كتاب الغيبة

كتاب الغيبة0%

كتاب الغيبة مؤلف:
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 316

كتاب الغيبة

مؤلف: الشيخ الاجل ابن ابي زينب محمد بن ابراهيم النعماني
تصنيف:

الصفحات: 316
المشاهدات: 46176
تحميل: 3789

توضيحات:

كتاب الغيبة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 316 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46176 / تحميل: 3789
الحجم الحجم الحجم
كتاب الغيبة

كتاب الغيبة

مؤلف:
العربية

يدي القائم موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه أحمر كالدم، فأما الموت الاحمر فبالسيف، وأما الموت الابيض فالطاعون "(١) .

٦٢ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبع وسبعين ومائتين قال: حدثنا محمد بن عمربن يزيد بياع السابري ومحمد بن الوليد بن خالد الخزاز جميعا قالا: حدثنا حماد بن عثمان، عن عبدالله بن سنان قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد وقال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن الاصبغ ابن نباتة قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: " إن بين يدي القائم سنين خداعة، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويقرب فيها الماحل - وفى حديث " وينطق فيها الرويبضة " - فقلت: وما الرويبضة وما الماحل(٢) ؟ قال: أو ما تقرؤون القرآن قوله " وهو شديد المحال "(٣) قال: يريد المكر، فقلت: وما الماحل: قال: يريد المكار ".

٦٣ - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنى محمد بن سنان، عن حذيفة بن المنصور، عن - أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: " إن لله مائدة - وفي غيرهذه الرواية " مأدبة "(٤) " بقر قيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الارض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين "(٥) .

____________________

(١) في بعض النسخ " وأما الموت الابيض فبالطاعون ".

(٢) في الخبر هنا سقط، سقط جوابهعليه‌السلام عن معنى الرويبضة، وفى نهاية الجزرى: في حديث اشراط الساعة " وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ فقال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة " والرويبضة تصغير الرابضة، وهو العاجز الذى ربض عن معالى الامور وقعد عن طلبها، والتاء فيه للمبالغة.

والتافه: الخسيس الحقير.

(٣) الرعد: ١٣.والمحال - بكسر الميم -: الكيد، والنكال، والمكر.والماحل: الذى يرفع عن الانسان قولا أو فعلا إلى الحاكم فيوقع الانسان في مكروه.

(٤) المأدبة هى الطعام الذى يصنعه الرجل ويدعو اليه الناس.

(٥) في روضة الكافى تحت رقم ٤٥١ خبرعن ميسر عن أبى جعفرعليه‌السلام فيه توضيح ما لهذا الخبر.

ولا مجال هنا لذكره، فلتراجع.

(*)

٢٦١

٦٤ - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبي بصير، قال: حدثنا أبوعبداللهعليه‌السلام [وقال]: " ينادى باسم القائم يا فلان بن فلان قم ".

٦٥ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال: " ياجابر لا يظهر القائم حتى يشمل [الناس ب‍] الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه، ويكون قتل بين الكوفة والحيرة، قتلاهم على سواء، وينادى مناد من السماء ".

٦٦ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن هؤلاء الرجال الاربعة، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال: توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق، فيه لكم فرج عظيم ".

٦٧ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن هؤلاء الرجال الاربعة عن ابن محبوب.

وأخبرنا محمد بن يعقوب الكلينى أبوجعفر قال: حدثنى علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ; قال: وحدثني محمدبن عمران قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: وحدثني علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب [قال] و(١) حدثنا عبدالواحد بن عبدالله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر(٢) عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبوجعفر محمد بن علي الباقرعليهما‌السلام : " يا جابر الزم الارض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به من بعدي عني ; ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف

____________________

(١) القائل هو المصنف.

(٢) في بعض النسخ " أبى ياسر ".

(*)

٢٦٢

قرية من قرى الشام تسمى الجابية(١) ، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الايمن، ومارقة(٢) تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأول أرض تخرب أرض الشام(٣) ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: راية الاصهب، وراية الابقع، وراية السفياني، فيلتقى السفياني بالابقع فيقتتلون، فيقتله السفيانى ومن تبعه، ثم يقتل الاصهب ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق، ويمر جيشه بقرقيسياء(٤) ، فيقتتلون بها، فيقتل بها من الجبارين مائة ألف، ويبعث السفيانى جيشا إلى الكوفة، وعدتهم سبعون ألفا، فيصيبون من أهل الكوفة قتلا وصلبا وسبيا، فبيناهم كذلك إذ أقبلت رايات من قبل خراسان(٥) وتطوي المنازل طيا حثيثا، ومعهم نفر من أصحاب القائم، ثم يخرج رجل من موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله(٦) أمير جيش السفياني بين الحيرة والكوفة، ويبعث السفيانى بعثا إلى المدينة فينفر المهدي منها إلى مكة، فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج إلى مكة، فيبعث جيشا على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفا يترقب على سنة موسى بن عمران [عليه‌السلام ].

قال فينزل أمير جيش السفياني البيداء، فينادي مناد من السماء " يا بيداء أبيدي القوم "(٧) فيخسف بهم فلا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم إلى

____________________

(١) الجابية: قرية من أعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية جولان قرب مرج الصفر.

(٢) يعنى الجماعة الذين يخرجون من الدين ببدعة أو ضلالة.

(٣) في بعض النسخ " فأول أرض المغرب أرض الشام ".

ورواه العياشى في تفسيره وفيه " أول أرض المغرب تخرب أرض الشام " ونحوه في اختصاص المفيد(ره).

(٤) قرقيسياء - بالفتح ثم السكون -: بلد على الخابور، وهى على الفرات.

(٥) في بعض النسخ " من ناحية خراسان " وفى بعضها " نحو خراسان ".

(٦) في بعض النسخ " فيقتتله ".وفى اختصاص المفيد " فيقتله ".

