السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)0%

السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مؤلف:
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
الصفحات: 178

  • البداية
  • السابق
  • 178 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19111 / تحميل: 5817
الحجم الحجم الحجم
السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

محمّد بيومي

١

٢

في رحابِ النبيّ وآل بيته الطاهرين

السيدة فاطمة الزهراء

دكتور: محمّد بيّومي مهران

الأُستاذ بكُليّة الآداب / جامعة الإسكندريّة

٣

بسم الله الرحمن الرحيم

٤

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، مولانا وسيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين، إنّك حميد مجيد.

٥

٦

إهداء

إليكِ يا ابنة رسول الله

إليكِ يا أحبّ الناس إلى رسول الله

إليكِ يا زوج إمام الأُمّة

إليكِ يا أُمّ الحسن والحسين

إليكِ يا أُمّ السادة الأشراف، نسل النبيّ

إليكِ يا سيّدة نساء المؤمنين

إليكِ يا سيّدة نساء أهل الجنّة

إليكِ يا سيّدة نساء العالمين

إليكِ يا مَن قال عنها رسول الله:(فاطمةٌ بِضعة منّي، فمَن أغضبها فقد أغضبني) .

إليكِ يا سيّدتي، يا قُرّة عين النبي

إليكِ يا سيدتي يا فاطمة الزهراء البتول أتشرّف بإهداء هذه الدراسة، وكُلّي أملٌ من ربّي - جلّ جلاله - أن يتقبّلها.

٧

٨

تقديم:

انتهينا من الأجزاء الثلاثة الأُولى من هذه السلسلة(في رحاب النبي وآل بيته الطاهرين) من سيرة سيّد الأنبياء والمُرسلين، سيّدنا ومولانا محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، ونتحدّث في هذا الجُزء الرابع من السلسلة عن(السيدة فاطمة الزهراء) وهو في نفس الوقت إنّما يمثّل الجزء الأوّل من الأجزاء الأربعة، التي خصصناها لآل البيت الطيّبين الطاهرين، وقد قسّمناه إلى قسمين رئيسيّين:

الأوّل: عن أهل البيت، كمقدّمة للأجزاء الأربعة التالية.

والثاني: عن السيّدة فاطمة الزهراء - كجزء أوّل من هذه الأجزاء الأربعة.

والحديث عن (أهل البيت) حديث قديم جديد، فمنذ صدر الإسلام، وإلى يوم الناس هذا، وإلى ما بعد يوم الناس هذا والمؤرّخون وأهل السِيَر يكتبون في مناقب أهل بيت النبيّ (صلّى الله عليه وسَلّم)، وستظلّ الأقدام تسطّر عَظمتهم، ما كان للعظمة من ذِكر، فلقد استوقفت تعاليمهم الباحثين من أُمم مُختلفة، ومذاهب مُتباينة؛ لأنّهم وجدوا فيها عظمة الله، وهيبة الحق، وقوة العلم، وكرامة الإنسان، واحترام الحياة، وجلال الكون، فاستلهموها واتخذوا منها مقياساً للحق والفضيلة، ومصدراً للعلم والتشريع.

٩

وبديهي أنّه لا غرابة في ذلك، فأهل بيت النبي صلّى الله عليه وسَلّم - كما قيل فيهم - هُم عيش العلم وموت الجهل، يخبرك حِلمهم عن علمهم، وصمتهم عن حُكم منطقهم، لا يُخالفون الحق، ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية، فإنّ رواة العِلم كثير، ووعاته قليل. وأهل البيت - بيت النبيّ صلّى الله عليه وسَلّم - إنّما هُم شجرة النبوّة، ومحط الرسالة، ومنبع الرحمة، ومعدن العلم، وينابيع الحِكمة، وكنوز الرحمان، ناصرهم ومُحبّهم ينتظر رحمة الله ونفحاته، ومبغضهم يستقبل نقمة الله وسطوته، بهم هدايتنا من الظلماء، وهُم سرّ جدّهم المصطفى، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.

