النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5406
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5406 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

وقال : دونكها فإنهاتُجِمُ الفؤاد» أى تريح. وقيل تجمعه وتكمّل صلاحه ونشاطه.

[ه] ومنه حديث عائشة رضى الله عنها في التّلبينة «فإنهاتُجِمُ فؤاد المريض».

وحديثها الآخر «فإنهامَجَمَّة لها» أى مظنّة للاستراحة.

(س) وحديث الحديبية «وإلا فقدجَمُّوا » أى استراحوا وكثروا.

وحديث أبى قتادة رضى الله عنه «فأتى النّاس الماءجَامِّين رواء» أى مستريحين قد رووا من الماء.

وحديث ابن عباس رضى الله عنهما «لأصبحنا غدا حين ندخل على القوم وبناجَمَامَة » أى راحة وشبع ورىّ.

(ه) وحديث عائشة رضى الله عنها «بلغها أنّ الأحنف قال شعرا يلومها فيه ، فقالت : سبحان الله : لقد استفرغ حلم الأحنف هجاؤه إيّاى ، ألي كانيَسْتَجِمُ مثابة سفهه؟» أرادت أنه كان حليما عن النّاس ، فلمّا صار إليها سفه ، فكأنه كانيُجَمُ سفهه لها : أى يريحه ويجمعه.

(س) ومنه حديث معاوية «من أحبّ أنيَسْتَجِمَ له الناس قياما فليتبوّأ مقعده من النّار» أى يجتمعون له في القيام عنده ، ويحبسون أنفسهم عليه ، ويروى بالخاء المعجمة. وسيذكر.

[ه] وحديث أنس رضى الله عنه «توفّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم والوحىأَجَمُ ما كان» أى أكثر ما كان.

[ه] وفي حديث أم زرع «مال أبى زرع علىالجُمَمِ محبوس»الجُمَمُ جمعجُمَّة : وهم القوم يسألون في الدّية. يقال :أَجَمَ يُجِمُ إذا أعطىالجُمَّة .

(جمن ) (س) في صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «يتحدّر منه العرق مثلالجُمَان » هو الّلؤلؤ الصّغار. وقيل حبّ يتّخذ من الفضّة أمثال اللؤلؤ.

ومنه حديث المسيحعليه‌السلام «إذا رفع رأسه تحدّر منهجُمَانُ اللؤلؤ».

٣٠١

(جمهر ) (ه) في حديث ابن الزبير «قال لمعاوية : إنا لا ندع مروان يرمىجَمَاهِير قريش بمشاقصه» أى جماعاتها ، واحدهاجُمْهُورٌ . وجَمْهَرْتُ الشىء إذا جمعته.

ومنه حديث النّخعى «أنه أهدى له بختج هوالجُمْهُورِيّ » البختج : العصير المطبوخ الحلال ، وقيل لهالجُمْهُورِيّ لأنجُمْهُورَ النّاس يستعملونه : أى أكثرهم.

(س) وفي حديث موسى بن طلحة «أنه شهد دفن رجل فقال :جَمْهِرُوا قبره» أى اجمعوا عليه التّراب جمعا ، ولا تطيّنوه ولا تسوّوه. والجُمْهُور أيضا : الرّملة المجتمعة المشرفة على ما حولها.

(باب الجيم مع النون)

(جنأ ) (ه) فيه «أنّ يهوديّا زنى بامرأة فأمر برجمها ، فجعل الرجليُجْنِئُ عليها» أى يكبّ ويميل عليها ليقيها الحجارة.أَجْنَأَ يُجْنِئُ إِجْنَاء . وفي رواية أخرى «فلقد رأيتهيُجَانِئُ عليها» مفاعلة ، منجَانَأَ يُجَانِئُ. ويروى بالحاء المهملة. وسيجىء.

ومنه حديث هرقل في صفة إسحاقعليه‌السلام «أبيضأَجْنَأَ خفيف العارضين»الجَنَأ : ميل في الظّهر. وقيل في العنق.

(جنب ) (س) فيه «لا تدخل الملائكة بيتا فيهجُنُب »الجُنُب : الذى يجب عليه الغسل بالجماع وخروج المنىّ. ويقع على الواحد ، والاثنين ، والجميع ، والمؤنّث ، بلفظ واحد. وقد يجمع علىأَجْنَاب وجُنُبِين. وأَجْنَبَ يُجْنِبُ إِجْنَابًا ، والجِنَابَة الاسم ، وهى في الأصل : البعد. وسمّى الإنسانجُنُباً لأنه نهى أن يقرب مواضع الصلاة ما لم يتطهّر. وقيللِمُجَانَبَته الناس حتى يغتسل. وأرادبِالجُنُب في هذا الحديث : الذى يترك الاغتسال من الجنابة عادة ، فيكون أكثر أوقاته جُنُبًا ، وهذا يدلّ على قلّة دينه وخبث باطنه. وقيل أراد بالملائكة هاهنا غير الحفظة. وقيل أراد لا تحضره الملائكة بخير. وقد جاء في بعض الروايات كذلك.

(ه) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «الإنسان لايُجْنِب وكذلك الثّوب والماء

٣٠٢

والأرض» يريد أن هذه الأشياء لا يصير شىء منهاجُنُباً يحتاج إلى الغسل لملامسة الجُنُب إيّاها ، وقد تكرر ذكرالجُنُب والجِنَابَة في غير موضع.

(س) وفي حديث الزكاة والسّباق «لا جلب ولاجَنَبَ »الجَنَب بالتّحريك في السّباق : أن يَجْنُب فرسا إلى فرسه الذى يسابق عليه ، فإذا فتر المركوب تحوّل إلىالمَجْنُوب ، وهو في الزكاة : أن ينزل العامل بأقصى مواضع أصحاب الصّدقة ، ثم يأمر بالأموال أنتُجْنَب إليه : أى تحضر ، فنهوا عن ذلك. وقيل هو أنيَجْنُبَ ربّ المال بماله : أى يبعده عن موضعه حتى يحتاج العامل إلى الإبعاد في اتّباعه وطلبه.

(ه) وفي حديث الفتح «كان خالد بن الوليد رضى الله عنه علىالمُجَنِّبَة اليمنى ، والزّبير علىالمُجَنِّبَة اليسرى»مُجَنِّبَة الجيش : هى التى تكون في الميمنة والميسرة ، وهمامُجَنِّبَتَان ، والنون مكسورة. وقيل هى الكتيبة التى تأخذ إحدى ناحيتى الطريق ، والأوّل أصح. ومنه الحديث في الباقيات الصّالحات «هنّ مقدّمات ، وهنّمُجَنِّبَات ، وهنّ معقّبات».

