النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5302
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5302 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

وفي حديث عمر «صلّى رجل فيتُبَّان وقميص»التُّبَّان سراويل صغير يستر العورة المغلّظة فقط ، ويكثر لبسه الملّاحون ، وأراد به ها هنا السّراويل الصغير.

(س) ومنه حديث عمار «أنه صلى فيتُبَّان وقال إنى ممثون» أى يشتكى مثانته.

وفي حديث عمرو بن معدى كرب «وأشربالتِّبْن من اللّبن»التِّبْن ـ بكسر التاء وسكون الباء ـ أعظم الأقداح يكاد يروى العشرين ، ثم الصّحن يروى العشرة ، ثم العسّ يروى الثلاثة ، والأربعة ، ثم القدح يروى الرجلين ، ثم القعب يروى الرجل.

(س) وفي حديث عمر بن عبد العزيز «أنه كان يلبس رداءمُتَبَّناً بالزعفران» أى يشبه لونه لونالتِّبْن.

(باب التاء مع التاء)

(تتر ) ـ في حديث أبى هريرة «لا بأس بقضاء رمضانتترى » أى متفرّقا غير متتابع ، والتاء الأولى منقلبة عن واو ، وهو من المواترة. والتّواتر : أن يجىء الشّىء بعد الشىء بزمان ، ويصرف تترى ولا يصرف ، فمن لم يصرفه جعل الألف للتأنيث كغضبى ، ومن صرفه لم يجعلها للتأنيث كألف معزى.

(باب التاء مع الجيم)

(تجر ) ـ فيه «إنالتُّجَّار يبعثون يوم القيامة فجّارا إلا من اتقى الله وبرّ وصدق» سماهم فجّارا لما في البيع والشراء من الأيمان الكاذبة والغبن والتّدليس والرّبا الذى لا يتحاشاه أكثرهم ، ولا يفطنون له ، ولهذا قال في تمامه : إلا من اتقى الله وبرّ وصدق. وقيل أصلالتَّاجِر عندهم الخمّار اسم يخصّونه به من بين التّجار. وجمعالتَّاجِرُ تُجَّارٌ بالضم والتشديد ، وتِجَار بالكسر والتخفيف ، وبالضم والتخفيف.

(س) ومنه حديث أبى ذرّ «كنا نتحدّث أنّالتَّاجِر فاجر».

١٨١

وفيه «منيَتَّجِرُ على هذا فيصلّى معه» هكذا يرويه بعضهم ؛ وهو يفتعل من التِّجَارَة لأنه يشترى بعمله الثواب ، ولا يكون من الأجر على هذه الرواية لأن الهمزة لا تدغم في التاء ؛ وإنما يقال فيه يأتجر وقد تقدّم ذكره.

(تجف ) ـ فيه «أعدّ للفقرتِجْفَافاً » التّجفاف ما يجلّل به الفرس من سلاح وآلة تقيه الجراح. وفرسمُجَفَّفٌ عليه تِجْفَاف. والجمعالتَّجَافِيف ، والتاء فيه زائدة. وإنما ذكرناه هاهنا حملا على لفظه.

(تجه ) ـ في حديث صلاة الخوف «وطائفةتُجَاه العدوّ» أى مقابلهم وحذاءهم ، والتاء فيه بدل من واو وِجَاه ، أى مما يلى وجوههم.

(باب التاء مع الحاء)

(تحت ) ـ فيه «لا تقوم الساعة حتى يهلك الوعول وتظهرالتُّحُوت »التُّحُوت : الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم لحقارتهم. وجعلتَحْتَ الذى هو ظرف نقيض فوق اسما فأدخل عليه لام التّعريف وجمعه. وقيل أراد بظهور التحوت ظهور الكنوز التى تحت الأرض.

ومنه حديث أبى هريرة ـ وذكر أشراط الساعة ـ فقال : «وإنّ منها أن تعلوالتُّحُوت الوعول» أى يغلب الضّعفاء من الناس أقوياءهم ، شبّه الأشراف بالوعول لارتفاع مساكنها.

(تحف ) ـ فيه «تُحْفَة الصائم الدّهن والمجمر» يعنى أنه يذهب عنه مشقة الصوم وشدّته. والتُّحْفَة : طرفة الفاكهة ، وقد تفتح الحاء ، والجمعالتُّحَف ثم تستعمل في غير الفاكهة من الألطاف والنّعص(١) قال الأزهرى : أصلتُحْفَة وحفة ، فأبدلت الواو تاء ، فيكون على هذا من حرف الواو.

ومنه حديث أبى عمرة في صفة التّمر «تُحْفَة الكبير وصمتة الصغير».

__________________

(١) يقال : ما أنعصه بشىء : أى ما أعطاه. (تاج العروس ـ نعص).

١٨٢

(س) ومنه الحديث «تُحْفَة المؤمن الموت» أى ما يصيب المؤمن في الدنيا من الأذى وما له عند الله من الخير الذى لا يصل إليه إلا بالموت ، ومنه قول الشاعر :

قد قلت إذ مدحوا الحياة فأسرفوا

في الموت ألف فضيلة لا تعرف

منها أمان عذابه بلقائه

وفراق كلّ معاشر لا ينصف

ويشبهه الحديث الآخر «الموت راحة المؤمن».

(تحا ) (ه) فيه «التَّحِيَّاتُ لله»التَّحِيَّاتُ جمعتَحِيَّة ، قيل أراد بها السلام ، يقالحَيَّاكَ الله : أى سلم عليك. وقيل :التَّحِيَّة المُلك. وقيل البقاء. وإنّما جُمِعَ التحية لأن ملوك الأرض يُحَيَّوْنَ بتحيَّات مختلفة ، فيقال لبعضهم أبيت اللّعن ، ولبعضهم أنعم صباحا ، ولبعضهم أسلم كثيرا ، ولبعضهم عش ألف سنة ، فقيل للمسلمين قولواالتَّحِيَّاتُ لله ، أى الألفاظ التى تدل على السلام والملك والبقاء هى لله تعالى. والتَّحِيَّةُ تفعلة من الحياة ، وإنما أدغمت لاجتماع الأمثال ، والهاء لازمة لها ، والتاء زائدة ، وإنما ذكرناها هاهنا حملا على ظاهر لفظها.

