ديوان السيد حيدر الحلي الجزء ١

ديوان السيد حيدر الحلي0%

ديوان السيد حيدر الحلي مؤلف:
تصنيف: دواوين
الصفحات: 400

ديوان السيد حيدر الحلي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد حيدر الحلي
تصنيف: الصفحات: 400
المشاهدات: 46253
تحميل: 10942


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 400 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46253 / تحميل: 10942
الحجم الحجم الحجم
ديوان السيد حيدر الحلي

ديوان السيد حيدر الحلي الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الاخوانيات

************

- قال مشيراً إلَى زيارة أحد أصدقائه في ليلةٍ هبَّت فيها عواصفٌ ورياح(١) (٢) :

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

سُعِدَتْ مِنْ عَشِيَّةٍ زَارَ فِيْهَا

قَمَرُ الْمَجْدِ رَبْعَنَا فَأَضَاءَ

وَأَظْنُّ الرِّيَاحَ قَدْ حَسَدَتْنَا

فَهْيَ وَجْداً تَنَفَّسُ الصُّعَدَاءَ

- وقال مخاطباً العلَّامة محمد حسن كبَّة(٣) (٤) :

[من الكامل والقافية من المتواتر]

يَا مَنْ لَوَيْتُ بهِ يَدَ الخَطْبِ

وَبهِ ثَنَيْتُ طَلائِعَ الْكَرْبِ

وَلَقِيْتُ حَدَّ الحَادِثَاتِ بهِ

فَفَلَلْتُ ذَا غَرْبٍ بذِي غَرْبِ

وَأَرِحْتُ آمَالِي بسَاحَتِهِ

فَطَرَحْتُ ثُقْلَ الْهَمِّ عَنْ قَلْبي

بُشْرَى (لِهَاشِمَ) حَيْثُ سَالَمَنِي

فِيْكَ الزَّمَانُ، وَكَانَ مِنْ حَرْبي

فَلْتَشْهَدُ الدُّنْيَا وَسَاكِنُهَا

أَنِّي مَخَضْتُ لِخَيْرِهِمْ وَطَبي(٥)

____________________

١- التخريج: العقد المفصل: ١/١٧٤، ٢/١٨

٢- وردت في (د) فقط.

٣- العلامة محمد حسن كبَّة (ت١٣٣٦ ه): ولد في الكاظمية، واشتغل بالتجارة ثم درس العلوم العربية حتى برع في قرض الشعر، هاجر إلى النجف وأخذ عن الشيخ أغا رضا الهمداني، والشيخ عباس الجصاني، ثم إلى سامراء فاتصل بالامام السيد ميرزا حسن الشيرازي، وبعد وفاته اتصل بخليفته الامام الشيخ محمد تقي الشيرازي الحائري، وقد أجازة في الفتوى ورواية الحديث. له (٦٠) مؤلفاً.

ينظر العقد المفصل للسيد حيدر الحلي: المقدمة: (ط)، وأعيان الشيعة ٢/٩٣.

- ذكر علي الخاقاني له ترجمة في النسخة (د) ١/٨٩. وترجم له صالح الجعفري في النسخة (ج) صفحة: ١٥.

٤- التخريج: العقد المفصل: ١/٢٠٤-٢٠٥

٥- الوَطْبُ: سِقاءُ اللبنِ (ينظر: لسان العرب: مادة وطب ١/٧٩٧).

١٨١

وَبحَسْبهِمْ ذَمَّاً شَهَادَتُهَا

أَنِّي بغَيْرِكَ لَمْ أَقُلْ حَسْبي

أَنْتَ الَّذِي آبَاؤُهُ دَرَجُوا

وَهُمُ حَلِيِّ عَوَاطِل الْحِقَبِ

يَتَنَاقَلُوْنَ الْفَخْرَ بَيْنَهُمُ

نَدْبٌ لَهُمْ يَرْوِيْهِ عَنْ نَدْبِ

مَا زَالَ صَبٌّ بالعَلَاءِ لَهُمْ

يَتَوَرَّثُ الْعَلْيَاءَ مِنْ صَبِّ(١)

حَتَّى وَرِثْتَ عَظِيْمَ سُؤْدَدِهِمْ

كَرَمَ الْغُيُوْثِ(٢) ، وَرِفْعَةَ الشُّهْبِ

فَقَبَضَتَ عَنْ شَرَفٍ يَدَ الْجَدْبِ

وَبَسَطْتَ عَنْ سَرَفٍ يَدَ الْخِصْبِ

وَمَرَى مَكَارِمَكَ الثَّنَاءُ كَمَا

يَمْرِي النَّسِيْمُ حَلائبَ السُّحْبِ(٣)

طِبٌ بأَدْوَاءِ الأُمُوْرِ لَهَا

(تَضَعُ الْهَنَاءَ مَوَاضِعَ النَّقْبِ)(٤)

يَفْدِيْكَ كُلُّ أَخِي يَدٍ، هِيَ فِي

خِصْبِ السِّنِيْنِ أَلِيْفَةُ الجَدْبِ

لا بالْوَلُوْدِ وَلا الْلَبُوْنِ وَلا

برَؤُوْمِ غَيْرَ الشُّحِّ مِنْ سَقْبِ(٥)

مَنْ لَوْ عَصَبْتُ بَنَانَ رَاحَتِهِ

بالسَّيْفِ مَا دَرَّتْ عَلَى العَصْبِ(٦)

مَا الرِّيْحُ نَاعِمَةُ الهُبُوْبِ سَرَتْ

سَحَراً عَلَى نُزْهٍ مِنَ العُشْبِ

____________________

١- في (ب): عن صبِّ.

٢- الغُيُوث: جمع الغَيْثُ وهو الكَلأُ يَنْبُتُ من المـَطَر (ينظر: لسان العرب: ٢/١٧٥ مادة غيث).

٣- مرى: استخرج، يقال تَمْري الريح الساحب وتَمْتَريه، أي تَسْتَدِرُّه (ينظر: لسان العرب: ١٥/٢٧٧ مادة مرا).

٤- الشاعر يودع (يُضمِّن): عجز البيت لدريد بن الصمَّة قاله ضمن أبيات في الخنساء بنت عمرو وكان قد خطبها فردته، ثم رآها تهنأ بعيرا لها، وتمامه:

متبذلا، تبدو محاسنه

يضع الهناء مواضع النقب

ينظر: الوافي بالوفيات: ١٠/٢٤٠

٥- في (ب): برؤم.

- الرؤوم: العطوف (ينظر: لسان العرب: ١٢/٢٢٤ مادة رأم). السَّقْبُ: ولدُ الناقةِ (ينظر: لسان العرب: ١/٤٦٨ مادة سقب).

٦- العَصْبُ: من عصب الناقة، وذلك بشَدَّ فَخِذَيها أَو أَدْنى مُنْخُزَيها بحَبْل لتَدِرَّ (ينظر: لسان العرب: ١/٦٠٣ مادة عصب).

١٨٢

بأَرَقِّ مِنْكَ خَلائِقاً كَرُمَتْ

مَمْزُوْجَةَ الصَّهْبَاءِ بالْعَذْبِ

- وقال مخاطباً إيَّاه أيضاً(١) :

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

قَدْ جَنَى لِي الزَّمَانُ أَعْظَمَ ذَنْبٍ

وَغَدَا عَنْهُ شَاغِلِي أَنْ يَتُوْبَا(٢)

بخُطُوْبٍ يَقُوْلُ مَنْ قَدْ عَنَتْهُ:

هَكَذَا تُفْحِمُ الْخُطُوْبُ الْخَطِيْبَا

لَيْتَ شِعْرِي بمَا اعْتِذَارُ مُحِبٍّ

قَدْ بَدَا مِنْهُ مَا يَسُوْءُ الْحَبيْبَا؟

فَتَأَمَّلْ فِي قِصَّتِي وَتَعَجَّبْ!