[ه] ومنه الحديث «وعلىجَنَبَتَيِ الصراط داع» أى جَانِبَاه. وجَنَبَةُ الوادى :جَانِبُه وناحيته ، وهى بفتح النّون. والجَنْبَة بسكون النون : النّاحية. يقال : نزل فلانجَنَبَة : أى ناحية.

(ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «عليكمبالجَنْبَة فإنها عفاف» قال الهروى : يقولاجْتَنِبُوا النّساء والجلوس إليهنّ ، ولا تقربوا ناحيتهنّ. يقال : رجل ذوجَنْبَة : أى ذو اعتزال عن الناس مُتَجَنِّب لهم.

(س) وحديث رقيقة «استكفواجَنَابَيْه » أى حواليه ، تثنيةجَنَاب وهى النّاحية.

(س) ومنه حديث الشّعبى «أجدب بناالجَنَاب ».

وحديث ذى المشعار «وأهلجَنَاب الهضب» هو بالكسر موضع.

(س) وفي حديث الشّهداء «ذاتالجَنْب شهادة».

(س) وفي حديث آخر «ذوالجَنْب شهيد».

[ه] وفي آخر «المَجْنُوب شهيد» ذاتالجَنْب : هى الدّبيلة والدّمّل الكبيرة الّتى تظهر

٣٠٣

في باطن الجَنْب وتنفجر إلى داخل ، وقلّما يسلم صاحبها. وذوالجَنْب الذى يشتكى جَنْبَه بسبب الدّبيلة ، إلّا أنّ ذو للمذكّر وذات للمؤنّث ، وصارت ذاتالجَنْب علما لها وإن كانت في الأصل صفة مضافة. والمَجْنُوب : الذى أخذته ذات الجَنْب. وقيل أرادبالمَجْنُوب : الذى يشتكى جَنْبَه مطلقا.

وفي حديث الحديبية «كأنّ الله قد قطعجَنْباً من المشركين» أرادبالجَنَبِ الأمر ، أو القطعة ، يقال ما فعلت فيجَنْب حاجتى؟ أى في أمرها. والجَنْب : القطعة من الشىء تكون معظمه أو شيئا كثيرا منه.

(س) وفي حديث أبى هريرة في الرجل الذى أصابته الفاقة «فخرج إلى البرّيّة فدعا ، فإذا الرحا يطحن ، والتّنّور مملوءجُنُوب شواء»الجُنُوب : جمعجَنْب ، يريدجَنْب الشّاة : أى أنه كان في التّنّورجُنُوب كثيرة لا جَنْبٌ واحد.

وفيه «بع الجمع بالدّراهم ، ثم ابتع بهاجَنِيباً »الجَنِيبُ : نوع جيّد معروف من أنواع التّمر. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفي حديث الحارث بن عوف «إن الإبلجُنِّبَتْ قبلنا العام» أى لم تلقح فيكون لها ألبان. يقالجَنَّبَ بنو فلان فهممُجَنِّبُون : إذا لم يكن في إبلهم لبن ، أو قلّت ألبانهم وهو عامتَجْنِيب.

وفي حديث الحجاج «آكل ما أشرف منالجَنْبَة »الجَنْبَةُ ـ بفتح الجيم وسكون النون ـ رطب الصّلّيان من النبات. وقيل هو ما فوق البقل ودون الشّجر. وقيل هو كلّ نبت مورق في الصّيف من غير مطر.

(س) وفيه «الجَانِب المستغزر يثاب من هبته»الجَانِب : الغريب يقال :جَنَبَ فلان في بنى فلانيَجْنُب جَنَابَة فهوجَانِب : إذا نزل فيهم غريبا : أى أنّ الغريب الطّالب إذا أهدى إليك شيئا ليطلب أكثر منه فأعطه في مقابلة هديّته. ومعنى المستغزر : الذى يطلب أكثر ممّا أعطى.

(س) ومنه حديث الضحاك «أنه قال لجارية : هل من مغرّبة خبر؟ قال : علىجَانِب الخبر» أى على الغريب القادم.

٣٠٤

(س) ومنه حديث مجاهد في تفسير السّيّارة «قال : همأَجْنَاب النّاس» يعنى الغرباء ، جمعجَنْب وهو الغريب.

(جنبذ ) (س ه) في صفة الجنة «فيهاجَنَابِذ من لؤلؤ»الجَنَابِذ جمعجُنْبَذَة : وهى القبّة.

(جنح ) [ه] فيه «أنه أمربالتَّجَنُّح في الصلاة» هو أن يرفع ساعديه في السّجود عن الأرض ولا يفترشهما ، ويجافيهما عن جانبيه ، ويعتمد على كفّيه فيصيران له مثلجَنَاحَىِ الطائر.

(س) وفيه «إنّ الملائكة لتضعأَجْنِحَتَهَا لطالب العلم» أى تضعها لتكون وطاء له إذا مشى. وقيل : هو بمعنى التّواضع له تعظيما لحقّه. وقيل : أراد بوضع الأَجْنِحَة نزولهم عند مجالس العلم وترك الطّيران. وقيل : أراد به إظلالهم بها.

(س) ومنه الحديث الآخر «تظلّهم الطيربِأَجْنِحَتِها » وجَنَاحُ الطّير : يده.

وفي حديث عائشة رضى الله عنها «كان وقيذالجَوَانِح »الجَوَانِح : الأضلاع ممّا يلى الصّدر ، الواحدةجَانِحَة .

(س) وفيه «إذااسْتَجْنَحَ الليل فأكفتوا صبيانكم»جُنْحُ الليل وجِنْحُه : أوّله. وقيل قطعة منه نحو النّصف ، والأوّل أشبه ، وهو المراد في الحديث.

وفي حديث مرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «فوجد من نفسه خفّةفاجْتَنَحَ على أسامة حتّى دخل المسجد» أى خرج مائلا متّكئا عليه.

(س) وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما في مال اليتيم «إنّىلأَجْنَح أن آكل منه» أى أرى الأكل منه جُنَاحًا. والجُنَاحُ : الإثم. وقد تكرر ذكرالجُنَاح في الحديث ، وأين ورد فمعناه الإثم والميل.

