الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد10%

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 563

الجزء ١ المقدمة الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 563 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 182090 / تحميل: 9887
الحجم الحجم الحجم
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

أَبوجعفرٍعليه‌السلام عنِ القائمِ بعدَه، فضرَبَ بيدِه على أَبي عبدِاللهِ وقالَ: «هذا واللهِّ قائمُ آلِ محمّدٍعليهم‌السلام »(١) .

وروى عليُّ بنُ الحَكَم، عن طاهرٍ - صاحب أبي جعفرٍعليه‌السلام - قالَ: كنتُ عندَه فأَقبلَ جعفرٌعليه‌السلام فقالَ أَبوجعفرٍعليه‌السلام : «هذا خيرُ البريّةِ»(٢) .

وروى يونسُ بنُ عبدِ الرّحمن، عن عبدِ الأعلى مولى آلِ سامٍ، عن أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام قالَ: «إِنَّ أَبيعليه‌السلام استودَعَني ما هناكَ، فلمّا حضرَتْه الوفاةُ قالَ: ادْعُ لي شهوداً، فدعوتُ أَربعةً من قُريشٍ، فيهم نافعٌ مولى عبدِاللهِ بنِ عمرَ، قالَ: اكتبْ: هذا ما أَوصى به يعقوبُ بنيه:( يَا بَنيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّيْنَ فلا تَمُوتُنَّ إِلاٌ وَأنْتمْ مُسْلِمُوْنَ ) (٣) وأَوصى محمّد بنُ عليٍّ إِلى جعفرٍ بنِ محمّدٍ وأَمرَه أَن يُكفِّنَه في بُردِهِ الّذي كانَ يُصلِّي فيه يومَ الجمعةِ، وأن يُعمِّمَهُ بِعِمامَتهِ، وأَن يُربِّعَ قبرَه ويرفعَه أَربعَ أَصابعَ، وأَن يَحُلَّ عنه أطمارَه(٤) عندَ دفنهِ، ثمّ قالَ للشُّهودِ: انصرفوا رحمَكم اللهُ، فقلتُ له: يا أَبت، ما كانَ في هذا بأَنْ يُشْهَدَ عليه؟ فقالَ: يا بُنِّي، كَرِهْتُ أَن تغْلَبَ، وأَن يُقالَ: لم يُوصَ إليه، فأَردتُ أَن تكونَ لكَ الحجّةُ »(٥) .

__________________

(١) الكافي ١: ٢٤٤ / ٧، واشار المسعودي اليه في اثبات الوصية: ١٥٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ١٣ / ٦.

(٢) الكافي ١: ٢٤٤ / ٤، ٥، الامامة والتبصرة: ١٩٩ / ٥٥، واشار اليه المسعودي في اثبات الوصية:١٥٥، عن فضيل بن يسار، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ١٣٠ / ٦.

(٣) البقرة ٢: ١٣٢.

(٤) في هامش «ش»: اطمار جمع طمر، وهو ثوب خلق.

(٥) الكافي ١: ٢٤٤ / ٨، مناقب ابن شهر آشوب ٤: ٢٧٨، الفصول المهمة: ٢٢٢، ونقله

١٨١

وأشباهُ هذا الحديثِ في معناه كثيرٌ، وقد جاءتِ الرِّوايةُ التي قدّمْنا ذِكرَها في خبرِ اللوحِ بالنّصِّ عليه منَ اللهِ تعالى بالإمامةِ(١) .

ثمّ الّذي قدّمْناه - من دلائلِ العقولِ على أَنّ الإمامَ لا يكونُ إِلّا الافضل(٢) - يدلُّ على إِمامتهِعليه‌السلام لظهورِ فضلِه في العلمِ والزُّهدِ والعملِ على كافّةِ إِخوتهِ وبني لم عَمِّه وسائرِ النّاسِ من أَهلِ عصره.

ثَم الّذيَ يَدلُ على فسادِ إِمامةِ مَنْ ليسَ بمعصومٍ كعصمةِ الأَنبياءِعليهم‌السلام وليسَ بكاملٍ في العلمِ، وظهور تعرِّي مَنْ سواه ممّنِ ادّعِيَ له الإمامةُ في وقتهِ عنِ العصمةِ، وقصورِهم عنِ الكمالِ في علمِ الدِّينِ ؛ يَدًلُّ على إِمامتهِعليه‌السلام ، إِذ لا بدَّ من إِمام معصومٍ في كلِّ زمانٍ، حَسَبَ ما قدّمْناه ووصفْناه(٣) .

وقد روى النّاسُ من اياتِ اللهِ الظاهرةِ على يدِه(٤) عليه‌السلام ما يَدلّ على إِمامتهِ وحقِّه، وبطلانِ مقالِ منِ ادّعى الإمامةَ لغيرهِ.

فمن ذلكَ ما رواه نقلةُ الآثارِ(٥) من خبرِه عليه وآبائه السّلامُ معَ المنصورِ لمّا أمرَ الرَّبِيعَ باحضارِ أَبي عبدِاللهِعليه‌السلام فأَحضرَه، فلمّا بَصُرَ به المنصورُ قالَ له: قتلَني اللهُ إن لم أَقتلْكَ، أَتلحِدُ في سلطاني

__________________

المجلسي في البحار ٤٧: ١٣ / ٩.

(١) تقدم في باب ذكر الامام علي بن الحسينعليه‌السلام - دلائل امامته - وكذا باب ذكر الامام الباقرعليه‌السلام - دلائل امامته - فراجع.

(٢ و ٣) تقدم في باب ذكر الامام علي بن الحسينعليه‌السلام ، دلائل امامته.

(٤) في هامش «ش»: يديه.

(٥) في «م» وهامش «ش»: الاخبار.

١٨٢

وتبغِيني الغوائلَ؟!

فقالَ له أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام : «واللهِ ما فعلتُ ولا أَردتُ، فإِن كانَ بلغَكَ فمن كاذب، (ولوكنتُ )(١) فعلت لقد ظُلِمَ يوسفُ فغَفرَ، وابتُليَ أَيّوبُ فصَبرَ، وأعطِيَ سليمانُ فشَكرَ، فهؤلاءِ أَنبياءُ اللهِ أليهم يرجعُ نَسبُكَ ».

فقالَ له المنصورُ: أجل، ارتفِعْ هاهنا، فارتفعَ ؛ فقالَ له: إِنّ فلانَ ابنَ فلانٍ أَخبرَني عنكَ بما ذكرتُ.

فقالَ: «أحضِرْه - يا أميرَ المؤمنينَ - ليوُاقِفَني على ذلكَ » فأُحضِرَ الرجل المذكورُ.

فقالَ له المنصورُ: أَنتَ سمعتَ ما حكيتَ عن جعفرٍ؟

قالَ: نعم ؛ فقالَ له أَبوعبدِاللهِعليه‌السلام : «فاستحلِفْه على ذلكَ ».

فقالَ له المنصورً: أَتَحْلِفُ؟

قالَ: نعم ؛ وابتدأ باليمينِ.

فقالَ له أبو عبدِاللهِعليه‌السلام : «دَعْني - يا أميرَ المؤمنينَ - أُحَلِّفه أنا».

فقالَ له: افعَلْ.

فقالَ أَبو عبدِاللهِ للسّاعي: «قلْ: بَرِئْتُ مِنْ حَولِ اللهِ وقوّتهِ، والتجأْتُ إِلى حَولي وقوّتي، لقد فعلَ كذا وكذا جعفرٌ، وقالَ كذا وكذا جعفرٌ». فامتنعَ منها هُنَيْهةً ثمّ حلفَ بها، فما برحَ حتّى ضَرَبَ برِجلِه.

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: وان كنت.

١٨٣

فقالَ أَبوجعفرٍ: جًرُّوا برِجلِه، فأَخْرِجوه لعنَه اللهُ.

قالَ الرّبيعُ: وكنت رأَيتَ جعفرَ بنَ محمّدٍعليهما‌السلام حينَ دخلَ على المنصور يحرِّكُ شَفَتَيْه، فكلَّما حرّكَهما سكنَ غضبُ المنصور، حتّى أَدناه منه وقد رضيَ عنه. فلمّا خرجَ أبو عبدِاللهِعليه‌السلام من عندِ أَبي جعفرٍ اتّبعتهُ فقلتُ: إنّ هذا الرّجلَ كان من أَشدِّ النّاس غضباً عليك، فلمّا دخلتَ عليه دخلتَ وأَنتَ تُحرِّكُ شَفَتَيْكَ، وكلَما حرّكْتَهما سكنَ غضبهُ، فبأَيَ. شيءٍ كنتَ تحرِّكُهما؟ قالَ: «بدعاءِ جدِّي الحسينِ بنِ عليٍّعليهما‌السلام » قلتُ: جُعلت فداكَ، وما هذا الدُّعاءُ؟ قالَ: «يا عُدّتي (عندَ شدّتي )(١) ، ويا غَوْثي عندَ كُربتي، احْرُسْني بعينِكَ الّتي لا تَنامُ، واكنُفْني برُكنِكَ الّذي لا يُرامُ ».

قالَ الرّبيع: فحفظتُ هذا الدُّعاءَ، فما نزلتْ بي شِدّةٌ قطُّ إِلا دعوتُ به ففُرِّجَ عنِّي.

قالَ: وقلتُ لجعفرِ بنِ محمّدٍ: لِمَ مَنَعْتَ السّاعيَ أَن يَحلفَ باللهِّ؟ قالَ: «كَرِهتُ أَنْ يَراهُ اللهّ يُوَحِّدهُ ويُمجِّدهُ فيَحلُم عنه ويُؤَخِّرَ عقوبتَه، فاستحلفتهُ بما سمعتَ فأَخذَه اللهُ أخذةً رابية »(٢) .

وروي أَنّ داوُدَ بنَ عليِّ بنِ عبدِاللهِ بن عبّاسٍ قَتلَ المُعلّى بن خُنَيْسٍ - مولى جعفرِ بنِ محمّدٍعليهما‌السلام - وأَخَذَ مالَه، فدخلَ عليه جعفرٌ وهو

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: في شدّتي.

