النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5348
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5348 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

(ه) ومنه حديث حدّ الزنا : «فإذا رجلحَمْشُ الخلق» استعاره من السّاق للبدن كله : أى دقيق الخلقة.

(ه) وفي حديث ابن عباس : «رأيت عليّا يوم صفّين وهويُحْمِشُ أصحابه» أى يحرّضهم على القتال ويغضبهم. يقالحَمِشَ الشّر : اشتدّ وأَحْمَشْتُهُ أنا. وأَحْمَشْتُ النار إذا ألهبتها.

(س) ومنه حديث أبى دجانة : «رأيت إنسانايُحْمِشُ النّاسَ» أى يسوقهم بغضب.

(س) ومنه حديث هند : «قالت لأبى سفيان يوم الفتح : اقتلوا الحَمِيتَالأَحْمَشَ » هكذا جاء في رواية(١) ، قالته له في معرض الذمّ.

(حمص ) (ه) في حديث ذى الثّديّة : «كان له ثديّة مثل ثدى المرأة إذا مدّت امتدّت ، وإذا تُرِكَتْتَحَمَّصَتْ » أى تقبّضت واجتمعت.

(حمض ) (ه) في حديث ابن عباس : «كان يقول إذا أفاض من عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير :أَحْمِضُوا » يقال :أَحْمَضَ القومإِحْمَاضاً إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار. والأصل فيهالحَمْضُ من النبات ، وهو للإبل كالفاكهة للإنسان ، لمّا خاف عليهم الملال أحبّ أن يريحهم فأمرهم بالأخذ في ملح الكلام والحكايات.

(ه) ومنه حديث الزّهرى : «الأُذُنُ مَجَّاجة وللنفسحَمْضَة » أى شهوة كما تشتهى الإبلالحَمْضُ. والمجّاجة : التى تمجّ ما تسمعه فلا تعيه ، ومع ذلك فلها شهوة في السّماع.

ومنه الحديث في صفة مكة : «وأبقلحَمْضُها » أى نبت وظهر من الأرض.

وحديث جرير : «بين(٢) سَلَم وأَرَاك ، وحُمُوض وعَنَاك»الحُمُوض جمعالحَمْض : وهو كل نبت في طعمه حُمُوضَة.

(س) وفي حديث ابن عمر : «وسئل عنالتَّحْمِيض ، قال : وماالتَّحْمِيضُ؟ قال : يأتى الرجل المرأة في دبرها ، قال : ويفعل هذا أحد من المسلمين؟» يقال :أَحْمَضْتُ الرجل عن الأمر ، أى حوّلته عنه ، وهو منأَحْمَضَتِ الإبل إذا ملّت رَعْيَ الخلّة ـ وهو الحلو من النبات ـ اشتهت الحَمْض فتحوّلت إليه.

ومنه : «قيل للتّفخيذ في الجماعتَحْمِيض ».

__________________

(١) وروى بالسين المهملة ، وسبق.

(٢) في اللسان : «من».

٤٤١

(حمق ) ـ في حديث ابن عباس : «ينطلق أحدكم فيركبالحَمُوقَةَ » هى فَعُولة منالحُمْق : أى خصلة ذات حمق. وحقيقةالحُمْق : وضع الشىء في غير موضعه مع العلم بقبحه.

ومنه حديثه الآخر مع نجدة الحرورىّ : «لو لا أن يقع فيأُحْمُوقَةِ ما كتبت إليه» هى أُفْعُولة منالحُمْق بمعنى الحَمُوقَة.

(س) ومنه حديث ابن عمر في طلاق امرأته : «أرأيت إن عجز واسْتَحْمَقَ » يقالاسْتَحْمَقَ الرجل : إذا فَعَلَ فِعْلَالحَمْقَى. واسْتَحْمَقْتُهُ : وجدته أَحْمَقَ ، فهو لازم ومتعدّ ، مثل استنوق الجمل. ويروى : «اسْتُحْمِقَ » على ما لم يسمّ فاعله. والأوّل أولى ليزاوج عجز.

(حمل ) ـ فيه «الحَمِيل غارم»الحَمِيل الكفيل : أى الكفيل ضامن.

(س) ومنه حديث ابن عمر : «كان لا يرى بأسا في السّلمبالحَمِيل » أى الكفيل.

(ه) وفي حديث القيامة : «ينبتون كما تنبت الحبّة فيحَمِيل السّيل»

وهو ما يجىء به السّيل من طين أو غثاء وغيره ، فعيل بمعنى مفعول ، فإذا اتّفقت فيه حبّة واستقرّت على شطّ مجرى السّيل فإنها تنبت في يوم وليلة ، فشبّه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النّار لها.

(ه) وفي حديث آخر : «كما تنبت الحبّة فيحَمَائِل السّيل» هو جمعحَمِيل.

(ه) وفي حديث عذاب القبر : «يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منهاحَمَائِلُهُ » قال الأزهرى : هى عروق أنثييه ، ويحتمل أن يراد موضعحَمَائِل السيف : أى عواتقه وصدره وأضلاعه.

(ه) وفي حديث عليّ : «أنه كتب إلى شريح :الحَمِيل لا يورّث إلّا ببيّنة» وهو الذىيُحْمَلُ من بلاده صغيرا إلى بلاد الإسلام ، وقيل هوالمَحْمُول (١) النّسب ، وذلك أن يقول الرجل لإنسان : هذا أخى أو ابنى ليزوى ميراثه عن مواليه ، فلا يصدّق إلا ببيّنة.

(ه) وفيه «لا تحلّ المسألة إلّا لثلاثة : رجلتَحَمَّلَ حَمَالَةً »الحَمَالَة بالفتح : ما يَتَحَمَّلُهُ الإنسان عن غيره من دية أو غرامة ، مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدّماء ، فيدخل بينهم رجل يتحمّل ديات القتلى ليصلح ذات البين. والتَّحَمُّل : أن يحملها عنهم على نفسه.

__________________

(١) في الأصل : «المجهول». والمثبت من ا واللسان والهروى.

٤٤٢

ومنه حديث عبد الملك في هدم الكعبة وما بنى ابن الزّبير منها «وددت ، أنى تركته وماتَحَمَّلَ من الإثم في نقض الكعبة وبنائها».

وفي حديث قيس «قال :تَحَمَّلْتُ بعليّ على عثمان في أمر» أى استشفعت به إليه.

(س) وفيه «كنّا إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السّوقفَتَحَامَلَ » أى تكلّف الحمل بالأجرة ليكتسب ما يتصدّق به ،تَحَامَلْتُ الشىء : تكلّفته على مشقّة.

ومنه الحديث الآخر : «كنّانُحَامِلُ على ظهورنا» أى نَحْمِلُ لمن يَحْمِلُ لنا ، من المفاعلة ، أو هو منالتَّحَامُل.

