النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5408
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5408 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

في الركوب والسير. والمُجَرَّسُ من الناس : الذى قد جرّب الأمور وخبرها.

(س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «قال له طلحة : قدجَرَّسَتْكَ الدّهور» أى حنكتك وأحكمتك ، وجعلتك خبيرا بالأمور مجرّبا. ويروى بالشين المعجمة بمعناه.

(س) وفيه «لا تصحب الملائكة رفقة فيهاجَرَسٌ » هو الجلجل الذى يعلّق على الدّوابّ ، قيل إنما كرهه لأنه يدلّ على أصحابه بصوته. وكانعليه‌السلام يحبّ أن لا يعلم العدوّ به حتى يأتيهم فجأة. وقيل غير ذلك.

(جرش ) (س) في حديث أبى هريرة رضى الله عنه «لو رأيتُ الوُعُولتَجْرُشُ ما بين لَابِتَيْهَا ما هِجْتُها» يعنى المدينة.الجَرْشُ : صوت يحصل من أكل الشىء الخشن ، أراد لو رأيتها ترعى ما تعرّضت لها ، لأن النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم حرّم صيدها. وقيل هو بالسين المهملة بمعناه. ويروى بالخاء والشين المعجمتين ، وسيأتى في بابه إن شاء الله تعالى.

وفيه ذكر «جُرَش » هو بضم الجيم وفتح الراء : مخلاف من مخاليف اليمن. وهو بفتحهما : بلد بالشام ، ولهما ذكر في الحديث.

(جرض ) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «هل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلّا علز القلق وغصصالجَرَضُ »الجَرَضُ بالتحريك : أن تبلغ الرّوح الحلق ، والإنسانجَرِيض. وقد تكرر في الحديث.

(جرع ) ـ في حديث المقداد رضى الله عنه «ما به حاجة إلى هذهالجُرْعَة » تروى بالضم والفتح ، فالضّمّ : الاسم من الشّرب اليسير ، والفتح : المرّة الواحدة منه. والضم أشبه بالحديث. ويروى بالزاى وسيجىء.

(س) وفي حديث الحسن بن على رضى الله عنهما «وقيل له في يوم حارّ :تَجَرَّعْ فقال : إنمايَتَجَرَّعُ أهل النّار»التَّجَرُّعُ : شرب في عجلة. وقيل هو الشّرب قليلا قليلا ، أشار به إلى قوله تعالى «يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ ».

وفي حديث عطاء «قال قلت للوليد : قال عمر وددت أنّى نجوت كفافا فقال : كَذَبْتَ ، فقلت : أو كُذِّبْتُ؟ فأَفْلَتُّ منهبِجُرَيْعَةِ الذّقن»الجُرَيْعَةِ تصغيرالجُرْعَة ، وهو آخر ما يخرج من النّفس

٢٦١

عند الموت ، يعنى أفلتّ بعد ما أشرفت على الهلاك ، أى أنه كان قريبا من الهلاك كقرب الجُرْعَة من الذّقن.

(س) وفي قصة العباس بن مرداس وشعره.

وكرّى على المهر بالأَجْرَعِ

الأَجْرَعُ : المكان الواسع الذى فيه حزونة وخشونة.

وفي حديث قس «بين صدورجِرْعَان » هو بكسر الجيم : جمعجَرَعَة بفتح الجيم والراء ، وهى الرّملة التى لا تنبت شيئا ولا تمسك ماء.

ومنه حديث حذيفة «جئت يومالجَرَعَة فإذا رجل جالس» أراد بها هاهنا اسم موضع بالكوفة كان به فتنة في زمن عثمان بن عفّان رضى الله عنه.

(جرف ) ـ في حديث أبى بكر رضى الله عنه «أنه كان يستعرض الناسبالجُرْفِ » هو اسم موضع قريب من المدينة ، وأصله ما تَجْرُفُهُ السّيول من الأودية. والجَرْفُ : أخذك الشىء عن وجه الأرض بالمِجْرَفَةِ. وقد تكرّر في الحديث.

(ه) وفي الحديث ذكر «الطّاعونالجَارِفُ » ، سمّىجَارِفاً لأنه كان ذريعا ،جَرَفَ النّاسَكَجَرْفِ السّيل.

(ه) وفيه «ليس لابن آدم إلّا بيت يكنّه ، وثوب يواريه ، وجِرَفُ الخبز» أى كِسَره ، الواحدةجِرْفَة ) ويروى باللام بدل الراء(٢) .

(جرم ) ـ فيه «أعظم المسلمين في المسلمينجُرْماً من سأل عن شىء لم يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ من أجل مسألته»الجُرْمُ : الذّنب. وقدجَرَمَ ، واجْتَرَمَ وتَجَرَّمَ.

(س) وفيه «لا تذهب مائة سنة وعلى الأرض عين تطرف ، يريدتَجَرُّم ذلك القرن». يقالتَجَرَّمَ ذلك القرن : أى انقضى وانصرم. وأصله منالجَرْمُ : القطع. ويروى بالخاء المعجمة من الخرم : القطع.

__________________

(١) في الدر النثير : قلت : زاد ابن الجوزى ضم الجيم في المفرد والجمع مع الراء واللام.

(٢) قال في الدر النثير : وفات المصنف مادة (جرل) وفي السير في غزوة الحديبية «سلك بهم طريقا وعرا أجرل» أى كثير الحجارة ، والجرل بفتحتين ، والجرول : الحجارة.

٢٦٢

[ه] وفي حديث قيس بن عاصم «لاجَرَمَ لأَفُلَّنَّ حدَّها» هذه كلمة ترد بمعنى تحقيق الشّىء. وقد اختلف في تقديرها ، فقيل : أصلها التّبرئة بمعنى لا بدّ ، ثم استعملت في معنى حقّا. وقيلجَرَمَ بمعنى كسب. وقيل بمعنى وجب وحقّ ، و «لا» ردّ لما قبلها من الكلام ، ثم يبتدأ بها ، كقوله تعالى( لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ ) أى ليس الأمر كما قالوا ، ثم ابتدأ فقال : وجب لهم النّار. وقيل في قوله تعالى( لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي ) أى لا يحملنّكم ويحدوكم. وقد تكررت في الحديث.

وفي حديث عليّ «اتقوا الصّبحة فإنها مجفرة منتنةلِلْجِرْمِ » قال ثعلب :الجِرْمُ : البدن.

ومنه حديث بعضهم «كان حسنالجِرْمُ » وقيلالجِرْمُ هنا : الصّوت.

(ه) وفيه «والذى أخرج العذق منالجَرِيمَةِ ، والنّار من الوثيمة»الجَرِيمَة : النواة.

(جرمز ) ـ في حديث عمر رضى الله عنه «أنه كان يجمعجَرَامِيزَهُ ويثب على الفرس» قيل هى اليدان والرّجلان ، وقيل هى جملة البدن ، وتَجَرْمَزَ إذا اجتمع.