(باب التاء مع الخاء)

(تخذ ) ـ في حديث موسى والخضرعليهما‌السلام «قالَ لَوْ شِئْتَ ) لَتَخِذْتَ( عَلَيْهِ أَجْراً » يقال :تَخِذَ يَتْخَذُ ، بوزن سمع يسمع ، مثل أخذ يأخذ. وقرئ لتخذت و( لَاتَّخَذْتَ ) . وهو افتعل من تخذ فأدغم إحدى التاءين في الأخرى ، وليس من أخذ في شىء ، فإن الافتعال من أخذ ائتخذ ؛ لأنّ فاءها همزة والهمزة لا تدغم في التاء. وقال الجوهرى :الاتِّخَاذُ ، افتعال من الأخذ ، إلا أنه أدغم بعد تليين [الهمزة(١) ] وإبدال التاء ، ثم لما كثر استعماله بلفظ الافتعال توهموا أن التاء أصلية فبنوا منه فعل يفعل ، قالوا تخذ يتخذ ، وأهل العربية على خلاف ما قال الجوهرى.

(تخم ) [ه] فيه «ملعون من غيّرتُخُوم الأرض» أى معالمها وحدودها ، واحدهاتُخْم.

__________________

(١) الزيادة من ا.

١٨٣

وقيل أراد بها حدود الحرم خاصة. وقيل هو عامّ في جميع الأرض. وأراد المعالم التى يهتدى بها فى الطرق. وقيل هو أن يدخل الرجل في ملك غيره فيقتطعه ظلما. ويروىتَخُوم الأرض ؛ بفتح التاء على الإفراد ، وجمعهتُخُم بضم التاء والخاء.

(باب التاء مع الراء)

(ترب ) (س) فيه «احثوا في وجوه المدّاحينالتُرَاب » قيل أراد به الردّ والخيبة ، كما يقال للطالب المردود والخائب : لم يحصل في كفه غير التراب ، وقريب منه قولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «وللعاهر الحجر». وقيل أراد به التراب خاصّة ، واستعمله المقداد على ظاهره ، وذلك أنه كان عند عثمان فجعل رجل يثنى عليه ، وجعل المقداد يحثو في وجهه التراب ، فقال له عثمان : ما تفعل؟ فقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول «احثوا في وجوه المدّاحين التراب» وأراد بالمدّاحين الذين اتّخذوا مدح الناس عادة وجعلوه صناعة يستأكلون به الممدوح ، فأما من مدح على الفعل الحسن والأمر المحمود ترغيبا في أمثاله وتحريضا للناس على الاقتداء به في أشباهه فليس بمدّاح ، وإن كان قد صار مادحا بما تكلم به من جميل القول.

ومنه الحديث الآخر «إذا جاء من يطلب ثمن الكلب فاملأ كفّهتُرَاباً » يجوز حمله على الوجهين.

(ه) وفيه «عليك بذات الدّينتَرِبَتْ يداك»تَرِبَ الرجل ، إذا افتقر ، أى لصق بالتّراب. وأَتْرَبَ إذا استغنى ، وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به ، كما يقولون قاتله الله. وقيل معناها لله درّك. وقيل أراد به المثل ليرى المأمور بذلك الجدّ وأنه إن خالفه فقد أساء. وقال بعضهم هو دعاء على الحقيقة ، فإنه قد قال لعائشة رضى الله عنها :تَرِبَتْ يمينُك ؛ لأنه رأى الحاجة خيرا لها ، والأوّل الوجه ، ويعضده قوله :

(ه) في حديث خزيمة «أنعم صباحاتَرِبَتْ يداك» فإنّ هذا دعاء له وترغيب في استعماله ما تقدّمت الوصيّة به ، ألا تراه قال أنعم صباحا ، ثم عقبه بترتب يداك. وكثيرا ترد للعرب

١٨٤

ألفاظ ظاهرها الذمّ ، وإنما يريدون بها المدح كقولهم : لا أب لك ولا أمّ لك ، وهوت أمّه(١) ، ولا أرض لك ونحو ذلك.

(س) ومنه حديث أنس «لم يكن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سبّابا ولا فحّاشا ، كان يقول لأحدنا عند المعاتبة :تَرِبَ جبينه» قيل أراد به دعاء له بكثرة السّجود.

(س) فأمّا قوله لبعض أصحابه «تَرِبَ نحرُكَ» فقتل الرجل شهيدا ، فإنه محمول على ظاهره.

وفي حديث فاطمة بنت قيس «وأما معاوية فرجلتَرِبٌ لا مال له» أى فقير.

(س) وفي حديث عليّ «لئن وليت بنى أميّة لأنفضنّهم نفض القصّابالتِّرَاب الوذمة»التِّرَاب جمعتَرْب تخفيفتَرِب ، يريد اللحوم التى تعفّرت بسقوطها في التّراب ، والوذمة المنقطعة الأوذام ، وهى السّيور التى يشدّ بها عرى الدلو. قال الأصمعى : سألنى شعبة(٢) عن هذا الحرف ، فقلت : ليس هو هكذا ، إنما هو نفض القصّاب الوذام التّربة ، وهى التى قد سقطت في التّراب ، وقيل الكروش كلها تسمىتَرِبَة ؛ لأنها يحصل فيها التّراب من المرتع ، والوذمة التى أخمل باطنها ، والكروش وذمة لأنها مخملة ويقال لخملها الوذم. ومعنى الحديث : لئن وليتهم لأطهّرنّهم من الدّنس ، ولأطيّبنّهم بعد الخبث. وقيل أراد بالقصّاب السّبع ، والتِّرَابُ أصل ذراع الشاة ، والسّبع إذا أخذ الشاة قبض على ذلك المكان ثم نفضها.

(ه) وفيه «خلق اللهالتُّرْبَة يوم السبت» يعنى الأرض. والتُّرْب والتُّرَاب والتُّرْبَة واحد ، إلّا أنهم يطلقون التُّربة على التأنيث.

وفيه «أَتْرِبُوا الكتاب فإنه أنجح للحاجة» يقالأَتْرَبْتُ الشيءَ إذا جعلت عليه التراب.

__________________

(١) أنشد الهروى :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

قال : «فظاهره أهلكه الله. وباطنه لله دره. وهذا المعنى أراده الشاعر في قوله :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

أراد : لله درها ، ما أحسن عينيها. وأرد بالغرّ من أنيابها : سادات أهل بيتها.