(٧) أباده أى أهلكه.

وفى نسخة يا بيدا بيدى القوم ".

(*)

٢٦٣

أقفيتهم وهم من كلب، وفيهم نزلت هذه الآية: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها - الآية(١) ".

قال: والقائم يومئذ بمكة، قد أسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرا به، فينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله، فمن أجابنا من الناس؟ فإنا أهل بيت نبيكم محمد، ونحن أولى الناس بالله وبمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فأنا أولى الناس بمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(٢) "؟ فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليهم أجمعين.

ألا فمن حاجنى في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأنشد الله من سمع كلامي اليوم لما(أ) بلغ الشاهد [منكم] الغائب، وأسألكم بحق الله، وحق رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبحقي، فإن لي عليكم حق القربى من رسول الله إلا أعنتمونا(٣) ومنعتمونا ممن يظلمنا، فقد أخفنا وظلمنا، وطردنا من ديارنا أبنائنا، وبغي علينا، ودفعنا عن حقنا، وافترى أهل الباطل علينا(٤) ، فالله الله فينا، لا تخذلونا، وانصرونا ينصركم الله تعالى.

____________________

(١) النساء: ٤٧.

(٢) آل عمران: ٣٤.

(٣) في بعض النسخ " لما أعنتمونا ".

(٤) في البحار الطبعة الكمبانى " فأوثر أهل الباطل علينا " وفى الاختصاص " وآثر علينا أهل الباطل ".

وما في البحار أنسب.

(*)

٢٦٤

قال: فيجمع الله عليه أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، ويجمعهم الله له على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف(١) ، وهي ياجابر الآية التى ذكرها الله في كتابه " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شئ قدير "(٢) فيبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد توارثته الابناء عن الآباء، والقائم يا جابر رجل من ولد الحسين يصلح الله له أمره في ليلة، فما أشكل على الناس من ذلك يا جابر فلا يشكلن عليهم ولا دته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووراثته العلماء عالما بعد عالم، فإن أشكل هذا كله عليهم، فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه وامه"(٣) .

٦٨ - حدثنا أبوسليمان أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري، عن أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال: يقوم القائم يوم عاشوراء ".

هذه العلامات التي ذكرها الائمةعليهم‌السلام مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة ألا يظهر القائم إلا بعد مجيئها وكونها، إذ كانوا قد أخبروا أن لابد منها وهم الصادقون، حتى إنه قيل لهم: " نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائمعليه‌السلام ولا يكون قبله السفياني " فقالوا: " بلى والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه".

ثم حققوا كون العلامات الخمس التي أعظم الدلائل والبراهين على ظهور الحق بعدها، كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا: " من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا من كان فإنا لا نوقت " وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر

____________________

(١)القزع: قطع السحاب، والخريف الفصل الثالث من الفصول الاربعة، وانما خص الخريف لانه أول الشتاء، والسحاب يكون فيه متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك.

(٢) البقرة: ١٤٨.

(٣) راجع تفسير العياشى ج ١ ص ٢٤٤ و ٢٤٥، واختصاص المفيد ص ٢٥٥ إلى ٢٥٧.

(*)

٢٦٥

كل من ادعي أو ادعى له مرتبة القائم ومنزلته، وظهر قبل مجئ هذه العلامات، لا سيما وأحواله كلها شاهدة ببطلان دعوى من يدعى له، ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يطلب الدنيا بالز خارف في الدين، والتمويه على ضعفاء المرتدين، ولا يسلبنا ما منحنا به من نور الهدى وضيائه، وجمال الحق وبهائه بمنه وطوله.

باب - ١٥: ما جاء في الشدة التى تكون قبل ظهور صاحب الحقعليه‌السلام

١ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدثنا العباس بن عامر بن رباح الثقفى، عن موسى بن بكر، عن بشير النبال ; وأخبرنا علي بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى العلوي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن بشير بن أبى أراكة النبال - ولفظ الحديث على رواية ابن عقده - قال: لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبى جعفر الباقرعليه‌السلام فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب، فجلست حيال الدار، فخرج فسلمت عليه فنزل عن البغلة(١) وأقبل نحوي فقال: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل العراق، قال: من أيها؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: من صحبك في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثه، فقال: وما المحدثة؟ قلت: المرجئة(٢) ، فقال: ويح هذه المرجئه إلى من يلجؤون غدا إذا قام قائمنا؟ قلت: إنهم يقولون: لو قد كان ذلك كنا وأنتم في العدل سواء، فقال: من تاب تاب الله عليه، ومن أسر نفاقا فلا يبعد الله غيره، ومن أظهر شيئا أهرق الله

____________________

(١)كذا في النسخ وفى البحار أيضا، والمظنون أن الصواب " فترك البغلة ".

(٢)اريد بالمرجئة قوم اختاروا من عند أنفسهم رجلا بعد النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله وجعلوه رئيسا لهم ولم يقولوا بعصتمه عن الخطأ، وأوجبوا طاعته في كل ما يقول، وانما عبر عنهم بالمرجئة لانهم زعموا أن الله تعالى أخر نصب الامام ليكون نصبه باختيار الامة ; وقد يطلق المرجئ على الحروى والقدرى.

(*)

٢٦٦

دمه، ثم قال: يذبحهم - والذي نفسي بيده - كما يذبح القصاب شاته - وأو مأ بيده إلى حلقه - قلت: [إنهم] يقولون: إنه إذا كان ذلك استقامت له الامور فلا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح وأنتم العرق والعلق(١) - وأو مأ بيده إلى جبهته - ".