هذا وقد حاولنا في هذا الجزء من هذه الدراسة، أن نُحدّد مَن هم أهل البيت النبوي الشريف؟ فتناقشنا الآراء المُختلفة التي دارت حول هذا التحديد، وارتضينا - عن اقتناع وإيمان - أنّ أهل البيت إنّما هُم سادتنا الخمسة الكرام البررة: سيّدنا ومولانا محمد رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام، قال بذلك كثيرٌ من صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، ولفيف من أهل الحديث والتفسير، فمَن الصحابة: أبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، وأُمّ المؤمنين عائشة، وأُم المؤمنين أُمّ سلمة، وابن أبي سلمة، ربيب النبي صلّى الله عليه وسَلّم، وسعد وغيرهم، وقال به الكثيرون من أهل التفسير والحديث، قال به الفخر الرازي في التفسير الكبير، والزمخشري في الكشّاف، والقُرطبي في الجامع لأحكام القرآن، والشوكاني في فتح القدير، والطبري في جامع البيان عن تأويل آيِ القرآن، والسيوطي في الدُرّ المنثور، وقال به الإمام أحمد في المُسند، وابن حجر العسقلاني في الإصابة، والحاكم في المُستدرك، والذهبي في تلخيصه. وقد قدّمنا الكثير من الأدلّة على ذلك، مِن الحديث الشريف ومِن كُتب التفسير، ومِن أقوال أهل البيت الكرام البَررة، والحق أنّ لفظ (أهل البيت) إذا أُطلق إنّما ينصرف إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، عليهم السلام، وذريّتهم،

١٠

وإن لم يكن له إلاّ شهوته فيهم لكفى.

هذا وقد تحدث القرآن الكريم والحديث الشريف عن فضائل أهل البيت، ففي القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تشير إلى فضل أهل البيت، لعلّ من أشهرها: آية الأحزاب (33) يقول تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ، وهذه الآية الكريمة - فيما يرى جُمهور العُلماء - هي منبع فضائل أنزلها في حقّهم.

وآية الشورى (23) يقول تعالى:( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، وروى الإمام أحمد والطبراني وابن أبي حاتم والواحدي، عن ابن عباس أنّه قال: لمّا نزلت هذه الآية، قالوا: يا رسول الله: مَن قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال:(علي وفاطمة وابناهما) .

وآية الأحزاب (56) قال تعالى:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، روى البخاري في صحيحه، عن كعب بن عجزة، قال: قيل يا رسول الله أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال:(قولوا، اللّهمّ صلِّ على محمد وآل محمّد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد) .

وفي هذا دليل على أنّ الأمر بالصلاة على آل محمّد مُراد من الآية؛ وإلاّ لَما سألوا عن الصلاة على أهل البيت عَقِب نُزولها، ولم يُجابوا بما ذُكر.

على أنّ النبي صلّى الله عليه وسَلّم من الجائز أن ينيله مولاه، عزّ وجل، من الرحمة المقرونة بتعظيمه بما يليق به، ومن ذلك ما يفيضه عزّ وجل منه على أهل بيته، فإنّه من جملة تعظيمه وتكرمه صلّى الله عليه وسَلّم؛ ويؤيّد ذلك ما جاء في طُرق حديث الكساء من قوله صلّى الله عليه وسَلّم:(اللّهم هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمّد)، وروي عنه صلّى الله عليه وسَلّم أنه قال(اللّهم إنّهم منّي وأنا منهم، فاجعل صلواتك وبركاتك عليهم) .

وأمّا الحديث الشريف، فلقد ورد الكثير من أحاديث سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، التي تُبيّن فضل أهل البيت، وتحض المسلمين على مودتهم وموالاتهم، وتنفّر من

١١

بُغضهم وكراهتهم، بل وتُعلن بوضوح وجلاء أنّ حبّ آل النبي صلّى الله عليه وسَلّم من حُبّه، وأنّ بُغضهم من بغضه، وأنّه لا أمل لمن يكره آل النبي صلّى الله عليه وسَلّم من رضاه صلّى الله عليه وسَلّم في الدنيا وشفاعته في الآخرة، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه - عن زيد بن أرقم - قال: قام رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم يوما فينا خطيباً بماء يُدعى خُمّاً - بين مكة والمدينة - فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذَكر، ثُمّ قال:(أمّا بعد، ألا أيّها الناس، فإنّما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلَين، أوّلهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثُمّ قال:وأهل بيتي، أُذكركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي) .