أَفَهَلْ هَكَذَا رَأَيْتَ عَجِيْبَا؟(٣)

أَنَا مُسْتَغْفِرٌ، وَقَدْ أَذْنَبَ الدَّهْـ

ـرُ نَأَى مُعْرِضاً، وَجِئْتُ مُنِيْبَا(٤)

فَتَجَاوَزْ بفَضْلِ صَفْحِكَ عَمَّنْ

لِسِوَى الصَّفْحِ لَمْ يَجِئْ مُسْتَنِيْبَا

ثُمَّ هَبْ لِي جِنَايَةَ الدَّهْرِ، يَا مَنْ

لَمْ يَلِدْ مِثْلَكَ الزَّمَانُ وَهُوْبَا

- وقال مخاطباً الحاج محمد حسن كبَّة أيضاً(٥) :

[من الكامل والقافية من المتدارك]

طَمَحَتْ إلَيْكَ فَمَا أَلَذَّ طِمَاحَهَا

هَيْفَاءُ رَاضَ لَكَ الغَرَامُ جِمَاحَهَا(٦)

وَحَبَتْكَ لِلتَّقْبيْلِ مِنْهَا وَجْنَةً

تَحْمِي بعَقْرِبِ صُدْغِهَا تُفَاحَهَا

____________________

١- التخريج: العقد المفصل: ١/٢٠٤ القطعة(١-٧) وفيها: البيت (١) فيه: وغدا منه شاغلي، والبيت (٦) وفيه: يجيء مستثيبا.

٢- في(ب): أن أتوبا.

٣- هذا البيت غير مذكور في(أ).

٤- في (أ): (الدهر فلا تك معرضاً).

٥- التخريج: العقد المفصل: ١/٢٥٥ القطعة كاملة (١-١٢).

٦- الطِّماحُ: مثل الجِماحِ وطَمَحَت المرأَة مثل جَمَحَتْ فهي طامح أَي تَطْمَح إِلَى الرجال (ينظر: لسان العرب: ٢/٥٣٤ مادة طمح).

١٨٣

خُوْطِيَّةُ(١) العِطْفَيْنِ ذَاتُ مُوَشَّحٍ

مِنْهُ عَلَى غُصْنٍ تُدِيْرُ وِشَاحَهَا

مَجْدُوْلَةٌ بَيْضَاءُ رَائِقَةُ الصِّبَا

مَلَكَتْ عَلَ أَهْلِ الْهَوَى(٢) أَرْوَاحَهَا

وَبمَسْقِطِ الْعَلَمِيْنِ غَازَلْتُ الدُّمَى(٣)

فَعَلَقْتُهَا مَرْضَى الْعُيُوْنِ صِحَاحَهَا(٤)

مِنْ كُلِّ صَاحِيَةِ(٥) الشَّمَائِل لَمْ يَزَلْ

سُكْرُ الدَّلالِ بمَا يُطِيْلُ مَرَاحَهَا

زَفَّتْ إلَيَّ كَخَدِّهَا عِنَبيَّةً

خَضَبَتْ بلَوْنِ الرَّاحِ مِنْهَا رَاحَهَا

وَتَرَوَّحَتْ ذَاتُ الأَرَاكِ بنَفْحَةٍ

مِنْهَا فَشَاقَ عَبيْرُهَا مُرْتَاحَهَا

وَإلَى (أَبي الْهَادِي)(٦) بَعَثْتُ بمِثْلِهَا

فِي الْحُسْنِ مَا اسْتَجْلَى(٧) سِوَاهُ مَلاحَهَا

لأَغَرَّ يُبْسِطُ فِي الْمَكَارِمِ رَاحَةٍ

بَيْضَاءَ تَمْتَاحُ الْوَرَى مُمْتَاحَهَا(٨)

بدُجَى حَوَادِثِهَا، وَعِنْدَ فَسَادِهَا

تَلْقَاهُ مِصْبَاحَ الوَرَى مِصْلاحَهَا(٩)

مَا اسْتُغْلقَتْ لِبَنِي الْمَكَارِمِ حَاجَةٌ

إلَّا وَكَانَ بنَانُهُ مِفْتَاحَهَا

____________________

١- الخوطية: من الخُوطُ وهو الغُصْنُ الناعِمُ (ينظر: لسان العرب: ٧/٢٩٧ مادة خوط).

٢- في (د): أهل الورى.

٣- مسقط العلمين: موضع، الدُّمَى: جمع دمية وهي الصورة (ينظر: لسان العرب: ١٤/٢٧١ مادة دمي).

٤- أخذ هذا المعنى من قول ابن ميادة:

ونظرن من خلل الستور بأعين

مرضى مخالطها السقام صحاح

خزانة الأدب: ٥/٢٤

٥- في (ب): صاحبة.

٦- أبو الهادي: هو ممدوح الشاعر العلامة مصطفى كبَّة.

٧- في (ب): ما استجلت.

٨- في (د): تمتاح الورى مصلاحها.

- يمتاح: مَتَح الدَّلْوَ يَمْتَحُها مَتْحاً إِذا جذبها (ينظر: لسان العرب: ٢/٥٨٨ مادة متح).

٩- هذا البيت لم يثبت في (د).

١٨٤

- وخاطب العلَّامة السيد ميرزا جعفر القزويني(١) قائلاً:

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

رَفَّ قَلْبُ الْمَشُوْقِ لا لِلْمِلاحِ

بَلْ لِشَوْقٍ إلَيْكُمُ وَارْتِيَاحِ

لَوْ مَلَكْتُ الْهَوَى لَطِرْتُ إلَيْكُمْ

يَا جَنَاحِي وَأَيْنَ مِنِّي جَنَاحِي

فِي نَوَاحِي الْفُؤَادِ أَنْتُمْ وَقَلْبي

مَعَكُمْ سَاكِنٌ بتِلْكَ النَّوَاحِي

وَإلَيْكُمْ(٢) مَهْمَا شَدَتْ ذَاتُ طَوْقٍ

طَرَبَ الصَّبُ لا لِذَاتِ الوِشَاحِ

يَا رُقُوْداً (ببَابلٍ) لا عَلِمْتُمْ

كَيْفَ يُمْسِي أَخْوْ الْحَشَا الْمِرْتَاحِ

كَمْ(٣) أَرَقْنَا إلَى الصَّبَاحِ وَلا وَاللهِ

لَمْ أَعْنِ غَيْرَكُمْ مِنْ صَبَاحِ

وَانْتَشَقْنَا الرِّيَاحَ نَطْلُبُ ذَرْواً

مِنْ شَذَا، ذكْوَةٍ(٤) بجَيْبِ الرِّيَاحِ

مَنْ لِعَيْنِي بطَلْعَةٍ هِيَ مِنْكُمْ

طَلْعَةُ الْبشْرِ، طَلْعَةُ الأَفْرَاحِ

مِنْ سَنَاكُمْ حُرِمْتُ حَتَّى بقَلْبي

سَقْطَ شَوْقٍ رُزِقْتُ فِيْهِ اقْتِدَاحِي

فَعَلى الْوَجْدِ مَا أَرَقَّ فُؤَادِي

وَعَلَى البُعْدِ مَا أَشَقَّ اطَّرَاحِي

نَضَحَتْ جَوَّكُمْ وَلَكِنْ بطَلٍّ

مِنْ جُفُوْنِي نَدِيَّةُ الأَرْوَاحِ

لِي (بفَيْحَائِكُمْ) عَلاقَةٌ ودٍّ

مَا مَحَا خَطَّهَا مِنَ الْقَلْبِ مَا حِي

____________________

١- السيد ميرزا جعفر القزويني: أبو موسى جعفر بن معز الدين المهدي بن الحسن بن أحمد الحسيني القزويني الحلِّي مولداً ومنشأً ومسكناً، كان عالماً فقيهاً جليلاً مطاعاً لدى أهالي الحلِّة استقل بزعامة الحلة بعد هجرة أبيه إلى النجف توفي أول المحرم من عام ١٢٩٨ ه في حياة أبيه، فحمل على الرؤوس إلى النجف الأشرف.

