النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5298
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5298 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

(بعق ) (ه) في حديث الاستسقاء «جمّالبُعَاق » هو بالضم : المطر الكثير الغزير الواسع. وقدتَبَعَّقَ يَتَبَعَّقُ ، وانْبَعَقَ يَنْبَعِقُ.

(س) ومنه الحديث «كان يكرهالتَّبَعُّق في الكلام» ويروىالانْبِعَاق ، أى التّوسّع فيه والتّكثّر منه.

(ه) وفي حديث حذيفة : «فأين هؤلاء الذينيُبَعِّقُونَ لقاحنا» أى ينحرونها ويسيلون دماءها.

(بعل ) (ه) في حديث التشريق «إنها أيام أكل وشرب وبِعَال »البِعَال : النكاح وملاعبة الرجل أهله. والمُبَاعَلَة : المباشرة. ويقال لحديث العروسينبِعَال. والبَعْل والتَّبَعُّل : حسن العشرة.

ومنه حديث أسماء الأشهليّة «إذا أحسنتنّتَبَعُّلَ أزواجكنّ» أى مصاحبتهم في الزوجيّة والعشرة. والبَعْل الزوج ، ويجمع علىبُعُولَة .

(س) ومنه حديث ابن مسعود «إلّا امرأة يئست منالبُعُولَة » والهاء فيها لتأنيث الجمع. ويجوز أن تكونالبُعُولَة مصدربَعَلَتِ المرأة ، أى صارت ذات بعل.

وفي حديث الإيمان «وأن تلد الأمةبَعْلَهَا » المرادبالبَعْل هاهنا المالك. يعنى كثرة السّبى والتّسرّى ، فإذا استولد المسلم جارية كان ولدها بمنزلة ربّها.

ومنه حديث ابن عباس «أنه مرّ برجلين يختصمان في ناقة وأحدهما يقول أنا واللهبَعْلُهَا » أى مالكها وربّها.

(ه) وفيه «أن رجلا قال للنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبايعك على الجهاد ، فقال : هل لك منبَعْل »البَعْل : الكَلّ. يقال صار فلانبَعْلاً على قومه ، أى ثقلا وعيالا. وقيل أراد هل بقى لك من تجب عليك طاعته كالوالدين.

(ه) وفي حديث الزكاة «ما سقىبَعْلاً ففيه العشر» هو ما شرب من النّخيل بعروقه من الأرض من غير سقى سماء ولا غيرها. قال الأزهرى : هو ما ينبت من النّخل في أرض يقرب ماؤها ، فرسخت عروقها في الماء واستغنت عن ماء السماء والأنهار وغيرها.

١٤١

ومنه حديث أكيدر «وإنّ لنا الضّاحية منالبَعْل » أى التى ظهرت وخرجت عن العمارة من هذا النخل.

ومنه الحديث «العجوة شفاء من السّمّ ونزلبَعْلُها من الجنّة» أى أصلها. قال الأزهرى : أراد ببعلها قسبها الراسخ عروقه في الماء ، لا يسقى بنضح ولا غيره ، ويجىء ثمره يابسا له صوت ، وقداسْتَبْعَلَ النّخلُ إذا صار بعلا.

(س) وفي حديث عروة «فما زال وارثهبَعْلِيّاً حتى مات» أى غنيّا ذا نخل ومال. قال الخطابى : لا أدرى ما هذا إلا أن يكون منسوبا إلى بعل النّخل. يريد أنه اقتنى نخلا كثيرا فنسب إليه ، أو يكون منالبَعْل : المالك والرئيس ، أى ما زال رئيسا متملّكا.

(ه) وفي حديث الشّورى «قال عمر : قوموا فتشاوروا فمنبَعَلَ عليكم أمركم فاقتلوه» أى من أبى وخالف.

(ه) وفي حديث آخر «من تأمّر عليكم من غير مشورة ، أوبَعَلَ عليكم أمرا».

وفي حديث آخر «فإنبَعَلَ أحد على المسلمين يريد تشتّت أمرهم ، فقدّموه فاضربوا عنقه».

(ه) وفي حديث الأحنف «لمّا نزل به الهياطلة ـ وهم قوم من الهند ـبَعَلَ بالأمر» أى دهش ، وهو بكسر العين.

(باب الباء مع الغين)

(بغت ) ـ قد تكرر فيه ذكر «البَغْتَة » ، وهى الفجأة. يقالبَغَتَهُ يَبْغَتُهُ بَغْتاً ، أى فاجأه.

(س) ـ في حديث صلح نصارى الشّام «ولا نظهربَاغُوتاً » هكذا رواه بعضهم. وقد تقدّم في العين المهملة والثاء المثلثة.

(بغث ) (س) في حديث جعفر بن عمرو «رأيت وحشيّا فإذا شيخ مثلالبُغَاثَة » هى الضّعيف من الطّير ، وجمعهابُغَاث. وقيل هى لئامها وشرارها.

(س) ومنه حديث عطاء «فيبُغَاث الطّير مدّ» أى إذا صاده المحرم.

١٤٢

ومنه حديث المغيرة يصف امرأة «كأنهابُغَاث ».

(بغثر ) ـ في حديث أبى هريرة رضى الله عنه «إذا لم أركتَبَغْثَرَتْ نفسى» أى غثت وتقلّبت. ويروى بالعين المهملة وقد تقدّم.

(بغش ) (ه) فيه «كنّا مع النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأصابنابُغَيْش » تصغيربَغْش ، وهو المطر القليل ، أوّله الطّلّ ثم الرّذاذ ، ثمالبَغْش.

(بغل ) ـ في قصيد كعب بن زهير :

فيها على الأين إرقال وتَبْغِيل

التَّبْغِيل : تفعيل منالبَغْل كأنه شبّه سيرها بسير البَغْل لشدّته.

(بغم ) (س) فيه «كانت إذا وضعت يدها على سنام البعير أو عجزه رفعبُغَامه »البُغَام صوت الإبل. ويقال لصوت الظّبى أيضابُغَام.

(بغي ) ـ فيه «ابْغِنِي أحجارا أستطب بها» يقالابْغِنِي كذا بهمزة الوصل ، أى اطلب لى ، وأَبْغِنِي بهمزة القطع ، أى أعنّى على الطلب.

