تفسير فرات الكوفي

تفسير فرات الكوفي0%

تفسير فرات الكوفي مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 823

تفسير فرات الكوفي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: ابو القاسم فرات بن ابراهيم بن فرات الكوفي
تصنيف: الصفحات: 823
المشاهدات: 116350
تحميل: 5974

توضيحات:

تفسير فرات الكوفي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 823 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 116350 / تحميل: 5974
الحجم الحجم الحجم
تفسير فرات الكوفي

تفسير فرات الكوفي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ومن سورة البينة

٧٤٨ ـ ١ ـ قال : حدثنا أبو القاسم العلوي [ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ] معنعنا :

عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الخير لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام ما لم يقله لاحد قال :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) [ أنت وشيعتك يا علي خير البرية ]. فعلي والله خير البرية بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٧٤٩ ـ ٣ ـ فرات قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم العطار [ وجعفر بن محمد الفزاري وأحمد بن الحسن بن صبيح قالوا : حدثنا محمد بن مروان عن عامر السراج قال : حدثني عمرو بن شمر عن جابر. ش ] :

عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ . ش ]أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) أنت وشيعتك يا علي.

٧٥٠ ـ ٥ ـ فرات قال : حدثنا الحسين بن الحكم [ قال : حدثنا سعيد بن عثمان

__________________

٧٤٨. وبهذا المضمون روايات عديدة قال الحسكاني بعد ذكره عدة أحاديث : ورواه أبو نعيم الفضل عن شداد عن جابر وعن عمرو بن شمر عن جابر جميعا عن أبي جعفر قال قال النبي. وإسرائيل وأبان بن تغلب عن جابر كذلك.

٧٤٩. رواه عنه الحاكم الحسكاني في الشواهد.

٧٥٠. لم ترد هذه الرواية في الموجود من تفسير الحبري ولم يرد كاملا الا في ( ب ) وفي ( أ ، ر ) جاء ما بعد الآية فقط وذلك ملحقا بحديث جابر الآتي. هذا ورواه عنه الحسكاني في الشواهد. وأخرجه أبو نعيم كما في الخصائص لابن بطريق مع إضافة : ويأتي عدوك غضابا مقمحين. إلا أن فيه عن محمد بن علي وتميم

٦٠١

قال : حدثنا عمرو بن شمر عن جابر. ش ].

عن أبي جعفرعليه‌السلام ان [ ش : عن ] النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا [ ش : هيا ] علي( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) أنت وشيعتك ترد علي أنت وشيعتك راضين مرضيين.

٧٥١ ـ ٦ ـ فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الاحمسي [ قال : حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثنا شداد الجعفي عن جابر. ش ] :

عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي الآية التي أنزلها الله [ تعالى. أ ]( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك يا علي.

٧٥٢ ـ ٧ ـ فرات قال : حدثني جعفر [ بن محمد بن سعيد الاحمسي قال : حدثنا الحسن بن الحسين قال : حدثنا يحيى بن مساور عن إسرائيل عن جابر بن يزيد الجعفي. ش ] :

عن أبي جعفر [ محمد بن عليعليهما‌السلام . ش ] قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ لعلي من الخير ما لم يقله لاحد قال الله ( أ : النبي ). ن ] [( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ . ش ]أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) هم أنت وشيعتك يا علي.

٧٥٣ ـ ٢ ـ فرات بن إبراهيم قال : حدثني سعيد بن الحسن قال : حدثنا الحسن بن عبد الواحد قال : حدثنا يوسف عن خالد عن حفص بن عمر عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس :

__________________

بن حذلم عن ابن عباس. ومثله في شواهد التنزيل.

٧٥١. ورواه عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل وفيه : جعفر الاحمسي وقد نقل التالي أولا ثم بعد ذكر حديثين من فرات وهما المتقدمان ذكر هذا الحديث.

٧٥٢. رواه الحافظ أبو القاسم الحذاء في الشواهد مع تلخيص ما نبهنا عليه.

٧٥٣. رواه عنه الحسكاني في الشواهد وقد اشتبه الامر على الناسخ في ( ب ) فقفز من متن الحديث الاول من هذه السورة إلى متن هذا الحديث بسبب تشابه الآية فلم يرد سند هذا الحديث في ( ب ) لهذا السبب ولم يرد في ( ر ) للتلخيص الذي يعتمده الكاتب وانحصرت ( أ ) والشواهد بنقل هذه الرواية بالكامل لكن في أ : قال : فرات حدثني الحسين بن سعيد معنعنا عن معاذ رض ( إن ) وفي ر : قال معاذ بن جبل.

٦٠٢

وعن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبلرضي‌الله‌عنه ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قالا [ ن : قال ] : أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ما يختلف فيها أحد.

٧٥٤ ـ فرات قال : حدثني [ ش : ثنا ] أحمد بن عيسى بن هارون [ قال : حدثني علي بن أحمد بن عيسى بن سويد القرشي الباني! قال : حدثنا سليمان بن محمد البصري ويعرف بابن أبي فاطمة قال : حدثنا جابر بن إسحاق البصري عن أحمد بن محمد بن ربيعة ويعرف بابن عجلان مولى علي بن أبي طالب عن ( عبد الله ) بن لهيعة عن أبي الزبير. ش ] :

عن جابر بن عبد الله الانصاريرضي‌الله‌عنه قال : كنا جلوسا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام فلما نظر إليه النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ، ب ] قال : قد أتاكم أخي. ثم التفت إلى الكعبة قال : ورب هذه البنية ١ إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.

