علي ومناوئوه

علي ومناوئوه0%

علي ومناوئوه مؤلف:
الناشر: القاهرة دار المعلّم للطباعة
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 219

علي ومناوئوه

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور نوري جعفر
الناشر: القاهرة دار المعلّم للطباعة
تصنيف: الصفحات: 219
المشاهدات: 25492
تحميل: 6388

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 219 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25492 / تحميل: 6388
الحجم الحجم الحجم
علي ومناوئوه

علي ومناوئوه

مؤلف:
الناشر: القاهرة دار المعلّم للطباعة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال: اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلتصق بالأرض. فضرب حتى لزم الأرض. ثم قال: اقلعوا عنه. فسأله: إيه ما قولك في علي. قال: والله لو شرحتني بالمواسي والمُدى ما قلت إلا ما سمعت مني. قال: لتلعننه أو لأضربن عنقك. قال: إذاً تضربها والله قبل ذلك! فإن أبيت إلا أن تضربها رضيت بالله وشقيت أنت. قال: ادفعوا في رقبته. ثم قال: أوقروه حديداً والقوه في السجن.

ويستمر الطبري على سرد تلك المأساة فيروي لنا قصة شهادة الزور الكبرى التي لفقها حكّام المسلمين آنذاك على هؤلاء النفر من المسلمين: (هذا ما شهد عليه أبو بردة بن أبي موسى لله رب العالمين: شهد أن حجر بن عدي خلع الطاعة وفارق الجماعة. وجمع إليه الجموع يدعوهم إلى نكث البيعة وخلع أمير المؤمنين معاوية، وكفر بالله عَزَّ وجَلَّ كفرة صلعاء. فقال زياد: على مثل هذه الشهادة فاشهدوا. أما والله لأجهدن على قطع خيط عنق الخائن الأحمق. فشهد رءوس الأرباع على مثل شهادته.. وكانوا أربعة.

ثم إن زياداً دعا الناس فقال: اشهدوا على مثل شهادة رءوس الأرباع، فقرأ عليهم الكتاب. فقام أول الناس عناق بن شرحبيل‏ بن أبي دهم التيمي.. فقال: زياد: أبدءوا بأسامي قريش ثم اكتبوا اسم (عناق) في الشهود ومن نعرفه ويعرفه أمير المؤمنين. فشهد: إسحاق بن طلحة بن عبيد الله، وموسى بن طلحة، وإسماعيل بن طلحة، والمنذر بن الزبير، وعمارة بن عقبة بن أبي معيط، وعبد الرحمن بن هناد، وعمر بن سعد بن أبي وقَّاص، وعامر بن مسعود بن أُمية، ومحرز بن ربيعة بن عبد العزى

٢٠١

بن عبد شمس، وعبيد الله بن مسلم بن شعبة الحضرمي، وعناق بن شرحبيل‏ بن أبي دهم، ووائل بن حجر الحضرمي، وكثير بن شهاب بن حصين الحارثي، وقطن بن عبد الله بن حصين، والسرى بن وقاص الحارثي - وكتبت شهادته وهو غائب في عمله - والسائب بن الأقرع الثقفي، وشبث بن ربعي، وعبد الله بن أبي عقيل الثقفي، ومصقلة بن هبيرة الشيباني، والقعقاع بن شور الدهلي، وشداد بن المنذر بن الحارث بن وغلة الذهلي.. وحجار بن أبجر العجلي، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، ولبيد بن عطارد التميمي، ومحمد بن عمير بن عطارد التميمي، وسويد بن عبد الرحمن التميمي، وأسماء بن خارجة الفزاري، وشمر بن ذي الجوشن العامري، وشداد ومروان ابنا الهيثم الهلاليان، ومحصن بن ثعلبة من عائدة قريش، والهيثم بن الأسود النخعي - وكان يعتذر إليهم - وعبد الرحمن بن قيس الأسدي، والحارث وشداد ابنا الأزمع الهمدانيان، وكريب بن سلمة بن يزيد الجعفي، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، وزحر بن قيس الجعفي، وقدامة بن العجلان الأزدي، وعزرة بن عزرة الأحمسي.