ومنه الحديث «أَبْغُونِي حديدة أستطب بها» بهمزة الوصل والقطع. وقد تكرر في الحديث. يقالبَغَى يَبْغِي بُغَاءً ـ بالضم ـ إذا طلب.

ومنه حديث أبى بكر «أنه خرج فيبُغَاء إبل» جعلواالبُغَاء على زنة الأدواء ، كالعطاس والزّكام ، تشبيها به لشغل قلب الطّالب بالدّاء.

(س) ومنه حديث سراقة والهجرة «انطلقوابُغْيَاناً » أى ناشدين وطالبين ، جمعبَاغٍ كراع ورعيان.

ومنه حديث أبى بكر في الهجرة «لقيهما رجل بكراع الغميم ، فقال من أنتم؟ فقال أبو بكر :بَاغٍ وهاد ، عرّض ببغاء الإبل وهداية الطريق ، وهو يريد طلب الدّين والهداية من الضلالة.

وفي حديث عمّار «تقتله الفئةالبَاغِيَة » هى الظالمة الخارجة عن طاعة الإمام. وأصلالبَغْي مجاوزة الحدّ.

١٤٣

ومنه الحديث «فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً » أى إن أطعنكم فلا يبقى لكم عليهنّ طريق إلّا أن يكون بغيا وجورا.

ومنه حديث ابن عمر «قال لرجل : أنا أبغضك ، قال لم؟ قال لأنكتَبْغِي في أذانك» أراد التّطريب فيه والتمديد ، من تجاوز الحدّ.

وفي حديث أبى سلمة «أقام شهرا يداوى جرحه فدمل علىبَغْيٍ ولا يدرى به» أى على فساد.

وفيه «امرأةبَغِيّ دخلت الجنة في كلب» أى فاجرة ، وجمعهاالبَغَايَا . ويقال للأمةبَغِيّ وإن لم يرد به الذّم ، وإن كان في الأصل ذمّا. يقالبَغَتِ المرأةتَبْغِي بِغَاءً ـ بالكسر ـ إذا زنت ، فهىبَغِيّ ، جعلواالبِغَاء على زنة العيوب ، كالحران والشّراد ، لأنّ الزّنا عيب.

(ه) وفي حديث عمر «أنه مرّ برجل يقطع سمرا بالبادية فقال : رعيتبَغْوَتَهَا وبَرَمَتَهَا وحَبَلَتَهَا وبَلَّتَهَا وفَتْلَتَهَا ثم تقطعها؟» قال القتيبى : يرويه أصحاب الحديث : معوتها ، وذلك غلط ؛ لأن المعوة البسرة التى جرى فيها الإرطاب ، والصواببَغْوَتها ، وهى ثمرة السّمر أوّل ما تخرج ، ثم تصير بعد ذلك برمة ، ثم بلّة ، ثم فتلة.

وفي حديث النّخعى «أن إبراهيم بن المهاجر جعل على بيت الرّزق فقال النخعى : مابُغِيَ له» أى ما خير له.

(باب الباء مع القاف)

(بقر ) (ه) فيه «نهى عنالتَّبَقُّر في الأهل والمال» هو الكثرة والسّعة. والبَقْر : الشّق والتّوسعة.

وفي حديث أبى موسى «سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : سيأتى على الناس فتنةبَاقِرَة تدع الحليم حيران» أى واسعة عظيمة.

(ه) وحديثه الآخر حين أقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان «إن هذه لفتنةبَاقِرَة كداء البطن

١٤٤

لا يدرى أنّى يؤتى له» أى أنها مفسدة للدّين مفرّقة للناس. وشبّهها بداء البطن لأنه لا يدرى ما هاجه وكيف يداوى ويتأنّى له.

وفي حديث حذيفة «فما بال هؤلاء الذينيَبْقُرُون بيوتنا» أى يفتحونها ويوسّعونها.

ومنه حديث الإفك «فَبَقَرَتْ لها الحديث» أى فتحته وكشفته.

وحديث أمّ سليم «إن دنا منّى أحد من المشركينبَقَرْتُ بطنه».

[ه] وفي حديث هدهد سليمانعليه‌السلام «فَبَقَرَ الأرض» أى نظر موضع الماء فرآه تحت الأرض.

(س) وفيه «فأمربِبَقَرَةٍ من نحاس فأحميت» قال الحافظ أبو موسى : الذى يقع لى في معناه أنه لا يريد شيئا مصوغا على صورة البقرة ، ولكنّه ربّما كانت قدرا كبيرة واسعة ، فسماهابَقَرَة ، مأخوذا منالتَّبَقُّر : التوسع ، أو كان شيئا يسع بقرة تامّة بتوابلها فسميّت بذلك.

وفي كتاب الصّدقة لأهل اليمن «في ثلاثينبَاقُورَة بَقَرَةٌ »البَاقُورَة بلغة اليمن البَقَرُ ، هكذا قال الجوهرىرحمه‌الله ، فيكون قد جعل المميّز جمعا.

(بقط ) (ه) فيه «أنّ عليا حمل على عسكر المشركين فما زالوايُبَقِّطُون » أى يتعادون إلى الجبل متفرّقين.بَقَّطَ الرجل إذا صعد الجبل. والبَقْط : التّفرقة.

(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «ما اختلفوا فيبُقْطَة » هى البقعة من بقاع الأرض. ويجوز أن تكون منالبُقْطَة وهى الفرقة من الناس. وقيل إنها من النّقطة بالنون وستذكر في بابها.

(ه) وفي حديث ابن المسيّب «لا يصلحبَقْط الجنان» هو أن تعطى البستان على الثّلث أو الرّبع. وقيلالبَقْط ما سقط من التّمر إذا قطع يخطئه المخلب.

(بقع ) ـ في حديث أبى موسى «فأمر لنا بذودبُقْع الذّرى» أى بيض الأسنمة ، جمعأَبْقَع. وقيل :الأَبْقَع ما خالط بياضه لون آخر.

ومنه الحديث «أنه أمر بقتل خمس من الدوابّ ، وعدّ منها الغرابالأَبْقَع ».

١٤٥

(ه) ومنه الحديث «يوشك أن يستعمل عليكمبُقْعَان الشام» أراد عبيدها ومماليكها ، سمّوا بذلك لاختلاط ألوانهم ، فإن الغالب عليهم البياض والصّفرة. وقال القتيبى :البُقْعَان الذين فيهم سواد وبياض ، لا يقال لمن كان أبيض من غير سواد يخالطه أبقع ، والمعنى أن العرب تنكح إماء الروم فيستعمل على الشام أولادهم وهم بين سواد العرب وبياض الروم.

