النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5339
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5339 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

(ه) ومنه حديث أسيد بن حضير «أنه قال لعامر بن الطّفيل : اخرج بذمّتك لا أنفذحِضْنَيْك ».

ومنه حديث سطيح :

كأنما حثحث من حِضْنَيْ ثكن

وحديث عليّ رضى الله عنه «عليكمبالحِضْنَيْن » أى مجنّبتى العسكر.

ومنه حديث عروة بن الزبير «عجبت لقوم طلبوا العلم حتّى إذا نالوا منه صارواحُضَّاناً لأبناء الملوك» أى مربّين وكافلين. وحُضَّان : جمعحَاضِن ، لأن المربّى والكافل يضمّ الطفل إلى حِضْنِه ، وبه سمّيتالحَاضِنَة ، وهى التى تربّى الطفل. والحَضَانَة بالفتح : فعلها. وقد تكرر في الحديث.

(ه) وفي حديث السّقيفة «إنّ إخواننا من الأنصار يريدون أنيَحْضُنُونَا من هذا الأمر» أى يخرجونا. يقالحَضَنْتُ الرجل عن الأمرأَحْضُنُه حَضْناً وحَضَانَة : إذا نحّيته عنه وانفردت به دونه ، كأنه جعله في حضن منه ، أى جانب. قال الأزهرى : قال الليث : يقالأَحْضَنَنِي من هذا الأمر : أى أخرجنى منه. قال : والصوابحَضَنَنِي.

ومنه الحديث «أن امرأة نعيم أتت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : إنّ نعيما يريد أنيَحْضُنَنِي أمر ابنتي ، فقال : لاتَحْضُنْهَا وشاورها».

[ه] ومنه حديث ابن مسعود في وصيّته «ولاتُحْضَن زينب عن ذلك» يعنى امرأته : أى لا تحجب عن وصيّته ولا يقطع أمر دونها.

(ه) وفي حديث عمران بن حصين «لأن أكون عبدا حبشيّا في أعنزحَضَنِيَّات أرعاهنّ حتى يدركنى أجلى أحبّ إلىّ من أن أرمى في أحد الصّفين بسهم أصبت أم أخطأت»الحَضَنِيَّات منسوبة إلىحَضَن بالتحريك ، وهو جبل بأعالى نجد. ومنه المثل «أنجد من رأىحَضَناً » وقيل هى غنم حمر وسود. وقيل : هى التى أحد ضرعيها أكبر من الآخر.

٤٠١

(باب الحاء مع الطاء)

(حطط ) ـ فيه «من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو لهحِطَّة » أى تَحُطُّ عنه خطاياه وذنوبه. وهى فعلة منحَطَّ الشىءيَحُطُّه إذا أنزله وألقاه.

ومنه الحديث في ذكرحِطَّة بنى إسرائيل ، وهو قوله تعالى( وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ ) أى قولوا حُطَّ عنّا ذنوبنا ، وارتفعت على معنى : مسألتنا حطّة ، أو أمرنا حطّة.

(ه) وفيه «جلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى غصن شجرة يابسة فقال بيدهفَحَطَّ ورقها» أى نثره.

ومنه حديث عمر «إذاحَطَطْتُمُ الرّحال فشدّوا السّروج» أى إذا قضيتم الحجّ ، وحططتم رحالكم عن الإبل ، وهى الأكوار والمتاع ، فشدّوا السّروج على الخيل للغزو.

وفي حديث سبيعة الأسلميّة «فحَطَّتْ إلى السّلب» أى مالت إليه ونزلت بقلبها نحوه.

وفيه «أنّ الصلاة تسمّى في التوراةحَطُوطاً ».

(حطم ) (ه) في حديث زواج فاطمة رضى الله عنها «أنه قال لعليّ : أين درعكالحَطَمِيَّة » هى التىتَحْطِمُ السيوف : أى تكسرها. وقيل : هى العريضة الثّقيلة. وقيل : هى منسوبة إلى بطن من عبد القيس يقال لهم حطمة بن محارب كانوا يعملون الدروع. وهذا أشبه الأقوال.

(ه) ومنه الحديث «سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : شرّ الرّعاءالحُطَمَة » هو العنيف برعاية الإبل في السّوق والإيراد والإصدار ، ويلقى بعضها على بعض ، ويعسفها. ضربه مثلا لوالى السّوء. ويقال أيضاحُطَمٌ ، بلا هاء.

ومنه حديث عليّ رضى الله عنه «كانت قريش إذا رأته في حرب قالت : احذرواالحُطَم احذروا القطم».

٤٠٢

ومنه قول الحجّاج في خطبته

قد لفّها اللّيل بسوّاق حُطَم

أى عسوف عنيف. والحُطَم من أبنية المبالغة ، وهو الذى يكثر منه الحَطْم. ومنه سمّيت النارالحُطَمَة : لأنها تَحْطِم كل شىء.

ومنه الحديث «رأيت جهنميَحْطِم بعضها بعضها».

(س) ومنه حديث سودة «أنّها استأذنت أن تدفع من منى قبلحَطْمَة الناس» أى قبل أن يزدحموا ويحطم بعضهم بعضا.

وفي حديث توبة كعب بن مالك «إذنيَحْطِمكم الناس» أى يدوسونكم ويزدحمون عليكم.

[ه] ومنه سمى «حَطِيم مكة» ، وهو ما بين الركن والباب. وقيل : هو الحجر المخرج منها ، سمى به لأن البيت رفع وترك هومَحْطُوما : وقيل لأنّ العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب فتبقى حتّى تَنْحَطِم بطول الزمان ، فيكون فعيلا بمعنى فاعل.

(ه) وفي حديث عائشة «بعد ماحَطَمَه الناس».

وفي رواية «بعد ماحَطَمْتُمُوه » يقال :حَطَم فلانا أهله : إذا كبر فيهم ، كأنّهم بما حمّلوه من أثقالهم صيّروه شيخامَحْطُومَا .

(ه) ومنه حديث هرم بن حبّان «أنّه غضب على رجل فجعليَتَحَطَّم عليه غيظا» أى يتلظّى ويتوقّد ، مأخوذ منالحُطَمَة : النّار.

(س) وفي حديث جعفر «كنّا نخرج سنةالحَطْمَة » هى السنة الشديدة الجدب.