وكُتبت شهادة هؤلاء الشهود في صحيفة ثم دفعها زياد إلى وائل بن حجر الحضرمي وكثير بن شهاب الحارثي، وبعثهما عليهم، وأمرهما أن يخرجا بهم. وكتب في الشهود شريح بن الحارث القاضي وشريح بن هاني الحارثي. فأما شريح القاضي فقال: سألني عن حجر فأخبرته أنه كان صوَّاماً قواماً. وأما شريح بن هاني الحارثي فكان يقول: ما شهدت، ولقد بلغني أن قد كتبت شهادتي فأكذبته ولمته.. فمضوا بهم حتى انتهوا إلى الغريَّين فلحقهم شريح بن هاني معه كتاب. فقال لكثير: بلغ كتابي هذا أمير المؤمنين.

٢٠٢

ودفع وائل بن حجر كتاب شريح بن هاني فقرأه فإذا به: أما بعد، فإنه بلغني أن زياداً كتب إليك بشهادتي على حجر بن عدي، وإن شهادتي على حجر أنه ممن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويديم الحج والعمرة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حرام الدم والمال).

وأما من قُتل من أصحاب حجر فهم كما يقول الطبري: (حجر بن عدي وشريك بن شداد الحضرمي، وصيفي بن فسيل الشيباني، وقبيصة بن ضبيعة العبسي، ومحرز بن شهاب السعدي ثم المنقري، وكدام بن حيان العنزي، وعبد الرحمن بن حسان العنزي الذي رُدَّ إلى زياد فدُفِن حياً)(١) .

وقد رثت هند بنت زيد بن مخرمة الأنصارية حجراً:

ترفع أيُّها القمر المنير

تبصَّر هل ترى حجراً يسير

يسير إلى معاوية بن حرب

ليقتله كما زعم الأمير

ألا يا حجر، حجر بن عدي

توقَّتك السلامة والسرور

أخاف عليك ما أرضى عدياً

وشيخاً في دمشق له زئير

يرى قتل الخيار عليه حقاً

له من شر أمته وزير

وهكذا انتهت، على ما يقول الدكتور طه حسين(٢) : (هذه المأساة المنكرة التي استباح فيها أمير من أمراء المسلمين أن يعاقب الناس على معارضة لا إثم فيها، وأن يكره وجوه الناس وأشرافهم على أن يشهدوا عليهم زوراً وبهتاناً، وأن يكتب شهادة القاضي على غير علم منه ولا رضاً... استباح أمير من أمراء المسلمين لنفسه هذا الإثم، واستحل هذه البدع واستباح إمام من أئمة المسلمين أن يقضى بالموت على نفر من الذين عصم الله دماءهم، دون أن يراهم أو يسمع لهم أو يأذن لهم في الدفاع عن أنفسهم).

____________________

(١) تاريخ الأمم والملوك: ٦ / ١٥٥.

(٢) الفتنة الكبرى، ج ٢ (علي وبنوه): ٢٤٣.

٢٠٣

(٢)

نماذج أخرى من غدر معاوية

لقد مر بنا الإلماع إلى بعض حوادث غدر معاوية بخصومه، وبخاصة تدبيره مؤامرة قتل الأشتر في طريقه إلى مصر. ولعل أبرز تلك الحوادث غدره بالحسن بن علي بعد الصلح المعروف الذي عقد بين الطرفين. ولم يكتف معاوية بالنكث بذلك العهد، وإنما ذهب إلى تدبير مؤامرة قتل الحسن.

قال المسعودي(١) : (وذُكر أن امرأة الحسن جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي سقته السم، وقد كان معاوية دسَّ لها).

وذكر المسعودي كذلك(٢) : (أن عبد الله بن العباس وفد على معاوية فقال: والله، إني لفي المسجد إذ كبّر معاوية في الخضراء فكبّر أهل الخضراء.. فخرجت فاختة بنت قرظة بن عمرو بن نوفل بن عبد المناف - وهي زوج معاوية بن أبي سفيان - من خوخة لها فقالت: سرَّك الله يا أمير المؤمنين، ما هذا الذي بلغك فسُررتَ به؟ قال: موت الحسن) وفعْل معاوية شيء مشابه لما ذكرناه في قضية تدبيره مؤامرة قتل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد.

____________________

(١) مروج الذهب ومعادن الجوهر: ٢ / ٣٠٣.

(٢) المصدر نفسه: ٢ / ٣٠٧.

٢٠٤

(٣)

إلحاقه زياد بن أبية بأبي سفيان

ذكر المسعودي(١) : (ولما همَّ معاوية بإلحاق زياد بأبي سفيان - أبيه - وذلك في سنة أربعين، شهد عنده زياد بن أسماء الحرمازي، ومالك بن ربيعة السلوي، والمنذر بن الزبير بن العوام أن أبا سفيان أخبر أنه ابنه... ثم زاده يقيناً إلى ذلك شهادة أبي مريم السلولي. وكان أخبر الناس ببدء الأمر، وذلك أنه جمع بين أبي سفيان وسمية أم زياد في الجاهلية على زنا، وكانت سمية من ذوات الرايات بالطائف، تؤدى الضريبة إلى الحارث بن كلدة، وكانت تنزل في الموضع الذي تنزل فيه البغايا بالطائف وخارجاً عن الحضر في محلة يقال لها حارة البغايا...).