(ه) ومنه حديث المغيرة «لمّا بعث إلى ذى الحاجبين قال : قالت لي نفسى لو جمعتجَرَامِيزَكَ فوثبت وقعدت مع العلج».

(ه) وحديث الشّعبىّ ، وقد بلغه عن عكرمة فتيا في طلاق ، فقال «جَرْمَزَ مولى ابن عباس» أى نكص عن الجواب ، وفرّ منه وانقبض عنه.

وحديث عيسى بن عمر «قال : أقبلتمُجْرَمِّزاً حتى اقْعَنْبَيْتُ بين يدى الحسن» أى تجمعّت وانقبضت. والاقعنباء : الجلوس.

(جرن ) ـ فيه «أنّ ناقتهعليه‌السلام تَلَحْلَحَتْ عند بيت أبى أيوب ، وأرزمتْ ، ووضعتْجِرَانَهَا »الجِرَانُ : باطن العنق.

(ه) ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «حتى ضرب الحقّبِجِرَانِهِ » أى قرّ قراره واستقام ، كما أن البعير إذا برك واستراح مدّ عنقه على الأرض. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفي حديث الحدود «لا قطع في ثمر حتى يُؤْوِيهالجَرِينُ » هو موضع تجفيف التّمر ، وهو له كالبيدر للحنطة ، ويجمع علىجُرُنٍ بضمّتين.

(س) ومنه حديث أبىّ مع الغول «أنه كان لهجُرُنٌ من تمر».

٢٦٣

(س) وحديث ابن سيرين في المحاقلة «كانوا يشترطون قمامةالجُرُنِ » وقد جمعجِرَانُ البعير علىجُرُن أيضا.

ومنه الحديث «فإذا جملان يصرفان ، فدنا منهما فوضعاجُرُنَهُمَا على الأرض».

(جرا ) ـ فيه «أنهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أُتِيَ بقناعجِرْوٍ »الجِرْوُ : صغار القثّاء. وقيل الرّمّان أيضا. ويجمع علىأَجْرٍ .

[ه] ومنه الحديث «أنه أُهْدِيَ لهأَجْرٍ زُغْبٌ» الزُّغْبُ : الذى زِئْبِرُهُ عليه(١) . والقِناع : الطّبق.

وفي حديث أم إسماعيلعليه‌السلام «فأرسلواجَرِيّاً » أى رسولا.

(ه) ومنه الحديث «قولوا بقولكم ولايَسْتَجْرِيَنَّكُمُ الشيطان» أى لا يستغلبنّكم فيتّخذكمجَرِيّاً : أى رسولا ووكيلا. وذلك أنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح ، فنهاهم عنه ، يريد : تكلّموا بما يحضركم من القول ، ولا تتكلفوه كأنكم وكلاء الشيطان ورسله ، تنطقون عن لسانه.

وفيه «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ؛ منها : صدقةجَارِيَة » أى دارّة متّصلة ، كالوقوف المرصدة لأبواب البرّ.

(ه) ومنه الحديث «الأرزاقجَارِيَةٌ » أى دارّة متّصلة.

وفي حديث الرياء «من طلب العلملِيُجَارِيَ به العلماء» أى يَجْرِي معهم في المناظرة والجدال ليظهر علمه إلى الناس رياء وسمعة.

ومنه الحديث «تَتَجَارَى بهم الأهواء كمايَتَجَارَى الكَلَب بصاحبه» أى يتواقعون في الأهواء الفاسدة ، ويتداعون فيها ، تشبيهابجَرْي الفرس. والكَلَبُ بالتحريك : داء معروف يعرض للكلب ، فمن عضّه قتله.

وفي حديث عمر رضى الله عنه «إذاأَجْرَيْتَ الماء على الماء أجزأ عنك» يريد إذا صببت الماء على البول فقد طهر المحلّ ، ولا حاجة بك إلى غسله ودلكه منه.

__________________

(١) الزئبر : ما يعلو الثوب الجديد ، مثل ما يعلو الخزّ. الصحاح (زبر).

٢٦٤

ومنه الحديث «وأمسك اللهجِرْيَة الماء» هي بالكسر : حالة الجَرَيَان.

ومنه «وعال قلم زكريّاالجِرْيَةُ ، وجَرَتْ الأقلام معجِرْيَةِ الماء» كلّ هذا بالكسر.

(باب الجيم مع الزاى)

(جزأ ) ـ فيه «من قرأجُزْءَهُ من الليل»الجُزْءُ : النّصيب والقطعة من الشىء ، والجمعأَجْزَاء . وجَزَأْتُ الشّيءَ : قسمته ، وجَزَّأْتُهُ للتّكثير.

ومنه الحديث «الرّؤيا الصّالحةجُزْءٌ من ستّة وأربعينجُزْءاً من النّبوّة» وإنما خصّ هذا العدد لأن عمر النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في أكثر الروايات الصحيحة ـ كان ثلاثا وستّين سنة ، وكانت مدّة نبوّته منها ثلاثا وعشرين سنة ؛ لأنه بعث عند استيفاء الأربعين ، وكان في أوّل الأمر يرى الوحى في المنام ، ودام كذلك نصف سنة ، ثم رأى الملك في اليقظة ، فإذا نسبت مدّة الوحى في النّوم ـ وهى نصف سنة ـ إلى مدّة نبوّته ، وهى ثلاث وعشرون سنة ، كانت نصفجُزْءٍ من ثلاثة وعشرين جُزْءاً. وذلكجُزْءٌ واحد من ستّة وأربعينجُزْءاً . وقد تعاضدت الروايات في أحاديث الرّؤيا بهذا العدد ، وجاء في بعضها «جُزْءٌ من خمسة وأربعين جُزْءاً» ووجه ذلك أن عمرهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يكن قد استكمل ثلاثا وستين ، ومات في أثناء السّنة الثالثة والسّتين ، ونسبة نصف السّنة إلى اثنتين وعشرين سنة وبعض الأخرى نسبةجُزْءٍ من خمسة وأربعينجُزْءاً . وفي بعض الروايات «جُزْءٌ من أربعين» ويكون محمولا على من روى أن عمره كان ستّين سنة ، فيكون نسبة نصف سنة إلى عشرين سنة كنسبة جُزْءٍ إلى أربعين.

ومنه الحديث «الهدى الصالح والسّمت الصالحجُزْءٌ من خمسة وعشرينجُزْءاً من النّبوّة» أى إن هذه الخلال من شمائل الأنبياء ، ومن جملة الخصال المعدودة من خصالهم ، وأنّها جُزْءٌ معلوم من أَجْزَاء أفعالهم ، فاقتدوا بهم فيها وتابعوهم [عليها](١) وليس المعنى أن النّبوّة تَتَجَزَّأُ ، ولا أنّ من جمع هذه الخلال كان فيهجُزْءٌ من النبوّة ، فإن النبوّة غير مكتسبة. ولا مجتلبة بالأسباب ، وإنّما هى كرامة من الله تعالى. ويجوز أن يكون أراد بالنبوّة هاهنا ما جاءت به النبوّة ودعت إليه من الخيرات.

