النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5355
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5355 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

(جحش) (ه) فيه «أنهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سقط من فرسفَجُحِشَ شقّه» أى انخدش جلده وانسحج(١) .

وفي حديث شهادة الأعضاء يوم القيامة «بعدا لكنّ وسحقا ، فعنكنّ كنتأُجَاحِشُ » أى أحامى وأدافع.

(جحظ ) (ه) في حديث عائشة ، تصف أباها رضى الله عنهما «وأنتم حينئذجُحَّظٌ تنتظرون العدوة»جُحُوظ العين : نتوءها وانزعاجها. والرجلجَاحِظ ، وجمعهجُحَّظ . تريد : وأنتم شاخصو الأبصار ، تترقّبون أن ينعق ناعق ، أو يدعو إلى وهن الإسلام داع.

(جحف) (ه) فيه «خذوا العطاء ما كان عطاء ، فإذاتَجَاحَفَتْ قريش الملك بينهم فارفضوه» يقالتَجَاحَفَ القوم في القتال : إذا تناول بعضهم بعضا بالسّيوف. يريد إذا تقاتلوا على الملك.

وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنه قال لعدىّ : إنّما فرضت لقومأَجْحَفَتْ بهم الفاقة» أى أفقرتهم الحاجة ، وأذهبت أموالهم.

(س) وفي حديث عمار رضى الله عنه «أنه دخل على أم سلمة رضى الله عنها ـ وكان أخاها من الرّضاعة ـفَاجْتَحَفَ ابنتها زينب من حجرها» أى استلبها. يقال :جَحَفْتُ الكرة من وجه الأرض ، واجْتَحَفْتُهَا .

(جحم) (س) فيه «كان لميمونة رضى الله عنها كلب يقال له مسمار ، فأخذه داء يقال لهالجُحَام ، فقالت : وا رحمتا لمسمار» هو داء يأخذ الكلب في رأسه ، فيكوى منه ما بين عينيه. وقد يصيب الإنسان أيضا.

وفيه ذكر «الجَحِيم » في غير موضع ، هو اسم من أسماء جهنم. وأصله ما اشتدّ لهبه من النّيران.

(جحمر ) (ه) في حديث عمر رضى الله عنه «إنّى امرأةجُحَيْمِر » هو تصغيرجَحْمَرِش بإسقاط الحرف الخامس ، وهى العجوز الكبيرة.

__________________

(١) في الدر النثير : «انسحج : أى انقشر. وهو قريب من الخدش. قاله الفارسى»

٢٤١

(باب الجيم مع الخاء)

(جخجخ ) (ه) فيه «إذا أردت العزّفَجَخْجِخْ في جشم» أى ناد بهم وتحوّل إليهم.

(جَخَ ) [ه] في حديث البراء «أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا سجدجَخَ » أى فتح عضديه عن جنبيه ، وجافاهما عنهما. ويروى جخّى بالياء ، وهو الأشهر ، وسيرد في موضعه.

(جخر ) (ه) في صفة عين الدّجال «ليس بناتئة ولاجَخْرَاء » قال الأزهرى :الجَخْرَاء : الضّيّقة التى لها غمص ورمص. ومنه قيل للمرأة جخراء ، إذا لم تكن نظيفة المكان. ويروى بالحاء المهملة. وقد تقدم.

(جخف ) ـ في حديث ابن عباس رضى الله عنهما «فالتفت إلىّ ـ يعنى الفاروق رضى الله عنه ـ فقال :جَخْفاً جخفا» أى فخرا فخرا ، وشرفا شرفا. ويروى جفخا ، بتقديم الفاء ، على القلب.

(ه) وفي حديث ابن عمر رضى الله عنهما «أنه نام وهو جالس حتى سمعتجَخِيفَه ، ثم صلّى ولم يتوضأ»الجَخِيف : الصّوت من الجوف ، وهو أشدّ من الغطيط.

(جخا ) (ه) فيه «كان إذا سجدجَخَّى » أى فتح عضديه وجافاهما عن جنبيه ، ورفع بطنه عن الأرض ، وهو مثل جخّ. وقد تقدم.

(ه) وفي حديث حذيفة رضى الله عنه «كالكوزمُجَخِّياً »المُجَخِّي : المائل عن الاستقامة والاعتدال ، فشبّه القلب الذى لا يعى خيرا بالكوز المائل الذى لا يثبت فيه شىء.

(باب الجيم مع الدال)

(جدب ) (س) فيه «وكانت فيهاأَجَادِب أمسكت الماء»الأَجَادِب : صلاب الأرض الّتى تمسك الماء فلا تشربه سريعا. وقيل هى الأرض التى لا نبات بها ، مأخوذ منالجَدْب ، وهو

٢٤٢

القحط ، كأنه جمعأَجْدُب ، وأَجْدُب ، جمعجَدْب ، مثل كلب وأكلب وأكالب. قال الخطابى : أمّاأَجَادِب فهو غلط وتصحيف ، وكأنه يريد أن اللفظة أجارد ، بالراء والدال ، وكذلك ذكره أهل اللغة والغريب. قال : وقد روى أحادب ، بالحاء المهملة. قلت : والذى جاء في الرواية أجادب بالجيم ، وكذلك جاء في صحيحى البخارى ومسلم.

وفي حديث الاستسقاء «هلكت الأموال وأَجْدَبَتِ البلاد» أى قحطت وغلت الأسعار. وقد تكرر ذكر الجدب في الحديث.

(ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنهجَدَبَ السّمر بعد العشاء» أى ذمّه وعابه. وكل عائبجَادِب (١)

(جدث ) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «فيجَدَثٍ ينقطع في ظلمته آثارها»الجَدَث : القبر ، ويجمع علىأَجْدَاث.

ومنه الحديث «نبوّئهمأَجْدَاثَهُمْ » أى ننزلهم قبورهم. وقد تكرر في الحديث.

(جدح ) (س) فيه «انزلفَاجْدَح لنا»الجَدَح : أن يحرّك السّويق بالماء ويخوّض حتى يستوى. وكذلك اللّبن ونحوه ، والمِجْدَح : عود مجنّح الرأس تساط به الأشربة ، وربّما يكون له ثلاث شعب.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «جَدَحُوا بينى وبينهم شربا وبيئا» أى خلطوا.

