الإمام جعفر الصادق عليه السلام الجزء ٢

الإمام جعفر الصادق عليه السلام0%

الإمام جعفر الصادق عليه السلام مؤلف:
تصنيف: الإمام الصادق عليه السلام
الصفحات: 163

الإمام جعفر الصادق عليه السلام

مؤلف: العلامة الجليل الشيخ محمد الحسين المظفر
تصنيف:

الصفحات: 163
المشاهدات: 59998
تحميل: 5835


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 163 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 59998 / تحميل: 5835
الحجم الحجم الحجم
الإمام جعفر الصادق عليه السلام

الإمام جعفر الصادق عليه السلام الجزء 2

مؤلف:
العربية

٨٥ : إِن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال : أذا أحسن استبشر، واذا أساء استغفر، واذا اُعطي شكر، واذا ابتلي صبر، واذا ظُلم غفر.

٨٦ : وقال له أبو حنيفة : يا أبا عبد اللّه ما أصبرك على الصلاة، فقالعليه‌السلام : ويحَك يا نعمان أما علمت أن الصلاة قربان كلّ تقي، وأن الحجّ جهاد كلّ ضعيف، ولكلّ شيء زكاة وزكاة البدن الصيام، وأفضل الأعمال انتظار الفرج من اللّه، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، فاحفظ هذه الكلمات يا نعمان.

٨٧ : ثلاثة اُقسم باللّه إِنها لحق، ما نقص مال من صدقة ولا زكاة، ولا ظُلم أحد بظلامة بقدر أن يكافئ بها فكظمها إِلا أبدله اللّه مكانها عزّاً، ولا فتح عبد على نفسه باب مسألة إِلا فتح اللّه عليه باب فقر.

٨٨ : مروّة المرء في نفسه نسب لعقبه وقبيلته(١) .

٨٩ : سبعة يفسدون أعمالهم : الرجل الحليم ذو العلم الكثير لا يُعرف بذلك ولا يُذكر به، والحكيم الذي يدير(٢) ماله كلّ كاذب منكر لما يؤتى اليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيّد الفظّ الذي لا رحمة له، والاُمّ التي لا تكتم عن الولد السرّ وتفشي عليه، والسريع الى لائمة إخوانه، والذي لا يزال يجادل أخاه مخاصماً له(٣) .

٩٠ : لا يطمع ذو الكبر في الثناء الحسن، ولا الخبّ(٤) في كثرة الصديق، ولا السّيئ الأدب في الشرف، ولا البخيل في صِلة الرحم، ولا المستهزئ بالناس في

______________________

(١) كشف الغمّة في أحوالهعليه‌السلام عن ابن الجوزي.

(٢) ولعلّها - يدبر -.

(٣) خصال الصدوق، باب السبعة.

(٤) بفتح وتشديد - الخداع.

٨١

صدق المودّة، ولا القليل الفقه في القضاء، ولا المغتاب في السلامة، ولا الحسود في راحة القلب، ولا المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد، ولا القليل التجربة المعجب برأيه في رياسة(١) .

٩١ : مَن كان الحزم حارسه، والصدق جليسه، عظمت بهجته، وتمّت مروّته.

٩٢ : جاهل سخيّ أفضل من ناسك بخيل.

٩٣ : مَن سأل فوق حقّه استحقّ الحرمان.

٩٤ : أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلاً من ظلم من دونه، ولم يصفح عمّن اعتذر اليه.

٩٥ : لا تكوننّ أول مشير، وإِيّاك والرأي الفطير(٢) .

٩٦ : الاستقصاء فرقة.

٩٧ : الانتقاد عداوة.

٩٨ : قلّة الصبر فضيحة.

٩٩ : إِفشاء السرّ سقوط.

١٠٠ : السخاء فطنة.

١٠١ : اللؤم تغافل.

١٠٢ : ثلاثة مَن فرَّط فيهنّ كان محروماً : استماحة جواد، ومصاحبة عالم، واستمالة سلطان.

١٠٣ : ثلاثة تورث المحبّة : الدين والتواضع والبذل.

______________________

(١) الخصال، باب العشرة.

(٢) بحار الأنوار : ٧٨/٢٢٨/١٠٥.

٨٢

١٠٤ : مَن برئ من ثلاثة نال ثلاثة : مَن برئ من الشرّ نال العزّ، ومَن برئ من الكبر نال الكرامة، ومَن برئ من البخل نال الشرف.

١٠٥ : ثلاثة مكسبة للبغضاء : النفاق، والعجب، والظلم.

١٠٦ : مَن لم يكن فيه خصلة من ثلاث لم يُعد نبيلاً، من لم يكن له عقل يزينه، أو جدّة تعينه، أو عشيرة تعضده.

١٠٧ : ثلاثة تزري بالمرء : الحسد، والنميمة، والطيش.