(٢) رواه ابن الصباغ في الفصول المهمة: ٢٢٥، باختلاف يسير، واشار الى الواقعة باختصار سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: ٣٠٩، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ٤٥٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٧: ١٧٤ / ٢١.

١٨٤

يَجُرُّ رداءه فقالَ له: «قتلتَ مولاي وأَخذتَ مالي، أَما علمتَ أَنّ الرّجلَ يَنامُ على الثُّكلِ ولا يَنامُ على الحَرب، أَما واللهِ لأدْعُوَنَّ الله عليكَ » فقالَ له داوُدُ: أَتَتَهدّدُنا(١) بدعائكَ؟ كالمستهَزئ بقولهِ. فرجعَ أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام إلى دارِه، فلم يَزلْ ليلَه كلَّه قائماً وقاعداً، حتّى إِذا كانَ السّحرُ سُمعَ وهو يقولُ في مُناجاتِه: «ياِذا القوة القوية، وياِذا المحال الشّديدِ، وياذا العزّةِ الّتي كلُّ خلقِكَ لها ذليلٌ، اكْفِني هذا الطّاغيةَ وانتقِمْ لي منه » فما كانَ إِلا ساعة حتّى ارتفعتِ الأصواتُ بالصِّياحِ وقيلَ: قد ماتَ داوُدُ ابنُ عليٍّ السّاعةَ(٢) .

وروى أَبو بصير قالَ: دخلتُ المدينةَ وكانتْ معي جويرية لي فأَصبت منها، ثمّ خرجتُ إِلى الحمّام فلقيتُ أَصحابَنا الشِّيعةَ وهم متوجِّهونَ إِلى جعفرِ ابنُ محمّدٍعليهما‌السلام فخِفتُ أَن يَسبقوني ويفوتَني الدُّخولُ إِليه، فمشيتُ معَهم حتّى دخلتُ الدّارَ، فلمّا مثلتُ بينَ يَدَيْ أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام نظرَ إِليَّ ثمّ قالَ: «يا أَبا بصيرٍ، أَما علمتَ أَنّ بيوتَ الأنبياءِ وأَولاد الأنبياءِ لا يَدخلُهُا الجُنُبُ » فاستحيَيْتُ وقلتُ له: يا ابنَ رسولِ اللهِّ، إِنِّيَ لقيتُ أَصحابَنا فخشيتُ أَن يفوتَني الدُّخولُ معَهم، ولن أَعودَ إِلى مثلِها ؛ وخرجتُ(٣) .

وجاءَتِ الرِّوايةُ عنه مُستفيضةً بمثلِ ما ذكرْناه منَ الآياتِ والإخبارِ بالغُيوب ممّا يطولُ تعدادُه.

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: أتُهدّدنا.

(٢) رواه مختصراً ابن الصباغ في الفصول المهمة: ٢٢٦، وأشار الى نحوه الكليني في الكافي ٢: ٣٧٢ / ٥، وابن شهراشوب في المناقب ٤: ٢٣٠، والراوندي في الخرائج ٢: ٦١١ / ٧.

(٣) روى نحوه الصفار في بصائره: ٢٦١ / ٢٣، والطبري في دلائل الامامة: ١٣٧، وابن شهرآشوب في مناقبه ٤: ٢٢٦.

١٨٥

وكانَ يقولُ عليه وعلى آبائه السّلامُ: «عِلْمُنا غابِرٌ ومزبور، ونَكْتٌ في القلوبِ، نَقرٌ في الأَسماعِ ؛ وانّ عندَنا الجَفْرَ الأحمرَ والجَفْرَ الأبيضَ ومُصحَفَ فاطمةَعليها‌السلام ، وانّ عندَنا الجامعةَ فيها جميعُ ما يَحتاجُ الناسُ إِليه ».

فسئلَ عن تفسيرهذا الكلام فقالَ: «أَمّا الغابرُ فالعلمُ بما يكونُ، وأَمّا المزبورُ فالعلمُ بما كانَ، وأمّا النّكتُ في القلوبِ فهوالإلهامُ، والنَقرُ في الأسماع حديث الملائكةِ، نَسمعُ كلامَهم ولا نرى أَشخاصَهم، وأَمّا الجفرُ الأَحمر فوعاء فيه سلاح رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ولن يظهرَ(١) حتّى يقوم قائمنا اهل البيتِ، وأَمّا الجفرُ الابيضُ فوعاءٌ فيه توراةُ موسى وإِنجيل عيسى وزبورُ داودَ وكُتُبُ اللهِ الأولى، وأَمّا مُصحَفُ فاطمةَعليها‌السلام ففيه ما يكونُ كل حادثٍ وأَسماءُ كلِّ من يَملكُ(٢) إِلى أَن تقومَ الساعة ؟ أَمّا ألجامعةُ فهي كتابٌ طولهُ سبعونَ ذراعاً، املاءُ رسولِ اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله من َفلْقِ فِيْه وخطُّ عليِّ بنِ أَبي طالبٍعليه‌السلام بيدِه، فيه - واللهِّ - جميعُ ما يَحتاجُ النّاسُ إِليه إِلى يوم القيامةِ، حتّى انّ فيه أَرْش الخَدْشِ والجَلْدةَ ونصفَ الجَلْدة»(٣) .

وكانَ عليه وآبائه السّلامُ يقولُ: «حديثي حديثُ أَبي، وحديثُ أَبي حديثُ جدِّي، وحديثُ جدِّي حديثُ علي بنِ أَبي طالبٍ أَميرِ المؤمنينَ، وحديث علي أميرِ المؤمنينَ حديث رسولِ اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

(١) في هامش «ش» و «م»: يخرج.

(٢) في هامش «ش» و «م»: ملك.

(٣) رواه مختصراً ألكليني في الكافي ١:٢٠٧ / ٣، والصفار في بصائر الدرجات: ٣٣٨ / ٢.

١٨٦

وحديثُ رسولِ اللهِ قولُ اللهِ عزّ وجلَّ »(١) .

وروى أَبو حمزةَ الثُّماليُّ، عن أَبي عبدِاللهِّ جعفرِ بنِ محمّدٍعليهما‌السلام قالَ: سمعتُه يقولُ: «أَلواحُ موسىعليه‌السلام عندَنا، وعصا موسى عندَنا، ونحن وَرَثَةُ النّبيِّينَ »(٢) .

وروى معاويةُ بنُ وهبِ، عن سعيدٍ السّمّانِ قالَ: كنت عندَ أَبي عبدِاللهِّعليه‌السلام إِذْ دخلً عليه رجلانِ منَ الزّيديّةِ فقالا له: أَفيكم إِمامٌ مفتَرَضٌ طاعته؟ قالَ: فقالَ: «لا» قالَ: فقالا له: قد أَخْبَرَنا عنكَ الثِّقاتُ أَنّكَ تقولُ به - وسمَوْا قوماً - وقالوا: هم أَصحاب وَرَعٍ وتشمير(٣) وهم ممّن لا يَكذِبُ؛ فغضبَ أَبو عبدِاللهِّعليه‌السلام وقالَ: «ما أَمرتُهم بهذا» فلمّا رأَيا الغضبَ في وجهِه خَرَجا.

فقالَ لي: «أتعرفُ هذينِ؟» قلت: نعم، هما منِ أَهلِ سُوقِنا، وهما منَ الزّيديّةِ وهما يَزعمانِ أَنّ سيفَ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عندَ عبدِاللهِ بنِ الحسنِ بنِ الحسنِ فقالَ: «كذبا لعنَهما اللهُ، واللهِ ما راه عبدُالله ابن الحسنِ بعينيه ولا بواحدةٍ من عينيه، ولا راه أَبوه، اللهمَّ إِلا أَن يكونَ رآه عندَ عليِّ بنِ الحسينِعليهما‌السلام ، فإن كانا صادقينِ فما علامةٌ في مقبضهِ؟ وما أَثرُ في مضربِه؟ فإِنّ عندي لسيفَ رسولِ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنّ عندي لدرعَ رسولِ اللهِ، وإنّ عندي لرايةَ رسولِ اللهِ ولامتَه ومغفره، فإِن كانا صادقَينِ فما علامةٌ في درعِ رسولِ اللهِ؟ وِانّ

__________________

(١) الكافي ١: ٤٢: ١٤.

(٢) الكافي ١: ١٨٠ / ٢، بصائر الدرجات: ٢٠٣ / ٣٢، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٢٧٦.

(٣) التشمير: الجدّ في الشيّء «الصحاح - شمر - ٢: ٧٠٣». وفي «ش» وهامش «م»: التمييز.

١٨٧

عندي لرايةَ رسولِ اللهِ المُغَلِّبةَ(١) ، وانّ عندي ألواحَ موسى وعصاه وِانّ عندي لخاتمَ سليمان بن داوُدَ، وِان عندي الطّستَ التي كانَ موسى يُقرِّب فيها القربانَ، وانّ عندي الاسمَ الّذي كانَ رسولُ اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله إِذا وضعَه بينَ المسلمينَ والمشركينَ لم تَصِلْ منَ المشركينَ إِلى المسلمينَ نُشّابةٌ، وانّ عندي لمثلَ الّذي جاءتْ به الملائكة ؛ ومثلُ السِّلاح فينا كمثلِ التّابوتِ(٢) في بني إِسرائيلَ، كانتْ بنو إِسرائيلَ في أَيِّ بيتٍ وُجِدَ التّابوتُ على أَبواَبهم أُوتوا النُبوّةَ، ومَنْ صارَ إِليه السلاحُ منّا أُوتيَ الإمامةَ، ولقد لبسَ أَبَي درعَ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فَخطّتْ عليه الأرضَ خَطِيطاً ولبستُها أنا فكانت وكانتْ، وقائمُنا مَنْ إذا لبسَها ملأها إن شاءَ اللهُ »(٣) .

وروى عبدُ الأعلى بن أَعيَنَ قالَ: سمعتُ أبا عبدِاللهِّعليه‌السلام يقولُ: «عندي سلاحُ رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله لا أُنازَعُ فيه ؛ ثمّ قالَ: إِنّ السلاحَ مدفوعٌ عنه(٤) ، لو وُضِعَ عندَ شرِّ خلقِ اللهِ كانَ خيرَهم. ثمّ قالَ: إِنّ هذا الأمرَ يصيرُ إِلى مَنْ يًلْوى له الحَنَكُ(٥) ، فإِذا كانتْ منَ اللهِ فيه المشيئةُ خرجَ، فيقولُ النّاسُ: ما هذا الّذي كانَ؟!

