النّهاية الجزء ١

النّهاية 0%

النّهاية مؤلف:
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

النّهاية

مؤلف: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري [ ابن الأثير ]
المحقق: طاهر احمد الزاوي ومحمود محمد الطناجي
تصنيف:

الصفحات: 478
المشاهدات: 5388
تحميل: 204


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 5388 / تحميل: 204
الحجم الحجم الحجم
النّهاية

النّهاية الجزء 1

مؤلف:
العربية

(ه) ومنه حديث سلمة بن الأكوع «لا يطرحون شيئا إلّا جعلت عليهآرَاماً ».

وفي حديث عمير بن أفصى «أنا من العرب فيأَرُومَة بنائها»الأَرُومَة بوزن الأكولة : الأصل. وقد تكرر في الحديث.

(س) وفيه ذكرإِرَم ، بكسر الهمزة وفتح الراء الخفيفة ، وهو موضع من ديار جذام أقطعه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بنى جعال بن ربيعة.

(س) وفيه أيضا ذكر «إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ » ، وقد اختلف فيها فقيل دمشق وقيل غيرها.

(أرن ) (س) في حديث الذبيحة «أَرِنْ أو أعجل ما أنهر الدم» هذه اللفظة قد اختلف في صيغتها ومعناها. قال الخطابى : هذا حرف طال ما استثبتّ فيه الرواة وسألت عنه أهل العلم باللغة ، فلم أجد عند واحد منهم شيئا يقطع بصحته. وقد طلبت له مخرجا فرأيته يتّجه لوجوه : أحدها أن يكون من قولهمأَرَانَ القومُ فهم مُرِينُونَ إذا هلكت مواشيهم ، فيكون معناه : أهلكها ذبحا وأزهق نفسها بكل ما أنهر الدم غير السّن والظّفر ، على ما رواه أبو داود في السنن بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون النون. والثانى أن يكونائْرَنْ بوزن اعْرَنْ ، منأَرِنَ يَأْرَنُ إذا نشط وخف ، يقول خفّ وأعجل لئلا تقتلها خنقا ، وذلك أنّ غير الحديد لا يمور في الذكاة موره. والثالث أن يكون بمعنى أدم الحزّ ولا تفتر ، من قولكرَنَوْتُ النظر إلى الشىء إذا أدمته ، أو يكون أراد أدم النظر إليه وراعه ببصرك لئلا تزلّ عن المذبح ، وتكون الكلمة بكسر الهمزة والنون وسكون الراء ، بوزن إرم. وقال الزمخشرى : كل من علاك وغلبك فقد رَانَ بك. ورِينَ بفلان : ذهب به الموت. وأَرَانَ القومُ إذا رِينَ بمواشيهم : أى هلكت ، وصاروا ذوى رين في مواشيهم ، فمعنىأَرِنْ أى صر ذا رين في ذبيحتك. ويجوز أن يكونأَرَانَ تعدية رَانَ : أى أزهق نفسها.

(ه) ومنه حديث الشعبى «اجتمع جوارفَأَرِنَ » أى نشطن ، منالأَرَنِ : النشاط.

(ه) وفي حديث استسقاء عمر «حتى رأيتالأَرِينَة تأكلها صغار الإبل»الأَرِينَة : نبت معروف يشبه الخطمىّ. وأكثر المحدثين يرويه الأرنبة واحدة الأرانب.

(أرنب ) ـ في حديث الخدرى «فلقد رأيت على أنف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأَرْنَبَتِهِ أثر الماء والطين»الأَرْنَبَة : طرف الأنف.

٤١

(س) ومنه حديث وائل «كان يسجد على جبهته وأَرْنَبَتِهِ »

وفي حديث استسقاء عمر «حتى رأيتالأَرْنَبَةَ تأكلها صغار الإبل» هكذا يرويها أكثر المحدّثين. وفي معناها قولان ذكرهما القتيبى في غريبه : أحدهما أنها واحدةالأَرَانِب ، حملها السّيل حتى تعلّقت بالشجر فأكلت ، وهو بعيد ، لأنّ الإبل لا تأكل اللحم. والثانى أنها نبت لا يكاد يطول فأطاله هذا المطر حتى صار للإبل مرعى ، والذى عليه أهل اللغة أن اللفظة إنما هى الأرينة بياء تحتها نقطتان وبعدها نون ، وقد تقدمت في أرن ، وصححه الأزهرى وأنكر غيره.

(أرت ) (ه) في حديث بلال «قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أمعكم شىء منالإِرَةِ » أى القديد. وقيل هو أن يغلى اللحم بالخلّ ويحمل في الأسفار.

ومنه حديث بريدة «أنه أهدى لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إِرَةً » أى لحما مطبوخا في كرش.

وفي الحديث «ذبح لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم شاة ثم صنعت فيالإِرَةِ »الإِرَةُ حفرة توقد فيها النار. وقيل هى الحفرة التى حولها الأثافى. يقالوَأَرْتُ إِرَةً . وقيلالإِرَةُ النار نفسها. وأصل الإِرَة إِرْيٌ بوزن علم ، والهاء عوض من الياء.

(س) ومنه حديث زيد بن حارثة «ذبحنا شاة ووضعناها فيالإِرَةِ حتى إذا نضجت جعلناها في سفرتنا».

(أري ) (ه) فيه «أنه دعا لامرأة كانت تفرك زوجها ، فقال : اللهمأَرِّ بينهما» أى ألّف وأثبت الودّ بينهما ، من قولهم : الدابةتَأْرِي الدّابة إذا انضمّت إليها وألفت معها معلفا واحدا. وآرَيْتُهَا أنا. ورواه ابن الأنبارى «اللهمأَرِّ كلّ واحد منهما صاحبه» أى احبس كل واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره ، من قولهمتَأَرَّيْتُ في المكان إذا احتبست فيه ، وبه سميت الآخيّةآرِيّاً لأنها تمنع الدّوابّ عن الانفلات. وسمى المعلفأَرِيّاً مجازا ، والصواب في هذه الرواية أن يقال «اللهمأَرِّ كلّ واحد منهما على صاحبه» فإن صحت الرواية بحذف على فيكون كقولهم تعلّقت بفلان ، وتعلّقت فلانا.

ومنه حديث أبى بكر «أنه دفع إليه سيفا ليقتل به رجلا فاستثبته ، فقالأَرِّ » أى مكّن

٤٢

وثبّت يدى من السيف. وروى أَرِ مخففة ، من الرؤية ، كأنه يقول أَرِنِى بمعنى أعطنى.