١٠٨ : ثلاثة لا تُعرف إِلا في ثلاثة مواطن : لا يُعرف الحليم إِلا عند الغضب، ولا الشجاع إِلا عند الحرب، ولا أخ إلا عند الحاجة.

١٠٩ : ثلاثة من كنّ فيه فهو منافق وإِن صام وصلّى : مَن إِذا حدَّث كذب، وإِذا وعد أخلف، وإِذا اؤتمن خان.

١١٠ : إِحذر من الناس ثلاثة : الخائن، والظلوم، والنمّام، لأن من خان لك خانك، ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نمَّ اليك سينمُّ عليك.

١١١ : لا يكون الأمين أميناً حتّى يؤتمن على ثلاثة فيؤدّيها : على الأموال، والأولاد، والفروج، وإِن حفظ اثنين وضيّع واحدة فليس بأمين.

١١٢ : لا تشاور أحمق، ولا تستعن بكذّاب، ولا تثق بمودَّة مَلول، فإن الكذّاب يقرّب لك البعيد ويبعّد لك القريب، والأحمق يجهد نفسه ولا يبلغ ما يريد، والملول أوثق ما كنت به خذلك، وأوصل ما كنت له قطعك.

١١٣ : أربعة لا تشبع من أربعة : أرض من مطر، وعين من نظر، واُنثى من ذكر، وعالم من علم.

١١٤ : أربعة تهرم قبل أوان الهرم : أكل القديد(١) ، والقعود على النداوة،

______________________

(١) اللحم اليابس المجفَّف.

٨٣

والصعود في الدرج، ومجامعة العجوز.

١١٥ : النساء ثلاث : واحدة لك، وواحدة لك وعليك، وواحدة عليك لا لك، فأمّا التي لك فالمرأة العذراء، وأمّا التي لك وعليك فالثيب، وأمّا التي عليك فهي المتبع(١) التي لها ولد من غيرك.

١١٦ : ثلاثة من كنّ فيه كان سيّداً : كظم الغيظ، والصفح عن المسيء، والصلة بالنفس والمال.

١١٧ : ثلاثة فيهنّ البلاغة : التقرُّب من معنى البُغية، والتبعُّد من حشو الكلام، والدلالة بالقليل على الكثير.

١١٨ : الجهد في ثلاثة : في تبدّل الإخوان، والمنابذة بغير بيان، والتجسّس عمّا لا يعني.

١١٩ : ثلاثة يحجزن عن طلب المعالي : قصر الهمّة، وقلّة الحياء، وضعف الراي.

١٢٠ : الحزم في ثلاثة : الاستخدام للسلطان، والطاعة للوالد، والخضوع للمولى.

١٢١ : الاُنس في ثلاثة : في الزوجة الموافقة، والولد البارّ، والصديق المصافي.

١٢٢ : من رُزق ثلاثاً نال الغنى الأكبر : القناعة بما اُعطي، واليأس ممّا في أيدي الناس، وترك الفضول.

١٢٣ : ثلاثة لا يعذر المرء فيها : مشاورة ناصح، ومداراة حاسد، والتحبّب إِلى الناس.

______________________

(١) بضم الميم وكسر الباء.

٨٤

١٢٤ : من لم يرغب في ثلاث ابتلي بثلاث : من لم يرغب السلامة ابتلي بالخذلان، ومن لم يرغب في المعروف ابتلي بالندامة، ومن لم يرغب في الاستكثار من الاخوان ابتلي بالخسران.

١٢٥ : ثلاث يجب على كلّ إِنسان تجنّبها : مقارنة الأشرار، ومحادثة النساء، ومجالسة أهل البدع.

١٢٦ : ثلاثة تدلًّ على كرم المرء : حُسن الخلق، وكظم الغيظ، وغضّ الطرف.

١٢٧ : من وثق بثلاثة كان مغروراً : من صدَّق بما لا يكون، وركن الى من لا يثق به، وطمع فيما لا يملك.

١٢٨ : ثلاثة من استعملها أفسد دينه ودُنياه : من ساء ظنّه، وأمكن من سمعه، واعطى قياده حليلته(١) .

١٢٩ : أفضل الملوك من اُعطي ثلاث خصال : الرأفة، والجود، والعدل.

١٣٠ : وليس يجب للملوك أن يفرّطوا في ثلاثة : في حفظ الثغور، وتفقّد المظالم، واختيار الصالحين لأعمالهم.

١٣١ : العاقل لا يستخفّ بأحد، وأحقّ من لا يُستخفّ به ثلاثة : العلماء، والسلطان، والاخوان، لأنه من استخفّ بالعلماء أفسد دينه، ومن استخفّ بالسلطان أفسد دنياه، ومن استخفّ بالاخوان أفسد مروّته.

١٣٢ : ثلاثة أشياء يحتاج اليها الناس طرّاً، الأمن، والعدل، والخصب.