ثم أقبل علينا بوجهه فقال : أما والله انه أولكم أيمانا بالله وأقومكم لامر [ ش : بأمر ] الله وأوفاكم بعهد الله وأقضاكم بحكم الله وأقسمكم بالسوية وأعدلكم في الرعية وأعظمكم عند الله مزية [ ن : منزلة ].

قال جابر : فأنزل الله تعالى هذه الآية :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) فكان(٢) عليعليه‌السلام إذا أقبل قال أصحاب محمد [ ن أصحابه ] : قد أتاكم خير البرية بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٧٥٥ ـ ١٠ ـ فرات قال : حدثني عبيد بن كثير معنعنا :

__________________

٧٥٤. رواه الحسكاني في الشواهد وأضاف : وحدثني أحمد بن عبيد بن سلام حدثنا الحسن بن عبد الواحد عن سليمان به لفظا سواء أنا اختصرته.

وللحديث مصادر وشواهد جمة فقد رواه الطوسي وابن عساكر والحموئي والخوارزمي في الامالي وتاريخ دمشق ح ٩٨٥ من ترجمة أمير المؤمنين وفرائد السمطين والمناقب. ورواه الحسكاني بأسانيد وبأشكال مختلفة وانظر الباب الثاني من المسترشد في الامامة ورواه عن الطوسى عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى ط ١ ص ١٢٢ و ١٩٢.

أبو الزبير هو محمد بن مسلم المكي الحافظ الشهير.

١. كذا في ( ش ) وفي ( ر ) : هذه البيت. أ ، ب : هذا البيت.

٢. كذا في ش. وفي ن : قال جابر وكان علي.

٦٠٣

عن جابر بن عبد الله الانصاريرضي‌الله‌عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة [عليها‌السلام . ب ، ر ] : بأبي أنت وأمي أرسلي إلى بعلك فادعيه لي. فقالت فاطمة للحسن [عليه‌السلام . ب ] : انطلق إلى أبيك فقل يدعوك جدي. قال : فانطلق إليه الحسن فدعاه فأقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام حتى دخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفاطمةعليها‌السلام عنده وهي تقول : واكرباه لكربك يا أبتاه. فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا كرب لابيك(١) بعد اليوم يا فاطمة إن النبي لا يشق عليه الجيب ولا يخمش عليه الوجه ولا يدعى عليه بالويل ، ولكن قولي كما قال أبوك على إبراهيم : تدمع العينان وقد يوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزنون ولو عاش إبراهيم لكان نبيا!!!!

ثم قال : يا علي ادن مني فدنا منه فقال : ادخل أذنك في في. ففعل وقال : يا أخي ألم تسمع قول الله في كتابه :( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) ؟ قال : بلى يا رسول الله. قال : هو أنت وشيعتك غر محجلون! شباع مرويين أولم(٢) تسمع قول الله في كتابه :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) ؟ قال : بلى يا رسول الله. قال : هم عدوك [ ع : أعداؤك ] وشيعتهم يجيئون يوم القيامة [ مسودة وجوههم. ع ] ظماء مظمئين أشقياء معذبين كفار منافقين ، ذلك لك ولشيعتك ، وهذا لعدوك ولشيعتهم. هكذا روى جابر الانصاريرضي‌الله‌عنه !

٧٥٦ ـ ٨ ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد الزهري معنعنا :

عن أبي أيوب الانصاريرضي‌الله‌عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى سمعت وهبت منها ريح بقتها(١) فقلت لجبرئيلعليه‌السلام : ما هذا؟ فقال : هذه سدرة المنتهى اشتاقت إلى ابن عمك حين نظرت إليك فسمعت مناديا ينادي من عند ربي : محمد خير الانبياء وأمير المؤمنين علي

__________________

٧٥٥. وأخرجه محمد بن العباس عن أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن أبي عبد الله عن مصعب بن سلام عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفرعليه‌السلام عن جابر بن عبد الله ( رض ) قال ورمزنا له ب‍ : ع.

١. أ : لا كربك لابيك. ب : لا كرب على أبيك. ومن ( صلى الله ) إلى ( النبي ) سقط من ر.

٢. ب : أفلم. أ : فلم. ع : ألم. والمثبت من ر.

١. كذا في ب وفي أ : يفقها. ر : تيقها. ر : مناد ينادي. و ( ثم طوبى لهم ) من ب. وفي ر ( ثم طوبى ) فقط.

٦٠٤

خير الاولياء [ ب : الاوصياء ] وأهل ولايته خير البرية( جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ ) عن علي وأهل ولايته [ أ : بيته ] هم المخصوصون برحمة الله الملبسون نور الله المقربون إلى الله طوبى لهم ثم طوبى لهم يغبطهم الخلائق يوم القيامة بمنزلتهم عند ربهم.