(س) وفي حديث الفتح «قال للعبّاس : احبس أبا سفيان عندحَطْم الجبل» هكذا جاءت في كتاب أبى موسى وقال : حطم الجبل : الموضع الذى حطم منه : أى ثلم فبقى منقطعا.

قال : ويحتمل أن يريد عند مضيق الجبل ، حيث يزحم بعضهم بعضا. ورواه أبو نصر الحميدى في كتابه بالخاء المعجمة ، وفسّرها في غريبه فقال : الخطم والخطمة : زعن الجبل ، وهو الأنف النادر منه. والذى جاء في كتاب البخارى ، وهو أخرج الحديث فيما قرأناه ورأيناه من نسخ كتابه

٤٠٣

«عندحَطْم الخيل» هكذا مضبوطا ، فإن صحّت الرّواية به ولم يكن تحريفا من الكتبة فيكون معناه ـ والله أعلم ـ أنه يحبسه في الموضع المتضايق الذىتَتَحَطَّم فيه الخيل. أى يدوس بعضها بعضا ، ويزحم بعضها بعضا فيراها جميعها ، وتكثر في عينه بمرورها في ذلك الموضع الضّيّق. وكذلك أراد بحبسه عند خطم الجبل على ما شرحه الحميدى ، فإنّ الأنف النّادر من الجبل يضيِّق الموضع الذى يخرج فيه.

(حطا ) (ه) في حديث ابن عباس قال : أخذ النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقفاىفحَطَانِي حَطْوَة » قال الهروى : هكذا جاء به الرّاوى عير مهموز. قال ابن الأعرابى :الحَطْو : تحريك(١) الشّىء مزعزعا. وقال : رواه شمر بالهمز. يقالحَطَأَهُ يَحْطَؤُه حَطْأً : إذا دفعه بكفه. وقيل : لا يكونالحَطْء إلّا ضربة بالكفّ بين الكتفين.

ومنه حديث المغيرة «قال لمعاوية حين ولّى عمرا : ما لبّثك السّهمىّ أنحَطَا بك إذ تشاورتما» أى دفعك عن رأيك.

(باب الحاء مع الظاء)

(حظر ) ـ فيه «لا يلجحَظِيرَة القدس مدمن خمر» أراد بحظيرة القدس الجنّة. وهى في الأصل : الموضع الذى يحاط عليه لتأوى إليه الغنم والإبل ، يقيهما البرد والرّيح.

(ه) ومنه الحديث «لا حمى في الأراك ، فقال له رجل : أراكة فيحِظَاري » أراد الأرض التى فيها الزرع المحاط عليهاكالحَظِيرَة ، وتفتح الحاء وتكسر. وكانت تلك الأراكة التى ذكرها في الأرض التى أحياها قبل أن يحييها ، فلم يملكها بالإحياء وملك الأرض دونها ؛ إذ كانت مرعى للسّارحة.

ومنه الحديث «أتته امرأة فقالت : يا نبى الله ادع الله لى فلقد دفنت ثلاثة ، فقال : لقداحْتَظَرْتِ بحِظَارٍ شديد من النار» والاحْتِظَارُ : فعل الحِظَار ، أراد لقد احتميت بحمى عظيم من النار يقيك حرّها ويؤمّنك دخولها.

__________________

(١) في اللسان : تحريكك.

٤٠٤

ومنه حديث مالك بن أنس «يشترط صاحب الأرض على المساقى شدّالحِظَار » يريد به حائط البستان.

(ه) وفي حديث أكيدر «لايُحْظَر عليكم النّبات» أى لا تمنعون من الزراعة حيث شئتم. والحَظْر : المنع.

ومنه قوله تعالى( وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً ) وكثيرا ما يرد في الحديث ذكرالمَحْظُور ، ويراد به الحرام. وقدحَظَرْت الشىء إذا حرّمته. وهو راجع إلى المنع.

(حظظ ) (س) في حديث عمر «منحَظَّ الرجل نفاق أيّمه وموضع حقّه»الحَظُّ : الجدّ والبخت. وفلانحَظِيظ ومَحْظُوظ ، أى من حَظَّه أن يرغب في أيّمه ، وهى التى لا زوج لها من بناته وأخواته ، ولا يرغب عنهنّ ، وأن يكون حقّه في ذمّة مأمون جحوده وتهضّمه ، ثقة وفىّ به.

(حظا ) (س) في حديث موسى بن طلحة «قال : دخل علىّ طلحة وأنا متصبّح فأخذ النّعلفحَظَانِي بهاحَظَيَات ذوات عدد» أى ضربنى بها ، كذا روى بالظاء المعجمة. قال الحربى : إنما أعرفها بالطاء المهملة. وأمّا بالظاء فلا وجه له. وقال غيره : يجوز أن يكون منالحَظْوَة بالفتح ، وهو السّهم الصغير الذى لا نصل له. وقيل كلّ قضيب ثابت في أصل فهوحَظْوَة ، فإن كانت اللفظة محفوظة فيكون قد استعار القضيب أو السّهم للنّعل. يقال :حَظَاه بالحَظْوة إذا ضربه بها ، كما يقال عصاه بالعصا.

وفي حديث عائشة «تزوّجنى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في شوال وبنى بى في شوال ، فأىّ نسائه كانأَحْظَى منّى؟» أى أقرب إليه منّى وأسعد به. يقال :حَظِيَت المرأة عند زوجهاتَحْظَى حُظْوَة وحِظْوَة بالضّم والكسر(١) : أى سعدت به ودنت من قلبه وأحبّها.

__________________

(١) وبالفتح أيضا : فهو مثلث ، كما في تاج العروس.

٤٠٥

(باب الحاء مع الفاء)

(حفد ) (ه) في حديث أم معبد «مَحْفُود محشود ، لا عابس ، ولا مفند»المَحْفُود : الذى يخدمه أصحابه ويعظّمونه ويسرعون في طاعته. يقالحَفَدْت وأَحْفَدْتُ ، فأناحَافِد ومَحْفُودٌ . وحَفَدٌ وحَفَدَة جمعحَافِد ، كخدم وكفرة.

ومنه حديث أميّة «بالنّعممَحْفُود ».

ومنه دعاء القنوت «وإليك نسعى ونَحْفِد » أى نسرع في العمل والخدمة :

(ه) وحديث عمر ، وذكر له عثمان للخلافة فقال «أخشىحَفْدَه » أى إسراعه في مرضات أقاربه.