١٣٣ : ثلاثة تكدر العيش : السلطان الجائر، والجار السوء، والمرأة البذيّة.

١٣٤ : لا تطيب السكنى إِلا بثلاثة : الهواء الطيّب، والماء الغزير،

______________________

(١) زوجته.

٨٥

والأرض الخوّارة(١) .

١٣٥ : ثلاث خِصال من رزقها كان كاملاً : العقل، والجمال والفصاحة.

١٣٦ : ثلاثة تورث الحرمان : الإلحاح في المسألة، والغيبة، والهزء.

١٣٧ : من طلب ثلاثة بغير حقّ حُرم من ثلاثة بحقّ : من طلب الدنيا بغير حقّ حُرم الآخرة بحقّ، ومَن طلب الرياسة بغير حقّ حُرم الطاعة له بحقّ، ومن طلب المال بغير حقّ حُرم بقاءه له بحقّ.

١٣٨ : ثلاثة لا ينبغي للمرء الحازم أن يقدم عليها : شرب السمّ للتجربة وإِن نجا منه، وإِفشاء السرّ للقرابة الحاسد وإِن نجا منه، وركوب البحر وإِن كان الغنى فيه.

١٣٩ : لا يستغني أهل كلّ بلد عن ثلاثة يفزع اليهم في أمر دنياهم وآخرتهم، فإن عدموا ذلك كانوا همجاً : فقيهٌ عالم وَرِع، وأمير خيّر مُطاع، وطبيب بصير ثقة.

١٤٠ : إِن يسلم الناس من ثلاثة أشياء كانت سلامة شاملة : لسان السوء، ويد السوء، وفعل السوء.

١٤١ : إِذا لم يكن في المملوك خِصلة من ثلاث فليس لمولاه في إِمساكه راحة : دين يرشده، أو أدب يسوسه، أو خوف يردعه.

١٤٢ : إِن المرء يحتاج في منزله وعياله الى ثلاث خِلال يتكلّفها وإِن لم يكن في طبعه ذلك : معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصّن.

١٤٣ : ثلاثة من ابتلي بواحدة منهنّ كان طائح العقل : نعمة مولّية، وزوجة فاسدة، وفجيعة بحيبب.

______________________

(١) السهلة اللّيّنة.

٨٦

١٤٤ : جُعلت الشجاعة على ثلاث طبائع، لكلّ واحدة منهنّ فضيلة ليست للاُخرى : السخاء بالنفس، والأنفة من الذلّ، وطلب الذكر، فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام في سبيله، والموسوم بالاقدام في عصره، وإِن تفاضلت بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت في اكثر.

١٤٥ : يجب للوالدين على الولد ثلاثة أشياء : شكرهما على كلّ حال، وطاعتهما فيما يأمرانه به وينهيانه عنه في غير معصية اللّه، ونصيحتهما في السرّ والعلانية.

١٤٦ : ويجب للولد على والده ثلاث خِصال : اختيار والدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه.

١٤٧ : السرور في ثلاث خِلال : في الوفاء، ورعاية الحقوق، والنهوض في النوائب.

١٤٨ : ثلاثة يستدلّ بها على إِصابة الرأي : حُسن اللقاء، وحُسن الاستماع، وحُسن الجواب.

١٤٩ : الرجال ثلاثة : عاقل، وأحمق، وفاجر، فالعاقل إِن كُلّم أجاب، وإِن نطق أصاب، وإِن سمع وعى، والأحمق إِن تكلّم عجل، وإِن حُدِّث ذهل، وإِن حُمل على القبيح فعل، والفاجر إِن ائتمنته خانك، وإِن حدَّثته شانك.

١٥٠ : ثلاثة ليس معهنّ غربة : حُسن الأدب، وكفّ الأذى، ومجانبة الريب.

١٥١ : الأيّام ثلاثة : فيوم مضى لا يُدرك، ويوم الناس فيه فينبغي أن يغتنموه، وغداً إِنما في أيديهم أمله.

١٥٢ : من لم يكن فيه ثلاث خِصال لم ينفعه الايمان : حلم يردّ جهل الجاهل، وورع يحجزه عن طلب المحارم، وخُلق يداري به الناس.

١٥٣ : الاخوان ثلاثة : مواس بنفسه، وآخر بماله، وهما الصادقان في الإخاء، والآخر يأخذ منك البلغة، ويريدك لبغض اللذَّة، فلا تعدّه من أهل الثقة.

٨٧

١٥٤ : لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتّى تكون فيه خِصال ثلاث : الفقه في الدين، وحُسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا(١) .

١٥٥ : اشكر من أنعم عليك، وأنعم على من شكرك، فإنه لا إِزالة للنعم اذا شكرت، ولا إِقالة(٢) لها اذا كفرت.