(س) وفي حديث أبى هريرة «أنه رأى رجلامُبَقَّع الرجلين وقد توضأ» يريد به مواضع في رجليه لم يصبها الماء ، فخالف لونها لون ما أصابه الماء.

(س) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «إنى لأرىبُقَّعَ الغسل في ثوبه» جمعبُقْعَة .

(س) وفي حديث الحجاج «رأيت قومابُقْعاً ، قيل ماالبُقْع؟ قال : رقّعوا ثيابهم من سوء الحال» شبّه الثياب المرقّعة بلون الأَبْقَع.

[ه] وفي حديث أبى بكر والنّسابة «أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبى بكر رضى الله عنه : لقد عثرت من الأعرابىّ علىبَاقِعَة »البَاقِعَة : الداهية. وهى في الأصل طائر حذر إذا شرب الماء نظر يمنة ويسرة. وفي كتاب الهروى : أن عليا هو القائل لأبى بكر.

ومنه الحديث «ففاتحته فإذا هوبَاقِعَة » أى ذكىّ عارف لا يفوته شىء ولا يدهى.

(س) وفيه ذكر «بَقِيع الغرقد».البَقِيع من الأرض : المكان المتّسع ، ولا يسمّىبَقِيعاً إلا وفيه شجر أو أصولها. وبَقِيع الغرقد : موضع بظاهر المدينة فيه قبور أهلها ، كان به شجر الغرقد ، فذهب وبقى اسمه.

وفيه ذكر «بُقْع » ، هو بضم الباء وسكون القاف : اسم بئر بالمدينة ، وموضع بالشام من ديار كلب ، به استقرّ طلحة بن خويلد الأسدى لما هرب يوم بزاخة.

(بقق ) (ه) فيه «أنّ حبرا من بنى إسرائيل صنّف لهم سبعين كتابا في الأحكام ، فأوحى الله تعالى إلى نبىّ من أنبيائهم أن قل لفلان إنك قد ملأت الأرضبَقَاقاً ، وإنّ الله لم يقبل منبَقَاقِكَ شيئا»

البَقَاق : كثرة الكلام. يقالبَقَ الرجل وأَبَقَ ، أى أن الله لم يقبل من إكثارك شيئا.

١٤٦

وفيه «أنهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبى ذرّ : ما لي أراك لقّابَقّاً ، كيف بك إذا أخرجوك من المدينة» يقال : رجل لقّاقبَقَّاق ، ولقاق بقاق ، إذا كان كثير الكلام. ويروى لقا بقا ، بوزن عصا ، وهو تبع للقا. واللّقا : المرمىّ المطروح.

(بقل ) (س) في صفة مكة «وأَبْقَلَ حمضها»أَبْقَلَ المكان إذا خرج بَقْلُهُ ، فهوبَاقِل. ولا يقال مبقل ، كما قالوا أورس الشجر فهو وارس ولم يقولوا مورس ، وهو من النّوادر.

وفى حديث أبى بكر والنّسّابة «فقام إليه غلام(١) من بنى شيبان حينبَقَلَ وجهه» أى أوّل ما نبتت لحيته.

(بقي ) ـ فى أسماء الله تعالى «البَاقِي » هو الذى لا ينتهى تقدير وجوده في الاستقبال إلى آخر ينتهى إليه ، ويعبّر عنه بأنه أبدىّ الوجود.

(ه) وفي حديث معاذ «بَقَيْنَا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد تأخر لصلاة العتمة» يقالبَقَيْتُ الرجلأَبْقِيهِ إذا انتظرته ورقبته.

ومنه حديث ابن عباس وصلاة الليل «فَبَقَيْتُ كيف يصلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم » وفي رواية «كراهة أن يرى أنى كنتأَبْقِيه » أى أنظره وأرصده.

وفي حديث النجاشىّ والهجرة «وكانأَبْقَى الرجلين فينا» أى أكثر إبقاء على قومه. ويروى بالتّاء من التّقى.

(ه) وفيه «تَبَقَّهْ وتوقّه» هو أمر من البقاء والوقاء ، والهاء فيهما للسّكت ، أى استبق النّفس ولا تعرّضها للهلاك ، وتحرّز من الآفات.

(ه) وفي حديث الدعاء «لاتَبْقَى على من يضرع إليها» يعنى النار ، يقالأَبْقَيْتُ عليهأُبْقِي إِبْقَاءً ، إذا رحمته وأشفقت عليه. والاسمالبُقْيَا .

__________________

(١) في الأصل : فقام إليه رجل. وما أثبتناه من ا واللسان ، وهو المناسب لما بعده.

١٤٧

(باب الباء مع الكاف)

(بكأ ) [ه] فيه «نحن معاشر الأنبياء فينابَكَاء » أى قلّة الكلام إلا فيما يحتاج إليه. يقالبَكَأَتِ النّاقة والشاة إذا قلّ لبنها فهىبَكِيءٌ وبَكِيئَة ، ومعاشر منصوب على التّخصيص.

ومنه الحديث «من منح منيحة لبنبَكِيئَة كانت أو غزيرة».

(ه) وحديث عليّ «دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنا على المنامة ، فقام إلى شاةبَكِيء فحلبها».

وحديث عمر «أنه سأل جيشا : هل ثبت لكم العدوّ قدر حلب شاةبَكِيئَة ؟».

وحديث طاوس «من منح منيحة لبن فله بكل حلبة عشر حسنات غزرت أوبَكَأَت ».

(بكت ) (ه) فيه «أنه أتى بشارب فقالبَكِّتُوهُ »التَّبْكِيت : التّقريع والتّوبيخ. يقال له يا فاسق أما استحييت؟ أما اتّقيت الله» قال الهروى : و [قد](١) يكون باليد والعصا ونحوه.

(بكر ) (س) في حديث الجمعة «منبَكَّرَ وابْتَكَرَ »بَكَّرَ أتى الصّلاة في أوّل وقتها. وكلّ من أسرع إلى شىء فقدبَكَّرَ إليه. وأماابْتَكَرَ فمعناه أدرك أوّل الخطبة. وأوّل كلّ شىءبَاكُورَتُهُ. وابْتَكَرَ الرجل إذا أكل باكورة الفواكه. وقيل معنى اللّفظتين واحد ، فعّل وافتعل ، وإنما كرّر للمبالغة والتوكيد ، كما قالوا جادّ مجدّ.