ثم ذكر المسعودي نص شهادة الاستلحاق: (قال أبو مريم السلولي: أشهد أن أبا سفيان قدم علينا بالطائف وأنا خمَّار في الجاهلية، فقال: أبغني بغيَّاً، فأتيته وقلت: لم أجد إلا جارية الحارث بن كلدة: سمية. فقال: ائتني بها على ذفرها وقذرها. فقام يونس بن عبيد أخو صفية مولاة سمية فقال: يا معاوية، قضى الله ورسوله: أن الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقضيت: أن الولد للعاهر.. مخالفة لكتاب الله).

ويستطرد المسعودي في ذكر هذه القصة الطريفة فيروى ما قاله عبد الرحمن بن أم الحكم في ذلك من شعر:

ألا أبلغ معاوية بن حرب

مغلغَلةً عن الرجل اليماني

أتغضب أن يقال: أبوك عفٌّ

وترضى أن يقال: أبوك زاني؟

____________________

(١) مروج الذهب ومعادن الجوهر ٢ / ٣١٠ - ٣١٢.

٢٠٥

فاشهد أن رحِمكَ من زياد

كَرَحْم الفيل من ولد الأتان

وفي زياد وإخوته يقول خالد النجاري:

إن زياداً و نافعاً وأبا

بَكْرَةَ عندي من أعجبِ العجبِ

إن رجالاً ثلاثة خلقوا

من رِحْمِ أنثى مخالفي النسب

ذا قرشي فيما يقول، و ذا

مَوْلىً، و هذا ابن عمه عربي

ويروى ابن أبي الحديد(١) ظروف قصة الاستلحاق على الوجه التالي: (فلما ورد الكتاب على زياد قام فخطب الناس وقال: العجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النفاق يهدِّدني، ثم كتب إلى علي وبعث بكتاب معاوية في كتابه.. وكتب له الإمام:إن معاوية كالشيطان الرجيم يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فاحذره ثم احذره... . فلما قتل علي، بقى زياد في عمله وخاف معاوية جانبه وعلم صعوبة ناحيته وأشفق من ممالأته الحسن... فكتب إليه:... أما بعد: فإنك عبد قد كفرت النعمة واستدعيت النقمة... لا أم لك، بل لا أب لك. يا ابن سمية! إذا أتاك كتابي هذا فخذ الناس بالطاعة والبيعة وأسرع الإجابة.. وإلا اختطفتك بأضعف ريش ونلتك بأهون سعي. وأقسم قسماً مبروراً أن لا أوتي بك إلا في زمارة، تمشي حافياً من أرض فارس إلى الشام، حتى أقيمك في السوق، وأبيعك عبداً، وأردك إلى حيث كنت فيه وخرجت منه....

فلما ورد الكتاب على زياد غضب غضباً شديداً وجمع الناس وصعد المنبر، وقال: إن ابن آكلة الأكباد وقاتلة أسد الله، ومظهر الخلاف، وسر النفاق، ورئيس الأحزاب. ومن أنفق ماله في إطفاء نور الله، كتب إلى يرعد ويبرق عن سحابة جَفْلٍ لا ماء فيها.

____________________

(١) شرح نهج البلاغة: ٤ / ٦٨ - ٧٢.

٢٠٦

ثم نزل، وكتب إلى معاوية:

.. لقد وصل إليَّ كتابك.. فوجدتك كالغريق يغطِّيه الموج فيتشبث بالطحلب ويتعلق بأرجل الضفادع.. ولولا حلم ينهاني عنك.. لأثرت لك مخازي لا يغسلها الماء.. وإن كنت ابن سمية فأنت ابن جماعة. أما زعمك أنك تخطفني بأضعف ريش، فهل سمعت بذئب أكله خروف.