(جند ) (ه) فيه «الأرواحجُنُود مُجَنَّدَة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف»مُجَنَّدَة : أى مجموعة ، كما يقال ألوف مؤلّفة ، وقناطير مقنطرة ، ومعناه الإخبار عن مبدأ

٣٠٥

كون الأرواح وتقدّمها الأجساد : أى أنّها خلقت أوّل خلقها على قسمين : من ائتلاف واختلاف ،كالجُنُود المجموعة إذا تقابلت وتواجهت. ومعنى تقابل الأرواح : ما جعلها الله عليه من السّعادة ، والشّقاوة ، والأخلاق في مبدإ الخلق. يقول : إنّ الأجساد الّتى فيها الأرواح تلتقى في الدّنيا فتأتلف وتختلف على حسب ما خلقت عليه ، ولهذا ترى الخيّر يحبّ الأخيار ويميل إليهم ، والشّرّير يحبّ الأشرار ويميل إليهم.

وفي حديث عمر رضى الله عنه «أنه خرج إلى الشّام فلقيه أمراءالأَجْنَاد » الشّام خمسةأَجْنَاد : فلسطين ، والأردنّ ، ودمشق ، وحمص ، وقنّسرين ، كلّ واحد منها كان يسمّىجُنْدًا : أى المقيمين بها من المسلمين المقاتلين.

(س) وفي حديث سالم «سترنا البيتبجُنَادِىٍ أخضر ، فدخل أبو أيّوب فلمّا رآه خرج إنكارا له» قيل هو جنس من الأنماط أو الثّياب يستر بها الجدران.

وفيه «كان ذلك يومأَجْنَادَين » بفتح الدّال : موضع بالشام ، وكانت به وقعة عظيمة بين المسلمين والرّوم في خلافة عمر رضى الله تعالى عنه ، وهو يوم مشهور.

وفيه ذكر «الجَنَد » هو بفتح الجيم والنّون : أحد مخاليف اليمن : وقيل هى مدينة معروفة بها.

(جندب ) ـ فيه «فجعلالجَنَادِب يقعن فيه»الجَنَادِب جمعجُنْدُب ـ بضمّ الدال وفتحها ـ وهو ضرب من الجراد. وقيل هو الذى يصرّ في الحرّ.

ومنه حديث ابن مسعود رضى الله عنه «كان يصلّى الظّهر والجَنَادِب تنقز من الرّمضاء» أى تثب.

(جندع ) (ه) «إنى أخاف عليكمالجَنَادِع » أى الآفات والبلايا. ومنه قيل للدّاهية : ذاتالجَنَادِع ، والنون زائدة.

(جنز ) (ه) فيه «أن رجلا كان له امرأتان فرميت إحداهما فيجَنَازَتِها » أى ماتت : تقول العرب إذا أخبرت عن موت إنسان : رمى فيجَنَازِتِه ؛ لأن الجنازة تصير مرميّا فيها. والمراد بالرّمى. الحمل والوضع. والجِنَازَة بالكسر والفتح : الميّت بسريره. وقيل بالكسر السّرير ، وبالفتح الميّت. وقد تكرر ذكرها في الحديث.

٣٠٦

(جنف ) (ه س) فيه «إنا نردّ منجَنَفِ الظالم مثل ما نردّ منجَنَفِ الموصى»الجَنَف : الميل والجور.

ومنه حديث عروة «يردّ من صدقةالجَانِف في مرضه ما يردّ من وصيّةالمُجْنِف عند موته» يقال :جَنَفَ وأَجْنَفَ : إذا مال وجار ، فجمع فيه بين اللّغتين. وقيلالجَانِف : يختصّ بالوصيّة ، والمُجْنِف المائل عن الحقّ.

[ه] ومنه حديث عمر رضى الله عنه «وقد أفطر الناس في رمضان ثم ظهرت الشمس فقال : نقضيه ، ماتَجَانَفْنَا فيه لإثم» أى لم نمل فيه لارتكاب الإثم. ومنه قوله تعالى( غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ ) .

وفي غزوة خيبر ذكر «جَنْفَاء » هى بفتح الجيم وسكون النّون والمدّ : ماء من مياه بنى فزارة.

(جنق ) (ه) في حديث الحجاج «أنه نصب على البيتمِنْجَنِيقَين ، ووكّل بهماجَانِقَيْن ، فقال أحدالجَانِقَيْن عند رميه :

خطّارة كالجمل الفنيق

أعددتها للمسجد العتيق

الجَانِق : الذى يدبّر المَنْجَنِيق ويرمى عنها ، وتفتح الميم وتكسر ، وهى والنون الأولى زائدتان في قول ، لقولهمجَنَقَ يَجْنِق إذا رمى. وقيل الميم أصلية لجمعه علىمَجَانِيق. وقيل هو أعجمى معرّب ، والمَنْجَنِيق مؤنّثة.

(جنن ) ـ فيه ذكر «الجَنَّة» في غير موضع.الجَنَّة : هى دار النّعيم في الدار الآخرة ، منالاجْتِنَان وهو السّتر ، لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها. وسمّيتبالجَنَّة وهى المرّة الواحدة من مصدرجَنَّه جَنّاً إذا ستره ، فكأنّها سترة واحدة ؛ لشدّة التفافها وإظلالها.

ومنه الحديث «جَنَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ » أى ستره ، وبه سمّىالجِنُ لاستتارهم واختفائهم عن الأبصار ، ومنه سمّىالجَنِينُ لاستتاره في بطن أمّه.

(س) ومنه الحديث «ولى دفن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وإِجْنَانَه عليّ والعبّاس» أى دفنه وستره. ويقال للقبرالجَنَن ، ويجمع علىأَجْنَان.

٣٠٧

ومنه حديث عليّ «جعل لهم من الصّفيحأَجْنَان ».

(ه) وفيه «أنه نهى عن قتلالجِنَّان » هى الحيّات الّتى تكون في البيوت ؛ واحدهاجَانّ ، وهو الدّقيق الخفيف. والجَانُ : الشّيطان أيضا. وقد جاء ذكرالجَانّ والجِنّ والجِنَّان في غير موضع من الحديث.

(ه) ومنه حديث زمزم «إنّ فيهاجِنَّانًا كثيرة» أى حيّات.

وفي حديث زيد بن نفيل «جِنَّان الجبال» أى الذين يأمرون بالفساد من شياطين الإنس ، أو من الجِنِّ. والجِنَّة بالكسر : اسم للجِنِّ.

وفي حديث السرقة «القطع في ثمنالمِجَنِ » هو التّرس ، لأنه يوارى حامله : أى يستره ، والميم زائدة.

(ه) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «كتب إلى ابن عباس رضى الله عنهما : قلبت لابن عمّك ظهرالمِجَنِ » هذه كلمة تضرب مثلا لمن كان لصاحبه على مودّة أو رعاية ثم حال عن ذلك ، ويجمع علىمَجَانَ.

ومنه حديث أشراط الساعة «وجوههمكالمَجَانِ المطرقة» يعنى التّرك. وقد تكرّر ذكرالمِجَنِ والمِجَانِ في الحديث.