(حفر ) (س) في حديث أبىّ «قال : سألت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن التّوبة النّصوح فقال : هو النّدم على الذنب حين يفرط منك ، وتستغفر الله بندامتك عندالحَافِر ، ثم لا تعود إليه أبدا» قيل : كانوا لكرامة الفرس عندهم ونفاستهم بها لا يبيعونها إلّا بالنّقد ، فقالوا : النّقد ، فقالوا : النّقد عندالحَافِر : أى عند بيع ذات الحَافِر ، وسيّروه مثلا. ومن قال «عندالحَافِرَة » فإنه لمّا جعل الحافر في معنى الدّابّة نفسها ، وكثر استعماله من غير ذكر الذّات ألحقت به علامة التأنيث ، إشعارا بتسمية الذّات بها ، أو هى فاعلة منالحَفْر ، لأنّ الفرس بشدّة دوسها تَحْفِر الأرض. وهذا هو الأصل ، ثم كثر حتى استعمل في كل أوّليّة ، فقيل : رجع إلىحَافِرِه وحَافِرَتِه ، وفعل كذا عندالحَافِر والحَافِرَة . والمعنى تنجيز النّدامة والاستغفار عند مواقعة الذّنب من غير تأخير ، لأن التأخير من الإصرار. والباء في «بندامتك» بمعنى مع أو للاستعانة : أى تطلب مغفرة الله بأن تندم. والواو في «وتستغفر» للحال ، أو للعطف على معنى النّدم.

(ه) ومنه الحديث «إنّ هذا الأمر [لا](١) يترك على حالته حتّى يردّ إلىحَافِرَتِه » أى أوّل تأسيسه.

ومنه حديث سراقة «قال : يا رسول الله أرأيت أعمالنا التى نعمل أمؤاخذون بها عندالحَافِر ؛ خير فخير ، أو شرّ فشرّ ، أو شىء سبقت به المقادير وجفّت به الأقلام؟».

__________________

(١) الزيادة من ا ، واللسان ، وشرح القاموس.

٤٠٦

وفيه ذكر «حَفْر أبى موسى» وهى بفتح الحاء والفاء : ركايااحْتَفَرَها على جادّة البصرة إلى مكة.

وفيه ذكر «الحَفِير » بفتح الحاء وكسر الفاء : نهر بالأردن نزل عنده النّعمان بن بشير. وأمّا بضم الحاء وفتح الفاء ، فمنزل بين ذى الحليفة وملل ، يسلكه الحاجّ.

(حفز ) (س) فيه عن أنس «من أشراط الساعةحَفْزُ الموت ، قيل : وماحَفْزُ الموت؟ قال : موت الفجأة»الحَفْز : الحثّ والإعجال.

(ه) ومنه حديث أبى بكرة «أنه دبّ إلى الصّفّ راكعا وقدحَفَزَه النفس» وقد تكرر في الحديث.

ومنه حديث البراق «وفي فخذيه جناحانيَحْفِزُ بهما رجليه».

[ه] ومنه الحديث «أنه عليه الصلاة والسلام أتى بتمر فجعل يقسمه وهومُحْتَفِز » أى مستعجل مستوفز يريد القيام.

[ه] ومنه حديث ابن عباس «أنه ذكر عنده القدرفاحْتَفَزَ » أى قلق وشخص به. وقيل : استوى جالسا على وركيه كأنه ينهض.

ومنه حديث عليّ «إذا صلت المرأةفَلْتَحْتَفِز إذا جلست وإذا سجدت ولا تخوّى كما يخوّى الرجل» أى تتضامّ وتجتمع.

وفي حديث الأحنف «كان يوسّع لمن أتاه ، فإذا لم يجد متّسعاتَحَفَّزَ لهتَحَفُّزاً ».

(حفش ) (ه) في حديث ابن اللّتبيّة «كان وجّهه ساعيا على الزكاة ، فرجع بمال ، فقال : هلّا قعد فيحِفْشِ أمّه فينظر أيهدى إليه أم لا»الحِفْشُ بالكسر : الدّرج ، شبّه به بيت أمّه في صغره. وقيل :الحِفْشُ البيت الصغير الذّليل القريب السّمك ، سمّى به لضيقه. والتَّحَفُّشُ : الانضمام والاجتماع.

ومنه حديث المعتدّة «كانت إذا توفّى عنها زوجها دخلتحِفْشاً ، ولبست شرّ ثيابها» وقد تكرر في الحديث.

٤٠٧

(حفظ ) ـ في حديث حنين «أردت أنأُحْفِظَ الناس ، وأن يقاتلوا عن أهليهم وأموالهم» أى أغضبهم ، منالحَفِيظَة : الغضب.

(ه) ومنه الحديث «فبدرت منّى كلمةأَحْفَظْتُهُ » أى أغضبته.

(حفف ) ـ في حديث أهل الذكر «فيَحُفُّونَهم بأجنحتهم» أى يطوفون بهم ويدورون حولهم.

وفي حديث آخر «إلاحَفَّتْهُم الملائكة».

(ه) وفيه «منحَفَّنَا أو رفّنا فليقتصد» أى من مدحنا فلا يغلونّ فيه. والحفّة : الكرامة التامة.

(ه) وفيه «ظلّل الله مكان البيت غمامة ، فكانتحِفَافَ البيت» أى محدقة به.

وحِفَافَا الجبل : جانباه.

(ه) ومنه حديث عمر رضى الله عنه «كان أصلع ، لهحِفَافٌ » هو أن ينكشف الشّعر عن وسط رأسه ويبقى ما حوله.

وفيه «أنه عليه الصلاة والسلام لم يشبع من طعام إلّا علىحَفَفٍ »الحَفَفُ : الضّيق وقلة المعيشة. يقال : أصابهحَفَفٌ وحُفُوف. وحَفَّت الأرض إذا يبس نباتها : أى لم يشبع إلّا والحال عنده خلاف الرّخاء والخصب.

ومنه حديث عمر «قال له وفد العراق : إن أمير المؤمنين بلغ سنّا وهوحَافُ المطعم» أى يابسه وقحله.

ومنه حديثه الآخر «أنه سأل رجلا فقال : كيف وجدت أبا عبيدة؟ فقال : رأيتحفُوُفاً » أى ضيق عيش.

(ه) ومنه الحديث «بلغ معاوية أنّ عبد الله بن جعفرحَفَّفَ وجهد» أى قلّ ماله.

