البدعة

البدعة0%

البدعة مؤلف:
تصنيف: مفاهيم عقائدية
الصفحات: 610

البدعة

مؤلف: الشيخ جعفر السبحاني
تصنيف:

الصفحات: 610
المشاهدات: 139051
تحميل: 6647

توضيحات:

البدعة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 610 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 139051 / تحميل: 6647
الحجم الحجم الحجم
البدعة

البدعة

مؤلف:
العربية

ورويت هذهِ المقولة عن سفيان الثوري وعن أبي روّاد أيضاً(١) .

«وقال أبو عمير بن النحاس: حدثنا ضمرة عن ابن أبي روّاد، قال: كان الرجل إذا أتاه، قال له: أين تريدُ إلى الشام؟ قال: إنَّ بها ثوراً فاحذر لا ينطحك بقرنيه»(٢) !

وقال عباد بن أحمد العرزمي: سمعتُ عمّي محمد بن عبد الرحمان، قال: ذهبتُ إلى ثور لأسمع منه، فأبطأتُ وكانَ يوماً حاراً، فلما رجعتُ قال لي أبي: أينَ كنتَ؟ قال: كنتُ عند ثور، قال: فقال لي: يا بنيّ اتقِ لا ينطحكَ بقرنيه»(٣) !

وفي نفس الوقت نرى أنَّ محدّثي العامة قد رووا في كتبهم المعتبرة انَّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أمر بمقاطعة القدريين وهجرانهم، وحذَّر من مجالستهم والتعامل معهم بأي شكل كان، وبيَّنصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انّهم خارجون عن الاسلام، وليس لهم فيه أدنى نصيب، ووجَّه اليهم الذم العنيف، واعتبرهم مجوس هذه الامة، من خلال مجموعة كبيرة من الاحاديث(٤) ، فكيف يمكن لنا بعد ذلك الركون والاطمئنان لما يرويه لنا (ثور بن يزيد) من أحاديث؟!

أضف إلى ذلكَ انّ علماء الرجال من أبناء العامة قد ضعَّفوا هذا الرجل بأنفسهم، وجاءت النصوص المستفيضة للدلالة على عدم أهليته للرواية، وعدم الاحتجاج به، وهذا ما يعزز لنا رفضه أيضاً، ورفض حديث (سنة الخلفاء الراشدين) معه!

واليكَ أيها القارئ الكريم بعض الأقوال المشهورة فيه:

____________________

(١) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٤، ص: ٤٣٤.

(٢) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٤، ص: ٤٢٤.

(٣) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٤، ص: ٤٢٤.

(٤) راجع على سبيل المثال: ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ج: ١، باب: ١٠ في القدر، ح: ٩٢، ص: ٣٥، وأبا داود، سنن أبي داود، ج: ٤، باب: في القدر، ص: ٢٢٢، ح: ٤٦٩١، وح: ٤٦٩٢، وفي مسند أحمد، ج: ٢، ص: ٨٢، وج: ٥، ص، ٤٠٦ و ٤٠٧، والترمذي، سنن الترمذي، ج: ٤، كتاب القدر، باب ٦: ١٣، ص: ٣٩٥، ح: ٢١٤٩، وعلاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ١، ص: ٣٦٢، ح: ١٥٩٧، وانظر لمزيد من التفصيل: كنز العمال، ح: ١، ص: ٣٦٣ - ٣٦٤، الاحاديث: ١٥٩٧ - ١٦٠٣، وابن الأثير في جامع الاصول في أحاديث الرسول، ج: ١٠، ص: ١٢٨ - ١٣٢.

٣٤١

«وقال أبو مسهر وغيره: كان الاوزاعي يتكلَّم فيه ويهجوه»(١) .

وقال أبو مسهر أيضاً: حدثني سلمة بن العيّار قال: كانَ الاوزاعي يسيء القول في ثلاثة: في ثور بن يزيد، ومحمد بن اسحق، وزرعة بن ابراهيم»(٢) .

وجاءَ عنه أيضاً في (تهذيب الكمال) انَّه:

«.قدم المدينة فنهى مالك عن مجالسته، وليس لمالك عنه رواية لا في الموطأ، ولا في الكتب الستة، ولا في غرائب مالك للدارقطني، فما أدري أين وقعت روايته عنه مَعَ ذمِّه له»(٣) .