١٥٦ : وقيل له : ما المروَّة ؟ فقالعليه‌السلام :ألا يراك اللّه حيث ينهاك، ولا يفقدك حيث أمرك .

١٥٧ : فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها، وأشدّ من المصيبة سوء الخلف منها.

١٥٨ : قد عجز من لم يعدّ لكلّ بلاءٍ صبراً، ولكل نعمةٍ شكراً، وكلّ عُسرٍ يُسراً.

١٥٩ : لم يستزد بمحبوب بمثل الشُّكر، ولم يستنقص من مكروه بمثل الصبر.

١٦٠ : أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس الى عيب نفسه، وأشدَّها مؤونة إِخفاء الفاقة، وأشدّ الأشياء عناءً النصيحة لمن لا يقبلها، ومجاورة الحريص، وأروح الروح اليأس من الناس.

______________________

(١) كلّ ذلك ابتداءً من الكلمة رقم «٩٦» أخذناه من كتاب «تحف العقول» عند ذكره لما ورد عن إِمامتهعليه‌السلام ، وقال في طليعة ما أوردناه عنه «ومن كلامه الذي سمّاه بعض الشيعة نثر الدرر».

(٢) ولا اقامة في نسخة.

٨٨

١٦١ : مَن وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومنّ من أساء الظنّ به.

١٦٢ : مَن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وكلّ حديث جاوز اثنين فاشٍ.

١٦٣ : ضع أمر أخيك على أحسنه، ولا تظننّ بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً.

١٦٤ : عليك بإخوان الصدق، فإنهم عدّة عند الرخاء، وجنّة عند البلاء.

١٦٥ : من زين الايمان الفقه، ومن زين الفقه الحلم، ومن زين الحلم الرفق، ومن زين الرفق اللين، ومن زين اللين السهولة.

١٦٦ : الصفح الجميل ألا تعاتب على الذنب، والصبر الجميل الذي ليس فيه شكوى.

١٦٧ : وسأله المفضّل بن عمر عن الحسَب، فقالعليه‌السلام : المال، قال : فالكرم، قالعليه‌السلام : التقوى، قال : فالسؤدد، قالعليه‌السلام : السخاء، ويحَك أما رأيت حاتم طيّ كيف ساد قومه وما كان بأجودهم موضعاً.

١٦٨ : المعروف زكاة النعم، والشفاعة زكاة الجاه، والعلل زكاة الأبدان والعفو زكاة الظفر، وما اُدّي زكاته فهو مأمون السلب.

١٦٩ : من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع، والمعارضة قبل أن يفهم، والحُكم بما لا يعلم.

١٧٠ : سرّك من دمك فلا تجره في غير أوداجك.

١٧١ : صدرك أوسع لسرّك.

١٧٢ : مَن لم يواخِ مَن لا عيب فيه قلَّ صديقه، ومَن لم يرض من صديقه إِلا بايثاره على نفسه دام سخطه، ومَن عاتب على كلّ ذنب دام تعتيبه.

١٧٣ : لو علم السَيّئ الخُلق أنه يعذّب نفسه لتسمَّح في خلقه.

١٧٤ : ما أرتجّ على امرئ، واُحجم عليه الرأي، واُعيت به الحيل إِلا كان الرفق مفتاحه.

١٧٥ : ثلاثة لا يصيبون إِلا خيراً : اُولو الصمت، وتاركو الشرّ، والمكثرون ذكر اللّه عزّ وجلّ، ورأس الحزم التواضع.

١٧٦ : امتحن أخاك عند نعمة تجدّد لك، أو نائبة تنوبك.

١٧٧ : مَن ظهر غضبه ظهر كيده، ومن قوي هواه ضعف حزمه.

٨٩

١٧٨ : مَن لم يقدّم الامتحان قبل الثقة، والثقة قبل الانس، أثمرت مودَّته ندماً.

١٧٩ : لحظ الانسان طرف من خبره.

١٨٠ : المستبدّ برأيه موقوف على مداحض(١) الزلل(٢) .

١٨١ : مَن لم يسأل اللّه من فضله افتقر(٣) .

١٨٢ : إِن الدعاء أنفذ من السنان(٤) .

١٨٣ : وكان عنده قوم يحدّثهم، إِذ ذكر رجل منهم رجلاً فوقع فيه وشكا منه، فقال له أبو عبد اللّهعليه‌السلام : وأنّى لك بأخيك كلّه، أيّ الرجال المهذب(٥) .

١٨٤ : التواصل بين الاخوان في الحضر التزاور، وفي السفر التكاتب(٦) .

١٨٥ : جبلت القلوب على حبّ من ينفعها، وبُغض من أضرّها(٧) .

______________________

(١) مزالق.

(٢) البحار، ج ١٧ ابتداءً من رقم ١٥٥.

(٣) الكافي، باب فضل الدعاء والحث عليه.