٦٠٥
٦٠٦

ومن سورة الزلزلة

٧٥٧ ـ قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني [ قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي ] معنعنا :

عن عمرو ذي مرة قال : بينا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام إذا [ ب : إذا ] تحركت الارض فجعل يضربها بيده ثم قال : مالك؟ فلم تجبه. ثم قال : ما لك فلم تجبه ثم قال : أما والله لو كانت هيه(١) لحدثتني واني لانا الذي تحدث الارض أخبارها أو رجل مني.

__________________

٧٥٧. وبهذا المعنى روايات عديدة وعمرو له ترجمة في التهذيب قال البخاري فيه نظر وقال ابن حبان : في حديثه مناكير وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة.

١. ـ أ ، ر : لو كان. ب : لو كانت تقية.

٦٠٧
٦٠٨

ومن سورة العاديات

٧٥٨ ـ قال [ حدثنا ] أبو القاسم قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا :

عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه قال : دعا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر إلى غزوة(١) ذات السلاسل فأعطاه الراية فردها ثم دعا عمر فأعطاه الراية فردها ثم دعا خالد بن الوليد فأعطاه الراية فرجع [ ب : فردها ] فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام فأمكنه من الراية فسيرهم معه وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه.

قال : فانطلق أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بالعسكر وهم معه حتى انتهى إلى القوم فلم يكن بينه وبينهم إلا جبل. قال : فأمرهم أن ينزلوا في أسفل الجبل فقال لهم : اركبوا دوابكم. فقال خالد بن الوليد : يا أبا بكر وأنت يا عمر ما ترون إلى هذا الغلام أين أنزلنا؟! أنزلنا في واد كثير الحيات كثير الهام(٢) كثير السباع ، نحن منه على احدى ثلاث خصال إما سبع ياكلنا ويأكل دوابنا وإما حيات تعقرنا وتعقر دوابنا وإما يعلم بنا عدونا فيقتلنا ، قوموا بنا إليه.

قال : فجاؤوا إلى علي وقالوا : يا على أنزلتنا في واد كثير السباع كثير الهام كثير الحيات نحن منه على احدى ثلاث خصال : إما سبع يأكلنا ويأكل دوابنا أو حيات تعقرنا وتعقر دوابنا أو يعلم عدونا فيلينا [ ب : فيأتينا ] فيقتلنا. قال : فقال لهم علي : أليس قد أمركم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تسمعوا لي وتطيعوني(٣) ؟ قالوا : بلى قال : فانزلوا.

__________________

١. ر : غزو.

٢. ب : الهوام. ومثله في المورد الثاني.

٣. ر : وتطيعوا. ومثله في المورد الثاني.

٦٠٩

[ قال ] : فرجعوا فأبت [ ر : وأبت ] تحملهم الارض فاستفزهم خالد بن الوليد قال : قوموا بنا إليه. قال : فجاؤوا إليه فردوا عليه ذلك الكلام فقال : أليس قد أمركم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن تسمعوا لي وتطيعوني؟ قالوا : بلى. قال : فارجعوا. [ قال : فرجعوا ] قال : فأبوا أن ينقادوا واستفزهم خالد [ بن الوليد. أ ] ثالثة فقالوا له مثل ذلك الكلام فقال لهم : أليس قد أمركم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم  أن تسمعوا لي وتطيعوا [ أمري. ر ]؟ قالوا : بلى. قال : فانزلوا بارك الله فيكم ليس عليكم بأس. قال : فنزلوا وهم مرعوبين.(١)

قال : وما زال علي [عليه‌السلام . ب ] ليلته قائما يصلي حتى إذا كان في السحر قال لهم : اركبوا بارك الله فيكم. قال : فركبوا واطلع الجبل حتى إذا انحدر على القوم وأشرف [ ر : فأشرف ] عليهم قال لهم : انزعوا أكمة دوابكم قال : فشمت الخيل ريح الاناث قال : فصهلت يسمع [ ب : فسمع ] الخيل صهيل خيلهم [ أ : خيولهم ] فولوا هاربين. قال : فقتل مقاتلهم [ ب. مقاتليهم ] وسبى ذراريهم.

قال : فهبط جبرئيلعليه‌السلام على رسول الله [ أ ، ب : النبي ]صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا محمد( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا *فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا *فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا *فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا *فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) [ لآية. أ ، ب ] قال : فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تخالط القوم ورب الكعبة. قال : وجاءه البشارة.

٧٥٩ ـ فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد وجعفر بن محمد الفزاري معنعنا :

عن أبي ذر الغفاريرضي‌الله‌عنه وغيره ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أقرع بين أهل الصفة فبعث منهم ثمانين رجلا ومن غيرهم إلى بني سليم وولي عليهم وانهزموا مرة بعد مرة فلبث بذلك أياما يدعو عليهم. قال : ثم دعا بلالا فقال له : ائتني ببردي النجراني وقبائي الخطية فأتاه بهما فدعا عليا(٢) وبعثه في جيش إليهم وقال : لقد وجهته كرارا غير فرار.

قال : فسار علي(٣) وخرج معه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يشيعه فكأني أنظر إليه

__________________

١. أ : مرعوبون.

٧٥٩. وأخرج نحوه محمد بن العباس بسنده عن أبي جعفرعليه‌السلام .

