌وسلم يتمازحون ويَتَبَادَحُون بالبطّيخ ، فإذا جاءت الحقائق كانوا هم الرجال» أى يترامون به. يقالبَدَحَ يَبْدَحُ إذا رمى.

١٠٤

(بدد ) (ه) في حديث يوم حنين «أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أَبَدَّ يده إلى الأرض فأخذ قبضة» أى مدّها.

ومنه الحديث «أنه كانيُبِدُّ ضبعيه في السجود» أى يمدّهما ويجافيهما. وقد تكرر في الحديث.

(ه) ومنه حديث وفاة النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «فَأَبَدَّ بصره إلى السّواك» كأنه أعطاهبُدَّتَهُ من النّظر ، أى حظّه.

(ه) ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما «دخلت على عمر وهويُبِدُّنِي النّظر استعجالا لخبر ما بعثنى إليه».

(ه) وفيه «اللهم أحصهم عددا ، واقتلهمبِدَداً » يروى بكسر الباء جمعبُدَّة وهى الحصّة والنصيب ، أى اقتلهم حصصا مقسّمة لكل واحد حصّته ونصيبه. ويروى بالفتح أى متفرّقين في القتل واحدا بعد واحد ، منالتَّبْدِيد .

(ه) ومنه حديث عكرمة «فَتَبَدَّدُوه بينهم» أى اقتسموه حصصا على السّواء.

(ه) ومنه حديث خالد بن سنان «أنه انتهى إلى النار وعليه مدرعة صوف ، فجعل يفرّقها بعصاه ويقول :بَدّاً بَدّاً » أى تَبَدُّدِي وتفرّقى. يقالبَدَدْتُ بَدّاً ، وبَدَّدْتُ تَبْدِيداً . وهذا خالد هو الذى قال فيه النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «نبىّ ضيّعه قومه».

(ه) وفي حديث أم سلمة «أن مساكين سألوها ، فقالت : يا جاريةأَبِدِّيهم تمرة تمرة» أى أعطيهم وفرّقى فيهم.

ومنه الحديث «إن لى صرمة أفقر منها وأطرق(١) وأُبِدُّ » أى أعطى.

وفي حديث عليّ رضى الله عنه «كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقافَاسْتَبْدَدْتُمْ علينا» يقالاسْتَبَدَّ بالأمريَسْتَبِدُّ بهاسْتِبْدَاداً إذا تفرّد به دون غيره. وقد تكرر في الحديث.

__________________

(١) الذى في اللسان وتاج العروس : «وقال رجل من العرب : إن لى صرمة أبد منها وأقرن». والصرمة هنا القطيع من الإبل من العشرين إلى الثلاثين والأربعين. ومعنى قوله أبد : أى أعطى واحدا واحدا ، ومعنى أقرن : أى أعطى اثنين اثنين. هكذا فسره أبو عبيد. ا ه ومعنى أفقر في روايتنا : أعير. ويقال : أطرقنى فحلك ، أى أعرنى فحلك ليضرب في إبلى. فهذا معنى أطرق في روايتنا

١٠٥

(ه) وفي حديث ابن الزبير «أنه كان حسنالبَادّ إذا ركب»البَادّ أصل الفخذ ، والبَادَّان أيضا ـ من ظهر الفرس ـ ما وقع عليه فخذ الفارس ، وهو منالبَدَد : تباعد ما بين الفخذين من كثرة لحمهما.

(بدر ) (ه) في حديث المبعث «فرجع بها ترجفبَوَادِرُهُ » هى جمعبَادِرَة وهى لحمة بين المنكب والعنق. والبَادِرَة من الكلام : الذى يسبق من الإنسان في الغضب. ومنه قول النابغة :

ولا خير في حلم إذا لم تكن له

بَوَادِر تحمى صفوه أن يكدّرا

(س) وفي حديث اعتزال النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم نساءه «قال عمر :فَابْتَدَرَتْ عيناى» أى سالتا بالدموع.

(س) وفي حديث جابر رضى الله عنه «كنا لا نبيع التّمر حتىيَبْدُرَ » أى يبلغ. يقالبَدَرَ الغلام إذا تمّ واستدار. تشبيها بالبدر في تمامه وكماله. وقيل إذا احمرّ البسر قيل لهأَبْدَرَ .

(ه) وفيه «فأتىبِبَدْرٍ فيه بقول» أى طبق ، شبّه بالبدر لاستدارته.

(بدع ) ـ في أسماء الله تعالى «البَدِيع » ، هو الخالق المخترع لا عن مثال سابق ، فعيل بمعنى مفعل. يقالأَبْدَعَ فهومُبْدِع.

(ه) وفيه «أن تهامةكبَدِيع العسل ، حلو أوّله حلو آخره»البَدِيع : الزّق الجديد ، شبّه به تهامة لطيب هوائها ، وأنه لا يتغيّر كما أن العسل لا يتغير.

