ديوان السيد رضا الموسوي الهندي

ديوان السيد رضا الموسوي الهندي0%

ديوان السيد رضا الموسوي الهندي مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 161

ديوان السيد رضا الموسوي الهندي

مؤلف: السيد موسى الموسوي
تصنيف:

الصفحات: 161
المشاهدات: 103531
تحميل: 9550

توضيحات:

ديوان السيد رضا الموسوي الهندي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 161 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 103531 / تحميل: 9550
الحجم الحجم الحجم
ديوان السيد رضا الموسوي الهندي

ديوان السيد رضا الموسوي الهندي

مؤلف:
العربية

يا من به دهرنا أضحى بأجمعه

عيدا لان أعاديه به نحروا

ترمي الوغى جمرات في بيوتهمُ

يطير منها إلى أوج السما شرر

حتى يكون تمام الحج أن يقعوا

من هوة المكر في البئر التي احتفروا

كذاك من لم يكن بالغير معتبرا

فغيره عن قريب فيه يعتبر

ليت الحسين يرى ما نال شانئه

أو ليت يبلغه في قبره الخبر

أبا التقيِّ سقت مثواك غادية

وطفاء صيِّبُها الرضوان لا المطر

إن تخل منك محاريب بك امتلات

أنوار قدس وجنح الليل معتكر

فقد ركزت مدى الايام ألوية

من العدالة بين الناس تنتشر

أضحت بهمتك الاحرار في دعةٍ

وأدركوا أحسن العقبى بما صبروا

أماجد بذلوا للّه أنفسهم

وتاجروا اللّه أعمارا فما خسروا

فتلك هيئة أهل العلم بارزة

من خوفها أنفس الاعداء تستتر

إن سددت أسهم الاراء فكرتهم

لم يُنجِ أعداءهم قوس ولا وتر

والمستبدون أمسوا من مهابتهم

موتى ولكن بترب الذل قد قبروا

لا يستقرون في أوطانهم حذرا

لو كان يدفع محتوم القضا الحذر

أنّى ينالون بالفتح المرام وقد

قدَّرْتَ أن جيوش الشرك تنكسر

٨١

زد وبارك على محمد (1)

بدر المسرات قد تجلَّى

فطالعي في لقاه أسعد

وفي موعدي فوافى

وحيَّى فعدت حيَّا

وبدر الملاح طاف

بشمس من الحميَّا

إذا قابل السلافا

بوجه له محيَّا

من نشوة الراح ماس دلا

وبالحيا خدُّه تورَّد

بديع له معاني

بها حارت العقول

إذا لاح للعيان

ومالت به الشمول

تلجلجتُ في بياني

فلم أدر ما أقول

إن قلت كالبدر قال: كلاّ

أين له شعري المجعَّد

تعدَّيت لا تقسني

إذا ما بدا جمالي

بظبيٍ ولا بغصنٍ

وبدر ولا هلال

فما للظباء حسني

وما الغصن في اعتدالي

والظبى يقلى إذا تحلَّى

والغصن يجفا إذا تجرَّد

فتفاح ورد خدي

من الخال فيه عنبر

____________________

1 - قالها في عرس الشيخ محمد علي نجل حجة الاسلام الشيخ ميرزا حسين الميرزا خليل مهنيا إياه وأخويه.