في أ ، ب : الغفاري وغيره ( أ : وغيرهم ) رضي الله عنهم.

٢. في ( ر ) زيادة : فقعد عليا.

٣. ر : فسرع عليا.

٦١٠

[ ر : إليهم ] عند مسجد الاحزاب وعلي على فرس أشقر وهو يوصيه ثم ودعه(١) النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وانصرف.

قال : وسار علي فيمن معه متوجها نحو العراق وظنوا أنه يريد بهم غير ذلك الوجه حتى أتاهم(٢) الوادي ثم جعل يسير الليل ويكمن النهار فلما دنا من القوم أمر أصحابه فعلموا الخيل وأوقفهم(٣) وقال [ أ ، ب : فقال ] : لا تبرحوا إذا نبذ(٤) بامامهم فرام بعض أصحابه الخلاف وأبى بعض حتى إذا طلع الفجر أغار عليهم علي فمنحه الله أكتافهم وأظهره عليهم ، فأنزل الله على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله الآية :( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) .

[ قال. أ ] : فخرج النبي لصلاة الفجر وهو يقول : ضبح والله جمع القوم ثم صلى بالمسلمين فقرء :( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال : فقتل منهم ماءة وعشرين رجلا وكان رئيس القوم الحارث بن بشر وسبى منهم ماءة وعشرين ناهدا. وعلى سيدي السلام!.

٧٦٠ ـ فرات قال : حدثني علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا :

عن سلمان الفارسيرضي‌الله‌عنه قال : بينما نحن أجمع ما كنا(٥) حول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما خلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام فانه كان في منبر في الحار [ خ : بالجار ] إذ أقبل أعرابي بدوي(٦) يتخطا صفوف المهاجرين والانصار حتى جثى بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : السلام عليك [ يا رسول الله. ر ] فداك أبي وأمي يا رسول الله. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : وعليك السلام من أنت يا أعرابي؟ قال : رجل من بني لجيم يا رسول الله. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ماوراك يا أخالجيم؟ قال : يا رسول الله خلفت خثعما وقد تهيؤا وعبؤا كتائبهم وخلفت الرايات تخفق فوق رؤوسهم يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماءة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى أن لا يرجعوا حتى يردوا المدينة فيقتلونك ومن معك يا رسول الله.

__________________

١. أ ، ب : روحه. خ ( خ ل ) : ودعه. ر : ورحه.

٢. ر : فم الوادي. ومثله في رواية محمد بن العباس.

٣. خ : فعكموا. ب : قفلوا. أ : فعلوا الجبل. ب ، ر : وأقفوهم.

٤. ر : اوانبذ. خ ( خ ل ) : وانتبذ.

(٥ ). كذا في ( أ ) وفي ب : بينا. وفي أ ، ر : أجمع كنا.

٦. ر : يدري.

٦١١

قال : فدمعت عينا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أبكى جميع أصحابه ثم قال : معاشر الناس سمعتم مقالة الاعرابي؟ قالوا : كل قد سمعنا يا رسول الله. قال : فمن منكم يخرج إلى هاؤلاء القوم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله الجنة؟ قال : فوالله ما قال أحدنا [ ب : أنا ] يا رسول الله.

قال : فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على قدميه وهو يقول : معاشر أصحابي هل سمعتم مقالة الاعرابي؟ قالوا : كل قد سمعنا يا رسول الله. قال : فمن منكم يخرج إليهم قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة؟ قال : فوالله ما قال أحدنا [ ب : أنا ] يا رسول الله.

قال : فبينما النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ] واقف إذ أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام فلما نظر إلى النبي [ وهو. أ ] واقف ودموعه تنحدر كأنها جمان انقطع سلكه(١) على خديه لم يتمالك أن رمى [ أ : يرمى ] بنفسه عن بعيره إلى الارض ثم أقبل يسعى نحو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح بردائه الدموع عن وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يقول : ما الذي أبكاك لا أبكى الله عينيك يا حبيب الله هل نزل في أمتك شئ من السماء؟ قال : يا علي ما نزل فيهم إلا خير ولكن هذا الاعرابي حدثني عن رجال خثعم بأنهم قد عبؤا كتائبهم وخفقت الرايات فوق رؤوسهم ، يكذبون قولي ويزعمون بأنهم لا يعرفون ربي يقدمهم الحارث بن مكيدة الخثعمي في خمسماءة من رجال خثعم يتألون باللات والعزى لا يرجعون حتى يردوا المدينة فيقتلوني ومن معي واني قلت لاصحابي : من منكم يخرج إلا هؤلاء القوم من قبل أن يطؤنا في ديارنا وحريمنا لعل الله أن يفتح على يديه وأضمن له على الله اثنى عشر قصرا في الجنة.

فقال عليعليه‌السلام : فداك أبي وأمي يا رسول الله صف لي هذه القصور؟ فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي بناء هذه القصور لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك الاذفر والعنبر ، حصباؤها [ ب : حصاها ] الدر والياقوت ترابها الزعفران وكثيبها الكافور ، في صحن كل قصر من هذه القصور أربعة أنهار نهر من عسل ونهر من خمر ونهر من لبن ونهر من ماء ، محفوف بالاشجار ، والمرجان على حافتي [ أ ، ب ، ر : حاوى ] كل

__________________

١. الجمان : اللؤلؤ. والسلك الخيط الذي ينظم فيه وفي ب : سالكه. أ : مسالكه. وفي أ : على غدته. ب : غلابه ر : غديه. والمثبت من خ.