(ه) ومنه الحديث «لا تزال أمّتى على سنّتى مابَكَّرُوا بصلاة المغرب» أى صلّوها أوّل وقتها.

والحديث الآخر «بَكِّرُوا بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك العصر حبط عمله» أى حافظوا عليها وقدّموها.

__________________

(١) الزيادة من الهروى.

١٤٨

وفيه «لا تعلّمواأَبْكَار أولادكم كتب النصارى» يعنى أحداثكم. وبِكْر الرجل بالكسر : أوّل ولده.

(س) وفيه «استسلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من رجلبَكْراً »البَكْر بالفتح : الفتىّ من الإبل ، بمنزلة الغلام من الناس. والأنثىبَكْرَة . وقد يستعار للناس.

ومنه حديث المتعة «كأنهابَكْرَة عيطاء» أى شابّة طويلة العنق في اعتدال.

ومنه حديث طهفة «وسقط الأملوج منالبِكَارَة »البِكَارَة بالكسر : جمعالبَكْر بالفتح يريد أن السّمن الذى قد علا بكارة الإبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها ، فسماه باسم المرعى إذ كان سببا له.

(س) وفيه «جاءت هوازن علىبَكْرَة أبيها» هذه كلمة للعرب يريدون بها الكثرة وتوفّر العدد ، وأنهم جاءوا جميعا لم يتخلّف منهم أحد ، وليس هناك بكرة في الحقيقة ، وهى التى يستقى عليها الماء ، فاستعيرت في هذا الموضع. وقد تكررت في الحديث.

(س) وفيه «كانت ضربات عليّمُبْتَكَرَات (١) لا عونا» أى إنّ ضربته كانت بِكْراً يقتل بواحدة منها لا يحتاج أن يعيد الضّربة ثانيا. يقال ضربةبِكْر إذا كانت قاطعة لا تثنى. والعون جمع عوان ، وهى في الأصل الكهلة من النساء ، ويريد بها هاهنا المثنّاة.

(س) وفي حديث الحجاج «أنه كتب إلى عامله بفارس : ابعث إلىّ من عسل خلّار ، من النّحلالأَبْكَار ، من الدّستفشار ، الذى لم تمسّه النار» يريدبالأَبْكَار أفراخ النّحل ؛ لأن عسلها أطيب وأصفى ، وخلّار موضع بفارس ، والدّستفشار كلمة فارسية معناها ما عصر بالأيدى.

(بكع ) (ه) في حديث أبى موسى «قال له رجل : ما قلت هذه الكلمة ، ولقد خشيت أنتَبْكَعَنِي بها»بَكَعْتُ الرّجلبَكْعاً إذا استقبلته بما يكره ، وهو نحو التّقريع.

ومنه حديث أبى بكرة ومعاوية رضى الله عنهما «فَبَكَعَهُ به فزخّ في أقفائنا».

[ه] ومنه حديث عمر «فَبَكَعَهُ بالسيف» أى ضربه ضربا متتابعا.

__________________

(١) في أساس البلاغة : «وكانت ضربات على أبكارا».

١٤٩

(بكك ) [ه] فيه «فَتَبَاكَ الناس عليه» أى ازدحموا.

[ه] وفي حديث مجاهد «من أسماء مكةبَكَّة » قيلبَكَّة موضع البيت ، ومكّة سائر البلد. وقيل هما اسم البلدة ، والباء والميم يتعاقبان. وسميتبَكَّة لأنهاتَبُكُ أعناق الجبابرة ، أى تدقّها. وقيل لأن الناسيَبُكُ بعضهم بعضا في الطواف ، أى يزحم ويدفع.

(بكل ) (س) في حديث الحسن «سأله رجل عن مسئلة ثم أعادها فقلبها. فقال :بَكَّلْتَ علىّ» أى خلّطت ، منالبَكِيلَة وهى السّمن والدقيق المخلوط. يقال :بَكَلَ علينا حديثه ، وتَبَكَّلَ في كلامه ، أى خلط.

(بكم ) ـ في حديث الإيمان «الصّمالبُكْم » هم جمعالأَبْكَم وهو الذى خلق أخرس لا يتكلّم ، وأراد بهم الرّعاع والجهّال ، لأنهم لا ينتفعون بالسمع ولا بالنّطق كبير منفعة ، فكأنّهم قد سلبوهما.

ومنه الحديث «ستكون فتنة صماءبَكْمَاء عمياء» أراد أنها لا تسمع ولا تبصر ولا تنطق فهى لذهاب حواسّها لا تدرك شيئا ولا تقلع ولا ترتفع. وقيل شبّهها لاختلاطها ، وقتل البرىء فيها والسقيم بالأصم الأخرس الأعمى الذى لا يهتدى إلى شىء ، فهو يخبط خبط عشواء.

(بكا ) (س) فيه «فإن لم تجدوا بُكَاءًفَتَبَاكَوْا » أى تكلّفوا البكاء.

(باب الباء مع اللام)

(بلبل ) ـ فيه «دنت الزلازل والبَلَابلِ » هى الهموم والأحزان. وبَلْبَلَة الصّدر : وسواسه.

(ه) ومنه الحديث «إنما عذابها في الدنياالبَلَابِل والفتن» يعنى هذه الأمة.

ومنه خطبة عليّ «لَتُبَلْبَلُنَ بَلْبَلَة ولتغربلنّ غربلة».

(بلت ) ـ في حديث سليمانعليه‌السلام «احشروا الطّير إلا الشّنقاء والرّنقاء والبُلَت »البُلَت : طائر محترق الرّيش ، إذا وقعت ريشة منه في الطّير أحرقته.

١٥٠

(بلج ) (ه) في حديث أمّ معبد «أَبْلَج الوجه» أى مشرق الوجه مسفره. ومنهتَبَلَّجَ الصّبح وانْبَلَجَ. فأناالأَبْلَج فهو الذى قد وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا ، والاسمالبَلَج ، بالتحريك ، لم ترده أم معبد ؛ لأنها قد وصفته في حديثها بالقرن

ومنه الحديث «ليلة القدربُلْجَة » أى مشرقة. والبُلْجَة بالضم والفتح : ضوء الصبح.