(ه) وفي الحديث «أنه أهدى لهأَرْوَى وهو محرم فردها»الأَرْوَى جمع كثرةللأُرْوِيَّة ، وتجمع علىأَرَاوِيّ ، وهى الأيايل. وقيل غنم الجبل.

(ه) ومنه حديث عون أنه ذكر رجلا تكلّم فأسقط فقال «جمع بينالأَرْوَى والنّعام» يريد أنه جمع بين كلمتين متناقضتين ، لأنالأَرْوَى تسكن شعف الجبال والنّعام تسكن الفيافى. وفي المثل : لا تجمع بينالأَرْوَى والنّعام.

(أَرْيَان ) (س) في حديث عبد الرحمن النّخعى «لو كان رأى الناس مثل رأيك ما أدّىالأَرْيَان » هو الخراج والإتاوة ، وهو اسم واحد كالشّيطان. قال الخطابى : الأشبه بكلام العرب أن يكون بضم الهمزة والباء المعجمة بواحدة ، وهو الزيادة على الحق. يقال فيه أُرْبَانٌ وعربان. فإن كانت الياء معجمة باثنتين فهو من التّأرية لأنه شىء قرّر على الناس وألزموه.

(أريحاء ) ـ في حديث الحوض «ذكرأَرِيحَاء » ، هى بفتح الهمزة وكسر الراء وبالحاء المهملة : اسم قرية بالغور قريبا من القدس.

(باب الهمزة مع الزاى)

(أزب ) (س) في حديث ابن الزبير «أنه خرج فبات في القفر ، فلما قام ليرحل وجد رجلا طوله شبران عظيم اللحية على الوليّة» يعنى البرذعة فنفضها فوقع ، ثم وضعها على الراحلة ، وجاء وهو على القطع ، يعنى الطّنفسة فنفضه فوقع ، فوضعه على الراحلة ، فجاء وهو بين الشّرخين أى جانبى الرحل ، فنفضه ثم شدّه وأخذ السّوط ثم أتاه فقال من أنت ، فقال أناأَزَبُ ، قال : وماأَزَبُ؟ قال : رجل من الجن ، قال افتح فاك أنظر ، ففتح فاه فقال أهكذا حلوقكم ، ثم قلب السوط فوضعه في رأس أزبّ حتى باص» أى فاته واستتر.الأَزَبُ في اللغة الكثير الشّعر.

(س) ومنه حديث بيعة العقبة «هو شيطان اسمهأَزَبُ العقبة» وهو الحية.

(س) وفي حديث أبى الأحوص «تسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح صفىّ(١) في عامأَزْبَة

__________________

(١) صفىّ : أى غزيرة اللبن.

٤٣

أو لزبة» يقال أصابتهمأَزْبَةٌ أو لزبة ، أى جدب ومحل.

(أزر ) (س [ه]) في حديث المبعث «قال له ورقة بن نوفل : إن يدركنى يومك أنصرك نصرامُؤَزَّراً » أى بالغا شديدا. يقالأَزَّرَهُ وآزَرَهُ إذا أعانه وأسعده ، منالأَزْرِ : القوّة والشدّة.

(ه) ومنه حديث أبى بكر «أنه قال للأنصار يوم السقيفة : لقد نصرتم وآزَرْتُمْ وآسيتم»

(س) وفي الحديث «قال الله تبارك وتعالى : العظمةإِزَارِي والكبرياء ردائى» ضرب الإزار والرداء مثلا في انفراده بصفة العظمة والكبرياء ، أى ليستا كسائر الصّفات التى قد يتّصف بها الخلق مجازا كالرّحمة والكرم وغيرهما ، وشبّههما بالإزار والرّداء لأن المتّصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان ؛ ولأنه لا يشاركه في إزاره وردائه أحد ، فكذلك الله تعالى لا ينبغى أن يشركه فيهما أحد.

(س) ومثله الحديث الآخر «تَأَزَّرَ بالعظمة ، وتردّى بالكبرياء ، وتسربل بالعزم»

(س) وفيه «ما أسفل من الكعبين منالإِزَار ففى النار» أى ما دونه من قدم صاحبه في النار عقوبة له ، أو على أن هذا الفعل معدود في أفعال أهل النار.

ومنه الحديث «إِزْرَةُ المؤمن إلى نصف الساق ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين»الإِزْرَة بالكسر : الحالة وهيئةالائْتِزَار ، مثل الرّكبة والجلسة.

ومنه حديث عثمان «قال له أبان بن سعيد : ما لى أراك متحشّفا أسبل؟ فقال : هكذا كانإِزْرَة صاحبنا».

(ه) وفي حديث الاعتكاف «كان إذا دخل العشر الأواخر أيقظ أهله وشدّالمِئْزَر »المِئْزَر الإِزَار ، وكنّى بشدّه عن اعتزال النساء. وقيل أراد تشميره للعبادة ، يقال شددت لهذا الأمر مئزرى ، أى تشمّرت له.

(س) وفي الحديث «كان يباشر بعض نسائه وهىمُؤْتَزِرَةٌ في حالة الحيض» أى مشدودة الإزار. وقد جاء في بعض الروايات وهى متّزرة وهو خطأ ، لأن الهمزة لا تدغم في التاء.

٤٤

وفي حديث بيعة العقبة «لنمنعنّك مما نمنع منهأُزُرَنَا » أى نساءنا وأهلنا ، كنّى عنهنّ بالأزر. وقيل أراد أنفسنا. وقد يكنّى عن النفس بالإزار.

(ه) ومنه حديث عمر «كتب إليه من بعض البعوث أبيات في صحيفة منها :

ألا أبلغ أبا حفص رسولا

فدى لك من أخى ثقة إِزَارِي(١)

أى أهلى ونفسى.

(أزز ) (ه) في حديث سمرة «كسفت الشمس على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فانتهيت إلى المسجد فإذا هوبِأَزَزٍ » أى ممتلئ بالناس يقال أتيت الوالى والمجلسأَزَزٌ ، أى كثير الزحام ليس فيه متّسع. والناسأَزَزٌ إذا انضمّ بعضهم إلى بعض. وقد جاء هذا الحديث في سنن أبى داود فقال : وهو بارز من البروز : الظهور ، وهو خطأ من الراوى : قاله الخطابى في المعالم. وكذا قال الأزهرى في التهذيب.

(ه) وفيه «أنه كان يصلى ولجوفهأَزِيزٌ كأزيز المرجل من البكاء» أى خنين من الخوف ـ بالخاء المعجمة ـ وهو صوت البكاء. وقيل هو أن يجيش جوفه ويغلى بالبكاء.