٦١٢

نهر من هذه الانهار ، وخلق فيها خيمة من درة بيضاء لا قطع فيها ولا فصل قال لها كوني فكانت ، يرى باطنها من ظاهرها وظاهرها من باطنها ، في كل خيمة سرير مفضض بالياقوت الاحمر ، قوائمه من الزبرجد الاخضر ، على كل سرير حوراء من الحور العين ، على كل حوراء سبعون حلة خضراء وسبعون حلة صفراء ، يرى مخ ساقها خلف عظامها وجلدها وحليها وحللها كما ترى الخمرة! الصافية في الزجاجة البيضاء ، مكللة بالجوهر ، لكل حوراء سبعون ذوابة كل ذوابة بيد وصيف ، وبيد كل وصيف مجمر [ خ : مجمرة ] تبخر تلك [ ر : بتلك ] الذوابة ، يفوح من ذلك المجمر بخار لا يفوح بنار ولكن بقدرة الجبار.

قال : فقال علي [عليه‌السلام . ر ] : فداك أبي وأمي يا رسول الله أنا لهم. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي هذا لك وأنت له ، انجد إلى القوم. فجهزه رسول الله [ أ : النبي ]صلى‌الله‌عليه‌وآله في خمسين وماءة(١) رجل من الانصار والمهاجرين فقام ابن عباس!رضي‌الله‌عنه وقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله تجهز ابن عمي في خمسين وماءة رجل من العرب إلى خمسماءة رجل وفيهم الحارث بن مكيدة يعد بخمسماءة فارس؟! فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : امط عني يا ابن عباس فوالذي بعثني بالحق لو كانوا على عدد الثرى وعلي وحده لاعطى الله عليا عليهم النصرة(٢) حتى يأتينا بسبيهم أجمعين. فجهزه النبي وهو يقول : إذهب يا حبيبي حفظ الله من تحتك ومن فوقك وعن يمينك وعن شمالك والله خليفتي عليك.

فسار علي بمن معه حتى نزلوا بواد خلف المدينة بثلاثة أميال يقال له : وادي ذي خشب. قال : فوردوا الوادي ليلا فضلوا الطريق قال : فرفع علي رأسه إلى السماء وهو يقول :

يا مهدي كل ضال ويا منقذ كل غريق ويا مفرج كل مغموم ، لا تقو علينا ظالما ولا تظفر بنا عدونا واهدنا إلى سبيل الرشاد.

قال : فإذا الخيل تقدح بحوافرها من الحجارة النار حتى عرفوا الطريق فسلكوه فأنزل الله [ تعالى. ر ] على نبيه محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) يعني الخيل( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال : قدحت الخيل بحوافرها من الحجارة النار( فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ) قال :

__________________

١. كذا في ( خ ) وفي أ : خمس مائة. ر : خمسين ماءة. ب : خمسمائة. ومثله في الموارد الآتية. والمثبت أنسب.

٢. كذا في ب. وفي أ : لاعطى عليا عليهم النصر. ر : لاعطى الله عليهم النصر.

٦١٣

صبحهم علي مع طلوع الفجر وكان لا يسبقه أحد إلى الاذان فلما سمع المشركون الاذان قال بعضهم لبعض : ينبغي أن يكون راع في رؤوس هذه الجبال يذكر الله. فلما أن قال : أشهد أن محمدا رسول الله قال بعضهم لبعض : ينبغي أن يكون الراعي من أصحاب الساحر الكذاب وكان علي [عليه‌السلام . ر ] لا يقاتل حتى تطلع الشمس وتنزل ملائكة النهار.

قال : فلما أن ترجل النهار التفت علي إلى صاحب راية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : ارفعها. فلما ان رفعها ورآها المشركون عرفوها وقال بعضهم لبعض : هذا عدوكم الذي جئتم تطلبونه ، هذا محمد وأصحابه. قال : قال : فخرج غلام من المشركين من أشدهم بأسا واكثرهم كفرا فنادى أصحاب(١) النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ، ب ] : يا أصحاب الساحر الكذاب أيكم محمد فليبرز إلي فخرج إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وهو يقول : ثكلتك أمك وأنت(٢) الساحر الكذاب ، محمد جاء بالحق من عند الحق. قال له : من أنت؟ قال : أنا علي بن أبي طالب أخو رسول الله وابن عمه وزوج ابنته. قال : لك هذه المنزلة من محمد؟ قال له علي : نعم. قال : فأنت ومحمد شرع واحد ما كنت أبالي لقيتك أو لقيت محمدا [ قال. ب ] ثم شد على علي وهو يقول :

لاقيت ليثا يا علي ضيغما

قرما كريما في الوغى مشرما(٣)

ليثا شديدا من رجلا خثعما

ينصر دينا معلما ومحكما

من يلقني يلق غلاما طال ما

كاد القروم فأتته سلما(٤)

فأجابه عليعليه‌السلام وهو يقول :

لاقيت قرما هاشميا ضيغما

ليثا شديدا في الوغى غشمشما

أنا علي سأبين خثعما

بكل خطي يرى النقع دما

وكل صارم ضروب قمما(٥)

[ قال. ب ] : ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلف بينهما ضربتان فضربه

__________________

١. أ ، ب : يا أصحاب.