(بلح ) [ه] فيه «لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما ، فإذا أصاب دما حرامابَلَّحَ »بَلَّحَ الرجل إذا انقطع من الإعياء فلم يقدر أن يتحرّك. وقدأَبْلَحَهُ السّير فانقطع به ، يريد به وقوعه في الهلاك بإصابة الدّم الحرام. وقد تخفّف اللام.

ومنه الحديث «استنفرتهمفَبَلَحُوا علىّ» أى أبوا ، كأنهم قد أعيوا عن الخروج معه وإعانته.

ومنه الحديث «في الذى يدخل الجنة آخر الناس ، يقال له اعد ما بلغت قدماك ، فيعدو حتّى إذابَلَّحَ ».

(ه) ومنه حديث عليّ «إنّ من ورائكم فتنا وبلاء مكلحامُبْلِحاً » أى معييا.

(س) وفي حديث ابن الزبير «ارجعوا فقد طابالبَلَح » هو أول ما يرطب من البسر ، واحدهابَلَحَة ، وقد تكرر في الحديث.

(بلد ) (س) فيه «وأعوذ بك من ساكنىالبَلَد »البَلَد من الأرض ما كان مأوى للحيوان وإن لم يكن فيه بناء ، وأراد بساكنيه الجنّ لأنهم سكان الأرض.

وفي حديث العباس «فهى لهم تالدةبَالِدَة » يعنى الخلافة لأولاده ، يقال للشى الدائم الذى لا يزول تالدبَالِد ، فالتّالد القديم ، والبَالِد إتباع له.

وفيه «بُلَيد » ، هو بضم الباء وفتح اللام : قرية لآل على بواد قريب من ينبع.

(بلدح ) ـ فيه ذكر «بَلْدَح » ، بفتح الباء وسكون اللام ، والحاء المهملة اسم موضع بالحجاز قرب مكة.

(بلس) (س) فيه «فتأشّب أصحابه حوله وأَبْلَسُوا حتى ما أوضحوا بضاحكة»أَبْلَسُوا

١٥١

أى أُسْكِتُوا ، والمُبْلِس : الساكت من الحزن أو الخوف. والإِبْلَاس : الحيرة.

ومنه الحديث «ألم تر الجنّ وإِبْلَاسَهَا » أى تحيّرها ودهشها.

(ه) وفيه «من أحبّ أن يرقّ قلبه فليدم أكلالبَلَس » هو بفتح الباء واللام : التّين وقيل هو شىء باليمن يشبه التّين. وقيل هو العدس ، وهو عن ابن الأعرابى مضموم الباء واللام.

ومنه حديث ابن جريج «قال سألت عطاء عن صدقة الحبّ ، فقال : فيه كلّه الصّدقة ، فذكر الذّرة والدّخن والبُلُس والجلجلان» وقد يقال فيهالبُلْسُن ، بزيادة النون.

(س) وفي حديث ابن عباس «بعث الله الطير على أصحاب الفيلكالبَلَسَان » قال عبّاد بن موسى : أظنّها الزّرازير ، والبَلَسَان شجر كثير الورق ينبت بمصر ، وله دهن معروف. هكذا ذكره أبو موسى في غريبه.

(بلط ) ـ في حديث جابر «عقلت الجمل في ناحيةالبَلَاط »البَلَاط ضرب من الحجارة تفرش به الأرض ، ثم سمى المكانبَلَاطا اتّساعا ، وهو موضع معروف بالمدينة. وقد تكرر في الحديث.

(بلعم ) ـ في حديث عليّ «لا يذهب أمر هذه الأمة إلّا على رجل واسع السّرم ضخمالبُلْعُوم »البُلْعُوم بالضم ، والبُلْعُم : مجرى الطعام في الحلق ، وهو المرىء ، يريد على رجل شديد عسوف ، أو مسرف في الأموال والدّماء ، فوصفه بسعة المدخل والمخرج.

ومنه حديث أبى هريرة «حفظت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ما لو بثثته فيكم لقطع هذاالبُلْعُوم ».

(بلغ ) ـ في حديث الاستسقاء «واجعل ما أنزلت لنا قوّة وبَلَاغاً إلى حين»البَلَاغ ما يَتَبَلَّغُ ويتوصّل به إلى الشىء المطلوب.

(ه) ومنه الحديث «كل رافعة رفعت عنا منالبَلَاغِ فَلْتُبَلِّغْ عنّا» يروى بفتح الباء وكسرها ، فالفتح له وجهان : أحدهما أنه ما بَلَّغَ من القرآن والسّنن ، والآخر من ذوىالبَلَاغِ ، أى الذين بَلَّغُونَا

١٥٢

يعنى ذوى التّبليغ ، فأقام الاسم مقام المصدر الحقيقى ، كما تقول أعطيته عطاء. وأما الكسر فقال الهروى : أراه من المبالغين في التّبليغ. يقالبَالَغَ يُبَالِغُ مُبَالَغَةً وبِلَاغاً إذا اجتهدوا في الأمر ، والمعنى في الحديث. كلّ جماعة أو نفس تبلغ عنّا وتذيع ما نقوله فلتبلّغ ولتحك.

وفي حديث عائشة «قالت لعليّ يوم الجمل قدبَلَغْتَ مناالبُلَغِين » يروى بكسر الباء وضمها مع فتح اللام. وهو مثل. معناه قد بلغت منّا كلّمَبْلَغ. ومثله قولهم : لقيت منه البرحين(١) ، أى الدّواهى ، والأصل فيه كأنه قيل خطببُلَغٌ أى بَلِيغٌ ، وأمر بُرَح أى مبرّح ، ثم جمعا جمع السلامة إيذانا بأنّ الخطوب في شدّة نكايتها بمنزلة العقلاء الذين لهم قصد وتعمّد.

(بلق ) (س) في حديث زيد «فَبُلِقَ الباب» أى فتح كله ، يقالبَلَقْتُهُ فَانْبَلَقَ.

(بلقع ) (ه) فيه «اليمين الكاذبة تدع الدياربَلَاقِع »البَلَاقِع جمعبَلْقَع وبَلْقَعَة وهى الأرض القفر التى لا شىء بها ، يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق. وقيل هو أن يفرّق الله شمله ويغيّر عليه ما أولاه من نعمه.