البابليات ٢/١١٤، وشعراء الحلة: ١/١٣١-١٧٩ معجم المؤلفين: ٣/١٥١

٢- في (أ): فاليكم.

٣- في (ب): قد أرقنا.

٤- في (أ) و(ب)و (د): ذِكرة.

- ذكوة: اسم قرية، وقيل هي مأسدة في ديار قيس (ينظر: لسان العرب: ١٤/٢٨٩ مادة ذكا).

١٨٥

فَاخَرَتْ أَرْضُهَا السَّمَاءَ وَقَالَتْ:

يَا سَمَا وَاجِبٌ عَلَيْكِ امْتِدَاحِي

أَتُبَاهِيْنَ (بالضُّرَاحِ) وَعِنْدِي

بَيْتُ مَنْ كَانَ فِيْهِ فَخْرٌ الضُّرَاحِ

سَادَةٌ جُوْدُهُمْ تَبَطَّحَ مِنْ قَبْلُ

فَسَادُوا بهِ (قَرَيْشِ) البطَاحِ

وَكَفَاهُمُ (بجَعْفَرِ) الْجُوْدِ فَخْراً

فِي عَلاً شَامِخٍ وَمَجْدٍ صُرَاحِ

يَا زَعِيْمَ العُلَى وَنِعْمَ زَعِيْمٌ

مِنْهُ تَأْوِي لِسَيِّدٍ جِحْجَاحِ

مِلءَ عَيْنِ الدُّنْيَا مَثُلْتَ وَلَكِنْ

بَيْنَ بُرْدَي تَكَرُّمٍ وَسَمَاحِ

وَطَبَبْتَ الزَّمَانَ حَتَّى لَنَادَي:

بكَ حَسْبي سَبَرْتَ غَوْرَ جِرَاحِي

إنْ يَكُنْ فِي لَقَاكَ قَصَّرَ خَطْوِي

فَلَقَدْ طَالَ فِي عُلاكَ امْتِدَاحِي

لَكَ مِنِّي، كَمَا اقْتَرَحْتَ، وَلاءٌ

مُوْجِبٌ لِي عَلَيْكَ نَيْلَ اقْتِرَاحِي

- وقال مخاطباً العلَّامة محمد حسن كبَّة(١) :

[من الرجز والقافية من المتدارك]

عَيْشُكَ غَضٌّ وَالزَّمَانُ أَغْيَدُ

وَطَرْفُ حُسَّادِكَ فِيْهِ أَرْمَدُ

يَا لابسَ النَّعْمَاءِ هُنِّنئتَ بهَا

مَلابساً كَسَاكَهُنَّ أَمْجَدُ

أَقْبَحُ شَيءٍ أَنْ تَذُمَّ زَمَناً

حَسْبُكَ فِيْهِ حَسَناً (مُحَمَّدُ)

يَا أَعْيُنَ الوفَّادِ قَرِّي بفَتىً

فِي مَطْلَعِ العَلْيَاءِ مِنْهُ فَرْقَدُ

ذَاكَ الَّذِي كِلْتَا يَدَيْهِ لِجَّةٌ

يَطِيْبُ لِلْعَافِيْنَ مِنْهَا الْمَوْرِدُ

مُبَارَكُ الطَّلْعَةِ مَرْهُوْبُ الْحِمَى

فِي بُرْدَتَيْهِ قَمَرٌ وَأَسَدُ

مُوَقَّرُ الْمَجْلِسِ ذُو رَكَانَةٍ

حُبْوَتُه عَلَى (شَمَامٍ) تُعْقَدُ

بالْفَصْلِ فِي صَدْرِ النَّدِيِّ نَاطِقٌ

كَأَنَّمَا لِسَانَهُ مُهَنَّدُ

سَقِيْطُ طَلٍّ لَكَ مِنْ بَيَانِهِ

أَوْ لُؤْلُؤٌ فِي سِلْكِهِ مُنَضَّدُ

____________________

١- التخريج: العقد المفصل: ١/٢٦٤ القطعة كاملة (١-١٢).

١٨٦

رَوْضَةُ فَضْلٍ يَجْتَنِي رَائِدُهَا

زَهْراً بطِيْبِ النَّشْرِ عَنْهُ يَشْهَدُ

يُنْمَى لِقَوْمٍ فِي الزَّمَانِ خُلِقُوْا

جَوَاهِراً يُزَانُ فِيْهَا الأَبَدُ

هُمْ خَيْرُ مَنْ رَشَّحَهُ لِسُؤْوَدٍ

مَجْدٌ وَأَزْكَى مَنْ نَمَاهُ مَحْتِدُ

- وقال مراسلاً بعض اخوانه:

[من المتقارب والقافية من المتواتر]

إلَى مَنْ مَنَاقِبُهُ الزَّاهِرَاتُ

بَدَتْ أنْجُماً فِي سَمَا الْفَضْلِ زُهْرَا

فَتَىً وَرِثَ الْمَجْدَ مِنْ (هَاشِمٍ)

فَكَانَ بهِ أَرْفَعَ النَّاسِ قَدْرَا

فَأَخْلاقُهُ عَيْنُ مَاءِ الحَيَاةِ(١)

بهَا صِرْتُ وَالْحَمْدُ للهِ خِضْرَا (ع) (٢)

جَرَى قَلَمُ الْحُبِّ فِي مُهْجَتِي

فَاثْبَتُّ فِيْهَا لَهُ الْوِدَّ سَطْرَا

يُمَثِّلُهُ الشَّوْقُ فِي نَاظِرِي

فَأَنْظُرُ مِنْهُ الْمُحَيَّا الأَغَرَّا

____________________

١- عين ماء الحياة: يقال عنها أنها العين التي لا يشرب منها ذو روح إلا لم يمت، حتى الصيحة، طلبها ذو القرنين فلم يظفر بها ، وظفر بها الخضر.

ينظر: مستدرك سفينة البحار: ٧/٥٢٥

٢- الخضر(عليه‌السلام ): اختلف في اسمه وفي اسم أبيه وفي نسبه وفي نبوته وفي تعميره، فقيل اسمه بليا، وقيل إلياس، وقيل: اليسع، وقيل عامر، وقيل خضرون، والأول أثبت واختلف في اسم أبيه فقيل ملكان، وقيل كليان، قيل عاميل، وقيل قابل، والأول أشهر وأما الزمن الذي ولد فيه فلا يجزم فيه بشئ إلا أننا نجزم بأنه كان حيا في عصر النبي موسى (عليه‌السلام )، للحديث الصحيح الثابت في ذلك. وقيل يكون ابن عم جد إبراهيم (عليه‌السلام ) وسبب تسميته بالخضر فقد روي عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء.

ذكره الله تعالى في سورة الكهف بقوله:( فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَ عَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ) (الكهف/٦٥).

ينظر: القول العطر في نبوة سيدنا الخضر: ٤/١٣

١٨٧

أَرَاهُ قَرِيْباً بعَيْنِ الْهَوَى

عَلَى بُعْدِهِ فَاحْييْهِ بَدْرَا

هُمَامٌ تَضَوَّعَ مِنْ عِطْفِهِ

عَبيْرُ نُهَيً طَبَّقَ الْكَوْنَ عِطْرَا

لِذِكْرِكَ فَرَّغْتُ شَطْرَ الفُؤَادِ

وَمِنْهُ الشَّوَاغِلُ يَمْلأْنَ شَطْرَا

- وقال مجيباً صديقة الشاعر عبد الباقي العمري على قصيدته القافية التي مدحه بها من أجل تخميسه للقافية النبوية (١) :

[من الكامل والقافية من المتدارك]