فلما ورد كتاب زياد على معاوية غمَّه وأحزنه وبعث إلى المغيرة بن شعبه فخلا به. قال المغيرة:.. إن زياداً رجل يحب الشرف والذكر وصعود المنابر، فلو لاطفته المسألة، وألنت له الكتاب، لكان لك أميل وبك أوثق، فاكتب إليه وأنا الرسول. فكتب معاوية:

.. إلى زياد بن أبي سفيان.. حملك سوء ظنك بي وبغضك لي على أن عققت قرابتي وقطعت رحمي.. حتى كأنك لست أخي وليس صخر بن حرب أباك وأبي. وشتان ما بيني وبينك. أطلب بدم ابن العاص وأنت تقاتلني.

فرحل المغيرة بالكتاب حتى قدم فارس، فلما رآه زياد قدّمه وأدناه ولطف به، فرفع إليه الكتاب. فجعل يتأمله ويضحك. ثم جمع الناس.. وصعد المنبر.. وقال: لقد نظرت في أمور الناس منذ قتل عثمان.. فوجدتهم كالأضاحي في كل عيد يذبحون.

وكتب كتاب الجواب إلى معاوية:

الحمد لله الذي عرفك الحق وردك إلى الصلة. ولست ممن يجهل معروفاً ولا يغفل حسباً..

وروى المدائني قال: لم أراد معاوية استلحاق زياد وقد قدم عليه من الشام جمعٌ من الناس وصعد المنبر واصعد زياداً معه، ثم قال: إني قد عرفت نسبنا أهل البيت في زياد، فمن كان عنده شهادة فليقم بها.. فقام أبو مريم السلولي وكان خمَّاراً في الجاهلية فقال: إن أبا سفيان قدم علينا بالطائف، فأتاني فاشتريت له لحماً وخمراً وطعاماً،

٢٠٧

فلما أكل قال: يا أبا مريم، اصب لي بغيَّاً. فخرجت فأتيت بسمية.. تجر ذيلها فدخلت معه.

وروى شيخنا أبو عثمان: أن زياداً مر، وهو والي البصرة، بأبى العريان العدوي، وكان شيخاً مكفوفاً ذا لسان وعارضة شديدة، فقال أبو العريان: ما هذه الجلبة؟ قالوا: زياد بن أبي سفيان. قال: والله ما ترك أبو سفيان إلاّ يزيد ومعاوية وعتبة وعنبسة وحنظلة ومحمداً، فمن أين جاء زياد: فبلغ الكلام زياداً، وقال قائل له: لو سددت عنك فم هذا الكلب، فأرسل إليه بمئتي دينار! فقال له رسول زياد: إن ابن عمك زياداً الأمير قد أرسل إليك مئتي دينار.. ثم مر به زياد من الغد في موكبه. فوقف عليه وسلَّم. وبكى أبو العريان. فقال: ما يبكيك؟ قال: عرفت صوت أبي سفيان في صوت زياد. فبلغ ذلك معاوية فكتب إلى أبي العريان:

ما ألبثتك الدّنانير الّتي بعثت

أن لوّنتك أبا العريان ألوانا

أمسى إليك زياد في أرومته

نكراً فأصبح ما أنكرت عرفانا

للَّه درّ زياد لو تعجّلها

كانت له دون ما يخشاه قربانا

فلما قُرئ كتاب معاوية على أبي العريان قال: أكتب جوابه يا غلام:

أحدث لنا صلة تحيا النّفوس بها

قد كدت يا ابن أبي سفيان تنسانا

أمّا زياد فقد صحّت مناسبه

عندي فلا أبتغي في الحقّ بهتانا

من يسد خيرا يصبه حين يفعله

أو يسد شرّاً يصبه حيثما كانا(١)

وقد تم ذلك سنة ٥٦ هـ، أي قبل أن ينتصف القرن [ الأول ] على وفاة النبي، ورحم الله الحسن البصري فقد كان يقول فيما يروى الطبري: (أربع خصال كن في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلَّا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة منهم وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة؛

____________________

(١) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ٤ / ٦٨ - ٧٠.

٢٠٨

واستخلافه ابنه بعده سكيّراً وخمّيراً يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زياداً، وقد قال رسول الله:الولد للفراش وللعاهر الحجر ؛ وقتله حجر بن عدي)(١) .

 (٤)

أقواله المأثورة

١ - ذكر أبن الأثير(٢) : لما مرض معاوية مرضه الذي مات فيه دعا ابنه يزيد فقال: يا بني، إني كفيتك الشد والترحال، ووطّأت لك الأمور، وذلَّلت لك الأعداء، وأخضعت لك رقاب العرب، وجمعت لك ما لم يجمعه أحد. وإني لست أخاف عليك أن ينازعك في هذا الأمر إلا أربعة نفر من قريش: الحسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر. فأما ابن عمر، فإنه رجل قد وقدته العبادة. فإذا لم يبق أحد غيره بايعك. وأما الحسين بن علي، فإنه رجل خفيف ولن يتركه أهل العراق حتى يخرجوه... وأما ابن أبي بكر، فإن رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله، وليس همه إلا في النساء واللهو. وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك مراوغة الثعلب فإن أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير. فإن هو فعلها بك فظفرت به فقطِّعه إرباً إرباً)(٣) .