[ه] وفي حديث عمر رضى الله عنه «لقد استسقيتبِمَجَادِيح السماء»المَجَادِيح : واحدهامِجْدَح ، والياء زائدة للإشباع ، والقياس أن يكون واحدهامِجْدَاح ، فأمّامِجْدَح فجمعهمَجَادِح. والمِجْدَح : نجم من النجوم. وقيل هو الدّبران. وقيل هو ثلاثة كواكب كالأثافى ؛ تشبيها بالمجدح الذى له ثلاث شعب ، وهو عند العرب من الأنواء الدّالّة على المطر ، فجعل الاستغفار مشبّها بالأنواء ، مخاطبة لهم بما يعرفونه ، لا قولا بالأنواء. وجاء بلفظ الجمع لأنه أراد الأنواء جميعها التى يزعمون أنّ من شأنها المطر.

__________________

(١) أنشد الهروى لذى الرمة :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

أى لم يجد مقالا ، فهو يتعلل بالشىء القليل ، وليس بعيب.

٢٤٣

(جدجد ) (ه) فيه «فأتينا علىجُدْجُد متدمّن»الجُدْجُد بالضم : البئر الكثيرة الماء. قال أبو عبيد : إنما هو الجدّ ، وهو البئر الجيّدة الموضع من الكلأ.

(ه) وفي حديث عطاء «الجُدْجُد يموت في الوضوء قال : لا بأس به». هو حيوان كالجراد يصوّت في الليل. قيل : هو الصّرصر.

(جدد ) ـ في حديث الدعاء «تبارك اسمك وتعالىجَدُّكَ » أى علا جلالك وعظمتك. والجَدّ : الحظّ والسّعادة والغنى.

(ه) ومنه الحديث «ولا ينفع ذاالجَدّ منك الجدّ» أى لا ينفع ذا الغنى منك غناه ، وإنّما ينفعه الإيمان والطاعة.

[ه] ومنه حديث القيامة «وإذا أصحابالجَدّ محبوسون» أى ذوو الحظّ والغنى.

(ه) وحديث أنس رضى الله عنه «كان الرجل إذا قرأ سورة البقرة وآل عمرانجَدَّ فينا» أى عظم قدره وصار ذا جدّ.

وفي الحديث «كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذاجَدَّ في السّير جمع بين الصّلاتين» أى إذا اهتمّ به وأسرع فيه. يقالجَدَّ يَجُدُّ ويَجِدُّ ، بالضم والكسر. وجَدَّ به الأمر وأَجَدّ . وجَدَّ فيه وأَجَدَّ : إذا اجتهد.

ومنه حديث أحد «لئن أشهدنى الله معى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم قتال المشركين ليرينّ الله ماأُجِدُّ » أى ما أجتهد.

(ه) وفيه «أنه نهى عنجَدَادِ الليل»الجَدَاد بالفتح والكسر : صرام النخل ، وهو قطع ثمرتها. يقالجَدَّ الثّمرةيَجُدُّهَا جَدّاً . وإنّما نهى عن ذلك لأجل المساكين حتى يحضروا في النهار فيتصدّق عليهم منه(١) .

ومنه الحديث «أنه أوصىبِجَادّ مائة وسق للأشعريّين ، وبجادّ مائة وسق للشّيبيّين»الجَادّ : بمعنىالمَجْدُود : أى نخل يجدّ منه ما يبلغ مائة وسق.

__________________

(١) زاد الهروى : لقوله تعالى( وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ )

٢٤٤

(ه) ومنه حديث أبى بكر رضى الله عنه «قال لعائشة رضى الله عنها : إنّى كنت نحلتكجَادّ عشرين وسقا».

والحديث الآخر «من ربط فرسا فلهجَادّ مائة وخمسين وسقا» كان هذا في أوّل الإسلام لعزّة الخيل وقلتها عندهم.

(س) وفيه «لا يأخذنّ أحدكم متاع أخيه لاعباجَادّاً » أى لا يأخذه على سبيل الهزل ، ثم يحبسه فيصير ذلك جدّا. والجِدّ بكسر الجيم : ضدّ الهزل. يقال :جَدَّ يَجِدُّ جِدّاً .

ومنه حديث قس.

أَجِدَّكُمَا لا تقضيان كراكما

أى أبِجِدٍّ منكما ، وهو منصوب على المصدر.

(س) وفي حديث الأضاحى «لا يضحّىبِجَدَّاء »الجَدَّاء : ما لا لبن لها من كل حلوبة ، لآفة أيبست ضرعها. وتَجَدَّدَ الضّرع : ذهب لبنه. والجَدَّاء من النساء : الصغيرة الثدى.

(س) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه في صفة امرأة «قال : إنهاجَدَّاء » أى صغيرة الثّديين.

(س) وفي حديث أبى سفيان «جُدَّ ثديا أمّك» أى قطعا ، منالجَدّ : القطع ، وهو دعاء عليه.

(ه) وفي حديث ابن عمر رضى الله عنهما «كان لا يبالى أن يصلى في المكانالجَدَد » أى المستوى من الأرض.

ومنه حديث أسر عقبة بن أبى معيط «فوحل به فرسه فيجَدَد من الأرض».

(ه) وفي حديث ابن سيرين «كان يختار الصلاة علىالجُدّ إن قدر عليه»الجُدّ بالضم : شاطىء النّهر. والجُدَّة أيضا. وبه سمّيت المدينة التى عند مكة :جُدَّة .

(س) وفي حديث عبد الله بن سلام رضى الله عنه «وإذاجَوَادّ منهج عن يمينى»الجَوَادّ : الطّرق ، واحدهاجَادَّة ، وهى سواء الطريق ووسطه. وقيل هى الطّريق الأعظم التى تجمع الطّرق ولا بدّ من المرور عليها.

٢٤٥

(س) وفيه «ما علىجَدِيد الأرض» أى وجهها.

(س) وفي قصّة حنين «كإمرار الحديد على الطّستالجَدِيد » وصف الطّست وهى مؤنثة ، بالجديد وهو مذكر ، إمّا لأنّ تأنيثها غير حقيقى فأوّله على الإناء والظرف ، أو لأن فعيلا يوصف به المؤنث بلا علامة تأنيث ، كما يوصف به المذكّر ، نحو امرأة قتيل ، وكف خضيب. وكقوله تعالى( إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) .

(جدر ) (س) في حديث الزبير رضى الله عنه «أنّ النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال له : احبس الماء حتى يبلغالجَدْر » هو هاهنا المسنّاة. وهو ما رفع حول المزرعةكالجِدَار . وقيل هو لغة فيالجِدَار . وقيل هو أصل الجدار. وروىالجُدُر بالضم ، جمعجِدَار . ويروى بالذال. وسيجىء.

ومنه قوله لعائشة رضى الله عنها «أخاف أن يدخل قلوبهم أن أدخلالجَدْر في البيت» يريد الحجر ، لما فيه من أصول حائط البيت.