(س) وفي حديث الفرع والعتيرة : «إذااسْتَحْمَلَ ذبحته فتصدّقت به» أى قوى على الحمل وأطاقه ؛ وهو استفعل من الحمل.

وفي حديث تبوك «قال أبو موسى : أرسلنى أصحابى إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم أسألهالحُمْلَان »الحُمْلَان مصدرحَمَلَ يَحْمِلُ حُمْلَانا ، وذلك أنهم أرسلوه يطلب منه شيئا يركبون عليه.

ومنه تمام الحديث «قال له النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما أناحَمَلْتُكُمْ ولكنّ اللهحَمَلَكُمْ » أراد إفراد الله تعالى بالمنّ عليهم. وقيل : أراد لمّا ساق الله إليه هذه الإبل وقت حاجتهم كان هوالحَامِل لهم عليها ، وقيل : كان ناسيا ليمينه أنه لا يحملهم ، فلمّا أمر لهم بالإبل قال : ما أناحَمَلْتُكُمْ ، ولكنّ اللهحَمَلَكُمْ ، كما قال للصائم الذى أفطر ناسيا : «أطعمك الله وسقاك».

وفي حديث بناء مسجد المدينة :

هذا الحِمَالُ لا حِمَالُ خيبر

الحِمَالُ بالكسر منالحَمْلِ. والذى يحمل من خيبر التّمر : أى إنّ هذا في الآخرة أفضل من ذاك وأحمد عاقبة ، كأنه جمعحِمْلٍ أوحَمْلٍ ، ويجوز أن يكون مصدرحَمَلَ أوحَامَلَ.

ومنه حديث عمر «فأينالحِمَال؟ » يريد منفعة الحمل وكفايته ، وفسره بعضهمبالحَمْل الذى هو الضّمان.

وفيه «منحَمَلَ علينا السّلاح فليس منّا» أى من حمل السّلاح على المسلمين لكونهم

٤٤٣

مسلمين فليس بمسلم ، فإن لم يحمله عليهم لأجل كونهم مسلمين فقد اختلف فيه : فقيل معناه : ليس مثلنا. وقيل : ليس متخلّقا بأخلاقنا ولا عاملا بسنّتنا.

(س) وفي حديث الطّهارة «إذا كان الماء قلّتين لميَحْمِلْ خَبَثاً» أى لم يظهره ولم يغلب عليه الخبث ، من قولهم فلانيَحْمِلُ غضبه : أى لا يظهره. والمعنى أنّ الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إذا كان قلّتين. وقيل معنى لميَحْمِل خبثا : أنه يدفعه عن نفسه ، كما يقال فلان لايَحْمِلُ الضّيم ، إذا كان يأباه ويدفعه عن نفسه. وقيل : معناه أنه إذا كان قلّتين لميَحْتَمِلْ أن تقع فيه نجاسة ؛ لأنه ينجس بوقوع الخبث فيه ، فيكون على الأوّل قد قصد أوّل مقادير المياه الّتى لا تنجس بوقوع النّجاسة فيها وهو ما بلغ القلّتين فصاعدا. وعلى الثانى قصد آخر المياه الّتى تنجس بوقوع النّجاسة فيها وهو ما انتهى في القلّة إلى القلّتين. والأوّل هو القول ، وبه قال من ذهب إلى تحديد الماء بالقلّتين ، وأما الثانى فلا.

وفي حديث عليّ «لا تناظروهم بالقرآن فإنهحَمَّال ذو وجوه» أى يُحْمَلُ عليه كلّ تأويل فَيَحْتَمِلُهُ. وذو وجوه : أى ذو معان مختلفة.

وفي حديث تحريم الحمر الأهلية «قيل : لأنها كانتحَمُولَة الناس»الحَمُولة بالفتح : ما يحتمل عليه الناس من الدّوابّ ، سواء كانت عليها الأَحْمَالُ أو لم تكن كالرّكوبة.

ومنه حديث قطن «والحَمُولة المائرة لهم لاغية» أى الإبل الّتى تحمل الميرة.

ومنه الحديث «من كانت لهحُمُولَةٌ يأوى إلى شبع فليصم رمضان حيث أدركه»الحُمُولَةُ بالضم : الأَحْمَال ، يعنى أنه يكون صاحب أحمال يسافر بها ، وأماالحُمُولُ بلا هاء فهى الإبل الّتى عليها الهوادج ، كان فيها نساء أو لم يكن.

(حمم ) (ه) في حديث الرّجم «أنه مرّ بيهودىّمُحَمَّمٍ مجلود» أى مسودّ الوجه ، منالحُمَمَة : الفَحْمَة ، وجمعهاحُمَمٌ.

(ه) ومنه الحديث «إذا متّ فأحرقونى بالنار حتى إذا صرتحُمَماً فاسْحَقُوني».

(ه) وحديث لقمان بن عاد «خذي منّي أخي ذاالحُمَمَةِ » أراد سواد لونه.

(ه) ومنه حديث أنس رضى الله عنه «كان إذاحَمَّمَ رأسه بمكة خرج واعتمر» أى اسودّ

٤٤٤

بعد الحلق بنبات شعره. والمعنى أنه كان لا يؤخر العمرة إلى المحرّم ، وإنّما كان يخرج إلى الميقات ويعتمر في ذى الحجة.

ومنه حديث ابن زمل «كأنّماحَمَّمَ شعرُه بالماء» أى سُوِّدَ ؛ لأنّ الشّعر إذا شعث اغبرّ ، فإذا غسل بالماء ظهر سواده. ويروى بالجيم : أى جعل جمّة.

ومنه حديث قسّ «الوافد في الليلالأَحَمِ » أى الأسود.

(ه) وفي حديث عبد الرحمن «أنه طلّق امرأته ومتّعها بخادم سوداءحَمَّمَها إيّاها» أى متّعها بها بعد الطّلاق وكانت العرب تسمّي المتعةالتَّحْمِيم.

ومنه خطبة مسلمة «إنّ أقلّ الناس في الدنيا همّا أقلّهمحَمّاً » أى مالا ومتاعا ، وهو منالتَّحْمِيم : المتعة.

(ه) وفي حديث أبى بكر «إنّ أبا الأعور السّلمىّ قال له : إنّا جئناك في غيرمُحِمَّةٍ ، يقالأَحَمَّتِ الحاجة إذا أهمّت ولزمت. قال الزمخشرى :المُحِمَّةُ : الحاضرة ، منأَحَمَ الشّىءُ إذا قرب ودنا.

(ه) وفي حديث عمر «قال : إذا التقى الزّحفان وعندحُمَّةِ النّهضات» أى شدّتها ومعظمها وحُمَّةُ كل شيء معظمه. وأصلها منالحَمّ : الحرارة ، أو منحُمَّة السّنان وهى حدّته.

(ه) وفيه «مثل العالم مثلالحَمَّة »الحَمَّة : عين ماء حارّ يستشفى بها المرضى.

ومنه حديث الدجال : أخبرونى عنحَمَّة زُغَرَ» أى عينها. وزُغَرُ موضع بالشام.