(٢) الذى في ا واللسان : سألت شعبة فقال :

١٨٥

وفيه ذكر «التَّرِيبَة » وهى أعلى صدر الإنسان تحت الذّقن ، وجمعهاالتَّرَائب.

(س) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «كنّابتُرْبَان » هو موضع كثير المياه ، بينه وبين المدينة نحو خمسة فراسخ.

وفي حديث عمر رضى الله عنه ذكر «تُرَبَة » ، وهو بضم التاء وفتح الراء : واد قرب مكّة على يومين منها.

(ترث ) ـ في حديث الدعاء «وإليك مآبى ولكتُرَاثِي »التُّرَاثُ : ما يخلّفه الرجل لورثته ، والتاء فيه بدل من الواو ، وذكرناها هاهنا حملا على ظاهر لفظه.

(ترج ) (ه) فيه «نهى عن لبس القسّىّالمُتَرَّج » هو المصبوغ بالحمرة صبغا مشبعا.

(ترجم ) (ه) في حديث هرقل «إنه قاللِتَرْجُمَانِهِ »التُّرْجُمَان بالضم والفتح : هو الذىيُتَرْجِمُ الكلام ، أى ينقله من لغة إلى لغة أخرى. والجمعالتَّرَاجِم. والتاء والنون زائدتان. وقد تكرر في الحديث.

(ترح ) (س) فيه «ما من فرحة إلا وتبعهاتَرْحَة »التَّرَح ضدّ الفرح ، وهو الهلاك والانقطاع أيضا. والتَّرْحَة المرّة الواحدة.

(ترر ) (ه) في حديث ابن زمل «ربعة من الرجالتَارٌّ »التَّارُّ : الممتلئ البدن.تَرَّ يَتِرُّ تَرَارَةً .

(ه) وفي حديث ابن مسعود «أنه أتى بسكران فقالتَرْتِرُوه ومزمزوه» أى حرّكوه ليستنكه هل يوجد منه ريح الخمر أم لا. وفي رواية تلتلوه ، ومعنى الكلّ التّحريك.

(ترز ) (ه) في حديث مجاهد «لا تقوم الساعة حتى يكثرالتُّرَاز » هو بالضم والكسر : موت الفجأة. وأصله منتَرَزَ الشىء إذا يبس.

(س) ومنه حديث الأنصارى الذى كان يستقى لليهود «كل دلو بتمرة واشترط أن لا يأخذ تمرةتَارِزَة » أى حشفة يابسة. وكلّ قوىّ صلب يابستَارِزٌ . وسمّى الميّتتَارِزاً ليبسه.

١٨٦

(ترص ) (ه) فيه «لو وزن رجاء المؤمن وخوفه بميزانتَرِيص ما زاد أحدهما على الآخر»التَّرِيص ـ بالصاد المهملة ـ المحكم المقوّم. يقالأَتْرِصْ ميزانك فإنه شائل. وأَتْرَصْتَ الشىء وتَرَّصْتَهُ أى أحكمته ، فهومُتْرَص وتَرِيص.

(ترع ) (س ه) فيه «إن منبرى علىتُرْعَة منتُرَعِ الجنة»التُّرْعَة في الأصل : الروضة على المكان المرتفع خاصة ، فإذا كانت في المطمئنّ فهى روضة. قال القتيبى : معناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤدّيان إلى الجنة ، فكأنه قطعة منها. وكذا قوله :

في الحديث الآخر «ارتعوا في رياض الجنة» أى مجالس الذّكر.

وحديث ابن مسعود «من أراد أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ آل حم» وهذا المعنى من الاستعارة في الحديث كثير ، كقوله «عائد المريض في مخارف الجنة» و «الجنة تحت بارقة السيوف» و «تحت أقدام الأمّهات» أى إن هذه الأشياء تؤدى إلى الجنة. وقيلالتُّرْعَة الدّرجة. وقيل الباب. وفي رواية عليّتُرْعَة منتُرَعِ الحوض. وهو مفتح الماء إليه ، وأَتْرَعْتَ الحوض إذا ملأته.

(س) وحديث ابن المنتفق «فأخذت بخطام راحلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فماتَرَعَنِي »التَّرَع : الإسراع إلى الشىء ، أى ما أسرع إلىّ في النّهى. وقيلتَرَعَهُ عن وجهه : ثناه وصرفه.

(ترف ) ـ فيه «أوه لفراخ محمّد من خليفة يستخلف عتريفمُتْرَف »المُتْرَف : المتنعّم المتوسّع في ملاذّ الدنيا وشهواتها.

ومنه الحديث «إنّ إبراهيمعليه‌السلام فرّ به من جبّارمُتْرَف » وقد تكرر ذكره في الحديث.

(ترق ) (س) في حديث الخوارج «يقرأون القرآن لا يجاوزتَرَاقِيَهُمْ »التَّرَاقِي : جمعتَرْقُوَة ، وهى العظم الذى بين ثغرة النّحر والعاتق. وهماتَرْقُوَتَان من الجانبين. ووزنها فعلوة بالفتح. والمعنى أنّ قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها ، فكأنها لم تتجاوز حلوقهم. وقيل المعنى أنهم لا يعملون بالقرآن ولا يثابون على قراءته ، فلا يحصل لهم غير القراءة.

١٨٧

وفيه «أن في عجوة العاليةتِرْيَاقاً »التِّرْيَاق : ما يستعمل لدفع السّم من الأدوية والمعاجين ، وهو معرّب. ويقال بالدال أيضا.

(س) ومنه حديث ابن عمر «ما أبالى ما أتيت إن شربتتِرْيَاقاً » إنما كرهه من أجل ما يقع فيه من لحوم الأفاعى والخمر وهى حرام نجسة والتِّرْيَاق : أنواع ، فإذا لم يكن فيه شىء من ذلك فلا بأس به. وقيل الحديث مطلق ، فالأولى اجتنابه كلّه.

(ترك ) (ه) في حديث الخليلعليه‌السلام «أنه جاء إلى مكة يطالعتَرْكَتَهُ »التَّرْكَة ـ بسكون الراء ـ في الأصل بيض النعام ، وجمعهاتَرْك ، يريد به ولده إسماعيل وأمّه هاجر لما تركهما بمكة. قيل ولو روى بكسر الراء لكان وجها ، منالتَّرِكَة وهو الشىء المَتْرُوك. ويقال لبيض النّعام أيضاتَرِيكَة ، وجمعهاتَرَائِك.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «وأنتمتَرِيكَة الإسلام وبقيّة الناس».