٢ - وأخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن سالم بن عبدالرحمن الازدي من كتابه في شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين، قال: أخبرني عثمان ابن سعيد الطويل، عن أحمد بن سليمان، عن موسى بن بكر الواسطي، عن بشير النبال، قال: قدمت المدينة - وذكر مثل الحديث المتقدم إلا أنه قال: - لما قدمت المدينة قلت لابي جعفرعليه‌السلام : إنهم يقولون إن المهدي لو قام لاستقامت له الامور عفوا، ولا يهريق محجمة دم، فقال: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لاحد عفوا(٢) لاستقامت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين أدميت رباعيته، وشج في وجهه، كلا والذى نفسى بيده حتى نمسح نحن وأنتم العرق والعلق، ثم مسح جبهته ".

٣ - أخبرنا على بن أحمد البندنيجي، عن عبيدالله بن موسى [العلوى] العباسي(٣) ، عن الحسن بن معاوية، عن الحسن بن محبوب، عن عيسى بن سليمان، عن المفضل بن عمر، قال: " سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام وقد ذكر القائمعليه‌السلام ، فقلت: إنى لارجو أن يكون أمره في سهولة، فقال: لا يكون ذلك حتى تمسحوا العلق والعرق ".

____________________

(١)المراد بالعلق - بالتحريك -: الدم الغليظ، وهذا كناية عن ملاقات الشدائد التى توجب سيلان العرق والجراحات المسيلة للدم.(كذا في البحار).

(٢)أى بدون مؤونة ومشقة، من أعطيته عفواأى من غير مسألة.

(٣)تقدم في أوائل الكتاب ترجمته ومن يعنى به، وقلنا هناك: من المحتمل أن يكون العباسى تصحيف العلوى، جعله الكاتب فوق " العلوى " نسخة بدل له، وزعم الناسخ أنه من المتن فأدخله.

وأما على بن أحمد البندنيجى فالظاهر هو الذى عنونه العلامة -رحمه‌الله - في القسم الثانى من خلاصته وقال: على بن أحمد البندنجى أبوالحسن سكن الرملة، ضعيف متهافت لا يلتفت اليه.وكذا في القسم الثانى من رجال ابن داود، وفيه " البندليجى ".

(*)

٢٦٧

٤ - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن رباط(١) ، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة، أما إن ذاك إلى مدة قريبة وعافية طويلة ".

وأخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، عن بعض رجاله، قال: حدثني علي بن إسحاق الكندي(٢) قال: حدثنا محمد بن سنان، عن يونس بن رباط(٣) قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول - وذكر مثله.

٥ - أخبرنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار بقم(٤) قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن على الكوفي، عن معمر بن خلاد قال: " ذكر القائم عند أبى الحسن الرضاعليه‌السلام فقال: أنتم اليوم أرخى بالامنكم يومئذ، قالوا: وكيف؟ قال: لو قد خرج قائمنا [عليه‌السلام ] لم يكن إلا العلق والعرق ; والنوم على السروج، وما لباس القائمعليه‌السلام إلا الغليظ، وما طعامه إلا الجشب "(٥)

____________________

(١)كذا، ويونس بن رباط كوفى ثقة كما في الخلاصة للعلامة -رحمه‌الله -.وفى البحار " يونس بن ظبيان " ههنا وفيما يأتى.

(٢)في بعض النسخ " على بن اسحاق بن عمارة الكناسى " وفى البحار " على بن اسحاق بن عمار ".

(٣)كذا، وفى البحار " يونس بن ظبيان ".

(٤)بقرينة قوله " بقم " أن المراد بعلى بن الحسين، على بن بابويه المعروف، لكن زاد في غير موضع من هذا الكتاب بعده " المسعودى " والمظنون عندى كلمة المسعودى زيادة من بعض النساخ لتوهم كونه اياه، وعلى بن الحسين المسعودى لم يدخل بلدة قم قط، ولم ينص أحد بذلك، مضافا إلى أن محمد بن يحيى كان من مشايخ على بن بابويه دون المسعودى.

(٥)الجشب - بكسر الشين -: الطعام الذي ساء الرجل أكله واشمأز منه، ومالا يطيب أكله.

(*)

٢٦٨

٦ - أخبرنا سلامة بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن على بن داود القمي، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض رجاله، عن أبى عبداللهعليه‌السلام قال: " سأل نوحعليه‌السلام ربه أن ينزل على قومه العذاب، فأوحى الله إليه أن يغرس نواة من النخل فإذا بلغت فأثمرت وأكل منها، أهلك قومه وأنزل عليهم العذاب، فغرس نوح النواة، وأخبر أصحابه بذلك، فلما بلغت النخلة وأثمرت واجتنى نوح منها وأكل وأطعم أصحابه، قالوا له: يا نبى الله الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه وسأل الوعد الذي وعده، فأوحى إليه أن يعيد الغرس ثانية حتى إذا بلغ النخل وأثمر وأكل منه أنزل عليهم العذاب، فأخبر نوحعليه‌السلام أصحابه بذلك، فصاروا ثلاث فرق: فرقة ارتدت، وفرقة نافقت، وفرقة ثبتت مع نوح، ففعل نوح ذلك حتى إذا بلغت النخلة وأثمرت وأكل منها نوح وأطعم أصحابه، قالوا: يا نبى الله الوعد الذي وعدتنا، فدعا نوح ربه، فأوحى إليه أن يغرس الغرسة الثالثة، فإذا بلغ وأثمر أهلك قومه، فأخبر أصحابه، فافترق الفرقتان ثلاث فرق(١) : فرقة ارتدت، وفرقة نافقت، وفرقة ثبتت معه، حتى فعل نوح ذلك عشر مرات، وفعل الله ذلك بأصحابه الذين يبقون معه فيفترقون كل فرقة ثلاث فرق على ذلك، فلما كان في العاشرة جاء إليه رجال من أصحابه الخاصة المؤمنين، فقالوا: يا نبى الله فعلت بنا ماوعدت أو لم تفعل فأنت صادق نبى مرسل لا نشك فيك ولو فعلت ذلك بنا(٢) ، قال: فعند ذلك من قولهم أهلكهم الله لقول نوح، وأدخل الخاص معه في السفينة، فنجاهم الله تعالى، ونجى نوحا معهم بعد ما صفوا وهذبوا وذهب الكدر منهم "(٣) .