ومنه الحديث «أنه كان يغتسلبالحَمِيم » هو الماء الحارّ.

وفيه «لا يبولنّ أحدكم فيمُسْتَحَمِّهِ »المُسْتَحَمّ : الموضع الذى يغتسل فيهبالحَمِيم ، وهو في الأصل : الماء الحارّ ، ثم قيل للاغتسال بأىّ ماء كاناسْتِحْمَامٌ. وإنما نهى عن ذلك إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول ، أو كان المكان صلبا فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شىء فيحصل منه الوسواس.

(س) ومنه الحديث «إنّ بعض نسائهاسْتَحَمَّتْ من جنابة فجاء النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم يَسْتَحِمُ من فضلها» أى يغتسل.

(س) ومنه حديث ابن مغفّل «أنه كان يكره البول فيالمُسْتَحَمِ ».

٤٤٥

(س) وفي حديث طلق «كنّا بأرض وبيئةمَحَمَّةٍ » أى ذات حُمَّى ، كالمأسدة والمَذْأَبَةِ لموضع الأسود والذّئاب. يقال :أَحَمَّتِ الأرض : أى صارت ذات حمّى.

وفي الحديث ذكر «الحِمَام » كثيرا وهو الموت. وقيل هو قدر الموت وقضاؤه ، من قولهمحُمَ كذا : أى قُدِّرَ.

ومنه شعر ابن رواحة في غزوة مؤتة :

هذا حِمَامُ الموت قد صَلِيتِ

أى قضاؤه.

(س) وفي حديث مرفوع «أنه كان يعجبه النّظر إلى الأترج والحَمَامِ الأحمر» قال أبو موسى : قال هلال بن العلاء : هو التّفّاح. قال : وهذا التفسير لم أره لغيره. وفيه «اللهم هؤلاء أهل بيتى وحَامَّتِي ، أذهب عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا»حَامَّةُ الإنسان : خاصّته ومن يقرب منه. وهوالحَمِيم أيضا.

(ه) ومنه الحديث «انصرف كلّ رجل من وفد ثقيف إلىحَامَّتِهِ ».

(ه س) وفي حديث الجهاد «إذا بيّتم فقولواحم .( لا يُنْصَرُونَ ) » قيل معناه : اللهمّ لا ينصرون ، ويريد به الخبر لا الدّعاء ؛ لأنه لو كان دعاء لقال لا ينصروا مجزوما ، فكأنه قال : والله لا ينصرون.

وقيل إنّ السّور التى في أوّلها( حم ) سور لها شأن ، فنبّه أنّ ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النّصر من الله. وقوله( لا يُنْصَرُونَ ) : كلام مستأنف ، كأنه حين قال قولواحم ، قيل : ما ذا يكون إذا قلنا؟ فقال :( لا يُنْصَرُونَ ) .

(حمن ) (س) في حديث ابن عباس «كم قتلت منحَمْنَانَة »الحَمْنَانَة من القراد دون الحلم ، أوّله قمقامة ، ثمحَمْنَانَة ، ثم قراد ، ثم حلمة ، ثم علّ.

(حمه ) (س) فيه «أنه رخّص في الرّقية منالحُمَة » وفي رواية : «من كلّ ذى حُمَة»الحُمَةُ بالتخفيف : السّمّ ، وقد يشدّد ، وأنكره الأزهرى ، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة ، لأنّ السّم منها يخرج ، وأصلها حُمَوٌ ، أو حُمَيٌ بوزن صرد ، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة أو الياء.

ومنه حديث الدجال «وتنزعحُمَةُ كلّ دابة» أى سمّها.

٤٤٦

(حما ) (س ه) فيه «لاحِمَى إلّا لله ورسوله» قيل : كان الشريف في الجاهلية إذا نزل أرضا في حيّه استعوى كلبافحَمَى مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره ، وهو يشارك القوم في سائر ما يرعون فيه ، فنهى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذلك ، وأضافالحِمَى إلى الله ورسوله : أى إلّا ما يُحْمَى للخيل التى ترصد للجهاد ، والإبل التى يحمل عليها في سبيل الله ، وإبل الزكاة وغيرها ، كماحَمَى عمر بن الخطاب النّقيع لنعم الصّدقة والخيل المعدّة في سبيل الله.

(ه) وفي حديث أبيض بن حمال «لاحِمَى في الأراك» فقال أبيض : أراكة في حظارى : أى في أرضى» وفي رواية أنه سأله عمّايُحْمَى من الأراك فقال «ما لم تنله أخفاف الإبل» معناه أن الإبل تأكل منتهى ما تصل إليه أفواهها لأنها إنما تصل إليه بمشيها على أخفافها ،فيُحْمَى ما فوق ذلك. وقيل أراد أنه يُحْمَى من الأراك ما بعد عن العمارة ولم تبلغه الإبل السارحة إذا أرسلت في المرعى ، ويشبه أن تكون هذه الأراكة التى سأل عنها يوم إحياء الأرض وحظر عليها قائمة فيها ، فملك الأرض بالإحياء ، ولم يملك الأراكة ، فأمّا الأراك إذا نبت في ملك رجل فإنه يحميه ويمنع غيره منه.

(س) وفي حديث عائشة ، وذكرت عثمان «عَتَبْنَا عليه موضع الغمامةالمُحْمَاة » تريد الحِمَى الذى حَمَاهُ. يقالأَحْمَيْتُ المكان فهومُحْمىً إذا جعلته حمى. وهذا شىءحَمىً : أى محظور لا يقرب ، وحَمَيْتُهُ حِمَايَةً إذا دفعت عنه ومنعت منه من يقربه ، وجعلته عائشة موضعا للغمامة لأنها تسقيه بالمطر ، والناس شركاء فيما سقته السماء من الكلإ إذا لم يكن مملوكا ، فلذلك عتبوا عليه.

(س) وفي حديث حنين «الآنَحَمِيَ الوطيس» الوطيس : التّنّور ، وهو كناية عن شدّة الأمر واضطرام الحرب. ويقال إنّ هذه الكلمة أوّل من قالها النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم لمّا اشتدّ البأس يومئذ ولم تسمع قبله ، وهى من أحسن الاستعارات.

ومنه الحديث «وقِدْر القومحَامِيَةٌ تفور» أى حارّة تغلى ، يريد عزّة جانبهم وشدّة شوكتهم وحَمِيَّتَهُمْ.

وفي حديث مَعْقِل بن يسار «فَحَمِيَ من ذلك أنفا» أى أخذتهالحَمِيَّة ، وهى الأنفة والغيرة. وقد تكررتالحَمِيَّة في الحديث.

٤٤٧

وفي حديث الإفك «أَحْمِي سمعي وبصري» أى أَمْنَعُهُمَا من أن أنسب إليهما ما لم يدركاه ، ومن العذاب لو كذبت عليهما.