ورواه الإمام أحمد والنسائي، وفي رواية للترمذي:(إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما).

وروى ذلك أيضا: أبو ذر، وأبو سعيد، وجابر، وحذيفة بن أسيد، وأورده ابن تيمية في الفرقان. وقد سمّى الرسول صلّى الله عليه وسَلّم القرآن وآهل بيته ثقْلَين، والثقل كلّ نفيس خطير مصون، وهما كذلك، إذ كلاًّ منهما معدن العلوم اللَدُنيّة، والحكمة العلميّة، والأحكام الشرعية. وقال الطيّبي - كما في تحفة الأحوذي -: لعل السرّ في هذه التوصية، واقتران العترة بالقرآن، أن إيجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى:( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) ، فإنّ الله تعالى إنّما جعل شكر أنعامه وإحسانه بالقرآن منوطاً بمحبّتهم على سبيل الحصر، فكأنه صلّى الله عليه وسَلّم يوصي الأُمة بقيام الشكر، وقيّد تلك النعمة به، ويحذّرهم عن الكفران، فمَن قام بالوصية، وشكر تلك الصنيعة بحُسن الخلاقة فيهما (لن يفترقا)، فلا يُفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يَردا على الحوض؛ فشكر صنيعه عند رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم حينئذ هو

١٢

بنفسه يكافئه، والله تعالى يُجازيه الجزاء الأوفى، ومَن أضاع الوصية، وكفر النعمة، فحكمه على العكس، وعلى هذا التأويل حسن موقع قوله صلّى الله عليه وسَلّم:(فانظروا كيف تخلفوني فيهما) أي: (تأمّلوا وتفكّروا واستعملوا الرويّة في استخلافي إيّاكم، هل تكونون خلَف صدْق أو خلَف سوء). هذا وقد اختص الله تعالى أهل البيت بخصائص كثيرة:

منها: إنّ من كرامة أهل البيت عند الله تعالى، أن جعل الصلاة عليهم - كما أشرنا - آنفا - مقرونة بالصلاة على جدّهم العظيم، سيد الأوّلين والآخرين، وأفضل الأنبياء والمُرسَلين صلّى الله عليه وسَلّم في كل صلاة، وفي كلّ تشهّد.

ومنها أنّ الله تعالى قد أمر - كما أوصى الرسول الله صلّى الله عليه وسَلّم - بحبّ أهل البيت؛ لأنّهم غصون هذه الدوحة المباركة، التي أصلها في الأرض وفرعها في السماء، والتي اصطفاها الله تعالى من بين خلقه، واصطنعها على عينه، فبلغت أوج الكمال في الروح والجسد، وفي السرّ والعَلَن؛ وذلك لأنّها بضعة أشرف الخَلق وأكرم الأنبياء.

ويقول ابن كثير: ولا نُنكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنّهم من ذريّة طاهرة، من أشرف بيت على وجه الأرض، فخراً وحسباً ونسباً، وصدَقَ سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم إذ يقول - فيما يروي مسلم في صحيحه -:(إنّ الله اصطفى كنانة من وُلد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) .