«وقال أبو مسهر: حدثنا أبو مسلم الفزاريُّ، قال: ما سمعتُ الأوزاعي يقول في أحدٍ من الناس إلا في ثور بن يزيد، ومحمد بن اسحق، قال: وقلتُ له: يا أبا عمرو حدثنا ثور بن يزيد، قال: فغضبَ عليَّ غضبةً ما رأيتُ مثلها، ثم قال: قال رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ستة لعنتُهم، فلعنهم اللّه وكلُّ نبي مجاب: الزائد في كتاب اللّه، والمكذِّب بقدر اللّه.)، ثور بن يزيد أحدهم تأخذ دينَكَ عنه؟ وأمّا محمَّد بن اسحق فكانَ يرى الاعتزال، قال: فجئتُ إلى كتابي الذي سمعتُه من ثور ومحمد بن اسحق، فألقيته في التنّور»(٤) .

«وقال نعيم بن حمّاد، قال عبد اللّه بن المبارك:

أيها الطالبُ علماً

ائتِ حمّادَ بنَ زيد

فاطلبنَّ العلمَ منهُ

ثمَّ قيِّده بقيد

لا كثورٍ وكجهم

وكعمرو بنِ عُبيد»(٥)

____________________

(١) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب: ج: ٢، ص: ٣٤.

(٢) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٤، ص: ٤٢٥.

(٣) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ٢، ص: ٣٥.

(٤) جمال الدين المزي: تهذيب الكمال، ج: ٤، ص: ٤٢٥.

(٥) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ٢، ص: ٣٥، وانظر: تهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ٤٢٦.

٣٤٢

السلسلة الثانية : «الوليد بن مسلم، عن العلاء بن زبر، عن يحيى بن أبي المطاع، قال: سمعت العرباض بن سارية.»(١) .

ففي هذهَ السلسلة (الوليد بن مسلم)، ولكي تطّلع - أيها القارئ الكريم - على حال (الوليد) ننقل لكَ بعض أقوال علماء العامة ورواتهم فيه:

«.وقال أبو بكر المزوري: قلتُ لأحمد بن حنبل في الوليد، قال: هو كثير الخطأ»(٢) .

«وقال أبو بكر الاسماعيلي: سمعتُ مَن يحكي عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، عن أحمد، وسُئلَ عن الوليد بن مسلم فقال: كانَ رفّاعاً»(٣) .

«وقال حنبل بن اسحق: سمعتُ يحيى بن معين يقول: قال أبو مسهر: كانَ الوليد يأخذ من ابن أبي السَّفر حديث الأوزاعي، وكان ابن أبي السَّفر كذّاباً، وهو يقول فيها: قال الأوزاعي»(٤) .

«وقال أبو الحسن الدارقطني - في كتاب (الضعفاء والمتروكون) -: الوليد بن مسلم يرسل، يروي عن الاوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء»(٥) .

«وقال أبو مسهر: الوليد مدلِّس عن كذّابين»(٦) .

«وقال مؤمَّل بن إهاب عن أبي مسهر: كانَ الوليد بن مسلِّم يحدِّث بأحاديث

____________________

(١) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ج: ١، ص: ١٦، فيه: (حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن بشير بن ذكوان الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم.).

(٢) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١١، ص: ١٥٤، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٩٦.

(٣) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٣١، ص: ٩٦.

(٤) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١١، ص: ١٥٤ وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٩٦ - ٩٧، وميزان الاعتدال لمحمد بن أحمد الذهبي، ج: ٤، ص: ٣٤٨، وسير اعلام النبلاء للذهبي، ج: ٩، ص: ٢١٥.

(٥) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٩، ص: ٢١٦ - ٢١٧، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٩٧.

(٦) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٩، ص: ٢١٦، وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٤، ص: ٣٤٧.

٣٤٣

الاوزاعي عن الكذّابين، ثم يدلسها عنهم«(١) .

«وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ، سمعتُ الهيثم بن خارجة يقول: قلتُ للوليد بن مسلم: قد أفسدتَ حديث الاوزاعي، قال: كيف؟ قلتُ تروي عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري، وعن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد، وغيرُكَ يُدخل بينَ الأوزاعي وبينَ نافع عبد اللّه بن عامر الأسلمي، وبينه وبينَ الزهري ابراهيم بن مرّة وقرة وغيرهما، فما يحملكَ على هذا؟

قال: اُنبِّل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء، قلتُ: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء، وهؤلاء ضعفاء، أحاديث مناكير، فأسقطتهم أنتَ، وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات، ضَعُفَ الأوزاعي.