(س) وفي حديث عمر رضى الله عنه في قيام رمضان «نعمتالبِدْعَة هذه» البدعة بدعتان :

بدعة هدى ، وبدعة ضلال ، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فهو في حيّز الذّم والإنكار ، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه وحضّ عليه الله أو رسوله فهو في حيز المدح ، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به ؛ لأن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم قد جعل له في ذلك ثوابا فقال «من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها» وقال في ضدّه «ومن سنّ سنة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها» وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم . ومن

١٠٦

هذا النوع قول عمر رضى الله عنه : نعمت البدعة هذه. لمّا كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة ومدحها ؛ لأن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يسنّها لهم ، وإنما صلّاها ليالى ثم تركها ولم يحافظ عليها ، ولا جمع الناس لها ، ولا كانت في زمن أبى بكر ، وإنما عمر رضى الله عنه جمع الناس عليها وندبهم إليها ، فبهذا سمّاها بدعة ، وهى على الحقيقة سنّة ، لقولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «عليكم بسنّتى وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدى!!» وقوله «اقتدوا باللذين من بعدى أبى بكر وعمر!!» وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر «كل محدثةبِدْعَةٌ » إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السّنّة. وأكثر ما يستعملالمُبْتَدَع عرفا في الذّم.

وفي حديث الهدي «فأزحفت عليه بالطريق فعىّ بشأنها إن هىأَبْدَعَتْ » يقالأَبْدَعَتِ الناقة إذا انقطعت عن السّير بكلال أو ظلع ، كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السّيرإِبْدَاعاً ، أى إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها.

ومنه الحديث «كيف أصنع بماأُبْدِعَ علىّ منها» وبعضهم يرويه أبدعت. وأبدع على ما لم يسم فاعله. وقال : هكذا يستعمل. والأول أوجه وأقيس.

(ه) ومنه الحديث «أتاه رجل فقال إنّىأُبْدِعَ بى فاحملنى» أى انقطع بى لكلال راحلتى.

(بدل ) [ه] في حديث عليّ رضى الله عنه «الأَبْدَال بالشام» هم الأولياء والعبّاد ، الواحدبِدْل كحمل وأحمال ، وبَدَل كجمل ، سمّوا بذلك لأنهم كلما مات واحد منهم أبدل بآخر.

(بدن ) (ه) فيه «لا تبادرونى بالركوع والسّجود ، إنّى قدبَدُنْتُ » قال أبو عبيد هكذا روى في الحديث بدنت ، يعنى بالتخفيف ، وإنما هوبَدَّنْتُ بالتشديد : أى كبرت وأسننت ، والتخفيف منالبَدَانَة وهى كثرة اللحم ، ولم يكنصلى‌الله‌عليه‌وسلم سمينا. قلت : قد جاء في صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في حديث ابن أبى هالة :بَادِن متماسك ، والبَادِن الضّخم. فلما قال بادن أردفه بمتماسك ، وهو الذى يمسك بعض أعضائه بعضا ، فهو معتدل الخلق.

ومنه الحديث «أتحبّ أن رجلابَادِناً في يوم حارّ غسل ما تحت إزاره ثم أعطاكه فشربته».

١٠٧

وفي حديث عليّ «لما خطب فاطمة رضى الله عنهما ، قيل : ما عندك؟ قال : فرسى وبَدَنِي »البَدَن الدرع من الزّرد. وقيل هى القصيرة منها.

ومنه حديث سطيح.

أبيض فضفاض الرّداء والبَدَن

أى واسع الدرع. يريد به كثرة العطاء.

ومنه حديث مسح الخفّين «فأخرج يده من تحتبَدَنِهِ » استعار البدن هاهنا للجبّة الصغيرة ، تشبيها بالدرع. ويحتمل أن يريد به من أسفل بدن الجبة ، ويشهد له ما جاء في الرواية الأخرى «فأخرج يده من تحتالبَدَنِ » وفيه «أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بخمسبَدَنَات »البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة ، وهى بالإبل أشبه. وسميت بدنة لعظمها وسمنها. وقد تكررت في الحديث.

ومنه حديث الشعبى «قيل له إن أهل العراق يقولون إذا أعتق الرجل أمته ثم تزوّجها كان كمن يركببَدَنَتَهُ » أى إنّ من أعتق أمته فقد جعلها محرّرة لله ، فهى بمنزلة البدنة التى تهدى إلى بيت الله تعالى في الحج ، فلا تركب إلّا عن ضرورة ، فإذا تزوّج أمته المعتقة كان كمن قد ركب بدنته المهداة.

(بده ) (س) في صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من رآهبَدِيهَة هابه» أى مفاجأة وبغتة ، يعنى من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه ، وإذا جالسه وخالطه بان له حسن خلقه.

(بدا ) (ه) فيه «كان إذا اهتمّ لشىءبَدَا » أى خرج إلى البَدْو. يشبه أن يكون يفعل ذلك ليبعد عن الناس ويخلو بنفسه.

ومنه الحديث «أنه كانيَبْدُو إلى هذه التّلاع».

والحديث الآخر «منبَدَا جفا» أى من نزل البادية صار فيه جفاء الأعراب.

(ه) والحديث الآخر «أنه أرادالبَدَاوَة مرّة» أى الخروج إلى البَادِيَة. وتفتح باؤها وتكسر.