____________________

(١) الدكتور طه حسين، الفتنة الكبرى، ج ٢ (علي وبنوه): ٢٤٨.

(٢) الكامل في التاريخ: ٣ / ٢٥٩، ٢٦٠.

(٣) يذكر بعض الرواة - ومنهم ابن الأثير نفسه - أن عبد الرحمن بن أبي بكر كان قد مات قبل معاوية. وقيل: إن يزيد كان غائباً من مرض أبيه وموته، وإن معاوية أحضر الضحّاك بن قيس، ومسلم بن عقبة المري، فأمرهما أن يؤديا عنه رسالته التي ذكرناها في المتن إلى يزيد ابنه.

٢٠٩

٢ - قال معاوية لما حضرته الوفاة: إن رسول الله كساني قميصاً فحفظته، وقلَّم أظفاره فأخذت قلامته فجعلتها في قارورة. فإذا مت فألبسوني ذلك القميص واسحقوا تلك القلامة وذروها في عيني وفمي فعسى الله أن يرحمني ببركتها(١) .

٣ - ذكر الطبري بأسانيده المختلفة عن أبي مسعدة الفزاري قال: قال لي معاوية: يا ابن مسعدة، رحم الله أبا بكر لم يرد الدنيا ولم ترده. وأما ابن حنتمة - أي عمر - فأرادته الدنيا ولم يردها. وأما عثمان فأصاب من الدنيا وأصابت منه، وأما نحن فتمرغنا فيها(٢) .

٤ - أغلظ رجل لمعاوية فأكثر، فقيل له: أتحلم عن هذا؟ فقال: إني لا أحول بين الناس وألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين ملكنا(٣) .

٥ - لام معاوية(٤) عبد الله بن جعفر على الغناء(٥) . فدخل يوماً ومعه بديحٌ، ومعاويةُ واضعٌ رجلاً على رجل، فقال عبد الله لبديح: إيهاً! فتغنَّى فحرَّك معاوية رجليه وقال: إن الكريم طروب.

٦ - قام معاوية خطيباً - بعد أن دسَّ السُّم للأشتر - فقال:

____________________

(١) الكامل في التاريخ: ٣ / ٢٦٠. ومما يلفت النظر حقا أن يحتفظ معاوية بقلامة ظفر النبي ولا يحافظ على سنته!!

(٢) الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ٦ / ١٨٦. وفي رواية أخرى: (أما أنا، فقد تضجعتها ظهراً لبطن وانقطعت إليها فانقطعت لي).

(٣) الطبري، تاريخ الأمم والملوك: ٦ / ١٨٧.

(٤) المصدر نفسه: ٦ / ١٨٧، ١٨٨.

(٥) هذا الحديث مخالف لما عليه المؤرخون من قداسة عبد الله بن جعفر لِمَا ذكروه من جلالة قدره وتوثيقه. راجع: تاريخ الطبري، والاستيعاب لابن عبد البر، وأسد الغابة لابن الأثير.. وغيرها. (الناشر)

٢١٠

أما بعد، فإنه كانت لعلي يمينان فقطعت إحداهما بصفين وقطعت الأخرى اليوم(١) .

٧ - سأل معاوية عمرو بن العاص: ما بلغ من عقلك؟ قال: ما دخلت في شيء قط إلا خرجت منه، قال معاوية: لكنني ما دخلت في شيء قط وأردت الخروج منه(٢) .

٨ - لو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت! إذا شدوها أرخيتها وإذا أرخوها شددتها(٣) .

٩ - جاء في الطبري: أن معاوية كان يأكل في اليوم سبع مرات ويقول: والله ما أشبع وإنما أعيأ(٤) .

١٠ - روى الواقدي: أن عمرو بن العاص دخل يوماً على معاوية بعد ما كبر. فقال له: ما بقى مما تستلذه؟ فقال: أما النساء فلا إرب لي فيهن. وأما الثياب فقد لبست من لينها وجيدها حتى وهى بها جلدي، فما أدري أيها الين. وأما الطعام فقد أكلت من لذيذه وطيبه حتى ما أدري أيُّه ألذُّ وأطيب. فما شيء ألذ عندي من شراب بارد في يوم صائف ومن أن انظر إلى بنيِّ وبني بنيِّ يدورن حولي(٥) .