فلم يلتفت إلى قولي»(٢) .

وفي هامش كتاب (سير أعلام النبلاء) قال المحقق معلقاً على هذا الحديث:

«وهذا النوع من التدليس يسمى عند المتقدمين تجويداً، فيقولونَ: جوَّدة فلان، يريدونُ ذكر فيه من الأجواد، وحذفَ الأدنياء، وسمّاه المتأخرون: تدليس التسوية، وذلكَ انَّ المدلِّس الذي سمع الحديث من شيخه الثقة عن ضعيف عن ثقة، يسقط الضعيف من السند، ويجعل الحديث عن شيخه الثقة، عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيستوي الاسناد كلّه ثقات، وهو شرُّ أنواع التدليس وأفحشها، لانَّ الثقة الاول ربَّما لا يكون معروفاً بالتدليس، فلا يحترز الواقف على السنة عن عنعنةٍ وأمثالها من الألفاظ المحتملة التي لا يُقبل مثلها من المدلّسين، ويكون هذا المدلِّس الذي يحترز من تدليسه قد أتى بلفظ السماع الصريح عن شيخه، فأمنَ بذلكَ من تدليسه، وفي ذلكَ غرر شديد»(٣) .

____________________

(١) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١١، ص: ١٥٤، وفي تهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٩٧.

(٢) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١١، ص: ١٥٤، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٩٧، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٩، ص: ٢١٥ - ٢١٦، وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٤، ص: ٣٤٨.

(٣) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، بتحقيق: كامل الخرّاط، ج: ٩، ص: ٢١٦ (الهامش).

٣٤٤

«وقال الآجري سمعتُ أبا داود يقول: روى الوليد عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل، منها عن نافع أربعة»(١) .

«وقال أبو داود: كل منكر يجيء عن الوليد بن مسلم، إذا حدَّث عن الغرباء يخطئ»(٢) .

«وقال: بقية أحسن حالاً من الوليد بن مسلم»(٣) .

وسيأتي الكلام عن (بقية) الذي هو أحسن حالاً من (الوليد) لاحقاً إن شاءَ اللّه تعالى، ويثبت انَّه ضعيف أيضاً، فكيف بالذي أضعف منه.

وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): «قلتُ: البخاري ومسلم قد احتجّا به، لكنهما ينتقيان حديثَه، ويتجنبان ما يُنكر له»(٤) .

ومما تجدر الاشارة إليه أنَّ كلاً من (مسلم) و(البخاري) لم يرويا حديث (سنة الخلفاء الراشدين) على نحو الخصوص.

السلسلة الثالثة : «يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن خالد بن معدان، عن العرباض بن سارية.»(٥) .

وقد وقع في هذهِ السلسلة راويان ضعيفان: أحدهما (يحيى بن أبي كثير)،

____________________

(١) جمال الدين المزي تهذيب الكمال بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف، ج: ٣١، ص: ٩٩، (الهامش) عن سؤالاته: ٥ الورقة ١٥، وعن ميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٤، ص: ٣٤٧.

(٢) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٣١، ص: ٩٩ (الهامش).

(٣) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٣١، ص: ٩٩ (الهامش).

(٤) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٩، ص: ٢١٦، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٩٩ (الهامش).

(٥) مسند أحمد بن حنبل، ج: ٥، ص: ١٠٩ فيه: (حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، حدثنا اسماعيل بن هشام الدستوائي، عن يحيى بن كثير، عن محمد بن إبراهيم).

وفي مستدرك الحاكم، ج: ١، ص: ٩٦ - ٩٧، وفيه: (حدثنا أبو عبد اللّه عبد اللّه الحسين بن الحسن بن أيوب، حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، حدثنا عبد اللّه بن يوسف التينسي، حدثنا الليث بن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمر السلمي، عن العرباض بن سارية.).

٣٤٥

والآخر (محمد بن إبراهيم بن الحارث).

فأمّا (يحيى بن أبي كثير) فقد جاءَ عنه:

قال (الذهبي) في (سير أعلام النبلاء): «وقال العقيلي: كان يُذكر بالتدليس»(١) .