__________________

(١) الزيادة من أ

٢٦٥

أى إن هذه الخلال جُزْءٌ من خمسة وعشرين جُزْءاً مما جاءت به النبوّة ودعا إليه الأنبياء.

ومنه الحديث «أنّ رجلا أعتق ستّة مملوكين عند موته لم يكن له مال غيرهم ، فدعاهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فَجَزَّأَهُمْ أثلاثا ، ثم أقرع بينهم ، فأعتق اثنين وأرقّ أربعة»

أى فرّقهم أَجْزَاءً ثلاثة ، وأرادبالتَّجْزِئَةِ أنه قسمهم على عبرة القيمة دون عدد الرّؤوس ، إلّا أنّ قيمتهم تساوت فيهم فخرج عدد الرءوس مساويا للقيم. وعبيد أهل الحجاز إنّما هم الزّنوج والحبش غالبا ، والقيم فيهم متساوية أو متقاربة ، ولأنّ الغرض أن تنفذ وصيّته في ثلث ماله ، والثّلث إنما يعتبر بالقيمة لا بالعدد. وقال بظاهر الحديث مالك والشافعي وأحمد. وقال أبو حنيفةرحمهم‌الله : يعتق ثلث كلّ واحد منهم ، ويستسعى في ثلثيه.

وفي حديث الأضحية «ولنتُجْزِئَ عن أحد بعدك» أى لن تكفى ، يقالأَجْزَأَنِي الشىء : أى كفانى ، ويروى بالياء ، وسيجيء.

(س) ومنه الحديث «ليس شىءيُجْزِئُ من الطّعام والشراب إلا اللّبن» أى ليس يكفى ، يقالجَزَأَتِ الإبلُ بالرّطب(١) عن الماء : أى اكتفت.

وفي حديث سهل «ماأَجْزَأَ منّا اليوم أحد كماأَجْزَأَ فلان» أى فعل فعلا ظهر أثره ، وقام فيه مقاما لم يقمه غيره ولا كفى فيه كفايته. وقد تكررت هذه اللفظة في الحديث.

(س) وفيه «أنهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أُتِيَ بقناعجَزْءٍ » قال الخطّابى : زعم راويه أنه اسم الرّطب عند أهل المدينة ، فإن كان صحيحا فكأنهم سمّوه بذلك للاجْتِزَاءِ به عن الطّعام ، والمحفوظ «بقناع جرو» بالراء وهو القثّاء الصّغار. وقد تقدم.

(جزر ) ـ فيه ذكر «الجَزُورِ » في غير موضع ،الجَزُورُ : البعير ذكرا كان أو أنثى ، إلا أنّ اللّفظة مؤنثة ، تقول هذهالجَزُوُ ر ، وإن أردت ذكرا ، والجمعجُزُرٌ وجَزَائِر .

ومنه الحديث «أن عمر رضى الله عنه أعطى رجلا شكا إليه سوء الحال ثلاثة أنيابجَزَائِر ».

__________________

(١) الرطب : الرّعى الأخضر من البقل والشجر ، وتضم الطاء وتسكن. القاموس (رطب)

٢٦٦

ومنه الحديث «أنه بعث بعثا فمرّوا بأعرابىّ له غنم ، فقالواأَجْزِرْنَا » أى أَعْطِنَا شاة تصلُحُ للذّبح.

[ه] والحديث الآخر «فقال : يا راعيأَجْزِرْنِي شاة».

وحديث خوّات «أبشربجَزْرَةٍ سمينة» أى شاة صالحة لأن تُجْزَرَ : أى تذبح للأكل.

يقال :أَجْزَرْتُ القوم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها ، ولا يقال إلّا في الغنم خاصّة.

ومنه حديث الضحية «فإنما هىجَزْرَةٌ أطعمها أهلَهُ» وتجمع علىجَزَر بالفتح.

ومنه حديث موسىعليه‌السلام والسّحرة «حتّى صارت حبالهم للثّعبانجَزَراً » وقد تكسر الجيم.

ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة «لا تأخذوا منجَزَرَاتِ أموال النّاس» أى ما يكون قد أعدّ للأكل ، والمشهور بالحاء المهملة.

وفيه «أنه نهى عن الصّلاة فيالمَجْزِرَةِ والمقبرة»المَجْزِرَةُ (١) : الموضع الذى تنحر فيه الإبل وتذبح فيه البقر والشّاء ، نهى عنها لأجل النّجاسة التى فيها من دماء الذّبائح وأرواثها ، وجمعهاالمَجَازِرُ .

[ه] ومنه حديث عمر رضى الله عنه «اتّقوا هذهالمَجَازِرَ فإن لها ضَرَاوة كضراوة الخمر» نهى عن أماكن الذّبح ، لأن إلفها وإدامة النّظر إليها ، ومشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسّى القلب ، ويذهب الرحمة منه ، ويعضده قول الأصمعى في تفسيره أنه أرادبالمَجَازِرِ النّدىّ ، وهو مجتمع القوم ، لأنالجُزُرَ إنّما تنحر عند جمع الناس. وقيل إنما أرادبالمَجَازِرِ إدمان أكل اللّحوم ، فكنى عنها بأمكنتها(٢) .

وفي حديث الضحية «لا أعطي منها شيئا فيجُزَارَتِها »الجُزَارَةُ بالضم : ما يأخذ الجَزَّار من الذّبيحة عن أجرته ، كالعُمَالَة للعامل. وأصلالجُزَارَةِ . أطراف البعير : الرأس ، واليدان ، والرجلان ، سميّت بذلك لأن الجَزَّار كأن يأخذها عن أجرته ، فمنع أن يأخذ من الضحية جزءا في مقابلة الأجرة.

__________________

(١) قال في المصباح «المجزر : موضع الجزر ، مثل جعفر ، وربما دخلته الهاء فقيل : مجزرة» وفي الصحاح بكسر الزاى.

(٢) في الدر النثير : قلت هذا أصح ، وبه جزم ابن الجوزى.

٢٦٧

[ه] وفيه «أرأيت إن لقيت غنم ابن عمّى أأَجْتَزِرُ منها شاة» أى آخذ منها شاة أذبحها.

(ه) وفي حديث الحجاج «قال لأنس رضى الله عنه :لَأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ» أى لأستأصلنّك ، والضَّرَبُ بالتّحريك : الغليظ من العسل. يقالجَزَرْتُ العسلَ إذا استخرجته من موضعه ، فإذا كان غليظا سهل استخراجه. وقد تقدم هذا الحديث في الجيم والراء والدال. والهروى لم يذكره إلا هاهنا.

(س) وفي حديث جابر رضى الله عنه «ماجَزَرَ عنه البحر فَكُلْ» أى ما انكشف عنه الماء من حيوان البحر ، يقالجَزَرَ الماءيَجْزُرُ جَزْراً : إذا ذهب ونقص. ومنهالجَزْرُ والمدّ ، وهو رجوع الماء إلى خلف.