وفيه «الكمأةجُدَرِيّ الأرض» شبّهها بالجدرى ، وهو الحبّ الذى يظهر في جسد الصّبى لظهورها من بطن الأرض ، كما يظهر الجدرى من باطن الجلد ، وأراد به ذمّها.

(س) ومنه حديث مسروق «أتينا عبد الله فيمُجَدَّرِين ومحصّبين» أى جماعة أصابهمالجُدَرِيّ والحصبة : شبه الجدرى تظهر في جلد الصّغير.

وفيه ذكر «ذىالجَدْر » بفتح الجيم وسكون الدال : مسرح على ستّة أميال من المدينة كانت فيه لقاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما أغير عليها.

(جدس ) (ه) في حديث معاذ رضى الله عنه «من كانت له أرضجَادِسَة » هى الأرض التى لم تعمر ولم تحرث ، وجمعهاجَوَادِس.

(جدع ) (س) فيه «نهى أن يضحّىبِجَدْعَاء »الجَدْع : قطع الأنف ، والأذن ـ والشّفة ، وهو بالأنف أخصّ ، فإذا أطلق غلب عليه. يقال : رجلأَجْدَع ومَجْدُوع ، إذا كان مقطوع الأنف.

٢٤٦

ومنه حديث المولود على الفطرة «هل تحسّون فيها منجَدْعَاء » أى مقطوعة الأطراف ، أو واحدها. ومعنى الحديث : أن المولود يولد على نوع من الجبلّة ، وهى فطرة الله تعالى وكونه متهيّئا لقبول الحق طبعا وطوعا ، لو خلّته شياطين الإنس والجنّ وما يختار لم يختر غيرها ، فضرب لذلك الجمعاء والجدعاء مثلا. يعنى أن البهيمة تولد مجتمعة الخلق ، سويّة الأطراف ، سليمة من الجدع ، لو لا تعرّض الناس إليها لبقيت كما ولدت سليمة.

ومنه الحديث «أنه خطب على ناقتهالجَدْعَاء » هى المقطوعة الأذن ، وقيل لم تكن ناقته مقطوعة الأذن ، وإنما كان هذا اسما لها.

(س) والحديث الآخر «اسمعوا وأطيعوا وإن أمّر عليكم عبد حبشىّمُجَدَّع الأطراف» أى مقطّع الأعضاء. والتّشديد للتكثير.

وفي حديث الصديق رضى الله عنه «قال لابنه يا غنثرفَجَدَّعَ وسبّ» أى خاصمه وذمّه. والمُجَادَعَة : المخاصمة.

(جدف ) ـ فيه «لاتُجَدِّفُوا بنعم الله» أى تكفروها وتستقلّوها. يقال منهجَدَّفَ يُجَدِّفُ تَجْدِيفاً .

(ه) ومنه حديث كعب «شرّ الحديثالتَّجْدِيف » أى كفر النّعمة واستقلال العطاء.

(ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنه سأل رجلا استهوته الجنّ ، فقال : ما كان طعامهم؟ قال : الفول وما( لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ) . قال : فما كان شرابهم؟ قال :الجَدَف »الجَدَف بالتّحريك : نبات يكون باليمن لا يحتاج آكله معه إلى شرب ماء. وقيل : هو كلّ ما لا يغطّى من الشّراب وغيره وقال القتيبى : أصله من الجدف : القطع ، أراد ما يرمى به عن الشراب من زبد أو رغوة أو قذى ، كأنه قطع من الشّراب فرمى به ، هكذا حكاه الهروى عنه. والذى جاء في صحاح الجوهرى : أن القطع هو الجذف ، بالذال المعجمة ، ولم يذكره في الدال المهملة ، وأثبته الأزهرى فيهما.

(جدل ) ـ فيه «ما أوتى قومالجَدَل إلا ضلّوا»الجَدَل : مقابلة الحجّة بالحجّة. والمُجَادَلَة :

٢٤٧

المناظرة والمخاصمة. والمراد به في الحديث الجدل على الباطل ، وطلب المغالبة به. فأما الجدل لإظهار الحقّ فإنّ ذلك محمود ، لقوله تعالى( وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) .

(ه) وفيه «أنا خاتم النبيين في أمّ الكتاب ، وإنّ آدملَمُنْجَدِل في طينته» أى ملقى على علىالجَدَالَة ، وهى الأرض.

(ه) ومنه حديث ابن صيّاد «وهومُنْجَدِل في الشّمس».

(ه) وحديث عليّ «حين وقف على طلحة رضى الله عنهما فقال ـ وهو قتيل ـ أعزز عليّ أبا محمّد أن أراكمُجَدَّلاً تحت نجوم السماء» أى مرميّا ملقى على الأرض قتيلا.

(س) ومنه حديث معاوية «أنه قال لصعصعة : ما مرّ عليكجَدَّلْتَهُ » أى رميته وصرعته.

(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «العقيقة تقطعجُدُولاً لا يكسر لها عظم»الجُدُول جمعجِدْل ، بالكسر والفتح ، وهو العضو.

(س) وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنه كتب في العبد إذا غزا علىجَدِيلَتِهِ لا ينتفع مولاه بشىء من خدمته : فأسهم له»الجَدِيلَة : الحالة الأولى. يقال : القوم على جديلة أمرهم : أى على حالتهم الأولى. وركبجَدِيلَةَ رأيه : أى عزيمته. والجَدِيلَة : الناحية ، أراد أنه إذا غزا منفردا عن مولاه غير مشغول بخدمته عن الغزو.

ومنه قول مجاهد في تفسير قوله تعالى( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ ) قال «علىجَدِيلَتِهِ » : أى طريقته وناحيته. قال شمر : ما رأيت تصحيفا أشبه بالصّواب ممّا قرأ مالك بن سليمان ، فإنه صحّف قوله على جديلته فقال : على حدّ يليه.

وفي حديث البراء رضى الله عنه في قوله تعالى( قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ) قال :جَدْوَلاً ، وهو النّهر الصغير.

(جدا ) (ه) فيه «أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بِجَدَايَا وضغابيس» هى جمعجَدَايَة ، وهى من أولاد الظّباء ما بلغ ستّة أشهر أو سبعة ، ذكرا كان أو أنثى ، بمنزلة الجدى من المعز.

٢٤٨

ومنه الحديث الآخر «فجاءهبِجَدْي وجَدَايَة ».

[ه] وفي حديث الاستسقاء «اللهم اسقناجَداً طبقا»الجَدَا : المطر العامّ. ومنه أُخِذَجَدَا العطيّة والجَدْوَى.