١٠٨

وحديث الدعاء «فإنّ جارالبَادِي يتحوّل» هو الذى يكون في البادية ومسكنه المضارب والخيام ، وهو غير مقيم في موضعه ، بخلاف جار المقام في المدن. ويروى النّادى بالنّون.

ومنه الحديث «لا يبع حاضرلِبَاد » وسيجىء مشروحا في حرف الحاء.

(س) وفي حديث الأقرع والأبرص والأعمى «بَدَا اللهعزوجل أن يبتليهم» أى قضى بذلك ، وهو معنى البداء هاهنا ، لأن القضاء سابق. والبَدَاء استصواب شىء علم بعد أن لم يعلم ، وذلك على اللهعزوجل غير جائز.

ومنه الحديث «السلطان ذو عدوان وذوبُدْوَان » أى لا يزال يبدو له رأى جديد.

(س) وفي حديث سلمة بن الأكوع «خرجت أنا ورباح مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعى فرس طلحةأُبْدِيهِ مع الإبل» أى أبرزه معها إلى مواضع الكلأ ، وكل شىء أظهرته فقدأَبْدَيْتُهُ وبَدَّيْتُهُ.

(س) ومنه الحديث «أنه أمر أنيُبَادِيَ الناس بأمره» أى يظهره لهم.

ومنه الحديث «منيُبْدِ لنا صفحته نقم عليه كتاب الله» أى من يظهر لنا فعله الذى كان يخفيه أقمنا عليه الحدّ.

(س) وفيه :

باسم الإله وبه بَدِينَا

ولو عبدنا غيره شقينا(١)

يقالبَدِيتُ بالشىء ـ بكسر الدال ـ أى بدأت به ، فلما خفّف الهمزة كسر الدال فانقلبت الهمزة ياء ، وليس هو من بنات الياء.

وفي حديث سعد بن أبى وقاص «قال يوم الشورى : الحمد للهبَدِيّاً »البَدِيّ بالتشديد الأوّل ، ومنه قولهم : افعل هذابَادِيَ بَدِيٍ ، أى أوّل كل شىء.

وفيه «لا تجوز شهادةبَدَوِيٍ على صاحب قرية» إنما كره شهادة البدوىّ لما فيه من الجفاء في الدّين والجهالة بأحكام الشرع ؛ ولأنهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها ، وإليه ذهب مالك ، والناس على خلافه.

__________________

(١) هو لعبد الله بن رواحة ، كما في تاج العروس. وبعده :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

١٠٩

وفيه ذكر «بَدَا » بفتح الباء وتخفيف الدال : موضع بالشام قرب وادى القرى ، كان به منزل علىّ بن عبد الله بن العباس وأولاده.

(باب الباء مع الذال)

(بذأ ) (ه) في حديث الشعبى «إذا عظمت الخلقة فإنما هىبَذَاء ونجاء»البَذَاء : المباذاة ، وهى المفاحشة ، وقدبَذُوَ يَبْذُو بَذَاءَةً ، والنّجاء : المناجاة. وهذه الكلمة بالمعتلّ أشبه منها بالمهموز ، وسيجىء مبينا في موضعه.

(بذج ) (ه) فيه «يؤتى بابن آدم يوم القيامة كأنهبَذَج من الذّلّ»البَذَجُ : ولد الضأن وجمعهبِذْجَان.

(بذخ ) ـ في حديث الخيل «والذى يتخذها أشرا وبطرا وبَذَخاً »البَذَخ ـ بالتحريك ـ الفخر والتّطاول. والبَاذِخ العالى ، ويجمع علىبُذْخ.

ومنه كلام عليّ «وحمل الجبالالبُذَّخ على أكتافها».

(بذذ ) (ه) فيه «البَذَاذَة من الإيمان»البَذَاذَة رثاثة الهيئة. يقال :بَذُّ الهيئة وبَاذّ الهيئة : أى رثّ اللّبسة. أراد التواضع في اللباس وترك التّبجّح به.

(س) وفي الحديث «بَذَّ القائلين» أى سبقهم وغلبهم ،يَبُذُّ همبَذّاً .

ومنه في صفة مشيهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «يمشى الهوينايَبُذُّ القوم» إذا سارع إلى خير ومشى إليه. وقد تكرر في الحديث.

(بذر ) ـ في حديث فاطمة رضى الله عنها عند وفاة النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «قالت لعائشة رضى الله عنها : إنى إذنلَبَذِرَة »البَذِرُ : الذى يفشى السّرّ ويظهر ما يسمعه.

(ه) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه في صفة الأولياء «ليسوا بالمذاييعالبُذْر » جمعبَذُور . يقالبَذَرْتُ الكلام بين الناس كماتُبْذَرُ الحبوب : أى أفشيته وفرّقته.

وفي حديث وقف عمر «ولوليّه أن يأكل منه غيرمُبَاذِر »المُبَاذِر والمُبَذِّر : المسرف في النّفقة.بَاذَرَ وبَذَّرَ مُبَاذَرَةً وتَبْذِيراً . وقد تكرر في الحديث.

١١٠

(بذعر ) (س) في حديث عائشة رضى الله عنها «ابْذَعَرَّ النّفاق» أى تفرّق وتبدّد.