بَاتَتْ تُرَوِّحَنِي بنَشْرِ عَبيْرِهَا

بَيْضَاءُ تَطْوِي النَّيِّرَيْنَ بنُوْرِهَا

وَجَلَتْ عَلَيَّ مُدَامَةً بمَفَاصِلِي

مِنْهَا وَجَدْتُ فُتُوْرَ عَيْنِ مُدِيْرِهَا

وَرَأَيْتُ شُعْلَةَ خَدِّهَا فِي كَأْسِهَا

قَدْ أَوْجَسَتْهَا مُهْجَتِي(٢) بضَمِيْرِهَا

فَرَنَتْ تُفَاكُهُنِي عَشِيَّةَ أَقْبَلَتْ

بفِنُوْنِ دَلٍّ بُتُّ طَوْعَ غُرُوْرِهَا

فَرَنَتْ بنَاظِرِتَيْ عَقِيْلَةِ رَبْرَبٍ

بَكَرَتْ تَرِيْعُ إلَى نِطَافِ غَدِيْرِهَا

وَدَنَتْ(٣) إلَيَّ وَأَسْفَرَتْ عَنْ وَجْنَةٍ

حَسَداً تَمُوْتُ الشَّمْسُ عِنْدَ سُفُورِهَا

وَصَفَتْ لِعَيْنِي فِي بَدَائِعِ حُسْنِهَا

حُوْرُ الْجِنَانِ فَخِلْتُهَا مِنْ حُوْرِهَا

ثُمَّ انْثَنَتْ غُنْجاً(٤) تَصُدُّ بمُقْلَةٍ

سَرَقَتْ مِنَ الآرَامِ لَحْظَ غَرِيْرِهَا

وَتَبَسَّمَتْ سِرّاً فَأَوْمَضَ بَارِقٌ

لِعَذِيْبِ مَبْسَمِهَا قَضَى بسُرُوْرِهَا

____________________

١- التخريج: العقد المفصل: ٢/٢٥-٢٦ الابيات (١-٥١) عدا الأبيات (٤، ٩، ١٠، ١١، ٢٢، ٢٥-٢٧، ٢٩، ٣٤-٣٧، ٤١) وفيها: البيت(٦) فيه: ودنت الي فأسفرت، البيت(٥) وفيه: ورنت بناظرتي، والبيت (١٢) وفيه: وتسترت، والبيت (١٥) فيه: ترجل جعدها بمرورها، والبيت (٤٧) وفيه: ان القوافي مابرحن، والبيت (٤٩) وفيه: خطام غرورها، والبيت (٥٠) وفيه: فله ذكور.

٢- في (أ): مقلتي.

٣- في (ب): ورنت.

٤- في (د): خجلاً.

١٨٨

فَأَضَاءَ لَيْلَةَ وَصْلِهَا حَتَّى غَدَتْ

لا فَرْقَ بَيْنَ عَشِيِّهَا وَبُكُوْرِهَا

فَتَغَيَّرَتْ خَوْفَ الرَّقِيْبِ، لِعِلْمِهَا

بمَكَانِهَا مِنِّي، يَشِي لِغَيُوْرِهَا

فَتَسَتَّرَتْ بضَفَائِرٍ لَوْ تَحْتَهَا

سَرَتِ الْكَوَاكِبُ مَا اهْتَدَتْ لِمَسِيْرِهَا

بَاتَتْ تُرَفْرِفُ بَيْنَ أَنْفَاسِ الصَّبَا

وَتَضُوْعُ بَيْنَ وُرُوْدِهَا وَصُدُوْرِهَا

حَتَّى لَقَدْ حَمَلَتْ شَذاً مِنْ عَرْفِهَا

أَشْفَقْتُ تَعْرِفُهُ الْوَرَى بعَبيْرِهَا

فَوَدَدْتُ أَقْطَعُ كَفَّ مَاشِطَةِ الصِّبَا

كَيْ لا تُرَجِّلَ شَعْرَهَا بمُرُوْرِهَا

وَلِئَنْ ضَنَنْتُ عَلَى النَّسِيْمِ بهَا فَلا

عَجَبٌ وَلَوْ وَافَى بوَقْتِ هَجِيْرِهَا

فَبمُقْلَتِي لَوْ لَمْ أَخِفْ إنْسَانَهَا

لَحَجَبْتُهَا عَنْ لَحْظِ عَيْنِ سَمِيْرِهَا

وَكَذَبْتُ مَا فِي الْعَيْنِ إنْسَانٌ وَلا

فِي العَالَمِيْنَ صَغِيْرُهَا وَكَبيْرُهَا

مِنْ أَيْنَ إنْسَانٌ لِعَيْنِي غَيْرُهَا

وَالنَّاسُ غَيْرَ (أَبي الْحُسَيْنِ) أَمِيْرُهَا

أَلَهَا أَمِيْرٌ فِي البَلاغَةِ غَيْرُهُ

وَبهَا تَشِيْرُ إلَيْهِ كَفُّ مُشِيْرُهَا؟

وَلِئَنْ إلَيْهِ غَدَتْ تُشِيْرُ فَإنَّهَا

مَا أَدْرَكَتْهُ بفِكْرِهَا لِقُصُوْرِهَا

بَلْ عَيْنُ فِكْرَتِهَا رَأَتْ إنْسَانَ عَيْـ

ـنِ زَمَانِهَا(١) فِي نُوْرِهِ لا نُوْرِهَا

فَرَأَتْ مَنَاقِبَ مِنْهُ (فَارُوْقِيَّةً)

مَا أَنْ تَزَيَّنِتِ السَّمَا بنَظِيرِهَا

وَمَآثِراً (عُمَرِيَّةٍ) بقَلِيْلِهَا

كَثُرَتْ عَدَادَ الشُّهْبِ لا بكَثِيْرِهَا

وَخَلائِقاً رَشَفَتْ سُلافَتَهَا الْوَرَى

فَغَدَتْ بهَا سَكْرَى لِيَوْمِ نُشُوْرِهَا

هَيْهَاتَ بنْتُ الْكَرْمِ مِنْهَا إنَّهَا

بنْتُ الْمَكَارِمِ قَدْ ذَكَتْ بعَبيْرِهَا(٢)

مَحْلُوْبَةٌ مِنْ كَرْمِهَا مَشْمُوْلَةٌ(٣)

بنَسِيْمِهَا مَمْزُوْجَةٌ بنَمِيْرِهَا(٤)

نَفَحَتْ بعَارِفَةٍ عَلَيَّ خَطِيْرَةٍ

قَدْ أَفْحَمَتْ مِنِّي لِسَانَ شُكُوْرِهَا

____________________

١- في (د): زمانه.

٢- في (أ): لعبيرها.

٣- في(ب): مثمولة.

٤- في (ب): بعبيرها.

١٨٩

بَاتَتْ لَدَيَّ وَلَسْتُ أَكْفُرُهَا يَداً

مَا لِلْغَمَامِ يَدٌ بَفِيْضِ غَزِيْزِهَا

جَذَبَتْ بضَبْعِي فَارْتَقَيْتُ بهَا عَلَى

هَامِ الْمَجَرَّةِ رَافِلاً بحَبيْرِهَا

فَلَوْ انَّ أَعْضَائِي تَحَوَّلَ أَلْسُناً

تُثْنِي عَلَيْهِ إلَى انْقِطَاعِ دُهُوْرِهَا

بقَصَائِدٍ حَبَّاتُ قَلْبي لَفْظُهَا

وَسَوَادُ أَحْدَاقِي مَدَادُ سُطُوْرِهَا

مَا كُنْتُ أَبْلَغُ شُكْرَهُ فِيْهَا وَلَوْ

أَنِّي مَلأَتُ الْكَوْنَ فِي تَحْرِيْرِهَا

أَمْ كَيْفَ أَشْكُرُهُ الصَّنِيْعَةَ بالثَّنَا

وَ مَتَى يَقُوْمُ حَقِيْرُهُ بخَطِيْرِهَا؟

مَعْ أَنَّهُ مُفْضٍ لِمَا لا يَنْتَهِي

وَمِنَ الأُمُوْرِ بهِ ارْتِكَابُ عَسِيْرِهَا

فَالْحَقُّ فِيْهِ أَنْ أُحَبِّرَ مِدْحَةً

أَشْكُرْهُ فِي أُخْرَى عَلَى تَحْبيْرِهَا

إذْ مِنْ مَعَادِنِ فَضْلِهِ نَظَّمْتُهَا

وَبهِ اهْتَدَيْتُ إلَى التِقَاطِ شُذُوْرِهَا

هُوَ ذَاكَ مُنْتَجَعُ الفَصَاحَةِ مُجْتَنَى

ثَمَرِ البَلاغَةِ مُسْتَمَدُّ غَزيْرِهَا

رَبُّ القَوَافِي السَّائِرَاتِ بَحَيْثُ لَمْ

يَقْطَعْ (نِهَايَةَ) سَيْرِهَا (ابْنُ أَثِيْرِهَا)(١)