وفيه أيضاً: «وقال يحيى بن قطّان: مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح»(٢) .

وفيه أيضاً: «وقال يزيد بن هارون عن همام قال: ما رأيتُ أصلبَ وجهاً من يحيى بن أبي كثير، كنّا نحدّثه بالغداة، فنروح بالعشي فيحدثناه»(٣) .

وقال في (تهذيب التهذيب): «قلتُ: تتمة: كلام ابن حبان: كان يدلِّس، فكلما روى عن أنس فقد دلَّس عنه، لم يسمع من أنس، ولا من صحابي»(٤) .

وقال (الذهبي) في (ميزان الاعتدال): «يروي عن أنس ولم يسمع منه»(٥) .

وفيه أيضاً: «وقال نعيم بن حماد: حدثنا المبارك عن همام، قال: كنّا نحدِّث يحيى بن أبي كثير بالغداة، قإذا كانَ بالعشي قلبه عنّا»(٦) .

هذا حال (يحيى بن أبي كثير)، وأما (محمد بن إبراهيم بن الحارث) فقد ضعَّفه (أحمد بن حنبل)، حيث جاءَ في (سير أعلام النبلاء) و(تهذيب التهذيب) و(ميزان الاعتدال):

«وقال العقيلي: حدثنا عبد اللّه بن أحمد: قال: سمعتُ أبي ذكر محمد بن إبراهيم

____________________

(١) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٦، ص: ٢٨، وميزان الاعتدال لمحمد بن أحمد الذهبي، ج: ٤، ص: ٤٠٢، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ١١، ص: ٢٦٩، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٥٠٩.

(٢) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٦، ص: ٣٠، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ١١، ص: ٢٦٩. وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٤، ص: ٤٠٣، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٥٠٩.

(٣) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٦، ص: ٣٠ - ٣١، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٥٠٩.

(٤) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١١، ص: ٢٦٩.

(٥) محمد بن أحمد الذهبي، ميزان الاعتدال، ج: ٤، ص: ٤٠٢.

(٦) محمد بن أحمد الذهبي، ميزان الاعتدال، ج: ٤، ص: ٤٠٢، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٣١، ص: ٥٠٩.

٣٤٦

التيمي، فقال: في حديثه شيء، يروي أحاديث مناكير أو منكرة»(١) .

السلسلة الرابعة : «معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي: أنَّه سمع العرباض بن سارية.»(٢) .

أما هذهِ السلسلة ففيها (معاوية بن صالح)، وقد جاءَ فيه:

في (تهذيب التهذيب): «وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني: سألتُ يحيى بن سعيد عنه، فقال: ما كنّا نأخذ عنه ذلك الزمان ولا حرفاً»(٣) .

«وقال أبو صالح الفراء: حدثنا أبو اسحق يعني الفزاريّ يوماً بحديث عن معاوية بن صالح، ثم قال أبو اسحق: ما كانَ بأهلٍ أن يُروى عنه»(٤) .

«وقال ابن أبي خثيمة والدوري في تأريخيهما عن ابن معين: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه»(٥) .

____________________

(١) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٥، ص: ٢٩٥، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ٩، ص: ٦٠٠، وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٣، ص: ٤٤٥، المحمدون ٧٠٩٧، وتذيب الكمال للمزي، ج: ٣٤، ص: ٣٠٤، ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني، ج: ٥، ص: ٢٠.

(٢) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ج: ١٦، ح: ٤٣، فيه: (حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، وإبراهيم السواق قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح.).

وفي مسند أحمد، ج: ٥، ص: ١٠٩، وفيه: (حدثنا عبد اللّه، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا معاوية.).

وفي مستدرك الحاكم، ج: ١، ص، ٩٦ - ٩٧، وفيه: (أبو الحسن أحمد بن محمد العنبري، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، (وأخبرنا) أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن يعني ابن مهدي، عن معاوية بن صالح.).

(٣) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١٠، ص: ٢١٠، والامام الرازي في الجرح والتعديل، ج: ٤، ص: ٣٨٢، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٩٠.

(٤) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١٠، ص: ٢١٠، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٧، ص: ١٦٠، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٩٠.

(٥) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١٠، ص: ٢١٠، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٧، ص: ١٦٠، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٨٩.