____________________

(١) العقاد، معاوية بن أبي سفيان: ٧٤. ويقصد بذلك عمار بن ياسر والأشتر.

(٢) المصدر نفسه: ٧٧.

(٣) المصدر نفسه: ٨٢.

(٤) المصدر نفسه: ١٢٦.

(٥) المصدر نفسه: ١٣٢.

٢١١

(٥)

معاوية في الميزان

كل شيء في الحياة الإنسانية هين إذا هان الخلل في موازين الإنسانية. وإنها لأهون من ذلك إذا جاوز الأمر الخلل إلى انعكاس الأحكام وانقلابها من النقيض إلى النقيض. فمن الناس من يحب أن تتغلب المنفعة على الحقيقة أو على الفضيلة... لأنه يرجع إلى طبيعته فيشعر بحقارتها إذا غلبت مقاييس الفضائل المنزهة والحقائق الصريحة، ولأنه يكره أن يدان الناس أو تقاس الأعمال بمقاييس المثل العليا فيلوم نفسه ولا يقدر على التماس المعذرة لها في نقيصتها أو في طبيعتها التي لا فكاك منها.

وليس أبغض إلى الإنسان من احتقاره لنفسه، وليس أحب إليه من اعتذاره لها عن حقيقتها. إنه يتعصب في كل شعور يدفع به النقص ويمهد به العذر وينفى به الاضطرار إلى الإقرار بسبق السابقين له، وارتفاع المرتفعين عليه. وإنه ليعترف بالجهل إذا استطاع أن يدعي لنفسه تعلة يسمو بها على أهل المعرفة. وإنه ليعترف بالعجز إذا استطاع أن ينزل بالقادرين إلى (مستواه) بخديعة من خداع النفس. وإنه ليعترف بالرذيلة إذا استطاع أن يلوث الفضيلة التي يمتاز بها عليه ذوو الفضائل البينة... ويكفى أن ينسب إلى العظيم المثالي عمل من الأعمال التي لا يقدر عليها النهاز ولا يسعى إليها ليشعر النهاز بالاختلاف والجفوة بينه وبين ذلك العمل العظيم المثالي... ويضطره إلى ذلك وقوفه بين طريقين: أحدهما غريب يصغره في نظر نفسه، والآخر مألوف يطرقه كل يوم. وإذا لم يرجح من أخبار فترة النزاع بين علي ومعاوية بعد مقتل عثمان إلا الخبر الراجح

٢١٢

عن لعن علي على المنابر بأمر معاوية، لكان فيه الكفاية لإثبات ما عداه مما يتم به الترجيح بين كفتي الميزان.

فإن الذي يعلن لعن خصمه على منابر المساجد لا يكف عن كسب الحمد لنفسه في كل مكان وبكل لسان، ولو لم يرد من أخبار تلك الفترة إلا أن معاوية كان يغدق الأموال على الأعوان ومن يرجى منهم العون، لكان لعن خصمه على المنابر كافياً للإبانة عما صنعه لكسب الثناء عليه وإسكات القادحين فيه.

ولكن أخبار الأموال المبذولة لتغيير الحقائق في هذه الفترة تفيض بها كتب المادحين والقادحين ومن لا يمدحون ولا يقدحون. جاء في"تاريخ الخلفاء" للسيوطي عن الإمام أحمد بن حنبل أنه سأل أباه عن علي ومعاوية؟ فقال: اعلم أن علياً كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدوا، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كياداً منهم له(١) .

وقتل عثمان فانقسمت الرقعة الإسلامية قسمين: أحدهما لا خلاف فيه، وهو الشام حصة معاوية، والآخر لا وفاق فيه، وهو حصة عليّ من الحجاز والعراق، وقد تدخل مصر فيها حيناً وتخرج منها أكثر الأحايين.. فكانت أعباء الخلافة كلها على علي، وكانت أحوال الملك كلها مع معاوية، مواتية له، محيطة به فيما يريد.. وفيما لا يريد.

كان الناس مع علي ينظرون إلى سنة الرسول. وكان الناس مع معاوية ينظرون إلى هرقل وكسرى...