ومنه حديث جمل جابر «فنخسه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بقضيب فإذا تحتى لهأَزِيزٌ » أى حركة واهتياج وحدّة.

(ه) ومنه الحديث «فإذ المسجديَتَأَزَّزُ » أى يموج فيه الناس ، مأخوذ منأَزِيزِ المرجل وهو الغليان.

وفي حديث الأشتر «كان الذىأَزَّ أمّ المؤمنين على الخروج ابن الزّبير» أى هو الذى حرّكها وأزعجها وحملها على الخروج. وقال الحربى :الأَزّ أن تحمل إنسانا على أمر بحيلة ورفق حتى يفعله ، وفي رواية أخرى «أنّ طلحة والزبيرأَزَّا عائشة حتى خرجت».

(أزف ) ـ فيه «وقدأَزِفَ الوقت وحان الأجل» أى دنا وقرب.

__________________

(١) هذا البيت من أبيات ستة كتبها إلى عمر نفيلة الأكبر الأشجعى. وكنيته أبو المنهال. والقصة مبسوطة في اللسان (أزر).

٤٥

(أزفل ) ـ فيه «أتيت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو فيأَزْفَلَة »الأَزْفَلَة بفتح الهمزة : الجماعة من الناس وغيرهم. يقال جاءوابِأَزْفَلَتِهِمْ وأجفلتهم ، أى جماعتهم ، والهمزة زائدة.

(س) ومنه حديث عائشة «أنّها أرسلتأَزْفَلَةً من الناس» وقد تكررت في الحديث.

(أزل ) ـ فيه «عجب ربكم منأَزْلِكُمْ وقنوطكم» هكذا يروى في بعض الطرق والمعروف «من إلّكم» وسيرد في موضعه.الأَزْلُ : الشدة والضّيق ، وقدأَزَلَ الرجليَأْزِلُ أَزْلاً ، أى صار في ضيق وجدب ، كأنه أراد من شدة يأسكم وقنوطكم.

(ه) ومنه حديث طهفة «أصابتنا سنة(١) حمراءمُؤْزَلَة » أى آتية بالأزل. ويروى «مُؤَزَّلَة » بالتشديد على التكثير.

(ه) ومنه حديث الدجال «أنه يحصر الناس في بيت المقدسفَيُؤْزَلُونَ أزلا شديدا» أى يقحطون ويضيّق عليهم.

ومنه حديث علي «إلّا بعدأَزْلٍ وبلاء»

(أزم ) (ه) في حديث الصلاة «أنه قال : أيكم المتكلم؟فَأَزَمَ القوم» أى أمسكوا عن الكلام كما يمسك الصائم عن الطعام. ومنه سميت الحميةأَزْماً . والرواية المشهورة «فأرمّ» بالراء وتشديد الميم ، وسيجىء في موضعه.

ومنه حديث السواك «يستعمله عند تغير الفم منالأَزْمِ »

(ه) ومنه حديث عمر «وسأل الحارث بن كلدة ما الدواء قال :الأَزْم » يعنى الحمية ، وإمساك الأسنان بعضها على بعض.

(ه) ومنه حديث الصدّيق «نظرت يوم أحد إلى حلقة درع قد نشبت في جبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فانكببت لأنزعها ، فأقسم عليّ أبو عبيدةفَأَزَمَ بها بثنيّتيه فجذبها جذبا رفيقا» أى عضّها وأمسكها بين ثنّيتيه.

ومنه حديث الكنز والشجاع الأقرع «فإذا أخذهأَزَمَ في يده» أى عضّها.

__________________

(١) رواية الهروى «سنية» بالتصغير. قال : وصغر السنة تشديدا لأمرها وتنكيرا.

٤٦

(س) وفي الحديث «اشتدّىأَزْمَة تنفرجى»الأَزْمَة السّنة المجدبة. يقال إن الشّدّة إذا تتابعت انفرجت وإذا توالت تولّت.

ومنه حديث مجاهد «إن قريشا أصابتهمأَزْمَة شديدة. وكان أبو طالب ذا عيال».

(إزاء ) (س) في قصة موسىعليه‌السلام «أنه وقفبِإِزَاءِ الحوض» وهو مصبّ الدّلو وعقره مؤخره.

(ه) وفي الحديث «وفرقةآزَتِ الملوك فقاتلتهم على دين الله» أى قاومتهم. يقال : فلانإِزَاء لفلان : إذا كان مقاوما له.

وفيه «فرفع يديه حتىآزَتَا شحمة أذنيه» أى حاذتا. والإِزَاء : المحاذاة والمقابلة. ويقال فيه وازتا.

ومنه حديث صلاة الخوف «فوازينا العدوّ» أى قابلناهم. وأنكر الجوهرى أن يقال وازينا.

(باب الهمزة مع السين)

(أسبذ ) (س) فيه «أنه كتب لعباد اللهالأَسْبَذِين » هم ملوك عمان بالبحرين ، الكلمة فارسية ، معناها عبدة الفرس ، لأنّهم كانوا يعبدون فرسا فيما قيل ، واسم الفرس بالفارسية إسب.

(اسبرنج ) ـ فيه «من لعببالإِسْبِرَنْجِ والنرد فقد غمس يده في دم خنزير» هو اسم الفرس الذى في الشّطرنج. واللفظة فارسية معربة.

(إستبرق ) ـ قد تكرر ذكرالإِسْتَبْرَق في الحديث ، وهو ما غلظ من الحرير والإبريسم. وهى لفظة أعجمية معرّبة أصلها استبره. وقد ذكرها الجوهرى في الباء من القاف ، على أن الهمزة والسين والتاء زوائد ، وأعاد ذكرها في السين من الراء ، وذكرها الأزهرى في خماسىّ القاف على أن همزتها وحدها زائدة وقال : أصلها بالفارسية استفره. وقال أيضا : إنها وأمثالها من الألفاظ حروف عربيّة وقع فيها وفاق بين العجمية والعربية. وقال هذا عندى هو الصواب ، فذكرناها نحن هاهنا حملا على لفظها.

٤٧

(أسد ) (س) في حديث أم زرع «إن خرجأَسِدَ » أى صار كالأسد في الشجاعة. يقالأَسِدَ واسْتَأْسَدَ إذا اجترأ.

(س ه) ومنه حديث لقمان بن عاد «خذى منى أخى ذاالأَسَدِ »الأَسَدُ مصدرأَسِدَ يَأْسَدُ أَسَداً ، أى ذو القوّة الأسدية.