٣٤٧

«وعن عباس عن يحيى في موضع آخر: ليس برضي»(١) .

«وقال الليث بن عبده: قال يحيى بن معين: كان ابن مهديإذا تحدث بحديث معاوية بن صالح زبره يحيى بن سعيد، وقال: ايش هذهِ الاحاديث، وكان ابن مهدي لا يبالي عن مَن روى»(٢)

«وقال يعقوب بن شيبة السدوسي: قد حمل الناس عنه، ومنهم مَن يرى أنَّه وسط ليس بالثبت ولا بالضعيف، ومنهم مَن يضعّفه»(٣) .

«وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن عمِّه سعيد بن أبي مريم: سمعتُ خالي موسى بن سلمة، قال: أتيتُ معاوية بن صالح لأكتب عنه، فرأيتُ أُراه قال: الملاهي - فقلتُ: ما هذا؟ قال: شيء نهديه إلى صاحب الأندلس!! قال: فتركته ولم أكتب عنه»(٤) .

«وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه، ولا يحتج به»(٥) .

«وقال محمد بن عبد اللّه بن عمّار الموصلي: الناس يروون عنه، وزعموا انَّه لم يكن يدري أيَّ شيء الحديث»(٦) .

وفي (ميزان الاعتدال): «وقال أبو حاتم لا يحتج به، وكذا لم يخرِّج له البخاري.»(٧) .

____________________

(١) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١٠، ص: ٢١٠، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٧، ص: ١٦٠، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٨٩.

(٢) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٢٨، ص: ١٩٣، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ١٠، ص: ٢١٠، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٧، ص: ١٦٢، وميزان الاعتدال للذهبي ج: ٤، ص: ١٣٥.

(٣) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١٠، ص: ٢١١، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٩٢.

(٤) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٧، ص: ١٦٠ - ١٦١، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ١٠، ص: ١٩٠، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٩٠.

(٥) الرازي، الجرح والتعديل، ج: ٤، ص: ٣٨٢ وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٩١.

(٦) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٢١١، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٢٨، ص: ١٩٢.

(٧) محمد بن أحمد الذهبي، ميزان الاعتدال، ج: ٤، ص: ١٣٥.

٣٤٨

السلسلة الخامسة : «عمرو بن أبي سلمة التينسي، أنبأنا عبد اللّه بن العلاء بن زيد، عن يحيى بن أبي المطاع، قال سمعت العرباض.»(١) .

ولنطالع شيئاً مما يقوله علماء أبناء العامة حول (عمرو بن أبي سلمة التينسي) الذي وقع في هذه السلسلة:

قال عنه (الذهبي) في (ميزان الاعتدال): «وقال أبو حاتم لا يحتج به»(٢) .

وقال (ابن حجر العسقلاني) في (تهذيب التهذيب):

«وقال أحمد: روى عن زهير أحاديث بواطيل»(٣) .

وفيه أيضاً: «وقال الساجي: ضعيف»(٤) .

وفيه أيضاً: «وقال العقيلي في حديثه وهم»(٥) .

وفي (الجرح والتعديل): «حدثنا عبد الرحمن، قال ذكره أبي، عن اسحق بن منصور، عن يحيى بن معين، انَّه قال: عمرو بن أبي سلمة ضعيف»(٦) .

وفيه أيضاً: «حدثنا عبد الرحمن قال: سألتُ أبي عن عمرو بن أبي سلمة، فقال: يكتب حديثه، ولا يحتج به»(٧) .

السلسلة السادسة : «بقية بن الوليد بن بُجير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن

____________________

(١) الحاكم في المستدرك، ج: ١، ص: ٩٦ - ٩٧، وفيه: (يحيى بن أبي المطاع القرشي، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد التينسي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة التينسي).

(٢) ميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٣، ص: ٢٦٢.

(٣) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ٨، ص: ٤٤، وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٣، ص: ٢٦٢.

(٤) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ٨، ص: ٤٤، وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٣، ص: ٢٦٢.

(٥) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ٨، ص: ٤٤، وميزان الاعتدال للذهبي ج: ٣، ص: ٢٦٢.

(٦) الجرح والتعديل، ج: ٦، ص: ٢٣٠، وانظر، سير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ١٠، ص: ٢١، وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ٣، ص: ٢٦٢، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ٨، ص: ٤٣.