وَكَمِىُّ مِزْبَرَةٍ تَرَى لُسُنَ الظُّبَى

خُرْساً إذَا نَطَقَتْ بآيِ (زَبُوْرِهَا)

لَوْ شَاءَ يَوْماً سَاقَ أرْوَاحَ العِدَى

صِلةً لِمَوْصُوْلِ(٢) الرَّدَى بصَرِيْرِهَا

مَنْ عَنْ لِسَانِ الرُّوْحِ أَصْبَحَ نَاطِقاً

لا عَنْ لِسَانِ (لَبيْدِهَا) وَ (جَرِيْرِهَا)(٣)

____________________

١- ابن الأثير (ت٦٠٦ه): المبارك بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجرزي (أبو السعادات)، محدث لغوي أصولي. ولد ونشأ في جزيرة ابن عمر. وانتقل إلى الموصل، فاتصل بصاحبها، فكان من أخصائه. من كتبة: (النهاية) في غريب الحديث.

ينظر: الأعلام: ٥/٢٧٢، معجم المؤلفين: ١٢/٧٩.

- البيت فيه توجيه باسم مؤلَّف مشهور لابن الأثير، وهو كتاب (النهاية).

٢- البيت فيه توجيه باستعمال المصطلحات النحوية.

٣- لبيد: لبيد بن ربيعة العمري، من أجلة الشعراء المخضرمين، من أصحاب المعلقات، أدرك الاسلام وارتضاه وترك الشعر، وسئل عن شعره فكتب سورة البقرة وقال أبدلني الاسلام بهذا من الشعر. ينظر: المعارف:٣٣٢، الأعلام: ٥/٢٤٠.

- جرير (ت١١٠ه): جرير بن عطية بن حذيفة الخطفَى من تميم: أشعر أهل عصره ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم وكان هجاءاً مراً=

١٩٠

بزَوَاهِرٍ نَجَمَتْ فَأَطْفَأَ ضَوْؤُهَا

شُعَلَ النُّجُوْمِ الزُّهْرِ عِنْدَ ظُهُوْرِهَا

وَكَأَنَّمَا طُبعَتْ بمِرْآةِ السَّمَا

بَدَلَ الْكَوَاكِبِ شَكلَهُنَّ بنُوْرِهَا

لَمْ يُنْشِهَا إلَّا عُقُوْداً، نَاثِراً

لِنَظِيْمِهَا، أَوْ نَاظِماً لِنَثِيْرِهَا

مَدْحاً يُفَصِّلِهُنَّ(١) مَا بَيْنَ الْوَرَى

لِنَذيْرِهَا (الهَادِي) (ص) وَآلَ نَذِيْرِهَا

حَيْثُ القَوَافِي مَا بَرِحْنَ فَوَارِكاً(٢)

لَمْ تَمْنَحِ الشُّعَرَاءُ غَيْرَ نُفُوْرِهَا

وَالْيَوْمَ قَدْ صَارَتْ طَرُوْقَةَ فَحْلِهَا

مِنْهُ وَقَرَّ نَفَارُهَا بمَصِيْرِهَا

مَسَكَتْ خِطَامَ قِيَادِهَا يَدَهُ وَهُمْ

لَمْ يُمْسِكُوا إلَّا خِطَامَ غُرُوْرِهَا

وَلَهُ ذُكُوْرُ الْلَفْظِ دُوْنَ إنَاثِهَا

وَلَهُمْ إنَاثُ الْلَفْظِ دُوْنِ ذُكُوْرِهَا

لا زَالَ مِنْهَا نَاظِماً مَا لَمْ يَدَعْ

فَضْلاً لأَوَّلِهَا وَلا لأَخِيْرِهَا

____________________

= فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، وهو من أغزل الناس شعرا، وقد جمعت نقائضه مع الفرزدق في ثلاثة أجزاء.

ينظر:وفيات الأعيان: ١/٣٢١، تاريخ الإسلام: ٧/٤٠، الأعلام: ٢/١١٩، معجم المؤلفين: ٣/١٢٩.

١- في (د): (يُفَضِّلِهُنَّ).

٢- الفوارك: جمع الفارك وهي المبغضة. (ينظر: لسان العرب: ١٠/٤٧٤ مادة فرك)، أراد الشاعر أن يقول أن القوافي متنافرة.

١٩١

- وقال مخاطباً فضيلَة السيد علي بن نعمان الآلوسي جواباً لإهدائه كتاب (درَّة الغواص):

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

(أَعَلِيٌّ) أَحَلَّكَ الذُّرْوَةَ الْعَلْـ

ـياءِ عَيْصٌ مِنْ أَشْرَفِ الأَعْيَاصِ

حُزْتَ أَقْصى الْكَمَال وَالْفَضْلِ حَتَّى

بهِمَا سُدْتَ كُلَّ دَانٍ وَقَاصِ

أَنْتَ بَدْرٌ وَتَمُّهُ لِكَمَالٍ

وَتَمَامُ الْبُدُوْرِ لِلإنْتِقَاصِ

لَمْ تَكُنْ مُتْحِفِي، وَمَجْدُكَ لَوْلاً

أَنَّكَ الْبَحْرُ(دُرَّةُ الغَوَّاص)

يَا بْنَ مَنْ لانْتِجَاعِ رَوْضِ الْمَزَايَا

لَيْسَ إلَّا إلَيْهِ وَخْدُ القِلاصِ

أَقْعَدَتْ عَنْ شَوَارِدِ النَّظْمِ فِكْرِي

عِلَلٌ عِقْنَهُ عَنِ الاقْتِنَاصِ

لَوْ يُبَارِحْنَنِي قَلِيْلاً لأَتْحَفْـ

ـتُكَ مِنْهُ بالْمُطْرِبِ الرَّقَّاصِ

غَيْرَ إنِّي أَقُوْلُ إذْ رَاضَ فِكْرِي

مِنْ صِعَابِ القَرِيْضِ ذَاتُ اعْتِيَاصِ

احْتَذَى اخْمَصَاكَ خَصْمَكَ يَا بْن النْـ

ـنَفَرِ الْبيْضِ وَالْكِرَامِ الْخِمَاصِ

قَدْ ضَرَبْتَ الْقِبَابَ فِي مَفْرَقِ الأَنْـ

ـجُمِ فَاعْقِدْ أَطْنَابَهَا بالنَّوَاصِي

وَأَقِمْ فِي سَلامَةٍ وَ حُبُوْرٍ

رَافِهِ البَالِ مُسْتَطَابَ العِرَاصِ

- وقال مخاطباً بعض الأشراف: [من الكامل والقافية من المتواتر]

أَهْدِي إلَيْكَ أَخَا الْفَخَارِ تَحِيَّةً

رَقَتْ كَرِقَّةِ طَبْعِكَ الشَّفَّافِ

وَافَتْكَ تَحْسِبُ أَنَّهَا دَارِيَّةٌ

حَمَلَتْ شَذَاكَ لأَنْفِكَ الْمُسْتَافِ

وَفْدُ السُّرُوْرُ بهَا لِتَهْنِئَةِ العُلَى

فِيْمَا حُبيْتَ بهِ مِنَ الأَلْطَافِ(١)

أَنْتَ الَّذِي عَكَفَ الثَّنَاءُ برَبْعِهِ

وَأَطَافَ فِيْهِ الْحَمْدُ أَيَّ مَطَافِ

شَهِدَتْ لَكَ (الْفَيْحَاءُ) أَنَّكَ زُدْتَهَا

شَرَفاً لأَنَّكَ صَفْوَةُ الأشْرَافِ

وَبهَا لَكَ انْتَهَتِ الرِّيَاسَةُ كُلُّهَا

فَرَفِلْتَ فِي حَبَرَاتِهَا الأَفْوَافِ

____________________

١- في (أ): البيت غير مثبت، وفي (ب): لتهنية العلى.