__________________

(١) ضبطناها كما في نسخة «ش» و «م»، وفي مرآة العقول: «المغلبة» اسم آلة من الغلبة كانها اسم احدى راياتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(٢) في هامش «ش»: قال الشيخ المفيدرحمه‌الله : يعني التابوت الذي جاءت به الملائكة الى طالوت.

(٣) الكافي ١: ١٨١ / ١، بصائر الدرجات: ١٩٤ / ٢.

(٤) في مرآة العقول: أي تدفع عنه الآفات.

(٥) في هامش «ش» و «م»: اي يُستحقر.

١٨٨

ويضعُ اللهُّ له يداً على رأْسِ رعيّتهِ »(١) .

وروى عُمَرُ بنُ أَبان قالَ: سأَلتُ أَبا عبدِاللهِعليه‌السلام عمّا يتحدّثُ النّاسُ أَنّه دُفِعَ إِلى أُمِّ سلمةَ - رضيَ اللهُ عنها - صحيفةٌ مختومةٌ فقالَ: «إِنّ رسولَ اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا قُبضَ ورثَ عليٌّعليه‌السلام علمَه وسلاحَه وما هناكَ، ثمّ صارَ إِلى الحسنَ، ثمّ صارَ إِلى الحسينِعليهما‌السلام ».

قالَ: فقلتُ: ثمّ صارَ إِلى علي بنِ الحسينِ، ثمّ إلى ابنهِ، ثمّ انتهى إليكَ؟
قالَ: «نعم »(٢) .

والأخبارُ في هذا المعنى كثيرةٌ، وفيما أَثبتْناه منها كفايةٌ في الغرضِ الّذي نَؤُمُّه إِن شاءَ اللهُّ.

__________________

(١) الكافي ١: ١٨٢ / ٢، بصائر الدرجات: ٢٠٤ / ٣٩.

(٢) الكافي ١: ١٨٣ / ٨، بصائر الدرجات: ٢٠٦ / ٤٥.

١٨٩

باب ذكر طرفٍ من أَخبارِ أَبي عبدِاللهِ جعفرِ بنِ محمّدٍ الصّادِقِ عليه السلامُ

وكلامهِ

وجدتُ، بخطّ أَبي الفرجِ عليِّ بنِ الحسينِ بنِ محمّدٍ الأصفهانيِّ في أَصلِ كتابِه المعروفِ بمقاتلِ الطّالبيِّينَ:

أَخبرَني عمر بنُ عبدِاللهِ العَتَكيّ قالَ: حدّثَنا عُمَرُ بنُ شبّةَ قالَ: حدّثَني الفضلُ بنُ عبدِالرّحمن الهاشميّ وابنُ داحةَ.

قالَ أَبو زيدٍ(١) ، وحدّثَني عبدُ الرّحمن بن عمرو بنِ جَبَلَةَ قالَ: حدّثَني الحسنُ بنُ أَيُّوبَ - مولى بني نُميرٍ - عن عبدِ الأَعلى بن أَعَينَ.

قالَ: وحدّثَني إِبراهيمُ بنُ محمّدِ بنِ أَبي الكرامِ الجعفريّ، عن أَبيه.

قالَ: وحدّثَني محمّدُ بنُ يحيى، عن عبدِاللهِّ بنِ يحيى.

قالَ: وحدّثَني عيسى بن عبدِاللهِّ بنِ محمّدِ بنِ عمر بن عليٍّ، عن أَبيه، وقد دخلَ حديثُ بعضِهم في حديثِ الآخرينَ:

أَنّ جماعةً من بني هاشمٍ اجتمعوا بالأبواءِ، وفيهم إِبراهيمُ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ عبدِاللهِ بنِ العبّاسِ، وأَبو جعفرٍ المنصورُ، وصالحُ بنُ

__________________

(١) أبو زيد: هو عمر بن شبة كما في هامش «ش»، وقد عنونه في تاريخ بغداد ١١: ٢٠٨ وذكر ولادته في اول رجب سنة ١٧٣ ووفاته في جمادى الآخرة سنة ٢٦٢ هـ.

١٩٠

عليّ، وعبدُاللهِ بن الحسنِ، وابناه محمّدٌ وإبراهيمُ، ومحمّدُ بنُ عبدِالله بن عمرِوبنِ عُثمانَ ؛ فقالَ صالحُ بنُ عليٍّ: قد علمتم أَنّكم الّذين يَمدُّ النّاسُ إِليهم(١) أَعينَهم، وقد جمعَكم اللهُ في هذا الموضعِ، فاعقدوا بيعةً لرجلٍ منكم تُعطونَه إِيّاها من أَنفسِكم، وتَواثَقوا على ذلكَ حتّى يفتحَ اللهُ وهو خيرُ الفاتحينَ.

فحمدَ اللهَ عبدُالله بن الحسنِ وأثنى عليه ثمّ قالَ: قد علمتم أنّ ابني هذا هو المهديُّ، فهلَمّ فلنبايعْه.

قالَ أبو جعفر: لأيِّ شيءٍ تخدعونَ أنفسَكم؟ واللهِ لقد علمتم ما النّاسُ إِلى أحدٍ أصور(٢) أعناقاً ولا أسرع إِجابةً منهم إِلى هذا الفتى - يريد به محمّدَ بنَ عبدِاللهِ -.
قالوا: قد - واللهِ - صدقتَ، إِنّ هذا الّذي نعلمُ.

فبايعوا محمّداً جميعاً ومسحوا على يدِه.

قالَ عيسى: وجاءَ رسولُ عبدِاللهِ بنِ حسنٍ إِلى أبي: أنِ ائتِنا فإِنّا مجتمعونَ لأمرٍ، وأرسلَ بذلكَ إلى جعفرِ بنِ محمّدٍعليهما‌السلام .

وقالَ غير عيسى(٣) : إِنّ عبدَاللهِ بن الحسنِ قالَ لمن حضرَ: لا تُريدوا جعفراً، فإنّا نخافُ أن يُفسِدَ عليكم أمرَكم.

قالَ عيسى بن عبدِاللهِ بنِ محمّدٍ: ( فأرسلَني أبي أنظرُ ما اجتمعوا له، فجئتُهم )(٤) ومحمّدُ بنُ عبدِاللهِ يُصلِّي على طنفسةِ رحلٍ مَثْنيّةٍ فقلتُ لهم:

__________________

(١) في «ح » وهامش «ش»: اليكم.

(٢) الصّوَر: الميل. «الصحاح - صور - ٢: ٧١٦ ».

(٣) هو عبدالله الاعلى، كما صرح به في مقاتل الطالبيين.

(٤) في مقاتل الطالبيين هكذا: انظر الى ما اجتمعوا عليه، وارسل جعفر بن محمدعليه‌السلام ،

١٩١

أرسلَني أبي إِليكم أسأَلُكم لأيِّ شيءٍ اجتمعتم؟

فقالَ عبدُاللهِ: اجتمعْنا لنبايعَ المهديَ محمّدَ بنَ عبدِاللهِ.

قالَ: وجاءَ جعفرُ بنُ محمّدٍ فأَوسعَ له عبدُاللهِّ بن حسن إِلى جنبِه، فتكلّمَ بمثلِ كلامِه.

فقالَ جعفرٌ: «لا تَفْعلوا، فإِنّ هذا الامرَ لم يأْتِ بَعدُ، إِن كنتَ ترى - يعني عبدَاللهِ - أنّ ابنَكَ هذا هو المهديّ، فليسَ به ولا هذا أوانهُ، وان كنتَ إِنّما تريدُ أَن تخرِجَه غضباً للهِ وليأْمرَ بالمعروفِ وينهى عنِ المنكرِ، فإِنّا واللهِ لا نَدَعُكَ - وأنتَ شيخُنا - ونبايع ابنَكَ فَي هذا الأمرِ».

فغضبَ عبدُاللهِ وقالَ: لقد علمتُ خلافَ ما تقولُ، وواللهِ ما أَطْلَعَكَ الله على غيبِه، ولكنّه يَحْمِلُكَ على هذا الحسد لابْني.

فقالَ: «واللهِّ ما ذاكَ يَحمِلُني، ولكنْ هذا وِاخوتُه وأَبناؤهم دونَكمِ » وضربَ بيدِه على ظهرِ (أبي العبّاسِ )(١) ثمّ ضربَ بيدِه على كتفِ عبدِاللهِّ ابن حسنٍ وقالَ: «إِنّها - والله - ما هي إِليكَ ولا إِلى ابنَيْكَ ولكنّها لهم، وِانّ ابنيْكَ لمَقتولانِ » ثمّ نهضَ وتوكّأ على يدِ عبدِ العزيزِ بنِ عِمْرانَ الزُّهْريِّ فقالَ: «أَرأَيتَ صاحبَ الرِّداءِ الأصفرِ؟» يعني (أَبا جعفر )(٢) فقالَ له: نعم، فقالَ: «إِنّا واللهِّ نَجِدُه يَقتله» قالَ له عبدُ العزيزِ: أَيَقتِلُ محمّداً؟ قالَ: «نعم ».

فقلتُ في نفسي: حَسَدَه وربِّ الكعبةِ! قالَ: ثُمَّ واللهِ ما خرجتُ

__________________

محمد بن عبدالله الارقط بن علي بن الحسين فجئناهم الخ.

(١) في هامش «ش»: كأنه أبو العباس السفاح.

(٢) هو أبو جعفر المنصور.

١٩٢

منَ الدُّنيا حتّى رأَيتُه قَتَلَهما.

قالَ: فلمّا قالَ جعفرٌ ذلكَ ونهضَ القومُ وافترقوا، تَبعَه عبدُ الصّمدِ وأَبو جعفرٍ فقالا: يا أَبا عبدِاللهِ أَتقولُ هذا؟ قالَ: «نعم، أقولُه - واللهِ - وأَعْلَمُه ».