(٧) الرازي، الجرح والتعديل، ج: ٦، ص: ٢٣٥ - ٢٣٦، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ٨، ص: ٤٣.

٣٤٩

عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية.»(١) .

روي الحديث في هذه السلسلة عن (بقية بن الوليد)، وهو ليس بأحسن حالاً من الرواة الذين سبقوه، واليك - أيها القارئ الكريم - بعض أقوال علماء العامة فيه:

«قال ابن عيينة: لا تسمعوا من بقية ما كانَ في سُنّة، واسمعوا منه ما كانَ في ثوابٍ وغيره»(٢) .

«وقال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، سُئل أبي عن بقية واسماعيل بن عياش، فقال: بقية أحب إليَّ، وإذا حدَّثَ عن قومٍ ليسوا بمعروفينَ، فلا تقبلوه»(٣) .

«وقال ابن أبي خَثيمة سُئل يحيى عن بقية، فقال: إذا حدَّث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره فاقبلوه، وإذا ما حدَّث عن اُولئك المجهولين فلا، وإذا كنّى الرجل ولم يسمّه فليس يساوي شيئاً»(٤) .

«وقال يحيى، ولقد قال لي نُعيم يعني ابن حمّاد: كان بقية يضنُّ بحديثه عن الثقات، قال: طلبتُ منه كتابَ صفوان، فقال: كتاب صفوان؟ أي كأنه قال: - يحيى بن معين - كان يحِّدث عن الضعفاء بمائة حديث قبل أن يحدِّث عن الثقات»(٥) .

«وقال يعقوب. ويحدِّث عن قومٍ متروكي الحديث، وعن الضعفاء، ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم، وعن كناهم إلى أسمائهم، ويحدِّث عمَّن هو أصغر منه»(٦) .

____________________

(١) الترمذي، سنن الترمذي، ج: ٥، ص: ٤٣، باب: ١٦: (حدثنا علي بن حجر حدثنا بقية بن الوليد.).

(٢) الرازي، الجرح والتعديل، ج: ٢، ص: ٣٤٥، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ١، ص: ٤٧٤، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٦، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢٠.

(٣) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٤، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢١، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٦ - ١٩٧.

(٤) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٤ - ٤٧٥، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢١، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٧.

(٥) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٥، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢١، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٧.

(٦) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٥، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢٢، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٧.

٣٥٠

وقال أبو زرعة:.فأمّا في المجهولين فيحدِّث عن قومٍ لا يُعرفونَ ولا يضبطون»(١) .

«وقال أبو حاتم: يُكتب حديثه ولا يُحتج به»(٢) .

«وقال ابن عدي: يخالف في بعض رواياته عن الثقات»(٣) .

«وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: روى بقية عن عبد اللّه بن عمر مناكير»(٤) .

«وقال الجوزقاني في كتاب (الموضوعات) تأليفه: ضعيف الحديث لا يُحتج به«(٥) .

«وقال الجوجزاني: رحم اللّه بقية ما كانَ يبالي إذا وَجَدَ خرافة عمَّن يأخذ»(٦) .

«وقال ابن خزيمة: لا احتج ببقية، حدثني أحمد بن الحسن الترمذي: سمعتُ أحمد بن حنبل يقول: توهمت انَّ بقية لا يحدِّث المناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدِّث المناكير عن المشاهير، فعلمتَ من أين أتى؟ قلتُ: من التدليس»(٧) .

«وقال البيهقي في الخلافيات: أجمعوا أنَّ بقية ليس بحجة»(٨) .

(وقال عبد الحق في الاحكام في غير ما حديث: بقية لا يُحتج به»(٩) .

____________________

(١) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٥.

(٢) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٥، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢٢ وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ١، ص: ٣٣٢، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٨.

(٣) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٥ - ٤٧٦.

(٤) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٦، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٣٠.

(٥) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٤، ص: ١٩٩ (الهامش).

(٦) محمد بن أحمد الذهبي، ميزان الاعتدال، ج: ١، ص: ٣٣٢، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢٣، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٩ (الهامش).

(٧) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٦، وميزان الاعتدال للذهبي، ج: ١، ص: ٣٣٢. وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٧ (الهامش).

(٨) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٧.

(٩) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٧، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢٨.