٨٢

وثغري كنظم عقدي

وريقي كطعم سُكَّر

وإن تلتفت لجعدي

تجد منه حين يُنْشَر

عنقود كرم وقد تدلَّى

من وجنتي فوق وردتي خد

تطيَّبْ بآس شعري

وفي ظله تَقَيَّلْ

وإن ترم رشف ثغري

ففي وجنتي تنقل

ومنها ففزْ لعمري

بتفاحة تُقَبَّلْ

إذا سقاها الحياء طلا

من مائه جمرها توقَّد

فبتنا وللاغاني

صدى بالقلوب عابث

برجع من المثاني

ونغم من المثالث

ولي من أحب ثاني

وبدر السماء ثالث

فلم ندع للهموم شملا

إلاّ وباللهو قد تبدَّد

بليلٍ به المجره

جرى نهرها المسلسل

ولي بالوصال نظرة

شفت قلبي المبلبل

فتمت به المسرة

ونلنا الذي يؤمل

لم يحكه في السرور إلاّ

عرس عليِّ الذرى محمد

فتى قد حوى خصالا

بها امتاز في الانام

روى المجد والكمالا

عن آبائه الكرام

أجل حسبه جلالا

بأن كان من إمام

فاق جميع الانام فضلا

فهو بكل الصفات مفرد

إمام له الزعامة

على حاضر وباد

له منصب الامامة

له الامر في البلاد

به تمت الكرامة

من اللّه للعباد

إن كان ركن الهدى ليبلى

لو لم يكن فيه قد تجدّد

٨٣

له الحكم والسياسة

له الفضل والعلاء

له الحزم والفراسة

له العزّ والاباء

له الامر والرياسة

له المجد والبهاء

فكلما في النديِّ حلا

عليه تاج البهاء يعقد

إذا ما أجلت فكرا

بما فيه من معان

يقول اللسان عذرا

فقد حرت في البيان

فكم في الطروس أجرى

منايا وكم أماني

في قلم إن جرى وصلَّى

خَرَّت جميع الملوك سُجَّد

ومايبلغُ الثنأُ

بمن أنجب التقيَّا

كريما له سخأُ

طوى الاكرمين طيا

فلا تبلغ السماء

مقاما له عليّا

بدر هدى قد سما محلا

له نجوم السماء حُسَّد

فيا سعد قم وأنشدْ

قصيد الهنا لديه

ورجِّعْ بها وغرّد

واهدِ الثنا إليه

أعد لفظها وردّد

وكن ناشرا عليه

صحف مديح عليه تتلى

وزد وبارك على محمد

أخيه الفتى المهذب

أبي القاسم النبيل

هو الموئل المجرب

من الحادث الجليل

وكم للرشاد كوكب

بدا من بني الخليل

داموا لاهل الزمان ظلا

ما الركب غنى بهم وغرَّد

إلى ربعهم زففتُ

من الفكر أيَّ بكر

ولولاهم وقفت

ولم أهد بنت فكري

وما غيرهم عرفت

بنظمي ولا بنثري

ولم أزل منذ كنت طفلا

ناصرهم باللسان واليد

٨٤

دمي ودمعي (1)

مالك يا قاتلي ومالي

حملتني في جفاك مالا

أترمي بي المرامي

ولم تعطني المراما

ودمعي عليك هامي

وفيك الفؤاد هاما

هب القلب فيك دامي

وفيه الغرام داما

فالجور في الحب قد حلا لي

وإن تُصَيِّرْ دمي حلالا

فيا من سبى المعنّى

بعينيه سحر بابل

وغصنا متى تثنَّى

يهج في الحشا بلابل

لئن جار أو تجنَّى

فما القلب عنه عادل

أنفقت صبري به ومالي

وليته رقَّ لي ومالا

بنفسي فديت بدرا

به العارفون تاهوا

حمى باللحاظ ثغرا

روى القلب في لماه

أحال الوصال هجرا

وما حلتُ عن هواه

هيهات يغدو الفؤاد سالي

دمي ودمعي عليه سالا

حماني عن الرقاد

وشمل الوصال شتّتْ

وأصفيته ودادي

ولكن لحبله بت

____________________

1 - قالها في صديقه الشاعر العلامة الشيخ رضا الاصفهاني.