(أسر ) (س ه) في حديث عمر «لايُؤْسَرُ أحد في الإسلام بشهادة الزّور ، إنّا لا نقبل إلا العدول» أى لا يحبس ، وأصله منالأَسْرِ : القدّ ، وهى قدر ما يشدّ بهالأَسِير .

(ه) وفي حديث ثابت البنانى «كان داودعليه‌السلام إذا ذكر عقاب الله تخلّعت أوصاله لا يشدّها إلاالأَسْر » أى الشدّ والعصب. والأَسْر القوّة والحبس. ومنه سمىالأَسِير .

ومنه حديث الدعاء «فأصبح طليق عفوك منإِسَارِ غضبك»الإِسَار بالكسر مصدرأَسَرْتُهُ أَسْراً وإِسَاراً . وهو أيضا الحبل والقدّ الذى يشدّ به الأسير.

(س) وفي حديث أبى الدرداء «أنّ رجلا قال له إن أبى أخذهالأُسْرُ » يعنى احتباس البول. والرجل منهمَأْسُور . والحصر احتباس الغائط.

(س) وفي الحديث «زنى رجل فيأُسْرَةٍ من الناس»الأُسْرَة عشيرة الرّجل وأهل بيته لأنه يتقوّى بهم.

(س) وفيه «تجفو القبيلةبِأَسْرِهَا » أى جميعها.

(أسس ) ـ كتب عمر إلى أبى موسى رضى الله عنهما «أَسِسْ بين الناس في وجهك وعدلك» أى سَوِّ بينهم. وهو منسَاسَ الناسيَسُوسُهُمْ ، والهمزة فيه زائدة. ويروى «آسِ بين الناس» من المواساة ، وسيجىء.

(أسف ) (س) فيه «لا تقتلوا عسيفا ولاأَسِيفاً »الأَسِيف : الشيخ الفانى. وقيل العبد. وقيل الأسير.

(ه) وفي حديث عائشة رضى الله عنها «إن أبا بكر رجلأَسِيف » أى سريع البكاء والحزن. وقيل هو الرقيق.

(ه) وفي حديث موت الفجأة «راحة للمؤمن وأخذةأَسَفٍ للكافر» أى أخذة غضب أو غضبان. يقالأَسِفَ يَأْسَفُ أَسَفاً فهوآسِفٌ ، إذا غضب.

٤٨

(ه) ومنه حديث النخعى «إن كانوا ليكرهون أخذة كأخذةالأَسَفِ »

ومنه الحديث «آسَفُ كمايَأْسَفُونَ ».

ومنه حديث معاوية بن الحكم «فَأَسِفْتُ عليها».

وفي حديث أبى ذرّ «وامرأتان تدعوانإِسَافاً ونائلة» هما صنمان تزعم العرب أنهما كانا رجلا وامرأة زنيا في الكعبة فمسخا. وإِسَاف بكسر الهمزة وقد تفتح.

(أسل ) ـ في صفتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «كانأَسِيل الخد»الأَسَالَة في الخدّ : الاستطالة وأن لا يكون مرتفع الوجنة.

(ه) وفي حديث عمر «ليذكّ لكمالأَسَل الرماح والنّبل»الأَسَل في الأصل الرماح الطّوال وحدها ، وقد جعلها في هذا الحديث كفاية عن الرماح والنّبل معا. وقيل النّبل معطوف على الأَسَل لا على الرماح ، والرماح بيان للأسل أو بدل.

(ه) ومنه حديث علي «لا قود إلابِالْأَسَلِ » يريد كلّ ما أرقّ من الحديد وحدّد من سيف وسكّين وسنان. وأصلالأَسَل نبات له أغصان كثيرة دقاق لا ورق لها.

وفي كلام علي رضى الله عنه «لم تجفّ لطول المناجاةأَسَلَاتُ ألسنتهم» هى جمعأَسَلَة وهى طرف اللّسان.

(س) ومنه حديث مجاهد «إن قطعتالأَسَلَة فبيّن بعض الحروف ولم يبيّن بعضا يحسب بالحروف» أى تقسم دية اللسان على قدر ما بقى من حروف كلامه التى ينطق بها في لغته ، فما نطق به لا يستحقّ ديته ، وما لم ينطق به استحقّ ديته.

(أسن ) (س) في حديث عمر «قال له رجل إنّى رميت ظبيافَأَسِنَ فمات» أى أصابه دوار ، وهو الغشى.

وفي حديث ابن مسعود «قال له رجل كيف تقرأ هذه الآية ؛( مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ ) أو يَاسِنٍ»أَسَنَ (١) الماءيَأْسِنُ وأَسَنَ يَأْسُنُ فهوآسِنٌ إذا تغيرت ريحه.

ومنه حديث العباس في موت النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمر «خلّ بيننا وبين صاحبنا

__________________

(١) أسن : من باب نصر ، وضرب ، وفرح.

٤٩

فإنّهيَأْسُنُ كما يَأْسُنُ النّاس» أي يتغيّر. وذلك أن عمر كان قد قال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يمت ، ولكنه صعق كما صعق موسىعليه‌السلام . ومنعهم عن دفنه.

(أسا ) ـ قد تكرر ذكرالأُسْوَة والمواساة في الحديث ، وهى بكسر الهمزة وضمها : القدوة ، والمواساة المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق ، وأصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا.

ومنه حديث الحديبية «إن المشركينوَاسَوْنَا الصّلح» جاء على التخفيف ، وعلى الأصل جاء الحديث الآخر «ما أحد عندي أعظم يدا من أبى بكر ،آسَانِي بنفسه وماله!!».

ومنه حديث علي «آسِ بينهم في اللّحظة والنّظرة».

(س) وكتاب عمر إلى أبى موسى «آسِ بين الناس في وجهك وعدلك» أي اجعل كل واحد منهمأُسْوَة خصمه.

(ه) وفي حديث قيلة «استرجع وقال ربآسِنِي لما أمضيت وأعنّي على ما أبقيت» أي عزّني وصبّرني. ويروى «أُسْنِي» بضم الهمزة وسكون السين ، أي عوّضني. والأوس العوض.

وفي حديث أبى بن كعب «والله ما عليهمآسَى ، ولكنآسَى على من أضلّوا»الأَسَى مقصورا مفتوحا : الحزن ،أَسِيَ يَأْسَى أَسًى فهوآسٍ.

(س) وفي حديث ابن مسعود «يوشك أن ترمى الأرض بأفلاذ كبدها أمثالالأَوَاسِي » هى السّوارى والأساطين. وقيل هى الأصل ، واحدتهاآسِيَة ؛ لأنها تصلح السّقف وتقيمه ، منأَسَوْتُ بين القوم إذا أصلحت.