٣٥١

وجاءَ في (ميزان الاعتدال) وغيره:

«وقال ابن القطان: بقية يدلِّس عن الضعفاء، ويستبيح ذلك، وهذا إن صحَّ مفسد لعدالته»(١) .

فقال (الذهبي) معلِّقاً على هذا القول:

«قلتُ: نعم، واللّه صحَّ هذا عنه، انَّه يفعله، وصحَّ عن الوليد بن مسلم، بل وعن جماعة كبار فعله، وهذه بلية منهم. »(٢) .

وقال (الخطيب) في (تاريخ بغداد):

«وقدم بقية بغداد، وفي حديثه مناكير إلا انَّ أكثرها عن المجاهيل»(٣) .

«وقال غير واحدٍ انَّه كان مدلِّساً، فإذا قال عن، فليس بحجة»(٤) .

«وقال أبو أيوب القيرواني: يروي عن كثير من الضعفاء والمجهولين»(٥) .

وفي (سير أعلام النبلاء): «وقال إمام الأئمة ابن خزيمة: لا أحتج ببقية»(٦) .

وفيه أيضاً: «وحاصل الأمر انَّ لبقية عن الثقات أيضاً ما يُنكر وما لا يُتابع عليه»(٧) .

«وقال أبو مسهر: بقية ليست أحاديثه نقية، فكن منها على تقية»(٨) .

____________________

(١) محمد بن أحمد الذهبي، ميزان الاعتدال، ج: ١، ص: ٣٣٩، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢٨، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ٢٠٠ (الهامش)، وتهذيب التهذيب للعسقلاني، ج: ١، ص ٤٧٧.

(٢) محمد بن أحمد الذهبي، ميزان الاعتدال، ج: ١، ص: ٣٣٩.

(٣) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج: ٧، ص: ١٢٣.

(٤) محمد بن أحمد الذهبي، ميزان الاعتدال، ج: ١، ص: ٢٣١.

(٥) جمال الدين المزي، تهذيب الكمال، ج: ٤، ص: ١٩٩، (الهامش).

(٦) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٨، ص: ٥٢٣.

(٧) شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج: ٨، ص: ٥٢٧.

(٨) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج: ١، ص: ٤٧٦، الجرح والتعديل للرازي، ج: ٢، ص: ٤٣٥، وسير أعلام النبلاء للذهبي، ج: ٨، ص: ٥٢٣، وتاريخ بغداد للبغدادي، ج: ٧، ص: ١٢٤، وتهذيب الكمال للمزي، ج: ٤، ص: ١٩٨.

٣٥٢

وبهذا فانَّ حديث (سنة الخلفاء الراشدين) حديث ساقط عن الاعتبار سندياً، وأقرب الظن أنَّه حديث مختلق، وليس له أصل مطلقاً، وقد نُسب إلى رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذباً وزوراً، وقد رأينا ضعف جميع أسانيده المذكورة في أكثر الكتب إعتباراً لدى أبناء العامة، وبهذا فهو لا يمتلك أية قيمة علمية للتعويل عليه.

ب - انتهاء اسانيد الحديث جميعاً إلى راوٍ واحد

إنَّ حديث (سنة الخلفاء الراشدين) ينتهي بجميع أسانيده المتقدمة إلى رجلٍ واحد وهو (العرباض بن سارية)، فيكون من أخبار الآحاد التي يمكن أن تكون معتمدة بشكل أساسي في مجمل القضايا الشرعية، وخصوصاً القضايا العقائدية الحساسة.

ج - اشتراك مضمون الحديث مَعَ أحاديث اُخرى مقطوعة الوضع

اضافةً إلى ما تقدم من ضعف سند حديث (سنة الخفاء الراشدين)، وكونه من أخبار الآحاد، فانَّ هناك ملاحظات وإشكالات في داخل الحديث توجب الريبة في الحديث وعدم الاطمئنان والركون إليه، وانَّه قد تعرض إلى شرائط مطلقة لا يمكن قبولها على ما هي عليه، إلا إذا ضممنا إليها الأدلة المخصصة الاُخرى، ونحن نحتمل نتيجةً لهذه الملاحظات انَّ بعض فصول الحديث على أقل تقدير قد وضعت من قبل الساسة الحاكمين في العصور المتأخرة عن صدر الاسلام، وفي بداية أمر تدوين الحديث، من أجل تبرير تلاعب اُمراء الجور، وولاة السوء بشؤون المجتمع، ومقدَّرات الشعوب، وبقائهم على كرسي الحكم وسدة السلطان. هذا من جانب.

