على عدم اطمئنان صاحبها اليها ولسانها «عن مالك انه بلغه ان رسول الله»، ولعل الموطأ هو أقدم مصادرها في كتب الحديث، كما أن ابن هشام هو أقدم رواتها في كتب السير
فيما يبدو.
وما عدا هذين الكتابين، فقد ذكرها ابن حجر في صواعقه مرسلة، وذكرها الطبراني فيما حكي عنه
.
ومثل هذه الرواية - وهي بهذه الدرجة من الضعف لأنها لاتزيد على كونها مرفوعة او مرسلة، ولو قدر صحتها فهي لاتزيد على كونها من أخبار الاحاد - هل يمكن ان تقف بوجه حديث الثقلين مع وفرة رواته في كتب السنة وتصحيح الكثير من رواياته، كما سبق بيانه؟.
هذا كله من حيث سند الحديثين.
أما من حيث المضمون، فانا - شخصيا - لا أكاد أفهم كيف يمكن أن تكون السنة مرجعا يطلب الى المسلمين في جميع عصورهم أن يتمسكوا بها الى جنب الكتاب، وهي غير مجموعة على عهدهصلىاللهعليهوآله
وفيها الناسخ والمنسوخ، والعام والخاص، والمطلق والمقيد.
ولقد كان رسول اللهصلىاللهعليهوآله
بالمدينة واصحابه كما يقول ابن حزم: «مشاغيل في المعاش، وتعذر القوت عليهم لجهد العيش بالحجاز، وانه كان يفتي بالفتيا ويحكم بالحكم بحضرة من حضره من أصحابه فقط، وأنه انما قامت الحجة على سائر من لم يحضرهصلىاللهعليهوآله
بنقل من حضره، وهم واحد او اثنان
».
واذا صح هذا وهو صحيح جدا لأن التاريخ لم يحدثنا عنهصلىاللهعليهوآله
أنه كان يجمع الصحابة جميعا، ويبلغهم بكل ما يجد من أحكام، ولو
____________________