وفيه «الصّومجُنَّةٌ » أى يقى صاحبه ما يؤذيه من الشّهوات. والجُنَّةُ : الوقاية.

(ه) ومنه الحديث «الإمامجُنَّةٌ » لأنه يقى المأموم الزّلل والسّهو.

ومنه حديث الصدقة «كمثل رجلين عليهماجُنَّتَانِ من حديد» أى وقايتان. ويروى بالباء الموحّدة ؛ تثنية جبّة اللّباس.

وفيه أيضا «تُجِنُ بنانه» أى تغطّيه وتستره.

وفيه «أنه نهى عن ذبائحالجِنِ » هو أن يبنى الرجل الدّار فإذا فرغ من بنائها ذبح ذبيحة ، وكانوا يقولون : إذا فعل ذلك لا يضرّ أهلهاالجِنُ.

وفي حديث ماعز «أنه سأل أهله عنه فقال : أيشتكى أم بهجِنَّةٌ ؟ قالوا : لا»الجِنَّة بالكسر : الجُنُون.

٣٠٨

وفى حديث الحسن «لو أصاب ابن آدم في كلّ شىءجُنَ » أى أعجب بنفسه حتّى يصيركالمَجْنُون من شدّة إعجابه. قال القتيبى : وأحسب قول الشّنفرى من هذا :

فلو جُنَ إنسان من الحسن جُنَّت

ومنه حديثه الآخر «اللهم إنّى أعوذ بك منجُنُون العمل» أى من الإعجاب به ، ويؤكّد هذا حديثه الآخر «أنّه رأى قوما مجتمعين على إنسان ، فقال : ما هذا؟ فقالوا :مَجْنُون ، قال : هذا مصاب ، وإنماالمَجْنُون الذى يضرب بمنكبيه ، وينظر فى عطفيه ، ويتمطّى فى مشيته.

وفى حديث فضالة «كان يخرّ رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة ، حتى يقول الأعراب :مَجَانِين ، أومَجَانُون »المَجَانِين : جمع تكسير لمجنون ، وأما مجانون فشاذ ، كما شذّ شياطون في شياطين. وقد قرئ «واتّبعوا ما تتلوا الشّياطون».

(جنه ) (ه) في شعر الفرزدق يمدح علىّ بن الحسين زين العابدين :

في كفّه جُنَهِيٌ ريحه عبق

من كفّ أروع في عرنينه شمم

الجُنَهِىُ : الخيزران. ويروى : في كفّه خيزران.

(جني ) ـ فيه «لايَجْنِي جَانٍ إلا على نفسه»الجِنَايَة : الذّنب والجرم وما يفعله الإنسان ممّا يوجب عليه العذاب أو القصاص في الدنيا والآخرة. المعنى : أنه لا يطالببجِنَايَة غيره من أقاربه وأباعده ، فإذاجَنَى أحدهماجِنَايَة لا يعاقب بها الآخر ، كقوله تعالى( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) وقد تكرر ذكرها في الحديث.

[ه] وفي حديث عليّ رضى الله عنه :

هذا جَنَاى وخياره فيه

إذ كلّ جان يده إلى فيه

هذا مثل ، أوّل من قاله عمرو بن أخت جذيمة الأبرش ، كانيَجْنِى الكمأة مع أصحاب له ، فكانوا إذا وجدوا خيار الكمأة أكلوها ، وإذا وجدها عمرو جعلها في كمّه حتّى يأتى بها خاله. وقال هذه الكلمة فسارت مثلا. وأراد عليّ رضى الله عنه بقولها أنّه لم يتلطّخ بشىء من فىء المسلمين ،

٣٠٩

بل وضعه مواضعه. يقالجَنَى واجْتَنَى والجَنَا : اسم ما يُجْتَنَى من الثّمر ، ويجمعالجَنَا علىأَجْنٍ ، مثل عصا وأعص.

(ه) ومنه الحديث «أهدى لهأَجْنٍ زغب» يريد القثّاء الغضّ ، هكذا جاء في بعض الروايات ، والمشهور أجر بالراء. وقد سبق ذكره.

(س) وفي حديث أبى بكر «أنه رأى أبا ذرّ رضى الله عنهما ، فدعاه ، فجنا عليه ، فسارّه»جَنَا على الشّىءيَجْنُو : إذا أكبّ عليه. وقيل هو مهموز. وقيل الأصل فيه الهمز ، منجَنَأَ يَجْنَأُ إذا مال عليه وعطف ، ثم خفّف ، وهو لغة في أجنأ. وقد تقدّمت في أوّل الباب. ولو رويت بالحاء المهملة بمعنى أكبّ عليه لكان أشبه.

(باب الجيم مع الواو)

(جوب ) ـ في أسماء الله تعالى «المُجِيبُ » وهو الذى يقابل الدّعاء والسؤال بالقبول والعطاء. وهو اسم فاعل منأَجَابَ يُجِيبُ.

وفي حديث الاستسقاء «حتّى صارت المدينة مثلالجَوْبَة » هى الحفرة المستديرة الواسعة. وكلّ منفتق بلا بناء :جَوْبَة ، أى حتّى صار الغيم والسحاب محيطا بآفاق المدينة.

ومنه الحديث الآخر «فانْجَابَ السّحاب عن المدينة حتى صار كالإكليل» أى انجمع وتقبّض بعضه إلى بعض وانكشف عنها.

(س) وفيه «أتاه قوممُجْتَابِي النّمار» أى لابسيها. يقالاجْتَبْتُ القميصَ والظّلام : أى دخلت فيهما. وكل شيء قطع وسطه فهومَجُوب ومُجَوَّب ، وبه سمّىجَيْبُ القميص.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «أخذت إهابا معطونافَجَوَّبْتُ وسطه وأدخلته في عنقى».

(س) وحديث خيفان «وأمّا هذا الحىّ من أنمارفجَوْبُ أب ، وأولاد علّة» أى أنّهمجِيبُوا من أب واحد وقُطِعُوا منه.

[ه] ومنه حديث أبى بكر «قال للأنصار رضى الله عنه وعنهم يوم السّقيفة : إنّماجِيبَت

٣١٠

العرب عنّا كماجِيبَت الرّحا عن قطبها» أى خرقت العرب عنّا ، فكنّا وسطا ، وكانت العرب حوالينا كالرّحا وقطبها الّذى تدور عليه.

(ه) وفي حديث لقمان بن عاد «جَوَّاب ليل سرمد» أى يسرى ليله كله لا ينام. يصفه بالشّجاعة ، يقال.جَابَ البلاد سيرا. أى قطعها.