____________________

(١) هذه الفقرة وما يليها مقتطفات من كتاب العقاد، معاوية بن أبي سفيان في الميزان: ٩، ١١، ١٢، ١٤، ١٦، ١٧، ٣٥، ٣٨، ٤٨، ٤٩، ٧٠، ٧١، ١١٢ - ١١٥، ١٨١، ١٨٢، ١٨٥ - ١٩١، ٢٠٣ - ٢٠٥.

٢١٣

فكان المجتمع الإسلامي مجتمعين.. افترقا غاية افتراقهما في النزاع بين علي ومعاوية. فكان علي يكبح تياراً جارفاً لا حيلة في السير معه ولا في دفعه. وكان معاوية يركب ذلك التيار رخاء سخائهم بغير مدافعة وبغير حيرة... وسبب آخر من أسباب الولع بالحديث عن الدهاء أنه أصبح كفؤاً للشجاعة أو راجحاً عليها في موازين الصفات الاجتماعية. فإذا عيب رجل من رجالهم بقلة الشجاعة وجد العزاء - وفوق العزاء - بشهرة الدهاء. فالدهاء عندهم مزية وضرورة وعزاء وغطاء للخوف والجبن.. لقد كانوا يطلقون الدهاء على كل وسيلة غير صريحة يبلغ بها صاحبها مأربه.

وأبرع ما برع فيه معاوية من ألوان الدهاء إلقاء الشبهة بين خصومه. وقد احتال بمثل هذه الحيلة على قيس بن سعد حتى أوقع الريبة منه في نفس الإمام. وحيلة أخرى لا نجزم بها ولكننا نشير إليها في مكانها مما رواه الرواة عن الوسائل الخفية التي توسل بها معاوية للغلبة على خصومه ومنافسيه.. ومات الحسن، ومات مالك بن الأشتر.. ومات عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعوجلوا جميعاً بغير علة ظاهرة فسبق إلى الناس ظن كاليقين أنها غيلة مدبرة، وأن صاحبها من كان له نفع عاجل بتدبيرها، وهو: معاوية.

لقد علم المراقبون لطبائع الحيوان أن المطاردة عنده تقوم على حركات متتابعة ولا تقوم على حركة واحدة. فإذا لمح الحيوان من خصمه أنه يجفل منه أخذ في الهجوم. وإذا عدا خصمه أمامه أخذ في العدو وراءه. وإذا أدركه ولم يجد منه مقاومة تمادى في صرعه وافتراسه. وقد دخل حجر بن عدي على معاوية ومعاوية ينتظر منه صدمة يتبعها حذر

٢١٤

لواجب الحلم والأناة، فلما دخل حجر محيياً له بالإمارة وزال الحاجز الأول زالت معه الحواجز الأخريات، ولم يعلم الرجل أين يكون الوقوف. ونظن أن هذه الخليقة قد أوشكت أن تبرز في طوية معاوية من وعيه الباطن إلى وعيه الظاهر.

وقد صبر معاوية على ألوان من الخضوع في طلب وجاهته السياسية لا يصبر عليها كثير من عامة الناس... واحتاج أن يقول مرة - كما جاء في الطبري مستنداً إلى سعيد بن سويد -: ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا... ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم.

ثم نشبت الفتنة الوبيلة في خلافة عثمان، ومعاوية بمعزل منها. وقُتل عثمان فاتخذ مقتله ذريعة للخروج على الإمام وإنكار بيعته. وأسرف كل الإسراف في التذرع بهذه الذريعة قبل استقلاله بالخلافة. فما كان له من مسوِّغ يتعلَّل به غير مقتل عثمان يردده في كل حديث وفي كل خطاب وفي كل جواب. وعلى قدر اللهج بهذه الفاجعة قبل استقلاله بالخلافة سكت عنها وأغفلها بعد ذلك فلم يعد إليها قط لا ليعتذر إلى قرابة الخليفة المقتول من سكوته وإغفاله.

وكان معاوية عظيم العناية بأطايب الخوان، كثير الزهو بالثياب الفاخرة والحلية الغالية، وكان يأكل ويشرب في آنية الذهب والصحاف المرصعة بالجوهر ويأنس للسماع واللهو ولا يكتم طربه بين خاصة صحبه. وقد ألجأته الحاجة إلى إنفاق المال في أبهة الملك والإغداق على الأعوان والخدم إلى إرهاق الرعية بالضرائب ومخالفة العهود مع أصحاب الجزية. فكان من الولاة من يطيعه ومنهم من يجيبه معترضاً.