ثُمّ لأنّ مقام أهل البيت من مقام النبي صلّى الله عليه وسَلّم، فهم في كلّ عصر زمان خير الناس، وخيرهم بيوتاً؛ لأنّ الله تعالى اختار نبيّه من خير البيوت وأشرفها( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) ، هذا فضلاً عن أنّ حكمة لله في خلقه ورحمته بعباده اقتضت أن تستمر بأهل البيت ذريّة سيّد المُرسلين صلّى الله عليه وسلّم إلى يوم الدين، تشعّ بضيائها على العالمين، وترشد بهدايتها الضالّين، ومِن ثَمّ فإنّ التاريخ لم يعرف أهل بيت أحبّهم الناس من قوميات ومذاهب شتّى، كأهل البيت، أحبّوهم أحياءً وأمواتاً، فألّف العلماء الكُتب في منزلتهم عند الله تعالى وعند الناس، ونظّم الشعراء الدواوين والقصائد في مديحهم، وردّد الخطباء فضائلهم على المنار وفي

١٣

المحافل، وما من مُسلم في شرق الأرض وغربها يصلّي لله، إلاّ ويذكر رسول الله وآله بالصلاة والتسليم. وبديهي أنّ هذه ليست كلّها خصائص أهل البيت فهناك غيرها الكثير، من ذلك: أنّ أهل البيت، سلالة النبي صلّى الله عليه وسَلّم إنّما هُم أهل الحسب والنَسب، والطُهر والشَرف، لا يلوثهم رجس ولا ينالهم دَنَس، فلقد طهّرهم الله فضلاً منه وكَرماً، ثمّ دعا لهم جدّهم المصطفى صلّى الله عليه وسَلّم وهو الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحي يوحى، فقال النبي صلّى الله عليه وسَلّم:(اللّهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً) ، كما أنّهم أهل البلاء والاصطفاء وجعل لهم في الغنائم حقّاً معلوماً، وحرّم عليهم الصدقة؛ لأنّها أوساخ الناس، وجعل الإمام الحجّة منهم، وفي الحديث:(إنّ الله يمنّ على أهل دينه في رأس كلّ مئة سَنة برجل من أهل بيتي، يبيّن لهم أُمور دينهم) ، ومن ثَمّ فقد ذهب قوم إلى أنّ القطب في كلّ عصر، لا بدّ وأن يكون من أهل البيت النبوي الشريف، وإن رأى العباس المرسي - كما نقل عنه تلميذه ابن عطاء - أن القطب قد يكون من غيرهم، ولكن قطب الأقطاب لا يكون إلاّ منهم؛ لأنّهم أزكى الناس أصلاً، وأوفرهم فضلاً، كما أنّ المهدي المنتظر من آل البيت، قال صلّى الله عليه وسَلّم:

(المهدي منّا، يُختَم الدين بنا، كما فُتح) ، وقال صلّى الله عليه وسَلّم:(المهدي من عترتي من وِلد فاطمة) .

بقيت الإشارة إلى أنّ هذا القسم الأول (أهل البيت) إنّما كان مُقدّمة ضروريّة لدراسة سيَر ساداتنا آل النبي الطاهرين المطهّرين: السيدة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب والإمام الحسن بن علي والإمام الحسين بن علي.

وأمّا القسم الثاني من هذه الدراسة، والذي يحمل اسمها الأصلي (السيدة فاطمة الزهراء)، فإنّما يتحدّث عن أُمّ الذرّية الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنّة، بنت النبي صلّى الله عليه وسَلّم، وزوج الإمام علي، وأُم السبطين عليهم السلام. وقد وُلدت الزهراء في بيت النبوّة والرسالة ومَهبط الوحي والتنزيل،

١٤

وهكذا تأدبت الزهراء بأدب أبيها، النبي الذي أدّبه ربّه فأحسن تأديبه، ومن ثَمّ فقد كانت سيدتنا فاطمة الزهراء، المَثل الأعلى من الخُلق الكريم، والطبع السليم، وقد عني بها سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم عناية تامّة، فكان يُثقفها ثقافة إسلاميّة، ويروّضها على الهدْي النبوي والصراط المستقيم، ومن ثَمّ فقد نشأت الزهراء نشأة كانت المَثل الأعلى من الكمال والجلال، فهي إنّما تُمثّل أشرف ما في المرأة من إنسانيّةٍ وكرامةٍ وعِفّة وقَداسة ورعاية؛ إلى ما كانت عليه من ذكاء وقّاد، وفطنة حادّة، وعِلم واسع، وكفاها فخراً أنّها تربّت في مدرسة النبوّة، وتخرّجت في معهد الرسالة، وتلقّت عن أبيها الرسول الأمين صلّى الله عليه وسَلّم ما تلقّاه عن ربّ العالمين.