(س) ومنه «شعر خفاف بن ندبة السّلمى يمدح الصدّيق رضى الله عنه :

ليس لشىء غير تقوى جَدَا

وكلّ خلق عمره للفنا

هو منأَجْدَى عليهيُجْدِي إذا أعطاه.

(س) ومنه حديث زيد بن ثابت رضى الله عنه «أنه كتب إلى معاوية يستعطفه لأهل المدينة ويشكو إليه انقطاع أعطيتهم والميرة عنهم ، وقال فيه : وقد عرفوا أنه ليس عند مروان مال يجادونه عليه» يقالجَدَا ، واجْتَدَى ، واسْتَجْدَى ، إذا سأل وطلب. والمُجَادَاة مفاعلة منه : أى ليس عنده مال يسألونه عليه.

[ه] وفي حديث سعد رضى الله عنه «قال : رميت يوم بدر سهيل بن عمرو فقطعت نساه ، فانثعبتجَدِيَّة الدم»الجَدِيَّة : أوّل دفعة من الدّم. ورواه الزمخشرى فقال : فانبعثتجَدِيَّة الدم ، أى سالت. وروى فاتّبعتجَدِيَّة الدم. قيل هى الطّريقة من الدم تتّبع ليقتفي أثرها.

(س) وفي حديث مروان «أنه رمى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل بسهم فشكّ فخذه إلىجَدْيَة السّرج»الجَدْيَة بسكون الدال(١) : شىء يحشى ثم يربط تحت دفّتى السّرج والرّحل ، ويجمع علىجَدَيَات وجَدًى بالكسر(٢) .

ومنه حديث أبى أيوب «أتى بدابّة سرجها نمور» فنزع الصّفة يعنى الميثرة ، فقيل :الجَدَيَات نمور ، فقال : إنما ينهى عن الصّفّة».

(باب الجيم مع الذال)

(جذب ) (س) فيه «أنهعليه‌السلام كان يحبّالجَذَب »الجَذَب بالتحريك : الجمّار ، وهو شحم النّخل ، واحدتهاجَذَبَة .

__________________

(١) وبكسرها مع تشديد الياء ، كما في القاموس.

(٢) في صحاح الجوهرى بالفتح ، وحكاه عنه في اللسان.

٢٤٩

(جذذ ) ـ فيه «أنه قال يوم حنين :جُذُّوهُم جَذّاً »الجَذُّ : القطع : أى استأصلوهم قتلا.

ومنه حديث مازن «فثُرتُ إلى الصّنم فكسرتُهأَجْذَاذاً » أى قطعا وكسرا ، واحدهاجَذٌّ .

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «أصول بيدجَذَّاء » أى مقطوعة ، كنى به عن قصور أصحابه وتقاعدهم عن الغزو ، فإنّ الجند للأمير كاليد ، ويروى بالحاء المهملة.

(ه) وفي حديث أنس «أنه كان يأكلجَذِيذَة قبل أن يغدو في حاجته» أراد شربة من سويق أو نحو ذلك ، سمّيت به لأنهاتُجَذُّ : أى تُدَقُّ وتُطْحَنُ.

(ه) ومنه حديث عليّرضي‌الله‌عنه «أنه أمر نوفا البِكاليّ أن يأخذ من مِزْوَدِهِجَذِيذاً ». وحديثه الآخر «رأيت عليّا رضى الله عنه يشربجَذِيذاً حين أفطر».

(جذر ) (س) في حديث الزبير رضى الله عنه : «احبس الماء حتّى يبلغالجَذْرُ » يريد مبلغ تمام الشّرب ، منجَذْرِ الحساب ، وهو بالفتح والكسر : أصل كلّ شىء. وقيل أراد أصل الحائط. والمحفوظ بالدال المهملة. وقد تقدم.

(ه) ومنه حديث حذيفة «نزلت الأمانة فيجَذْرِ قلوب الرّجال» أى في أصلها.

(س) وحديث عائشة رضى الله عنها «سألته عنالجَذْرِ قال : هو الشّاذَرْوَان الفارغ من البناء حول الكعبة».

(جذع ) (س) في حديث المبعث «أنّ ورقة بن نوفل قال : يا ليتنى فيهاجَذَعاً » الضّمير في فيها للنّبوّة : أى يا ليتنى كنت شابّا عند ظهورها ، حتى أبالغ في نصرتها وحمايتها. وجَذَعاً منصوب على الحال من الضّمير في فيها ؛ تقديره ليتنى مستقرّ فيهاجَذَعاً : أى شابّا. وقيل هو منصوب بإضمار كان ، وضعّف ذلك ؛ لأن كان النّاقصة لا تضمر إلا إذا كان في الكلام لفظ ظاهر يقتضيها ، كقولهم : إن خيرا فخير ، وإن شرّا فشرّ ؛ لأنّ إن تقتضى الفعل بشرطيّتها. وأصلالجَذَعِ من أسنان الدّوابّ ، وهو ما كان منها شابّا فتيّا ، فهو من الإبل ما دخل في السّنة الخامسة ، ومن البقر والمعز ما دخل في السّنة الثّانية ، وقيل البقر في الثالثة ، ومن الضأن ما تمّت له سنة ، وقيل أقل منها. ومنهم من يخالف بعض هذا في التّقدير.

٢٥٠

(ه س) ومنه حديث الضّحيّة «ضحّينا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجَذَعِ من الضّأن ، والثّنيّ من المعز» وقد تكررالجَذَعُ في الحديث.

(جذعم) (ه) في حديث عليّ رضى الله عنه «أسلم أبو بكر وأناجَذْعَمَةُ » وفي رواية «أسلمت وأناجَذْعَمَةُ » أراد وأناجَذَعٌ : أى حديث السّنّ ، فزاد في آخره ميما توكيدا ، كما قالوا زرقم وستهم(١) ، والهاء للمبالغة.

(جذل) (ه) فيه «يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ، ولا يبصرالجِذْلُ في عينه»الجِذْلُ بالكسر والفتح : أصل الشّجرة يقطع ، وقد يجعل العودجِذْلاً .

ومنه حديث التّوبة «ثم مرّتبِجِذْلِ شجرة فتعلّق به زمامها».

وحديث سفينة «أنه أشاط دم جزوربِجِذْلٍ » أى بعود.

(ه) وحديث السقيفة «أناجُذَيْلُهَا المِحَكَّك» هو تصغيرجِذْلٍ ، وهو العود الذى ينصب للإبل الجربى لتحتكّ به ، وهو تصغير تعظيم : أى أنا ممّن يستشفي برأيه كما تستشفي الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود.