قالَ أَبو الفرج: وحدّثَني عليُّ بنُ العبّاسِ المَقانعيّ قالَ: أَخبرَنا بكّارُ بنُ أَحمدَ قالَ: حدّثَنا حسنُ بنُ حسينٍ(١) عن (عَنْبَسَة بن بجادٍ )(٢) العابدِ قالَ: كانَ جعفرُ بنُ محمّدٍعليهما‌السلام إِذا رأَى محمّدَ بنَ عبداللهِ ابن حسنٍ تَغَرْ غَرَتْ عيناه، ثمّ يقولُ: «بنفسي هو، إِنّ النّاسَ لَيقولونَ فيه، وإِنّه لَمقتولٌ، ليسَ هو في كتابِ عليٍّ من خلفاءِ هذه الأمّةِ»(٣) .

فصل

وهذا حديثٌ مشهورٌ كالّذي قبلَه، لا يَختلفُ العلماء بالأخبار في صحّتِهما، وهما ممّا يَدُلاّنِ على إمامةِ أبي عبدِاللهِ الصّادقِعليه‌السلام وأنّ المعجزاتِ كانتْ تظهرُ على يدِه لإخبارِه بالغائباتِ والكائناتِ قبلَ كونِها، كما كانَ يُخبرُ الأنبياءُعليهم‌السلام فيكونُ ذلكَ من اياتِهم وعلاماتِ

__________________

(١) كذا في «ش» و «ح »، وحكاه. في هامش «م» عن نسخة، وفي متنه: حسن، ومثله هامش «ش» وعليه علامة (س)، وهو تصحيف، والمراد منه هو الحسن بن الحسين العرني الذي مر في ص ١٧١ برواية بكّار بن أحمد عنه، انظر ترجمة العرني في رجال النجاشي: ٥١ / ١١١.

(٢) أثبتناه من «م» وهامش «ش» وهو محتمل «ح»، وفي «ش»: نجاد، وهو تصحيف، انظر ايضاح الاشتباه: ٢٤٧ / ٥٠١، رجال العلامة: ١٢٩ / ٣، رجال ابن دارد: ١٤٧ / ١١٥٤.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٢٠٥ - ٢٠٨، ورواه مرة اخرى في ص ٢٥٣ - ٢٥٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٨٧ / ٥٣ و ٤٧: ٢٧٦ / ١٨.

١٩٣

نبوّتِهم وصدقهِم على ربِّهم عزَّ وجلَّ.

أَخبرَني أَبو القاسمِ جعفرُ بنً محمّدِ بنِ قولويه، عن محمّدِ بنِ يعقوبَ الكُليْنيَ، عن عليِّ بنِ إِبراهيم بن هاشمٍ، عن أَبيه، (عن جماعةٍ من رجالهِ )(١) ، عن يونس بن يعقوبَ قالَ: كنتُ عندَ أَبي عبدِاللهِ الصادقِعليه‌السلام فوردَ عليه رجلٌ من أَهلِ الشّام فقالَ له: إِنِّي رجلٌ صاحبُ كلامٍ وفقهٍ وفرائضَ، وقد جئت لمناظرةِ أَصحابِكَ؛ فقالَ له أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام : «كلامُكَ هذا من كلام رسولِ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَو من عندِكَ؟» فقالَ: من كلام رسولِ اللهِ بعضُه، ومن عندي بعضُه؛ فقالَ له أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام : «فأَنتَ إِذنْ شريكُ رسولِ اللهِ؟!» فقالَ: لا؛ قالَ: «فسمعت الوحيَ عنِ اللهِ؟ »قالَ: لا، قلَ: «فتَجبُ طاعتكَ كما تجَبُ طاعةُ رسولِ اللهِ؟ » قالَ: لا؟ فالتفتَ أَبوعبدِاللهِّعليه‌السلام إِليَّ فقالَ: «يا يونسَ بنَ يعقوبَ، هذا قد خَصَمَ نَفْسَه قبلَ أَن يتكلّمَ ».

ثمّ قالَ: «يا يونسُ، لوكنتَ تُحْسِنُ الكلامَ لكلّمْتَه ».

قالَ يونسُ: فيالهَا من حَسرة؛ ثمّ قلتُ:جُعِلْتُ فداكَ، سمعتُكَ تَنْهى عنِ الكلام وتقولُ: «ويلٌ لأصحابِ الكلام، يَقولونَ هذا يَنْقادُ وهذا لا يَنْقادُ، وهذاَ ينساق وهذا لا يَنْساقُ، وهذا نَعقِلُه وهذا لا نَعْقِلُه ».

فقالَ أَبو عبدِاللهِّعليه‌السلام : «إِنمّا قلتُ: ويلٌ لقومٍ تركوا قولي وذهبوا إِلى ما يُريدونَ ؛ ثمّ قالَ: اخرُجْ إِلى البابِ فانظُرْ مَنْ ترى منَ المتكلِّمينَ فأَدْخِلْه ».

__________________

(١) في الكافي: عمّن ذكره.

١٩٤

قالَ: فخرجتُ فوجدتُ حُمرانَ بنَ أَعْينَ - وكانَ يُحْسِنُ الكلامَ - ومحمّدَ بنَ النًّعمانِ الأحْوَلَ(١) - وكان متكلِّماً - وهِشامَ بنَ سالمٍ وقيسَ الماصرَ - وكانا متكلِّمَيْنِ - فأَدخلْتُهم عليه، فلمّا استقرَّ بنا المجلس - وكنّا في خيمةٍ لأبي عبدِاللهِعليه‌السلام على طرفِ جبلٍ في طرفِ الحرمِ، وذلكَ قبلَ الحجِّ بأَيّامٍ - أَخرجَ أَبو عبدِاللهِ رأْسَه منَ الخيمةِ، فإِذا هو ببعيرٍ يَخُبُ(٢) فقالَ: «هشامٌ وربِّ الكعبةِ».

قالَ: فظننّا أَنّ هِشاماً رجلٌ من ولدِ عقيلٍ كانَ شديدَ المحبّةِ لأبي عبدِاللهِ، فإِذا هشامُ بنُ الحكمِ قد وردَ، وهو أَوّل ما اختطّتْ لحيتُه، وليسَ فينا إِلّا من هوأَكبرُسنّاً منه، قالَ: فوسّعَ له أَبوعبدِاللهِعليه‌السلام وقالَ: « ناصِرُنا بقلبِه ولسانِه ويدِه ».

ثمّ قالَ لحُمرانَ: «كلِّم الرّجلَ » يعني الشّاميَّ، فكلّمَه حُمرانُ فظَهَرعليه.

ثمّ قالَ: «يا طاقيُّ كلِّمْه » فكلّمَه فظَهَرعليه محمّدُ بنُ النُّعمانِ.

ثمّ قالَ: «يا هشامَ بنَ سالمٍ كلِّمْه » فتعارفا.

ثمّ قالَ لقيسٍ الماصرِ: «كلِّمْه » فكلّمَه، وأَقبل أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام يتبسّمُ من، كلامِهما، وقدِ استخذلَ الشّاميُّ في يدِه.

ثمّ قالَ للشّاميِّ: «كلِّمْ هذا الغلامَ » يعني هشامَ بنَ الحكمِ.

فقالَ: نعم، ثمّ قالَ الشّاميُّ لهشامٍ: يا غلامُ، سَلْني في إِمامةِ

__________________

(١) في هامش «ش»: يعني مؤمن الطاق.

(٢) الخبب: ضرب من العدو، وخب الفرس إذا راوح بين يديه ورجليه. «الصحاح - خبب - ١: ١١٧».

١٩٥

هذا - يعني أَبا عبدِاللهِعليه‌السلام - فغَضبَ هشامٌ حتّى ارتعدَ(١) ثمّ قالَ له: أَخبِرْني يا هذا، أَربُكَ أَنظَرُ لخلقِه أَم هم لأنفسِهم؟

فقالَ الشّاميُ: بل ربّي أَنظرلخلقِه.

قالَ: ففعلَ بنظرِه لهم في دينِهم ماذا؟

قالَ: كلّفهم وأَقامَ لهم حجّةً ودليلاً على ما كلّفهم، وأَزاح في ذلكَ عللهم.

فقالَ له هشامٌ: فما الدّليلُ الّذي نَصَبَه لهم؟

قالَ الشّاميُّ: هو رسول اللهِّصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قالَ له هشامٌ: فبعدَ رسولِ اللهِ مَنْ؟

قالَ: الكتابُ والسُّنّةُ.

قالَ له هشامٌ: فهل نَفَعَنا اليومَ الكتابُ والسُّنّةُ فيما اختلفْنا فيه، حتّى رفعَ عنّا الاختلاف ومَكّننا منَ الاتّفاقِ؟

قالَ الشّاميُّ: نعم.

قالَ له هِشامُ: فَلِم اخْتَلَفْنا نحن وأَنتَ، وجئتَنا منَ الشّامِ تُخالِفُنا وتزعمُ أَنّ الرّأْيَ طريقُ الدِّينِ، وأَنتَ مُقِرٌ بأنّ الرّأْيَ لا يَجمعُ على القولِ الواحدِ المُختلفين؟

فسكتَ الشّاميُّ كالمفكِّر.

__________________

(١) في «ش»: اُرْعِدَ، وما أثبتناه من «م» وهامش «ش» وهو موافق للكافي والاحتجاج ونسخة البحار.

١٩٦

فقالَ له أَبوعبدِاللهِّعليه‌السلام : «ما لَكَ لا تتكلّمُ؟»

قالَ: إن قلتُ إنّا ما اختلفْنا كابرتُ، وإن قلتُ إنّ الكتابَ والسُّنّةَ يَرْفَعانِ عنّا الاختلافَ أَبْطَلْتُ، لأنّهما يحتملانِ الوجوهَ، ولكن لي عليه مثل ذلكَ.

فقالَ أَبوعبدِاللهِ: «سَلْه تَجِدْه مَلِيّاً».

فقالَ الشّاميُّ لهشامٍ: مَنْ أَنْظَرُ للخلقِ، ربُّهم أَم أَنفسهم؟

فقالَ هشامٌ: بل ربُّهم أَنظرُ لهم.