(ه) وحديث الحسن «إن لله تعالىتَرَائِك في خلقه» أراد أمورا أبقاها الله تعالى في العباد من الأمل والغفلة حتى ينبسطوا بها إلى الدنيا. ويقال للرّوضة يغفلها الناس فلا يرعونها :تَرِيكَة .

(س) وفيه «العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمنتَرَكَهَا فقد كفر» قيل هو لمن تركها جاحدا. وقيل أراد المنافقين ؛ لأنّهم يصلّون رياء ، ولا سبيل عليهم حينئذ ، ولو تركوها في الظاهر كفروا. وقيل أرادبالتَّرْكِ تركها مع الإقرار بوجوبها ، أو حتّى يخرج وقتها ، ولذلك ذهب أحمد بن حنبل إلى أنه يكفر بذلك حملا للحديث على ظاهره. وقال الشافعى : يقتل بتركها ويصلّى عليه ويدفن مع المسلمين.

(ترمد ) ـ فيه «أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم كتب لحصين بن نضلة الأسدى كتابا أن لهتَرْمُد وكُتَيْفَة» هو بفتح التاء وضم الميم موضع في ديار بنى أسد ، وبعضهم يقوله : ثرمدا بفتح الثاء المثلثة والميم وبعد الدال المهملة ألف ، فأمّا تِرْمِذ بكسر التاء والميم فالبلد المعروف بخراسان.

١٨٨

(تره ) ـ فيه ذكر «التُّرَّهَات » ، وهى كناية عن الأباطيل ، واحدهاتُرَّهَة بضم التّاء وفتح الراء المشدّدة ، وهى فى الأصل الطّرق الصّغار المتشعّبة عن الطريق الأعظم.

وفيه «من جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان عليهتِرَةً »التِّرَة : النّقص. وقيل التّبعة. والتّاء فيه عوض من الواو المحذوفة ، مثل وعدته عدة. ويجوز رفعها ونصبها على اسم كان وخبرها. وذكرناه هاهنا حملا على ظاهره.

(ترا ) (س) في حديث أمّ عطية «كنا لا نعدّ الكدرة والصّفرة والتَّرِيَّة شيئا»التَّرِيَّة بالتشديد : ما تراه المرأة بعد الحيض والاغتسال منه من كدرة أو صفرة. وقيل هى البياض الذى تراه عند الطّهر. وقيل هى الخرقة التى تعرف بها المرأة حيضها من طهرها. والتاء فيها زائدة ؛ لأنه من الرؤية والأصل فيها الهمز ، ولكنهم تركوه وشدّدوا الياء فصارت اللفظة كأنها فعيلة ، وبعضهم يشدّد الراء والياء. ومعنى الحديث أنّ الحائض إذا طهرت واغتسلت ثم عادت رأت صفرة أو كدرة لم تعتدّ بها ولم يؤثر في طهرها.

(باب التاء مع السين)

(تسخن ) (ه) فيه «أمرهم أن يمسحوا علىالتَّسَاخِين » هى الخفاف ، ولا واحد لها من لفظها. وقيل واحدهاتَسْخَان وتِسْخِين وتَسْخَن ، والتاء فيها زائدة. وذكرناها هاهنا حملا على ظاهر لفظها قال حمزة الأصفهانى : أمّاالتَّسْخَان فتعريب تشكن ، وهو اسم غطاء من أغطية الرأس كان العلماء والموابذة يأخذونه على رؤوسهم خاصة. وجاء في الحديث ذكر العمائم والتَّسَاخِين ، فقال من تعاطى تفسيره : هو الخفّ ، حيث لم يعرف فارسية.

(تسع ) (ه) فيه «لئن بقيت إلى قابل لأصومنّتَاسُوعَاء » هو اليوم التَّاسِع من المحرّم ، وإنما قال ذلك كراهة لموافقة اليهود ، فإنهم كانوا يصومون عاشوراء وهو العاشر ، فأراد أن يخالفهم ويصوم التاسع. قال الأزهرى : أراد بتاسوعاء عاشوراء ؛ كأنه تأوّل فيه عشر ورد الإبل ، تقول العرب : وردت الإبل عشرا إذا وردت اليوم التاسع. وظاهر الحديث يدلّ على خلافه ؛ لأنه قد كان يصوم

١٨٩

عاشوراء وهو اليوم العاشر. ثم قال «لئن بقيت إلى قابل لأصومنّ تاسوعاء» فكيف يعد بصوم يوم قد كان يصومه!

(باب التاء مع العين)

(تعتع ) (س) فيه «حتى يأخذ للضعيف حقه غيرمُتَعْتَعٍ » بفتح التاء ، أى من غير أن يصيبه أذى يقلقله ويزعجه. يقالتَعْتَعَهُ فَتَتَعْتَعَ. و «غير» منصوب لأنه حال للضعيف.

ومنه الحديث الآخر «الذى يقرأ القرآن ويَتَتَعْتَعُ فيه» أى يتردّد فى قراءته ويتبلد فيها لسانه.

(تعر ) ـ فيه «منتَعَارّ من الليل» أى هبّ من نومه واستيقظ ، والتاء زائدة وليس بابه.

وفى حديث طهفة «ما طما البحر وقامتِعَار »تِعَار بكسر التاء : جبل معروف ، ويصرف ولا يصرف.

(تعس ) (ه) فى حديث الإفك «تَعِسَ مسطح» يقالتَعِسَ يَتْعَسُ ، إذا عثر وانكبّ لوجهه ، وقد تفتح(١) العين ، وهو دعاء عليه بالهلاك.

(ه) ومنه الحديث «تَعِسَ عبد الدّينار وعبد الدّرهم» وقد تكرر في الحديث.

(تعهن ) (س) فيه «كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بِتُعُهِّن » وهو قائل السّقيا. قال أبو موسى : هو بضم التاء والعين وتشديد الهاء موضع فيما بين مكة والمدينة. ومنهم من يكسر التّاء. وأصحاب الحديث يقولونه بكسر التاء وسكون العين.