(٤) الكافي، باب ان الدعاء سلاح المؤمن.

(٥) الكافي، باب الاغضاء.

(٦) الكافي، باب التكاتب.

(٧) روضة الكافي.

٩٠

١٨٦ : الدَّين غمُّ بالليل وذلًّ بالنهار.

١٨٧ : برّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم، وعفّوا عن نساء الناس تعفّ نساؤكم.

١٨٨ : المرء كثير بأخيه، ولا خير في صحبة مَن لم ير لك مثل الذي ترى لنفسه.

١٨٩ : وتخاصم رجلان بحضرته، فقالعليه‌السلام لهما : أما إِنه لم يظفر بخير من ظفر بالظلم، ومن يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء إِذا فعل به.

١٩٠ : لا عيش أهنأ من حُسن الخُلق، ولا مال أنفع من القناعة باليسير المجزي، ولا جهل أضرّ من العجب.

١٩١ : تصافحوا فإنها تذهب السخيمة(١) .

١٩٢ : اتّقِ اللّه بعض التُقى وإِن قَل، ودع بينك وبين اللّه ستراً وإِن رق.

١٩٣ : كثرة النظر بالحكمة تلقح العقل.

١٩٤ : وسئل عن صفة العدل من الرجل، فقالعليه‌السلام : إِذا غضَّ طرفه عن المحارم، ولسانه عن المآثم، وكفّه عن المظالم.

١٩٥ : مَن لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب برأيه.

١٩٦ : خِصلتان لا يجتمعان في منافق : سمت حسن، وفقه في سنّة.

١٩٧ : ليس من أحد وإِن ساعدته الاُمور بمستخلص غضارة عيش(٢) إِلا من خِلال مكروه، ومن انتظر بمعاجلة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته، لأن من شأن الأيام السلب، وسبيل الزمن الفوت(٣) .

______________________

(١) الحقد.

(٢) غضارة العيش : طيبه وسعته وخصبه.

(٣) تحف العقول، وهذا غير ما سمّاه بنثر الدرر : ٢٨١.

٩١

١٩٨ : كم من مغرور بما قد أنعم اللّه عليه وكم من مستدرج بستر اللّه عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه(١) .

١٩٩ : العافية نعمة خفيّة : اذا وجدت نسيت، واذا فقدت ذكرت.

٢٠٠ : العافية نعمة يعجز الشكر عنها(٢) .

٢٠١ : الشؤم في ثلاثة : في المرأة، والدابّة، والدار، فأمّا الشؤم في المرأة فكثرة صداقها وعقوق زوجها، وأمّا الدابّة فسوء خلقها ومنعها ظهرها، وأمّا الدار فضيق ساحتها وشرّ جيرانها وكثرة عيوبها(٣) .

٢٠٢ : وقيل له : أيّ الخِصال بالمرء أجمل ؟ فقالعليه‌السلام : وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.

٢٠٣ : خمس مَن لم تكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع، قيل : وما هي يا ابن رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ فقالعليه‌السلام : الدين، والعقل، والحياء، وحُسن الخُلق، وحُسن الأدب. وخمس من لم تكن فيه لم يَهنَ بالعيش : الصحّة، والأمن، والغنى، والقناعة، والأنيس الموافق(٤) .

٢٠٤ : كم من صبر ساعة قد أورثت فرحاً طويلاً، وكم من لذّة قد أورثت خزناً طويلاً(٥) .

٢٠٥ : ليس من الإنصاف مطالبة الاخوان بالإنصاف(٦) .

______________________

(١) روضة الكافي.

(٢) مجالس الصدوق، المجلس / ٤٠.

(٣) مجالس الصدوق، المجلس / ٤٢.

(٤) مجالس الصدوق، المجلس / ٤٨.

(٥) مجالس الشيخ الطوسي، المجلس / ٦.

(٦) مجالس الشيخ الطوسي، المجلس / ١٠، والوسائل : ٨/٤٥٨/٣.

٩٢

٢٠٦ : ليس لحاقن رأي، ولا لملول صديق، ولا لحسود غنى، وليس بحازم من لم ينظر في العواقب، والنظر في العواقب تلقيح القلوب.

٢٠٧ : عليك بالسخاء وحُسن الخُلق، فإنهما يزينان الرجل كما تزين الواسطة القلادة.

٢٠٨ : ثلاثة من السعادة : الزوجة المواتية، والولد البارّ، والرجل يرزق معيشته يغدو على اصلاحها ويروّح الى عياله(١) .

٢٠٩ : النوم راحة للجسد، والنُطق راحة للروح، والسكوت راحة للعقل(٢) .

٢١٠ : لا تُسمّ الرجل صديقاً سمة معرفة حتّى تختبره بثلاثة : تغضبه فتنظر غضبه يخرجه من الحقّ الى الباطل، وعند الدينار والدرهم، وحتّى تسافر معه(٣) .