٢. ر : أنت.

٣. ر : مشمرا.

٤. ر : كاد القرن. ب : كاد لقرن. ن : وانتما مسلما. والقرن والقرم بمعنى والقروم بضم القاف جمع القرم.

٥. ر : قرنا. ن : خدشمي. بدل هاشمى. ر : سائر. ب : فسابتر. أ : قشعما. أ ، ب : تضرب فيقما. ر : صار من يتب ضرب فيغما.

٦١٤

علي [عليه‌السلام . أ ] ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز؟ فبرز أخ للمقتول وهو يقول :

أقسم باللات والعزى قسم

إنى لدى الحرب صبور ما ارم

من يلقني أذقه أنواع الالم(١)

فأجابه عليعليه‌السلام وهو يقول :

بالله ربي انني لاقسم

قسم حق ليس فيه مأثم

انكم من شرنا لن تسلموا(٢)

وحمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز؟ فبرز له الحارث بن مكيدة وكان صاحب الجمع وهو يعد بخمسماءة فارس وهو الذي أنزل الله تعالى فيه :( إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال : كفور( وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال : شهيد عليه بالكفر( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) قال : أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام يعني باتباعه محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله . قال : فبرز الحارث وهو يحرض(٣) على الله وعلى رسوله وهو يقول :

لانصرن اللات نصرا حقا

بكل عضب وازال الحلقا!

بكل صارم يرى منعقا!(٤)

فأجابه عليعليه‌السلام وهو يقول :

أذودكم بالله عن محمد

بقلب سيف قاطع مهند

أرجو بذاك الفوز يوما ارد(٥)

على إلهي والشفيع أحمد

ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة قتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادي علي : هل من مبارز؟ فبرز إليه ابن عم له [ ر : ابن عمه ] يقال له : عمرو بن الفتاك وهو يقول :

__________________

١. ر : يصور ما ارم. أ ، ب : جل الالم. ر : جرا. والمثبت من ط النجف.

٢. أ : ألا أنا بالله أقسم. ر : انا بالله ربي اقسم. ب : عين حق. ب : من بأسنا.

٣. أ ، ر : يحرص.

٤. كذا في ب ، ر. وفي أ : لان اللات عضيب الخلقا ضعقا. وفي ط النجف : إن لنصراللات عندي حقا ، بكل صارم يريكم صعقا وكل خطي يزيل الحلقا.

٥. خ : يوم المورد. أ ، ر : يوم اردا.

٦١٥

إني عمرو ، وأبي الفتاك

ونصل سيف بيدي هتاك

يقطع رأسا لم يزل كذاك!(١)

فأجابه عليعليه‌السلام وهو يقول :

فهاكها مترعة دهاقا

كاس دهاق مزجت زعاقا

إني أنا المرء الذي إن لاقى

أقد هاما وأجذ ساقا(٢)

ثم حمل كل واحد منهما على صاحبه فضربه علي ضربة فقتله وعجل الله بروحه إلى النار ، ثم نادى علي : هل من مبارز؟ فلم يبرز إليه أحد فشد أمير المؤمنينعليه‌السلام حتى توسط جمعهم فذلك قول الله :( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) فقتل علي مقاتلهم [ أ : مقاتليهم ] وسبى ذراريهم وأخذ أموالهم وأقبل بسبيهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فبلغ ذلك النبي فخرج وجميع أصحابه حتى استقبل عليا على ثلاثة أميال من المدينة وأقبل النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . أ ، ب ] يمسح الغبار عن وجه أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام بردائه ويقبل بين عينيه ويبكي وهو يقول : الحمدلله يا علي الذي شد بك أزري وقوى بك ظهري يا علي انني [ أ : فإنني ] سألت الله فيك كما سأل أخي موسى بن عمران [ صلوات الله وسلامه عليه ](٣) أن يشرك هارون في أمره وقد سألت ربي أن يشد بك أزري.

ثم التفت إلى أصحابه وهو يقول : معاشر أصحابي لا تلوموني في حب [ أ : حبي ] علي بن أبي طالب فانما حبي عليا من أمر الله والله أمرني ان أحب عليا وأدنيه ، يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أحبه الله وكان حقيقا [ ب : حقا ] على الله أن يسكن محبيه الجنة ، يا علي من أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله ومن أبغض الله أبغضه الله ولعنه ، وكان حقيقا [ ب : حقا ] على الله أن يوقفه يوم القيامة موقف البغضاء ولا يقبل منه صرف ولا عدل ولا إجارة(٤) .

__________________

١. ب : أ : يقال له عمرو بن أبي الفتاك ب : إني عمرو بن أبي. أ ، ر : بيدى نصل سيف. وفي ط النجف : وفي يدي مخذم بتاك أطلب حقي إن أتى العراك. وفي أ ، ر : أقطع به الرؤوس لم أزل كذاك.

٢. ر ، ب : يفاكها. أ : كاش. ب ، أ ، ر : إني امرؤ إذا. أ ، ب : مال آقا. أ : أقد لهام.