(ه) وفيه «لا يخلونّ رجل بمغيبة وإن قيلحَمُوهَا ، ألاحَمُوهَا الموت»الحَمُ أحدالأَحْمَاء : أقارب الزّوج. والمعنى فيه أنه إذا كان رأيه هذا في أبى الزّوج ـ وهو محرم ـ فكيف بالغريب! أى فلتمت ولا تفعلنّ ذلك ، وهذه كلمة تقولها العرب ، كما تقول الأسد الموت ، والسّلطان النار ، أى لقاؤهما مثل الموت والنار. يعنى أنّ خلوة الحَمِ معها أشدّ من خلوة غيره من الغرباء لأنه ربما حسّن لها أشياء وحملها على أمور تثقل على الزّوج من التماس ما ليس في وسعه ، أو سوء عشرة أو غير ذلك ، ولأنّ الزوج لا يؤثر أن يطّلع الحَمُ على باطن حاله بدخول بيته.

(حمط ) (ه س) في حديث كعب «أنه قال : أسماء النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم في الكتب السالفة محمّد وأحمد وحِمْيَاطَا » قال أبو عمرو : سألت بعض من أسلم من اليهود عنه ، فقال : معناه يحمى الحرم ، ويمنع من الحرام ، ويوطىء الحلال.

(باب الحاء مع النون)

(حنت ) (س) في حديث عمر «أنه حرق بيت رويشد الثّقفى وكانحَانَوتاً تُعَاقَرُ فيه الخمر وتُبَاع» كانت العرب تسمّى بيوت الخمارينالحَوَانِيت ، وأهل العراق يسمّونها المواخير ، واحدهاحَانُوت وماخور ، والحَانَةُ أيضا مثله. وقيل : إنهما من أصل واحد وإن اختلف بناؤهما. والحَانُوت يذكّر ويؤنث. قال الجوهرى : أصله حَانُوَةٌ بوزن تَرْقُوَة ، فلما سكّنت الواو انقلبت هاء التأنيث تاء.

(حنتم ) (ه س) فيه «أنه نهى عن الدّبّاء والحَنْتَمِ »الحَنْتَمُ : جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتّسع فيها فقيل للخزف كلّهحَنْتَم ، واحدتهاحَنْتَمَةٌ . وإنما نهى عن الانتباذ فيها لأنّها تسرع الشّدّة فيها لأجل دهنها. وقيل لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدّم والشّعر فنهى عنها ليمتنع من عملها. والأوّل الوجه.

٤٤٨

(س) ومنه حديث ابن العاص : «إن ابنحَنْتَمَة بَعَجَتْ له الدنيا معاها»حَنْتَمَة : أمّ عمر ابن الخطّاب ، وهى بنت هشام بن المغيرة ابنة عمّ أبى جهل(١) .

(حنث ) (ه) فيه «اليمينحِنْثٌ أو مندمة»الحِنْثُ في اليمين نقضها ، والنّكث فيها. يقال :حَنِثَ في يمينهيَحْنَثُ ، وكأنه منالحِنْثِ : الإثم والمعصية. وقد تكرر في الحديث. والمعنى أنّ الحالف إمّا أن يندم على ما حلف عليه ، أو يَحْنَثَ فتلزمه الكفّارة.

(ه) وفيه «من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغواالحِنْثَ » أى لم يبلغوا مبلغ الرجال ويجرى عليهم القلم فيكتب عليهمالحِنْث وهو الإثم. وقال الجوهرى : بلغ الغلامالحِنْث : أى المعصية والطّاعة.

(ه س) وفيه «أنه كان يأتى حراءفَيَتَحَنَّثُ فيه» أى يتعبّد. يقال فلانيَتَحَنَّثُ : أى يفعل فعلا يخرج به من الإثم والحرج ، كما تقول يتأثّم ويتحرّج إذا فعل ما يخرج به من الإثم والحرج.

ومنه حديث حكيم بن حزام «أرأيت أمورا كنتأَتَحَنَّثُ بها في الجاهلية» أى أتقرّب بها إلى الله.

ومنه حديث عائشة «ولاأَتَحَنَّثُ إلى نذري» أى لا أكتسبالحِنْث وهو الذّنب ، وهذا بعكس الأوّل.

(ه) وفيه «يكثر فيهم أولادالحِنْث » أى أولاد الزّنا ، منالحِنْث : المعصية ، ويروى بالخاء المعجمة والباء الموحّدة.

(حنجر ) (س) في حديث القاسم «وسئل عن رجل ضربحَنْجَرَة رجل فذهب صوته فقال : عليه الدية»الحَنْجَرَةُ : رأس الغَلْصَمَةِ حيث تراه ناتئا من خارج الحلق ، والجمعالحَنَاجِر .

ومنه الحديث «وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ » أى صعدت عن مواضعها من الخوف إليها.

__________________

(١) قال السيوطى في الدر النثير : «وحنتمة أم عمر بن الخطاب ، أخت أبى جهل» وقال شارح القاموس :

«ليست بأخت أبى جهل كما وهموا ، بل بنت عمه. نبه عليه الحافظ الذهبى».

٤٤٩

(حندس ) (س) في حديث أبى هريرة «كنّا عند النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم في ليلة ظلماءحِنْدِس » أى شديدة الظّلمة.

ومنه حديث الحسن «وقام اللّيل فيحِنْدِسِهِ ».

(حنذ ) (ه) فيه «أنه أتى بضبّمَحْنُوذ » أى مشوىّ. ومنه قوله تعالى :( بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) .

ومنه حديث الحسن :

عجّلت قبل حَنِيِذها بشوائها

أى عجّلت بالقرى ولم تنتظر المشوىّ ، وسيجيء في حرف العين مبسوطا.

وفيه ذكر «حَنَذ » هو بفتح الحاء والنون وبالذال المعجمة : موضع قريب من المدينة

(حنر ) (ه) في حديث أبى ذر «لو صلّيتم حتى تكونواكالحَنَائِر ما نفعكم حتى تحبّوا آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم »الحَنَائِرُ جمعحَنِيرَة : وهى القوس بلا وتر. وقيل : الطّاق المعقود وكل شىء منحنٍ فهوحَنِيرَة : أى لو تعبّدتم حتى تنحني ظهوركم.

(حنش ) (ه) فيه «حتى يدخل الوليد يده في فمالحَنَشِ » أى في فم الأفعى. وقيل :الحَنَشُ : ما أشبه رأسه رأس الحيّات ، من الوزغ والحرباء وغيرهما. وقيلالأَحْنَاش : هوامّ الأرض. والمراد في الحديث الأوّل.

(س) ومنه حديث سَطِيح «أحلف بما بين الحرّتين منحَنَشٍ ».

(حنط ) ـ في حديث ثابت بن قيس «وقد حسر عن فخذيه وهويَتَحَنَّطُ » أى يستعملالحَنُوط في ثيابه عند خروجه إلى القتال ، كأنه أراد بذلك الاستعداد للموت ، وتوطين النّفس عليه بالصّبر على القتال ، والحَنُوط والحِنَاط واحد : وهو ما يخلط من الطّيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصّة.