(ه) وفيه «أنّ رجلا قال : يا رسول الله أىّ اللّيلأَجْوَبُ دعوة؟ قال : جوف اللّيل الغابر»أَجْوَب ، أى أسرع إِجَابَة. كما يقال : أطوع ، من الطّاعة. وقياس هذا أن يكون منجَابَ لا منأَجَابَ ؛ لأنّ ما زاد على الفعل الثّلاثى لا يبنى منه أفعل من كذا إلّا في أحرف جاءت شاذّة قال الزمخشرى : «كأنه في التّقدير منجَابَت الدّعوة بوزن فعلت بالضّم ، كطالت : أى صارت مُسْتَجَابَة ، كقولهم في فقير وشديد ، كأنّهما من فقر وشدد ، وليس ذلك بمستعمل. ويجوز أن يكون منجُبْتُ الأرض إذا قطعتها بالسّير ، على معنى أمضى دعوة ، وأنفذ إلى مظّانّ الإِجَابَة والقبول».

وفي حديث بناء الكعبة «فسمعناجَوَاباً من السماء ، فإذا بطائر أعظم من النّسر»الجَوَاب : صوتالجَوْب ، وهو انقضاض الطائر.

(س) وفي حديث غزوة أحد «وأبو طلحةمُجَوَّب على النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم بجحفة» أى مترّس عليه يقيه بها. ويقال للتّرس أيضاجَوْبَة .

(جوث ) (س) في حديث التّلب «أصاب النّبىّصلى‌الله‌عليه‌وسلم جُوثَة » هكذا جاء في روايته. قالوا : والصواب خوبة وهى الفاقة ، وستذكر في بابها.

وفيه «أوّل جمعة جمّعت بعد المدينةبِجُوَاثَى » هو اسم حصن بالبحرين.

(جوح ) (س) فيه «إنّ أبى يريد أنيَجْتَاح مالى» أى يستأصله ويأتى عليه أخذا وإنفاقا. قال الخطابى : يشبه أن يكون ما ذكره مناجْتِيَاح والده ماله أن مقدار ما يحتاج إليه في النّفقة شىء كثير لا يسعه ماله إلّا أن يَجْتَاح أصله ، فلم يرخّص له في ترك النّفقة عليه. وقال له : أنت ومالك لأبيك. على معنى أنه إذا احتاج إلى مالك أخذ منك قدر الحاجة ، وإذا لم يكن لك مال وكان لك كسب لزمك أن تكتسب وتنفق عليه ، فأمّا أن يكون أراد به إباحة ماله له حتّى يَجْتَاحَه ويأتى عليه إسرافا وتبذيرا فلا أعلم أحدا ذهب إليه. والله أعلم. والاجْتِيَاح منالجَائِحَة : وهى الآفة

٣١١

التى تهلك الثّمار والأموال وتستأصلها ، وكلّ مصيبة عظيمة وفتنة مبيرة :جَائِحَة ، والجمعجَوَائِح. وجَاحَهُم يَجُوحُهم جَوْحاً : إذا غشيهم بالجَوائِح وأهلكهم.

(س) ومنه الحديث «أعاذكم الله منجَوْح الدهر».

(س) والحديث الآخر «أنه نهى عن بيع السّنين ووضعالجَوَائِح » وفي رواية «وأمر بوضعالجَوَائِح » هذا أمر ندب واستحباب عند عامّة الفقهاء ، لا أمر وجوب. وقال أحمد وجماعة من أصحاب الحديث : هو لازم ، يوضع بقدر ما هلك. وقال مالك : يوضع في الثلث فصاعدا : أى إذا كانتالجَائِحَة دون الثّلث فهو من مال المشترى ، وإن كانت أكثر فمن مال البائع.

(جود ) (ه) فيه «باعده الله من النار سبعين خريفا للمضمّرالمَجِيد » المجيد : صاحبالجَوَاد ، وهو الفرس السّابقالجَيِّد ، كما يقال : رجل مقو ومضعف إذا كانت دابّته قويّة أو ضعيفة.

(س) ومنه حديث الصراط «ومنهم من يمرّكأَجَاوِيد الخيل» هى جمعأَجْوَاد ، وأَجْوَاد جمعجَوَاد .

(س) ومنه حديث أبى الدرداء رضى الله عنه «التسبيح أفضل من الحمل على عشرينجَوَادا ».

(س) وحديث سليمان بن صرد «فسرت إليهجَوَادا » أى سريعا كالفرس الجَوَاد. ويجوز أن يريد سيراجَوَادا ، كما يقال سرنا عقبة جوادا : أى بعيدة.

وفي حديث الاستسقاء «ولم يأت أحد من ناحية إلا حدّثبالجَوْد »الجَوْد : المطر الواسع الغزير.جَادَهُمُ المطريَجُودُهم جَوْدا .

(س ه) ومنه الحديث «تركت أهل مكة وقدجِيدُوا » أى مطروا مطرا جَوْداً.

(س) وفيه «فإذا ابنه إبراهيم عليه الصلاة والسّلاميَجُود بنفسه» أى يخرجها ويدفعها كما يدفع الإنسان ماله يَجُود به. والجُود : الكرم. يريد أنه كان في النّزع وسياق الموت.

٣١٢

(س) وفيه «تَجَوَّدْتُها لك» أى تخيّرت الأجود منها.

(س) وفي حديث ابن سلام «وإذا أنابجَوَادَّ »الجَوَادُّ جمعجَادَّة : وهى معظم الطريق. وأصل هذه الكلمة من جدد ، وإنما ذكرناهاهنا حملا على ظاهرها.

(جور ) (ه) في حديث أم زرع «ملء كسائها وغيظجَارَتِها »الجَارَة : الضّرّة ، منالمُجَاوَرَة بينهما : أى أنها ترى حسنها فيغيظها ذلك.

[ه] ومنه الحديث «كنت بينجَارَتَيْن لى» أى امرأتين ضرّتين.

وحديث عمر رضى الله عنه «قال لحفصة : لا يغرّك أن كانتجَارَتُك هى أوسم وأحبّ إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منك» يعنى عائشة رضى الله عنها.

(س) وفيه «ويُجِيرُ عليهم أدناهم» أى إذا أَجَارَ واحد من المسلمين ـ حرّ أو عبد أو أمة ـ واحدا أو جماعة من الكفّار وخفرهم وأمّنهم جاز ذلك على جميع المسلمين ، لا ينقض عليه جواره وأمانه.

ومنه حديث الدعاء «كماتُجِيرُ بين البحور» أى تفصل بينها وتمنع أحدها من الاختلاط بالآخر والبغى عليه.