١٩٢

وَ بهَا قَدِمْتَ فَكَانَ أَيْمَنَ مَقْدَمٍ

طَرَقَ العُدَاةَ بمُرْغِمِ الآنَافِ

كَانَتْ أَمَانِي أَنْفَسٍ مَكْذُوْبَةٍ

دَعَتِ الْحَسُوْدَ لِقِلَّهِ الإنْصَافِ

- وقال مخاطباً بعض الأشراف:

[من البسيط والقافية من المتراكب]

بَقِيَّتِي هِيَ بَيْنَ الشَّوْقِ وَالأَرَقِ

حَشاً تَذُوْبُ وَجَفْنٌ غَيْرُ مُنْطَبقِ

قَدْ لَوَّنَ الدَّهْرُ دَمْعِي فِي تَلَوِّنِهِ

فَانْهَلَّ مِنْ أَحْمَرٍ قَانٍ وَمِنْ يَقِقِ(١)

وَقَيَّدَتْنِيَ عَنْ شَأْوٍ حَوَادِثُهُ

وَقُلْنَ دُوْنَكَ وَالغَايَاتِ فَاسْتَبقِ

فَكَيْفَ يَسْبقُ مَنْ كَانَ الزَّمَانُ لَهُ

قَيْداً يُجَاذِبُهُ عَنْ رَسْنِهِ الغَلَقُ(٢) ؟

وَهَلْ يُؤَدِّي لِخِلٍّ حَقَ خِلِّتِهِ

......................(٣)

يَا مَنْ تُعَوِّذُهُ فِي كُلِّ شَارِقَةٍ

أُمُّ السَّمَاحِ (برَبِّ النَّاسِ) وَ(الْفَلَقْ)(٤)

عُذْراً فِدَاؤُكَ فِي طُرْقِ النَّدَى فِئَةٌ

أَرَى الْمَكَارِمَ فِيْهِمْ وَحْشَةُ الطُّرُقِ

مَا أَبْطَأَتْ عَنْكَ لا صَدّاً وَلا مَلَلاً

آياتُ شَوْقٍ وَلا الأَعْرَاضُ مِنْ خُلُقِي

وَكَيْفَ أَغْفَلُ حَقّاً أَنْتَ صَاحِبُهُ

وَكَانَ ذَلِكَ فَرْضاً لازِماً عُنُقِى

____________________

١- اليَقَقُ: المتناهي في البياض (ينظر: لسان العرب: ١٠/٣٨٧ مادة يقق).

٢- الرَّسَنُ: هو الحبل الذي يقاد به البعير وغيره(ينظر: لسان العرب: ١٣/١٨٠ مادة رسن).

٣- عجز البيت غير مثبت في المخطوطة ولا في باقي مصادر التحقيق.

٤- وهذا توجيه بأسماء سور القرآن الكريم.

١٩٣

- وقال وقد التسمه بعض الرؤساء أنْ يعملَ تلغرافاً إلى النقيب وهو في استانبول:

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

لَيْتَ مِنِّي نِيَاطَ قَلْبي لـ(قَسْطَنْـ

ـطيْنَ)(١) يَمْتَدُّ(٢) مِنْ أَقَاصِي (الْعِرَاقِ)

فَيُؤَدِّي(٣) إلَيْكَ أَضْعَافَ مَا أَدْ

دَيْتَ بالتِّلْغِرَافِ مِنْ أَشْوَاقِي

أَنْتَ بَدْرُ العُلَى فَمَا بَرِحَتْ فِيْـ

ـكَ إلَيْنَا مُضِيئَةَ الآفَاقِ

فَعَلَى البُعْدِ(٤) نَالَنَا مِنْكَ مَا نِلْـ

ـنَا عَلَى القُرْبِ(٥) مِنْكَ بالإشْرَاقِ

- وقال في كتاب كتبه لبعض الأكابر:

[من مجزوء الكامل والقافية من المتواتر]

قُلْ لِلنَّسِيْمِ وَقَدْ سَرَى

سَحَراً بأَنْفَاسٍ رَقِيْقَهْ

يَا مُشْبهاً عِنْدِي (أَبَا

مَحْمُوْدِ) فِي طِيْبِ الْخَلْيقَهْ

إحْمِلْ إلَيْهِ رِسَالَةً

تَحَكِي سَجَايَاهُ الأَنِيْقَهْ

مِنْ شَيِّقٍ(٦) فِي لُجَّةِ الأَشْـ

ـوَاقِ مُهْجَتُهُ غَرِيْقَهْ

وَلأَنْتَ وَالبَرْقُ ارْوِيَا(٧)

عَنْ قَلْبِ وَامِقَةٍ(٨) خَفُوْقَهْ

شَوْقاً لِحَضْرَتِهِ الَّتِي

كُلُّ النُّفُوْسِ لَهَا مَشُوْقَهْ

هُوَ فَرْعُ أَصْلٍ قَدْ غَدَتْ

يُثْري(٩) عَلَى الْجَوْزَا عُرُوْقَهْ

____________________

١- في (د): إلى قسطنطين.

٢- في (ب): تميد.

٣- في (ب): فتأدي.

٤- في (أ)و(د): البدر.

٥- في (أ)و (د): البعد.

٦- الصواب أن يقول: شائقٍ.

٧- في (د): ازويا.

٨- الوامق: المحب المتودد(ينظر: لسان العرب:١٠/٣٨٥ مادة ومق).

٩- في (ب): ثبرى

١٩٤

مِنْ دَوْحَةٍ فِي رَيِّ مَاءِ الْـ

ـمَكْرُمَاتِ غَدَتْ وَرِيْقَهْ

يَا مَنْ تَمَنَّى النَّجْمُ حِيْـ

ـنَ سَمَا إلَى العَلْيَا لُحُوْقَهْ

مَنْ ذَا لِمَجْدِكَ يَرْتِقِي

وَسِوَاكَ لَمْ يَسْلُكْ طَرِيْقَهْ؟

إنَّ الْكِرَامِ هُمُ الْمَجَا

زُ وَأَنْتِ لِلْكَرِمِ الحَقِيْقَهْ

- وقال مخاطباً الحاج محمد رضا كُبَّة (١) في ضمن كتاب(٢) :

[من المجتث والقافية من المتواتر]

يَا أَمْجَدَ النَّاسِ فَرْعَا

يُنْمَى لأَكْرَمِ(٣) أَصْلِ

وَقَاتِلَ الْمَحْلَ جُوْداً

فِي كُلِّ أَزْمَةِ مَحْلِ

وَابْنَ القِرَى وَلَعَمْرِي

أَبُوْكَ زَادُ الْمُقِلِّ

لايُسْتَشَارُ سِوَاهُ

فِي كُلِّ عَقْدٍ وَحَلِّ

وَالْمُوْقِدُ النَّارَ لَيْلاً

لِلطَّارِقِ الْمُسْتَدِلِّ

مَرْفُوْعَةً وَعَلَيْهَا

مَرَاجِلُ الزَّادِ تَغْلِي

يَمْتَدُّ مِنْهَا لِسَانٌ

إلَى السَّمَا مُتَجَلِّي

حَتَّى يَضِيءَ سَنَاهُ

فِي كُلِّ حَزْنٍ وَسَهْلِ

يَدْعُو الضُّيُوْفَ: هَلِمُّوا

إلَى القِرَى، لِمَحَلِّي

فَيَهْتَدِي بسَنَاهُ

إلَيْهِ كُلُّ مُضِّلِّ(٤)

أَكْرِمْ بهِ مِنْ كَرِيْمٍ

لَهُ انْتَهَى كُلُّ فَضْلِ

____________________

١- محمد رضا كُبَّة: هو ابن الحاج محمد صالح كبَّة توفي في حياة أبيه معقباً عبد الحسين وعبد العزيز.