ر ، ب : اقد الهام. ب ، ر ، أ : وأجد. وفي ط النجف : دونكها كأسا سلافا يقد ويجد.

٣. من ( ر ) وفي أ ( ع ).

٤. أجار إجارة : أنقذه وأغاثه من العذاب. وفي أ ، ر : ولاجارة. وفي ( ب ) جعله في أول الحديث التالي فصار هكذا : وفى اجازة عبد الله

٦١٦

٧٦١ ـ [ فرات قال : حدثني ] عبد الله بن بحر بن طيفور معنعنا :

عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام في قول الله [ تبارك و. أ ] تعالى :( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) قال : هذه السورة في أهل وادي(١) اليابس. قيل : يا ابن رسول الله وما كان حالهم وقصتهم؟ قال : إن أهل وادي اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس وتعاهدوا وتعاقدوا أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على خلق واحد ويقتلون محمدا وعليا ، فنزل جبرئيلعليه‌السلام على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره بقصتهم وما تعاهدوا عليه وتواثقوا [ ر ، ق : وتوافقوا ] وأمره أن يبعث أبا بكر إليهم [ ر : عليهم ] في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فصعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله [ تعالى. ر ] وأثنى عليه ثم قال :

يا معشر المهاجرين والانصار إن جبرئيلعليه‌السلام أخبرني ان أهل الوادي! اليابس [ في. ب ] اثنى عشر ألف فارس قد استعدوا وتعاهدوا وتواثقوا [ ر : وتوافقوا ] أن لا يغدر رجل بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني أو(٢) يقتلون أخي علي [ بن أبي طالب ] وأمرني أن أسير إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس ، فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين إن شاء الله.

فأخذ المسلمون عدتهم وتهيأوا وأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر بأمر وكان فيما أمره به : ان إذا رآهم أن يعرض عليهم الاسلام فان تابعوه وإلا واقعهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم.

فمضى أبو بكر ومن معه من المهاجرين والانصار في أحسن عدة وأحسن هيئة يسير بهم(٣) سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل الوادي اليابس فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزول أبي بكر وأصحابه قريبا منهم خرج(٤) إليهم من وادي اليابس ماءتا رجل مدججين في السلاح فلما صاد فوهم قالوا لهم : من أين أقبلتم وأين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج إليهم أبو بكر ونفر من المسلمين فقال لهم أبو بكر : انا صاحب رسول الله

__________________

١. ر : الوادي. ومثله في المورد الآتي.

٢. ب : و.

٣. ر : يسيرون ببدء. أ : يسير يبدء.

٤. أ ، ر : نزل القوم عليهم ونزل أبو فخرج.

٦١٧

[ ص. ب ] فقالوا : ما أقدمك علينا؟ قال : أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن أعرض عليكم الاسلام [ و. ب ] أن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ما عليهم وإلا فالحرب بيننا وبينكم. قالوا له : أما واللات والعزى لولا رحم بيننا وبينك وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك حتى يكون [ ب : تكون ] حديثا لمن يأتي بعدكم ارجع أنت [ وأصحابك. أ ، ب ] ومن معك وارغبوا في العافية فانا نريد صاحبكم [ بعينه. أ ، ب ] وأخاه علي بن أبي طالب.

فقال أبو بكر لاصحابه : يا قوم [ إن القوم. ب ] أكثر منا أضعافا وأعد منكم عدة وقد نأت داركم [ ر : دياركم ] عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بحال القوم. فقالوا له جميعا : خالفت يا أبا بكر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما أمرت به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله . قال : إني أعلم مالا تعلمون والشاهد يرى مالا يرى [ ب : يراه ] الغائب. فانصرف الناس وانصرفوا أجمعين.

فأخبر جبرئيلعليه‌السلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بما قال ( ب : بمقالة ) القوم ومارد عليهم أبو بكر فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبا بكر خالفت [ أمري. ب ] ولم تفعل ما أمرتك [ به. ب ] وكنت لي عاصيا فيما أمرتك. فقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله [ وصعد المنبر ] فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا معاشر [ ب : معشر ] المسلمين إني أمرت أبا بكر أن يسير إلى أهل وادي اليابس وأن يعرض عليهم الاسلام ويدعوهم إلى الله وإلي فان أجابوا وإلا واقعهم وانه سار إليهم فخرج إليه منهم ماءتا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انفتح سحره [ ب ، ق : انتفخ صدره ] ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري وإن جبرئيلعليه‌السلام أمرني عن الله [ تبارك و. أ. تعالى. أ ، ب ] أن ابعث عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا عمر باسم الله ولا تعمل ما عمل أبو بكر أخوك فانه قد عصى الله وعصاني. وأمره بما أمر به أبا بكر.

فخرج عمر والمهاجرون والانصار الذين كانوا مع أبي بكر يقصد بهم في مسيره [ ر : سيره ] حتى شارف القوم [ فكان قريبا. أ ، ر ] حيث يراهم ويرونه حتى خرج إليهم ماءتا رجل من [ أهل. ب ] وادى اليابس فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لابي بكر فانصرف عنهم وانصرف الناس معه وكاد أن يطير قلبه لما رأى من نجدة القوم وجمعهم ورجع.