فقالَ الشّاميُّ: فهل أَقامَ لهم من يَجمَعُ كلِمَتَهَم، ويَرفَعُ اختلافَهم، ويُبِّينُ لهم حقَهم من باطلِهم؟.

قال هشام: نعم.

قالَ الشّاميُّ: مَنْ هو؟

قالَ هشامٌ: أمّا في ابتداءِ الشّريعةِ فرسولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأَمّا بعدَ النّبيِّعليه‌السلام فغيرهُ.

قالَ الشّاميُّ: ومَنْ هو غير النّبيِّعليه‌السلام القائمُ مَقامَه في حجّتِه؟

قالَ هشامٌ: في وقِتنا هذا أَم قبلَه؟

قالَ الشّاميُّ: بل في وقتِنا هذا.

قالَ هشامٌ: هذا الجالسُ - يعني أَبا عبدِاللهِّعليه‌السلام - الّذي تشدَّ إِليه الرِّحالُ، ويُخبرنُا بأَخبارِ السّماءِ، وراثةً عن أَبٍ عن جدٍّ.

١٩٧

قالَ الشّاميُّ: وكيفَ لي بعلمِ ذلكَ؟

قالَ هشامٌ: سَلَهْ عمّا بدا لكَ.

قالَ الشّاميُّ: قطعتَ عُذْري، فعليَّ السُّؤالُ.

فقالَ أبو عبدِاللهعليه‌السلام : «أَنا أكفِيكَ المسألةَ يا شاميُّ، أخبِركَ عن مسيركَ وسفرِكَ، خرجتَ يومَ كذا، وكانَ طريقُكَ كذا، ومررتَ على كذا، ومرَّ بكَ كذا».

فأَقبلَ الشّاميُّ كلّما وَصفَ له شيئأ من أَمرِه يقولُ: صدقتَ واللهِّ.

ثمّ قالَ له الشّاميُّ: أَسلمتُ للهِ السّاعةَ.

فقالَ له أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام : «بل آمنتَ باللهِّ السّاعةَ، إِنَ الإسلامَ قبلَ الإيمانِ، وعليه يتوارثونَ ويتناكحونَ، والإيمان عليه يُثابونَ ».

قالَ الشّاميُ: صدقتَ، فأَنا السّاعةَ أَشهدُ أَن لا إِلهَ إلا اللهُ وأَنّ محمّداً رسولُ اللهِ وأنكَ وصيُّ الأوصياءِ.

قالَ: فأَقبلَ أَبو عبدِاللهِعليه‌السلام على حُمران بن أَعيَنَ فقالَ: «يا حُمرانُ، تُجْرِي الكلامَ على الأثَرِ فتُصيبُ ».

والتفَت إِلى هِشامِ بنِ سالمٍ فقالَ: «تُريدُ الأثَرَ ولا تَعْرِفُ ».

ثمّ التفتَ إِلى الأحولِ فقالَ: «قَيّاسٌ رَوّاغٌ(١) ، تَكسرُ باطلاًً بباطلٍ، إِلا أَنّ باطلَكَ أَظهرُ».

__________________

(١) راغ الثعلب: ذهب يمنةً ويسرةً في سرعة خديعةً، فهولا يستقرفي جهة «مجمع البحرين - راغ - ٥: ١٠».

١٩٨

ثمّ التفتَ إِلى قَيْسٍ الماصِر فقالَ: «تُكَلِّمُ وأَقربُ ما تكونُ منَ الخبرِعنِ الرّسولِصلى‌الله‌عليه‌وآله أَبعدُ ما تكونُ منه، تَمْزِجُ الحقَّ بالباطلِ، وقليلُ الحقِّ يكفي من كثيرِ الباطلِ، أَنتَ والأحولُ قَفّازانِ حاذقانِ ».

قالَ يونسُ بنُ يعقوبَ: فظننتُ واللهِ أَنّه يقولُ لهشامٍ قريباً ممّا قالَ لهما، فقالَ: «يا هشامُ، لا تكاد تَقَع، تَلْوِي رجلَيْكَ، إِذا هَمَمْتَ بالأرضِ طِرْتَ، مثلُكَ فليُكَلِّمِ النّاسَ، اتّقِ الزّلّةَ، والشّفاعةُ من ورائكَ »(١) .

فصل

وهذا الخبرُمعَ ما فيه من إثباتِ حجّةِ النّظر ودلالةِ الإمامةِ، يتضمنُ منَ المعجزِ لأبي عبدِاللهِعليه‌السلام بالخبرِ عنِ الغائبِ مثلَ الّذي تضمّنَه الخبرانِ المتقدِّمانِ، ويوافقُهما في معنى البرهان.

أخبرَني أَبو القاسمِ جعفرُ بنُ محمّدٍ القميّ، عن محمّدِ بنِ يعقوبَ الكُلينيِّ، عن عليِّ بن إِبراهيمِ بن هاشمٍ، عن أَبيهِ، عنِ العبّاسِ بنِ عمرٍو(٢) الفقيميِّ: أَنَّ ابنَ أَبي العوجاءِ وابنَ طالوتَ وابنَ الأعمى وابنَ

__________________

(١) الكافي ١: ١٣٠ / ٤، وذكره مختصراً ابن شهرآشوب في المناقب ٤: ٢٤٣، وروى الطبرسي في الاحتجاج: ٣٦٤، مثله ؟ ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٨: ٢٠٣ / ٧.

(٢) كذا في نسخة البحار والمطبوع، وفي النسخ الثلاث: عُمَرَ بدل عمرو، وفي «م»: العباس عن عمر الفقيمي، والظاهر صحة ما اثبتناه، انظر: توحيد الصدوق: ٦٠، ١٠٤، ١٤٤، ١٦٩، ٢٤٣، ٢٩٣، معاني الأخبار: ٨، ٢٠، الكافي ١: ٨٠، ١٠٨، وان كان في ص ١٦٨ منه: العباس بن عمر الفقيمي، لكن حكى عن الطبعة القديمة (ابن عمرو). لاحظ معجم رجال الحديث ٩: ٢٣٧.

١٩٩

المقفع، في نفرٍ منَ الزنادقةِ، كانوا مجتمعينَ في الموسمِ بالمسجدِ الحرامِ، وأَبو عبدالله جعفرِ بنِ محمّدٍعليهما‌السلام فيه إِذ ذاكَ يُفتي النّاسَ، ويُفسِّرُ لهم القرآن، ويجيبُ عنِ المسائل بالحججِ والبيِّناتِ.

فقالَ القومُ لابنِ أَبي العوجاءِ: هل لكَ في تغليطِ هذا الجالسِ وسؤاله عمّا يفضحُه عندَ هؤلاءِ المحيطينَ به؟ فقد ترى فتنةَ النّاسِ به، وهو عَلامةُ زمانهِ، فقالَ لهم ابنُ أبي العوجاءِ: نعم؛ ثمّ تقدّمَ ففرّقَ النّاسَ وقالَ: أَبا عبدِاللهِ، إِنّ المجالسَ أَماناتٌ، ولا بدَّ لكلِّ مَنْ كانَ به سُعالٌ أَن يَسْعَلَ؛ فتأْذن في السُّؤالِ؟

فقالَ له أَبوعبدِاللهِعليه‌السلام : «سَلْ إِن شئتَ ».

فقالَ له ابنُ أَبي العوجاءِ:إِلى كم تَدُوسونَ هذا البَيْدَرَ، وتَلوذونَ بهذا الحَجَر، وتَعبدونَ هذا البيتَ المرفوعَ بالطُّوْب والمَدَرِ، وتُهَرْولونَ حولَه هَرْوَلَةَ البعيرِ إِذا نفرَ؟! من فكّرَ في ذلكَ(١) وقَدّر، عَلِمَ أَنّه فعلُ غيرِ حكيمٍ ولا ذي نظرٍ؛ فقُلْ فإِنّكَ رأْسُ هذا الأمرِ وسنامُه، وأَبوك أُسُّه ونظامُه.

فقالَ له الصّادقُ عليهِ وآبائه السلامُ: «إِنّ مَنْ أضلَّه اللهُ وأَعمى قلبَه استوْخَمَ الحقَّ فلم يَسْتَعْذِبْه، وصارَ الشّيطانُ وليَّه وربٌه، يُورِده مَناهلَ الهَلَكةِ، وهذا بيتٌ استعبدَ اللهُّ به خلقه ليختبرَ طاعتَهم في إتيانه، فحثَّهم على تعظيمِه وزيارتِه، وجعلَه قبلةً للمصلِّينَ له، فهو شُعبةٌ من رضوانِه، وطريقٌ يؤدِّي إِلى غُفرانهِ، منصوبٌ على استواءِ الكمالِ ومجمع العظمةِ والجلالِ، خَلقَه قبلَ دَحْوِ الأرضِ بأَلْفَيْ عامٍ، فأَحقُّ مَنْ

__________________

(١) في «م» وهامش «ش»: هذا.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

٤١ - ( باب تأكد استحباب الاكثار من الصلاة في المسجد الحرام، واختياره على جميع المساجد، وعدم اجزاء ركعة فيه وفي امثاله عن اكثر من ركعة، اداء وقضاء، وان تضاعف ثوابها )

٣٩١٠ / ١ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم‌السلام انه قال: « النافلة في المسجد الحرام الأعظم تعدل عمرة مبرورة، وصلاة فريضة تعدل حجّة متقبلة ».

٣٩١١ / ٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: « صحّ الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، أنه قال: الصلاة في المسجد الحرام، تعدل مائة الف صلاة ».

٣٩١٢ / ٣ - البحار: وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن علي الجبعي، نقلا عن خطّ الشهيد (ره)، عن الصادق عليه‌السلام: « من صلّى في المسجد الحرام صلاة واحدة، قبل الله منه كلّ صلاة صلّاها، وكلّ صلاة يصليها إلى أن يموت، والصلاة فيه بمائة الف صلاة ».

٣٩١٣ / ٤ - عوالي اللآلي: قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « مكّة حرم الله وحرم رسوله، الصلاة فيها بمائة الف صلاة »، الخبر.