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «فأصبحت الأرض منىبَلَاقِع » ، وصفها بالجمع مبالغة ، كقولهم أرض سباسب ، وثوب أخلاق.

[ه] ومنه الحديث «شر النساءالبَلْقَعَة » أى الخالية من كل خير.

(بلل ) (ه) فيه «بُلُّوا أرحامكم ولو بالسّلام» أى ندّوها بصلتها. وهم يطلقون النّداوة على الصّلة كما يطلقون اليبس على القطيعة ، لأنهم لما رأوا بعض الأشياء يتّصل ويختلط بالنّداوة ، ويحصل بينهما التّجافي والتّفرّق باليبس استعارواالبَلَل لمعنى الوصل ، واليبس لمعنى القطيعة.

(س) ومنه الحديث «فإنّ لكم رحماسَأَبُلُّهَا بِبِلَالِهَا » أى أصلكم في الدنيا ولا أغنى عنكم من الله شيئا. والبِلَال جمعبَلَل. وقيل هو كلّ ما بلّ الحلق من ماء أو لبن أو غيره.

(ه) ومنه حديث طهفة «ما تبضّبِبِلَال » أراد به اللّبن. وقيل المطر.

__________________

(١) البرحين : بتثليث الباء. كما في القاموس.

١٥٣

(س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «إن رأيتبَلَلاً من عيش» أى خصبا ؛ لأنه يكون من الماء.

(ه) وفي حديث زمزم «هى لشارب حلّ وبِلٌ »البِلُ : المباح. وقيل الشّفاء ، من قولهمبَلَ من مرضه وأَبَلَ ، وبعضهم يجعله إتباعا لحلّ ، ويمنع من جواز الإتباع الواو.

(س) وفيه «من قدّر في معيشتهبَلَّهُ الله تعالى» أى أغناه. وفي كلام عليّ رضى الله تعالى عنه «فإن شكوا بانقطاع شرب أوبَالَّة » يقال لا تبلّك عندىبَالَّة ، أى لا يصيبك منى ندى ولا خير.

(س) وفي حديث المغيرة «بَلِيلَة الإرعاد» أى لا تزال ترعد وتهدّد. والبَلِيلَة : الرّيح فيها ندى ، والجنوبأَبَلُ الرّياح ، جعل الإرعاد مثلا للوعيد والتّهديد ، من قولهم أرعد الرجل وأبرق إذا تهدّد وأوعد.

(س) وفي حديث لقمان «ما شىءأَبَلُ للجسم من اللهو» هو شىء كلحم العصفور ، أى أشدّ تصحيحا وموافقة له.

وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنه كتب يستحضر المغيرة من البصرة : يمهل ثلاثا ثم يحضر علىبُلَّتِهِ » أى على ما فيه من الإساءة والعيب. وهو بضم الباء.

(ه) وفي حديث عثمان «ألست ترعىبَلَّتَهَا »البَلَّة نور العضاه قبل أن ينعقد.

(بلم ) (س) في حديث الدجّال «رأيتهبَيْلَمَانِيّا أقمر هجانا» أى ضخم منتفخ. ويروى بالفاء.

وفي حديث السقيفة «كقدّالأُبْلُمَة » أى خوصة المقل. وقد تقدّم في الهمزة.

(بلن ) ـ فيه «ستفتحون بلادا فيهابَلَّانَات » أى حمّامات. والأصل بلّالات فأبدل اللام نونا.

(بلور ) ـ في حديث جعفر الصادق «لا يحبّنا أهل البيت الأحدب الموجَّه ولا الأعورالبِلَّوْرَة » قال أبو عمر الزاهد : هو الذى عينه ناتئة ، هكذا شرحه ولم يذكر أصله.

(بله ) (س) في حديث نعيم الجنة «ولا خطر على قلب بشر ،بَلْهَ ما اطّلعتم عليه»بَلْهَ

١٥٤

من أسماء الأفعال بمعنى دع واترك ، تقولبَلْهَ زيدا. وقد يوضع موضع المصدر ويضاف ، فيقالبَلْهَ زيد ، أى ترك زيد. وقوله ما اطّلعتم عليه : يحتمل أن يكون منصوب المحلّ ومجروره على التّقديرين ، والمعنى : دع ما اطّلعتم عليه من نعيم الجنة وعرفتموه من لذّاتها.

(ه) وفيه «أكثر أهل الجنةالبُلْه » هو جمعالأَبْلَه وهو الغافل عن الشّر المطبوع على الخير(١) . وقيل هم الذين غلبت عليهم سلامة الصّدور وحسن الظنّ بالناس ؛ لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التّصرّف فيها ، وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها ، فاستحقّوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة. فأمّاالأَبْلَه وهو الذى لا عقل له فغير مراد في الحديث.

وفي حديث الزّبرقان «خير أولادناالأَبْلَه العقول» يريد أنّه لشدّة حيائه كالأبله وهو عقول.

(بلا ) ـ في حديث كتاب هرقل «فمشى قيصر إلى إيلياء لمّاأَبْلَاهُ الله تعالى» قال القتيبى : يقال من الخيرأَبْلَيْتُهُ أُبْلِيهِ إِبْلَاءً . ومن الشّربَلَوْتُهُ أَبْلُوهُ بَلَاءً . والمعروف أنالابْتِلَاء يكون في الخير والشّر معا من غير فرق بين فعليهما. ومنه قوله تعالى «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً » وإنّما مشى قيصر شكرا لاندفاع فارس عنه.

(س) ومنه الحديث «منأُبْلِيَ فذكر فقد شكر»الإِبْلَاء : الإنعام والإحسان ، يقالبَلَوْتُ الرجل وأَبْلَيْتُ عندهبَلَاءً حسنا. والابْتِلَاء في الأصل الاختبار والامتحان. يقالبَلَوْتُهُ وأَبْلَيْتُهُ وابْتَلَيْتُهُ.

ومنه حديث كعب بن مالك «ما علمت أحداأَبْلَاهُ الله أحسن ممّا أبلانى».

ومنه الحديث «اللهم لاتُبْلِنَا إلّا بالّتى هى أحسن» أى لا تمتحنّا.

وفيه «إنّما النّذر ماابْتُلِيَ به وجه الله تعالى» أى أريد به وجهه وقصد به.

(س) وفي حديث برّ الوالدين «أَبْلِ الله تعالى عذرا في برّها» أى أعطه وأبلغ العذر فيها إليه. المعنى أحسن فيما بينك وبين الله تعالى ببرّك إيّاها.