٧ - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا أبوسليمان أحمد بن

____________________

(١)في البحار ج ١١ ص ٣٤٠ الطبعة الحروفية " فافترقوا ثلاث فرق ".

(٢)انما قالوا ذلك اعترافا بصدقه وتسليما له، لا دفعا للامر بالغرس للمرة الاخرى.

(٣)ذكر هذا الخبر هنا دفعا لتوهم خلف الوعد بالتأخير، وانما التأخير للاختبار والامتحان، أو لتأخر ظرفه، أو لعدم تهيأ النفوس له، أو لمصلحة اخرى.

(*)

٢٦٩

هوذة الباهلي(١) ، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدثنا عبدالله ابن حماد الانصاري، عن المفضل بن عمر، قال: " كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام يالطواف فنظر إلى، وقال لي: يا مفضل مالي أراك مهموما متغير اللون؟ قال: فقلت له: جعلت فداك نظري لى بني العباس، وما في أيديهم من هذا الملك والسلطان والجبروت، فلو كان ذلك لكم لكنا فيه معكم، فقال: يا مفضل أما لو كان ذلك لم يكن إلا سياسة الليل، وسباحة النهار(٢) ، وأكل الجشب، ولبس الخشن شبه أميرالمؤمنينعليه‌السلام وإلا فالنار(٣) ، فزوي ذلك عنا، فصرنا نأكل ونشر ب، وهل رأيت ظلامة جعلها الله نعمة مثل هذا؟ !(٤) "

٨ - أخبرنا أبوسليمان قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا عبدالله بن حماد،(٥) عن عمرو بن شمر قال: " كنت عند أبي عبداللهعليه‌السلام في بيته والبيت غاص بأهله، فأقبل الناس يسألونه، فلا يسأل عن شئ إلا أجاب فيه،

____________________

(١)رواية عبدالواحد عن أبى سليمان غريب، والمؤلف روى فيما تقدم وما سيأتي عن كليهما بدون الواسطة، و عبدالواحد يروى في جميع هذا الكتاب عن محمد بن جعفر القرشى، وأبوسليمان يروى عن ابراهيم بن اسحاق.

وكأن جملة " حدثنا عبدالواحد بن يونس قال " من زيادات النساخ.

(٢)قوله " الا سياسة الليل " أى سياسة الناس وتدبير أمورهم وحراستهم من شياطين الانس والجن، والسياسة: القيام على الشئ بما يصلحه على ما في النهاية الاثيرية.

وقوله " وسباحة النهار " بالباء الموحدة من قوله تعالى: " ان لك في النهار سبحا طويلا " أى تصرفا وتقلبا في المهمات والمشاغل والاهتمام بأمور الخلق وتدبير شؤونهم الاجتماعية وما يعيشون به.

(٣)يعنى وان لم نكن عند ذاك كجدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام في سيرته في المطعم والملبس عذبنا.

(٤)قوله " فزوى ذلك عنا " أى صرف وأبعد.وقوله " فهل رأيت " تعجب منهعليه‌السلام في صيرورة الظلم عليهم نعمة لهم.والمراد بالظلامة ههنا الظلم.

(٥)كذا.

(*)

٢٧٠

فبكيت من ناحية البيت، فقال: ما يبكيك يا عمرو ! قلت: جعلت فداك وكيف لا أبكى وهل في هذه الامة مثلك والباب مغلق عليك والستر مرخى عليك، فقال: لا تبك يا عمرو، نأكل أكثرالطيب، ونلبس اللين، ولو كان الذي تقول لم يكن إلا أكل الجشب ولبس الخشن مثل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وإلا فمعالجة الاغلال في النار(١) ".

والمراد مصاحبة الاغلال في النار.

باب - ١٦: ما جاء في المنع عن التوقيت والتسمية لصاحب الامرعليه‌السلام

١ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا الحسن بن على بن يوسف ; ومحمد بن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبى بصير، عن أبى - عبداللهعليه‌السلام قال: " قلت له: ما لهذا الامر أمد ينتهى إليه ويريح أبداننا(٢) ؟ قال: بلى ولكنكم أذعتم، فأخره الله ".

٢ - أخبرنا عبد الواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال: حدثنى محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن يحيى الخثعمي، قال: حدثنى الضريس، عن أبى خالد الكابلي، قال: " لما مضى علي بن الحسينعليهما‌السلام دخلت على محمد بن على الباقرعليهما‌السلام ، فقلت له: جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك وانسى به، ووحشتي من الناس قال: صدقت يا أبا خالد فتريد ماذا؟ قلت: جعلت فداك لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الامر بصفة لو رأيته في بعض الطريق لاخذت بيده، قال: فتريد ما ذا يا أبا خالد؟ قلت: أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه، فقال: سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد، ولقد سألتني عن أمر [ما كنت محدثا به أحدا، و] لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك، ولقد

____________________

(١)المعالجة في اللغة: المزاولة والممارسة.

(٢)كذا، وفى غيبة الشيخ " ألهذا الامر أمد ينتهى اليه، نريح اليه أبداننا وننتهى اليه ".

(*)

٢٧١

سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة "(١) .

٣ - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العباسي(٢) ، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبى عمير، عن عبدالله بن بكير، عن محمد بن مسلم قال: قال أبوعبداللهعليه‌السلام : يا محمد ! من أخبرك عنا توقيتا فلا تهابن أن تكذبه، فإنا لا نوقت لاحد وقتا ".