(جذم ) ـ فيه «من تعلّم القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة وهوأَجْذَمُ » أى مقطوع اليد ، منالجَذْمِ : القطع.

(ه) ومنه حديث عليّرضي‌الله‌عنه «من نكث بيعته لقى الله وهوأَجْذَمُ ليست له يد» قال القتيبى :الأَجْذَمُ هاهنا الذى ذهبت أعضاؤه كلّها ، وليست اليد أولى بالعقوبة من باقى الأعضاء. يقال : رجلأَجْذَمُ ومَجْذُومٌ إذا تهافتت أطرافه منالجُذَام ، وهو الدّاء المعروف. قال الجوهرى : لا يقالللمَجْذُوم أَجْذَم. وقال ابن الأنبارى ردّا على ابن قتيبة : لو كان العقاب لا يقع إلّا بالجارحة الّتى باشرت المعصية لما عوقب الزّانى بالجلد والرّجم في الدّنيا ، وبالنّار في الآخرة. وقال ابن الأنبارى : معنى الحديث أنه لقي الله وهوأَجْذَمُ الحجّة ، لا لسان له يتكلّم ، ولا حجّة في يده. وقول عليّ رضى الله عنه : ليست له يد : أى لا حجّة له. وقيل معناه لقيه منقطع السّبب ، يدلّ عليه قوله : القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم ، فمن نسيه فقد قطع سببه. وقال الخطابى : معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الأعرابى ، وهو أن من نسى القرآن لقى الله خالى اليد من الخير صفرها من الثّواب ، فكنى باليد عمّا تحويه وتشتمل عليه من الخير. قلت : وفي تخصيص عليّ بذكر اليد معنى ليس في حديث

__________________

(١) للأزرق ، ولعظيم الاست. (اللسان ـ جذع)

٢٥١

نسيان القرآن ، لأن البيعة تباشرها اليد من بين الأعضاء ، وهو أن يضع المبايع يده في يد الإمام عند عقد البيعة وأخذها عليه.

(س) ومنه الحديث «كل خطبة ليست فيها شهادة فهى كاليدالجَذْمَاء » أى المقطوعة.

ومنه حديث قتادة في قوله تعالى( وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) قال : «انْجَذَمَ أبو سفيان بالعير» أى انقطع بها من الرّكب وسار.

(س) وفي حديث زيد بن ثابت «أنه كتب إلى معاوية : إن أهل المدينة طال عليهمالجَذْمُ والجَذْبُ» أى انقطاع المِيرَة عنهم.

وفيه «أنه قاللمَجْذُوم في وفد ثقيف : ارجع فقد بايعتك»المَجْذُومُ : الذى أصابهالجُذَام ، وهو الدّاء المعروف ، كأنه منجُذِمَ فهومَجْذُومٌ. وإنّما ردّه النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم لئلّا ينظر أصحابه إليه فيزدرونه ويرون لأنفسهم عليه فضلا فيدخلهم العجب والزّهو ، أو لئلّا يحزن المَجْذُوم برؤية النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه رضى الله عنهم ، وما فضلوا به عليه ، فيقلّ شكره على بلاء الله تعالى. وقيل لأن الجُذَام من الأمراض المعدية ، وكانت العرب تتطيّر منه وتتجنّبه ، فردّه لذلك ، أو لئلا يعرض لأحدهم جُذَام فيظنّ أن ذلك قد أعداه. ويعضد ذلك : الحديث الآخر «أنه أخذ بيدمَجْذُوم فوضعها مع يده في القصعة ، وقال : كل ثقة بالله وتوكّلا عليه» وإنما فعل ذلك ليعلم النّاس أن شيئا من ذلك لا يكون إلا بتقدير الله تعالى ، وردّ الأوّل لئلا يأثم فيه الناس ، فإنّ يقينهم يقصر عن يقينه.

(س) ومنه الحديث «لا تديموا النّظر إلىالمَجْذُومِين » لأنه إذا أدام النّظر إليه حقره ، ورأى لنفسه فضلا وتأذّى به المنظور إليه.

ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنه «أربع لا يَجُزْنُ في البيع ولا النّكاح : المجنونة ، والمَجْذُومَة ، والبرصاء ، والعفلاء.

(ه) وفي حديث الأذان «فَعَلَاجِذْم حائط فأذّن»الجِذْمُ : الأصل ، أراد بقيّة حائط أو قطعة من حائط.

(س) ومنه حديث حاطب «لم يكن رجل من قريش إلّا ولهجِذْمٌ بمكة» يريد الأهل والعشيرة.

٢٥٢

(ه س) وفيه «أنه أتى بتمر من تمر اليمامة ، فقال : ما هذا؟ فقيل :الجُذَامِيُ ، فقال اللهم بارك فيالجُذَامِيُ » قيل هو تمر أحمر اللّون.

(جذا ) (ه) فيه «مثل المنافق كالأرزةالمُجْذِيَةِ » هى الثّابتة المنتصبة. يقالجَذَتْ تَجْذُو ، وأَجْذَتْ تُجْذِي.

(س) ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما «فَجَذَا على ركبتيه» أى جثا ، إلّا أنّه بالذّال أدلّ على اللّزوم والثّبوت منه بالثّاء.

ومنه حديث فضالة «دخلت على عبد الملك بن مروان وقدجَذَا منخراه وشخصت عيناه ، فعرفنا فيه الموت» أى انتصب وامتدّ.

(س) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «مرّ بقوميُجْذُونَ حجرا» أى يشيلونه ويرفعونه. ويروى «وهميَتَجَاذَوْنَ مهراسا» المهراس : الحجر العظيم الذى تمتحن برفعه قوّة الرّجل وشدّته.

(باب الجيم مع الراء)

(جرأ ) ـ في حديث ابن الزبير رضى الله عنهما وبناء الكعبة «تركها ، حتى إذا كان الموسم وقدم الناس يريد أنيُجَرِّئَهُمْ على أهل الشّام» هو منالجَرَاءَةِ : الإقدام على الشىء ، أراد أن يزيد فيجَرَاءَتِهِمْ عليهم ومطالبتهم بإحراق الكعبة. ويروى بالحاء المهلة والباء ، وسيذكر في موضعه.

ومنه حديث أبى هريرة رضى الله عنه «قال فيه ابن عمر : لكنّهاجْتَرَأَ وجبنّا» يريد أنّه أقدم على الإكثار من الحديث عن النبىّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وجبنّا نحن عنه ، فكثر حديثه وقلّ حديثنا.

ومنه الحديث «وقومهجُرَآءُ عليه» بوزن عُلَمَاء ، جمعجَرِيء : أى متسلّطين عليه غير هائبين له. هكذا رواه وشرحه بعض المتأخرين. والمعروف حرآء ، بالحاء المهملة ، وسيجىء.