(بذق ) (س) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما «سبق محمّدالبَاذَق » هو بفتح الذال الخمر ؛ تعريب باذه ، وهو اسم الخمر بالفارسية ، أى لم تكن في زمانه ، أو سبق قوله فيها وفي غيرها من جنسها.

(بذل ) ـ في حديث الاستسقاء «فخرجمُتَبَذِّلاً متخضّعا»التَّبَذُّل : ترك التزيّن والتّهيّئ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع.

ومنه حديث سلمان «فرأى أم الدّرداءمُتَبَذِّلَة » وفي روايةمُبْتَذِلَة ، وهما بمعنى. وقد تكرر في الحديث.

(بذا ) (س) فيه «البَذَاء من الجفاء»البَذَاء بالمد : الفحش في القول. وفلانبَذِيّ اللسان. تقول منهبَذَوْتُ على القوم وأَبْذَيْتُ أَبْذُو بَذَاءً .

ومنه حديث فاطمة بنت قيس «بَذَتْ على أحمائها» وكان في لسانها بعض البذاء. ويقال في هذا الهمز ، وليس بالكثير. وقد سبق في أوّل الباب. وقد تكرر في الحديث.

(باب الباء مع الراء)

(برأ ) ـ في أسماء الله تعالى «الْبارِئُ » هو الذى خلق الخلق لا عن مثال. ولهذه اللفظة من الاختصاص بخلق الحيوان ما ليس لها بغيره من المخلوقات ، وقلّما تستعمل في غير الحيوان ، فيقالبَرَأَ الله النسمة ، وخلق السموات والأرض. وقد تكرر ذكر البرء في الحديث.

وفي حديث مرض النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «قال العباس لعلىّ رضى الله عنه : كيف أصبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ فقال : أصبح بحمد اللهبَارِئاً » أى معافا. يقالبَرَأْتُ من المرضأَبْرَأُ بَرْءاً بالفتح ، فأنابَارئٌ ، وأَبْرَأَنِي الله من المرض ، وغير أهل الحجاز يقولون :بَرِئْتُ بالكسربُرْءاً بالضم.

(س) ومنه قول عبد الرحمن بن عوف لأبى بكر رضى الله عنهما «أراكبَارِئاً ».

(س) ومنه الحديث فياسْتِبْرَاء الجارية «لا يمسّها حتىيَبْرَأَ رحمها» ويتبيّن حالها هل

١١١

هى حامل أم لا. وكذلكالِاسْتِبْرَاء الذى يذكر مع الاستنجاء في الطهارة ، وهو أن يستفرغ بقيّة البول وينقّى موضعه ومجراه حتى يبريهما منه ، أى يبينه عنهما كما يبرأ من المرض والدّين ، وهو في الحديث كثير.

وفي حديث الشرب «فإنه أروى وأَبْرَا » أى يبريه من ألم العطش ، أو أراد أنه لا يكون منه مرض ؛ لأنه قد جاء في حديث آخر «فإنه يورث الكباد» وهكذا يروى الحديث «أبرا» غير مهموز لأجل أروى.

وفي حديث أبى هريرة رضى الله عنه «لمّا دعاه عمر إلى العمل فأبى ، فقال عمر : إن يوسف قد سأل العمل ، فقال : إن يوسف منّىبَرِيء وأنا منهبَرَاء » أى برىء عن مساواته في الحكم ، وأن أقاس به ، ولم يرد براءة الولاية والمحبّة ؛ لأنه مأمور بالإيمان به ، والبَرَاء والبَرِيء سواء.

(بربر ) (ه) في حديث عليّ رضى الله عنه «لما طلب إليه أهل الطائف أن يكتب لهم الأمان على تحليل الرّبا والخمر فامتنع قاموا ولهم تغزمر وبَرْبَرَةٌ »البَرْبَرَة : التخليط في الكلام مع غضب ونفور.

ومنه حديث أحد «أخذ اللّواء غلام أسود فنصبه وبَرْبَرَ ».

(بربط ) (س) في حديث على بن الحسين «لا قدّست أمّة فيهاالبَرْبَط »البَرْبَط ملهاة تشبه العود ، وهو فارسى معرّب. وأصله بربت ؛ لأن الضارب به يضعه على صدره ، واسم الصّدر : بر.

(برث ) (س) فيه «يبعث الله تعالى منها سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب ، فيما بينالبَرْث الأحمر وبين كذا»البَرْث : الأرض اللّينة ، وجمعهابِرَاث ، يريد بها أرضا قريبة من حمص ، قتل بها جماعة من الشهداء والصالحين.

(ه) ومنه الحديث الآخر «بين الزّيتون إلى كذابَرْثٌ أحمر».

(برثم ) (س) في حديث القبائل «سئل عن مضر فقال : تميمبُرْثُمَتُهَا وجرثمتها» قال الخطابى : إنما هو برثنتها بالنون ، أى مخالبها ، يريد شوكتها وقوّتها. والنون والميم يتعاقبان ، فيجوز أن تكون الميم لغة ، ويجوز أن تكون بدلا ، لازدواج الكلام في الجرثومة ، كما قال الغدايا والعشايا.