٤ - أخبرنا أبوسليمان أحمد بن هوذة قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث وسبعين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن حماد الانصاري في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين، قال: حدثنا عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: " أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين".

٥ - حدثنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى العلوي، عن محمد بن أحمد القلانسي، عن محمد بن على، عن أبي جميلة، عن أبى بكر الحضرمي، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " إنا لا نوقت هذا الامر ".

٦ - أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي، قال: حدثنا محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا عبدالله ابن جبلة، عن علي بن أبى حمزة، عن أبى بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: " قلت له: جعلت فداك متى خروج القائمعليه‌السلام ؟ فقال: يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت، وقد

____________________

(١)في قوله " حرصوا على أن يقطعوه - الخ " قدح عظيم لهم، والخبر يدل على أنهعليه‌السلام علم من عندالله تعالى أن الناس لا ينتظرون دولة القائمعليه‌السلام بل أكثرهم يبغضون شخصه فضلا عن دولته وسلطانه حتى أن في بنى فاطمةعليها‌السلام جماعة لو عرفوه باسمه وصفته وخصوصياته لقتلوه اربا اربا لو وجدوه.

فلذا قال: يا أبا خالد سألتنى عن سؤال مجهد يعنى سؤال أوقعنى في المشقة والتعب، والظاهر أن الكابلى سأل عن خصوصيات اخر لهعليه‌السلام غير ما عرفه من طريق آبائهعليهم‌السلام من وقت ميلاده وزمان ظهوره وخروجه وقيامه.

(٢)تقدم الكلام فيه آنفا.

(*)

٢٧٢

قال محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : " كذب الوقاتون "، يا أبا محمد إن قدام هذا الامر خمس علامات: اوليهن النداء في شهر رمضان، وخروج السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس الزكية، وخسف بالبيداء "(١) .

ثم قال: يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان: الطاعون الابيض والطاعون الاحمر قلت: جعلت فداك وأي شئ هما؟ فقال: [أما] الطاعون الابيض فالموت الجارف(٢) ، وأما الطاعون الاحمر فالسيف، ولا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث وعشرين [في شهر رمضان] ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه: " ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له وأطيعوه " فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة، فتوقظ النائم ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها، ويخرج القائم مما يسمع، وهي صيحة جبرئيلعليه‌السلام ".

٧ - أخبرنا علي بن أحمد، عن عبيد الله بن موسى، عن عبدالرحمن بن القاسم(٣) قال: حدثني محمد بن عمر [و] بن يونس الحنفي(٤) ، قال: حدثني إبراهيم بن هراسة قال: حدثنا علي بن الحزور(٥) عن محمد بن بشر، قال: " سمعت محمد بن الحنفية

____________________

(١)في بعض النسخ " وذهاب ملك بنى العباس " مكان " خسف بالبيداء ".

(٢)الموت الجارف أى العام كما في اللغة، وقرأ العلامة الملجسى(ره) الكلمة " الجاذف " وقال: معناه الموت السريع.

لكن النسخ متفقة على " الجارف " وهى أنسب بالمقام.

(٣)كذا في النسخ وفى البحار أيضا ولم أجد - إلى الان - بهذا العنوان في هذه الطبقة أحدا، وعبدالرحمن بن القاسم بن خالد العتقى أبوعبدالله البصرى هو صاحب مالك والاتحاد غير معلوم مع اختلاف الطبقة.

(٤)محمد بن عمر بن يونس أو " ابن عمرو بن يونس " لم أجده، وفى بعض النسخ " بن يوسف " مكان " بن يونس ".

(٥)على بن الحزور هو الذى يقول بامامة محمد بن الحنفية - رضى الله عنه - وهو من رواة العامة عنونه ابن حجر في التقريب والتهذيب، والكشى في رجاله.وفى بعض النسخ " على بن الجارود " وهو تصحيف.

نعم روى الشيخ(ره) بعض هذا الخبر باسناده عن محمد ابن سنان، عن أبى الجارود، عن محمد بن بشر الهمدانى.

وأبوالجارود اسمه زياد بن المنذر.

٢٧٣

-رضي‌الله‌عنه - يقول: إن قبل راياتنا راية لآل جعفر واخرى لآل مرداس، فأما راية آل جعفر فليست بشئ ولا إلى شئ، فغضبت - وكنت أقرب الناس إليه - فقلت: جعلت فداك إن قبل راياتكم رايات؟ قال: إي والله إن لبني مرداس(١) ملكا موطدا لا يعرفون في سلطانهم شيئا من الخير، سلطانهم عسر ليس فيه يسر يدنون فيه البعيد ويقصون فيه القريب حتى إذا أمنوا مكرالله وعقابه(٢) صيح بهم صيحة لم يبق لهم راع يجمعهم، ولا داع يسمعهم، ولا جماعة(٣) يجتمعون إليها، وقد ضربهم الله

____________________

(١)قال العلامة المجلسى(ره) بنو مرداس كناية عن بنى العباس اذ كان في الصحابة رجل يقال له " عباس بن مرداس " انتهى.

وأقول: هو عباس بن مرداس بن أبى عامر بن حارثة يكنى أبا الهيثم، أسلم قبل فتح مكة بيسير، وشهد فتح مكة وهو من المؤلفة قلوبهم، ذكره ابن سعد في الطبقات في طبقة الخندفيين.

واشتهر أمره من يوم أعطى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عيينة بن حصن والا قرع بن حابس في حنين أكثر مما أعطاه من الغنائم فقال خطابا للنبىصلى‌الله‌عليه‌وآله :

أتجعل نهبى ونهب الع‍

بيد بن عيينة والاقرع

فماكان حصن ولا حابس

يفوقان مرداس في مجمع

وما كنت دون امرئ منهما

ومن تضع اليوم لا يرفع

إلى آخر الاشعار، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " اذهبوا فاقطعوا عنى لسانه " فأعطوه من غنائم حنين حتى يرضى، وكان شاعرا محسنا وشجاعا مشهورا.