(ه) ومنه حديث عطاء «سئل : أىّالحِنَاط أحبّ إليك؟ قال : الكافور».

ومنه الحديث «إنّ ثمود لمّا استيقنوا بالعذاب تكفّنوا بالأنطاع ، وتَحَنَّطُوا بالصّبر لئلا يجيفوا وينتنوا».

٤٥٠

(حنظب ) ـ في حديث ابن المسيّب «سأله رجل فقال : قتلت قرادا أوحُنْظُباً ، فقال : تصدّق بتمرة»الحُنْظُبُ بضمّ الظّاء وفتحها : ذكر الخنافس والجراد. وقد يقال بالطّاء المهملة ، ونونه زائدة عند سيبويه ، لأنه لم يثبت فعللا بالفتح ، وأصليّة عند الأخفش لأنه أثبته. وفي رواية «من قتل قرادا أوحُنْظُبَاناً وهو محرم تصدّق بتمرة أو تمرتين»الحُنْظُبَان هوالحُنْظُب.

(حنف ) (س) فيه «خلقت عبادىحُنَفَاء » أى طاهري الأعضاء من المعاصى ، لا أنّه خلقهم كلّهم مسلمين ، لقوله تعالى :( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ ) وقيل أراد أنه خلقهمحُنَفَاء مؤمنين لمّا أخذ عليهم الميثاق : «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا بَلى » ، فلا يوجد أحد إلا وهو مقرّ بأنّ له ربّا وإن أشرك به ، واختلفوا فيه. والحُنَفَاء جمعحَنِيف : وهو المائل إلى الإسلام الثّابت عليه والحَنِيف عند العرب : من كان على دين إبراهيمعليه‌السلام . وأصلالحَنَفُ الميل.

ومنه الحديث «بعثتبالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَة السَّهْلَة» وقد تكرر ذكرها في الحديث.

(س) وفيه «أنه قال لرجل : ارفع إزارك ، قال : إنّىأَحْنَفُ »الحَنَف : إقبال القدم بأصابعها على القدم الأخرى.

(حنق ) (ه) في حديث عمر «لا يصلح هذا الأمر إلّا لمن لايَحْنَقُ على جرّته» أى لا يحقد على رعيّته ، والحَنَقُ : الغيظ. والجرّة : ما يخرجه البعير من جوفه ويمضغه. والإِحْنَاق لحوق البطن والتصاقه. وأصل ذلك في البعير أن يقذف بجرّته ، وإنّما وضع موضع الكظم من حيث إنّ الاجترار ينفخ البطن ، والكظم بخلافه. يقال : مايَحْنَقُ فلان وما يكظم على جرّة : إذا لم ينطو على حقد ودغل.

ومنه حديث أبى جهل «إنّ محمّدا نزل يثرب ، وإنهحَنِقٌ عليكم»

ومنه شعر قتيلة أخت النضر بن الحارث :

ما كان ضرّك لو مننت وربّما

منّ الفتى وهو المغيظ المُحْنَقُ

يقالحَنِقَ عليه بالكسريَحْنَقُ فهوحَنِقٌ ، وأَحْنَقَهُ غيره فهومُحْنِقٌ.

(حنك ) ـ في حديث ابن أمّ سُليم لمّا ولدته وبعثت به إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم «فمضغ تمرا وحَنَّكَهُ به» أى مضغه ودلك به حَنَكَهُ ، يقالحَنَّكَ الصّبىّ وحَنَكَهُ.

٤٥١

(ه) ومنه الحديث «أنه كانيُحَنِّكُ أولادَ الأنصار».

(س) وفي حديث طلحة «قال لعمر : قدحَنَّكَتْكَ الأمور» أى راضتك وهذّبتك. يقال بالتخفيف والتّشديد ، وأصله منحَنَكَ الفرسيَحْنُكُهُ : إذا جعل في حَنَكِهِ الأسفل حبلا يقوده به.

وفي حديث خزيمة «والعضاهمُسْتَحْنِكاً » أى منقلعا من أصله. هكذا جاء في رواية.

(حنن ) (ه) فيه «أنه كان يصلّي إلى جذع في مسجده ، فلما عُمِلَ له المنبر صعد عليه ،فحَنَ الجذع إليه» ، أى نزع واشتاق. وأصلالحَنِين : ترجيع الناقة صوتها إثر ولدها.

(ه) ومنه حديث عمر «لمّا قال الوليد بن عقبة بن أبى معيط : أقتل من بين قريش! فقال عمر رضى الله عنه :حَنَ قِدْحٌ ليس منها» هو مثل يضرب للرجل ينتمى إلى نسب ليس منه ، أو يدّعى ما ليس منه في شىء. والقِدْح بالكسر : أحد سهام الميسر ، فإذا كان من غير جوهر أخواته ثم حرّكها المفيض بها خرج له صوت يخالف أصواتها فعرف به.

ومنه كتاب عليّ رضى الله عنه إلى معاوية «وأمّا قولك كيت وكيت ، فقدحَنَ قِدْح ليس منها».

(س) ومنه حديث «لا تتزوّجنّحَنَّانَة ولا منّانة» هى التى كان لها زوج ، فهىتَحِنُ إليه وتعطف عليه.

(ه) وفي حديث بلال «أنه مرّ عليه ورقة بن نوفل وهو يعذّب فقال : والله لئن قتلتموه لأتّخذنّهحَنَاناً »الحَنَان : الرّحمة والعطف ، والحَنَان الرّزق والبركة. أراد : لأجعلنّ قبره موضع حَنَان ، أى مظنّة من رحمة الله فأتمسّح به متبرّكا كما يتمسّح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل الله من الأمم الماضية ، فيرجع ذلك عارا عليكم وسبّة عند الناس. وكان ورقة على دين عيسىعليه‌السلام . وهلك قبيل مبعث النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ لأنه قال للنبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن يدركنى يومك لأنصرنّك نصرا مؤزّرا.

وفي هذا نظر ، فإنّ بلالا ما عذّب إلّا بعد أن أسلم.

(س) ومنه الحديث «أنه دخل على أمّ سلمة وعندها غلام يسمّى الوليد ، فقال : اتّخذتم الوليدحَنَاناً ! غيّروا اسمه» أى تتعطّفون على هذا الاسم وتحبّونه. وفي رواية أنه من أسماء الفراعنة ، فكره أن يسمّى به.

٤٥٢

(س) وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل «حَنَانَيْكَ يا ربّ» أى ارحمني رحمة بعد رحمة ، وهو من المصادر المثنّاة التى لا يظهر فعلها ، كلبّيك وسعديك.

في أسماء الله تعالى «الحَنَّان » هو بتشديد النون : الرحيم بعباده ، فعّال ، من الرحمة للمبالغة.