١١٢

(برثان ) ـبَرْثَان هو بفتح الباء وسكون الراء : واد في طريق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بدر. وقيل في ضبطه غير ذلك.

(برج ) (س) في صفة عمر رضى الله عنه «طوال أدلمأَبْرَج »البَرَج بالتحريك : أن يكون بياض العين محدقا بالسّواد كله لا يغيب من سوادها شىء.

(س) وفيه «كان يكره للنساء عشر خلال ، منهاالتَّبَرُّج بالزينة لغير محلّها»التَّبَرُّج : إظهار الزّينة للناس الأجانب وهو المذموم ، فأما للزوج فلا ، وهو معنى قوله لغير محلّها.

(برجس ) ـ في حديث ابن عباس رضى الله عنهما «أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل عن الكواكب الخنّس فقال : هىالبِرْجِيس وزحل وعطارد وبهرام والزّهرة»البِرْجِيس : المشترى ، وبهرام : المرّيخ.

(برجم ) (س) فيه «من الفطرة غسلالبَرَاجِم » هى العقد التى في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ ، الواحدةبُرْجُمَة بالضم. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفي حديث الحجاج «أمن أهل الرّهمسة والبَرْجَمَة أنت؟»البَرْجَمَة بالفتح : غلظ الكلام.

(برح ) (ه) فيه «أنه نهى عن التّوليه والتَّبْرِيح » جاء في متن الحديث أنه قتل السّوء للحيوان ، مثل أن يلقى السمك على النار حيّا. وأصلالتَّبْرِيح المشقّة والشدة ، يقالبَرَّحَ به إذا شقّ عليه.

(س) ومنه الحديث «ضربا غيرمُبَرِّح » أى غير شاق.

والحديث الآخر «لقينا منهالبَرْح » أى الشدّة.

(س) وحديث أهل النهروان «لقوابَرْحاً ».

(س) والحديث الآخر «بَرَّحَتْ بي الحمّى» أى أصابنى منهاالبُرَحَاء ، وهو شدّتها.

(س) وحديث الإفك «فأخذهالبُرَحَاء » أى شدّة الكرب من ثقل الوحى.

وحديث قتل أبى رافع اليهودى «بَرَّحَتْ بنا امرأته بالصّياح».

١١٣

وفيه «جاء بالكفربَرَاحاً » أى جهارا ، منبَرِحَ الخفاء إذا ظهر ، ويروى بالواو ، وسيجىء.

(س) وفيه «حين دلكتبَرَاحِ »بَرَاحِ بوزن قطام من أسماء الشمس. قال الشاعر :

هذا مقام قدمى رباح

غدوة حتّى دلكت بَرَاحِ

دلوك الشمس : غروبها وزوالها. وقيل إن الباء في بِرَاح مكسورة ، وهى باء الجرّ. والرَّاح جمع رَاحَة وهى الكفّ. يعنى أن الشمس قد غربت أو زالت ، فهم يضعون راحاتهم على عيونهم ينظرون هل غربت أو زالت. وهذان القولان ذكرهما أبو عبيد والأزهرى والهروى والزمخشرى وغيرهم من مفسّرى اللغة والغريب. وقد أخذ بعض المتأخرين القول الثانى على الهروى ، فظنّ أنه قد انفرد به وخطأه في ذلك ، ولم يعلم أن غيره من الأئمة قبله وبعده ذهب إليه.

(س) وفي حديث أبى طلحة «أحبّ أموالى إلىّبَيْرَحَى » هذه اللفظة كثيرا ما تختلف ألفاظ المحدّثين فيها ، فيقولونبَيْرَحَاءُ بفتح الباء وكسرها ، وبفتح الراء وضمها والمدّ فيهما ، وبفتحهما والقصر ، وهى اسم مال وموضع بالمدينة. وقال الزمخشرى في الفائق : إنها فيعلى من البراح ، وهى الأرض الظاهرة.

وفي الحديث «بَرِحَ ظبى» هو من البارح ضدّ السّانح ، فالسّانح ما مرّ من الطّير والوحش بين يديك من جهة يسارك إلى يمينك ، والعرب تتيمّن به لأنه أمكن للرّمى والصيد. والبَارِح ما مرّ من يمينك إلى يسارك ، والعرب تتطيّر به لأنه لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف.

(برد ) (ه) فيه «من صلّىالبَرْدَيْنِ دخل الجنة»البَرْدَان والأَبْرَدَان الغداة والعشىّ. وقيل ظلّاهما.

ومنه حديث ابن الزبير «كان يسير بناالأَبْرَدَيْنِ ».

وحديثه الآخر مع فضالة بن شريك «وسر بهاالبَرْدَيْنِ ».

(ه) وأما الحديث الآخر «أَبْرِدُوا بالظّهر»فالإِبْرَاد : انكسار الوهج والحرّ ، وهو منالإِبْرَاد : الدّخول في البرد. وقيل معناه صلّوها في أوّل وقتها ، من برد النهار وهو أوّله.

(ه) وفيه «الصوم في الشتاء الغنيمةالبَارِدَة » أى لا تعب فيه ولا مشقّة ، وكل محبوب

١١٤

عندهم بارد. وقيل معناه الغنيمة الثابتة المستقرّة ، من قولهمبَرَدَ لى على فلان حقّ ، أى ثبت.