(حفل ) (ه) فيه «من اشترىمُحَفَّلَة وردّها فليردّ معها صاعا»المُحَفَّلَة : الشاة. أو البقرة ، أو الناقة ، لا يحلبها صاحبها أيّاما حتى يجتمع لبنها في ضرعها ، فإذا احتلبها المشترى حسبها غزيرة ،

٤٠٨

فزاد في ثمنها ، ثم يظهر له بعد ذلك نقص لبنها عن أيامتَحْفِيلِها ، سمّيتمُحَفَّلَة ، لأن اللبنحُفَّلٌ في ضرعها : أى جمع.

(ه) ومنه حديث عائشة تصف عمر رضى الله عنهما «فقالت : لله أمّحَفَلَت له ودرّت عليه» أى جمعت اللّبن في ثديها له.

(س) ومنه حديث حليمة «فإذا هىحَافِل » أى كثيرة اللّبن.

وحديث موسى وشعيبعليهما‌السلام «فاستنكر أبوهما سرعة صدرهما بغنمهماحُفَّلاً بطانا» هى جمعحَافِل : أى ممتلئة الضّروع.

(س) ومنه الحديث في صفة عمر «ودفقت فيمَحَافِلِها » جمعمَحْفِل ، أومُحْتَفَلٌ ، حيثيَحْتَفِل الماء : أى يجتمع.

وفيه «وتبقىحُفَالَة كحُفَالَة التّمر» أى رذالة من الناس كردىء التّمر ونفايته ، وهو مثل الحثالة بالثاء. وقد تقدّم.

(ه) وفي رقية النملة «العروس تكتحل وتَحْتَفِلُ » أى تتزيّن وتحتشد للزّينة. يقال :حَفَلْتُ الشىء ، إذا جلوته.

وفيه ذكر «المَحْفِل » وهو مجتمع الناس ، ويجمع علىالمَحَافلِ.

(حفن ) [ه] في حديث أبى بكر «إنما نحنحَفْنَةٌ منحَفَنَات الله» أراد إنا على كثرتنا يوم القيامة قليل عند اللهكالحَفْنَة ، وهى ملء الكفّ ، على جهة المجاز والتّمثيل ، تعالى الله عن التشبيه ، وهو كالحديث الآخر «حثية من حثيات ربّنا».

وفيه «أن المقوقس أهدى إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم مارية منحَفْن » هى بفتح الحاء وسكون الفاء والنون : قرية من صعيد مصر ، ولها ذكر في حديث الحسن بن على رضى الله عنهما مع معاوية.

(حفا ) ـ فيه «أنّ عجوزا دخلت عليه فسألهافَأَحْفَى ، وقال : إنها كانت تأتينا في زمن خديجة ، وإنّ كرم العهد من الإيمان» يقالأَحْفَى فلان بصاحبه ، وحُفِيَ به ، وتَحَفَّى : أى بالغ في برّه والسّؤال عن حاله.

٤٠٩

ومنه حديث أنس «أنهم سألوا النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتىأَحْفَوْه » أى استقصوا في السؤال.

(ه) وحديث عمر «فأنزل أويسا القرنىّفاحْتَفَاه وأكرمه».

(ه) وحديث عليّ «أنّ الأشعث سلّم عليه فردّعليه‌السلام بغيرتَحَفٍ » أى غير مبالغ في الرّدّ والسؤال.

وحديث السواك «لزمت السواك حتى كدتأُحْفِي فمي» أى استقصى على أسنانى فأذهبها بالتّسوّك.

[ه] ومنه الحديث «أمر أنتُحْفَى الشّوارب» : أى يبالغ في قصّها.

(ه س) والحديث الآخر «إن الله تعالى يقول لآدم : أخرج نصيب جهنم من ذرّيتك ، فيقول : يا رب كم؟ فيقول : من كل مائة تسعة وتسعين ، فقالوا : يا رسول اللهاحْتُفِينَا إذا ، فما ذا يبقى؟» أى استؤصلنا ، منإِحْفَاء الشّعر. وكلّ شىء استؤصل فقداحْتُفِيَ.

ومنه حديث الفتح «أن تحصدوهم حصدا ، وأَحْفَى بيده» أى أمالها وصفا للحصد والمبالغة في القتل.

وفي حديث خليفة «كتبت إلى ابن عباس أن يكتب إلىّ ويُحْفِي عنّى» أى يمسك عنى بعض ما عنده مما لا أحتمله ، وإن حملالإِحْفَاء بمعنى المبالغة فيكون عنّى بمعنى علىّ. وقيل هو بمعنى المبالغة في البرّ به والنصيحة له. وروى بالخاء المعجمة.

(ه) وفيه «أنّ رجلا عطس عند النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم فوق ثلاث ، فقال له :حَفَوْت » أى منعتنا أن نشمّتك بعد الثلاث ، لأنه إنما يشمّت في الأولى والثانية. والحَفْو : المنع ، ويروى بالقاف : أى شدّدت علينا الأمر حتى قطعتنا عن تشميتك. والشّدّ من باب المنع.

ومنه «أنّ رجلا سلم على بعض السّلف فقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الزّاكيات.

فقال له : أراك قدحَفَوْتَنَا ثوابها» أى منعتنا ثواب السّلام حيث استوفيت علينا في الردّ. وقيل : أراد تقصّيت ثوابها واستوفيته علينا.

وفي حديث الانتعال «لِيُحْفِهما جميعا أو لينعلهما جميعا» أى ليمشحَافِي الرّجلين

٤١٠

أو منتعلهما ، لأنه قد يشقّ عليه المشى بنعل واحدة ، فإنّ وضع إحدى القدمينحَافِيَةً إنما يكون مع التّوقّى من أذى يصيبها ، ويكون وضع القدم المنتعلة على خلاف ذلك فيختلف حينئذ مشيه الذى اعتاده فلا يأمن العثار. وقد يتصوّر فاعله عند الناس بصورة من إحدى رجليه أقصر من الأخرى.

(ه) وفيه «قيل له : متى تحلّ لنا الميتة؟ فقال : ما لم تصطبحوا ، أو تغتبقوا ، أوتَحْتَفِئُوا بها بقلا فشأنكم بها» قال أبو سعيد الضّرير : صوابه «ما لمتَحْتَفُوا بها» بغير همز ، منأَحْفَى الشّعر. ومن قال تَحْتَفِئُوا مهموزا هو من الحَفَإِ ، وهو البردىّ فباطل ؛ لأن البردىّ ليس من البقول.