٢١١ : كم من نعمة اللّه عزّ وجلّ على عبده في غير عمله، وكم من مؤمّل أملاً والخيار في غيره، وكم من ساع الى حتفه وهو مبطئ عن حظه(٤) .

٢١٢ : من الجَور قول الراكب للراجل : الطريق.

٢١٣ : من حبّ الرجل دينه حبّه إِخوانه.

٢١٤ : شرف المؤمن صلاته بالليل، وعزّه كفّ الأذى عن الناس(٥) .

٢١٥ : تقرّبوا الى اللّه بمواساة إِخوانكم.

٢١٦ : ضمنتُ لمن اقتصد ألا يفتقر.

٢١٧ : اصبر على أعداء النعم، فإنك لن تكافئ من عصى اللّه فيك بأفضل من أن تطيع اللّه فيه.

______________________

(١) مجالس الشيخ الطوسي، المجلس /١١.

(٢) مجالس الصدوق، المجلس /٦٨.

(٣) مجالس الشيخ الطوسي، المجلس /٣٢.

(٤) بحار الأنوار : ٧٨/١٩١/٤.

(٥) مرّت هذه الكلمة مع بعض التغيير.

٩٣

٢١٨ : من رضي القضاء أتى عليه القضاء وهو مأجور، ومن سخط القضاء أتى عليه القضاء وأحبط اللّه عمله.

٢١٩ : تهادوا تحابّوا، فإن الهديّة تذهب بالضغائن(١) .

٢٢٠ : ما عُبد اللّه بأفضل من الصمت والمشي الى بيته.

٢٢١ : أنهاك عن خِصلتين فيهما هلك الرجال : أن تدين اللّه بالباطل، أو تُفتي الناس بما لا تعلم.

٢٢٢ : من حقيقة الايمان أن تؤثر الحقّ وإِن ضرَّك، على الباطل وإِن نفعك، وألا يجوز منطقك عملك.

٢٢٣ : حرم الحريص خِصلتين ولزمته خِصلتان : حرم القناعة فافتقد الراحة، وحرم الرضا فافتقد اليقين(٢) .

٢٢٤ : مع التثبّت تكون السلامة، ومع العجل تكون الندامة.

٢٢٥ : من ابتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه.

٢٢٦ : الرجال ثلاثة : رجل بماله، ورجل بجاهه، ورجل بلسانه، وهو أفضل الثلاثة.

٢٢٧ : لا تصلح المسألة إِلا في ثلاث : في دم مقطع(٣) أو غرم مثقل(٤) أو حاجة مدقعة(٥) .

______________________

(١) الخصال للصدوق، باب الواحد.

(٢) الخصال للصدوق، باب الاثنين.

(٣) الظاهر أنه اسم مفعول أي أنه بازائه مال يودي به.

(٤) الغرم : الدين، مثقل اسم فاعل.

(٥) مفقرة شديد فقرها.

٩٤

٢٢٨ : إِن أحقّ الناس أن يتمنّى للناس الغنى البخلاء، لأن الناس إِذا استغنوا كفّوا عن أموالهم، وأحقّ الناس أن يتمنّى للناس الصلاح أهل العيوب، لأن الناس اذا صلحوا كفّوا عن تتبّع عيوب الناس، وأحقّ الناس أن يتمنّى للناس الحلم أهل السفه، الذين يحتاجون الى أن يعفى عن سفههم، فأصبح أهل البخل يتمنّون فقر الناس، وأصبح أهل العيوب يتمنّون معايب الناس، وأصبح أهل السفه يتمنّون سفه الناس، وفي الفقر الحاجة الى البخيل، وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب، وفي السفه المكافاة بالذنوب.

٢٢٩ : ثلاثة من عاداهم ذلّ : الوالد، والسلطان، والغريم(١) .

٢٣٠ : مطلوب الناس في الدنيا الفانية أربعة : الغنى، والدَعَة، وقلّة الاهتمام، والعزّ، فأمّا الغنى فهو موجود في القناعة، فمن طلبه في كثرة المال لم يجدها، وأمّا قلّة الاهتمام فموجودة في قلّة الشغل، فمن طلبها مع كثرته لم يجدها، وأمّا العزّ فموجود في خدمة الخالق، فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده.

٢٣١ : وجدت علم الناس كلّهم في أربعة : أوّلها أن تعرف ربّك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك.

٢٣٢ : اذا فشت أربعة ظهرت أربعة : اذا فشا الزنا ظهرت الزلازل، وإِذا اُمسكت الزكاة هلكت الماشية، وإِذا جار الحاكم في القضاء اُمسك القطر من السماء، وإِذا خفرت الذمّة نصر المشركون على المسلمين.

٢٣٣ : إِن الصبر والبرّ والحلم وحُسن الخُلق من أخلاق الأنبياء.