(س) ومنه حديث عابد بنى إسرائيل «أنه أوثق نفسه إلىآسِيَةٍ منأَوَاسِي المسجد».

(باب الهمزة مع الشين)

(أشب ) [ه] فيه أنّه قرأ «يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ » «فَتَأَشَّبَ أصحابه حوله» أي اجتمعوا إليه وأطافوا به. والأُشَابَة أخلاط النّاس تجتمع من كل أوب.

ومنه حديث العباس يوم حنين «حتىتَأَشَّبُوا حول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم » ويروى تناشبوا ، أي تدانوا وتضامّوا.

٥٠

(ه) وفيه «إنى رجل ضرير بينى وبينكأَشَبٌ فرخّص لي في كذا»الأَشَبُ كثرة الشجر. يقال بلدةأَشِبَةٌ إذا كانت ذات شجر ، وأراد هاهنا النخيل.

(ه) ومنه حديث الأعشى الحرمازيّ يخاطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في شأن امرأته :

وقذفتنى بين عيص مُؤْتَشِب(١)

المُؤْتَشِب الملتفّ. والعيص أصل الشّجر.

(أشر ) ـ في حديث الزكاة وذكر الخيل «ورجل اتّخذهاأَشَراً وبذخا»الأَشَر البطر. وقيل أشدّ البطر.

ومنه حديث الزكاة أيضا «كأغذّ ما كانت وأسمنه وآشَرِهِ » أي أبطره وأنشطه ، هكذا رواه بعضهم. والرواية «وأبشره» وسيرد في بابه.

ومنه حديث الشّعبىّ «اجتمع جوار فأرنّ وأَشِرْنَ ».

وفي حديث صاحب الأخدود «فوضعالمِئْشَار على مفرق رأسه»المِئْشَار بالهمز : المنشار بالنون ، وقد يترك الهمز ، يقال :أَشَرْتُ الخشبةأَشْراً ، ووشرتها وشرا ، إذا شققتها ، مثل نشرتها نشرا ، ويجمع علىمَآشِير ومواشير.

(س) ومنه الحديث «فقطعوهمبالْمَآشِيرِ » أي المناشير.

(أشش ) (ه) في حديث علقمة بن قيس «أنه كان إذا رأى من بعض أصحابهأَشَاشاً حدّثهم» أي إقبالا بنشاط. والأَشَاش والهشاش : الطّلاقة والبشاشة.

(أشا ) (ه) فيه «أنه انطلق إلى البراز فقال لرجل كان معه : إئت هاتينالأَشَاءَتَيْنِ فقل لهما حتى تجتمعا ، فاجتمعتا فقضى حاجته»الأَشَاءُ بالمدّ والهمز. صغار النخل ، الواحدةأَشَاءَة ، وهمزتها منقلبة من الياء ؛ لأن تصغيرهاأُشَيٌ ، ولو كانت أصلية لقيل أشيىء.

__________________

(١) شطر بيت ، وتمامه :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

٥١

(باب الهمزة مع الصاد)

(أصر ) (ه) في حديث الجمعة «ومن تأخّر ولغا كان له كفلان منالإِصْرِ »الإِصْرُ : الإثم والعقوبة للغوه وتضييعه عمله ، وأصله من الضّيق والحبس. يقالأَصَرَهُ يَأْصِرُهُ إذا حبسه وضيّق عليه. والكفل : النّصيب.

ومنه الحديث «من كسب مالا من حرام فأعتق منه كان ذلك عليهإِصْراً ».

ومنه الحديث الآخر «أنه سئل عن السلطان فقال : هو ظلّ الله في الأرض ، فإذا أحسن فله الأجر وعليكم الشكر ، وإذا أساء فعليهالإِصْر وعليكم الصّبر».

[ه] وفي حديث ابن عمر «من حلف على يمين فيهاإِصْرٌ فلا كفارة لها» هو أن يحلف بطلاق أو عتاق أو نذر ، لأنها أثقل الأيمان وأضيقها مخرجا ، يعنى أنّه يجب الوفاء بها ولا يتعوّض عنها بالكفّارة. والإِصْر في غير هذا : العهد والميثاق ، كقوله تعالى :( وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي ) .

(أصطب ) (س) فيه «رأيت أبا هريرة وعليه إزار فيه علق وقد خيّطهبِالْأُصْطُبَّة »الأُصْطُبَّة هى مشاقة الكتّان. والعلق الخرق.

(أصطفل ) (س) في كتاب معاوية إلى ملك الرّوم «ولأنزعنّك من الملك نزعالإِصْطَفْلِينَة » أي الجزرة. لغة شاميّة. أوردها بعضهم في حرف الهمزة على أنها أصلية ، وبعضهم في الصاد على أنها زائدة.

(س) ومنه حديث القاسم بن مخيمرة «إن الوالى لينحت أقاربه أمانته كما تنحت القدومالإِصْطَفْلِينَة حتى تخلص إلى قلبها» وليست اللفظة بعربيّة محضة ، لأن الصاد والطاء لا يجتمعان إلا قليلا.

(أصل ) (ه) في حديث الدجال «كأنّ رأسهأَصَلَةٌ »الأَصَلَة بفتح الهمزة والصاد : الأفعى. وقيل هى الحية العظيمة الضّخمة القصيرة. والعرب تشبّه الرأس الصغير الكثير الحركة برأس الحية(١) .

(س) وفي حديث الأضحية «أنه نهى عنالمُسْتَأْصَلَة » هى التى أخذ قرنها من أصله. وقيل هو منالأَصِيلَة بمعنى الهلاك.

__________________

(١) قال طرفة :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

٥٢

(باب الهمزة مع الضاد)

(آض ) (ه) في حديث الكسوف «حتىآضَتِ الشّمسُ كأنها تَنُّومَة» أي رجعت وصارت ، يقال منهآضَ يَئِيضُ أيضا. وقد تكررت في الحديث. ومن حقها أن تكون في باب الهمزة مع الياء ، ولكنها لم ترد حيث جاءت إلّا فعلا فاتّبعنا لفظها.

(أضم ) ـ في حديث وفد نجران «وأَضِمَ عليها منه أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم» يقالأَضِمَ الرّجل بالكسريَأْضَمُ أَضَماً إذا أضمر حقدا لا يستطيع إمضاءه.

(س) ومنه الحديث الآخر «فَأَضِمُوا عليه».

(س) وفي بعض الأحاديث ذكر «إِضَم » ، هو بكسر الهمزة وفتح الضاد اسم جبل وقيل موضع.