وحديث القسامة «وأحبّ أنتُجِيرَ ابنى هذا برجل من الخمسين» أى تؤمّنه منها ، ولا تستخلفه وتحول بينه وبينها. وبعضهم يرويه بالزّاى : أى تأذن له في ترك اليمين وتجيزه.

وفي حديث ميقات الحج «وهوجَوْرٌ عن طريقنا» أى مائل عنه ليس على جادّته ، منجَارَ يَجُورُ إذا مال وضلّ.

ومنه الحديث «حتى يسير الرّاكب بين النّطفتين لا يخشى إلّاجَوْراً » أى ضلالا عن الطريق. هكذا روى الأزهرى وشرح. وفي رواية «لا يخشىجَوْراً » بحذف إلّا ، فإن صح فيكونالجَوْرُ بمعنى الظّلم.

(س) وفيه «أنه كانيُجَاوِرُ بحراء ويجاور في العشر الأواخر من رمضان» أى يعتكف وقد تكرر ذكرها في الحديث بمعنى الاعتكاف ، وهى مفاعلة منالجِوَار .

٣١٣

(س) ومنه حديث عطاء «وسئل عنالمُجَاوِر يذهب للخلاء» يعنى المعتكف فأمّاالمُجَاوَرَة بمكة والمدينة فيراد بها المقام مطلقا غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرعى.

وفيه ذكر «الجَار » هو بتخفيف الراء : مدينة على ساحل البحر ، بينها وبين مدينة الرّسول عليه الصلاة والسلام يوم وليلة.

(جوز ) ـ فيه «أنّ امرأة أتت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : إنى رأيت في المنام كأنّجَائِز بيتى قد انكسر ، فقال : يردّ الله غائبك ، فرجع زوجها ثمّ غاب ، فرأت مثل ذلك ، فأتت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم تجده ، ووجدت أبا بكر فأخبرته فقال : يموت زوجك ، فذكرت ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : هل قصصتها على أحد؟ قالت : نعم. قال : هو كما قال لك»الجَائِز هو الخشبة التى توضع عليها أطراف العوارض في سقف البيت ، والجمعأَجْوِزة ) .

ومنه حديث أبى الطّفيل وبناء الكعبة «إذا هم بحيّة مثل قطعةالجَائِز ».

[ه] وفيه «الضّيافة ثلاثة أيام ، وجَائِزَته يوم وليلة ، وما زاد فهو صدقة» أى يضاف ثلاثة أيام فيتكلّف له في اليوم الأول مما اتّسع له من برّ وإلطاف ، ويقدّم له في اليوم الثانى والثالث ما حضره ولا يزيد على عادته ، ثم يعطيه ما يَجُوزُ به مسافة يوم وليلة ، ويسمّىالجِيْزَة : وهى قدر ما يَجُوز به المسافر من منهل إلى منهل ، فما كان بعد ذلك فهو صدقة ومعروف ، إن شاء فعل وإن شاء ترك ، وإنما كره له المقام بعد ذلك لئلا تضيق به إقامته فتكون الصّدقة على وجه المنّ والأذى.

ومنه الحديث «أَجِيزُوا الوفد بنحو ما كنتأَجِيزُهم » أى أعطوهم الجَيزَة والجَائِزَة : العطية. يقالأَجَازَه يُجِيزُه إذا أعطاه.

ومنه حديث العباس «ألا أمنحك ألاأُجِيزُك » أى أعطيك. والأصل الأوّل فاستعير لكلّ عطاء.

(س) وفيه «إن اللهتَجَاوَزَ عن أمّتى ما حدّثت به أنفسها» أى عفا عنهم. منجَازَه يَجُوزُه إذا تعدّاه وعبر عليه. وأنفسها بالنصب على المفعول. ويجوز الرفع على الفاعل.

__________________

(١) وجوزان وجوائز أيضا كما في القاموس.

٣١٤

ومنه الحديث «كنت أبايع الناس ، وكان من خلقىالجَوَازُ » أى التّساهل والتسامح في البيع والاقتضاء. وقد تكرر في الحديث.

ومنه الحديث «أسمع بكاء الصّبىفأَتَجَوَّز في صلاتى» أى أخفّفها وأقلّلها.

ومنه الحديث «تَجَوَّزُوا في الصلاة» أى خفّفوها وأسرعوا بها. وقيل إنّه منالجَوْز : القطع والسّير.

وفي حديث الصراط «فأكون أنا وأمّتى أوّل منيُجِيزُ عليه»يُجِيزُ : لغة فييَجُوز . يقالجَازَ وأَجَاز بمعنى.

ومنه حديث المسعى «لاتُجِيزُوا البطحاء إلّا شدّا».

وفي حديث القيامة والحساب «إنى لاأُجِيزُ اليوم على نفسى شاهدا إلا منّى» أى لا أنفذ وأمضى ، منأَجَاز أمرهيُجِيزه إذا أمضاه وجعله جَائِزاً.

(س) ومنه حديث أبى ذرّ رضى الله عنه «قبل أنتُجِيزُوا علىّ» أى تقتلونى وتنفذوا فىّ أمركم.

وفي حديث نكاح البكر «فإن صمتت فهو إذنها ، وإن أبت فلاجَوَازَ عليها» أى لا ولاية عليها مع الامتناع.

(ه) ومنه حديث شريح «إذا باعالمُجِيزان فالبيع للأوّل ، وإذا أنكح المجيزان فالنّكاح للأوّل»المُجِيزُ : الولىّ والقيّم بأمر اليتيم. والمُجِيز : العبد المأذون له في التّجارة.

(ه) ومنه حديثه الآخر «إنّ رجلا خاصم غلاما لزياد في برذون باعه وكفل له الغلام ، فقال : إن كانمُجِيزاً وكفل لك غَرِمَ».

(س) وفي حديث عليّ رضى الله عنه «أنه قام منجَوْز اللّيل يصلّى»جَوْزُ كلّ شىء : وسطه.

(س) ومنه حديث حذيفة رضى الله عنه «ربطجَوْزَه إلى سماء البيت ، أوجَائِز البيت» وجمعالجَوْز أَجْوَاز .

٣١٥

(س) ومنه حديث أبى المنهال «إنّ في النار أودية فيها حيّات أمثالأَجْوَاز الإبل» أى أوساطها.

(س) وفيه ذكر «ذىالمَجَاز » هو موضع عند عرفات كان يقام به سوق من أسواق العرب في الجاهلية. والمَجَاز : موضع الجَوَاز ، والميم زائدة. قيل سمّى به لأن إِجَازَة الحاجّ كانت فيه.