وكان ممن حرم الخمرفى الجاهلية فانه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فانه يزيد في قوتك وجرأتك، قال: لا أصبح سيد قومى وأمسى سفيهها، ولا والله لا يدخل جوفي شئ يحول بينى وبين عقلى أبدا.

(٢)زاد في بعض النسخ " واطمأنوا أن ملكهم لا يزول " وكأن الزيادة توضيح لبعض الكتاب كتبها فوق السطر أوفى الهامش بيانا لقوله " أمنو مكر الله وعقابه " فخلطت حين الاستنساخ بالمتن.

(٣)في نسخة " ليس لهم مناد يسمعهم ولا جماعة ".

(*)

٢٧٤

مثلا في كتابه(١) " حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت [وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا] - الآية "(٢) .

ثم حلف محمد بن الحنفية بالله إن هذه الآيه نزلت فيهم، فقلت: جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بأمر عظيم، فمتى يهلكون؟ فقال: ويحك يا محمد إن الله خالف علمه وقت الموقتين، إن موسىعليه‌السلام وعد قومه ثلاثين يوما وكان في علم الله عزوجل زيادة عشرة أيام لم يخبر بها موسى، فكفر قومه، واتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت ; وإن يونس وعد قومه العذاب وكان في علم الله أن يعفو عنهم، وكان من أمره ما قد علمت، ولكن إذا رأيت الحاجة قد ظهرت، وقال الرجل: بت الليلة بغير عشاء، وحتى يلقاك الرجل بوجه، ثم يلقاك بوجه آخر - قلت هذه الحاجة قد عرفتها فما الاخرى وأي شئ هي؟ قال: يلقاك بوجه طلق، فإذا جئت تستقرضه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه - فعند ذلك تقع الصيحة من قريب ".

٨ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الاشعري ; وسعدان بن إسحاق بن سعيد ; وأحمد بن الحسين ابن عبدالملك ; ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني، قالوا جميعا: حدثنا الحسن بن محبوب الزراد، عن إسحاق بن عمار الصيرفي، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " قد كان لهذا الامر وقت(٣) ، وكان في سنة أربعين ومائة(٤) ، فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عزوجل ".

٩ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الاسناد، عن الحسن بن محبوب، عن

____________________

(١)في بعض النسخ " وقد ضرب الله مثلهم في كتابه ".

(٢)يونس: ٢٤.

(٣) " لهذا الامر " أى للفرج وهو يوم رجوع الحق إلى أهله.

وقوله " وقت " أى وقت معين معلوم عندنا.

(٤)وهو زمان امامتهعليه‌السلام فان أباه(ع) توفى سنة ١١٤، وتوفى هو(ع) سنة ١٤٨، وسيأتى بيان الخبر عن العلامة المجلسى(ره).

(*)

٢٧٥

إسحاق بن عمار قال: قال لى أبوعبداللهعليه‌السلام : " يا أبا إسحاق إن هذا الامر قد اخر مرتين "(١) .

١٠ - حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد ; ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد; ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر الباقرعليه‌السلام يقول: " يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الامر في سنة السبعين(٢) فلما قتل الحسينعليه‌السلام اشتد غضب الله(٣) فأخره إلى أربعين ومائة، فحدثنا كم بذلك فأذعتم وكشفتم قناع الستر فلم يجعل الله لهذا الامر بعد ذلك وقتا عندنا، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.

قال أبوحمزة: فحدثت بذلك أبا عبدالله الصادقعليه‌السلام ، فقال: قد كان ذلك "(٤) .

____________________

(١)يأتى بيان المرتين في الحدث الاتى.

(٢)كذا، وفى رواية التى رواها الشيخ في الغيبة عن أبى حمزة عن أبى جعفر(ع) " ان الله تعالى كان وقت هذا الامر إلى السبعين " ولا يخفى اختلاف المفهومين، فان المبدء في أحدهما غير معلوم، وعندي أن كلمة " سنة " في هذا الحديث والذى تقدم تحت رقم ٨ من زيادات النساخ كما أنها ليست في الكافى مع أنه يروى الخبر عن الكينى(ره).

(٣)كذا، وزاد هنا في الكافى " تعالى على أهل الارض ".

(٤)قال العلامة المجلس(ره): " قيل: السبعون اشارة إلى خروج الحسين(ع) والمائة والاربعون إلى خروج الرضاعليه‌السلام - ثم قال - أقول: هذا لا يستقيم على التواريخ المشهورة، اذ كانت شهادة الحسينعليه‌السلام في أول سنة احدى وستين، وخروج الرضاعليه‌السلام في سنة مائتين من الهجرة.

والذى يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة، وكان ابتداء ارادة الحسينعليه‌السلام للخروج ومبادية قبل فوت معاوية بسنتين فان أهل الكوفة - خذلهم الله - كانوا يراسلونه في تلك الايام، وكانعليه‌السلام على الناس في المواسم، ويكون الثانى اشاره إلى خروج زيد بن على فانه كان في سنة اثنتين وعشرين ومائة من الهجرة فاذا انضم ما بين البعثة والهجرة اليها يقرب مما في الخبر، أو إلى انقراض دولة بنى اميه أو ضعفهم واستيلاء أبى مسلم على خراسان، وقد كتب إلى الصادقعليه‌السلام كتبا< يدعوه إلى الخروج، ولم يقبلعليه‌السلام لمصالح، وقد كان خروج أبى مسلم في سنة ثمان وعشرين ومائة، فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة.