(أضا ) (ه) فيه «أن جبريل لقى النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم عندأَضَاة بنى غفار»الأَضَاة بوزن الحصاة : الغدير وجمعهاأَضًى وإِضَاءً كأكم وإكام.

(باب الهمزة مع الطاء)

(أطأ ) (ه) في حديث عمر «فيم الرّملان وقدأَطَّأَ الله الإسلام» أي ثبّته وأرساه. والهمزة فيه بدل من واو وطّأ.

(أطر ) (ه) فيه «حتى تأخذوا على يدي الظالم وتَأْطِرُوه على الحقأَطْراً » أي تعطفوه عليه. ومن غريب ما يحكى فيه عن نفطويه قال : إنه بالظاء المعجمة من باب ظأر. ومنه الظّئر المرضعة ، وجعل الكلمة مقلوبة فقدم الهمزة على الظاء.

(س) ومنه في صفة آدمعليه‌السلام «أنه كان طوالافَأَطَرَ الله منه» أي ثناه وقصره ونقص من طوله ، يقالأَطَرْتُ الشىءفَانْأَطَرَ وتَأَطَّرَ ، أي انثنى.

وفي حديث ابن مسعود «أتاه زياد بن عديفَأَطَرَهُ إلى الأرض» أي عطفه. ويروى وطده. وسيجىء.

٥٣

(س) وفي حديث على «فَأَطَرْتُهَا بين نسائى» أي شققتها وقسمتها بينهن. وقيل هو من قولهم طار له في القسمة كذا ، أي وقع في حصّته ، فيكون من باب الطاء لا الهمزة.

(س) وفي حديث عمر بن عبد العزيز «يقصّ الشارب حتى يبدوالإِطَارُ » يعنى حرف الشّفة الأعلى الذي يحول بين منابت الشّعر والشّفة ، وكلّ شىء أحاط بشىء فهوإِطَارٌ له.

ومنه صفة شعر عليّ «إنما كان لهإِطَارٌ » أي شعر محيط برأسه ووسطه أصلع.

(أطط ) ـ فيه «أَطَّتِ السماء وحقّ لها أنتَئِطَّ »الأَطِيط صوت الأقتاب. وأَطِيطُ الإبل : أصواتها وحنينها. أي أنّ كثرة ما فيها من الملائكة قد أنقلها حتىأَطَّتْ. وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة ، وإن لم يكن ثم أَطِيطٌ ، وإنما هو كلام تقريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى.

(ه) ومنه الحديث الآخر «العرش على منكب إسرافيل ، وإنهلَيَئِطُّ أَطِيطَ الرّحل الجديد» يعنى كور النّاقة ، أي أنه ليعجز عن حمله وعظمته ، إذ كان معلوما أنأَطِيطَ الرّحل بالراكب إنما يكون لقوّة ما فوقه وعجزه عن احتماله.

(ه) ومنه حديث أم زرع «فجعلنى في أهلأَطِيط وصهيل» أي في أهل إبل وخيل. ومنه حديث الاستسقاء «لقد أتيناك وما لنا بعيريَئِطُّ » أي يحنّ ويصيح ، يريد مالنا بعير أصلا ، لأن البعير لا بدّ أنيَئِطَّ .

ومنه المثل «لا آتيك ماأَطَّتِ الإبل».

ومنه حديث عتبة بن غزوان «ليأتينّ على باب الجنة وقت يكون له فيهأَطِيطٌ » أي صوت بالزّحام.

وفي حديث أنس بن سيرين قال «كنت مع أنس بن مالك حتى إذا كنابِأَطِيط والأرض فضفاض»أَطِيط : موضع بين البصرة والكوفة.

(أطم ) (ه) في حديث بلال «أنه كان يؤذّن علىأُطُمٍ »الأُطُم بالضّمّ : بناء مرتفع ، وجمعهآطَامٌ.

(ه) ومنه الحديث «حتى توارتبآطَام المدينة» يعنى أبنيتها المرتفعة كالحصون.

٥٤

وفي قصيدة كعب بن زهير يمدح النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وجلدها من أَطُوم لا يؤيّسه

الأَطُوم الزّرافة ، يصف جلدها بالقوّة والملاسة. ولا يؤيّسه : أي لا يؤثّر فيه.

(باب الهمزة مع الفاء)

(أفد ) (ه) في حديث الأحنف «قدأَفِدَ الحج». أي دنا وقته وقرب. ورجلأَفِدٌ أي مستعجل.

(أفع ) (ه) في حديث ابن عباس «لا بأس بقتلالأَفْعَوْ » أرادالأَفْعَى ، فقلب ألفها في الوقف واوا ، وهى لغة أهل الحجاز ، والأَفْعَى ضرب من الحيّات معروف. ومنهم من يقلب الألف ياء في الوقف. وبعضهم يشدّد الواو والياء. وهمزتها زائدة.

ومنه حديث ابن الزبير «أنه قال لمعاوية : لا تطرق إطراقالأُفْعُوَان » هو بالضّمّ ذكرالأَفَاعِي.

(أفف ) (ه) فيه «فألقى طرف ثوبه على أنفه ثم قالأُفٍ أُفٍّ» معناه الاستقذار لما شمّ. وقيل معناه الاحتقار والاستقلال ، وهى صوت إذا صوّت به الإنسان علم أنه متضجّر متكرّه. وقيل أصلالأُفِ من وسخ الأصبع إذا فتل. وقدأَفَّفْتُ بفلانتَأْفِيفاً ، وأَفَفْتُ به إذا قلت له أفّ لك. وفيها لغات هذه أفصحها وأكثرها استعمالا ، وقد تكررت في الحديث.

(ه) وفي حديث أبى الدرداء «نعم الفارس عويمر غيرأُفَّة » جاء تفسيره في الحديث : غير جبان ، أو غير ثقيل. قال الخطابى : أرى الأصل فيهالأَفَف ، وهو الضّجر. وقال : قال بعض أهل اللغة : معنىالأُفَّة المعدم المقلّ. منالأَفَفِ وهو الشىء القليل.

(أفق ) (ه) في حديث عمر «أنه دخل على النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم وعندهأَفِيقٌ » هو الجلد الذي لم يتمّ دباغه. وقيل هو ما دبغ بغير القرظ.

ومنه حديث غزوان «فانطلقت إلى السّوق فاشتريتأَفِيقَةً » أي سقاء من أدم ، وأنّثه على تأويل القربة أو الشّنّة.

٥٥

(ه) وفي حديث لقمان «صفّاقأَفَّاق »الأَفَّاق الذي يضرب فيآفَاق الأرض ، أي نواحيها مكتسبا ، واحدهاأُفُق.