ومن البديهي أنّ الزهراء تعلّمت في دار أبوَيها ما لم تتعلّمه طفلة غيرها في مكّة، بل وفي الدنيا كلّها، وصدقت أُمّ المؤمنين أُمّ سلمة، رضي الله عنها، حيث تقول: (تزوّجني رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، وفوّض أمر ابنته إليّ فكنت أؤدبها وأدلّها، وكانت والله آدب منّي وأعرف بالأشياء كلّها).

أوَلَيست هي - يا أمّ المؤمنين - بضعة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، أوَلَيست هي أُمّ أبيها كما كان يُسمّيها سيّد المُرسلين، أوَلَيست هي التي اصطفاها الله؛ لتكون التيّار الذي يحمل نور النبي صلّى الله عليه وسَلّم عِبر أسلاك الزمن، ولتُضاء البشريّة بعد ذلك من هذا النور الفيّاض، وصدَق الأُستاذ العقّاد حيث يقول: (في كلّ دين صورة للأُنوثة الكاملة المُقدّسة، يتخشّع في المسيحيّة صورة مريم العذراء، ففي الإسلام لا جَرم، تتقدّس صورة فاطمة البتول.

وكانت الزهراء عليها السلام - فيما تروي كُتب السيرة - أشبه الناس بأبيها سيّد الأنبياء والمُرسلين، وكانت السيّدة خديجة، رضي الله عنها، ترى في هذا الشَبه بركة من بركات الله عليها وعلى آل البيت الكِرام، وقد أخرج الترمذي بسَنده عن عائشة أُمّ المؤمنين قالت: (ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلّى الله عليه وسَلّم في قيامها وقعودها، من فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، قالت: وكانت إذا دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم قام إليها فقبّلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلّى الله عليه وسَلّم إذا دخل عليها

١٥

قامت من مجلسها فقبّلته وأجلسته في مجلسها).

هذا وقد اختصّ الله - بمنّه وكَرمه - الزهراء من بين أخواتها بنات النبي صلّى الله عليه وسَلّم بالدرجة الرفيعة التي رفعها إليها، فجعلها في مقام مريم ابنة عِمران، حيث وصفها رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم بأنّها خيرُ نساء العالمين، واختصّها أيضاً بأن جعلها وحدها - من دون أبناء النبيّ وبناته - هي التي كان منها سبطا رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم الحسن والحسين، ومنهما كان نسلُ رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، ومن ثَمّ فقد كان للزهراء - بضعة النبي وسيدة آل البيت، وأُمّ الأئمّة، وسيّدة نساء المؤمنين - كثيراً من الفضائل التي أنعم الله بها عليها، إكراماً وتشريفاً لأبيها النبي الرسول، سيدنا ومولانا وجدّنا محمّد رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، وقد جاء بعض هذه الفضائل في كتاب الله، وجاء بعضها الآخر في سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم.

ففي القرآن الكريم، تُشارك الزهراء أهل البيت فيما نزلَ فيهم من آي الذِكر الحَكيم، كما في آية المُباهلة (آل عمران 61)، وآية التطهير (الأحزاب 33)، وآية مودّة القربى (الشورى 23)، وآيات سورة الإنسان (7 - 12)، وغيرها.

وأمّا الحديث الشريف، فقد جاء عن الزهراء الكثير، وفي هذا الكثير يعلّمنا سيّدنا ومولانا رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم مكانة الزهراء عليها السلام، ومِن ذلك ما رواه البُخاري، وما رواه الإمام أحمد وأبو يَعلى والطبراني والحاكم وابن عبد البرّ من أنّها إحدى سيّدات نساء أهل الجنّة الأربع: مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول الله، وخديجة بنت خويلد، وآسية امرأة فرعون.