وقال أبو عبيد : هو من الحَفَأِ ؛ مهموز مقصور ، وهو أصل البرديّ الأبيض الرّطب منه ، وقد يؤكل. يقول ما لم تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه. ويروى «ما لم تَحْتَفُّوا» بتشديد الفاء ، من احْتَفَفْت الشىء إذا أخذته كلّه ، كما تَحُفُّ المرأة وجهها من الشّعر. ويروى «ما لم تجتفئوا» بالجيم. وقد تقدم. ويروى بالخاء المعجمة وسيذكر في بابه.

وفي حديث السّباق ذكر «الحَفْيَاء » وهو بالمدّ والقصر : موضع بالمدينة على أميال. وبعضهم يقدّم الياء على الفاء.

(باب الحاء مع القاف)

(حقب ) (ه) فيه «لا رأىلحَاقِب ولا لحاقن»الحَاقِب : الذى احتاج إلى الخلاء فلم يتبرّز فانحصر غائطه.

ومنه الحديث «نهى عن صلاةالحَاقِب والحاقن».

(س) ومنه الحديث «حَقِبَ أمر الناس» أى فسد واحتبس ، من قولهم حقب المطر : أى تأخّر واحتبس.

(ه) ومنه حديث عبادة بن أحمر «فجمعت إبلى وركبت الفحلفحَقِبَ فتفاجّ يبول فنزلت عنه»حَقِبَ البعير : إذا احتبس بوله. وقيل هو أن يصيب قضيبهالحَقَبُ. وهو الحبل الذى يشدّ على حقو البعير فيورثه ذلك.

(س) ومنه حديث حنين «ثم انتزع طلقا منحَقَبِه » أى من الحبل المشدود على حقو

٤١١

البعير ، أو منحَقِيبَتِه ، وهى الزيادة(١) التى تجعل في مؤخّر القتب ، والوعاء الذى يجمع الرجل فيه زاده.

(س) ومنه حديث زيد بن أرقم «كنت يتيما لابن رواحة فخرج بى إلى غزوة مؤتة مردفي علىحَقِيبَة رحله».

(س) وحديث عائشة «فأَحْقَبَها عبد الرحمن على ناقة» أى أردفها خلفه على حَقِيبَة الرحل.

(س) وحديث أبى أمامة «أنهأَحْقَبَ زاده خلفه على راحلته» أى جعله وراءه حَقِيبَة.

(س) ومنه حديث ابن مسعود «الإمّعة فيكم اليومالمُحْقِب النّاس دينه» وفي رواية «الذىيَحْقِب دينه الرّجال» أراد الذى يقلّد دينه لكل أحد. أى يجعل دينه تابعا لدين غيره بلا حجّة ولا برهان ولا رويّة ، وهو من الإرداف على الحَقِيبَة.

(س) وفي صفة الزبير «كان نفجالحَقِيبَة » أى رابى العجز ناتئه ، وهو بضم النون والفاء.

ومنه انتفج جنبا البعير : أى ارتفعا.

(س) وفيه ذكر «الأَحْقَب» ، وهو أحد النّفر الذين جاءوا إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم من جنّ نصيبين. قيل كانوا خمسة : خسا ، ومسا ، وشاصه ، وباصه ، والأَحْقَب.

وفي حديث قسّ :

وأعبد من تعبّد في الحِقَبِ

جمعحِقْبَة بالكسر وهى السّنة. والحُقْب بالضم. ثمانون سنة. وقيل أكثر. وجمعهحِقَاب.

(حقحق ) [ه] في حديث سلمان «شرّ السّيرالحَقْحَقَة » هو المتعب من السّير. وقيل هو أن تحمل الدابة على ما لا تطيقه.

ومنه حديث مطرّف «أنه قال لولده : شرّ السّير الحَقْحَقَة» وهو إشارة إلى الرّفق في العبادة.

(حقر ) ـ فيه «عطس عنده رجل فقال :حَقِرْت ونقرت»حَقُرَ الرجل إذا صارحَقِيراً : أى ذليلا.

__________________

(١) في الأساس والتاج : الرفادة.

٤١٢

(حقف ) (ه) فيه «فإذا ظبىحَاقِفٌ » أى نائم قد انحنى في نومه.

وفي حديث قسّ «في تنائفحِقَاف » وفي رواية أخرى «في تنائفحَقَائِف »الحِقَاف : جمعحِقْف : وهو ما اعوجّ من الرّمل واستطال ، ويجمع علىأَحْقَاف. فأماحَقَائِف فجمع الجمع ، إمّا جمعحِقَاف أوأَحْقَاف.

(حقق ) ـ في أسماء الله تعالى «الْحَقُ » هو الموجود حَقِيقَةالمُتَحَقِّق وجوده وإلهيّته. والحَقُ : ضدّ الباطل.

ومنه الحديث «من رآنى فقد رأىالحَقَ » أى رؤيا صادقة ليست من أضغاث الأحلام. وقيل فقد رآنيحَقِيقَةً غير مشبّه.

ومنه الحديث «أميناحَقٌ أمين» أى صدقا. وقيل واجبا ثابتا له الأمانة.

ومنه الحديث «أتدري ماحَقُ العباد على الله؟» أى ثوابهم الذى وعدهم به ، فهو واجب الإنجاز ثابت بوعده الحقّ.

ومنه الحديث «الحَقُ بعدى مع عمر!».

ومنه حديث التّلبية «لبّيكحَقّاً حقّا» أى غير باطل ، وهو مصدر مؤكّد لغيره : أى أنه أكّد به معنى ألزم طاعتك الذى دلّ عليه لبّيك ، كما تقول : هذا عبد الله حقّا فتؤكّد به ، وتكريره لزيادة التأكيد. وتعبّدا مفعول له(١) .

(س) ومنه الحديث «إن الله أعطى كل ذىحَقٍ حَقَّه فلا وصيّة لوارث» أى حظّه ونصيبه الذى فرض له.