ومنه شعر العباس يمدح النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

وأنت لمّا ولدت أشرقت الأرض

وضاءت بنورك الأُفُق

أنث الأفق ذهابا إلى الناحية ، كما أنث جرير السّور في قوله :

لمّا أتى خبر الزّبير تضعضعت

سور المدينة والجبال الخشّع

ويجوز أن يكونالأُفُق واحدا وجمعا ، كالفلك. وضاءت لغة في أضاءت.

(أفك ) ـ في حديث عائشة «حين قال لها أهلالإِفْك ما قالوا»الإِفْك في الأصل الكذب ، وأراد به هاهنا ما كذب عليها مما رميت به.

وفي حديث عرض نفسهصلى‌الله‌عليه‌وسلم على قبائل العرب «لقدأُفِكَ قوم كذّبوك وظاهروا عليك» أي صرفوا عن الحق ومنعوا منه. يقالأَفَكَهُ يَأْفِكُهُ أَفْكاً إذا صرفه عن الشىء وقلبه ، وأُفِكَ فهومَأْفُوكٌ. وقد تكرر في الحديث.

وفي حديث سعيد بن جبير ، وذكر قصّة هلاك قوم لوط قال : «فمن أصابته تلكالأَفِكَة أهلكته» يريد العذاب الذي أرسله الله عليهم فقلب بها ديارهم. يقالائْتَفَكَتِ البلدة بأهلها أي انقلبت ، فهىمُؤْتَفِكَة .

(ه) ومنه حديث أنس رضى الله عنه «البصرة إحدىالمُؤْتَفِكَات » يعنى أنها غرقت مرّتين ، فشبّه غرقها بانقلابها.

ومنه حديث بشير بن الخصاصية «قال له النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ممن أنت؟ قال : من ربيعة ، قال : أنتم تزعمون لو لا ربيعةلَائْتَفَكَتِ الأرض بمن عليها» أي انقلبت.

(أفكل ) (ه) فيه «فبات ولهأَفْكَل »الأَفْكَل بالفتح الرّعدة من برد أو خوف ، ولا يبنى منه فعل ، وهمزته زائدة ، ووزنه أفعل ، ولهذا إذا سمّيت به لم تصرفه للتعريف ووزن الفعل.

ومنه حديث عائشة رضى الله عنها «فأخذنىأَفْكَل وارتعدت من شدة الغيرة».

٥٦

(أفن) ـ في حديث على رضى الله عنه «إيّاك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلىأَفْنٍ »الأَفْن : النقص. ورجلأَفِين ومَأْفُون ، أي ناقص العقل(١) .

(ه) ومنه حديث عائشة «قالت لليهود : عليكم السّام واللعنة والأَفْن ».

(باب الهمزة مع القاف)

(أقحوان ) ـ في حديث قس بن ساعدة «بواسقأُقْحُوَان »الأُقْحُوَان : نبت معروف تشبّه به الأسنان ، وهو نبت طيب الريح ، ووزنه أفعلان ، والهمزة والنون زائدتان ، ويجمع علىأَقَاحٍ. وقد جاء ذكره في حديث قسّ أيضا مجموعا.

(أقط ) ـ قد تكرر في الحديث ذكرالأَقط ، وهو لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به.

(باب الهمزة مع الكاف)

(أكر ) ـ في حديث قتل أبى جهل «فلو غيرأَكَّارٍ قتلني؟»الأَكَّارُ : الزّرّاع ، أراد به احتقاره وانتقاصه ، كيف مثله يقتل مثله.

(س) ومنه الحديث «أنه نهى عنالمُؤَاكَرَة » يعنى المزارعة على نصيب معلوم مما يزرع في الأرض ، وهى المخابرة. يقالأَكَرْتُ الأرض أي حفرتها. والأُكْرَة الحفرة ، وبه سمىالأَكَّار .

(أكل )(ه) في حديث الشاة المسمومة «ما زالتأُكْلَة خيبر تعادّنى»الأُكْلَة بالضم اللقمة التى يأكل من الشاة ، وبعض الرواة يفتح الألف وهو خطأ ؛ لأنه لم يأكل منها إلّا لقمة واحدة.

(ه) ومنه الحديث الآخر «فليضع في يدهأُكْلَةً أوأُكْلَتَيْنِ » أي لقمة أو لقمتين.

(ه) وفي حديث آخر «منأَكَلَ بأخيهأُكْلَةً » معناه الرجل يكون صديقا لرجل ، ثم

__________________

(١) ذكر الهروى مثلا :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

والرقين : المال. يقول : المال يستر نقصان الناقص.

٥٧

يذهب إلى عدوّه فيتكلم فيه بغير الجميل ليجيزه عليه بجائزة ، فلا يبارك الله له فيها ، هى بالضم اللقمة ، وبالفتح المرّة من الأكل(١) .

(ه) وفي حديث آخر «أخرج لنا ثلاثأُكَلٍ » هى جمعأُكْلَة بالضم : مثل غرفة وغرف. وهى القرص من الخبز.

وفي حديث عائشة تصف عمر رضى الله عنهما «وبعج الأرض فقاءتأُكْلَهَا »الأُكْل بالضم وسكون الكاف اسم المَأْكُول ، وبالفتح المصدر ، تريد أن الأرض حفظت البذر وشربت ماء المطر ، ثم قاءت حين أنبتت ، فكنت عن النبات بالقىء. والمراد ما فتح الله عليه من البلاد بما أغزى إليها من الجيوش.

وفي حديث الربا «لعن اللهآكِلَ الرّبا ومُؤَكِّلَهُ » يريد به البائع والمشترى.

(ه) ومنه الحديث «أنه نهى عنالمُؤَاكَلَة » هو أن يكون للرّجل على الرّجل دين فيهدى إليه شيئا» ، ليؤخّره ويمسك عن اقتضائه. سمّىمُؤَاكَلَة لأن كل واحد منهمايُؤَكِّلُ صاحبه أي يطعمه.

(ه) وفي حديث عمر «ليضربنّ أحدكم أخاه بمثلآكِلَة اللحم ثم يرى أنى لا أقيده»الآكِلَة عصا محدّدة. وقيل الأصل فيها السّكّين ، شبّهت العصا المحدّدة بها. وقيل هى السّياط.