ويعلّمنا سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم أنّ الزهراء بضعة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، ففي صحيح البخاري يقول رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم:(فاطمة بضعة منّي، فمَن أغضبها فقد أغضبني) ، وفي صحيح مُسلم:(إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها) وفي رواية الترمذي:(إنّما فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها) ، وعن مجاهد قال: خرج النبي صلّى الله عليه وسَلّم، وهو آخذ بيد فاطمة، فقال:(مَن عرف هذه، فقد عرفها، ومَن لم يعرفها، فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي، وروحي التي بين

١٦

جنبَي، فمَن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله تعالى)، وروى ابن سعد في شرف النبوة عن علي، رضي الله عنه، قال:(قال رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم: يا فاطمة، إنّ الله عزّ وجل يغضب لغضبكِ، ويرضى لرضاكِ) ، وروى أبو نعيم في فضائل الصحابة، وابن عساكر في تاريخه وأبو يعلى في مسنده، عن عليّ، عن النبي صلّى الله عليه وسَلّم أنه قال:(يا فاطمة، إنّ الله لَيغضب لغضبكِ، ويرضى لرضاكِ) .

هذا ولمّا أقسم أبو لبابة، عندما ربط نفسه في المسجد (في غزوة بني قُريظة) ألاّ يحلّه أحد إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، وجاءت فاطمة لتحلّه فأبى، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم:(إنّما فاطمة مضغة منّي) ، فحلّته. ويقول الإمام السهيلي في (الروض الأنف) - بعد ذكر الحادث -: فصلّى الله عليه وعلى فاطمة، فهذا حديث يدلّ على أنّ مَن سبّها فقد كفر، وأنّ مَن صلّى عليها، فقد صلّى على أبيها، صلّى الله عليه وسلّم.

ويعلمنا رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم أنّ الزهراء أحبّ الناس إليه، فلقد أخرج الطبراني، عن علي أنّه قال:(يا رسول الله أيّنا أحبّ إليك، أنا أم فاطمة؟) قال صلّى الله عليه وسَلّم:(فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها) ، وروى ابن عبد البرّ: سُئلت عائشة، رضي الله عنها: أيّ الناس كان أحبّ إلى رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم؟ قالت: فاطمة، قيل فمِن الرجال؟ قالت: زوجها، إذ كان ما علمته صوّاماً قوّاماً.

ومِن ثَمّ فقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم - فيما يُروى الحاكم -: إذا رجع من سَفر أو غزاة أتى المسجد فصلّى ركعتين، ثُمّ ثنّى بفاطمة، ثُمّ يأتي أزواجه.

وعن ابن عُمر، بسنده أنّه قال: إنّ النبي صلّى الله عليه وسَلّم كان إذا سافر كان آخِر الناس عهداً به فاطمة، وإذا قدِم من سَفر كان أوّل الناس به عهداً فاطمة رضي الله تعالى عنها.

هذا وقد أكرم الله الزهراء بأن حَفظ ذريّة نبيّه صلّى الله عليه وسَلّم في ذرّيتها، وأبقى عَقبَه في عَقِبها، فهي وحدها - دون بناته وبنيه - أُمّ السُلالة الطاهرة، والعترة الخيّرة، والصفوة المُختارة من عباد الله من أُمته صلّى الله عليه وسَلّم، وأعظم بها مفخرة، وهكذا كان من ذريّة الزهراء - من أبناء الحسن والحسين - جميع السادة الأشراف، ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، وفي الحديث يقول صلّى الله عليه وسَلّم:(كل سبب ونَسب مُنقطع يوم القيامة، ما خلا

١٧

سببي ونسبي، وكلّ وِلد أب فإن عُصبتهم لأبيهم، ما خلا وِلد فاطمة، فإنّي أنا أبوهم وعُصبتهم) .