(جوس ) ـ في حديث قسّ بن ساعدة «جَوْسَة النّاظر الذى لا يحار» أى شدّة نظره وتتابعه فيه. ويروى حثّة النّاظر ، من الحثّ.

(جوظ ) ـ فيه «أهل النّار : كلّجَوَّاظٍ »الجَوَّاظ : الجموع المنوع. وقيل الكثير اللّحم المختال في مشيته. وقيل القصير البطين.

(جوع ) (ه) في حديث الرّضاع «إنما الرّضاعة منالمَجَاعَة »المَجَاعَة مفعلة ، منالجُوع : أى إن الذى يحرم من الرّضاع إنما هو الذى يرضع من جُوعِه ، وهو الطّفل ، يعنى أنّ الكبير إذا رضع امرأة لا يحرم عليها بذلك الرّضاع ؛ لأنه لم يرضعها من الجُوع.

(س) وفي حديث صلة بن أشيم «وأنا سريعالاسْتِجَاعة » هى شدة الجُوع وقوّته.

(جوف ) ـ في حديث خلق آدمصلى‌الله‌عليه‌وسلم «فلما رآهأَجْوَف عرف أنه خلق لا يتمالك»الأَجْوَف : الذى له جَوْف. ولا يتمالك أى لا يتماسك.

ومنه حديث عمران «كان عمرأَجْوَف جليدا» أى كبير الجَوْف عظيمها.

ومنه الحديث «لا تنسواالجَوْفَ وما وعى» أى ما يدخل إليه من الطّعام والشّراب ويجمع فيه. وقيل أرادبالجَوْف القلب ، وما وعى : ما حفظ من معرفة الله تعالى. وقيل : أرادبالجَوْف البطن والفرج معا.

[ه] ومنه الحديث «إنّ أخوف ما أخاف عليكمالأَجْوَفَان ».

(س) وفيه «قيل له : أىّ اللّيل أسمع؟ قال :جَوْف الليل الآخر» أى ثلثه الآخر ، وهو الجزء الخامس من أسداس الليل.

٣١٦

(س) ومنه حديث خبيب «فَجَافَتْنِى » أى وصلت إلى جَوْفِى.

(س) وحديث مسروق في البعير المتردّى في البئر «جُوفُوه » أى اطعنوا في جَوْفِه.

(س) ومنه الحديث «فيالجَائِفَة ثلث الدّية» هى الطّعنة التى تنفذ إلى الجَوْف. يقالجُفْتُه إذا أصبت جَوْفه ، وأَجَفْتُه الطّعنة وجُفْتُه بها ؛ والمرادبالجَوْف هاهنا كل ما له قوّة محيلة كالبطن والدّماغ.

(س) ومنه حديث حذيفة «ما منّا أحد لو فتّش إلا فتّش عنجَائِفَة أو منقّلة» المنقّلة من الجراح : ما ينقل العظم عن موضعه ، أراد : ليس منّا أحد إلّا وفيه عيب عظيم ، فاستعارالجَائِفَة والمنقّلة لذلك.

وفي حديث الحج «أنه دخل البيت وأَجَافَ الباب» أى ردّه عليه.

(س) ومنه الحديث «أَجِيفُوا أبوابكم» أى ردّوها. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفي حديث مالك بن دينار «أكلت رغيفا ورأسجُوَافَةٍ فعلى الدّنيا العفاء»الجُوَاف بالضّم والتّخفيف : ضرب من السّمك ، وليس من جيّده.

(ه) وفيه «فتوقّلت بنا القلاص من أعالىالجَوْف »الجَوْف : أرض لمراد. وقيل هو بطن الوادى.

(جول ) (ه) فيه «فَاجْتَالَتْهُم الشياطين» أى استخفّتهمفَجَالُوا معهم في الضّلال. يقالجِال واجْتَال : إذا ذهب وجاء. ومنهالجَوَلَان في الحرب ، واحتال الشّىء إذا ذهب به وساقه. والجَائِل. الزّائل عن مكانه. وروى بالحاء المهملة. وسيذكر.

(س) ومنه الحديث «لمّاجَالَتِ الخيل أهوى إلى عنقى» يقالجَال يَجُول جَوْلَة إذا دار.

(س) ومنه الحديث «للباطلجَوْلَة ثم يضمحلّ» هو منجَوَّل في البلاد إذا طاف : يعنى أنّ أهله لا يستقرّون على أمر يعرفونه ويطمئنّون إليه.

(س) وأما حديث الصدّيق رضى الله عنه «إنّ للباطل نزوة ، ولأهل الحقجَوْلَة » فإنه يريد غلبة ، منجَال في الحرب على قرنهيَجُول. ويجوز أن يكون من الأوّل ؛ لأنه قال بعده : يعفو لها الأثر وتموت السّنن.

٣١٧

(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «كان النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دخل إلينا لبسمِجْوَلا »المِجْوَل : الصّدرة. وقال الجوهرى : هو ثوب صغيرتَجُول فيه الجارية. وروى الخطّابى عنها قالت : كان للنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم مِجْول. وقال : تريد صدرة من حديد ، يعنى الزّرديّة.

(س) وفي حديث طهفة «ونَسْتَجِيل الجهام» أى نراه جَائِلا يذهب به الرّيح هاهنا وهاهنا. ويروى بالخاء المعجمة والحاء المهملة ، وهو الأشهر. وسيذكر في موضعه.

(س) وفي حديث عمر للأحنف «ليس لكجُولٌ » أى عقل ، مأخوذ منجُول البئر بالضّم : وهو جدارها : أى ليس لك عقل يمنعك كما يمنع جدار البئر.

(جون ) ـ في حديث أنس رضى الله عنه «جئت إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه بردةجَوْنِيَّة » منسوبة إلىالجَوْن ، وهو من الألوان ، ويقع على الأسود والأبيض. وقيل الياء للمبالغة ، كما تقول في الأحمر أحمرىّ. وقيل هى منسوبة إلى بنىالجَوْن : قبيلة من الأزد.

(س) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «لمّا قدم الشام أقبل على جمل وعليه جلد كبشجُونِيٌ » أى أسود. قال الخطابى : الكبشالجُونِيُ : هو الأسود الذى أشرب حمرة. فإذا نسبوا قالواجُوِنيٌ بالضّم ، كما قالوا في الدّهرى دهرىّ. وفي هذا نظر ، إلّا أن تكون الرواية كذلك.

(ه) وفي حديث الحجاج «وعرضت عليه درع تكاد لا ترى لصفائها ، فقال له أنيس : إنّ الشّمسجَوْنَة » أى بيضاء قد غلبت صفاء الدّرع. وفي صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «فوجدت ليده بردا وريحا كأنّما أخرجها منجُونَة عطّار»الجُونَة بالضم : الّتى يعدّ فيها الطّيب ويحرز.