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «وددت أنهبَرَدَ لنا عملنا».

وفيه «إذا أبصر أحدكم امرأة فليأت زوجته فإن ذلكبَرْدُ ما في نفسه» هكذا جاء في كتاب مسلم بالباء الموحدة من البرد ، فإن صحّت الرّواية فمعناه أنّ إتيانه زوجته يبرّد ما تحرّكت له نفسه من حرّ شهوة الجماع ، أى يسكّنه ويجعله باردا. والمشهور في غيره «فإن ذلك يردّ ما في نفسه» بالياء ، من الردّ ، أى يعكسه.

(ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «أنه شرب النّبيذ بعد مابَرَدَ » أى سكن وفتر. يقال جدّ في الأمر ثمبَرَدَ ، أى فتر.

(ه) وفيه «لما تلقّاهبُرَيْدَة الأسلمى قال له : من أنت؟ قال : أنا بريدة ، فقال لأبى بكر رضى الله عنهما :بَرَدَ أمرنا وصلح» أى سهل.

(ه) ومنه الحديث «لاتُبَرِّدُوا عن الظالم» أى لا تشتموه وتدعوا عليه فتخففوا عنه من عقوبة ذنبه.

(ه) وفي حديث عمر «فهبره بالسيف حتىبَرَدَ » أى مات.

(س) وفي حديث أمّ زرع «بَرُود الظّل» أى طيّب العشرة. وفعول يستوى فيه الذّكر والأنثى.

(س) وفي حديث الأسود «أنه كان يكتحلبالبَرُود وهو محرم»البَرُود بالفتح : كحل فيه أشياء باردة ، وبَرَدْتُ عينى مخفّفا : كحلتها بالبرود.

(ه) وفي حديث ابن مسعود رضى الله عنه «أصل كلّ داءالبَرَدَة » هى التّخمة وثقل الطعام على المعدة ، سميت بذلك لأنها تبرد المعدة فلا تستمرئ الطعام.

(ه) وفي الحديث «إنّى لا أخيس بالعهد ولا أحبسالبُرْد » أى لا أحبس الرسل الواردين علىّ. قال الزمخشرى :البُرْد ـ يعنى ساكنا ـ جمعبَرِيد وهو الرسول ، مخفّف منبُرُد ، كرسل مخفف من رسل ، وإنما خفّفه هاهنا ليزاوج العهد. والبَرِيد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البغل ، وأصلها بريده دم ، أى محذوف الذّنب ، لأن بغال البريد كانت محذوفة الأذناب كالعلامة لها ، فأعربت

١١٥

وخفّفت. ثم سمى الرسول الذى يركبهبَرِيداً ، والمسافة التى بين السّكّتينبَرِيداً ، والسكة موضع كان يسكنه الفيوج المرتّبون من بيت أو قبّة أو رباط ، وكان يرتّب في كل سكة بغال. وبعد ما بين السكتين فرسخان وقيل أربعة.

(س) ومنه الحديث «لا تقصر الصلاة في أقلّ من أربعةبُرُد » وهى ستة عشر فرسخا ، والفرسخ ثلاثة أميال ، والميل أربعة آلاف ذراع.

(ه) ومنه الحديث «إذاأَبْرَدْتُمْ إلىّبَرِيداً » أى أنفذتم رسولا.

(ه) وفيه ذكر «البُرْدِ والبُرْدَة » في غير موضع من الحديث ،فالبُرْد نوع من الثياب معروف ، والجمعأَبْرَاد وبُرُود ، والبُرْدَة الشّملة المخطّطة. وقيل كساء أسود مربّع فيه صغر تلبسه الأعراب ، وجمعهابُرَد .

وفيه «أنه أمر أن يؤخذالبُرْدِيّ في الصدقة» هو بالضم نوع من جيّد النمر.

(برر ) ـ في أسماء الله تعالى «الْبَرُّ » هو العطوف على عباده ببرّه ولطفه. والبَرّ والبَارّ بمعنى ، وإنما جاء في أسماء الله تعالى البرّ دون البارّ. والبِرّ بالكسر : الإحسان.

ومنه الحديث في «بِرِّ الوالدين» ، وهو في حقهما وحق الأقربين من الأهل ضدّ العقوق ، وهو الإساءة إليهم والتّضييع لحقّهم. يقالبَرَّ يَبَرُّ فهوبَارّ ، وجمعهبَرَرَة ، وجمعالبَرّ أَبْرَار ، وهو كثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد والعبّاد.

ومنه الحديث «تمسّحوا بالأرض فإنها بكمبَرَّة » أى مشفقة عليكم كالوالدة البرّة بأولادها ، يعنى أن منها خلقكم ، وفيها معاشكم ، وإليها بعد الموت كفاتكم.

ومنه الحديث «الأئمة من قريش ،أَبْرَارُهَا أمراء أبرارها ، وفجّارها أمراء فجّارها» ، هذا على جهة الإخبار عنهم لا على طريق الحكم فيهم ، أى إذا صلح الناس وبرّوا وليهم الأخيار ، وإذا فسدوا وفجروا وليهم الأشرار. وهو كحديثه الآخر «كما تكونون يولّى عليكم».