وفيه ذكر «الحَنَّان » هو بهذا الوزن : رمل بين مكة والمدينة له ذكر في مسير النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بدر.

(س) وفي حديث عليّ «إنّ هذه الكلاب التى لها أربعة أعين منالحِنّ »الحِنّ ضرب من الجنّ ، يقال مجنونمَحْنُون ، وهو الذى يصرع ثم يفيق زمانا. وقال ابن المسيّب :الحِنّ الكلاب السّود المعينة.

(س) ومنه حديث ابن عباس «الكلاب منالحِنّ. وهى ضعفة الجنّ ، فإذا غشيتكم عند طعامكم فألقوا لهنّ ، فإنّ لهنّ أنفسا» جمع نفس : أى أنها تصيب بأعينها.

(حنه ) ـ فيه «لا تجوز شهادة ذى الظّنّة والحِنَة »الحِنَةُ : العداوة ، وهى لغة قليلة في الإحنة ، وهى على قلّتها قد جاءت في غير موضع من الحديث.

(س) فمنها قوله «إلّا رجل بينه وبين أخيهحِنَةٌ ».

(س) ومنه حديث حارثة بن مضرّب «ما بينى وبين العربحِنَةٌ ».

(س) ومنها حديث معاوية «لقد منعتنى القدرة من ذوىالحَنَات » هى جمعحِنَة .

(حنا ) ـ في حديث صلاة الجماعة «لميَحْنِ أحد منّا ظهره» أى لم يثنه للرّكوع. يقالحَنَا يَحْنِي ويَحْنُو .

ومنه حديث معاذ «وإذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه وليَحْنَا (١) » هكذا جاء في الحديث ، فإن كانت بالحاء فهى منحَنَى ظهرَه إذا عطفه ، وإن كانت بالجيم ، فهى من جنأ الرجل

__________________

(١) هكذا بالألف في الأصل وفي ا واللسان. والحديث أخرجه مسلم بالجيم في باب «وضع الأيدى على الركب في الركوع» من كتاب «المساجد ومواضع الصلاة». وقال النووى في شرحه : قال القاضى عياضرحمه‌الله تعالى : روى «وليجنأ» وروى «وليَحْنَ» بالحاء المهملة. قال : وهذا رواية أكثر شيوخنا ، وكلاهما صحيح ، ومعناه الانحناء والانعطاف في الركوع. قال : ورواه بعض شيوخنا بضم النون ، وهو صحيح في المعنى أيضا.

٤٥٣

على الشىء إذا أكبّ عليه ، وهما متقاربان. والّذى قرأناه في كتاب مسلم بالجيم. وفي كتاب الحميدى بالحاء.

ومنه حديث رجم اليهودى «فرأيتهيَحْنَى عليها يقيها الحجارة» قال الخطّابى : الذى جاء في كتاب السّنن : يجنى ، يعنى بالجيم. والمحفوظ إنما هويَحْنَى بالحاء : أى يكبّ عليها. يقالحَنَا يَحْنِي حُنُوّا .

ومنه الحديث «قال لنسائه رضى الله عنهن : لايُحْنِي عليكنّ بعدى إلّا الصّابرون» أى لا يعطف ويشفق. يقالحَنَا عليهيَحْنُو وأَحْنَى يُحْنِي.

(ه) ومنه الحديث «أنا وسفعاء الخدّينالحَانِيَة على ولدها كهاتين يوم القيامة ـ وأشار بإصبعيه».الحَانِيَة التى تقيم على ولدها ولا تتزوّج شفقة وعطفا.

(ه) ومنه الحديث الآخر في نساء قريش «أَحْنَاه على ولد ، وأرعاه على زوج» إنما وحّد الضمير وأمثاله ذهابا إلى المعنى ، تقديرهأَحْنَى من وُجد أو خُلق ، أو من هناك. ومثله قوله : أحسن الناس وجها ، وأحسنه خلقا [يريد أحسنهم خلقا](١) ، وهو كثير في العربية ومن أفصح الكلام.

(س) ومنه حديث أبى هريرة «إياك والحَنْوَةَ والإقعاء» يعنى في الصلاة ، وهو أن يطأطئ رأسه ويقوّس ظهره ، منحَنَيْتُ الشىء إذا عطفته.

(س) ومنه حديث عمر «لو صليتم حتّى تكونواكالحَنَايَا » هى جمعحَنِيَّة ، أوحَنِيّ ، وهما القوس ، فعيل بمعنى مفعول ، لأنهامَحْنِيَّة ، أى معطوفة.

(س) ومنه حديث عائشة «فَحَنَتْ لها قوسَها» أى وترت ؛ لأنّها إذا وترتها عطفتها ، ويجوز أن يكون حنّت مشدّدة ، يريد صوت القوس.

(ه) وفيه «كانوا معه فأشرفوا على حرّة واقم ، فإذا قبوربمَحْنِيَة » أى بحيث ينعطف الوادى ، وهومُنْحَنَاه أيضا. ومَحَانِي الوادى معاطفه.

ومنه قصيد كعب بن زهير :

__________________

(١) الزيادة من ا واللسان.

٤٥٤

شجّت بذى شبم من ماء مَحْنِيَة

صاف بأبطح أضحى وهو مشمول

خصّ ماءالمَحْنِيَة لأنه يكون أصفى وأبرد.

(س) ومنه الحديث «إنّ العدوّ يوم حنين كمنوا فيأَحْنَاء الوادى» هى جمعحِنْو ، وهى منعطفه ، مثلمَحَانِيه.

ومنه حديث علي رضى الله عنه «ملائمةلِأَحْنَائِهَا » أى معاطفها.

ومنه حديثه الآخر «فهل ينتظر أهل بضاضة الشّباب إلّاحَوَانِي الهرم» هى جمعحَانِيَة ، وهى التى تَحْنِي ظهر الشّيخ وتكبّه.

(باب الحاء مع الواو)

(حوب ) (ه) فيه «ربّ تقبّل توبتى واغسلحَوْبَتِي » أى إثمى.

(ه) ومنه الحديث «اغفر لناحَوْبَنَا » أى إثمنا. وتفتح الحاء وتضم. وقيل الفتح لغة الحجاز ، والضمّ لغة تميم.

(ه) ومنه الحديث «الربا سبعونحَوْباً » أى سبعون ضربا من الإثم.

ومنه الحديث «كان إذا دخل إلى أهله قال : توبا توبا ، لا تغادر عليناحَوْباً ».

ومنه الحديث «إن الجفاء والحَوْب في أهل الوبر والصّوف».

(ه) وفيه «أنّ رجلا سأله الإذن في الجهاد ، فقال : ألكحَوْبَة ؟ قال : نعم» يعنى ما يأثم به إن ضيّعه. وتَحَوَّبَ من الإثم إذا توقّاه ، وألقىالحُوب عن نفسه. وقيلالحَوْبَة هاهنا الأمّ والحرم.