(ه) ومنه الحديث «إن الشيطان يئس أن يعبد فيجَزِيرَة العرب» قال أبو عبيد : هو اسم صقع من الأرض ، وهو ما بين حفر أبى موسى الأشعرى إلى أقصى اليمن في الطّول ، وما بين رمل يبرين إلى منقطع السّماوة في العرض. وقيل : هو من أقصى عدن إلى رِيف العراق طولا ، ومن جدّة وساحل البحر إلى أطراف الشام عرضا. قال الأزهرى : سمّيتجَزِيرَةً لأن بحر فارس وبحر السّودان أحاطا بجانبيها ، وأحاط بالجانب الشّمالى دجلة والفرات. وقال مالك بن أنس : أرادبجَزِيرَةِ العرب المدينة نفسها. وإذا أطلقتالجَزِيرَةُ في الحديث ولم تضف إلى العرب فإنّما يراد بها ما بين دجلة والفرات.

(جزز ) ـ في حديث ابن رواحة «إنا إلىجَزَازِ النّخل» هكذا جاء في بعض الروايات بزايين ، يريد به قطع التّمر. وأصله منالجَزِّ وهو قصّ الشّعر والصّوف. والمشهور في الروايات بدالين مهملتين.

(س) ومنه حديث حماد في الصّوم «وإن دخل حلقكجِزَّة فلا يضرّك»الجِزَّةُ بالكسر : ما يُجَزُّ من صوف الشّاة في كلّ سنة ، وهو الذى لم يستعل بعد ما جُزَّ ، وجمعهاجِزَزٌ .

(س) ومنه حديث قتادة في اليتيم «له ماشية يقوم وليّه على إصلاحها ويصيب منجِزَزِهَا ورِسْلها وعوارضها».

٢٦٨

(جزع ) (ه) فيه «أنه وقف على محسّر فقرع راحلته فخبّت حتىجَزَعَهُ » أى قطعه ، ولا يكون إلّا عرضا ، وجِزْعُ الوادي : منقطعه.

ومنه حديث مسيره إلى بدر «ثمّجَزَعَ الصّفيراء».

(ه) ومنه حديث الضحية «فتفرّق الناس إلى غنيمةفَتَجَزَّعُوها » أى اقتسموها. وأصله منالجَزْع : القطع.

والحديث الآخر «ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما ، وإلىجُزَيْعَة من الغنم فقسمها بيننا»الجُزَيْعَة : القطعة من الغنم ، تصغيرجِزْعَة بالكسر ، وهو القليل من الشىء. يقال :جَزَعَ لهجِزْعَة من المال : أى قطع له منه قطعة ، هكذا ضبطه الجوهرى مصغّرا(١) ، والذى جاء في المجمل لابن فارس بفتح الجيم وكسر الزّاى. قال : هى القطعة من الغنم ، كأنها فعيلة بمعنى مفعولة ، وما سمعناها في الحديث إلا مصغّرة.

(س) ومنه حديث المقدادرضي‌الله‌عنه «أتاني الشيطان فقال : إنّ محمّدا يأتى الأنصار فيتحفونه ؛ ما به حاجة إلى هذهالجُزَيْعَة » هى تصغيرجِزْعَة ، يريد القليل من اللّبن. هكذا ذكره أبو موسى وشرحه ، والذى جاء في صحيح مسلم : ما به حاجة إلى هذهالجِزْعَة ، غير مصغّرة ، وأكثر ما يقرأ في كتاب مسلم : الجرعة بضمّ الجيم وبالراء ، وهى الدفعة من الشّرب.

[ه] وفي حديث عائشة رضى الله عنها «انقطع عقد لها منجَزْعِ ظفار»الجَزْعُ بالفتح : الخَرَز اليماني ، الواحدةجَزْعَة ، وقد كثرت في الحديث.

(س) وفي حديث أبي هريرةرضي‌الله‌عنه «أنه كان يسبّح بالنّوىالمُجَزَّعِ » وهو الذي حكّ بعضه بعضا حتى ابيضّ الموضع المحكوك منه وبقى الباقى على لونه ، تشبيهابالجَزْعِ.

وفي حديث عمر رضى الله عنه «لمّا طعن جعل ابن عباسيُجْزِعُهُ » أى يقول له ما يسليه ويزيل جَزَعَهُ ، وهو الحزن والخوف.

(جزف ) ـ فيه «ابتاعوا الطعامجُزَافاً »الجَزْفُ والجُزَاف : المجهول القدر ، مكيلا كان أو موزونا. وقد تكرر في الحديث.

(جزل ) (ه) في حديث الدجّال «أنه يضرب رجلا بالسّيف فيقطعهجِزْلَتَيْنِ »الجِزْلَةُ بالكسر : القطعة ، وبالفتح المصدر.

__________________

(١) انظر الصحاح (جزع) تحقيق الأستاذ عبد الغفور عطار ، فقد ضبطها بالشكل بفتح الجيم وكسر الزاى على وزن «فعيلة» ، حيث لم يضبط الجوهرى بالعبارة.

٢٦٩

ومنه حديث خالد رضى الله عنه «لمّا انتهى إلى العزّى ليقطعهافَجَزَلَهَا باثنتين».

وفي حديث موعظة النّساء «قالت امرأة منهنجَزْلَةٌ » أى تامّة الخلق. ويجوز أن تكون ذات كلامجَزْلٍ : أى قوىّ شديد.

ومنه الحديث «اجمعوا لى حطباجَزْلاً » أى غليظا قويّا.

(جزم ) (ه) في حديث النّخعى «التّكبيرجَزْمٌ ، والتّسليمجَزْمٌ » أراد أنهما لا يمدّان ، ولا يعرب أواخر حروفهما ، ولكن يسكّن فيقال الله أكبر ، والسّلام عليكم ورحمة الله. والجَزْمُ : القطع ، ومنه سمّىجَزْمُ الإعراب وهو السّكون.

(جزا ) ـ في حديث الضحية «لاتَجْزِي عن أحد بعدك» أى لا تقضي. يقالجَزَى عنّي هذا الأمر : أى قضى.

ومنه حديث صلاة الحائض «قد كنّ نساء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يحضن ، فأمرهنّ أنيَجْزِينَ » أى يقضين. ومنه قولهم :جَزَاه الله خيرا : أى أعطاه جَزَاء ما أسلف من طاعته. قال الجوهرى : وبنو تميم يقولون : أَجْزَأَتْ عنه شاةٌ ، بالهمز : أى قضت.

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «إذا أجريت الماء على الماءجَزَى عنك» ويروى بالهمز.