(جرب ) ـ في حديث قرّة المُزَنِيّ «قال أتيت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأدخلت يدى فيجُرُبَّانِهِ »الجُرُبَّانُ بالضم وتشديد الباء : جيب القميص ، والألف والنّون زائدتان.

٢٥٣

ومنه الحديث «والسّيف فيجُرُبَّانِهِ » أى في غمده.

وفيه ذكر «جُرَابٍ » بضم الجيم وتخفيف الرّاء بئر قديمة كانت بمكة.

وفي حديث الحوض «ما بين جنبيه كما بينجَرْبَاء وأذرح» هما قريتان بالشّام بينهما ثلاث ليال ، وكتب لهما النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم أمانا ، فأمّاجَرْبَة بالهاء ، فقرية بالمغرب لها ذكر في حديث رويفع بن ثابت.

(جرث ) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «أنه أباح أكلالجِرِّيثِ » وفي رواية أنه كان ينهى عنه ، هو نوع من السّمك يشبه الحيّات. ويقال له بالفارسية : المارماهى.

(جرثم ) (ه) فيه «الأَسْدُجُرْثُومَةُ العرب ، فمن أضلّ نسبه فليأتهم» الأَسْدُ بسكون السّين : الأزد ، فأبدل الزّاى سينا. والجُرْثُومَةُ : الأصل.

وفي حديث آخر «تميم بُرْثُمَتُهَا وجُرْثَمَتُهَا »الجُرْثُمَةُ : هىالجُرْثُومَةُ ، وجمعهاجَرَاثِيم.

[ه] ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «من سرّه أن يَتَقَحَّمَجَرَاثِيم جهنم فليقض في الجَدّ».

[ه] وفي حديث ابن الزبير «لما أراد هدم الكعبة وبناءها كانت في المسجدجَرَاثِيم » أى كان فيه أماكن مرتفعة عن الأرض مجتمعة من تراب أو طين ، أراد أنّ أرض المسجد لم تكن مستوية.

[ه] وفي حديث خزيمة «وعاد لها النِّقادمُجْرَنْثِماً » أى مجتمعا منقبضا. والنِّقاد : صغار الغنم. وإنّما تجمّعت من الجَدْب لأنها لم تجد مرعى تنتشر فيه ، وإنّما لم يقلمُجْرَنْثِمَة لأنّ لفظ النِّقاد لفظ الاسم الواحد ، كالجدار والخمار. ويروىمُتَجَرْثِماً ، وهو مُتَفَعْلِلٌ منه ، والتّاء والنّون فيه زائدتان.

(جرج ) ـ في مناقب الأنصار «وقُتِلَتْ سَرَوَاتُهُمْ وجُرِجُوا » هكذا رواه بعضهم بجيمين ، منالجَرَجِ : الاضطراب والقلق. يقالجَرِجَ الخاتم إذا جال وقلق ، والمشهور في الرواية جرحوا بالجيم والحاء ، من الجراحة.

٢٥٤

(جرجر ) (ه) فيه «الذى يشرب في إناء الذّهب والفضّة إنمايُجَرْجِرُ في بطنه نارَ جهنم» أى يحدر فيها نار جهنم. فجعل الشّرب والجرعجَرْجَرَةً ، وهى صوت وقوع الماء في الجوف. قال الزمخشرى : يروى برفع النار ، والأكثر النّصب ، وهذا القول مجاز ، لأنّ نار جهنم على الحقيقة لاتُجَرْجِرُ في جوفه ، والجَرْجَرَةُ : صوت البعير عند الضّجر ، ولكنّه جعل صوت جرع الإنسان للماء في هذه الأوانى المخصوصة ـ لوقوع النّهى عنها واستحقاق العقاب على استعمالها ـكجَرْجَرَةِ نار جهنم في بطنه من طريق المجاز ؛ هذا وجه رفع النار. ويكون قد ذكريُجَرْجِرُ بالياء للفصل بينه وبين النار. فأمّا على النّصب فالشّارب هو الفاعل ، والنّار مفعوله ، يقالجَرْجَرَ فلان الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت. فالمعنى كأنّما يجرع نار جهنم.

ومنه حديث الحسن «يأتي الحُبَّ فَيَكْتَازُ منه ثميُجَرْجِرُ قائما» أى يغترف بالكوز من الحبّ ، ثم يشربه وهو قائم.

والحديث الآخر «قوم يقرأون القرآن لا يجاوزجَرَاجِرَهُمْ » أى حُلُوقَهم ، سمّاهاجَرَاجِرَ لجَرْجَرَةِ الماء.

(جرجم ) (ه) في حديث قتادة ، وذكر قصّة قوم لوط «ثمجَرْجَمَ بعضها على بعض» أى أسقط. والمُجَرْجَمُ : المصروع.

ومنه حديث وهب «قال : قال طالوت لداودعليه‌السلام : أنت رجل جريء ، وفي جبالنا هذهجَرَاجِمَةٌ ) يَحْتَرِبُون النّاس» أى لصوص يَسْتَلِبُون الناس ويَنْهَبُونَهم.

(جرح ) ـ فيه «العجماءجَرْحُهَا جُبَار»الجَرْحُ هاهنا بفتح الجيم على المصدر لا غير ، قاله الأزهرى : فأماالجُرْحُ بالضم فهو الاسم.

(ه) ومنه حديث بعض التابعين «كثرت هذه الأحاديث واسْتَجْرَحَتْ » أى فسدت وقلّ صحاحها ، وهو اسْتَفْعَلَ ، منجَرَحَ الشّاهدَ إذا طعن فيه وردّ قوله. أراد أنّ الأحاديث كثرت حتى أحوجت أهل العلم بها إلىجَرْحِ بعض رواتها وردّ روايته.

__________________

(١) في الدر النثير : «وروى بالحاء أوله. وهو تصحيف». وانظر «حرج» فيما يأتى.

٢٥٥

(ه) ومنه قول عبد الملك بن مروان وعظتكم فلم تزدادوا على الموعظة إلااسْتِجْرَاحاً » أى إلّا ما يُكْسِبُكُمالجَرْح والطّعن عليكم.

(جرد ) [ه] في صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه كان أنورالمُتَجَرَّد » أى ماجُرِّدَ عنه الثّياب من جسده وكشف ، يريد أنه كان مشرق الجسد.