٨٥

وذي حبة الفؤاد

على وجنتيه فُتَّتْ

ما زال منّي الفؤاد خالي

حتى تراءت عليه خالا

رشا من نواه خفت

لان اللقا أماني

رماني وقد ألفت

هواه إلى هواني

ولكن به شغفت

وإن كان قد قلاني

لم أستمع فيه وهو قالي

قيلا لعذَّاله وقالا

دعوني فكل صبِّ

بذا العيسوي‌يُعْذَرْ

ففي وجنتيه لبي

كماء الصبا تحيَّر

وما حيلتي وقلبي

بشرع الهوى تَنَصَّرْ (1)

ليس لعيني سواه حالي

فالرشد والنسك فيه حالا

فعطفا على مولَّهْ

بدين الهوى يدينك

أغصنَ الاراك لِنْ لَهْ

فقد جاء يستلينك

له في حماك قبله

وقرآنه جبينك

في وجهك الحسن قد تلا لي

سورة والشمس إذا تلالا

بشهدٍ ملات فاكا

وعوضتني بصبري

فإن متُّ في جفاكا

فدعني هواي عذري

وإن استمل وفاكا

بشعري فليت شعري

____________________

1 - كتب السيد الرضا بعد فراغه من نظم هذه القصيدة يقول: هذا البيت تلميح إلى مطلع قصيدة نظمها الشيخ المزبور أولها:

قلبي بشرع الهوى تنصر

شوقا إلى خصره المزنَّرْ

وما أحسن قوله منها:

وربَّ وعد بلثم خد

جاد به بعدما تعذر

وقوله:

صغَّره عاذلي ولما

شاهد ذاك الجمال كَبَّرْ

٨٦

تنعم لي خاطري وبالي

أم فيك تغدو المنى وبالا

تعللت عن لقاه

بطيف من الخيال

ولم يبق في جفاه

بقلبي سوى توالي

قضى اللّه لي نواه

رضا بالذي قضى لي

عسى الرضا منعشا توالي

قلبي بجود له توالي

بحبل الرضا تمسَّكْ

وكن ماسكا عراه

وفي ذكره تمسك

فالمسك في شذاه

حمى الدهر إن تمسك

عواديه في حماه

لانّه للامور والي

له الزمان العنيد والى

نماه إلى الجلال

أب ماجد وجدُّ

وخصاه بالكمال

له همة وجد

مجاروه في المعالي

وإن شمروا وجدوا

تسافلوا عن أشم عالي

سمح بكل الانام عالا

بما فيك من معاني

بديع البيان كلا

وكلفتها لساني

فكانت عليه كلا

وما العجز في بياني

لفرط القصور كلا

بل يا أبا المجد أنت عالي

معناك عن وهمنا تعالى

٨٧

أقبل نشوان (1)

في مطلع الاقبال بدر الحسان

لاح وفي كفيه شمس الطلا

فاسعد مدى الدهر بهذا القران

واستقبل العيش فقد أقبلا

***

أقبل نشوان وفرط الحيا

مكلل وجنته بالعرقْ

ما الورد مطلولا بماء الحيا

أشف منها حمرة أو أرقْ

يرنو بنجلاوين كم أوحيا

سحرا يزيد الوجد لي والارق

منعطف فوقهما حاجبان

كنوني الكاتب إن مُثِّلا

أو مثل قوسين ولا يرميان

إلاّ أصابا منِّي المقتلا

***

أقبل يثني لي من قدِّه

غصنا له الدلُّ نسيم الصبا

والحسن قد فتَّح في خده

وردا عليه ماج ماء الصبا

فأرسل المسود من جعده

أفعى ولوَّى صدغه عقربا

كيف اجتناء الورد والحارسان

بحفظ ذاك الروض قد وكِّلا

من لي لو أنهمايغفلان

وآفة الحارس أن يغفلا

***

____________________

1 - قالها في عرس الشيخ سعيد الشيخ اسماعيل الخليلي، ولم نعثر إلاّ على هذا الجزء من القصيدة.