(ه) ومنه حديث عمر «أنه لمّا طعن أوقظ للصلاة ، فقال : الصلاة والله إذا ، ولاحَقَ » أى لا حظّ في الإسلام لمن تركها. وقيل : أراد الصّلاة مقضيّة إذا ، ولا حقّ مقضىّ غيرها : يعنى في عنقهحُقُوقاً جمّة يجب عليه الخروج من عهدتها وهو غير قادر عليه فهب أنه قضى حقّ الصلاة فما بالالحُقُوقُ الأخر؟.

__________________

(١) هكذا بالأصل وا ، ولسنا نجد لقوله «تعبدا» مرجعا في الحديث. وقد نقلها اللسان كما هى. وتشكك مصححه فقال :«قوله تعبدا الخ» هكذا بالأصل والنهاية.

٤١٣

(س) ومنه الحديث «ليلة الضّيفحَقٌ ، فمن أصبح بفنائه ضيف فهو عليه دين» جعلها حقّا من طريق المعروف والمروءة ، ولم يزل قرى الضّيف من شيم الكرام ، ومنع القرى مذموم.

(س) ومنه الحديث «أيّما رجل ضاف قوما فأصبح محروما فإنّ نصرهحَقٌ على كل مسلم حتى يأخذ قرى ليلته من زرعه وماله» وقال الخطّابى : يشبه أن يكون هذا في الذى يخاف التّلف على نفسه ولا يجد ما يأكله ، فله أن يتناول من مال الغير ما يقيم نفسه. وقد اختلف الفقهاء في حكم ما يأكله : هل يلزمه في مقابلته شىء أم لا؟

(س ه) وفيه «ماحَقُ امرئ مسلم أن يبيت ليلتين إلّا ووصيّته عنده» أى ما الأحزم له والأحوط إلّا هذا. وقيل : ما المعروف في الأخلاق الحسنة إلا من جهة الفرض. وقيل : معناه أنّ الله حكم على عباده بوجوب الوصيّة مطلقا ، ثم نسخ الوصيّة للوارث ، فبقى حقّ الرجل في ماله أن يوصى لغير الوارث ، وهو ما قدّره الشارع بثلث ماله.

(ه) وفي حديث الحضانة «فجاء رجلانيَحْتَقَّان في ولد» أى يختصمان ويطلب كل واحد منهما حَقَّه.

ومنه الحديث «منيُحَاقُّنِي في ولدى».

وحديث وهب «كان فيما كلّم الله أيوبعليه‌السلام : أتُحَاقُّنِي بخطئك؟».

(س) ومنه كتابه لحصين «إنّ له كذا وكذا لايُحَاقُّه فيها أحد».

(ه) وحديث ابن عباس «متى ما يغلوا في القرآنيَحْتَقُّوا » أى يقول كل واحد منهم الحقّ بيدى.

(ه) وفي حديث عليّ «إذا بلغ النّساء نصّالحِقَاق فالعصبة أولى»الحِقَاق : المخاصمة ، وهو أن يقول كل واحد من الخصمين : أناأَحَقُ به. ونصّ الشىء : غايته ومنتهاه. والمعنى أن الجارية ما دامت صغيرة فأمّها أولى بها ، فإذا بلغت فالعصبة أولى بأمرها. فمعنى بلغت نصّالحِقَاق : غاية البلوغ. وقيل : أراد بنصّالحِقَاق بلوغ العقل والإدراك ، لأنه إنّما أراد منتهى الأمر الذى تجب فيه الحُقُوق. وقيل : المراد بلوغ المرأة إلى الحدّ الذى يجوز فيه تزويجها وتصرّفها في أمرها ، تشبيها

٤١٤

بالحِقَاق من الإبل. جمعحِقٍ وحِقَّة ، وهو الذى دخل في السّنة الرابعة ، وعند ذلك يتمكّن من ركوبه وتحميله. ويروى «نصّالحَقَائق » جمعالحَقِيقَة : وهو ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه ، أو جمعالحِقَّة من الإبل.

ومنه قولهم «فلان حامىالحَقِيقَة » إذا حمى ما يجب عليه حمايته.

(ه) وفيه «لا يبلغ المؤمنحَقِيقَةَ الإيمان حتى لا يعيب مسلما بعيب هو فيه» يعنى خالص الإيمان ومحضه وكنهه.

وفي حديث الزكاة ذكر «الحِقِ والحِقَّة » وهو من الإبل ما دخل في السنة الرابعة إلى آخرها. وسمّى بذلك لأنهاسْتَحَّقّ الركوب والتّحميل ، ويجمع علىحِقَاق وحَقَائِق.

(ه) ومنه حديث عمر «من وراءحِقَاق العرفط» أى صغارها وشوابّها ، تشبيهابحِقَاق الإبل.

(ه) وفي حديث أبى بكر «أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد ، فقيل له : ما أخرجك؟ قال : ما أخرجنى إلّا ما أجد منحَاقِ الجوع» أى صادقه وشدّته. ويروى بالتخفيف ، منحَاقَ بهيَحِيقُ حَيْقاً وحَاقاً إذا أحدق به ، يريد من اشتمال الجوع عليه. فهو مصدر أقامه مقام الاسم ، وهو مع التشديد اسم فاعل من حقّ يحقّ.

وفي حديث تأخير الصلاة «وتَحْتَقُّونَها إلى شرق الموتى» أى تضيّقون وقتها إلى ذلك الوقت. يقال : هو فيحَاقٍ من كذا : أى في ضيق ، هكذا رواه بعض المتأخرين وشرحه. والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون ، وسيجيء.

(ه) وفيه «ليس للنساء أنيَحْقُقْنَ الطريق» هو أن يركبنحُقَّها ، وهو وسطها. يقال : سقط على حاقّ القفا وحقّه.

وفي حديث حذيفة «ماحَقَ القول على بنى إسرائيل حتى استغنى الرجال بالرجال والنّساء بالنساء» أى وجب ولزم.

(ه) وفي حديث عمرو بن العاص «قال لمعاوية : لقد تلافيت أمرك وهو أشدّ انفضاجا منحُقِ الكَهُول» حقّ الكهول : بيت العنكبوت ، وهو جمعحُقَّة : أى وأمرك ضعيف.

٤١٥

وفي حديث يوسف بن عمر «إنّ عاملا من عمّالى يذكر أنه زرع كلّحُقٍ ولقّ»الحُقُ : الأرض المطمئنّة. واللُّقُّ : المرتفعة.