ومنه الحديث «الصّوم لى وأناأَجْزِي به» قد أكثر الناس في تأويل هذا الحديث ، وأنه لم خصّ الصّوم والجَزَاء عليه بنفسهعزوجل ، وإن كانت العبادات كلّها له وجَزَاؤُها منه ، وذكروا فيه وجوها مدارها كلّها على أن الصّوم سرّ بين الله والعبد لا يطّلع عليه سواه ، فلا يكون العبد صائما حقيقة إلّا وهو مخلص في الطاعة ، وهذا وإن كان كما قالوا فإنّ غير الصّوم من العبادات يشاركه في سرّ الطاعة ، كالصلاة على غير طهارة ، أو في ثوب نجس ونحو ذلك من الأسرار المقترنة بالعبادات التى لا يعرفها إلا الله وصاحبها. وأحسن ما سمعت في تأويل هذا الحديث أن جميع العبادات التى يتقرّب بها العباد إلى اللهعزوجل ـ من صلاة ، وحجّ ، وصدقة ، واعتكاف ، وتبتّل ، ودعاء ، وقربان ، وهدى ، وغير ذلك من أنواع العبادات ـ قد عبد المشركون بها آلهتم ، وما كانوا يتّخذونه.( مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً ) ، ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين وأرباب النّحل في الأزمان المتقادمة عبدت آلهتها بالصّوم ، ولا تقرّبت إليها به ، ولا عرف الصوم في العبادات إلا من جهة الشرائع ،

٢٧٠

فلذلك قال اللهعزوجل : (الصوم لى وأناأَجْزِي به) : أى لم يشاركني أحد فيه ، ولا عبد به غيري ، فأنا حينئذ أَجْزِي به وأتولّى الجَزَاء عليه بنفسي ، لا أَكِلُهُ إلى أحد من ملك مقرّب أو غيره على قدر اختصاصه بى.

وفيه ذكر «الجِزْيَة » في غير موضع ، وهى عبارة عن المال الذى يعقد للكتابى عليه الذّمّة ، وهى فِعْلة ، منالجزاء ، كأنها جَزَتْ عن قتله.

ومنه الحديث «ليس على مسلمجِزْيَة » أراد أنّ الذّمّى إذا أسلم وقد مرّ بعض الحول لم يطالب منالجِزْيَة بحصّة ما مضى من السّنة. وقيل أراد أن الذّمى إذا أسلم وكان في يده أرض صولح عليها بخراج توضع عن رقبته الجِزْيَة وعن أرضه الخراج.

ومنه الحديث «من أخذ أرضابِجِزْيَتِهَا » أراد به الخراج الذى يؤدّى عنها ، كانه لازم لصاحب الأرض كما تلزم الجِزْيَة الذّمّىّ. هكذا قال الخطّابي ، وقال أبو عبيد : هو أن يسلم وله أرض خراج فترفع عنه جِزْيَة رأسه وتترك عليه أرضه يؤدّى عنها الخراج.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «أن دهقانا أسلم على عهده ، فقال له : إن أقمت في أرضك رفعناالجِزْيَة عن رأسك وأخذناها من أرضك ، وإن تحولت عنها فنحن أحقّ بها».

وحديث ابن مسعود رضى الله عنه «أنه اشترى من دهقان أرضا على أن يكفيهجِزْيَتَهَا » قيل إنّ اشترى هاهنا بمعنى اكترى ، وفيه بعد ؛ لأنه غير معروف في اللغة. قال القتيبى : إن كان محفوظا ، وإلّا فأرى أنه اشترى منه الأرض قبل أن يؤدّى جِزْيَتها للسّنة التى وقع فيها البيع ، فضمّنه أن يقوم بخراجها.

(ه) وفيه «أنّ رجلا كان يداين الناس ، وكان له كاتب ومُتَجَازٍ »المُتَجَازِي : المتقاضي يقال :تَجَازَيْتُ دَيني عليه : أى تقاضيته.

(باب الجيم مع السين)

(جسد ) (س) في حديث أبى ذرّ رضى الله عنه «أن امرأته ليس عليها أثرالمَجَاسِد » هى جمعمُجْسَد بضمّ الميم : وهو المصبوغ المشبعبالجَسَد ، وهو الزعفران أو العصفر.

٢٧١

(جسر ) (ه) في حديث نوف بن مالك «قال : فوقع عُوجٌ على نيل مصرفَجَسَرَهُمْ سنة» أى صار لهم جِسْراً يعبرون عليه ، وتفتح جيمه وتكسر.

وفي حديث الشّعبى «أنه كان يقول لسيفه :اجْسُرْ جَسَّار »جَسَّار : فَعَّال منالجَسَارَة وهى الجراءة والإقدام على الشىء.

(جسس ) ـ فيه بالجيم : التّفتيش عن بواطن الأمور وأكثر ما يقال في الشّرّ. والجَاسُوس : صاحب سرّ الشّرّ. والنّاموس : صاحب سر الخير. وقيلالتَّجَسُّسُ بالجيم أن يطلبه لغيره ، وبالحاء أن يطلبه لنفسه. وقيل بالجيم : البحث عن العورات ، وبالحاء : الاستماع ، وقيل معناهما واحد في تطلّب معرفة الأخبار.

(س) ومنه حديث تميم الدّارى «أناالجَسَّاسَة » يعنى الدّابّة التى رآها في جزيرة البحر ، وإنما سمّيت بذلك لأنها تَجُسُّ الأخبار للدّجال.

(باب الجيم مع الشين)

(جشأ ) ـ في حديث الحسن «جَشَأَتِ الرّوم على عهد عمر رضى الله عنه» أى نهضت وأقبلت من بلادها ، يقالجَشَأَتْ نفسىجُشُوءاً : إذا نهضت من حزن أو فزع. وجَشَأَ الرجل : إذا نهض من أرض إلى أرض.

وفي حديث عليّ رضى الله عنه «فَجَشَأَ على نفسه» قال ثعلب : معناه ضيّق عليها.

(جشب ) ـ فيه «أنه عليه الصلاة والسلام كان يأكلالجَشْبَ من الطعام» هو الغليظ الخشن من الطعام. وقيل غير المأدوم. وكلّ بشع الطّعمجَشْب.

(س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «كان يأتينا بطعامجَشْبٍ ».

وحديث صلاة الجماعة «لو وجد عرقا سمينا أو مِرماتينجَشِبَتَيْنِ لأجاب» هكذا ذكره بعض المتأخرين في حرف الجيم. ولو دعى إلى مِرماتين جَشِبَتين أو خَشِبَتين لأجاب. وقال :الجَشِب الغليظ ، والخَشِب : اليابس ، من الخَشَب. والمرماة ظلف الشّاة لأنه يرمى به. انتهى كلامه. والذى قرأناه وسمعناه ـ وهو المتداول بين أهل الحديث ـ مرماتين حسنتين ، من الحسن والجودة ، لأنه عطفهما

٢٧٢

على العرق السّمين ، وقد فسره أبو عبيد ومن بعده من العلماء ، ولم يتعرّضوا إلى تفسير الجشب والخشب في هذا الحديث. وقد حكيت ما رأيت ، والعهدة عليه.