(تعض ) ـ فيه «وأهدت لنا نوطا من التّعضوض» هو بفتح التاء : تمر أسود شديد الحلاوة ، ومعدنه هجر. والتاء فيه زائدة. وليس بابه.

__________________

(١) فى الهروى : وقال الفراء : تعست ـ بفتح العين ـ إذا خاطبت ، فإذا صرت إلى فعل قلت : تعس ، بكسر العين.

١٩٠

ومنه حديث وفد عبد القيس «أتسمّون هذاالتَّعْضُوضَ ».

وحديث عبد الملك بن عمير رضى الله عنه «واللهلَتَعْضُوضٌ كأنه أخفاف الرّباع أطيب من هذا».

(باب التاء مع الغين)

(تغب ) (ه) في حديث الزهرى «لا يقبل الله شهادة ذىتَغْبَة » هو الفاسد في دينه وعمله وسوء أفعاله. يقالتَغِبَ يَتْغَبُ تَغَباً إذا ملك فى دين أو دنيا. قال الزمخشرى : ويروىتَغِبَّة مشددا ، ولا يخلو أن يكون تفعلة من غبّب ، مبالغة في غبّ الشىء إذا فسد ، أو من غبّب الذئب الغنم إذا عاث فيها.

(تغر ) ـ في حديث عمر رضى الله عنه «فلا يبايع هو ولا الذى بايعهتَغِرَّةَ أن يقتلا» أى خوفا أن يقتلا ، وسيجىء مبينا في حرف الغين ، لأنّ التاء زائدة.

(باب التاء مع الفاء)

(تفث ) (ه) في حديث الحج ذكر «التَّفَثُ » وهو ما يفعله المحرم بالحج إذا حلّ ، كقصّ الشارب والأظفار ، ونتف الإبط ، وحلق العانة. وقيل هو إذهاب الشّعث والدّرن والوسخ مطلقا. والرجلتَفِثٌ. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفيه «فَتَفِثَتِ الدّماء مكانه» أى لطخته ، وهو مأخوذ منه.

(تفل ) ـ في حديث الحج «قيل يا رسول الله من الحاجّ؟ قال : الشّعثالتَّفِل »التَّفِل : الذى قد ترك استعمال الطيب. منالتَّفَل وهى الريح الكريهة.

(ه) ومنه الحديث «وليخرجن إذا خرجنتَفِلَات » أى تاركات للطّيب. يقال رجلتَفِلٌ وامرأةتَفِلَةٌ ومِتْفَال.

(ه) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «قم عن الشمس فإنّهاتَتْفِلُ الريح».

١٩١

وفيه «فَتَفَلَ فيه»التَّفْل : نفخ معه أدنى بزاق ، وهو أكثر من النّفث. وقد تكرر ذكره في الحديث.

(تفه ) ـ في الحديث «قيل يا رسول الله وما الرّويبضة؟ فقال : الرجلالتَّافِه ينطق في أمر العامّة»التَّافِه : الخسيس الحقير.

(ه) ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه يصف القرآن «لايَتْفَهُ ولا يتشانّ» هو من الشىء التَّافِه الحقير. يقالتَفِهَ يَتْفَهُ فهوتَافِهٌ.

ومنه الحديث «كانت اليد لا تقطع في الشىءالتَّافِهِ » وقد تكرر في الحديث.

(تفأ ) (س) فيه «دخل عمر فكلّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم دخل أبو بكر علىتَفِئَة ذلك» أى على أثره ، وفيه لغة أخرى على تئفة ذلك ، بتقديم الياء على الفاء ، وقد تشدّد. والتاء فيه زائدة على أنها تفعلة. وقال الزمخشرى : لو كانت تفعلة لكانت على وزن تهنئة ، فهى إذا لو لا القلب فعيلة ، لأجل الإعلال ولامها همزة.

(باب التاء مع القاف)

(تقد ) (ه) في حديث عطاء ، وذكر الحبوب التى تجب فيها الصدقة ، وعدّ فيها «التِّقْدَة » ، هى بكسر التاء : الكزبرة. وقيل الكرويا. وقد تفتح التاء وتكسر القاف. وقال ابن دريد : هى التّقردة ، وأهل اليمن يسمّون الأبزار : التّقردة.

(تقف ) ـ في حديث الزبير رضى الله عنه وغزوة حنين «ووقف حتىاتَّقَفَ الناس كلهم»اتَّقَفَ مطاوعوَقَفَ ، تقولوَقَفْتُ فَاتَّقَفَ ، مثل وعدته فاتّعد ، والأصل فيه اوتقف فقلبت الواو ياء لكونها وكسر ما قبلها ، ثم قلبت الياء تاء وأدغمت في تاء الافتعال. وليس هذا بابها.

(تقا ) (س) فيه «كنا إذا احمرّ البأساتَّقَيْنَا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم » أى جعلناه قدّامنا واستقبلنا العدوّ به وقمنا خلفه.

(س) ومنه الحديث الآخر «إنما الإمام جنّةيُتَّقَى به ويقاتل من ورائه» أى أنه يدفع به العدوّ ويتّقى بقوّته. والتاء فيها مبدلة من الواو ؛ لأن أصلها من الوقاية ، وتقديرها اوتقى ، فقلبت

١٩٢

وأدغمت ، فلما كثر استعماله توهّموا أن التاء من نفس الحرف فقالوااتَّقَى يَتَّقِى ، بفتح التاء فيهما ، وربما قالواتَقَى يَتْقِى ، مثل رمى يرمى.

ومنه الحديث «قلت وهل للسيف منتَقِيَّة ؟ قال نعم ، تقيّة على أقذاء ، وهدنة على دخن»التَّقِيَّة والتُّقَاةُ بمعنى ، يريد أنهم يتّقون بعضهم بعضا ويظهرون الصلح والاتفاق ، وباطنهم بخلاف ذلك.