(حقل ) [ه] فيه «أنه نهى عنالمُحَاقَلة »المُحَاقَلَة مختلف فيها. قيل : هى اكتراء الأرض بالحنطة. هكذا جاء مفسّرا في الحديث ، وهو الذى يسمّيه الزّرّاعون : المحارثة(١) . وقيل : هى المزارعة على نصيب معلوم كالثلث والرّبع ونحوهما. وقيل : هى بيع الطعام في سنبله بالبرّ. وقيل : بيع الزرع قبل إدراكه. وإنّما نهى عنها لأنها من المكيل ، ولا يجوز فيه إذا كانا من جنس واحد إلّا مثلا بمثل ويدا بيد. وهذا مجهول لا يدرى أيّهما أكثر.

وفيه «النّسيئة والمُحَاقَلَة » مفاعلة ، منالحَقْل وهو الزرع إذا تشعّب قبل أن يغلظ سوقه. وقيل : هو منالحَقْل وهى الأرض التى تزرع. ويسمّيه أهل العراق القراح.

(ه) ومنه الحديث «ما تصنعونبمُحَاقَلِكم » أى مزارعكم ، واحدهامَحْقَلَة ، من الحقل : الزرع ، كالمبقلة من البقل.

ومنه الحديث «كانت فينا امرأةتَحْقِل على أربعاء لها سلقا» هكذا رواه بعض المتأخّرين وصوّبه : أى تزرع. والرواية : تزرع وتجعل(٢) .

(حقن ) (ه) فيه «لا رأىلحَاقِن » هو الذى حبس بوله ، كالحاقب للغائط.

(ه) ومنه الحديث «لا يصلّينّ أحدكم وهوحَاقِنٌ ـ وفي روايةحَقِنٌ ـ حتى يتخفّف» الحاقن والحقن سواء.

ومنه الحديث «فحَقَنَ له دمه» يقال حقنت له دمه إذا منعت من قتله وإراقته : أى جمعته له وحبسته عليه.

ومنه الحديث «أنه كرهالحُقْنَة » وهو أن يعطى المريض الدّواء من أسفله ، وهى معروفة عند الأطبّاء.

(ه) وفي حديث عائشة «توفّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بينحَاقِنَتِي وذاقتني»الحَاقِنَة : الوهدة المنخفضة بين التّرقوتين من الحلق.

__________________

(١) في ا : المخابرة. وفي اللسان : المجاربة.

(٢) هكذا بالأصل وا. والذى في اللسان نقلا عن النهاية «تزرع وتحقل»

٤١٦

(حقا ) (ه) فيه «أنه أعطى النّساء اللاتى غسّلن ابنتهحَقْوَه وقال : أشعرنها إيّاه» أى إزاره. والأصل فيالحَقْوِ معقد الإزار ، وجمعهأَحْقٍ وأَحْقَاء ، ثم سمّى به الإزار للمجاورة. وقد تكرر في الحديث.

فمن الأصل حديث صلة الرّحم «قال : قامت الرحم فأخذتبِحَقْو الرحمن» لمّا جعل الرّحم شجنة من الرحمن استعار لها الاستمساك به ، كما يستمسك القريب بقريبه ، والنّسيب بنسيبه. والحَقْو فيه مجاز وتمثيل. ومنه قولهم : عذتبحَقْو فلان إذا استجرت به واعتصمت.

وحديث النعمان يوم نهاوند «تعاهدوا هماينكم فيأَحْقِيكُمْ »الأَحْقِي جمع قلّةلِلْحَقْو : موضع الإزار.

(س) ومن الفرع حديث عمر «قال للنساء : لا تزهدن في جفاءالحَقْو » أى لا تزهدن في تغليظ الإزار وثخانته ليكون أستر لكنّ.

وفيه «إن الشيطان قال : ما حسدت ابن آدم إلّا على الطّسأة والحَقْوَة » الحقوة : وجع في البطن. يقال منه :حُقِي فهومَحْقُوٌّ .

(باب الحاء مع الكاف)

(حكأ ) ـ في حديث عطاء «أنه سئل عنالحُكَأَة الحُكْأَة فقال : ما أحبّ قتلها»

الحُكأَةُ : العظاءة بلغة أهل مكة ، وجمعهاحُكَاء . وقد يقال بغير همز ، ويجمع علىحُكَا مقصورا. والحُكَاء ممدود : ذكر الخنافس ، وإنّما لم يحبّ قتلها لأنّها لا تؤذى. هكذا قال أبو موسى. وقال الأزهرى : أهل مكة يسمون العظاءةالحُكَأَة ، والجمعالحُكَا مقصور. قال : وقال أبو حاتم : قالت أمّ الهيثم :الحُكَاءَة ممدودة ومهموزة ، وهو كما قالت.

(حكر ) (س) فيه «مناحْتَكَرَ طعاما فهو كذا» أى اشتراه وحبسه ليقلّ فيغلو. والحُكْرُ والحُكْرَةُ الاسم منه.

ومنه الحديث «أنه نهى عنالحُكْرَةِ ».

٤١٧

(س) ومنه حديث عثمان «أنه كان يشترى العيرحُكْرَةً » أى جملة. وقيل جزافا. وأصلالحَكْر : الجمع والإمساك.

(س) وفي حديث أبى هريرة «قال في الكلاب : إذا وردنالحَكَر القليل فلا تطعمه»الحَكَر بالتحريك : الماء القليل المجتمع ، وكذلك القليل من الطعام واللّبن ، فهو فعل بمعنى مفعول : أى مجموع. ولا تطعمه : أى لا تشربه.

(حكك ) ـ فيه «البرّ حسن الخلق ، والإثم ماحَكَ في نفسك وكرهت أن يطّلع عليه الناس» يقالحَكَ الشىء في نفسى : إذا لم تكن منشرح الصّدر به ، وكان في قلبك منه شىء من الشّك والرّيب ، وأوهمك أنه ذنب وخطيئة.

(ه) ومنه الحديث الآخر «الإثم ماحَكَ في الصّدر وإن أفتاك المفتون».

(ه) والحديث الآخر «إيّاكم والحَكَّاكَات فإنّها المآثم» جمعحَكَّاكة ، وهى المؤثّرة في القلب.

(ه) وفي حديث أبى جهل «حتى إذاتَحَاكَّت الرّكب قالوا منّا نبىّ ، والله لا أفعل» أى تماسّت واصطكت : يريد تساويهم في الشّرف والمنزلة. وقيل : أراد به تجاثيهم على الرّكب للتّفاخر.