(جشر ) (ه) في حديث عثمان رضى الله عنه «لا يغرّنّكمجَشَرُكُمْ من صلاتكم»الجَشَرُ : قوم يخرجون بدوابّهم إلى المرعى ويبيتون مكانهم ، ولا يأوون إلى البيوت ، فربّما رأوه سفرا فقصروا الصّلاة ، فنهاهم عن ذلك ، لأن المقام في المرعى وإن طال فليس بسفر.

ومثله حديث ابن مسعود رضى الله عنه «يا معاشرالجُشَّار لا تغترّوا بصلاتكم»الجُشَّار : جمعجَاشِرٍ وهو الذى يكون مع الجَشَرِ.

ومنه الحديث «ومنّا من هو فيجَشْرِهِ »(١) .

(س) وحديث أبى الدرداء رضى الله عنه «من ترك القرآن شهرين لم يقرأه فقدجَشَرَهُ » أى تباعد عنه. يقال :جَشَرَ عن أهله ؛ أى غاب عنهم.

ومنه حديث الحجاج «أنه كتب إلى عامله : ابعث إلىّبالجَشِير اللّؤلؤىّ»الجَشِير : الجِراب. قاله الزمخشرى.

(جشش ) (س) فيه «أنه سمع تكبيرة رجلأَجَشِ الصّوت» أى في صوتهجُشَّةٌ ، وهى شدّة وغلظ.

ومنه حديث قس «أشدقُأَجَشُ الصّوت».

(ه) وفيه «أولم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على بعض أزواجهبِجَشِيشَةٍ » هى أن تطحن الحنطة طحنا جليلا ، ثم تجعل في القدور ويلقى عليها لحم أو تمر وتطبخ ، وقد يقال لها دَشِيشَة بالدّال.

ومنه حديث جابر رضى الله عنه «فَعَمَدَتْ إلى شعيرفَجَشَّتْهُ » أى طحنته.

وفي حديث عليّ رضى الله عنه «كان ينهى عن أكل الجِرِّىّ ، والجِرِّيث والجَشَّاء » قيل هو الطّحال.

ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما «ما آكُلُالجَشَّاء من شهوتها ولكن ليعلم أهل بيتى أنّها حلال».

(جشع ) ـ في حديث جابر رضى الله عنه «ثم أقبل علينا فقال : أيّكم يحبّ أن يعرض الله

__________________

(١) أخرجه الزمخشرى في «الفائق» حديث ابن عمر.

٢٧٣

عنه؟ قال : «فَجَشِعْنَا » أى فزِعنا. والجَشَعُ : الجزع لفراق الإلف(١) .

(ه) ومنه الحديث «فبكى معاذجَشَعاً لفراق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ».

ومنه حديث ابن الخصاصيّة «أَخافُ إذا حضر قتالٌجَشِعَتْ نفسى فكرهتِ الموت».

(جشم ) في حديث زيد بن عمرو بن نفيل :

مهما تُجَشِّمُنِي فإنّي جَاشِمٌ

يقال :جَشِمْتُ الأمر بالكسر ، وتَجَشَّمْتُهُ : إذا تكلّفته ، وجَشَّمْتُهُ غيرى بالتّشديد ، وأَجْشَمْتُهُ : إذا كلّفته إياه. وقد تكرر.

(باب الجيم مع الظاء)

(جظ ) (ه) فيه «أهل النّار كلّجَظٍّ مستكبر» جاء تفسيره في الحديث. قيل يا رسول الله : وماالجَظُّ ؟ قال : الضَّخْم.

(باب الجيم مع العين)

(جعب ) ـ فيه «فانتزع طَلَقاً منجَعْبَتِهِ »الجَعْبَةُ : الكنانة الّتى تجعل فيها السّهام. وقد تكررت في الحديث.

(جعثل ) (س) في حديث ابن عباس رضى الله عنهما «ستّة لا يدخلون الجنة ؛ منهمالجَعْثَل ، فقيل له : ماالجَعْثَلُ؟ قال : الفظّ الغليظ» وقيل : هو مقلوب الجَثْعَل ، وهو العظيم البطن. وقال الخطّابى : إنما هو العَثْجَل ، وهو العظيم البطن ، وكذلك قال الجوهرى.

(جعثن ) (س) في حديث طهفة «ويَبِسَالجِعْثِنُ » هو أصل النّبات ، وقيل أصل الصِّلِّيَان خاصّة ، وهو نبت معروف.

(جعجع ) (ه) في حديث عليّ رضى الله عنه «فأخذنا عليهما أنيُجَعْجِعَا عند القرآن ولا يُجَاوِزاه» أى يقيما عنده. يقال :جَعْجَعَ القومُ إذا أناخوابالجَعْجَاع ، وهى الأرض. والجَعْجَاع أيضا : الموضع الضّيّق الخشن.

__________________

(١) قال السيوطى في الدر النثير : الذى في كتب اللغة أنه أشد الحرص وأسوأه.

٢٧٤

(ه) ومنه كتاب عبيد الله بن زياد إلى عمر بن سعد «أنجَعْجِعْ بحسين وأصحابه» أى ضيّق عليهم المكان.

(جعد ) (ه) في حديث الملاعنة «إن جاءت بهجَعْداً »الجَعْدُ في صفات الرجال يكون مدحا وذمّا : فالمدح معناه أن يكون شديد الأسر والخلق ، أو يكونجَعْدَ الشّعر ، وهو ضدّ السَّبْط ، لأن السُّبُوطة أكثرها في شعور العجم. وأما الذّم فهو القصير المتردّد الخلق. وقد يطلق على البخيل أيضا ، يقال : رجلجَعْدُ اليدين ، ويجمع علىالجِعَاد .

ومنه الحديث «أنه سأل أَبَا رُهم الغِفَاري : ما فعل النّفر السّودالجِعَاد ؟».

والحديث الآخر «على ناقةجَعْدَةٍ » أى مجتمعة الخلق شديدة. وقد تكررت في الحديث.

(جعدب ) (ه) في حديث عمرو «أنه قال لمعاوية : لقد رأيتك بالعراق وإنّ أمرك كحُقِّ الكَهُول ، أوكالجُعْدُبَةِ أو كالكُعْدُبَةِ»الجُعْدُبَةُ والكُعْدُبَةُ : النّفّاخات الّتى تكون من ماء المطر. والكَهُولُ : العنكبوت ، وحُقُّهَا : بيتها. وقيلالجُعْدُبَةُ والكُعْدُبَةُ : بيت العنكبوت. وأثبت الأزهرى القولين جميعا.

(جعر ) ـ في حديث العباس «أنه وسمالجَاعِرَتَيْنِ » هما لحمتان يكتنفان أصل الذنب ، وهما من الإنسان في موضع رَقْمَتَي الحمار.

ومنه الحديث «أنه كوى حمارا فيجَاعِرَتَيْهِ ».

وكتاب عبد الملك إلى الحجاج «قاتلك الله أسودالجَاعِرَتَيْنِ ».

(س) وفي حديث عمرو بن دينار «كانوا يقولون في الجاهليّة : دعوا الصّرورة بجهله ، وإن رمىبِجَعْرِهِ في رحله»الجَعْرُ : ما يَبِسَ من الثُّفْل في الدُّبُر ، أو خرج يابسا.