ينظر: أعيان الشيعة ٢/٩٣

٢- التخريج: العقد المفصل: ٢/١٥٠-١٥١

٣- في (د): لأمجد.

٤- هو الضَّال أو المضَلَّل.

١٩٥

وَالْخُلْقُ مِنْكَ وَمِنْهُ

مِثْلانِ فِي غَيْرِ مِثْلِ

هَذَا مُجَاجَةُ(١) مِسْكٍ

وَذَاكَ شَهْدَةُ نَحْلٍ

يَفْدِي عُلاكَ ابْنُ خَفْضٍ

سَاعٍ(٢) برِجْلِ ابْنِ ذُلِّ

يَبْغِي العُلَى وَهْوَ شَيْخٌ

هِمٌّ(٣) بهِمَّةِ طِفْلِ

وَهَلْ تَنَالُ (الثُّرَيَّا)

عَفْواً ببَاعٍ أَشَلِّ

وَمَا لَهُ فِي طَرِيْقِ الْـ

ـعُلْيَاءِ مَوْطِئُ رِجْلِ

وَلا لَهُ حَوْضُ جُوْدٍ

يُرْجَى لِعَلٍ وَنَهْلِ(٤)

إلَّا حَقِيْقَةُ بُخْلٍ

تَبْدُو بصُوْرَةِ بَذْلِ

- وقال مخاطباً الحاج محمد حسن كبَّة ضمن كتاب (٥) :

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

فِيْ فَمِي لَمْ يَزَلْ لِذِكْرِكَ نَشْرُ

طَيَّبٌ وَاخْتَبرْ بذَاكَ النَّسِيْمَا

وَبمِرآةِ فِكْرَتِي لَمْ يَزَلْ شَخْـ

ـصُكَ نَصْبُ العَيْنَيْنِ مِنِّي مُقِيْمَا

وَعَلَى النَّحْرِ مِنْ عُلاكَ ثَنَائِي

لَيْسَ يَنْفَكُّ عِقْدَهُ مَنْظُوْمَا

لا تَظُنَّ البعَادَ يَحْجِبُ عَنِّي

مِنْكَ ذَيَّالِكَ الْمُحَيَّا الْكَرِيْمَا

فَوَشَوْقِي وَمَوْقِعُ الْوِدِّ مِنِّي

قَسَماً لا أَرَاهُ إلَّا عَظِيْمَا(٦)

أَنْتَ عِنْدِي بالذِّكْرِ أَحْضَرُ مِنْ قَلْبي

بقَلْبي فَكُنْ بذَاكَ عَلِيْمَا

____________________

١- مُجاجةُ الشيءِ: عُصارَتُه(ينظر: لسان العرب: ٢/٣٦٢ مادة مجج).

٢- في (د): سارٍ.

٣- الهمُّ: الشيخ الكبيرُ الفاني (ينظر: لسان العرب: ١٢/٦٢١ مادة همم).

٤- العَلُّ: الشَّرْبةُ الثانية(ينظر: لسان العرب:١١/٤٦٧ مادة علل)، النَّهْل: أَوَّل الشُّرْب (ينظر: لسان العرب: ١١/٦٨٠ مادة نهل).

٥- التخريج: العقد المفصل: ٢/١٤٧

٦- هذا البيت ورد في (د) فقط.

١٩٦

لَسْتُ أَقْوَى لِحَمْلِ عَتْبكَ يَا مَنْ

حَمَلَتْ فَخْرَهُ الْمَعَالِي قَدِيْمَا

فَاثْنِ عَنْ غَرْبِ عَتْبَكَ الْيَوْمَ عَنِّي

فَبهِ قَدْ تَرَكْتَ قَلْبي كَلِيْمَا

- وقال مخاطباً صديقة السيد ميرزا إسماعيل الشيرازي (١) وكان مريضاً:

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

يَا سَمِيَّ الَّذِي فَدَاهُ مِنَ الذَّبْـ

ـحِ إلَهُ السَّمَا بذَبْحٍ عَظِيْمِ

وَالْحَفِيْظَ الْعَلِيْمَ مَنْ فِي هُدَاهُ

نَابَ عَنْ جَدِّهِ الْحَفِيْظِ العَلِيْمِ

جِئْتُ يَا فَرْعَ (هَاشِمٍ) أَجْتَنِي مِنْـ

ـكَ سَجَايَا طَابَتْ كَطِيْبِ(٢) الأَرُوْمِ

فَعَدَتْنِي عَنِ الْمَرَامِ عَوَادٍ

جَلَبَتْهَا يَدُ الزَّمَانِ الْلَئِيْمِ

حَجَبَتْ بَيْنَنَا شَكَاتُكَ يَا بَدْ

رُ فَكَمْ لِي مِنْ نَظرَةٍ فِي النُّجُوْمِ

لَسْتَ أَنْتَ السَّقِيْمَ لَكِنَّ قَلْبي

يَا شَفَاكَ الإلَهُ عَيْنَ السَّقِيْمِ

____________________

١- إسماعيل الشيرازي (ت ١٣٠٤ه): أبو هادي السيد ميرزا إسماعيل بن الأمير السيد رضا بن السيد ميرزا محمد إسماعيل الشيرازي الحسيني، عالم شاعر فاضل. ولد في شيراز، وأخذ العلم عن ابن عمه ميرزا حسن الشيرازي وكان من أبرز تلامذته حتى كاد أن يتولى الزعامة من بعده لولا ريب المنون الذي عاجله، له صلة وثيقة بالسيد حيدر الحلي، توفي في سامراء ونقل إلى النجف ودفن في الصحن العلوي الشريف ورثاه جمع من الشعراء.

ينظر: علي في الكتاب والسنة والأدب: ٥/١٥

٢- في (ب): لطيب

١٩٧

- وقال يمدح العلَّامة الشيخ محمد حسن [آل ياسين] الكاظمي (١) :

[من الخفيف والقافية من المتواتر]

قَدَّمَتْكَ العُلَى وَ كُنْتَ الزَّعِيْمَا(٢)

وَقُصَارَى رَجَائِهَا أَنْ تَدُوْمَا(٣)

وَاسْتَنَابَتْكَ عَنْ أَكَارِمَ تَقْفُو

هَدْيَهُمْ وَالْكَرِيْمُ يَقْفُو الْكَرِيْمَا

لَمْ يَزُدْكَ التَّعْظِيْمُ مِنَّا جَلالاً

إذْ لَدَى ذِي الجَلالِ كُنْتَ عَظِيْمَا

لَكَ فَوْقَ الأَنَامِ طَوْدُ جَلال(٤)

طَائِرُ الْوَهْمِ حَوْلَهُ لَنْ يَحُوْمَا

مَا تَجَلَّى بهِ لَكَ الْحَقُّ إلَّا

وَغَدَا يَصْعَقُ(٥) الحَسُوْدَ وُجُوْمَا

فَالْعَجِيْبُ العُجَابُ أَنَّكَ (مُوْسَى)

وَنَرَى مَنْ سِوَاكَ كَانَ الْكَلِيْمَا

بَاسِطاً بالنَّدَى بَنَانَ يَدٍ بَيْـ

ـضَاءَ لَمْ يَغْدُ طَرْفَةً مَضْمُومَا

هِيَ شِكْلٌ لِلْجُوْدِ يَنْتُجُ دَأْباً

وَسِوَاهَا قَدْ جَاءَ شِكْلاً عَقِيْمَا

أَيُّهَا الْمُسْقِمُ الحَوَاسِدَ غَيْظاً

بالنُّهَى كَمْ شَفَيْتَ فِكْراً سَقِيْمَا

أَنْتَ لُطْفٌ لَكِنْ تَجَسَّمْتَ شَخْصاً

فَغَدَا مَنُّكَ الجَسِيْمُ جَسِيْمَا

كَمْ لِعَامٍ مَسَحْتَ وَجْهاً بأَنْدَى

مِنْ وُجُوْهِ الغُرِّ الغَوَادِي أَدِيْمَا

تِلْكَ رَاحٌ كَمْ رَوَّحَتْنَا وَكَفٌ

كَمْ بهَا اللهُ كَفَّ عَنَّا الهُمُوْمَا(٦)

عَلَّمَتْنَا هِيَ الثًّنَا فَانْتَقَيْنَا

مِنْ مَزَايَا عُلاكَ دُرّاً يَتِيْمَا

فَلَكَ الفَضْلُ إنْ نُظِمْنَا لأَنَّا

مِنْكَ نَهْدِي إلَيْكَ عِقْداً نَظِيْمَا

عَصَمَ اللهُ دِيْنَهُ بكَ، يَا مَنْ

كَانَ مِنْ كُلِّ مَأْثَمٍ مَعْصُوْمَا

____________________

١- مرت ترجمته في : ٤٧

٢- في (د): زعيما.