٨٨

أقبل يسقي من كؤوس الرحيق

صرفا أطال الدنُّ تعتيقَهُ

ويصبغ الدر بلون العقيق

إن صبَّ في الكأس أباريقه

لكنه جاد بمرٍّ عتيق

على الندامى وأبى ريقه

صرفان لو أنهما يمزجان

لانعشا الاموات بعد البلى

فخذ من المحبوب كأس الدنان

واصبر فكم بالصبر مرُّ حلا

***

يا سالبا عيني طيب الهجود

وملبسا جسمي ثوب الضنى

لا أنت بالوصل علينا تجود

ولا أنا أسلو لطول العنا

ولم يزل حظّي منك الصدود

أعلل النفس بطول المنى

إن شئت فارحم مستهام الجنان

وباللقا فامنحه بعد القلى

أو لا، فقد أرخى إليك العنان

فافعل به ما شئت أن تفعلا

***

إن كنت فينا مبديا للجفا

فالدهر للامال فينا معيد

وطاب لي الانس ووقتي صفا

إذ أسعد الدهر بعرس السعيد

يا فرحة فيها زماني وفى

فكل يوم لي بالبشر عيد

٨٩

عرس الحسين (1)

عن ريقه روت الشمول

معنى تطيش به العقولُ

وبجفنه مرَّ النسيم

الغضُّ فهو به عليل

وبخده ولع الشقيـ

ـقُ فشفَّ نضرته الذبول

والغصن مال لقدَّه

ذلاًّ كذا من يستطيل

والطود حاول أن يوا

زنَ ردفه وكذا الثقيل

رشأ كحيل الناظريـ

ـنِ فداؤه الرشأ الكحيل

حكَّمت عدل قوامه

في مهجتي فغدا يميل

فسأرفض التحكيم إن

كانت كقامته العدول

إن قلت: أضناني النحو

لُ يقول: بل خصري النحيل

أو قلت: قد طال الصدو

دُ يقول: عادته يطول

أو قلت: أجملْ قال لي:

أولى بك الصبر الجميل

لا تكثرنَّ من الشكا

يةِ إنني ظبيٌ ملول

أنا عالم بجميع ما

تخفي فقل ماذا تقول

اقنع بلقيا ساعة

فالصب يرضيه القليل

يا سعد قد سمح الزما

نُ وقلما يسخو البخيل

____________________

1 - قالها في عرس ابن أخيه، العلامة السيد حسين نجل العلامة السيد باقر سنة 1345 هـ.

٩٠

فأدر بكأسك جذوة

بلهيبها يُطفى الغليل

واشرب فقد رقَّ الشما

لُ ضحى وروقت الشمول

والروض جنات من الـ

أنهار فيها سلسبيل

والعندليب بلحنه للغصـ

ـنِ أصبح يستميل

يروي لنا عرس الحسيـ

ـنِ فكلنا طربا نميل

فرع نما وكذا الفرو

ع إذا زكت منها الاصول

فغدا مثالا للعلا

فلذاك عزَّ له المثيل

٩١

دعه يكابد (1)

الخال في وجنتيك قد لثمك

والشُعر أهوى مقبلا قدمك

ولم تنلني الذي أنلتهما

فليتني قد لثمت مَنْ لثمك

نَحلتُ مثل السواك فيك فما

ضرَّك لو أنني رشفت فمك

يا كشحه طال عدل قامته

فاشك إليه من الذي هضمك

يا جفنه اعتاد بالضنى جسدي

فليحتمل فوق سقمه سقمك

دعه يكابد سقمين فيك فما

أهون أمرا كلَّفتَهُ خدمك

يا غصنُ طاولت قدَّه فلئن

يقصفك ريح الصبا فما ظلمك

ويا عنيقيد قسْتَ وفرته

فيك فإن استطع شربت دمك

يا كعبة الحسن ليس يحسن أن

تريع بالصد من أتى حرمك

يا أسعد الخال فوق وجنته

لقد قضى حجَّهُ من استلمك

يا آس فوق الشقيق من رقمك

يا درُّ بين العقيق من نظمك

من ملا الريق بالرحيق ومن

بمسكِ خال عليه قد ختمك

مَنْ فيك أجرى نواظري سُحُبا

لما رأت كالوميض مبتسمك

بميسم الشوق قد كوى كبدي

مَنْ بِسِماتِ الجمال قد وسمك

____________________

1 - قالها مهنئا حجة الاسلام ميرزا حسين الخليلي بعرس نجله الشيخ محمد علي سنة 1326 هـ.