وفي صفته أيضا «أنهأَجْرَدُ ذو مسربة»الأَجْرَدُ الذى ليس على بدنه شعر ، ولم يكن كذلك ، وإنّما أراد به أنّ الشّعر كان في أماكن من بدنه ، كالمسربة ، والساعدين ، والسّاقين ، فإنّ ضدّالأَجْرَدِ الأشعر ، وهو الذى على جميع بدنه شعر.

(س) ومنه الحديث «أهل الجنةجُرْدٌ مُرْدٌ».

(س) وحديث أنس رضى الله عنه «أنه أخرج نعلينجَرْدَاوَيْنِ ، فقال : هاتان نعلا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم » أى لا شعر عليهما.

وفيه «القلوب أربعة : قلبأَجْرَدُ فيه مثل السراج يزهر» أى ليس فيه غلّ ولا غشّ ، فهو على أصل الفطرة ، فنور الإيمان فيه يزهر.

(ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه «تَجَرَّدُوا بالحج وإن لم تحرموا» أى تشبّهوا بالحاجّ وإن لم تكونوا حجّاجا. وقيل يقال :تَجَرَّدَ فلان بالحج إذا أفرده ولم يقرن(١) (ه) وفي حديث ابن مسعود رضى الله عنه «جَرِّدُوا القرآن ليربو فيه صغيركم ولا ينأى عنه كبيركم» أى لا تقرنوا به شيئا من الأحاديث ليكون وحده مفردا. وقيل : أراد أن لا يتعلّموا من من كتب الله شيئا سواه. وقيل أرادجَرِّدُوه من النقّط والإعراب وما أشبههما. واللام في ليربو من صلةجَرِّدُوا . والمعنى اجعلوا القرآن لهذا ، وخصّوه به واقصروه عليه دون النّسيان والإعراض عنه ، لينشأ على تعلّمه صغاركم ، ولا يتباعد عن تلاوته وتدبّره كباركم.

(ه) وفي حديث الشّراة «فإذا ظهروا بين النّهرين لم يطاقوا ، ثم يقلّون حتى يكون آخرهم لصوصاجَرَّادِين » أى يعرون الناس ثيابهم وينهبونها.

__________________

(١) في الدر النثير : «قلت : لم يحك ابن الجوزى ، والزمخشرى سواه ، قال في الفائق : أى جيئوا بالحج مجردا مفردا ، وإن لم تقرنوا الإحرام بالعمرة». انظر الفائق (جرد)

٢٥٦

(س) ومنه حديث الحجاج «قال لأنس :لَأُجَرِّدَنَّك كمايُجَرَّدُ الضّبّ» أى لأسلخنك سلخ الضّبّ ؛ لأنه إذا شوى جُرِّدَ من جلده. وروى «لَأَجْرُدَنَّكَ » بتخفيف الرّاء. والجَرْدُ : أخذ الشىء عن الشّىء جرفا وعسفا. ومنه سمّيالجَارُود ، وهى السّنة الشّديدة المحل ؛ كأنّها تهلك النّاس.

(س) ومنه الحديث «وبها سرحة سُرَّ تحتها سبعون نبيّا لم تعبل ولمتُجَرَّدْ » أى لم تصبها آفة تهلك ثمرتها ولا ورقها. وقيل هو من قولهمجُرِدَتِ الأرض فهىمَجْرُودَة : إذا أكلها الجَرَاد.

(س) وفي حديث أبى بكر رضى الله عنه «ليس عندنا من مال المسلمين إلّاجَرْدُ هذه القطيفة» أى التى انْجَرَدَ خملها وخلقت.

(س) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «قالت لها امرأة : رأيت أمّى في المنام وفي يدها شحمة ، وعلى فرجهاجُرَيْدَةٌ » تصغيرجَرْدَةٍ ، وهى الخرقة البالية.

(ه) وفي حديث عمر رضى الله عنه «إئتنىبجَرِيدَةٍ »الجَرِيدة : السّعفة ، وجمعهاجَرِيد .

(ه) ومنه الحديث «كتب القرآن فيجَرَائِد » جمعجَرِيدة .

وفي حديث أبى موسى رضى الله عنه «وكانت فيهاأَجَارِدُ أمسكت الماء» أى مواضعمُنْجَرِدَةٌ من النّبات. يقال : مكانأَجْرَدُ وأرضجَرْدَاء .

(ه) ومنه الحديث «تفتح الأرياف فيخرج إليها الناس ، ثم يبعثون إلى أهاليهم : إنكم في أرضجَرَدِيَّةٍ » قيل هى منسوبة إلىالجَرَدِ ـ بالتّحريك ـ وهى كل أرض لا نبات بها.

(س) وفي حديث ابن أبى حدرة «فرميته علىجُرَيْدَاء متنه» أى وسطه ، وهو موضع القفاالمُتَجَرِّدُ عن اللحم ، تصغيرالجَرْدَاء .

(س) وفي قصة أبى رغال «فغنّتهالجَرَادَتَان » هما مغنّيتان كانتا بمكة في الزّمن الأوّل مشهورتان بحسن الصّوت والغناء.

(جرذ ) (س) في الحديث ذكر «أمّجُرْذَان » هو نوع من التّمر كبار. قيل : إنّ

٢٥٧

نخله يجتمع تحته الفأر ، وهو الذى يسمّى بالكوفة الموشان ، يعنون الفار بالفارسيّة. والجُرْذَان جمعجُرَذ : وهو الذّكر الكبير من الفأر.

(جرر ) ـ فيه «قال يا محمّد بم أخذتنى؟ قال :بجَرِيرَة حلفائك»الجَرِيرَة : الجناية والذّنب ، وذلك أنه كان بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وبين ثقيف موادعة ، فلما نقضوها ولم ينكر عليهم بنو عقيل ، وكانوا معهم في العهد ، صاروا مثلهم في نقض العهد ، فأخذه بجَرِيرَتِهم. وقيل معناه أخذت لتدفع بكجَرِيرة حلفائك من ثقيف ، ويدل عليه أنه فدى بعد بالرجلين اللّذين أسرتهما ثقيف من المسلمين.

(ه) ومنه حديث لقيط «ثم بايعه على أن لايَجُرَّ عليه إلّا نفسه» أى لا يؤخذ بجَرِيرَة غيره من ولد أو والد أو عشيرة.

(ه) والحديث الآخر «لاتُجَارِّ أخاك ولا تشارِّه» أى لا تجنِ عليه وتلحق به جَرِيرَة ، وقيل معناه لا تماطله ، منالجَرِّ وهو أن تلويه بحقّه وتَجُرَّهُ من محلّه إلى وقت آخر. ويروى بتخفيف الراء ، من الجرى والمسابقة : أى لا تطاوله ولا تغالبه.