فنزل جبرئيلعليه‌السلام [ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخبره. ب ] بما

٦١٨

صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه فصعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله المنبر فحمد الله [ تعالى. ر ] وأثنى عليه وأخبر [ هم. ب ] بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف بالمسلمين معه مخالفا لامري عاصيا لقولي فقام [ ق : فقدم ] إليه عمر.

وأخبره [ بمثل ما أخبره به صاحبه. ب ] فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عمر قد عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت أمري وعملت(١) برأيك ألا قبح الله رأيك وإن جبرئيلعليه‌السلام أمرني عن الله أن ابعث علي بن أبي طالبعليه‌السلام في هؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله تعالى يفتح عليه وعلى أصحابه. ثم نزل فدعا علي بن أبي طالبعليه‌السلام فأوصاه بما أوصى به أبا بكر وعمر وأصحابه أربعة آلاف فارس وأخبره أن الله سيفتح عليه وعلى أصحابه.

فخرج عليعليه‌السلام ومعه المهاجرون والانصار فسار بهم [ سيرا غير. ب ] سير أبي بكر وعمر وذلك أنه أعنف بهم في السير حتى خافوا أن يتقطعوا من التعب وتحفى دوابهم فقال لهم : لا تخافوا فان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمرني بأمر وأنا منته إلى أمره ، وأخبرني أن الله تبارك وتعالى سيفتح علي وعليكم ، ابشروا فانكم غادون إلى خير. فطابت أنفسهم وسكنت قلوبهم فساروا كل ذلك في السير والتعب الشديد حتى باتوا قريبا منهم حيث يراهم ويرونه وأمر أصحابه أن ينزلوا وسمع أهل الوادي اليابس بقدوم علي بن أبي طالبعليه‌السلام فخرج منهم إليه ماءتا فارس شاكين في السلاح فلما رآهم عليعليه‌السلام خرج [ ر ، أ : فخرج ] إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم : من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون؟ قال : أنا أمير المؤمنين! علي بن أبي طالب ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأخوه ورسوله إليكم أن ندعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وان محمدا ( عبده ورسوله ) [ ر : رسول الله ] ولكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم من الخير والشر.

فقالوا : إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك وما أردت [ خ ، ر : عرضت ] ، وهذا الامر [ خ ، ر : أمر ] لا يوافقنا وتبا لك ولاصحابك وخذ حذرك واستعد للحرب ولكنا قاتلوك وقاتلو أصحابك ، والموعد فيما بيننا وبينكم غدا سحرا [ ب : ضحوة ] وقد أعذرنا فيما بيننا وبينكم.

فقال لهم عليعليه‌السلام : ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم؟!! وأنا أستعين

__________________

١. كذا في ( ب ) وفي أ : وتجليت. ر : وتجلست.

٦١٩

بالله وملائكته وبالمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فانصرفوا إلى مراكزهم [ ر : مراكزكم ] وانصرف علي إلى مركزه.

فلما جنه الليل أمر علي أصحابه أن يحسو دوابهم(١) ويقضمونها و [ ويحبسونها. أ ، ر ] ويسرجونها ، فلما أسفر عمود الصبح صلى بالناس بغلس فمر [ خ : ثم غار ] عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى توطأتهم(٢) الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وأخرب ديارهم وأقبل بالاسارى والاموال معه.

ونزل جبرئيلعليه‌السلام فأخبر النبي [ ب : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ] بما فتح الله على [ يدي. أ ] أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام وجماعة المسلمين فصعد المنبر وحمد الله تعالى وأثنى عليه وأخبر الناس بما فتح الله تعالى على المسلمين وأعلمهم انه لم يصب منهم إلا رجلان.

فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يستقبل عليا وجميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على [ ثلاثة. أ ، ب ] أميال من المدينة فلما رآه علي مقبلا نزل عن دابته ونزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى التزمه وقبل النبي [صلى‌الله‌عليه‌وآله . ب ] بين عينيه ونزل جماعة المسلمين إلى علي حيث نزل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله تعالى من أهل الوادي [ ب : وادى ] اليابس.

ثم قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : فما غنم المسلمون مثلها قط إلا أن يكون خيبر فانها مثل خيبر وأنزل الله تعالى في ذلك اليوم :( وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ) يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال والضبح ضبحا [ خ : ضبحتها. ق : صيحتها ] في أعنتها ولجمها ،( فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ) قال : قدحت الخيل ،( فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ) أخبرك انها أغارت عليها صبحا ،( فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ) يعني بالخيل أثرن بالوادي نقعا ،( فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ) : جمع القوم ،( إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال : لكفور ٣( وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال : يعنيهما جميعا قد شهدا جمع وادي [ أ : الوادي ] اليابس وتمنيا الحياة ،( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) يعني أمير المؤمنينعليه‌السلام ،( أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ *وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ *إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ) قال :

__________________

١. ب : يحسنوا. ر ، ب : إلى دوابهم.

٢. خ : وطأتهم. أ : توطأهم. ر : توطنهم.

٣. ر : أي هو الكفور. ا ، ب : وهو الكفور. والمثبت من خ.

٦٢٠