(باب التاء مع الكاف)

(تكأ ) (س) فيه «لا آكلمُتَكِّئاً »المُتَّكِئُ في العربية كل من استوى قاعدا على وطاء متمكنا ، والعامة لا تعرف المتكىء إلّا من مال في قعوده معتمدا على أحد شقّيه ، والتاء فيه بدل من الواو ، وأصله من الوكاء وهو ما يشد به الكيس وغيره ، كأنه أوكأ مقعدته وشدّها بالقعود على الوطاء الذى تحته. ومعنى الحديث : إنى إذا أكلت لم أقعد متمكّنا فعل من يريد الاستكثار منه ، ولكن آكل بلغة ، فيكون قعودى له مستوفزا. ومن حمل الاتّكاء على الميل إلى أحد الشّقّين تأوّله على مذهب الطّب ، فإنه لا ينحدر في مجارى الطعام سهلا ، ولا يسيغه هنيئا ، وربّما تأذّى به.

(س) ومنه الحديث الآخر «هذا الأبيضالمُتَّكِئُ المرتفق» يريد الجالس المتمكن في جلوسه.

(س) ومنه الحديث «التُّكَأَةُ من النّعمة»التُّكَأَةُ ـ بوزن الهمزة ـ ما يتكأ عليه. ورجلتُكَأَةٌ كثير الاتّكاء. والتاء بدل من الواو ، وبابها حرف الواو.

(باب التاء مع اللام)

(تلب ) (س) فيه «فأخذتبِتَلْبِيبِهِ وجررته» يقاللَبَّبَهُ وأخذبِتَلْبِيبِهِ وتَلَابِيبِهِ إذا جمعت ثيابه عند صدره ونحره ثم جررته. وكذلك إذا جعلت في عنقه حبلا أو ثوبا ثم أمسكته به. والمُتَلَبِّبُ : موضع القلادة. واللَّبَّة : موضع الذبح ، والتاء في التّلبيب زائدة وليس بابه.

١٩٣

(تلتل ) ـ في حديث ابن مسعود رضى الله عنه «أتى بشارب فقالتَلْتِلُوه » هو أن يحرّك ويستنكه ليعلم هل شرب أم لا. وهو في الأصل السّوق بعنف.

(تلد ) [ه] في حديث ابن مسعود «آل حم منتِلَادِي » أى من أوّل ما أخذته وتعلّمته بمكة. والتَّالِد : المال القديم الذى ولد عندك ، وهو نقيض الطّارف.

ومنه حديث العباس «فهى لهمتَالِدَة بالدة» يعنى الخلافة. والبالد إتباع للتّاكد.

ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «أنها أعتقت عن أخيها عبد الرحمنتِلَاداً منتِلَادِهَا » فإنه مات في منامه. وفي نسخة تِلَاداً منأَتْلَادِهِ.

(ه) وفي حديث شريح «أن رجلا اشترى جارية وشرط أنّها مولّدة فوجدهاتَلِيدَة فردّها» قال القتيبى :التَّلِيدَة التى ولدت ببلاد العجم وحملت فنشأت ببلاد العرب ، والمولّدة التى ولدت ببلاد الإسلام. والحكم فيه إن كان هذا الاختلاف يؤثر في الغرض أو في القيمة وجب له الردّ وإلّا فلا.

(تلع ) ـ فيه «أنه كان يبدو إلى هذهالتِّلَاع »التِّلَاع : مسايل الماء من علو إلى سفل ، واحدهاتَلْعَة . وقيل هو من الأضداد ؛ يقع على ما انحدر من الأرض وأشرف منها.

(س) ومنه الحديث «فيجىء مطر لا يمنع منه ذنبتَلْعَة » يريد كثرته وأنه لا يخلو منه موضع.

والحديث الآخر «ليضربنّهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنبتَلْعَة ».

[ه] وفي حديث الحجاج في صفة المطر «وأدحضتالتِّلَاع » أى جعلتها زلقا تزلق فيها الأرجل.

وفي حديث عليّ رضى الله عنه «لقدأَتْلَعُوا أعناقهم إلى أمر لم يكونوا أهله فوقصوا دونه» أى رفعوها.

(تلعب ) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «زعم ابن النابغة(١) أنىتِلْعَابَة تمراحة ، أعافس وأمارس»التِّلْعَابَةُ والتِّلِعَّابَةُ بتشديد العين ، والتِّلْعِيبَة : الكثير اللعب والمرح. والتاء زائدة.

__________________

(١) يعنى عمرو بن العاص.

١٩٤

(س) ومنه الحديث الآخر «كان عليّ رضى الله عنهتِلْعَابَة ، فإذا فزع فزع إلى ضرس حديد».

(تلك ) ـ في حديث أبى موسى وذكر الفاتحة «فَتِلْكَ بِتِلْكَ» هذا مردود إلى قوله في الحديث «فإذا قرأ( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) فقولوا آمين يحبّكم الله» يريد أن آمين يستجاب بها الدعاء الذى تضمّنته السّورة أو الآية ، كأنه قال :فَتِلْكَ الدّعوة مضمّنةبِتِلْكَ الكلمة ، أو معلّقة بها. وقيل : معناه أن يكون الكلام معطوفا على ما يليه من الكلام وهو قوله : وإذا كبّر وركع فكبّروا واركعوا ، يريد أن صلاتكم متعلّقة بصلاة إمامكم فاتّبعوه ، وائتمّوا به ، فتلك إنما تصحّ وتثبت بتلك ، وكذلك باقى الحديث.

(تلل ) (ه) فيه «أتيت بمفاتيح خزائن الأرضفَتُلَّت في يدى» أى ألقيت. وقيل :التَلّ الصّب ، فاستعاره للإلقاء. يقالتَلَ يَتُلُ إذا صبّ ، وتَلَ يَتِلُ إذا سقط. وأراد ما فتحه الله تعالى لأمّته بعد وفاته من خزائن ملوك الأرض. ومنه الحديث الآخر «أنه أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره المشايخ ، فقال : أتأذن لى أن أعطى هؤلاء؟ فقال : والله لا أوثر بنصيبى منك أحدا ،فَتَلَّهُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في يده» أى ألقاه.

(ه) وفي حديث أبى الدرداء رضى الله عنه «وتركوكلِمَتَلِّكَ » أى لمصرعك ، من قوله تعالى( وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) أى صرعه وألقاه.

[ه] والحديث الآخر «فجاء بناقة كوماءفَتَلَّهَا » أى أناخها وأبركها.

(تلا ) (ه) في حديث عذاب القبر «فيقال له لا دريت ولاتَلَيْتَ » هكذا يرويه المحدّثون. والصواب «ولاائْتَلَيْتَ » وقد تقدّم في حرف الهمزة. وقيل معناه لا قرأت : أى لا تَلَوْتَ ، فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع دريت. قال الأزهرى : ويروى أتليت ، يدعو عليه أن لا تتلى إبله : أى لا يكون لها أولاد تتلوها.