ومنه الحديث «اتّقوا الله فيالحَوْبَات » يريد النّساء المحتاجات اللّاتى لا يستغنين عمّن يقوم عليهنّ ويتعهّدن ، ولا بدّ في الكلام من حذف مضاف تقديره ذاتحَوْبَة ، وذاتحَوْبَات. والحَوْبَة : الحاجة.

(ه) ومنه حديث الدعاء «إليك أرفعحَوْبَتِي » أى حاجتى.

(ه) وفيه «أنّ أبا أيّوب أراد أن يطلّق أمّ أيوب ، فقال له النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ طلاق أمّ أيوبلَحُوبٌ » أى لوحشة أو إثم ، وإنّما أثّمه بطلاقها لأنها كانت مصلحة له في دينه.

٤٥٥

(ه) وفيه «ما زال صفوانيَتَحَوَّبُ رحالنا منذ اللّيلة»التَّحَوُّب : صوت مع توجّع ، أراد به شدّة صياحه بالدّعاء ، ورحالنا منصوب على الظّرف. والحَوْبَة والحَيْبَة الهمّ والحزن.

(ه) وفيه «كان إذا قدم من سفر قال : آيبون تائبون لربّنا حامدون ،حَوْباً حوبا»حَوْب زجر لذكور الإبل ، مثل حَلْ ، لإناثها ، وتضم الباء وتفتح وتكسر ، وإذا نكّر دخله التّنوين ، فقوله حَوْبا حَوْبا بمنزلة قولك سيرا سيرا ، كأنّه لمّا فرغ من دعائه زجر جمله.

(ه) وفي حديث ابن العاص «فعرف أنه يريدحَوْبَاء نفسه»الحَوْبَاء : روح القلب ، وقيل هى النّفس.

(س) وفيه «أنه قال لنسائه : أيّتكنّ تنبحها كلابالحَوْأَب؟ »الحَوْأَب : منزل بين مكة والبصرة ، وهو الذى نزلته عائشة لمّا جاءت إلى البصرة في وقعة الجمل.

(حوت ) ـ فيه «قال أنس : جئت إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يَسِمُ الظّهر وعليه خميصةحُوَيْتِيَّة » هكذا جاء في بعض نسخ مسلم ، والمشهور المحفوظ خميصة جونيّة : أى سوداء ، وأماحُوَيْتِيَّة فلا أعرفها ، وطال ما بحثت عنها فلم أقف لها على معنى. وجاء في رواية أخرى «خميصة حوتكيّة» لعلّها منسوبة إلى القصر ، فإن الحوتكىّ الرجل القصير الخطو ، أو هى منسوبة إلى رجل يسمّى حوتكا. والله أعلم.

(حوج ) (س) فيه «أنه كوى أسعد بن زرارة وقال : لا أدع في نفسىحَوْجَاءَ من أسعد»الحَوْجَاء الحاجة : أى لا أدع شيئا أرى فيه برأه إلا فعلته ، وهى في الأصل الرّيبة التى يحتاج إلى إزالتها.

ومنه حديث قتادة «قال في سجدة حم : أن تسجد بالآخرة منهما أحرى أن لا يكون في نفسكحَوْجَاء » أى لا يكون في نفسك منه شىء ، وذلك أن موضع السّجود منهما مختلف فيه هل هو في آخر الآية الأولى على( تَعْبُدُونَ ) ، أو آخر الثانية على( يَسْأَمُونَ ) ، فاختار الثانية لأنه الأحوط. وأن تسجد في موضع المبتدأ وأحرى خبره.

(ه) وفيه «قال له رجل : يا رسول الله ما تركت منحَاجَة ولا داجة إلا أتيت» أى

٤٥٦

ما تركت شيئا دعتنى نفسى إليه من المعاصى إلا وقد ركبته ، وداجة إتباع لحاجة. والألف فيها منقلبة عن الواو.

[ه] ومنه الحديث «أنه قال لرجل شكا إليهالحَاجَة : انطلق إلى هذا الوادى فلا تدعحَاجاً ولا حطبا ، ولا تأتنى خمسة عشر يوما»الحَاج : ضرب من الشوك ، الواحدةحَاجَة .

(حوذ ) (ه) في حديث الصلاة «فمن فرّغ لها قلبه وحَاذَ عليها بحدودها فهو مؤمن» أى حافظ عليها ، منحَاذَ الإبليَحُوذُها حَوْذاً إذا حازها وجمعها ليسوقها.

(ه) ومنه حديث عائشة تصف عمر «كان واللهأَحْوَذِيّا ) نسيج وحده»الأَحْوَذِىّ : الجادّ المنكمش(٢) في أموره ، الحسن السّياق للأمور.

(ه) وفيه «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصّلاة إلّا قد( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ ) » أى استولى عليهم وحواهم إليه. وهذه اللّفظة أحد ما جاء على الأصل من غير إعلال خارجة عن أخواتها ، نحو استقال واستقام.

(ه) وفيه «أغبط الناس المؤمن الخفيفالحَاذ »الحَاذ والحال واحد ، وأصلالحَاذ : طريقة المتن ، وهو ما يقع عليه اللّبد من ظهر الفرس : أى خفيف الظّهر من العيال.

(ه) ومنه الحديث الآخر «ليأتينّ على الناس زمان يغبط فيه الرّجل بخفّةالحاذ كما يغبط اليوم أبو العشرة» ضربه مثلا لقلّة المال والعيال.

وفي حديث قس «غمير [ذات](٣) حَوْذَان »الحَوْذَان بقلة لها قضب وورق ونور أصفر.

(حور ) (ه) فيه «الزّبير ابن عمّتى وحَوَارِيّ من أمّتى» أى خاصّتى من أصحابى وناصرى.

__________________

(١) يروى بالزاى ، وسيجىء.

(٢) المنكمش : المسرع.

(٣) سقطت من ا واللسان.

٤٥٧

ومنه «الحَوَارِيّون أصحاب المسيحعليه‌السلام » أى خلصانه وأنصاره. وأصله منالتَّحْوِير : التّبييض. قيل إنهم كانوا قصّارينيُحَوِّرُون الثّياب : أى يبيّضونها.

ومنه «الخبزالحُوَّارَى » الذى نخل مرّة بعد مرة. قال الأزهرى :الحَوَارِيُّون خُلْصان الأنبياء ، وتأويله الذين أخلصوا ونقّوا من كل عيب.

وفي حديث صفة الجنة «إن في الجنة لمجتمعاللحُور العين» قد تكرر ذكرالحُور العين في الحديث ، وهنّ نساء أهل الجنة ، واحدتهنّحَوْرَاء ، وهى الشديدة بياض العين الشديدة سوادها.

(ه) وفيه «نعوذ بالله منالحَوْر بعد الكَوْر» أى من النّقصان بعد الزّيادة. وقيل من فساد أمورنا بعد صلاحها. وقيل من الرّجوع عن الجماعة بعد أن كنّا منهم. وأصله من نقض العمامة بعد لفّها.