(س) ومنه حديث عبد الله «قال طعنت مسيلمة ومشى في الرمح ، فنادانى رجل : أنأَجْرِرْهُ الرّمح ، فلم أفهم. فنادانى : ألق الرمح من يديك» أى اترك الرمح فيه. يقالأَجْرَرْتُهُ الرمح إذا طعنته به فمشى وهويَجُرُّه ، كأنك أنت جعلته يَجُرُّهُ.

(س) ومنه الحديث «أَجِرَّ لي سراويلي» قال الأزهرى : هو منأَجْرَرْتُهُ رسنه : أى دع السّراويل علىّ أَجُرُّهُ. والحديث الأوّل أظهر فيه الإدغام على لغة أهل الحجاز ، وهذا أدغم على لغة غيرهم. ويجوز أن يكون لمّا سلبه ثيابه وأراد أن يأخذ سراويله قال : أَجِر لي سراويلي ، من الإجارة ، أى أبقه علىّ ، فيكون من غير هذا الباب.

(ه) ومنه الحديث «لا صدقة في الإبلالجَارَّة » أى التى تَجُرُّ بأزمّتها وتقاد ، فاعلة بمعنى مفعولة ، كأرض غامرة : أى مغمورة بالماء ، أراد ليس في الإبل العوامل صدقة.

(ه) ومنه حديث ابن عمر رضى الله عنهما «أنه شهد الفتح ومعه فرس حرون وجملجَرُور » هو الذى لا ينقاد ، فعول بمعنى مفعول.

وفيه «لو لا أن يغلبكم الناس عليها ـ يعنى زمزم ـ لنزعت معكم حتّى يؤثّرالجَرِير

٢٥٨

بظهرى»الجَرِير : حبل من أدم نحو الزّمام ، ويطلق على غيره من الحبال المضفورة.

ومنه الحديث «ما من عبد ينام بالليل إلّا على رأسهجَرِير معقود».

(س) والحديث الآخر «أنه قال له نُقَادة الأسدي : إنّي رجل مُغْفِل فأين أَسِمُ؟ قال : في موضعالجَرِير من السّالفة» أى في مقدّم صفحة العنق. والمغفل الذى لا وسم على إبله.

(س) والحديث الآخر «أنّ الصحابة نازعواجَرِير بن عبد الله رضى الله عنهم زمامه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : خلّوا بينجَرِير والجَرِير » أى دعوا له زمامه.

(ه) وحديث ابن عمر رضى الله عنهما «من أصبح على غير وتر أصبح وعلى رأسهجَرِير سبعون ذراعا».

(س) والحديث الآخر «أن رجلا كانيَجُرُّ الجَرِير فأصاب صاعين من تمر ، فتصدقّ بأحدهما» يريد أنه كان يستقى الماء بالحبل.

وفيه «هلمّجَرّاً » قد جاءت في غير موضع ، ومعناها استدامة الأمر واتّصاله. يقال كان ذلك عام كذا وهلمّجَرّاً إلى اليوم ، وأصله منالجَرِّ : السّحب. وانتصبجَرّاً على المصدر أو الحال.

(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «قالت : نصبت على باب حجرتى عباءة ، وعلىمَجَرِّ بيتى سترا»المَجَرُّ هو الموضع المعترض في البيت الذى توضع عليه أطراف العوارض ، ويسمّى الجائز.

(س) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «المَجَرَّةُ باب السماء»المَجَرَّةُ : هى البياض المعترض في السماء ، والنّسران من جانبيها.

وفيه «أنه خطب على ناقته وهى تقصعبجِرَّتِهَا »الجِرَّة : ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه ثم يبلعه. يقال :اجْتَرَّ البعيريَجْتَرُّ . والقصع : شدّة المضغ.

ومنه حديث أم معبد «فضرب ظهر الشّاةفاجْتَرَّتْ ودَرَّت».

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «لا يصلح هذا الأمر إلا لمن لا يحنق علىجِرَّتِهِ » أى لا يحقد على رعيّته. فضرب الجِرَّة لذلك مثلا.

(ه) وفي حديث الشُّبْرُم «أنه حارّجَارٌّ » :جَارٌّ إتباع لحارّ ، ومنهم من يرويه بارّ ، وهو إتباع أيضا.

٢٥٩

وفي حديث الأشربة «أنه نهى عن نبيذالجَرِّ ، وفي رواية ، نبيذالجِرَار »الجَرُّ والجِرَار : جمعجَرَّةٌ ، وهو الإناء المعروف من الفخّار ، وأراد بالنّهى عنالجِرَار المدهونة ؛ لأنها أسرع في الشّدّة والتّخمير.

[ه] وفي حديث عبد الرحمن «رأيته يوم أحد عندجَرِّ الجبل» أى أسفله.

(ه س) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «أنه سئل عن أكلالجِرِّيِ ، فقال : إنما هو شيء تحرّمه اليهود»الجِرِّيُ : بالكسر والتشديد : نوع من السّمك يشبه الحيّة ، ويسمّى بالفارسية : مارماهى.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «أنه كان ينهى عن أكلالجِرِّيِ والجرّيث».

وفيه «أن امرأة دخلت النار منجَرَّا هرّة» أى من أجلها.

(جرز ) ـ فيه «أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بينا هو يسير أتى على أرضجُرُزٍ مجدبة مثل الأيّم»الجُرُزُ : الأرض التى لا نبات بها ولا ماء.

ومنه حديث الحجاج ، وذكر الأرض ، ثم قال : «لتوجدنّجُرُزاً لا يبقى عليها من الحيوان أحد».

(جرس ) ـ فيه «جَرَسَتْ نحلُهُ العرفطَ» أى أكلتْ. يقال للنّحل :الجَوَارِس. والجَرْسُ في الأصل : الصّوت الخفىّ. والعرفط شجر.

(س) ومنه الحديث «فيسمعون صوتجَرْسِ طير الجنّة» أى صوت أكلها ، قال الأصمعى : كنت في مجلس شعبة ، فقال : يسمعون صوت جرش طير الجنة ، بالشين ، فقلت :جَرْسُ ، فنظر إلىّ وقال : خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منّا.

(س) ومنه الحديث «فأقبل القوم يَدِبّون ويخفونالجَرْسَ » أى الصّوت.

(س) وفي حديث سعيد بن جبير ، في صفة الصّلصال ، قال : «أرض خصبةجَرِسَةٌ »الجَرِسَةُ : الّتى تصوّت إذا حركت وقلبت.

(ه) وفي حديث ناقة النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «وكانت ناقةمُجَرَّسَة » أى مجرّبة مدرّبة

٢٦٠