٣- في (أ): وفي (د): يدوما.

٤- في (ب): طود معال.

٥- في (د): يصفق.

٦- في (ب): الغموما.

١٩٨

لا أَرَى يَمْلُكُ الحَسُوْدُ سِوَى مَا

إنْ عَدَدْناهُ كَانَ فِيْهِ ذَمِيْمَا

بَصَراً خَاسِئاً وَكَفّاً أَشَلاً

وَحَشَاً ذَاعِراً وَأَنْفاً رَغِيْمَا

قَدْ تَقَلَّدْتَهَا إمَامَةَ عَصْرٍ

سِدْتَ فِيْهَا الإمَامَ وَالْمَأْمُوْمَا

قَدَّمَتْ مِنْكَ وَاحِدَ العَصْرِ يَا مَنْ

عَادَ نَهْجُ الرَّشَادِ فِيْهِ قَوِيْمَا

قَدَّمَتْ فِيْكَ ثَانِيَ الغَيْثِ كَفّاً

ثَالِثَ النَّيِّرَيْنِ وَجْهاً وَسِيْمَا

قَدَّمَتْ مِنْكَ يَا أَدَلَّ عَلَى اللهِ

عَلِيْماً نَاهِيْكَ فِيْهِ عَلِيْمَا

قَدَّمَتْ يَا أَجَسَّ لِلحُكْمِ نَبْضاً

مِنْكَ طِبّاً بالْمُعْضِلاتِ حَكِيْمَا

قَدْ نَظَرْنَا بكَ الأَئِمَةَ حِلْماً

وَحِجَىً رَاسِخاً وَفَضْلاً عَمِيْمَا

وَرَوَيْنَا فِي الدِّيْنِ عَنْكَ حَدِيْثاً

مَا رَوَيْنَا فِي الدِّيْنِ عَنْكَ قَدِيْمَا

بكَ مِنْهُمْ بَدَتْ مَنَاقِبُ غُرٍّ

فِي سَمَاءِ الْهُدَى طَلَعْنَ نُجُوْمَا

هِيَ طَوْراً تَكُوْنُ رُشداً لِقَوْمٍ

وَلِقَوْمٍ تَكُوْنُ طَوْراً رُجُوْمَا

فَأَقِمْ فِي عُلاً تَرَى كُلَّ آنٍ

مَقَعَداً لِلْعَدُوِّ مِنْهَا مُقِيْمَا

لَمْ يَكُنْ وِدُّنَا مَقَالاً عَلَكْنَاهُ

كَمَا يَعَلِكُ الجَوَادُ الشَّكِيْمَا

سَلْ وَجَدْنَاكَ حُجَّةَ اللهِ فِيْنَا

فَنَهَجْنَا صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيْمَا

وَلَنَا اليَوْمَ أَنْتَ فِي الأَرْضِ ظِلٌ

وَغَداً نَسْتَظِلُّ فِيْكَ النَّعِيْمَا

١٩٩

- وقال يمدحه أيضاً ويعزِّيه بوفاة ولديه الشيخ علي والشيخ باقر (١) :

[من الطويل والقافية من المتدارك]

إلَيْكَ وَقَدْ كَلَّتْ عَلَيْنَا العَزَائِمُ

سَرَتْ بتَحِيَّاتِ الْمَشُوْقِ النَّسَائِمُ

تَحَاكَمْنَ فِي دَعْوَى التَّفَوُّقِ بالشَّذَا

إلَيْكَ وَكُلٌ طَيِّبَاتٌ نَوَاعِمُ

وَلا مُدَّعٍ عَنِّي سِوَى خَالِصِ الهَوَى

وَلا شَاهِدٌ إلَّا العُلَى وَالْمَكَارِمُ

وَأَغْلَبُ ظَنِّي أَنَّ خُلْقَكَ لَلَّتِي

حَكَتْ طِيْبَهُ وَهْيَ التَّحِيَّاتُ حَاكِمُ

أَمَا وَأَيَادٍ أَوْجَبَ الْمَجْدُ شُكْرَهَا

بهَا لَمْ تَنُبْ عَنْ رَاحَتَيْكَ الغَمَائِمُ

لأَنْتَ الَّذي مِنْهُ تُرَدُّ أُمُوْرُنَا

إلَى عَالِمٍ مَا فَوْقَهُ اليَوْمَ عَالِمُ

إلَى قَائِمٍ بالْحَقِّ دَاعٍ إلَى الهُدَى

لَهُ اللهُ عَمَّا يَكْرَهُ اللهُ عَاصِمُ

إلَى خَيْرِ أَهْلِ الأَرْضِ بَرّاً وَنَائِلاً

وَأَكْرَمَ مَنْ تُثْنَى عَلَيْهِ الأَكَارمُ(٢)

مَنَارُ هُدَىً لَوْلاهُ لاغْتَدَتِ الْوَرَى

بمَجْهَلِ غَيٍّ ضَمَّهَا وَهْوَ قَاتِمُ

وَسيْفُ هُدَىً يَمْحُو الضَّلالَةَ حَدُّهُ

وَيَثْبُتُ مِنْهُ فِي يَدَ الدِّيْنِ قَائِمُ

وَعَارٍ مِنَ الآثَامِ عَفٌّ ضَمِيْرُهُ

وَكَأْسٌ مِنَ التَّقْوَى مِنَ الذِّكْرِ طَاعِمُ

وَجَدْنَاهُ مَا يَأَتِي الزَّمَانُ بمِثْلِهِ

وَهَلْ تَلِدُ الأَيَّامُ وَهْيَ عَقَائِمُ؟

فَتَىً أَظْهَرَ اللهُ العَظِيْمُ جَلالَهُ

وَلَيْسَ لِمَا قَدْ أَظْهَرَ اللهُ كَاتِمُ

وَشَادَ برَغْمِ الحَاسِدِيْنَ عَلاءَهُ

وَلَيْسَ لِمَا قَدْ شَادَهُ اللهُ هَادِمُ

____________________

١- في (د): القصيدة فيها تقديم وتأخير، فبعد البيت (١٦) يأتي سبعة عشر بيتاً من البيت (٣٤-٥٠) وبعدها يأتي البيت (١٧) وما بعده وتنتهي القصيدة بالبيت الذي أوله (تلقيتها بالحلم..وهو البيت رقم ٣٣).

- والبيت رقم (٤٨) ورد في النسخة (ب) فقط ولم يرد في (أ)ولا في (د).

٢- البّرُّ: مفرد أبْرارٌ وبررة، النائِل والنَّوَال: العَطاء ما نِلْت من معروف إِنسان (ينظر: لسان العرب: ١١/٦٨٣ مادة نول)، يقال تثنى عليه الأصابع أو تحنى عليه الأصابع وذلك من المعدودين بثني الأصابع لشرفهم ومكانتهم. (ينظر: لسان العرب: ١٤/٢٠٤ مادة حنا).

٢٠٠