__________________

(١) أنشد الهروى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

أراد أنها غر ، لا دهاء لها.

١٥٥

وفي حديث سعد يوم بدر «عسى أن يعطى هذا من لايُبْلَى بلائى» أى لا يعمل مثل عملى في الحرب ، كأنه يريد أفعل فعلا أختبر فيه ، ويظهر به خيرى وشرى.

(س) وفي حديث أمّ سلمة «إنّ من أصحابى من لا يرانى بعد أن فارقنى. فقال لها عمر رضى الله عنهما : بالله أمنهم أنا؟ قالت : لا ، ولنأُبْلِيَ أحدا بعدك» أى لا أخبر بعدك أحدا. وأصله من قولهمأَبْلَيْتُ فلانا يمينا ، إذا حلفت له بيمين طيّبت بها نفسه. وقال ابن الأعرابى :أَبْلَى بمعنى أخبر.

(س) وفيه «وتبقى حثالة لايُبَالِيهِمُ اللهبَالَة » وفي رواية لا يبالى بهم الله بالة ، أى لا يرفع لهم قدرا ولا يقيم لهم وزنا. وأصلبَالَة بَالِيَة ، مثل عافاه الله عافية ، فحذفوا الياء منها تخفيفا كما حذفوا ألف لم أبل ، يقال مابَالَيْتُهُ ومابَالَيْتُ به ، أى لم أكترث به.

ومنه الحديث «هؤلاء في الجنة ولاأُبَالِي ، وهؤلاء في النار ولا أبالى» حكى الأزهرى عن جماعة من العلماء أن معناه لا أكره.

(س) ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما «ماأُبَالِيهِ بَالَة ».

(س) وفي حديث الرّجل مع عمله وأهله وماله «قال هو أقلّهم بهبَالَة » أى مُبَالاة.

[ه] وفي حديث خالد بن الوليد رضى الله عنه «أما وابن الخطاب حىّ فلا ، ولكن إذا كان الناس بذىبِلِّيٍ وذىبِلَّى » وفي رواية بذىبِلِّيَّان ، أى إذا كانوا طوائف وفرقا من غير إمام ، وكل من بعد عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذى بلىّ ، وهو من بلّ في الأرض إذا ذهب ، أراد ضياع أمور النّاس بعده.

وفي حديث عبد الرزاق «كانوا في الجاهلية يعقرون عند القبر بقرة أو ناقة أو شاة ويسمّون العقيرةالبَلِيَّة » ، كان إذا مات لهم من يعزّ عليهم أخذوا ناقة فعقلوها عند قبره فلا تعلف ولا تسقى إلى أن تموت ، وربّما حفروا لها حفيرة وتركوها فيها إلى أن تموت ، ويزعمون أن الناس يحشرون يوم القيامة ركبانا علىالبَلَايَا إذا عقلت مطاياهم عند قبورهم ، هذا عند من كان يقرّ منهم بالبعث.

(ه) وفي حديث حذيفة رضى الله عنه «لَتَبْتَلُنَ لها إماما أو لتصلّنّ وحدانا» أى لتختارنّ

١٥٦

هكذا أورده الهروى في هذا الحرف ، وجعل أصله منالابْتِلَاءِ : الاختبار ، وغيره ذكره في الباء والتاء واللام. وقد تقدّم ، وكأنّه أشبه. والله أعلم.

(باب الباء مع النون)

(بند ) (س) في حديث أشراط الساعة «أن تغزو الرّوم فتسير بثمانينبَنْداً »البَنْدُ : العلم الكبير وجمعهبُنُود .

(بنس ) (س) في حديث عمر رضى الله عنه «بَنِّسُوا عن البيوت لا تطمّ امرأة أو صبىّ يسمع كلامكم» أى تأخّروا لئلا يسمعوا ما يستضرّون به من الرّفق الجارى بينكم.

(بنن ) ـ في حديث جابر رضى الله عنه وقتل أبيه يوم أحد «ما عرفته إلّابِبَنَانِهِ »البَنَان : الأصابع. وقيل أطرافها ، واحدتهابَنَانَة .

(ه) وفيه «إن للمدينةبَنَّة »البَنَّة : الرّيح الطّيّبة ، وقد تطلق على المكروهة ، والجمعبِنَان.

(ه) ومنه حديث عليّ «قال له الأشعث بن قيس ما أحسبك عرفتنى يا أمير المؤمنين ، قال : بلى وإنى لأجدبَنَّة الغزل منك» أى ريح الغزل ، رماه بالحياكة. قيل كان أبو الأشعث يولع بالنّساجة.

(س) وفي حديث شريح «قال له أعرابى ـ وأراد أن يعجل عليه بالحكومة ـتَبَنَّنْ » أى تثبّت. وهو من قولهمأَبَنَ بالمكان إذا أقام فيه.

وفيه ذكر «بُنَانَة » ، وهى بضم الباء وتخفيف النّون الأولى : محلّة من المحالّ القديمة بالبصرة.

(بنها ) ـبِنْهَا هو بكسر الباء وسكون النون : قرية من قرى مصر بارك النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم في عسلها ، والناس اليوم يفتحون الباء.

(بنا ) ـ في حديث الاعتكاف «فأمربِبِنَائِهِ فقوّض» البناء واحدالأَبْنِيَة ، وهى البيوت التى

١٥٧

تسكنها العرب في الصحراء ، فمنها الطّراف ، والخباء ، والبِنَاء ، والقبّة ، والمضرب. وقد تكرر ذكره مفردا ومجموعا في الحديث.

وفي حديث أنس رضى الله عنه «كان أوّل ما أنزل الحجاب فيمُبْتَنَى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بزينب»الابْتِنَاء والبِنَاء : الدّخول بالزوجة. والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبّة ليدخل بها فيها ، فيقالبَنَى الرجل على أهله. قال الجوهرى : ولا يقال بنى بأهله. وهذا القول فيه نظر ، فإنه قد جاء في غير موضع من الحديث وغير الحديث. وعاد الجوهرى استعمله في كتابه. والمُبْتَنَى هاهنا يراد بهالابْتِنَاء ، فأقامه مقام المصدر.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «قال : يا نبىّ الله متىتَبْنِينِي » أى متى تدخلنى على زوجتى. وحقيقته متى تجعلنى أَبْتَنِي بزوجتى.