(س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «إنّىمِجْعَار البطن» أى يابس الطّبيعة.

(ه) وحديثه الآخر «إيّاكم ونومة الغداة فإنّهامَجْعَرَةٌ » يريد يبس الطّبيعة : أى إنها مظنّة لذلك.

٢٧٥

(ه) وفيه «أنه نهى عن لونين من التّمر ؛الجُعْرُور ولون حُبَيْق»الجُعْرُور : ضرب من من الذّقل يحمل رطبا صغارا لا خير فيه.

(ه) وفيه «أنه نزلالجِعْرَانَة » قد تكرر ذكرها في الحديث ، وهو موضع قريب من مكة ، وهى في الحلّ ، وميقات للإحرام ، وهى بتسكين العين والتّخفيف وقد تكسر العين وتشدّد الراء.

(جعس ) ـ في حديث عثمان رضى الله عنه «لمّا أنفذه النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى مكة نزل على أبى سفيان ، فقال له أهل مكة : ما أتاك به ابنُ عمّك؟ فقال : سألنى أن أخلى مكةلجَعَاسِيس يثرب»الجَعَاسِيس : اللّئام في الخلق والخلق ، الواحدجُعْسُوس بالضم.

(ه) ومنه الحديث الآخر «أتخوّفنابجَعَاسِيس يثرب».

(جعظ ) (ه) فيه «ألا أخبركم بأهل النار؟ كل جَظّجَعْظٍ »الجَعْظُ : العظيم في نفسه. وقيل السّيّىء الخلق الذى يتسخّط عند الطّعام.

(جعظر ) [ه] فيه «أهل النار كلجَعْظَرِيٍ جوّاظ»الجَعْظَرِىُ : الفظّ الغليظ المتكبّر. وقيل هو الذى ينتفخ بما ليس عنده وفيه قصر.

(جعف ) (ه) فيه «مثل المنافق مثل الأرزة المجدية حتّى يكونانْجِعَافُهَا مرّة» أى انقلاعها ، وهو مطاوعجَعَفَهُ جَعْفاً .

(س) ومنه الحديث «أنه مرّ بمصعب بن عمير وهومُنْجَعِف » أى مصروع.

وفي حديث آخر «بمصعب بن الزبير» وقد تكرر في الحديث.

(جعل ) (ه) في حديث ابن عمر رضى الله عنهما «ذكر عندهالجَعَائِل ، فقال : لا أغزو على أجر ، ولا أبيع أجرى من الجهاد»الجَعَائِل : جمعجَعِيلَة ، أوجَعَالَة بالفتح ، والجُعل الاسم بالضّم ، والمصدر بالفتح. يقالجَعَلْتُ كذاجَعْلاً وجُعْلاً ، وهو الأجرة على الشىء فعلا أو قولا. والمراد في الحديث أن يكتب الغزو على الرجل فيعطى رجلا آخر شيئا ليخرج مكانه ، أو يدفع المقيم إلى الغازى شيئا فيقيم الغازى ويخرج هو. وقيل :الجُعْلُ أن يكتب البعث على الغزاة فيخرج من الأربعة والخمسة رجل واحد ويُجْعَلُ لهجُعْلٌ. ويروى مثله عن مسروق والحسن.

٢٧٦

(ه) ومنه حديث ابن عباس رضى الله عنهما «إنجَعَلَهُ عبدا أو أمة فغير طائل ، وإنجَعَلَهُ في كراع أو سلاح فلا بأس» أى إن الجُعْلَ الذى يعطيه للخارج إن كان عبدا أو أمة يختصّ به فلا عبرة به ، وإن كان يعينه في غزوه بما يحتاج إليه من سلاح أو كراع فلا بأس به.

ومنه حديثه الآخر «جَعِيلَةُ الغَرَقِ سُحت» وهو أن يَجْعَلَ له جُعْلاً ليخرج ما غرق من متاعه ، جَعَلَهُ سحتا لأنه عقد فاسد بالجهالة الّتى فيه.

وفيه «كما يدهدهالجُعَلُ بأنفه»الجُعَلُ : حيوان معروف كالخنفساء.

(جعه ) (ه) فيه «أنه نهى عن الجِعَةِ» هى النّبيذ المتّخذ من الشّعير.

(باب الجيم مع الفاء)

(جفأ ) (ه) في حديث جرير «خلق الله الأرض السّفلى من الزَّبَدالجُفَاء » أى من زبد اجتمع للماء ، يقالجَفَأَ الوادىجُفَاءً » إذا رمى بالزّبد والقذى.

(ه) ومنه حديث البراء يوم حنين «انطلقجُفَاء من الناس إلى هذا الحىّ من هوازن» أراد سرعان الناس وأوائلهم ، شبّههمبجُفَاء السّيل ، هكذا جاء في كتاب الهروى. والذى قرأناه في كتاب البخارى ومسلم «انطلق أخفّاء من الناس» جمع خفيف. وفي كتاب الترمذى «سرعان الناس».

ومنه الحديث «متى تحلّ لنا الميتة؟ قال : ما لمتَجْتَفِئُوا بقلا» أى تقتلعوه وترموا به ، منجَفَأْتُ القدر إذا رمت(١) بما يجتمع على رأسها من الوسخ والزّبد.

وفي حديث خيبر «أنه حرّم الحمر الأهليةفَجَفَئُوا القدور» أى فرّغوها وقلبوها. ويروى «فَأَجْفَئُوا » وهى لغة فيه قليلة مثل كفأوا وأكفأوا.

(جفر ) [ه] في حديث حليمة ظئر النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت «كان يشبّ في اليوم شباب الصّبىّ في الشهر ، فبلغ ستّا وهوجَفْرٌ »اسْتَجْفَرَ الصّبىّ إذا قوى على الأكل. وأصله في أولاد المعز إذا بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمّه وأخذ في الرّعى قيل لهجَفْرٌ ، والأنثىجَفْرَةٌ .

__________________

(١) في الأصل : «رميت» على جعل «جفأ» متعديا ونصب «القدر» على المفعولية. والمثبت من ا واللسان والقاموس

٢٧٧

ومنه حديث أبى اليسر «فخرج إلىّ ابنٌ لهجَفْرٌ ».

(ه) وحديث عمررضي‌الله‌عنه «في الأرنب يصيبها المحرمجَفْرَةٌ ».

(ه) وحديث أم زرع «يكفيه ذراعالجَفْرَةِ » مدحته بقلّة الأكل.

(ه) وفيه «صوموا ووفّروا أشعاركم فإنهامَجْفَرَةٌ » أى مقطعة للنكاح ، ونقص للماء. يقالجَفَرَ الفحلُيَجْفُرُ جُفُوراً : إذا أكثر الضّراب وعدل عنه وتركه وانقطع.

(ه) ومنه الحديث «أنه قال لعثمان بن مظعون : عليك بالصوم فإنهمَجْفَرَةٌ ».