وعلى تقدير كون التاريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فانه كان قتله سنة سبع وستين، والثانى لظهور أمر الصادقعليه‌السلام في هذا الزمان وانتشار شيعته في الافاق، مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء إلى هذه التكلفات " اه‍.

أقول: هذا البيان مبنى على معلومية مبدء التاريخ في الخبر وليس بمعلوم - على ما عرفت من زيادة لفظه " سنة " من النساخ حيث لا تكون في أصله الكافى، ويحتمل أن يكون المبدء يوم غيبتهعليه‌السلام كما احتمله بعض الاكابر، والمعنى أن الله سبحانه وتعالى قرره أولا بشرط أن لا يقتل الحسينعليه‌السلام بعد السبعين من الغيبة المهدويةعليه‌السلام فبعد أن قتل(ع) أخره إلى المائة والاربعين بشرط عدم الاذاعة لسرهم، فقالعليه‌السلام بعد أن أذعتم السر وكشفتم قناع الستر، وسترعنا علمه، أو لم يأذن لنا في الاخبار به.

(*)

٢٧٦

١١ - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير، قال: " كنت عند أبى عبداللهعليه‌السلام إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جعلت فداك أخبرني عن هذاالامر الذي ننتظرة متى هو؟ فقال: يا مهزم كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون ".

١٢ - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن عدة من شيوخه، عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبى بصير، عن أبى عبداللهعليه‌السلام قال: سألته عن القائمعليه‌السلام ، فقال: " كذب الوقاتون، إنا أهل بيت لانوقت، ثم قال: أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين ".

١٣ - أخبرنا محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن ابن على الخزاز، عن عبدالكريم [بن عمرو] الخثعمي، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قلت له: لهذا الامر وقت؟ فقال " كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، إن موسىعليه‌السلام لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما، فلما زاده الله على الثلاثين عشرا، قال قومه: قد أخلفنا موسى، فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثنا كم بحديث فجاء على ما حدثنا كم به، فقولوا: صدق الله، وإذا حدثنا كم

٢٧٧

بحديثفجاء على خلاف ما حدثنا كم به، فقولوا: صدق الله؟ تؤجروا مرتين "(١) .

١٤ - وأخبرنا محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى ; وأحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد؟ عن السياري(٢) ، عن الحسن بن على بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبوالحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام : " يا علي: الشيعة تربى بالاماني منذ مائتي سنة(٣) ".

قال:(٤) وقال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان، وقيل لكم فلم يكن - يعني أمر بني العباس -(٥) ؟ فقال له علي: إن الذي قيل لكم ولنا كان من مخرج واحد، غير أن أمركم حضر [وقته] فاعطيتم محضه فكان كما قيل لكم وإن أمرنا لم يحضر فعللنا بالاماني(٦) ، فلو قيل لنا: إن هذا الامر لا يكون إلا

____________________

(١)انما يجئ على خلاف ما حدثوا به لاطلاعهم عليه في كتاب المحو والاثبات قبل اثبات المحو ومحو الاثبات، وانما يؤجرون مرتين لايمانهم بصدقهم أولا وثباته عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانيا.

(الوافى).

(٢)هو أحمد بن محمد بن سيار أبوعبدالله الكاتب، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبى محمدعليه‌السلام ويعرف بالسيارى وكان ضعيفا فاسد المذهب، مجفو الرواية كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ، ورجال النجاشى.

(٣) " تربى بالامانى " على بناء المفعول من باب التفعيل من التربية، أى تصلح أحوالهم وتثبت قلوبهم على الحق بالامانى بأن يقال لهم: الفرج ما أقربه وما أعجله، فان كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى: " اقتربت الساعة ".

والامانى جمع الامنية وهو رجاء المحبوب أو الوعد به.

(المرآة) وقوله " منذ مائتى سنة " أى منذ القرنين فلا اشكال بان يكون زمانهعليه‌السلام كان أنقص من المائتين بكثير لان قواعد أهل الحساب اتمام الكسور اذا كانت ازيد من النصف واسقاطها اذا كانت أقل منه.

(٤)يعنى قال السيارى، أوالحسين بن على بن يقطين.

(٥)قوله " يعنى " من كلام المؤلف وليس في الكافى.

(٦)كان يقطين من شيعة بنى العباس، وابنه على كان من شيعة أهل البيتعليهم‌السلام ، وحاصل كلام يقطين ان أئمتكم قالوا في خلافة بنى العباس وأخبروا عن كونها قبل كونها< فكانت كما قالوا، وقالوا لكم في الفرج وقربه وظهور الحق فلم يقع كما قالوا.

وحاصل جواب ابنه أن كليهما من مخرج واحد الا أن ما قالوا فيكم حضر وقته وما قالوا لنا لم يحضر وقته فاخبروكم بمحضه أى من غير ابهام واجمال، وأخبرونا مجملا بدون تعيين الوقت.

" فعللنا " على بناء المجهول من قولهم " علل الصبى بطعام أوغيره " اذا شغله به.

وهذا الجواب متين أخذه على عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام كما رواه الصدوق في العلل باسناده عن على بن يقطين قال: قلت لابى الحسن موسىعليه‌السلام : " ما بال ما روى فيكم من الملاحم ليس كما روى؟ وما روى في أعاديكم قد صح؟ فقالعليه‌السلام : ان الذى خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل، وأنتم عللتم بالامانى فخرجاليكم كما خرج ".

٢٧٨

إلى مائتى سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب ولرجع عامة الناس عن [الايمان إلى] الاسلام(١) ، ولكن قالوا: ما أسرعه وما أقربه، تألفا لقلوب الناس وتقريبا للفرج ".

١٥ - أخبرنا محمد بن يعقوب قال: حدثني الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن إسماعيل الانباري، عن الحسن بن علي، عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: " ذكر نا عنده ملوك آل فلان(٢) ، فقال: إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الامر(٣) ، إن الله لا يعجل لعجلة العباد، إن لهذا الامر(٤) غاية ينتهي إليها، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا ".