٩٢

أنشاك لي نشوةً ومنتزها

من أودع الراح والاقاح فمك

مولاي هل أنت راحم كلفا

لو كنت يوما مكانه رحمك

لو أنه بالجفا غدا سئما

من كل لذاته لما سئمك

أضللتني في هواك يا صنمي

لما اتخذت الواشي بنا صنمك

مذ ملتَ عنّي وأنت غصن نقا

ظنك مني مللت واتهمك

تذكر كم ليلة أتيت بها

سرّا وقلب الظلام قد كتمك

فكيف لم ترع في الهوى ذممي

ولم أزل فيه راعيا ذممك

أقسمت ألا تخون عهدي يا

ريم فأفسدت بالجفا قسمك

ما كنت قدما زعمت تتبع الوا

شي أو تغتدي كما زعمك

يا طرف كم تشتفي بنظرته

ألم تكن منه تشتكي ألمك

ترعى نجوم السما تعدُّ بها

آثار مولى على السماك سمك

لا تدجُ يا همُّ فالحسين لنا

بدر كشفنا بنوره ظلمك

يا حاضرا ناب أمر غائبنا

احكم فإن الاله قد عصمك

ما فيك من وصمة تشين سوى

أن العدى لا تطيق أن تصمك

أنت نظام الهدى تبارك من

في سلك هذا الوجود قد نظمك

قد جمع المكرمات فيك كما

في العلم والحلم والتقى قسمك

وسرُّ غيب القديم أنت فمن

قاسك بالحادثات ما فهمك

ما البيت إلاّ حمى نزلت به

ما الحج إلاّ لمن أتى حرمك

ما اللوح إلا صحائف نُشِرَتْ

وكنت فيهنَّ مجريا قلمك

ما الشهب تسمو على جلالتها

صعيدَ أرضٍ أوطأتها قدمك

يا بحر من فيضك ارتوى البرّ

والفاجر لما أبحتهم نعمك

هنيت في عرس شبلك العلم الرا

كز في هامة السها علمك

أنجبت بدرين قصَّرا همم الدهـ

رِ علا إذا تورثا هممك

٩٣

فذا تقى قضى بفضلك من

حق المعالي جميع ما لزمك

ليثا ترى الناس فيه بأسك يا ليـ

ـثُ وغيثا يريهم كرمك

وذا أبو القاسم المبين لنا

حكمك عند البيان أو حكمك

قف يا يراع الثنا فحسبك أن

يكون فيه محمد ختمك

٩٤

ما زلت أشكو (1)

ماضي الجراز ولحظه سيان

هذا يُسَلُّ وذاك في الاجفان

يرنو إليَّ بلحظه فيصيبني

ومن العجائب أن يصيب الراني

رشأ لطلعة وجهه ولجيده

ما للبدور سنا وللغزلان

وبخده خال كأنَّ سواده

خال بخد شقائق النعمان

فإذا تثنى بين أغصان النقا

فضح الغصون بقدِّه النشوان

وإذا رنا بين الظباء بطرفه

فتن الظباء بطرفه الفتان

وإذا تكلّم خلت درا لفظه

وإذا تبسم خلت عقد جمان

لو كان للاوثان بعض صفاته

جازت لديَّ عبادة الاوثان

ما زلت أشكو للتصابي منَّةً

حتى جفاني ناعس الاجفان

لم يصف لي من بعد طول صدوده،

إلاّ بعرس للجواد، زماني

فلذاك عرس عمّني بسروره

وبه بلغت مقاصدا وأماني

فاهنأ بعيشٍ يا جواد مرغَّدٍ

ما غرّدت ورق على الاغصان

فالانس نحوك مقبل لا مدبر

والبؤس نأٍ عنك ليس بداني

زُفَّتْ إلى بدر الدجى شمس فقل:

قمران باتا ليلة بقران

____________________

1 - قالها في عرس العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي ووجه التهنئة إلى العلامة السيد محمد الهندي الذي كان المهنئون يتوجهون إليه بها.