٢٣٤ : أربعة تذهب ضياعاً : الأكل بعد الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها.

______________________

(١) الخصال، للصدوق، باب الثلاثة.

٩٥

٢٣٥ : أربعة تذهب ضياعاً : مودَّة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا شكر له، وعلم عند من لا استماع له، وسرّ تودعه من لا حصانة له(١) .

٢٣٦ : خمس من خمسة محال : النصيحة من الحاسد محال، والشفقة من العدوّ محال، والحرمة من الفاسق محال، والوفاء من المرأة محال، والهيبة من الفقر محال.

٢٣٧ : خمس هنَّ كما أقول : ليست لبخيل راحة، ولا لحسود لذَّة، ولا لملول وفاء، ولا لكذَّاب مروَّة، ولا يسود سفيه.

٢٣٨ : خمسة لا ينامون : الهام بدم يسفكه، وذو المال الكثير لا أمين له، والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا يناله، والمأخوذ بالمال الكثير ولا مال له، والمحبّ حبيباً يتوقّع فراقه(٢) .

٢٣٩ : مَن لم يكن له واعظ من قبله، وزاجر من نفسه، ولم يكن له قرين مرشداً، استمكن عدوّه من عنقه(٣) .

٢٤٠ : لن يهلك امرؤ عن مشورة(٤)

٢٤١ : مجاملة الناس ثلث العقل(٥) .

٢٤٢ : من التواضع أن تُسلّم على من لقيت(٦) .

______________________

(١) الخصال للصدوق، باب الأربعة ابتداء من الكلمة رقم ٢٣٠.

(٢) الخصال للصدوق، باب الخمسة ابتداء من رقم ٢٣٦.

(٣) وسائل الشيعة، باب استحباب مشاورة التقي العاقل : ٨/٤٢٥/١.

(٤) وسائل الشيعة، باب استحباب مشاورة أصحاب الرأي : ٨/٤٢٤/٤.

(٥) وسائل الشيعة، باب استحباب مجاملة الناس : ٨/٤٣٤/١.

(٦) وسائل الشيعة، باب استحباب افشاء السلام : ٨/٤٣٨/١.

٩٦

٢٤٣ : المنّ يهدم الصنيعة(١) .

٢٤٤ : المعروف ابتداء، فأمّا ما أعطيته بعد المسألة فإنما كافيته بما بذل لك من وجهه(٢) .

٢٤٥ : أفضل الصدقة ابراد كبد حرّاء(٣) .

٢٤٦ : من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان يومه الذي هو فيه خيراً من أمسه الذي ارتحل عنه فهو مغبوط(٤) .

٢٤٧ : المؤمن يداري ولا يماري(٥) .

٢٤٨ : من لم يتفقَد النقص في نفسه دام نقصه، ومن دام نقصه فالموت خير له.

٢٤٩ : من أذنب من غير عمد كان للعفو أهلاً(٦) .

٢٥٠ : الخشية ميراث العلم، والعلم شعاع المعرفة وقلب الايمان، ومَن حرم الخشية لا يكون عالماً وإِن شقّ الشعر في متشابهات العلم(٧) .

٢٥١ : إِن مَن أجاب عن كلّ ما يسأل لمجنون(٨) .

٢٥٢ : من لاحى الرجال ذهبت مروّته(٩) .

______________________

(١) من لا يحضره الفقيه : ٢/٤١/٣٣.

(٢) بحار الأنوار : ٤٧/٦١/١١٨.

(٣) وسائل الشيعة، ٣/٥٨.

(٤) وسائل الشيعة، كتاب زيد الزراد.

(٥) يجادل.

(٦) بحار الأنوار : ١٧/٢٦٥/٢٦٦.

(٧) بحار الأنوار : ٢/٥٢/١٨.

(٨) بحار الأنوار : ٢/١١٧/١٥.

(٩) بحار الأنوار : ٢/١٢٨/٧.

٩٧

٢٥٣ : لا تفتش الناس فتبقى بلا صديق.

٢٥٤ : مَن لم يرض بصديقه إِلا بايثاره على نفسه دام سخطه(١) .

٢٥٥ : كفى بخشية اللّه علماً وكفى بالاغترار جهلاً.

هذا آخر ما تيسّر لي جمعه واختياره من طرائف حِكمه، وجوامع كلمه وعساني توفّقت لإيقاف القارئ على كنز من الحِكم لا يعادل بثمن، ولا يساوى بقيمة.

ولادته ووفاته (ولادته)

المعروف بين أهل الحديث والتأريخ أن ولادتهعليه‌السلام كانت في السابع عشر من ربيع الأوّل، إِمّا عام ٨٠ للهجرة، أو ٨٣، وكلا القولين مشهوران بينهم.