ولعلّ ختام المسك لهذا التقديم، أنّ الزهراء إنّما كانت سيّدة نساء العالمين وأفضلهنّ. روى ابن عبد البَرّ، عن النبي صلّى الله عليه وسَلّم أنه قال لفاطمة:(يا بنيّة ألا ترضين أنكِ سيدة نساء العالمين؟ قالت:يا أبتِ فأين مريم؟ قال:تلك سيدة نساء عالَمها) ، ومِن ثَمّ فقد ذهب كثير من العُلماء المحققين، ومنهم: التقي السبكي، والجلال السيوطي، والبدر الزركشي، والتقي المقريزي، والبلقيني، والسهيلي، أنّ فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم أفضل نساء الدنيا، حتى مريم ابنة عمران؛ لأنّها بضعة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم، ولن يعدل أحدٌ ببضعة رسول الله أحداً.

وذهب الآلوسي في تفسيره إلى أنّ فاطمة البتول أفضل النساء المتقدّمات والمتأخرات، من حيث إنّها بضعة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم.

بقيت كلمة أخيرة، عمّا تردّد في هذه الدراسة وغيرها من ذِكرنا لعبارة (عليها السلام) بعد اسم السيدة فاطمة الزهراء، ونحن هُنا مُتّبعون لا مُبتدعون.

يقول ابن قيّم الجوزيّة في كتابه (جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام: إنّ آل النبي صلّى الله عليه وسَلّم يُصلّى عليهم بغير خلاف بين الأُمّة؛ وذلك لأنّ الصلاة على النبي صلّى الله عليه وسَلّم حقّ له ولآله دون سائر الأُمّة، ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الإمام الشافعي وغيره، ومَن لا يوجبها، فلا ريب أنّه يستحبّها عليه وعلى آله، ويكرهها لسائر المؤمنين، أو لا يجوّزها على غير النبي وآله.

وأمّا مَن قال: آل النبي في الصلاة كالأُمّة. فقد أبعد غاية الإبعاد، هذا إلى أنّ النبي صلّى الله عليه وسَلّم شرّع في التشهّد السلام والصلاة، فشرّع السلام من المصلّي على الرسول صلّى الله عليه وسَلّم أوّلاً، وعلى نفسه ثانياً، وعلى سائر عباد الله الصالحين ثالثاً. وقد ثبت عن النبي صلّى الله عليه وسَلّم أنه قال:(فإذا قُلتم ذلك، فقد سلّمتم على كلّ عبد صالح في الأرض والسماء) .

وأمّا الصلاة، فلم يُشرّعها النبي صلّى الله عليه وسَلّم إلاّ على نفسه وعلى آله فقط، فدلّ ذلك على أنّ آله هُم أهله وأقاربه، ولمّا سُئل صلّى الله عليه وسَلّم عن كيفية الصلاة عليه، قال:(قولوا: اللّهم صلِ على محمّد وعلى آل محمد) ، فالصلاة على آل

١٨

النبي صلّى الله عليه وسَلّم هي تمام الصلاة عليه وتوابعها؛ لأنّ ذلك ممّا تقرّ به عين النبي صلّى الله عليه وسَلّم، ويزيده الله تعالى به شَرفاً وعُلّواً، صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم تسليماً.(1)

وروى ابن حجر الهيثمي، عن الإمام الشافعي قوله:

يا أهلَ بيتِ رسول الله حبّكمُ

فرضٌ من اللهِ في القرآن أنزله

يا أهل عظيم القدر إنّكم

مَن لم يُصلِّ عليكم لا صلاة له

وهناك رأيان في الصلاة على النبي استقلالاً:

الأوّل: يجوز القول (اللّهمّ صلِّ على آل محمد)، ويكون النبي صلّى الله عليه وسَلّم داخلاً في آله، فالإفراد عنه وقع في اللفظ، لا في المعنى.

والثاني: إفراد واحد منهم بالذكر، فيُقال: (اللّهمّ صلِّ على عليّ، أو على الحسن، أو على الحسين، أو على فاطمة).