٩٥

شمس الضحى قد أدركت قمر الدجى

فهما إذا ضدّان مجتمعان

منحته وصلا بعد طول صدودها

ولطالما قتلته بالهجران

وأتت تثنى والدلال يهزها

فقل النسيم يهزّ غصن البان

هب أن دهرك قد جنى ببعادها

فالان تاب وليس بعدُ بجان

فبه أهني واحد الزمن الذي

ساد الانام وماله من ثاني

وبه أهني عمه الندب الذي

جاز المدى فغدا بلا أقران

دمتم جميعا والهنا حلف لكم

تشدو به الورقاء بالالحان

وقال في صدر كتاب إلى الشيخ عبد الواحد الحاج سكر سنة 1346:

يا كتابي بلغ سلامي إلى من

لا يزال السلام منّي عليه

ثمّ خبِّره أن لي منه شكوى

غير أنّي شكوت منه إليه

وله في صدر كتاب:

كتبتُ ومن دهشةِ الاشتيا

قِ حرتُ فلم أدرِ ما أكتب

لاني أكابد ما لا يبين

عنه اليراع ولا يعرب

أكاد إذا عَنَّ تذكاركم

لسمعي، أغصُّ بما أشرب

يُقلبني الهمُّ فوق الفرا

ش كمن بات تلسعه العقرب

فلا أبعد اللّه عهدي بكم

فأقصى رجائي أن تقربوا

كتب في صدر رسالة إلى أخيه المرحوم العلاّمة السيد باقر:

لو كنتُ أعلم أن الحبَّ أوله

حلو وآخره يفضي إلى التلف

لما بعثتُ إلى قلبي هوى أحد

حتى إذا غاب عنّي متُّ من أسفي

٩٦

وقال مقرظا كتاب «بشارة الاسلام» للسيد مصطفى الحيدري:

حكَمٌ تسيل على فم الاقلام

أم ذي لال في يدي نظَّام

ورسالة قالوا أتانا المصطفى

فيها فقلت: بشارة الاسلام

وكتب إلى ولده العلاّمة السيد أحمد الذي كان يومذاك في صيدا بلبنان:

وكنّا إن أردنا منك وصلا

أصبناه وإن نمشي رويدا

فصرنا نستعين على التلاقي

بأشراك الكرى لنصيد «صيدا»

وكتب في صدر رسالة إلى ابنته الصغرى وكانت مع زوجها العلاّمة السيد حسين الموسوي الهندي في مدينة «بلد» وذلك في 8 ربيع الاول سنة 1347 هـ:

كيف يطيب العيش أو ينفى الكمد

ولاعج الاشواق في القلب أتقد

وها أنا أيدي الفراق أودعت

في بلد جسمي وقلبي في «بلد»

وله وقد كتب كتابا بمداد أحمر اتفاقا فخطر بذهنه هذا المعنى:

إذا جرى أحمرا دمعي فليس لما

أني حبست سواد العين عن قلمي

لكن لاخبركم أن الفراق نضا

عليَّ أسيافه حتى أراق دمي

وله في دار كان يسكنها الشيخ محسن حرج وفيها شبهة غصب ثمّ أعيدت بحكم الزعيم الديني الشيخ محمد طه نجف إلى صاحبها الشيخ مولى نجف فقال يخاطبه:

صبرت يا مولى فنلت المنى

والصبر مفتاح لباب الفرج

فالحمد للّه الذي لم يكن

يُدخلني الدار وفيها «حرج»

وقال في صدر رسالة بعث بها إلى الشيخ محمد علي اليعقوبي

٩٧

سنة 1333 هـ:

رسالة صبّ بعيد الوطن

قليلِ العزأِ كثيرِ المحن

بتذكاره للياليكمُ

يكادُ يجن إذا الليل جنّ

يُسِرُّ ويعلن أشواقكم

فطاب بكم سرُّه والعلن

ولما تملكتمُ من لذيذ

لقاكم هواي بأغلى ثمن

طلبتُ من الدهر لقياكم

فمنَّ قليلا به ثمّ من (1)