(ه) وفي حديث له آخر «دع الرّبى والماخض والأَكُولة » أمر المصدّق أن يعدّ على ربّ الغنم هذه الثلاثة ولا يأخذها في الصدقة لأنها خيار المال. والأَكُولَة التى تسمّن للأكل. وقيل هى الخصىّ والهرمة والعاقر من الغنم. قال أبو عبيد : والذي يروى في الحديثالأَكِيلَة ، وإنماالأَكِيلَة المَأْكُولَة ، يقال هذهأَكِيلَة الأسد والذئب. وأمّا هذه فإنهاالأَكُولَة .

وفي حديث النّهى عن المنكر «فلا يمنعه ذلك أن يكونأَكِيلَهُ وشريبه»الأَكِيل والشّريب : الذي يصاحبك في الأكل والشرب ، فعيل بمعنى مفاعل.

(س) وفيه «أمرت بقريةتَأْكُلُ القرى» هى المدينة ، أى يغلب أهلها وهم الأنصار بالإسلام على غيرها من القرى ، وينصر الله دينه بأهلها ، ويفتح القرى عليهم ويغنّمهم إيّاها فيأكلونها.

__________________

(١) زاد الهروى : مع الاستيفاء.

٥٨

(س [ه]) وفيه عن عمرو بن عبسة «ومَأْكُول حمير خير منآكِلِهَا »المَأْكُول الرعيّة والآكِلُون الملوك جعلوا أموال الرعيّة لهم مأكلة ، أراد أن عوامّ أهل اليمن خير من ملوكهم. وقيل أراد بمأكولهم من مات منهم فأكلتهم الأرض ، أى هم خير من الأحياء الآكلين وهم الباقون.

(أكم ) (س) في حديث الاستسقاء «علىالإِكَام والظّراب ومنابت الشّجر»الإِكَام بالكسر جمعأَكَمَة وهى الرابية ، وتجمعالإِكَام علىأَكَم (١) ، والأَكَمُ علىآكَامٍ.

(س) وفي حديث أبى هريرة رضى الله عنه «إذا صلى أحدكم فلا يجعل يديه علىمَأْكَمَتَيْهِ » هما لحمتان في أصل الوركين. وقيل بين العجز والمتنين ، وتفتح كافها وتكسر.

(س) ومنه حديث المغيرة «أحمرالمَأْكَمَة » لم يرد حمرة ذلك الموضع بعينه ، وإنما أراد حمرة ما تحتها من سفلته ، وهو مما يسبّ به ، فكنى عنها بها. ومثله قولهم في السّبّ : يا ابن حمراء العجان.

(أكا ) (ه) فيه «لا تشربوا إلّا من ذىإِكَاءٍ »الإِكَاء والوكاء : شداد السّقاء.

(باب الهمزة مع اللام)

(ألب ) (ه) فيه «إن الناس كانوا عليناإِلْباً واحدا»الإِلْب بالفتح والكسر : القوم يجتمعون على عداوة إنسان. وقدتَأَلَّبُوا : أى تجمعّوا.

(ه) ومنه حديث عبد الله بن عمرو حين ذكر البصرة فقال : «أما إنه لا يخرج منها أهلها إلّاالأَلْبَةُ » هى المجاعة ، مأخوذ منالتَّأَلُّب : التّجمّع. كأنهم يجتمعون في المجاعة ويخرجون أرسالا. وقد تكرر في الحديث.

(ألت ) (ه) في حديث عبد الرحمن بن عوف يوم الشّورى «ولا تغمدوا سيوفكم عن أعدائكمفَتُؤْلِتُوا أعمالكم» أى تنقصوها. يقالأَلَتَهُ يَأْلِتُهُ ، وآلَتَهُ يُؤْلِتُهُ إذا نقصه ، وبالأولى نزل القرآن. قال القتيبى : لم تسمع اللغة الثانية إلا في هذا الحديث ، وأثبتها غيره. ومعنى الحديث :

__________________

(١) في اللسان : جمع الإكام : أكم ، مثل كتاب وكتب ، وجمع الأكم : آكام مثل عنق وأعناق.

٥٩

أنهم كانت لهم أعمال في الجهاد مع النبىصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا غمدوا سيوفهم وتركوا الجهاد نقصوا أعمالهم.

ومنه حديث عمر رضى الله عنه «أن رجلا قال له : اتق الله ، فقال له رجل : أتَأْلِتُ على أمير المؤمنين» أى أتحطّه بذلك وتضع منه وتنقصه. قال الأزهرى : فيه وجه آخر هو أشبه بما أراد الرجل ، وهو من قولهمأَلَتَهُ يميناأَلْتاً إذا حلّفه. كأن الرجل لمّا قال لعمر رضى الله عنه اتّق الله فقد نشده بالله. تقول العربأَلَتُّكَ بالله لما فعلت كذا ، معناه نشدتك بالله. والأَلْتُ والأَلْتَةُ : اليمين.

(ألس ) (ه) فيه «اللهم إنا نعوذ بك منالأَلْس » هو اختلاط العقل. يقالأُلِسَ فهومَأْلُوس. وقال القتيبى : هو الخيانة ، من قولهم لا يُدَالِسُ ولا يوالس ، وخطّأه ابن الأنبارى في ذلك(١) .

(ألف ) (ه) في حديث حنين «إنى أعطى رجالا حديثى عهد بكفرأَتَأَلَّفُهُمْ »التَّأَلُّف المداراة والإيناس ليثبتوا على الإسلام رغبة فيما يصل إليهم من المال.

ومنه حديث الزكاة «سهمللمُؤَلَّفَةِ قلوبهم».

وفي حديث ابن عباس رضى الله عنهما «وقد علمت قريش أن أوّل من أخذ لهاالإِيلَاف لهاشم»الإِيلَاف العهد والذّمام ، كان هاشم بن عبد مناف أخذه من الملوك لقريش.

(ألق ) (ه) فيه «اللهم إنا نعوذ بك منالأَلْقِ » هو الجنون. يقالأُلِقَ الرجل فهومَأْلُوق ، إذا أصابه جنون. وقيل أصله الأولق وهو الجنون ، فحذف الواو. ويجوز أن يكون من

__________________

(١) ذكر الهروى وجه الخطأ فقال «وقال ابن الأنبارى : أخطأ ؛ لأن المألوس والمسلوس عند العرب هو المضطرب العقل ، لا خلاف بين أهل اللغة فيه. قال المتلمس :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

جاء به ـ أى بالمألوس ـ بعد ضعف الرأى. ومعنى قولهم لا يؤالس : لا يخلط. قال الشاعر [الحصين بن القناع] :

سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً

وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ

فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى

برفقٍ مجيباً (ما سألتَ يَهُونُ)

أى لا تخليط ، والسنوت ـ كتنور ـ : العسل.

٦٠