(جوا ) ـ في حديث عليّ رضى الله عنه «لأن أطّلىبِجِوَاءِ قدر أحبّ إلىّ من أن أطّلى بزعفران»الجِوَاء . وعاء القدر ، أو شىء توضع عليه من جلد أو خصفة ، وجمعهاأَجْوِيَة . وقيل : هى الجِئَاء مهموزة ، وجمعها أَجْئِئَة. ويقال لهاالجِيَاء أيضا بلا همز. ويروى «بجِئَاوَة » مثل جعاوة.

(س) وفي حديث العرنّيين «فاجْتَوَوُا المدينة» أى أصابهمالجَوَى : وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول ، وذلك إذا لم يوافقهم هواؤها واستوخموها. ويقال :اجْتَوَيْت البلد إذا كرهت المقام فيه وإن كنت في نعمة.

٣١٨

(س) وفى حديث عبد الرحمن بن القاسم «قال : كان القاسم لا يدخل منزله إلّا تأوّه ، قلت : يا أبت ما أخرج هذا منك إلّاجَوَى » يريد داء الجوف. ويجوز أن يكون منالجَوَى : شدّة الوجد من عشق أو حزن.

(ه) وفى حديث يأجوج ومأجوج «فتَجْوَى الأرض من نتنهم» يقالجَوِىَ يَجْوَى : إذا أنتن. ويروى بالهمز. وقد تقدم.

وفى حديث سلمان رضى الله عنه «إنّ لكلّ امرئجَوَّانِيًّا وبرّانيّا ، فمن يصلحجَوَّانِيَّه يصلح الله برّانيّه ، ومن يفسد جوّانيّه يفسد الله برّانيّه» أى باطنا وظاهرا ، وسرّا وعلانية ، وهو منسوب إلى جوّ البيت وهو داخله ، وزيادة الألف والنون للتأكيد.

(ه) ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «ثم فتقالأَجْوَاء ، وشقّ الأرجاء»الأَجْوَاء : جمعجَوِّ ، وهو ما بين السّماء والأرض.

(جوارش ) ـ فيه «أهدى رجل من العراق إلى ابن عمر رضى الله عنهجَوَارِشَ » هو نوع من الأدوية المركّبة يقوّى المعدة ويهضم الطعام. وليست اللفظة عربية.

(باب الجيم مع الهاء)

(جهجه ) (ه) فيه «إنّ رجلا من أسلم عدا عليه ذئب ، فانتزع شاة من غنمهفجَهْجَأَه الرجل» أى زبره : أرادجَهْجَهَه ، فأبدل الهاء همزة لكثرة الهاآت وقرب المخرج.

وفى حديث أشراط الساعة «لا تذهب اللّيالى حتى يملك رجل يقال لهالجَهْجَاه » كأنه مركّب من هذا. ويروى الجهجل

(جهد ) ـ فيه «لا هجرة بعد الفتح ، ولكنجِهَاد ونيّة»الجِهَاد : محاربة الكفار ، وهو المبالغة واستفراغ ما فى الوسع والطّاقة من قول أو فعل. يقالجَهَدَ الرجل في الشّىء : أى جدّ فيه وبالغ ، وجَاهَد في الحربمُجَاهَدَة وجِهَادا . والمراد بالنية إخلاص العمل لله تعالى : أى إنّه لم يبق بعد فتح مكة هجرة ؛ لأنّها قد صارت دار إسلام ، وإنما هو الإخلاص فيالجِهَاد وقتال الكفّار.

وفي حديث معاذ رضى الله عنه «أَجْتَهِد رأيى»الاجْتِهَاد : بذل الوسع في طلب الأمر ،

٣١٩

وهو افتعال منالجُهْد : الطّاقة. والمراد به : ردّ القضيّة الّتى تعرض للحاكم من طريق القياس إلى الكتاب والسّنّة. ولم يرد الرّأى الذى يراه من قبل نفسه من غير حمل على كتاب أو سنّة.

وفي حديث أم معبد «شاة خلّفهاالجَهْد عن الغنم» قد تكرر لفظالجَهْد والجَهْد في الحديث كثيرا ، وهو بالضم : الوسع والطّاقة ، وبالفتح : المشقّة. وقيل المبالغة والغاية. وقيل هما لغتان في الوسع والطّاقة ، فأمّا في المشقّة والغاية فالفتح لا غير. ويريد به في حديث أم معبد : الهزال. ومن المضموم حديث الصدقة «أىّ الصّدقة أفضل؟ قال :جُهْد المقلّ» أى قدر ما يحتمله حال القليل المال.

(ه) ومن المفتوح حديث الدعاء «أعوذ بك منجَهْد البلاء» أى الحالة الشّاقّة.

وحديث عثمان رضى الله عنه «والناس في جيش العسرةمُجْهِدُون معسرون» يقالجُهِدَ الرجل فهومَجْهُود : إذا وجد مشقّة. وجُهِدَ الناس فهممَجْهُودُون : إذا أجدبوا. فأماأَجْهَد فهومُجْهِد بالكسر : فمعناه ذوجَهْد ومشقّة ، وهو منأَجْهَدَ دابّته إذا حمل عليها في السّير فوق طاقتها. ورجلمُجْهِدٌ : إذا كان ذا دابّة ضعيفة من التّعب. فاستعاره للحال في قلّة المال. وأُجْهِدَ فهومُجْهَد بالفتح : أى أنه أوقع فيالجَهْد : المشقّة.

(س) وفي حديث الغسل «إذا جلس بين شعبها الأربع ثمجَهَدَهَا » أى دفعها وحفزها. يقالجَهَدَ الرجل في الأمر : إذا جدّ فيه وبالغ.

وفي حديث الأقرع والأبرص «فو الله لاأَجْهَدُك اليوم بشيء أخذته لله» أى لا أشقّ عليك وأردّك في شىء تأخذه من مالى لله تعالى. وقيل :الجَهْد من أسماء النكاح.

[ه] وفي حديث الحسن «لايُجْهِد الرجل ماله ثم يقعد يسأل الناس» أى يفرّقه جميعه هاهنا وهاهنا.

(ه) وفيه «أنهصلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل بأرضجَهَاد » هى بالفتح : الصّلبة. وقيل : التى لا نبات بها.

(جهر ) (ه) في صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من رآهجَهَرَه » أى عظم في عينه. يقالجَهَرت الرجل واجْتَهَرتَه : إذا رأيته عظيم المنظر. ورجلجَهِير : أى ذو منظر.

٣٢٠