(ه) وفي حديث عليّ رضى الله عنه «حتى يرجع إليكما ابناكمابحَوْر ما بعثتما به» أى بجواب ذلك. يقال كلّمته فما ردّ إلىّحَوْرا : أى جوابا. وقيل أراد به الخيبة والإخفاق. وأصلالحَوْر الرجوع إلى النّقص.

ومنه حديث عبادة «يوشك أى يرى الرجل من ثبج المسلمين قرأ القرآن على لسان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعاده وأبداه لايَحُورُ فيكم إلا كمايَحُورُ صاحب الحمار الميّت» أى لا يرجع فيكم بخير ، ولا ينتفع بما حفظه من القرآن ، كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه.

(س) ومنه حديث سطيح «فلميُحِرْ جوابا» أى لم يرجع ولم يردّ.

ومنه الحديث «من دعا رجلا بالكفر وليس كذلكحَارَ عليه» أى رجع عليه ما نسب إليه.

ومنه حديث عائشة «فغسلتها ، ثم أجففتها ، ثمأَحَرْتُهَا إليه».

ومنه حديث بعض السلف «لو عيّرت رجلا بالرّضع لخشيت أنيَحُورَ بى داؤه» أى يكون علىّ مرجعه.

وفيه «أنه كوى أسعد بن زرارة على عاتقهحَوْرَاء ».

٤٥٨

(ه) وفي رواية «أنه وجد وجعا في رقبتهفَحَوَّرَه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بحديدة»الحَوْرَاء : كيّة مدوّرة ، منحَارَ يَحُورُ إذا رجع. وحَوَّرَهُ إذا كواه هذه الكيّة ، كأنه رجعها فأدارها.

(ه) ومنه الحديث «أنه لمّا أخبر بقتل أبى جهل قال : إن عهدى به وفي ركبتيهحَوْرَاءُ فانظروا ذلك ، فنظروا فرأوه» يعنى أثر كيّة كوى بها. وقيل سمّيتحَوْرَاء لأن موضعها يبيضّ من أثر الكىّ.

(ه) وفي كتابه لوفد همدان «لهم من الصّدقة الثّلب ، والنّاب ، والفصيل ، والفارض ، والكبشالحَوَرِيّ »الحَوَرِيّ منسوب إلىالحَوَر ، وهى جلود تتّخذ من جلود الضّأن. وقيل هو ما دبغ من الجلود بغير القرظ ، وهو أحد ما جاء على أصله ولم يعلّ كما أعلّ ناب.

(حوز ) (س) فيه «أن رجلا من المشركين جميع اللّأمة كانيَحُوزُ المسلمين» أى يجمعهم ويسوقهم.حَازَهُ يَحُوزُهُ إذا قبضه وملكه واستبدّ به.

(ه) ومنه حديث ابن مسعود «الإثمحَوَّاز القلوب» هكذا رواه شمر بتشديد الواو ، منحَازَ يَحُوزُ : أى يجمع القلوب ويغلب عليها. والمشهور بتشديد الزاى. وقد تقدم.

ومنه حديث معاذ «فَتَحَوَّزَ كلّ منهم فصلّى صلاة خفيفة» أى تنحّى وانفرد. ويروى بالجيم من السّرعة والتّسهيل.

ومنه حديث يأجوج ومأجوج «فَحَوِّزْ عبادى إلى الطّور» أى ضمّهم إليه. والرّواية فحرّز بالراء.

ومنه حديث عمر «قال لعائشة يوم الخندق : وما يؤمنك أن يكون بلاء أوتَحَوُّزٌ » هو من قوله تعالى( أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ ) أى منضمّا إليها. والتَّحَوُّزُ والتَّحَيُّزُ والانْحِيَازُ بمعنى.

ومنه حديث أبى عبيدة «وقدانْحَازَ على حلقة نشبت في جراحة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد» أى أكبّ عليها وجمع نفسه وضمّ بعضها إلى بعض.

(ه) وفي حديث عائشة تصف عمر «كان واللهأَحْوَزِيّا » هو الحسن السياق للأمور ، وفيه بعض النّفار. وقيل هو الخفيف ، ويروى بالذال. وقد تقدم.

٤٥٩

(ه س) ومنه حديث «فحَمَىحَوْزَةَ الإسلام» أى حدوده ونواحيه. وفلان مانعلحَوْزَتِهِ : أى لما في حَيِّزِهِ. والحَوْزَةُ فعلة منه ، سميت بها الناحية.

(ه) ومنه الحديث «أنه أتى عبد الله بن رواحة يعوده فماتَحَوَّزَ له عن فراشه» أى ما تنحّى.التَّحَوُّزُ منالحَوْزَةِ وهى الجانب ، كالتّنحّى من النّاحية. يقال :تَحَوَّزَ وتَحَيَّزَ ، إلا أنالتَّحَوُّز تفعّل ، والتَّحَيُّز تَفَعْيُل ، وإنما لم يتنحّ له عن صدر فراشه لأنّ السّنة في ترك ذلك.

(حوس ) (ه) في حديث أحد «فَحَاسُوا العدوّ ضربا حتى أجهضوهم عن أثقالهم» أى بالغوا النّكاية فيهم. وأصلالحَوْس : شدة الاختلاط ومداركة الضّرب : ورجلأَحْوَس : أى جرىء لا يردّه شىء.

(ه) ومنه حديث عمر «قال لأبى العدبّس : بلتَحُوسُك فتنة» أى تخالطك وتحثك على ركوبها. وكل موضع خالطته ووطئته فقدحُسْتَهُ وجسته.

ومنه حديثه الآخر «أنه رأى فلانا وهو يخطب امرأةتَحُوسُ الرّجال» أى تخالطهم.

[ه] وحديثه الآخر «قال لحفصة : ألم أر جارية أخيكتَحُوسُ الناس؟».

ومنه حديث الدّجال «وأنهيَحُوسُ ذراريّهم».

(ه) وفي حديث عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه «دخل عليه قوم فجعل فتى منهيَتَحَوَّسُ في كلامه ، فقال : كبّروا كبّروا»التَّحَوُّس : تفعّل منالأَحْوَس وهو الشجاع ، : أى يتشجّع في كلامه ويتجرّأ ولا يبالى. وقيل هو يتأهّب له ويتردّد فيه.

(س) ومنه حديث علقمة «عرفت فيهتَحَوُّس القوم وهيأتهم» أى تأهّبهم وتشجّعهم. ويروى بالشين.

(حوش ) (ه) في حديث عمر «ولم يتبّعحُوشِيَ الكلام» أى وحشيّه وعقده ، والغريب المشكل منه.

وفيه «من خرج عليه أمّتى يقتل برّها وفاجرها ولايَنْحَاشُ لمؤمنهم» أى لا يفزع لذلك ولا يكترث له ولا ينفر منه.

٤٦٠