(ه) وفي حديث السقيفة «أنا جذيلهاالمُحَكَّك » أراد أنه يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربىباحْتِكَاكِها بالعودالمُحَكَّك : وهو الذى كثر الاحتكاك به. وقيل : أراد أنه شديد البأس صلب المكسر ، كالجذل المحكّك. وقيل : معناه أنا دون الأنصار جذلحِكَاكٍ ، فبى تقرن الصّعبة. والتّصغير للتعظيم.

(س) وفي حديث عمرو بن العاص «إذاحَكَكْت قرحة دمّيتها» أى إذا امّمت غاية تقصّيتها وبلغتها.

(س) وفي حديث ابن عمر «أنه مرّ بغلمان يلعبونبالحِكَّة ، فأمر بها فدفنت» هى لعبة لهم ؛ يأخذون عظما فيَحُكُّونه حتى يبيضّ ، ثم يرمونه بعيدا ، فمن أخذه فهو الغالب.

(حكم ) ـ في أسماء الله تعالى «الحكم و( الْحَكِيمُ ) » هما بمعنىالحَاكِم ، وهو القاضى. والحكيم

٤١٨

فعيل بمعنى فاعل ، أو هو الذى يُحْكِم الأشياء ويتقنها ، فهو فعيل بمعنى مفعل. وقيل :الحَكِيم : ذو الحِكْمَة. والحِكْمَةُ عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. ويقال لمن يحسن دقائق الصّناعات ويتقنها :حَكِيم.

ومنه حديث صفة القرآن «وهو الذّكرالحَكِيم » أى الحَاكِم لكم وعليكم ، أو هو المُحْكَم الذى لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، فعيل بمعنى مفعل ،أُحْكِمَ فهومُحْكَم.

(س) ومنه حديث ابن عباس «قرأتالمُحْكَم على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم » يريد المفصّل من القرآن ، لأنه لم ينسخ منه شىء. وقيل : هو ما لم يكن متشابها ؛ لأنه أحكم بيانه بنفسه ولم يفتقر إلى غيره.

وفي حديث أبى شريح «أنه كان يكنّى أباالحَكَم ، فقال له النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن الله هوالحَكَم ، وكنّاه بأبى شريح». وإنما كره له ذلك لئلا يشارك الله تعالى في صفته.

(ه) وفيه «إنّ من الشّعرلحُكْماً » أى إنّ من الشعر كلاما نافعا يمنع من الجهل والسّفه ، وينهى عنهما. قيل : أراد بها المواعظ والأمثال التى ينتفع بها الناس. والحُكْم : العلم والفقه والقضاء بالعدل ، وهو مصدرحَكَمَ يَحْكُم. ويروى «إنّ من الشّعرلَحِكْمَة » وهى بمعنى الحكم.

ومنه الحديث(١) «الصّمتحُكْمٌ وقليل فاعله».

ومنه الحديث «الخلافة في قريش ، والحُكْمُ في الأنصار» خصّهمبالحُكْم ؛ لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم : منهم معاذ بن جبل ، وأبىّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وغيرهم.

ومنه الحديث «وبكحَاكَمْت » أى رفعت الحكم إليك فلا حكم إلّا لك. وقيل : بك خاصمت في طلب الحكم وإبطال من نازعنى في الدين ، وهى مفاعلة من الحكم.

وفيه «إن الجنةللمُحَكَّمِين » يروى بفتح الكاف وكسرها ، فالفتح : هم الذين يقعون في يد العدوّ فيخيّرون بين الشرك والقتل فيختارون القتل. قال الجوهرى : هم قوم من أصحاب

__________________

(١) عبارة الهروى : ويقال : الصمت الخ.

٤١٩

الأخدود فعل بهم ذلك فاختاروا الثّبات على الإيمان مع القتل. وأمّا بالكسر فهو المنصف من نفسه. والأوّل الوجه.

(ه) ومنه حديث كعب «إنّ في الجنّة دارا ـ ووصفها ، ثم قال ـ : لا ينزلها إلّا نبىّ أو صدّيق أو شهيد أومُحَكَّم في نفسه».

(س) وفي حديث ابن عباس «كان الرجل يرث امرأة ذات قرابة فيعضلها حتى تموت أو تردّ إليه صداقها ،فَأَحْكَمَ الله عن ذلك ونهى عنه» أى منع منه. يقالأَحْكَمْتُ فلانا : أى منعته. وبه سمّىالحَاكِم ؛ لأنه يمنع الظالم. وقيل : هو منحَكَمْت الفرس وأَحْكَمْته وحَكَّمْته : إذا قدعته وكففته.

(س) وفي الحديث «ما من آدمى إلا وفي رأسهحَكَمَة ». وفي رواية «في رأس كل عبدحَكَمَة ، إذا همّ بسيّئة فإن شاء الله أن يقدعه بها قدعه»الحَكَمَة : حديدة في اللّجام تكون على أنف الفرس وحنكه ، تمنعه عن مخالفة راكبه. ولما كانت الحكمة تأخذ بفم الدابة. وكان الحنك متّصلا بالرأس جعلها تمنع من هى في رأسه ، كما تمنع الحكمة الدابة.

(س) ومنه حديث عمر «إن العبد إذا تواضع رفع اللهحَكَمَتَه » أى قدره ومنزلته ، كما يقال : له عندناحَكَمَةٌ : أى قدر. وفلان عالىالحَكَمَةِ . وقيل :الحَكَمَة من الإنسان : أسفل وجهه ، مستعار من موضع حَكَمَةِ اللّجام ، ورفعها كناية عن الإعزاز ، لأنّ من صفة الذّليل تنكيس رأسه.

(س) ومنه الحديث «وأنا آخذبحَكَمَة فرسه» أى بلجامه. [ه] وفي حديث النّخعىّ «حَكِّمِ اليتيم كماتُحَكِّمُ ولدك» أى امنعه من الفساد كما تمنع ولدك. وقيل : أراد حَكِّمْهُ في ماله إذا صلح كما تحكّم ولدك.

(ه) وفيه «فى أرش الجراحاتالحُكُومَة » يريد الجراحات التى ليس فيها دية مقدّرة. وذلك أن يجرح في موضع من بدنه جراحة تشينه فيقيس الحاكم أرشها بأن يقول : لو كان هذا

٤٢٠