(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «ما رأيتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم متّقيا الأرض بشىء إلا أنى أذكر يوم مطر فإنّا بسطنا لهبِنَاء » أى نطعا ، هكذا جاء تفسيره. ويقال له أيضاالمَبْنَاة .

(س) وفي حديث سليمانعليه‌السلام «من هدمبِنَاء ربّه تبارك وتعالى فهو ملعون» يعنى من قتل نفسا بغير حق ؛ لأنّ الجسم بُنْيَان خلقه الله تعالى وركّبه.

(س) وفي حديث البراء بن معرور «رأيت أن لا أجعل هذهالبَنِيَّة منّى بظهر» يريد الكعبة. وكانت تدعى بنيّة إبراهيمعليه‌السلام ، لأنه بناها ، وقد كثر قسمهم بربّ هذه البنيّة.

(س) وفي حديث أبى حذيفة «أنهتَبَنَّى سالما» أى اتّخذه ابْناً ، وهو تفعّل من الابن.

(س) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «كنت ألعببالبَنَات » أى التّماثيل التى تلعب بها الصّبايا. وهذه اللفظة يجوز أن تكون من باب الباء والنون والتاء ، لأنها جمع سلامة لبنت على ظاهر اللفظ.

(ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنه سأل رجلا قدم من الثّغر فقال : هل شرب الجيش

١٥٨

فيالبُنَيَّات الصغار؟ قال : لا ، إن القوم ليؤتون بالإناء فيتداولونه حتى يشربوه كلّهم»البُنَيَّات هاهنا : الأقداح الصغار.

(س) وفيه «منبَنَى في ديار العجم فعمل نيروزهم ومهرجانهم حشر معهم» قال أبو موسى : هكذا رواه بعضهم. والصواب تنأ ، أى أقام. وسيذكر في موضعه.

(ه) وفي حديث المخنّث يصف امرأة «إذا قعدتتَبَنَّتْ » أى فرجّت رجليها لضخم ركبها ، كأنه شبّهها بالقبّة من الأدم ، وهىالمَبْنَاة لسمنها وكثرة لحمها. وقيل شبّهها بها إذا ضربت وطنّبت انفرجت ، وكذلك هذه إذا قعدت تربّعت وفرّجت رجليها.

(باب الباء مع الواو)

(بوأ ) (ه) فيه «أَبُوءُ بنعمتك علىّ وأَبُوءُ بذنبى» أى ألتزم وأرجع وأقرّ ، وأصلالبَوَاء الّلزوم.

(ه) ومنه الحديث «فقدبَاءَ به أحدهما» أى التزمه ورجع به.

ومنه حديث وائل بن حجر «إن عفوت عنهيَبُوء بإثمه وإثم صاحبه» أى كان عليه عقوبة ذنبه وعقوبة قتل صاحبه ، فأضاف الإثم إلى صاحبه ؛ لأن قتله سبب لإثمه. وفي رواية «إن قتله كان مثله» أى في حكمالبَوَاء وصارا متساويين لا فضل للمقتصّ إذا استوفي حقه على المقتصّ منه.

(ه) وفي حديث آخر «بُؤْ للأمير بذنبك» أى اعترف به.

(ه) وفيه «من كذب عليّ متعمّدافَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار» قد تكررت هذه اللفظة في الحديث ، ومعناها لينزل منزله من النار ، يقالبَوَّأَهُ الله منزلا ، أى أسكنه إيّاه ، وتَبَوَّأْتُ منزلا ، أى اتّخذته ، والمَبَاءَة : المنزل. ومنه الحديث «قال له رجل : أصلّى فيمَبَاءَة الغنم؟ قال : نعم» أى منزلها الذى تأوى إليه ، وهوالمُتَبَوَّأ أيضا.

(ه) ومنه الحديث «أنه قال في المدينة : هاهناالمُتَبَوَّأ ».

١٥٩

(ه) وفيه «عليكمبالبَاءَة » يعنى النّكاح والتّزوّج. يقال فيهالبَاءَة والبَاء ، وقد يقصر ، وهو منالمَبَاءة ، المنزل ؛ لأن من تزوّج امرأة بَوَّأَهَا منزلا. وقيل لأنّ الرجليَتَبَوَّأ من أهله ، أى يستمكن كما يتبوّأ من منزله.

ومنه الحديث الآخر «أن امرأة مات عنها زوجها فمرّ بها رجل وقد تزيّنتللبَاءَة ».

(س) وفيه «أنّ رجلابَوَّأَ رجلا برمحه» أى سدّده قبله وهيّأه له.

(س) وفيه «أنه كان بين حيّين من العرب قتال ، وكان لأحدهما طول على الآخر ، فقالوا لا نرضى حتى يقتل بالعبد منّا الحرّ منهم ، وبالمرأة الرجل ، فأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنيَتَبَاءَوْا » قال أبو عبيد : كذا قال هشيم ، والصوابيَتَبَاوَءُوا بوزن يتقاتلوا ، منالبَوَاء وهو المساواة ، يقالبَاوَأْتُ بين القتلى ، أى ساويت. وقال غيرهيَتَبَاءَوْا صحيح ، يقالبَاءَ به إذا كان كفؤا له. وهمبَوَاء ، أى أكفاء ، معناه ذوو بَوَاء.

(ه) ومنه الحديث «الجراحاتبَوَاء » أى سواء في القصاص ، لا يؤخذ إلّا ما يساويها في الجرح.

ومنه حديث الصادق «قيل له : ما بال العقرب مغتاظة على ابن آدم؟ فقال : تريدالبَوَاء » أى تؤذي كما تؤذى.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «فيكون الثّواب جزاء والعقاببَوَاء ».

(بوج ) (ه) فيه «ثم هبت ريح سوداء فيها برقمُتَبَوِّج » أى متألّق برعود وبروق ، منانْبَاجَ يَنْبَاج إذا انفتق.

(س) ومنه قول الشّمّاخ في مرثية عمر رضى الله عنه :

قضيت أمورا ثمّ غادرت بعدها

بَوَائِج في أكمامها لم تفتّق

البَوَائِج : الدّواهى ، جمعبَائِجَة .

(س) وفي حديث عمر «اجعلهابَاجاً واحدا» أى شيئا واحدا. وقد يهمز ، وهو فارسى معرّب.

١٦٠