ومن الولاة الذين أنكروا أن تستصفى الأموال لبيت مال الخليفة: والى خراسان الذي كتب إليه زياد يأمره ألا يقسم في الناس ذهباً ولا فضة، فكتب الوالي إلى زياد: بلغني ما ذكرت من كتاب أمير المؤمنين وإني وجدت كتاب الله تعالى قبل كتاب

٢١٥

أمير المؤمنين..

وليس أضل ضلالة ولا أاجهل جهلاً من المؤرخين الذين سَمُّوا سنة إحدى وأربعين هجرية بعام الجماعة لأنها السنة التي استأثر فيها معاوية بالخلافة، فلم يشاركه أحد فيها؛ لأن صدر الإسلام لم يعرف سنة تفرقت فيها الأمة كما تفرقت في تلك السنة، ووقع فيها الشتات بين كل فئة من فئاتها كما وقع فيها؛ إذ كانت خطة معاوية في الأمن والتأمين قائمة على فكرة واحدة، وهي التفرقة بين الجميع.

ولم يقصر هذه الخطة على ضرب خصومه ببعضهم.. كضرب الشيعة بالخوارج، والعرب بالموالي.. واليمانية بالقيسية.. بل كان يفعل ذلك في صميم البيت الأموي من غير السفيانيين. وواضح من هذه التفرقة أنه كان يكف يده عن البطش والنكاية في معاملتهم جميعاً.. لأنه كان يغري بعضهم ببعض فيستغنى بالوقيعة بينهم عن الإيقاع بهم، ولكنه - على هذا كله - كان يؤيد سياسة الإيقاع مهما يكن من قسوتها. وكان يختار لها من الولاة من يعلم أنه يفرط فيها ولا يقتصد في شرورها وبقائها. ولا يبالى أن يأخذ البريء بذنب الأثيم، ولا أن ينكل بالقريب قصاصاً من البعيد.

وخرج معاوية من الملك بالأيام التي قضاها في نعمته وثرائه ولا نقول في صولته وعزه فقد كان يذل لكل ذي بيعة منشودة ذلاً لم يصبر من بايعوه على مثله. أما تبعته العامة في أمر الملك فأمر جسيم لا تعادله جسامة عمل في عصره؛ لأنه نكص بالملك خطوات... ولو أنه أنشأ هذا الملك والناس لا يعرفون غيره لخف نصيبه من اللوم... غير أن الناس عرفوا في زمانه فارقاً شاسعاً بين ولي الأمر الذي يتخذ الحكم خدمة للرعية... وبين الحكم الذي يجري على سنة المساومة ويملى لصاحبه في البذخ والمتعة ويجعله قدوة لمن يقتدون به في السرف والمغالاة بصغائر الحياة.

٢١٦

(٦)

ما ينطبق على تصرفاته من القرآن

-( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ) (آل عمران: ٢١، ٢٢).

-( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آَيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) (يونس: ٧، ٨).

٢١٧

الفهرس

مقدمة المؤلِّف.. ١١

القسم الأول: قصة الخلافة ١١ - ٣٥ هـ ١٥

الفصل الأول: مسألة الوصية ١٧

الفصل الثاني: حديث السقيفة. ٣٩

أ - أبو بكر الصديق. ٣٩

ب - عمر بن الخطاب.. ٦٠

ج - عثمان بن عفان. ٨٧

الفصل الثالث: خلافة الإمام ١٣٠

القسم الثاني: قميص عثمان. ١٣٣

قميص عثمان. ١٣٤

الفصل الرابع: الناكثون. ١٣٥

الفصل الثاني: القاسطون. ١٥٥

الفصل الثالث: التحكيم، المارقون، ومصرع الإمام ١٦٨

القسم الثالث: بين علي، ومعاوية. ١٨٣

الفصل السابع: مقتطفات من سيرة الإمام ١٨٤

(١) فلسفة الحكم. ١٨٥

(٢) حرصه على بيت المال. ١٨٨

(٣) تواضعه وعدله ١٩٠

(٤) تحليل لسياسته العامة ١٩١

(٥) بعض أقواله المأثورة ١٩٣

(٦) ما ينطبق عليه من آي الذكر الحكيم. ١٩٧

٢١٨

الفصل الثامن: نماذج من تصرفات الخليفة الجديد. ١٩٨

(١) مأساة حجر بن عدي. ١٩٩

(٢) نماذج أخرى من غدر معاوية ٢٠٤

(٣) إلحاقه زياد بن أبية بأبي سفيان. ٢٠٥

(٤) أقواله المأثورة ٢٠٩

(٥) معاوية في الميزان. ٢١٢

(٦) ما ينطبق على تصرفاته من القرآن. ٢١٧

٢١٩