وفي حديث حكيم بن حزام «أرأيت أمورا كنتأَتَبَرَّرُ بها» أى أطلب بها البرّ والإحسان إلى الناس والتقرّب إلى الله تعالى.

وفي حديث الاعتكاف «البِرَّ يُرِدْنَ» أى الطاعة والعبادة.

١١٦

ومنه الحديث «ليس منالبِرِّ الصيام فى السفر».

وفى كتاب قريش والأنصار «وأنالبِرَّ دون الإثم» أى أن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغدر والنكث.

وفيه «الماهر بالقرآن مع السّفرة الكرامالبَرَرَة » أى مع الملائكة.

(ه س) وفيه «الحجالمَبْرُور ليس له ثواب إلا الجنة» هو الذى لا يخالطه شىء من المآثم. وقيل هو المقبول المقابل بالبرّ وهو الثواب. يقالبَرَّ حجّه ، وبُرَّ حجّه وبَرَّ الله حجّه ، وأَبَرَّه بِرّاً بالكسر وإِبْرَاراً .

(ه) ومنه الحديث «بَرَّ الله قسمه وأَبَرَّهُ » أى صدّقه.

(س) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه «لم يخرج من إلّ ولابِرٍّ » أى صدق.

ومنه الحديث «أمرنا بسبع منهاإِبْرَارُ المقسم».

(س) وفيه «أن رجلا أتى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إنّ ناضح آل فلان قدأَبَرَّ عليهم» أى استصعب وغلبهم ، من قولهمأَبَرَّ فلان على أصحابه أى علاهم.

وفى حديث زمزم «أتاه آت فقال احفربَرَّة » سماها برّة لكثرة منافعها وسعة مائها.

وفيه «أنه غيّر اسم امرأة كانت تسمّىبَرَّةَ فسماها زينب» وقال : تزكّى نفسها. كأنه كره لها ذلك.

(س) وفي حديث سلمان «من أصلح جوّانيّه أصلح اللهبَرَّانِيَّه » أرادبالبَرَّانِيِ العلانية ، والألف والنون من زيادات النّسب كما قالوا في صنعاء صنعانىّ. وأصله من قولهم خرج فلانبَرّاً أى خرج إلى البَرِّ والصّحراء. وليس من قديم الكلام وفصيحه.

وفي حديث طهفة «ونستعضدالبَرِير » أى نجنيه للأكل. والبَرِير ثمر الأراك إذا اسودّ وبلغ. وقيل هو اسم له في كلّ حال.

(س) ومنه الحديث الآخر «ما لنا طعام إلاالبَرِير ».

(برز ) (ه) في حديث أمّ معبد «وكانتبَرْزَةً تحتبى بفناء القبّة» يقال امرأةبَرْزَة إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشّوابّ ، وهى مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدّثهم ، منالبُرُوز وهو الظّهور والخروج.

١١٧

(س) ومنه الحديث «كان إذا أرادالبَرَازَ أبعد»البَرَازُ بالفتح اسم للفضاء الواسع ، فكنّوا به عن قضاء الغائط كما كنوا عنه بالخلاء ، لأنهم كانوا يَتَبَرَّزُونَ في الأمكنة الخالية من الناس. قال الخطّابىّ : المحدّثون يروونه بالكسر وهو خطأ ، لأنه بالكسر مصدر من المبارزة في الحرب. وقال الجوهرى بخلافه ، وهذا لفظه :البِرَاز المُبَارَزَة في الحرب ، والبِرَاز أيضا كناية عن ثُفْل الغِذاء وهو الغائط ، ثم قال : والبَرَاز بالفتح الفضاء الواسع ، وتَبَرَّزَ الرّجل أى خرج إلى البَراز للحاجة. وقد تكرر المكسور في الحديث.

ومن المفتوح حديث يَعْلَى «أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى رجلا يغتسلبِالبَرَازِ » يريد الموضع المنكشف بغير سترة.

(برزخ ) ـ في حديث المبعث عن أبى سعيد «فيبَرْزَخ ما بين الدنيا والآخرة»البَرْزَخ : ما بين كل شيئين من حاجز.

(ه) ومنه حديث عليّ «أنه صَلَّى بقوم فأسْوَىبَرْزَخاً » أى أسقط في قراءته من ذلك الموضع إلى الموضع الذى كان انتهى إليه من القرآن.

ومنه حديث عبد الله «وسئل عن الرجل يجد الوسوسةَ فقال : تلكبَرَازِخُ الإيمان» يريد ما بين أوّله وآخره. فأوّله الإيمان بالله ورسوله ، وأدناه إماطة الأذى عن الطريق. وقيل أراد ما بين اليقين والشك. والبَرَازِخُ جمعبَرْزَخ.

(برزق ) (ه) فيه «لا تقوم الساعة حتى يكون الناسبَرَازِيق » ويروىبَرَازِق ، أى جماعات ، واحدهبِرْزَاق وبَرْزَق. وقيل أصل الكلمة فارسية معرّبة.

(ه) ومنه حديث زياد «ألم تكن منكم نهاة تمنع الناس عن كذا وكذا وهذهالبَرَازِيق ».