وله في صدر رسالة أخرى إلى الشيخ محمد علي اليعقوبي:

قل لابن يعقوب الذي

ثوب الكمال عليه يضفو

من أرتجي منه الصفا

إن كان ودّك ليس يصفو

«أأخي ما عودتني

منك الجفا فإلى مَ تجفو» (2)

____________________

1 - في الترجمة التي أثبتها الشيخ محمد علي اليعقوبي لنفسه في كتابه «البابليات» قال: واتفق مرة للعلامة السيد رضا الهندي أن زار الحلّة سنة 1333 هـ، فكتب إلى المترجم - يعني نفسه - بعد رجوعه إلى النجف رسالة صدرها بقوله، وذكر الابيات السابقة.

وفي ديوان المرحوم اليعقوبي أثبت جوابا على تلك الابيات يقول:

أحبة قلبي بأرض الغري

سقى عهدكم مستهل المزن

على القرب أهواكم والبعاد

وفي السر أذكركم والعلن

حنيني إليك أبا أحمد

حنين أخي غربة للوطن

فيا ساكنا بحمى المرتضى

وما لك إلاّ فؤادي سكن

أهل لبثة لي بتلك الربوع

سقاها ملتُّ الغمام الهتن

عسى أجتلي منك وجها سناه

يفوق الهلال إذا الليل جن

ولم أنس تلك الليالي القصار

تقضت بقربك، طول الزمن

ليالي فيها اجتديت الزمان

فجاد بها برهة ثمّ ضن

2 - البيت الثالث من الكامل وقد أخذ السيد مجزوءه وهو لاحد المتأخرين وأصله:

أأخيّ ما عودتني منك الجفا

فإلى م تجفوني وتجفو من معي

٩٨

كان الشيخ الخطيب محمد علي اليعقوبي قد نظم مقصورة في فضائل أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) سنة 1344 هـ، فقال السيد رضا مقرظاً:

مـدحتَ مولاكَ بمقصورة

بها تغنّي الحورُ مقصوره

أتحفتَ فيها سرَّ قدسٍ على

صـفاتهِ العلياء مقصوره

إن تـولهِ منكَ بمقصورة

يجزكَ عنها ألف مقصوره

روى رحمه اللّه، أن جماعة الفضلاء في سامراء اتفقوا على خطف خروف كان قد ربّاه الشيخ اسماعيل ملا علي الخليلي لابنه يوسف، وكان أثيرا لديه عزيزا عليه، واهتبلوا فرصة غياب الشيخ

فخطفوا الخروف وذبحوه وأعدوا منه غدأً شهيا دُعي إليه الصحب ومنهم الشيخ اسماعيل نفسه، فكان يشرق بالطعام ويغصّ مرارا ويقول: إن الطعام على حسنه لم يهنأ لي. وبعد انتهائهم من الطعام تليت

للسيد رضا قصيدة يرثي فيها خروف الشيخ ويداعبه، ومما بقي على حفظه منها قوله:

أيُّ بدر للمجد عاد ضئيلا

وبليل التمام شاء أفولا

يا لفصل الخريف أي خروف

فيه أمسى مجدلا مقتولا

هو فصل أهل العراق نفاقا

ذبحوا فيها كبش اسماعيلا

وتمنى الذبيح لو يقبل الحتف

بديلا بأن يكون بديلا

يا سليل الخليل صبرا وإن كا

ن جليلا فقد الخليل الخليلا

وكأنّي به يقول دع العذ

ل فلن يسمع المشوق عذولا

٩٩

«وخلاف الجميل قولك للذا

كرِ عهد الاحباب صبرا جميلا» (1)

لهف نفسي ليوسف وهو يبكي

ويطيل الشجى ويبدي العويلا

ويروِّي الثرى دموعا وهيها

ت يروِّي صوب الدموع غليلا

____________________

1 - البيت للبحتري من قصيدة يمدح فيها محمد بن علي عيسى القمي، وأولها:

ذاك وادي الاراك فاحبس قليلا

مقصرا من صبابة أو مطيلا

١٠٠