ولكن تقدم أنهعليه‌السلام قال في بعض وقفاته أمام المنصور : «وها أنذا قد ذرفت على السبعين» أي زدت عليها، وروى عن محمّد بن الربيع حاجب المنصور لمّا جاء بالصادق ليلاً الى المنصور وقال عنه : وكان قد جاوز السبعين، وذكر المجلسي طاب ثراه في أحوالهعليه‌السلام رواية عن محمّد بن سعيد أنهعليه‌السلام قُبض وهو ابن إِحدى وسبعين سنة، وهذا كما ترى لا يتفق مع القول الثاني، ولا الأوّل، لأنهم متّفقون على أن وفاته كانت عام ١٤٨، فعليه تكون ولادته قبل الثمانين بثلاث سنين أو اكثر.

وبهذا تكون الروايات في سنة وفاته ثلاثاً، وأوسطها رواية الثمانين، ولعلّها أولاها.

وفاته

وقيل : كانت وفاتهعليه‌السلام في الخامس والعشرين من شّوال.

وقيل : في النصف من رجب، والأوّل هو المشهور، واتّفق المؤرّخون من الفريقين على أن وفاته كانت عام ١٤٨ كما قلنا.

كما اتّفق مؤلفو الشيعة على أن المنصور اغتاله بالسمّ على يد عامله بالمدينة، وقيل أن السّم كان في عنب كما ذكر ذلك الكفعمي في المصباح.

وذكر بعض أهل السنّة أيضاً موته بالسمّ، كما في «إِسعاف الراغبين» و«نور الأبصار» و«تذكرة الخواص» و«الصواعق المحرقة» وغيرها.

______________________

(١) وسائل الشيعة : ٢/٢١٣.

٩٨

عند الموت

ولمّا كاد أن يلفظ النفس الأخير من حياته أمر أن يجمعوا له كلّ مَن بينه وبينهم قرابة، وبعد أن اجتمعوا عنده فتح عينيه في وجوههم فقال مخاطباً لهم : إِن شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصلاة(١) .

وهذا يدلّنا على عظم اهتمام الشارع الأقدس بالصلاة، فلم تشغل إِمامناعليه‌السلام ساعة الموت عن هذه الوصيّة، وما ذاك إِلا لأنه الإمام الذي يهمّه أمر الاُمة وإِرشادها الى الصلاح حتّى آخر نفس من حياته، وكانت الصلاة أهم ما يوصي به ويلفت اليه.

وأحسب إِنما خصّ أقرباءه بهذه الوصيّة، لأن الناس ترتقب منهم الإصلاح والإرشاد فيكون تبليغ هذه الوصيّة على ألسنتهم أنفذ، ولأنهم عترة الرسول فعسى أن يتوهّموا أن قربهم من النبي وسيلة للشفاعة بهم وإِن تسامحوا في بعض أحكام الشريعة، فأراد الصادق أن يلفتهم الى أن القرب لا ينفعهم ما لم يكونوا قائمين بفرائض اللّه.

______________________

(١) بحار الأنوار : ٤٧/٢/٥، محاسن البرقي : ١/٨٠.

٩٩

وكانت زوجته اُمّ حميدة(١) تعجب من تلك الحال وأن الموت كيف لم يشغله عن الاهتمام بشأن هذه الوصيّة، فكانت تبكي اذا تذكّرت حالته تلك(٢) .

وأمر أيضاً وهو بتلك الحال لكلّ واحد من ذوي رحمه بصلة، وللحسن الأفطس(٣) بسبعين ديناراً، فقالت له مولاته سالمة : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ قال : تريدين ألا أكون من الذين قال اللّه عزّ وجل فيهم :( والذين يصلون ما أمر اللّه به أن يوصل ويخشون ربّهم ويخافون سوء الحساب ) (٤) نعم يا سالمة إِن اللّه خلق الجنّة فطيّب ريحها، وإِن ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاقّ ولا قاطع رحم(٥) .

وهذا أيضاً يرشدنا الى أهميّة صِلة الأرحام بعد الصلاة وقد كشف في بيانه عن أثر القطيعة.

وما اكتفىعليه‌السلام بصِلة رحمه فقط بل وصل من قطعه منهم بل مَن همّ بقتله، تلك الأخلاق النبويّة العالية.

بعد الموت

ولمّا قُبضعليه‌السلام كفّنه ولده الكاظمعليه‌السلام في ثوبين شطويين(٦)

______________________

(١) هي اُمّ الكاظمعليه‌السلام .

(٢) محاسن البرقي : ١/٨٠/٦.

(٣) أشرنا الى شيء من حاله في تعليقة ج ١ ٢٢٩.

(٤) الرعد : ٢١.

(٥) المناقب : ٤/٢٧٣، والغيبة للشيخ الطوسي : ١٢٨.

(٦) شطا : اسم قرية في مصر تنسب اليها الثياب الشطويّة.

١٠٠