____________________________

الباب - ٤١

١ - الجعفريات ص ٧٢.

٢ - فقه الرضا عليه‌السلام: لم نجده في النسخة المتداولة، وأخرجه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ عن بعض نسخ الفقه الرضوي.

٣ - البحار ج ٩٩ ص ٢٣١.

٤ عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٨ ح ١١٨.

٤٢١

٣٩١٤ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ومن صلّى في المسجد الحرام صلاة واحدة، كتب الله له الفي الفي صلاة وخمسمائة الف صلاة ».

٣٩١٥ / ٦ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن، محمّد عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام مائة الف صلاة ».

٤٢ - ( باب جواز استدبار المصلّي في المسجد للمقام، واستحباب اختيار الصلاة في الحطيم، ثم المقام الأول، ثم الحجر، ثم ما دنا من البيت )

٣٩١٦ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « اكثر الصلاة في الحجر، وتعمّد تحت الميزاب، وادع عنده كثيرا، وصلّ في الحجر على ذراعين من طرفه ممّا يلي البيت، فانه موضع شبير وشبر ابني هارون، وان تهيّأ لك ان تصلّي صلواتك كلّها عند الحطيم (فافعل) (١)، فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، والحطيم ما بين الباب والحجر الاسود، وهو الموضع الذي فيه تاب الله على آدم عليه‌السلام، وبعده الصلاة في الحجر افضل، وبعده ما بين الركن العراقي و (باب البيت) (٢)، وهو الموضع

____________________________

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

الباب - ٤٢

١ - فقه الرضا عليه‌السلام ص ٢٨، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٢٣٠ ح ٤.

(١) ليس في المصدر

(٢) في المصدر: الباب.

٤٢٢

الذي كان فيه المقام، في عهد ابراهيم عليه‌السلام إلى عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، وبعده خلف المقام الذي هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل ».

٣٩١٧ / ٢ - البحار: وجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجبعي (١)، نقلا من خطّ الشهيد، عن الصادق عليه‌السلام: « ان تهيّأ لك ان تصلي صلواتك كلّها الفرائض وغيرها، عند الحطيم فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، وهو ما بين [ باب ] (٢) البيت والحجر الاسود، وهو الموضع الذي تاب الله فيه على آدم عليه‌السلام، وبعده الصلاة في الحجر أفضل، وبعد الحجر ما بين الركن العراقي وباب البيت، وهو الموضع الذي كان فيه المقام، وبعده خلف المقام حيث هو الساعة، وما قرب من البيت فهو أفضل ».

٣٩١٨ / ٣ - الشيخ الطبرسي في اعلام الورى: روى ان أبا جهل عاهد الله ان يفضخ رأسه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بحجر، إذا سجد في صلاته، فلما قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يصلي وسجد، وكان إذا صلّى (صلّى) (١) بين الركنين - الاسود واليماني -، وجعل الكعبة بينه وبين الشام، الخبر.

____________________________

٢ - البحار ج ٩٩ ص ٢٣١ ح ٧.

(١) جاء في هامش المخطوط: جدّ شيخنا البهائي (منه قدّس سرّه).

(٢) أثبتناه من البحار، وكان في هامش المخطوط بدلاً من كلمة « البيت »: « الباب - خ ل » (منه قدّس سرّه).

٣ - اعلام الورى ص ٢٩.

(١) ليس في المصدر.

٤٢٣

٤٣ - ( باب عدم كراهيّة صلاة الفريضة في الحجر، وأنّه ليس فيه شئ من الكعبة )

٣٩١٩ / ١ - محمّد بن مسعود العياشي: عن محمّد بن مروان، قال: سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول: « كنت مع أبي في الحجر، فبينا هو قائم يصلّي، إذ اتاه رجل »، الخبر

٣٩٢٠ / ٢ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن طاووس الفقيه قال: رأيت في الحجر زين العابدين عليه‌السلام يصلّي ويدعو، الخبر.

٤٤ - ( باب أن من سبق إلى مسجد، أو مشهد، أو نحوهما، فهو أحق بمكانه يومه وليلته، وان خرج يتوضّأ )

٣٩٢١ / ١ - البحار: نقلا من كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه، عن أحمد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن ابراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكان، فهو احقّ به إلى الليل ».

٣٩٢٢ / ٢ - جعفر بن محمّد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه، عن

____________________________

الباب - ٤٣

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٠ ح ٦.

٢ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٤ ص ١٤٨.

الباب - ٤٤

١ - البحار ج ١٠٤ ص ٢٥٦ ح ١٤، بل عن جامع الأحاديث للقمي ص ١٣ وأخرجه في البحار ج ٨٣ ص ٣٥٦ عن الكافي ج ٢ ص ٤٨٥ ح ٧.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٣٠ ح ٤.

٤٢٤

محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع، عن بعض اصحابه، يرفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال: قلت: نكون بمكّة أو بالمدينة أو بالحائر، أو بالمواضع التي يرجى فيها الفضل، فربما يخرج الرجل يتوضّأ، فيجئ آخر فيصير مكانه، قال: « من سبق إلى موضع، فهو أحقّ به يومه وليلته ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، مثله (١)

٣٩٢٣ / ٣ - دعائم الإسلام: عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام انه قال: « سوق المسلمين كمسجدهم، الرجل احق بمكانه حتى يقوم (من مكانه) (١)، أو تغيب الشمس ».

٤٥ - ( باب استحباب الاكثار من الصلاة في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، خصوصاً بين القبر والمنبر، وفي بيت علي وفاطمة عليهما‌السلام، واختياره على المسجد الحرام، وأن الصلاة في المدينة مثل الصلاة في سائر البلدان )

٣٩٢٤ / ١ - فقه الرضا عليه‌السلام: « صحّ الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌. انه قال: الصلاة في المسجد الحرام، تعدل مائة الف صلاة، وفي مسجدي هذا تعدل الف صلاة، » وقد روي خمسين الف صلاة

____________________________

(١) كامل الزيارات ص ٣٣١ ح ١٠.

٣ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٨

(١) في المصدر: منه

الباب - ٤٥

١ - نقله المجلسي في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ عن بعض نسخ الفقه الرضوي

٤٢٥

وقال في موضع آخر: « ثم تصلّي عند اسطوانة التوبة، وعند الحنانة، وفي الروضة، وعند المنبر (١)، اكثر ما قدرت من الصلاة فيها ».

٣٩٢٥ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام، مائة الف صلاة، والصلاة في مسجد المدينة، عشرة آلاف صلاة ».

وروى الجزء الأخير في موضع آخر وزاد، قال جعفر بن محمّد عليهما‌السلام: « وافضل موضع يصلّى فيه منه، ما قرب من القبر » (١).

٣٩٢٦ / ٣ - جعفر بن محمّد بن قولويه في المزار: عن جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسوي، عن عبدالله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام في حديث: « واكثر من الصلاة في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ».

٣٩٢٧ / ٤ - عوالي اللآلي: عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « صلاة في مسجدي هذا (١)، أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلّا المسجد الحرام »

____________________________

(١) في البحار: المتبرك.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨.

(١) دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٣ - كامل الزيارات ص ١٦ ح ٢، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٥١ ح ١٩.

٤ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٥ ح ١٢٦.

(١) هذا، ليس في المصدر.

٤٢٦

٤٦ - ( باب حدّ مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

٣٩٢٨ / ١ - كتاب محمّد بن المثنى: عن جعفر بن محمّد بن شريح، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن حدّ المسجد، فقال: « من الاسطوانة التي (١) عند رأس [ القبر ] (٢) إلى الاسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة، وكان من وراء المنبر طريق تمرّ فيه الشاة أو يمرّ الرجل منحرفا » وزعم أن ساحة المسجد إلى البلاطة (٣) من المسجد، وسألته عن بيت علي عليه‌السلام، فقال: « إذا دخلت من الباب فهو من عضادته اليمين (٤) إلى ساحة المسجد، وكان بينه وبين بيت نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ خوخة (٥) ».

٤٧ - ( باب استحباب الصلاة في مساجد المدينة، وخصوصاً مسجد قبا )

٣٩٢٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهما‌السلام انه

____________________________

الباب - ٤٦

١ - كتاب محمّد بن المثنى ص ٨٨.

(١) في المصدر: إلى.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) وفيه: البلاط.

(٤) وفيه: اليمنى.

(٥) الخوخة: فتحة بين دارين لم ينصب عليها باب (لسان العرب - خوخ - ج ٣ ص ١٤).

الباب - ٤٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٤٢٧

قال: « ومن المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى إليها، ويشاهد (١) ويصلّي فيها ويتعاهد (٢)، مسجد قبا، وهو المسجد الذي اسس على التقوى، ومسجد الفتح (٣)، ومشربة ام ابراهيم، وقبر حمزة، وقبور الشهداء ».

٣٩٣٠ / ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليه‌السلام، عن قوله تعالى: ( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) (١)، قال: « مسجد قبا، وامّا قوله ( أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ) (٢) قال: يعني من مسجد النفاق، وكان على طريقه إذا أتى مسجد قبا، فقام فينضح بالماء والسدر، ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشي على حجر في ناحية الطريق، ويسرع المشي ويكره ان يصيب ثيابه منه شئ، فسألته هل كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ يصلّي في مسجد قبا؟ قال: نعم، قال (٣) منزله على (٢) سعد بن خيثمة الانصاري »، الخبر.

٣٩٣١ / ٣ - عوالي اللآلي: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه كان يأتي قبا راكبا وماشيا، فيصلّي فيه ركعتين.

____________________________

(١) في المصدر: وتشاهد

(٢) وفيه: وتعاهد

(٣) وفيه زيادة: ومسجد الفضيخ

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١١ ح ١٣٦

(١، ٢) التوبة ٩: ١٠٨

(٣) في المصدر: كان

(٤) ذكر الشيخ المصنف قدس سره في هامش المخطوط (ظ - بخط المجلسي - ره - كان نزل على)

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤١ ح ٥٢

٤٢٨

وباقي أخبار الباب، يأتي في ابواب المزار من كتاب الحج، ان شاء الله تعالى.