(س) وفي حديث أبى حدرد «ما أصبحتأَتْلِيهَا ولا أقدر عليها» يقالأَتْلَيْتُ حقّى

١٩٥

عنده : أى أبقيت منه بقيّة ، وأَتْلَيْتُهُ : أحلته. وتَلِيَتْ لهتَلِيَّةٌ من حقّه وتُلَاوَة : أى بقيت له بقيّة.

(تلان ) ـ في حديث ابن عمر رضى الله عنهما «وسأله رجل عن عثمان وفراره يوم أحد ، وغيبته يوم بدر ، وبيعة الرّضوان ، فذكر عذره ، ثم قال : اذهب بهذاتَلَانَ معك» يريد الآن ، وهى لغة معروفة ؛ يزيدون التاء في الآن ويحذفون الهمزة الأولى ، وكذلك يزيدونها على حين فيقولون :تَلَانَ وتَحِينَ. قال أبو وجزة :

العاطفون تحين ما من عاطف

والمطعمون زمان ما من مطعم

وقال الآخر(١) :

وصلينا كما زعمت تَلَانَا

وموضع هذه الكلمة حرف الهمزة.

(باب التاء مع الميم)

(تمر ) (س) في حديث سعد «أسد فيتَامُورَتِهِ »التَّامُورَة هاهنا : عرين الأسد ، وهو بيته الذى يكون فيه ، وهى في الأصل الصّومعة ، فاستعارها للأسد. والتَّامُورَة والتَّامُور : علقة القلب ودمه ، فيجوز أن يكون أراد أنه أسد في شدّة قلبه وشجاعته.

(ه) وفي حديث النّخعى «كان لا يرىبالتَّتْمِير بأسا»التَّتْمِير : تقطيع اللحم صغاراكالتَّمْر وتجفيفه وتنشيفه ، أراد أنه لا بأس أن يتزوّده المحرم. وقيل أراد ما قدّد من لحوم الوحش قبل الإحرام.

(تمرح ) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «زعم ابن النّابغة أنى تلعابةتِمْرَاحَةٌ » هو من

__________________

(١) هو جميل بن معمر ، وصدر البيت :

*نولّي قبل نأي داري جمانا*

وبعده :

إنّ خير المواصلين صفاء

من يوافي خليله حيث كانا

(اللسان ـ تلن)

١٩٦

المَرَح ، والمَرَحُ : النشاط والخفّة ، والتاء زائدة ، وهو من أبنية المبالغة. وذكرناها هاهنا حملا على ظاهرها.

(تمم ) (س) فيه «أعوذ بكلمات اللهالتَّامَّات » إنما وصف كلامهبالتَّمَام لأنه لا يجوز أن يكون في شىء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس. وقيل : معنىالتَّمَام ها هنا أنها تنفع المتعوّذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه.

(س) ومنه حديث دعاء الأذان «اللهم ربّ هذه الدعوةالتَّامَّة » وصفها بالتمام لأنها ذكر الله تعالى ، ويدعى بها إلى عبادته ، وذلك هو الذى يستحق صفة الكمال والتمام.

وفي حديث عائشة رضى الله عنها «كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقوم ليلةالتَّمَام » هى ليلة أربع عشرة من الشهر ؛ لأن القمر يَتِمُّ فيها نوره. وتفتح تاؤه وتكسر. وقيل ليلالتِّمَام ـ بالكسر ـ أطول ليلة في السّنة(١) .

(ه) وفي حديث سليمان بن يسار «الجذعالتَّامّ التِّمّ يجزئ» يقالتِمّ وتَمّ بمعنى التّامّ. ويروى الجذعالتَّامّ التَّمَم ،فالتَّامّ الذى استوفي الوقت الذى يسمّى فيه جذعا وبلغ أن يسمى ثنيّا ، والتَّمَم التّامّ الخلق ، ومثله خلق عمم.

(س) وفي حديث معاوية «أنتَمَمْتَ على ما تريد» هكذا روى مخفّفا ، وهو بمعنى المشدّد ، يقالتَمَ على الأمر ، وتَمَمَ عليه بإظهار الإدغام : أى استمرّ عليه.

(س) وفيه «فَتَتَامَّتْ إليه قريش» أى جاءته متوافرة متتابعة.

وفي حديث أسماء رضى الله عنها «خرجت وأنامُتِمٌ » يقال امرأةمُتِمٌ للحامل إذا شارفت الوضع ، والتِّمَام فيها وفي البدر بالكسر ، وقد تفتح في البدر.

(ه) وفي حديث عبد الله رضى الله عنه «التَّمَائِم والرّقى من الشرك»التَّمَائِم جمعتَمِيمَة ، وهى خرزات كانت العرب تعلّقها على أولادهم يتّقون بها العين في زعمهم ، فأبطلها الإسلام.

ومنه حديث ابن عمر «وما أبالى ما أتيت إن تعلّقتتَمِيمَة ».

__________________

(١) عبارة اللسان : وليل التمام ـ بالكسر لا غير ـ أطول ما يكون من ليالى الشتاء.

١٩٧

والحديث الآخر «من علّقتَمِيمَة فلاأَتَمَ الله له» كأنهم كانوا يعتقدون أنها تمام الدّواء والشفاء ، وإنما جعلها شركا لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم ، فطلبوا دفع الأذى من غير الله الذى هو دافعه.

(تمن ) ـ في حديث سالم بن سبلان «قال : سألت عائشة رضى الله عنها وهى بمكان مِنْتَمَنٍ بسفح هرشى» هى بفتح التاء والميم وكسر النون المشددة : اسم ثنيّة هرشى بين مكة والمدينة.

(باب التاء مع النون)

(تنأ ) ـ في حديث عمر رضى الله عنه «ابن السبيل أحقّ بالماء منالتَّانِئ » أراد أن ابن السبيل إذا مرّ بركيّة عليها قوم مقيمون فهو أحقّ بالماء منهم ، لأنه مجتاز وهم مقيمون. يقالتَنَأَ فهوتَانِئ : إذا أقام في البلد وغيره.