(برس ) ـ في حديث الشّعبىّ «هو أحلّ من ماءبُرْس »بُرْس : أجَمَة معروفة بالعراق ، وهى الآن قرية.

(برش ) (س) في حديث الطّرمّاح «رأيت جذيمةالأَبْرَش قصيراأُبَيْرِش » هو تصغيرأَبْرَش. والبُرْشَة لون مختلط حمرة وبياضا ، أو غيرهما من الألوان.

١١٨

(برشم ) ـ في حديث حذيفة «كان الناس يسألون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشّرّفَبَرْشَمُوا له» أى حدّقوا النّظر إليه. والبَرْشَمَة إدامة النظر.

(برض ) (ه) فيه «ماء قليليَتَبَرَّضُهُ الناستَبَرُّضاً » أى يأخذونه قليلا قليلا. والبَرْض الشىء القليل.

(س) وفي حديث خزيمة وذكر السنة المجدبة «أيبستبَارِضَ الوديس»البَارِض : أوّل ما يبدو من النبات قبل أن تعرف أنواعه ، فهو ما دام صغيرابَارِض ، فإذا طال تبيّنت أنواعه. والوَدِيس : ما غطّى وجه الأرض من النبات.

(برطش ) (ه) فيه «كان عمر في الجاهليةمُبَرْطِشاً » وهو السّاعى بين البائع والمشترى ، شبه الدّلّال ، ويروى بالسين المهملة بمعناه.

(برطل ) ـ في قصيد كعب بن زهير :

من خطمها ومن اللّحيين بِرْطِيل

البِرْطِيل : حجر مستطيل عظيم ، شبه به رأس الناقة.

(برطم ) (س) في حديث مجاهد «في قوله تعالى( وَأَنْتُمْ سامِدُونَ ) ، قال : هىالبَرْطَمَة » وهو الانتفاخ من الغضب. ورجلمُبَرْطِم متكبّر. وقيل مقطّب متغضّب. والسَّامِد : الرافع رأسه تكبّرا.

(برق ) (ه) فيه «أَبْرِقُوا فإنّ دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين» أى ضحّوابالبَرْقَاء ، وهى الشاة التى في خلال صوفها الأبيض طاقات سود. وقيل معناه اطلبوا الدّسم والسّمن. منبَرَقْتُ له إذا دسّمت طعامه بالسّمن.

وفي حديث الدجال «إن صاحب رايته في عَجْب ذَنَبِه مثل أليةالبَرَق ، وفيه هلبات كهلبات الفرس»البَرَق بفتح الباء والراء : الحمل ، وهو تعريب بره بالفارسية.

(س) ومنه حديث قتادة «تسوقهم النار سوقالبَرَق الكسير» أى المكسور القوائم. يعنى تسوقهم النار سوقا رفيقا كما يساق الحمل الظّالع.

١١٩

(ه) وفي حديث عمرو «أنه كتب إلى عمر : إن البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف ، دود على عود ، بين غرق وبَرَق »البَرَق بالتحريك : الحيرة والدّهش.

[ه] ومنه حديث ابن عباس «لكل داخلبَرْقَة » أى دهشة.

ومنه حديث الدعاء «إذابَرِقَتِ الأبصار» يجوز كسر الراء وفتحها ، فالكسر بمعنى الحيرة ، والفتح منالبَرِيقِ : الّلموع.

وفيه «كفيبِبَارِقَةِ السّيوف على رأسه فتنة» أى لمعانها. يقال :بَرَقَ بسيفه وأَبْرَقَ إذا لمع به.

(ه) ومنه حديث عمار «الجنة تحتالبَارِقَة » أى تحت السيوف.

وفي حديث أبى إدريس «دخلت مسجد دمشق فإذا فتىبَرَّاق الثّنايا» وصف ثناياه بالحسن والصفاء ، وأنها تلمع إذا تبسّم كالبرق ، وأراد صفة وجهه بالبشر والطّلاقة.

ومنه الحديث «تَبْرُقُ أسارير وجهه» أى تلمع وتستنير كالبرق. وقد تكررت في الحديث.

(س) وفي حديث المعراج ذكر «البُرَاق » وهى الدّابة التى ركبهاصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة الإسراء. سمّى بذلك لنصوع لونه وشدّة بريقه. وقيل لسرعة حركته شبّهه فيهما بالبرق.

وفي حديث وحشىّ «فاحتمله حتى إذابَرِقَتْ قدماه رمى به» أى ضعفتا ، وهو من قولهمبَرِقَ بصره أى ضعف.

وفيه ذكر «بُرْقَة » ، هو بضم الباء وسكون الراء : موضع بالمدينة به مال كانت صدقات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منها.

(برك ) (س) في حديث الصلاة على النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «وبَارِكْ على محمّد وعلى آل محمّد» أى أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة ، وهو منبَرَكَ البعير إذا ناخ في موضع فلزمه. وتطلقالبَرَكَة أيضا على الزيادة. والأصل الأوّل.

وفي حديث أمّ سليم «فحّنكه وبَرَّكَ عليه» أى دعا له بالبركة.

١٢٠