باب - ١٧: ما جاء فيما يلقى القائمعليه‌السلام ويستقبل من جاهلية الناس

*(وما يلقاه قبل قيامه من أهل بيته) *

١ - أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا محمد بن -

____________________

(١)كذا في الكافى، وفى بعض النسخ " لو قيل لنا ان هذا الامر لا يكون الا إلى مائتى سنة وثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست ورجعت عامة الناس عن الايمان إلى الاسلام ".

(٢)اى آل عباس ودولتهم وقدرتهم، وهل يمكن ازالته، أو كنا نرجوا أن يكون انقراض دولة بنى امية متصلا بدولتكم ولم يكن كذلك، وهذا أوفق بالجواب.

(٣)يعنى الذين يريدون ازالة دولة الباطل قبل انقضاء مدتها أمثال زيد وبنى الحسنعليه‌السلام وأضرابهم.

(٤)أى دولة الحق وظهور الفرج، أو زوال الملك عن الجبابرة وغلبة الحق عليهم.(*)

٢٧٩

المفضل بن إبراهيم، قال: حدثني محمد بن عبدالله بن زرارة، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول: " إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل الناس أشد مما استقبله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من جهال الجاهلية، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إنرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان(١) والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر "(٢) .٢ - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار عن أبى حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول: " إن صاحب هذا الامر لو قد ظهر لقي من الناس مثل ما لقي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكثر ".٣ - أخبرنا محمد بن همام قال: حدثنا حميد بن زياد الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي، عن محمد بن أبى حمزة(٣) عن بعض أصحابه، عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول: " القائمعليه‌السلام يلقى في حربه ما لم يلق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة(٤) وخشبا منحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله، ويقاتلونه عليه "(٥) .

____________________

(١)العيدان جمع العود - بالضم - وهو الخشب، والمراد الاصنام المنحوتة منه.

(٢)القر - بضم القاف وشد الراء -: ضد الحر يعنى البرد.

(٣)هو محمد بن أبى حمزة ثابت بن أبى صفية الثمالي مولى، ثقة فاضل، وله كتاب يروى عنه ابن أبي عمير.

(٤)أى المنقوشة بالصور، من نقر الحجر والخشب. (٥)وذلك لان كل فرقة من الفرق المخالفة لهعليه‌السلام والذين كانوا يقولون بامامته ولكن تخزبواعن مشرب أهل البيتعليهم‌السلام تدريجا قد يتأولون القرآن في طول الزمان< بآرائهم الساقطة، وعقولهم القاصرة عن فهم الخطاب، وظنونهم البعيدة عن الصواب، وهم يزعمون أن ما توهموه من الايات هو الحق الثابت المبين، وما وراء‌ه باطل، وكذلك يبنون أسسهم الاعتقادية على أساطير مشمرجة، وأبا طيل مموهة، فاذا قام القائمعليه‌السلام بالدعوة الالهية، وصدع بالحق وأعلن دعوته، ودعا الناس إلى كتاب الله وسنة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يتلعثم هؤلاء قليلا في أمره وفيما دعاهم اليه فيجدونه مغايرا لما هم عليه من الدين، مخالفا لما اعتقدوه باليقين، بل يكون داحضا لاباطيلهم، ناقضا لما نسجوه على نول خيالهم، فجعلوا يعارضونه ويخالفونه، فيسلقونه أولا بألسنتهم ويكفرونه في أنديتهم، ويسخرون منه ويقدحون فيه، وبالاخرة يبارزونه ويقاتلونه، بل يدعون الناس إلى مقاتلته، كل ذلك دفاعا عن دينهم الباطل ورأيهم الكاسد الفاسد، حسبان أنه حق ثابت والدفاع عنه فرض واجب، ويتقربون بذلك إلى الله سبحانه. وهذه الطائفة أشد نكالا عليه صلوات الله وسلامه عليه. ثم جبابرة الزمان ورؤساء الضلال وأعوانهم، حيث يقومعليه‌السلام باستيصال دولتهم، وقطع دابرهم، واجتثاث أصولهم فانهم لا يتقاعدون عن محاربته ولا يفترون عن منازعته بل يقوم كل ذى صيصية بصيصيته. مضافا إلى كل ذلك مخالفة المستأكلين بالدين بالباطل الذين يتظاهرون به ولا يكونون من أهله، فانهم يذهبون في اطفاء نوره كل مذهب ويعاندونه بكل وجه ممكن، وخطر هؤلاء أعظم عليه من الطائفتين الاوليين، ويأبى الله الا أنيتم نوره ولو كره الكافرون. وأما المشركون في عصرالدعوة النبوية فجلهم بل كلهم معترفون في ذات أنفسهم بأن الذى اعتقدوه من عبادة الاصنام هو شئ اخترعوه ولا برهان له عقلا وانما هو شئ وجدوا عليه آباء هم فهم على آثارهم مقتدون، فلذا ترى أكثرهم كانوا غير مصرين على أمرهم ذلك، و وانما صرفهم عن التصديق استكبارهم ونخوتهم واتباعهم الهوى ونزوعهم إلى الباطل فخالفوهصلى‌الله‌عليه‌وآله ابقاء لرئاستهم وانتصارا لخلاعتهم واستيحاشا من التكليف وما شابه ذلك، والفرق واضح بين، غير أن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء دعوته كان مأمورا بانذار عشيرته الاقربين، ثم كلف بدعوة قريش، ثم بقية العرب، ثم جميع الناس كافة على التدريج. لكن دعوتهعليه‌السلام دعوة عالمية ولا تختص باقليم دون اقليم وتكون في ساعة واحدة يسمعها جميع من في البسيطة. (*)

٢٨٠