٤٨ - ( باب استحباب الصلاة في مسجد براثا )

٣٩٣٢ / ١ - ابن الشيخ الطوسي (ره) في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن علي بن بلال، عن اسماعيل بن علي بن عبدالرحمن، عن أبيه، عن عيسى بن حميد الطائي، عن أبيه حميد بن قيس، عن علي بن الحسين [ بن علي بن الحسين يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي بن الحسين ] (١) عليهم‌السلام قال: « إن امير المؤمنين عليه‌السلام، لمّا رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، فقال للناس: انّها الزوراء، فسيروا وجنّبوا عنها، فانّ الخسف اسرع إليها من الوتد في النخالة - إلى أن قال - فلما أتى يمنة السواد، وإذا هو براهب في صومعة له، فقال له: يا راهب انزل هاهنا، فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك، قال: ولم؟ قال: لأنها لا ينزلها الّا نبى أو وصي نبي بجيشه، يقاتل في سبيل الله عزّوجلّ، هكذا نجد في كتبنا، فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام: انا وصيّ سيّد الأنبياء، وسيّد الأوصياء، فقال له الراهب: فأنت إذاً أصلع قريش، ووصيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌؟ فقال له أميرالمؤمنين عليه‌السلام: أنا ذلك.

فنزل الراهب إليه، فقال خذ عليَّ شرائع الإسلام، انّي وجدت

____________________________

الباب - ٤٨

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٠٢

(١) مابين المعقوفتين أثبتناه من المصدر

٤٢٩

في الانجيل نعتك، وانك تنزل ارض براثا بيت مريم، وارض عيسى عليه‌السلام، فقال أميرالمؤمنين عليه‌السلام: قف ولا تخبرنا بشئ، ثم أتى موضعاً، فقال: الكزوا هذا فلكزه فأتى أميرالمؤمنين عليه‌السلام موضعاً فلكزه (٢) برجله عليه‌السلام فانبجست عين خرّارة، فقال: هذه عين مريم التي أنبعت لها، ثم قال: اكشفوا هاهنا على سبعة عشر ذراعا، فكشف فإذا بصخرة بيضاء، فقال عليه‌السلام: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها، وصلّت هاهنا، فتصبب أميرالمؤمنين عليه‌السلام الصخرة، وصلّى إليها، واقام هناك اربعة أيام يتمّ الصلاة، وجعل الحرم في خيمة من الموضع على دعوة ثم قال: ارض براثا هذه بيت مريم عليها‌السلام هذا الموضع المقدس صلّى فيه الأنبياء، قال أبوجعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام: ولقد وجدنا أنّه صلّى فيه ابراهيم قبل عيسى عليهما‌السلام ».

٤٩ - ( باب استحباب الصلاة في بيت المقدس، واستحباب اختيار الصلاة في المسجد الأعظم على مسجد القبيلة، واختيارها على مسجد السوق )

٣٩٣٣ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، انه قال: « الصلاة في المسجد الحرام مائة الف صلاة، والصلاة في مسجد

____________________________

(٢) اللكز: الضرب الشديد (القاموس المحيط ج ٢ ص ١٩٧).

الباب - ٤٩

١ دعائم الإسلام ج ١ ص ١٤٨ باختلاف.

٤٣٠

المدينة عشرة آلاف صلاة، والصلاة في مسجد (١) بيت المقدس الف صلاة، والصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة [ والصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، والصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة ] (٢) وصلاة الرجل وحده في بيته صلاة واحدة ».

٣٩٣٤ / ٢ - جامع الأخبار: عن أبي جعفر عليه‌السلام قال: « صلاة في (مسجد الكوفة) (١) الف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة، وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، وصلاة في مسجد السوق اثنا عشر صلاة، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة ».

٣٩٣٥ / ٣ - السيد فضل الله الراوندي في النوادر: عن أبي المحاسن، عن أبي عبدالله بن عبدالصمد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن المثنى، عن عفان بن مسلم، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، قال: « إنّ الله تبارك وتعالى اختار من الكلام أربعا - إلى أن قال -: ومن البقاع اربعا - إلى أن قال عليه‌السلام -: وامّا خيرته من البقاع فمكّة، والمدينة، وبيت المقدس، وفار التنور بالكوفة، وان الصلاة بمكّة بمائة الف، وبالمدينة بخمس وسبعين الف صلاة، وببيت المقدس بخمسين الف صلاة، وبالكوفة بخمس وعشرين الف صلاة ».

____________________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - جامع الأخبار ص ٨٣.

(١) في المصدر: بيت المقدس.

٣ - نوادر الراوندي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث وعنه في البحار ج ٩٧ ص ٤٧ ح ٣٤.

٤٣١

٥٠ - ( باب حكم الوقوف على المساجد )

٣٩٣٦ / ١ - الشيخ الأقدم الحسن بن محمّد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق، في كتاب قم، عن كتاب مونس الحزين في معرفة الحق واليقين للصدوق، عن الشيخ العفيف الصالح الحسن بن مثلة الجمكراني، عن الحجّة (صلوات الله عليه) - في حكاية طويلة - وفيها امره عليه‌السلام ببناء المسجد في جمكران - إلى أن قال: -: قال عليه‌السلام له: « إذهب إلى السيد أبي الحسن، وقل له يجئ ويحضره أي الحسن بن مسلم، وكان عنده بعض المنافع من الاملاك الموقوفة، ويطالبه بما اخذ من منافع تلك السنين، ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد، ويتمّ ما نقص منه من غلّة رهق ملكنا بناحية اردهال، ويتمّ المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد، ليجلب غلّته كلّ عام ويصرف على عمارته »، الخبر

قلت: جمكران على فرسخ من قم، والمسجد موجود إلى الآن، ورهق قرية من توابع قم على عشرة فراسخ من طرف كاشان، وهي إلى الآن معمورة

____________________________

الباب - ٥٠

١ - تاريخ قم: الأصل منه باللغة العربية مفقود لا أثر له ظاهراً، وترجمته باللغة الفارسية المطبوعة، وتجد الرواية كاملة في كتاب « جنة المأوى » للشيخ المصنف « قده »، المطبوع ضمن البحار ج ٥٣ ص ٢٣٠ الحكاية الثامنة.

٤٣٢

٥١ - ( باب كراهة جعل المساجد طرقاً والمرور بها، حتى يصلّى ركعتين )

٣٩٣٧ / ١ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ قال: « ولا تتخذوا المساجد طرقا ».

وروي: ان من الجفاء ان تمرّ بالمسجد ولا تصلّي فيه

٥٢ - ( باب استحباب سبق الناس في الدخول إلى المساجد، والتأخر عنهم في الخروج منها )

٣٩٣٨ / ١ - الشيخ الطوسي (ره) في اماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصمّ، عن الفضيل بن يسار، عن وهب بن عبدالله بن أبي دنيّ، عن أبي الحرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « يا أبا ذر طوبى لاصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنّة، الا [ و ] (١) هم السابقون إلى المساجد بالاسحار وغيرها ».

٣٩٣٩ / ٢ - الصدوق في معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد البزنطي، عن

____________________________

الباب - ٥١

١ - لبّ اللباب: مخطوط

 الباب - ٥٢

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٢

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - معاني الاخبار ص ١٦٨

٤٣٣

مفضّل بن سعيد، عن ابي جعفر عليه‌السلام، قال: جاء اعرابي احد بني عامر إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ فسأله - وذءر حديثا طويلا يذكر في اخره - انّه سأله الأعرابي عن الصليعاء والقريعاء وخير بقاع الأرض، وشرّ بقاع الأرض، فقال: بعد أن أتاه جبرئيل، فاخبره أنّ الصليعاء الأرض السبخة، التي لا تروى ولا تشبع مرعاها، والقريعاء الأرض التي لا تعطي بركتها، ولا يخرج ينعها، ولا يدرك ما انفق فيها، وشرّ بقاع الأرض الاسواق، وهو ميدان ابليس يغدو برايته، ويضع كرسيه، ويبثّ ذريّته، فبين مطفف في قفيز، أو طائش في ميزان، أو سارق في ذراع، أو كاذب في سلعة، فيقول: عليكم برجل مات أبوه وابوكم حيّ، فلا يزال (١) مع اول من يدخل، وآخر من يرجع، وخير البقاع المساجد، واحبّهم إليه تعالى اوّلهم دخولا، وآخرهم خروجا، الخبر.

٣٩٤٠ / ٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن علي عليه‌السلام قال: « السابق من دخل المسجد قبل الاذان، والمقتصد من دخله بعد الاذان، والظالم من دخله بعد الاقامة ».

٣٩٤١ / ٤ - ابن ابي جمهور في درر اللآلي: عن أبي رافع قال: سال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ جبرئيل: أيّ البقاع احبّ إلى الله تعالى؟ فقال: ما ادري وسوف أسأل ربّي، ثم مكث ما شاء الله ثم اتاه، فقال: سألت ربّي اي البقاع أحب إليه؟ واي البقاع ابغض إليه؟ فقال: احب البقاع إليّ المساجد، واحبّ أهلها اليّ أوّلهم دخولا فيها، وآخرهم خروجا منها.

____________________________

(١) في المصدر زيادة: الشيطان

٣ - لب اللباب: مخطوط

٤ - درر اللآلي ج ١ ص ٩

٤٣٤

٥٣ - ( باب وجوب تعظيم المساجد )

٣٩٤٢ / ١ - العلامة الكراجكي في كنز الفوائد: عن محمّد بن احمد بن شاذان، عن أبيه، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمّد بن زياد، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب قال: قال أبوعبدالله عليه‌السلام: « ملعون ملعون من لم يوقّر المسجد، تدري (١) يا يونس لم عظم الله المسجد (٢)؟ وانزل هذه الآية: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّـهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّـهِ أَحَدًا ) (٣)؟ كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم اشركوا بالله تعالى، فأمر الله سبحانه وتعالى نبيّه ان يوحّد الله فيها ويعبده ».