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «أنه رأى رجلا في الشمس ، فقال : قم عنها فإنهامَجْفَرَةٌ » أى تذهب شهوة النّكاح.

(ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «إيّاكم ونومة الغداة فإنهامَجْفَرَةٌ » وجعله القتيبى من حديث عليّ.

(ه) وفي حديث المغيرة «إيّاك وكلّمُجْفِرَةٍ » أى متغيِّرة ريح الجسد ، والفعل منهأَجْفَرَ ، ويجوز أن يكون من قولهم امرأةمُجْفِرَةُ الجنبين : أى عظيمتهما. وجَفَرَ جنباه : إذا اتّسعا ، كأنه كره السّمن.

[ه] وفيه «من اتخذ قوسا عربية وجَفِيرَهَا نفي الله عنه الفقر»الجَفِير : الكنانة والجعبة التى تجعل فيها السّهام ، وتخصيصه القسىّ العربية كراهة زىّ العجم.

(س) وفي حديث طلحة «فوجدناه في بعض تلكالجِفَار » هى جمعجُفْرَة بالضم : وهى حفرة في الأرض. ومنهالجَفْرُ ، للبئر التى لم تطو.

وفيه ذكر «جُفْرَة » وهى بضم الجيم وسكون الفاء :جُفْرَةُ خالد من ناحية البصرة ، تنسب إلى خالد بن عبد الله بن أسيد ، لها ذكر في حديث عبد الملك بن مروان.

(جفف ) (ه) في حديث سحر النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنه جعل فيجُفِ طلعة ذكر»الجُفُ : وعاء الطّلع ، وهو الغشاء الذى يكون فوقه. ويروى في جبّ طلعة ، وقد تقدّم.

وفيه «جَفَّتِ الأقلام وطُوِيت الصّحف» يريد أن ما كتب في اللوح المحفوظ من المقادير

٢٧٨

والكائنات والفراغ منها ؛ تمثيلا بفراغ الكاتب من كتابته ويبس قلمه.

(س) وفيه «الجَفَاءُ في هذينالجُفَّيْنِ ربيعة ومضر»الجُفُ والجُفَّةُ : العدد الكثير والجماعة من الناس ، ومنه قيل لبكر وتميمالجُفَّانِ. وقال الجوهرى :الجَفَّةُ بالفتح : الجماعة من الناس.

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «كيف يصلح أمر بلد جلّ أهله هذانالجُفَّان »

(ه) وحديث عثمان رضى الله عنه «ما كنت لأدع المسلمين بينجُفَّيْنِ يضرب بعضهم رقاب بعض».

(س) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «لا نفل في غنيمة حتى تقسمجُفَّةً » أى كلّها ويروى «حتى تقسم علىجُفَّتِهِ » أى جماعة الجيش أولا.

(س) وفي حديث أبى سعيد رضى الله عنه «قيل له : النبيذ فيالجُفِ؟ قال : أخبث وأخبث»الجُفُ : وعاء من جلود لا يوكأ : أى لا يشدّ. وقيل هو نصف قربة تقطع من أسفلها وتتّخذ دلوا. وقيل هو شىء ينقر من جذوع النّخل.

وفي حديث الحديبية «فجاء يقوده إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على فرسمُجَفَّفٍ » أى عليهتِجْفَافٌ ، وهو شيء من سلاح يترك على الفرس يقيه الأذى وقد يلبسه الإنسان أيضا ، وجمعهتَجَافِيف.

(س) ومنه حديث أبى موسى رضى الله عنه «أنه كان علىتَجَافِيفه الدّيباج».

(جفل ) (س) فيه «لما قدم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينةانْجَفَلَ الناس قِبَله» أى ذهبوا مسرعين نحوه. يقال :جَفَلَ ، وأَجْفَلَ ، وانْجَفَلَ :

(ه) فيه «فنعس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على راحلته حتى كاديَنْجَفِلُ عنها» هو مطاوعجَفَلَهُ إذا طرحه وألقاه : أى ينقلب عنها ويسقط. يقال ضربهفَجَفَلَهُ : أى ألقاه على الأرض (س) ومنه الحديث «ما يلى رجل شيئا من أمور الناس إلّا جىء بهفَيُجْفَلُ على شفير جهنم».

٢٧٩

(س) وحديث الحسن «أنه ذكر النّارفَأَجْفَلَ مغشيّا عليه» أى خرّ إلى الأرض.

وحديث عمر رضى الله عنه «أنّ رجلا يهوديا حمل امرأة مسلمة على حمار ، فلما خرج من المدينةجَفَلَهَا ، ثم تجثّمها لينكحها ، فأتي به عمر فقتله» أى ألقاها على الأرض وعلاها.

(ه) وحديث ابن عباس رضى الله عنهما «سأله رجل فقال : آتى البحر فأجده قدجَفَلَ سمكا كثيرا ، فقال : كل ، ما لم تر شيئا طافيا» أى ألقاه ورمى به إلى البرّ.

وفي صفة الدجال «أنهجُفَالُ الشَّعَر» أى كثيره.

(س) ومنه الحديث «أنّ رجلا قال للنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين : رأيت قوماجَافِلَة جباههم يقتلون الناس»الجَافِلُ : القائم الشّعر المنتفشه. وقيلالجَافِلُ : المنزعج : أى منزعجة جباههم كما يعرض للغضبان.

(جفن ) (ه) فيه «أنه قيل له : أنت كذا ، وأنت كذا ، وأنتالجَفْنَةُ الغرّاء» كانت العرب تدعو السيد المطعامجَفْنَةً ) لأنه يضعها ويطعم الناس فيها فسمى باسمها. والغرّاء : البيضاء : أى أنها مملوءة بالشّحم والدّهن.

(س) ومنه حديث أبى قتادة «ناد ياجَفْنَةَ الرّكب» أى الذى يطعمهم ويشبعهم. وقيل أراد يا صاحبجَفْنَةِ الرّكب. فحذف المضاف للعلم بأن الجَفْنَةَ لا تنادى ولا تجيب.

وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنه انكسر قلوص من إبل الصدقةفَجَفَنَهَا » أى اتّخذ منها طعاما في جَفْنَةٍ وجمع الناس عليه.

[ه] وفي حديث الخوارج «سلوّا سيوفكم منجُفُونِهَا »جُفُون السّيوف : أغمادها ، واحدهاجَفْنٌ. وقد تكرر في الحديث.

(جفا ) (ه) فيه «أنه كانيُجَافِي عضديه عن جنبيه للسّجود» أى يباعدهما.

ومنه الحديث الآخر «إذا سجدتفَتَجَافَ » وهو منالجَفَاء : البعد عن الشىء. يقالجَفَاهُ إذا بعد عنه ، وأَجْفَاه إذا أبعده.

__________________

(١) أنشد الهروى لشاعر يرثى :

يأجفنه كإزاء الحوض قد كفأوا

ومنطقاً مثل وشي اليمنة الحبرة

٢٨٠