وقد اختلف في ذلك كما اختلف في الصلاة على غير آله من الصحابة، فقد كره الإمام مالِك ذلك، وقال: لم يكن ذلك عمل مَن مضى. وهو مذهب الإمام أبي حنيفة كذلك، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة.

وأمّا السلام، فكره البعض ذلك، إن كان في معنى السلام معنى الصلاة، فلا يُقال: السلام على فلان، أو فلان عليه السلام. بينما فرّق آخرون بينه وبين الصلاة وقالوا: السلام يُشرّع في حقّ كلّ مؤمن، حيّ أو ميّت، حاضر وغائب، فإنك تقول بلّغ فلاناً منّي السلام، وهي تحيّة أهل الإسلام، بخلاف الصلاة، فإنّها من حقّ الرسول وآله.

وهكذا رأينا الإمام البخاري مثلاً، يذكر في صحيحه عبارة (عليه السلام) بعد اسم الإمام عليّ، وعبارة عليها السلام بعد ذِكر اسم السيّدة فاطمة الزهراء، في عدّة أحاديث، فأمّا عن السيدة فاطمة الزهراء، فقد جاء في باب مناقب عليّ، مِن حديث ابن أبي ليلى قال: حدّثنا عليّ أنّ فاطمة عليها السلام، شَكَت ما تلقى من أثر الرحى... (صحيح البخاري 5 / 24)، وفي باب: قرابة رسول الله صلّى الله عليه وسَلّم ومنقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلّى الله عليه وسَلّم (صحيح البخاري 5 / 25)، ومِن حديث عروة بن الزبير، عن عائشة: أنّ فاطمة عليها السلام، أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (صحيح البخاري 5 / 25)، وفي (باب عمرة

____________________

(1) وممّا يؤسف له أنّ المؤلّف يقول هذا، مع أنّه كلّ ما ذَكر اسم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لم يُتبِع الآل في الصلاة عليه. (الشبكة)

١٩

القضاء)، من حديث أنس: (فتبعته ابنة حمزة تُنادي: يا عم يا عم، فتناولها عليّ فأخذ بيدها، وقال لفاطمة عليها السلام:(دونك ابنة عمّك...) (صحيح البخاري 5 / 180).

وفي باب مرض النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، من حديث أنس قال: لمّا ثقل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جعل يتغشّاه، فقالت فاطمة عليها السلام:(وا كرْب أباه) ، فقال لها:(ليس على أبيكِ كربٌ بعد اليوم) (صحيح البخاري 6 / 18).

وأمّا عن علي بن أبي طالب، فلقد عنون البخاري بعثه على اليمن كالتالي: بُعث عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجّة الوداع (صحيح البخاري 5 / 206).

وروى البخاري في صحيحه، بسنده عن أنس رضي الله عنه: أتى عبيد الله بن زياد برأس الحسين عليه السلام، فجعل في طست فجعل ينكث... الحديث (صحيح البخاري 5 / 33).

وبعد: فالله جلّ وعلا أسأله - وهو الرحمان المنّان - أن يكون في هذه الدراسة بعض النفع، ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين، وما توفيقي إلاّ بالله، عليه توكّلت وإليه أنيب. وصلّى الله على سيّدنا ومولانا وجدّنا محمد رسول الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، والحمد لله حمداً يليق بجلاله، ويُقرّبنا إلى مرضاته سبحانه؛ ليتفضل علينا - بمنّه وكرمه - فيقبلنا عنده في أُمّة سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم عباداً لله، مؤمنين وتابعين للنبي الأُميّ الكريم، وبأخلاقه مقتدين بإذن الله ربّ العالمين، إنّه سميع قريب مجيب الدعوات، والحمد لله ربّ العالمين.

دكتور: محمد بيومي مهران، الأُستاذ بكليّة الآداب - جامعة الإسكندريّة، وكليّة الشريعة - جامعة أُمّ القرى بمكّة المُكرّمة.

الثاني عشر من ربيع الأوّل عام 1405 هـ‍. مكّة المكرّمة في الرابع من ديسمبر عام 1984 م.

٢٠