٥٤ - ( باب نوادر ما يتعلق باحكام المساجد )

٣٩٤٣ / ١ - أحمد بن محمّد بن فهد في عدّة الداعي، والبحار عن اعلام الدين للديلمي: عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: « من توضأ ثم خرج إلى المسجد، فقال حين يخرج من بيته: بسم الله (الذي خلقني فهو يهدين) (١) هداه الله إلى

____________________________

الباب - ٥٣

١ - كنز الفوائد ص ٦٣.

(١) في المصدر: أتدري.

(٢) وفيه: حق المساجد.

(٣) الجن ٧٢: ١٨.

 الباب - ٥٤

١ - عدة الداعي ص ٢٨٢، ورواه في البحار ج ٨٤ ص ٣٠ ح ٦ عن اعلام الدين: ص ١١٣.

(١) الآية وما يليها من سورة الشعراء ٢٦ (٧٨ - ٨٥).

٤٣٥

الصواب للايمان (٢).

وإذا قال: والذي هو يطعمني ويسقين، اطعمه الله عزّوجلّ من طعام الجنّة، وسقاه من شراب الجنّة.

وإذا قال: وإذا مرضت فهو يشفين جعله الله عزّوجلّ كفارة لذنوبه.

وإذا قال: والذي يميتني ثم يحيين اماته الله تعالى موتة (٣) الشهداء، واحياه حياة السعداء، وإذا قال: والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين، غفر الله عزّوجلّ (خطاه كلّه) (٤)، وان كان اكثر من زبد البحر.

وإذا قال: رب هب لي حكما والحقني بالصالحين وهب الله له حكما والحقه بصالح من مضى، وصالح من بقي.

فإذا قال واجعل لي لسان صدق في الآخرين، كتب الله عزّوجلّ في (٥) ورقة بيضاء: ان فلان بن فلان من الصادقين.

وإذا قال: واجعلني من ورثة جنّة النعيم، اعطاه الله عزّوجلّ منازل في الجنّة، وإذا قال: واغفر لابوي (٦) غفر الله لأبويه ».

٣٩٤٤ / ٢ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن: عن علي بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه‌السلام، قال: « من دخل سوق جماعة ومسجد (١) أهل

____________________________

(٢) في المصدر: من الايمان.

(٣) وفيه: ميتة.

(٤) وفيه: خطاياه كلها.

(٥) في المصدر: له.

(٦) في المصدر: لأبي، وزيادة، أنه كان من الضالين.

٢ - المحاسن ص ٤٠ ح ٤٨، وعنه في البحار ج ٧٦ ص ١٧٣ ح ٦.

(١) في المصدر: أو مسجد.

٤٣٦

نصب (٢)، فقال مرّة واحدة: أشهد أن لا اله إلّا الله وحده لا شريك له، والله اكبر كبيرا، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة واصيلا، ولا حول ولا قوّة الّا بالله (٣) وصلّى الله على محمّد وأهل بيته، عدلت حجّة مبرورة ».

٣٩٤٥ / ٣ - ابن الشيخ الطوسي في مجالسه: عن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن اسماعيل بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن علي بن دعبل، عن الرضا، عن آبائه عليهم‌السلام، قال: « كان الصادق عليه‌السلام، يقول إذا خرج إلى الصلاة:

اللهم اني أسألك بحق السائلين بك، وبحق مخرجي هذا، فإنّي لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، ولكن خرجت ابتغاء رضوانك، واجتناب سخطك، فعافني بعافيتك من النار ».

٣٩٤٦ / ٤ - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه‌السلام: « إذا بلغت باب المسجد، فاعلم انك قد قصدت باب ملك عظيم، لما يطأ بساطه الّا المطهرون، ولا يؤذن لمجالسته الّا الصديقون، فهب القدوم إلى بساطه هيبة الملك، فانك على خطر عظيم ان غفلت، فاعلم انه قادر على ما يشاء، من العدل والفضل معك وبك، فان عطف عليك برحمته وفضله، قبل منك يسير الطاعة، واجزل لك عليها ثوابا كثيرا، وان طالبك باستحقاق الصدق والاخلاص عدلا بك، حجبك وردّ طاعتك وان كثرت، وهو فعال لما يريد، واعترف بعجزك

____________________________

(٢) هكذا في المصدر، وكان في الأصل المخطوط: أهل مسجد، والظاهر أنه تصحيف.

(٣) وفيه زيادة: العلي العظيم.

٣ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٨١.

٤ - مصباح الشريعة ص ٨٦ باختلاف في اللفظ.

٤٣٧

وتقصيرك وانكسارك، وفقرك بين يديه، فانّك قد توجّهت للعبادة والمؤانسة به، واعرض اسرارك عليه، ولتعلم انه لا يخفى عليه أسرار الخلق أجمعين وعلانيتهم، وكن كافقر عباده بين يديه، واخل قلبك عن كلّ شاغل يحجبك عن ربّك، فانه لا يقبل الّا الاطهر والاخلص، وانظر من ايّ ديوان يخرج اسمك، فان ذقت حلاوة مناجاته، ولذيذ مخاطباته، وشربت بكأس رحمته وكراماته، من حسن اقباله عليك وإجابته، فقد صلحت لخدمته، فادخل فلك الإذن والأمان، وإلّا فقف وقوف من انقطع عنه الحيل، وقصر عنه الأمل، وقضى عليه الأجل، فان علم الله عزّوجلّ من قلبك صدق الإلتجاء إليه، نظر إليك بعين الرأفة والرحمة واللطف، ووفّقك لما يحبّ ويرضى، فإنه كريم يحب الكرامة لعباده المضطرين إليه، المحترقين على بابه لطلب مرضاته، قال تعالى: ( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ) (١).

٣٩٤٧ / ٥ - تفسير العسكري عليه‌السلام: في قوله تعالى: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ ) (١): « هي مساجد خيار المؤمنين بمكّة، منعوهم من التعبد فيها، بأن ألجأوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إلى الخروج عن مكّة ».

٣٩٤٨ / ٦ - أمين الإسلام الطبرسي في مجمع البيان، والجوامع: في قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا ) (١)، الآية، روي ان بني

____________________________

(١) النمل ٢٧: ٦٢

٥ - تفسير العسكري عليه‌السلام ص ٢٣٠ باختلاف، عنه في البحار ج ٨٣ ص ٣٤٠

(١) البقرة ٢: ١١٤

٦ - مجمع البيان ج ٣ ص ٧٢ باختصار والجوامع ج ٢ ص ٨٤

(١) التوبة ٩: ١٠٧

٤٣٨

عمرو بن عوف، لمّا بنوا مسجد قبا، وصلّى فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، حسدتهم اخوتهم بنوا غنم بن عوف وقالوا: نبني مسجدا نصلّي فيه، ولا نحضر جماعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌، فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد قبا، وقالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ وهو يتجهز إلى تبوك: انا نحبّ ان تأتينا فتصلي لنا فيه، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌: انّي على جناح سفر، ولمّا انصرف من تبوك نزلَتْ، فارسل من هدم المسجد، واحرقه وامر ان يتخذ مكانه كناسة، يلقى فيها الجيف والقمامة.

٣٩٤٩ / ٧ - علي بن ابراهيم في تفسيره: عن محمّد بن جعفر، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن عباد بن يعقوب، عن محمّد بن يعقوب، عن جعفر الاحول، عن منصور، عن أبي ابراهيم عليه‌السلام، قال: « لما خافت بنو اسرائيل جبابرتها، أوحى الله إلى موسى وهارون ( أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (١)، قال: امروا ان يصلّوا في بيوتهم ».

٣٩٥٠ / ٨ - نصر بن مزاحم في كتاب صفين: عن عمرو بن شمر، وعمر بن سعد، ومحمّد بن عبيد الله (١)، عن رجل من الانصار، عن الحارث بن كعب، عن عبدالرحمن بن عبيد ابي الكنود (٢)، قال لما اراد علي عليه‌السلام الشخوص من النخيلة قام في الناس وخطبهم،

____________________________

٧ - تفسير القمي ج ١ ص ٣١٤

(١) يونس ١٠: ٨٧

٨ - وقعة صفين ص ١٣١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٥ ح ٣٠

(١) في المصدر: عبدالله

(٢) في المصدر: بن أبي الكنود، والصحيح: بن الكنود « راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٣٣٧ ورجال الشيخ ص ٥٣ »

٤٣٩

وساق الحديث إلى قوله: فخرج عليه‌السلام حتى جاز حدّ الكوفة، صلّى ركعتين، قال نصر: وحدثني اسرائيل بن يونس، عن أبي اسحاق السبيعي، عن عبدالرحمن بن يزيد، انّ عليا عليه‌السلام صلّى بين القنطرة والجسر ركعتين.

٣٩٥١ / ٩ - محمّد بن المشهدي في المزار: اخبرني الشيخ الجليل مسلم بن نجم البزاز الكوفي، عن احمد بن محمّد المقري، عن عبدالله بن حمدان المعدل، عن محمّد بن اسماعيل، عن ابي نعيم حمزة الزيّات، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبدالرحمن بن الاسود الكاهلي.

وأخبرنا الفقيه الجليل العالم ابو المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الحلبي املاء من لفظه، واراني المسجد، وروي لي هذا الخبر عن رجاله، عن الكاهلي، قال: قال: ألا تذهب بنا إلى مسجد أميرالمؤمنين عليه‌السلام فنصلّي فيه؟ قلت: وأيّ المساجد هذا؟ قال: مسجد بني كاهل وانه لم يبق منه سوى اسّه واسّ مأذنته، قلت: حدثني بحديثه، قال: صلّى علي بن أبي طالب عليه‌السلام بنا في مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا، فقال: « اللهم انّا نستعينك » إلى آخر ما يأتي في باب القنوت.

ثم قال (١): وروي عن عبدالله بن يحيى الكاهلي، انه قال: صلّى بنا أبوعبدالله عليه‌السلام في مسجد بني كاهل الفجر، فجهر في السورتين، وقنت قبل الركوع، وسلّم تجاه القبلة.

ورواه الشهيد (ره) في مزاره، عن حبيب بن أبي ثابت،

____________________________

٩ - المزار الكبير ص ١٣٩، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٢ ح ٢٧

(١) نفس المصدر ص ١٤١، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٤٥٣

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563