(س) ومنه حديث ابن سيرين «ليسللتَّانِئَة شىء» يريد أن المقيمين في البلاد الذين لا ينفرون مع الغزاة ليس لهم في الفيء نصيب. ويريدبالتَّانِئَة الجماعة منهم ، وإن كان اللفظ مفردا وإنما التأنيث أجاز إطلاقه على الجماعة.

(س) ومنه الحديث «منتَنَأَ في أرض العجم فعمل نيروزهم ومهرجانهم حشر معهم».

(تنبل ) (س) في قصيد كعب بن زهير :

يمشون مشى الجمال الزّهر يعصمهم

ضرب إذا غرّد السّود التَّنَابِيل

التَّنَابِيل : القصار ، واحدهمتِنْبَل وتِنْبَال.

(تنخ ) (ه) في حديث عبد الله بن سلام «أنه آمن ومن معه من يهودفَتَنَخُوا على الإسلام» أى ثبتوا عليه وأقاموا. يقال :تَنَخَ بالمكانتُنُوخاً : أى أقام فيه. ويروى بتقديم النون على التاء : أى رسخوا.

١٩٨

(تنر ) (س) فيه «قال لرجل عليه ثوب معصفر : لو أنّ ثوبك فيتَنُّور أهلك أو تحت قدرهم كان خيرا» فذهب فأحرقه. وإنما أراد أنك لو صرفت ثمنه إلى دقيق تختبزه ، أو حطب تطبخ به كان خيرا لك. كأنه كره الثوب المعصفر. والتَّنُّور الذى يخبز فيه. يقال إنه في جميع اللغات كذلك.

(تنف ) (س) فيه «أنه سافر رجل بأرضتَنُوفَة »التَّنُوفَة : الأرض القفر. وقيل البعيدة الماء ، وجمعهاتَنَائِف. وقد تكرر ذكرها في الحديث.

(تنم ) (ه) في حديث الكسوف «فآضت كأنهاتَنُّومَة » هى نوع من نبات الأرض فيها وفي ثمرها سواد قليل.

(تنن ) (س [ه]) في حديث عمّار رضى الله عنه «إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تِنِّي وتِرْبِى»تِنُ الرجلِ مثله في السّنّ. يقال : همأَتْنَان ، وأتراب ، وأسنان.

(تنا ) [ه] في حديث قتادة «كان حميد بن هلال من العلماء ، فأضرّت بهالتِّنَاوَة » أراد التّناية ، وهى الفلاحة والزّراعة فقلب الياء واوا ، يريد أنه ترك المذاكرة ومجالسة العلماء ، وكان نزل قرية على طريق الأهواز. ويروى «النّباوة» بالنّون والباء : أى الشّرف.

(باب التاء مع الواو)

(توج ) (س) فيه «العمائمتِيجَان العرب»التِّيجَان جمعتَاج : وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجوهر. وقدتَوَّجْتَهُ إذا ألبستهالتَّاج ، أراد أن العمائم للعرب بمنزلة التيجان للملوك ؛ لأنهم أكثر ما يكونون في البوادى مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس ، والعمائم فيهم قليلة.

(تور ) (س) في حديث أم سليم رضى الله عنها «أنها صنعت حيسا فيتَوْرٍ » هو إناء من صفر أو حجارة كالإجّانة ، وقد يتوضأ منه.

ومنه حديث سلمان رضى الله عنه «لما احتضر دعا بمسك ، ثم قال لامرأته : أوحفيه فيتَوْر » أى اضربيه بالماء. وقد تكرر في الحديث.

١٩٩

(توس ) (س) في حديث جابر رضى الله عنه «كان منتُوس الحياء»التُّوس : الطبيعة والخلقة. يقال : فلان منتُوس صدق : أى من أصل صدق.

(توق ) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «ما لكتَتَوَّق في قريش وتدعنا»تَتَوَّق تفعّل ، منالتَّوْق وهو الشّوق إلى الشىء والنّزوع إليه ، والأصل تتتوّق بثلاث تاآت ، فحذف تاء الأصل تخفيفا ؛ أراد : لم تتزوّج في قريش غيرنا وتدعنا ، يعنى بنى هاشم. ويروى تنوّق بالنون ، وهو من التّنوّق في الشىء إذا عمل على استحسان وإعجاب به. يقال تنوّق وتأنّق.

(س) ومنه الحديث الآخر «إن امرأة قالت له : ما لكتَتَوَّق في قريش وتدع سائرهم».

(س) وفي حديث عبيد الله بن عمر رضى الله عنهما «كانت ناقة النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم مُتَوَّقَة » كذا رواه بالتاء ، فقيل له : ماالمُتَوَّقَة ؟ قال : مثل قولك فرس تئق : أى جواد. قال الحربى : وتفسيره أعجب من تصحيفه ، وإنما هى منوّقة ـ بالنون ـ وهى التى قد ريضت وأدّبت.

(تول ) (ه) في حديث عبد الله «التِّوَلَة من الشّرك»التِّوَلَة ـ بكسر التاء وفتح الواو ـ ما يحبّب المرأة إلى زوجها من السّحر وغيره ، جعله من الشّرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدّره الله تعالى.

(ه) وفي حديث بدر «قال أبو جهل : إن الله تعالى قد أراد بقريشالتُّوَلَة » هى بضم التاء وفتح الواو : الداهية ، وقد تهمز.

(س) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «أفتنا في دابّة ترعى الشجر وتشرب الماء في كرش لم تثّغر؟ قال : تلك عندنا الفطيم ، والتَّوْلَة ، والجذعة» قال الخطابى : هكذا روى ، وإنّما هو التّلوة ، يقال للجدى إذا فظم وتبع أمّه تلو والأنثى تلوة ، والأمّهات حينئذ المتالى ، فتكون الكلمة من باب تلا ، لا تول.

(توم ) (س) فيه «أتعجز إحداكنّ أن تتّخذتُومَتَيْنِ من فضة»التُّومَة مثل الدّرّة تصاغ من الفضّة ، وجمعهاتُوم وتُوَم.

(س) ومنه حديث الكوثر «ورضراضهالتُّوم » أى الدّرّ. وقد تكرر في الحديث.

(تو ) (ه) فيه «الاستجمارتَوٌّ ، والسّعىتَوٌّ ، والطوافتَوٌّ »التَّوُّ الفرد ؛ يريد أنه يرمى

٢٠٠