ومن جانب آخر نرى انَّ الغاية من وضع هذهِ الأحاديث كان تهدف إلى ضرب

٣٥٣

مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام التي كانت تعلن رفضها بكل قوة وصراحة لألوان الجور والاضطهاد، وتشجب حكومات الجهل والضلال، وتدعو إلى العودة إلى رسالة الدين الحنيف، وقيم الاسلام وتعاليمه، واعتماد كتاب اللّه تعالى، وسنة رسوله الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهجاً للحكم وإدارة شؤون الحياة.

فالملاحظ أنَّ صدر الحديث يأمر المسلمين بالسمع والطاعة على نحو الاطلاق، ولأي متصدٍّ كان، ومن دون أن يفترض فيه أية صفة أو خصوصية أو كفاءة تُذكر، ومن دون أن تُبيَّن الضابطة التي تمَّ بموجبها تقدُّم هذا المتصدي إلى مركز الحكم والقرار، وتفويض اُمور العباد إليه.

بل والذي يظهر من التأمل في سياق حديث (سنة الخلفاء الراشدين)، ومن خلال النظر في أحاديث اُخرى تشترك معه في لحن الخطاب، وطريقة التعبير، انَّ المقصود من الاطاعة المذكورة في هذا الحديث تعني الاطاعة والانقياد، إلى أي حاكمٍ أو والٍ، تمكن أن يصل إلى مركز الحكم، واستطاع أن يتلبَّس بهذا العنوان، حتى وإن كان ذلك الحاكم فاسقاً فاجراً جائراً، فقد جاءَ في صدر الحديث: «اوُصيكم بتقوى اللّه والسمع والطاعة وإن كانَ عبداً حبشيّاً».

وقد تكررت نفس هذهِ اللهجة في أحاديث اُخرى مقطوعة الوضع، مما يدل على انَّ حديث (سنة الخلفاء الراشدين) يشترك معها في ذات الأهداف، وعين الغايات المقصودة.

وليسَ غريباً أن نجد مثل هذا الحديث في كتب أبناء العامة ومصادرهم الحديثية، لانّا نرى بأنَّ أوثق المصادر المعتمدة لديهم طافحة بمثل تلك الاحاديث، وقد ضمت بين دفتيها عشرات الأحاديث الموضوعة التي تشير إلى نفس المعنى الذي نتحدث عنه.

واليكَ - أيها القارئ الكريم - بعض الاحاديث التي وردت في المصادر الموثوقة والمعتبرة لدى أبناء العامة، والتي تأمر المسلمين بطاعة الولاة والحكام بشكل مطلق، أو

٣٥٤

إطاعتهم وإن كانوا فاسقين فاجرين جائرين، والسكوت عن مساوئهم وجرائمهم بحق الناس والدين:

١ - روي عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في (صحيح مسلم): «إنَّ خليلي أوصاني أن أسمعَ وأطيعَ وإن كان عبداً حبشياً مجدَّعَ الأطراف»(١) .

٢ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في (مسند أحمد): «اسمع وأطع ولو لحبشي كأنَّ رأسَه زبيبة»(٢) .

٣ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في (صحيح البخاري): «مَن رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فانَّه ليس أحدٌ يفارق الجماعة شبراً فيموت، إلا ماتَ ميتة جاهلية»(٣) .

٤ - وروي عن ابن سلام عن حذيفة بن الميان في (صحيح مسلم) قال: «قلتُ: يا رسول اللّه إنّا كنّا بشرّ، فجاءَ اللّهُ بخيرٍ فنحنُ فيه، فهل من وراء هذا الخيرِ شرّ؟ قال: نعم، قلت: هل وراءَ ذلك الشرِّ خيرٌ؟، قال: نعم، قلت: فهل وراءَ ذلك الخيرِ شرٌّ؟، قال نعم، قلت: كيف؟، قال: يكونُ بعدي أئمةٌ لا يهتدونَ بهداي، ولا يستنونَ بسنتَّي، وسيقومُ فيهم رجالٌ، فلوبهُم قلوبُ الشياطين في جثمانِ إنس، قلتُ: كيف أصنعُ يا رسولَ اللّه إنْ أدركتُ ذلك؟ قال: تَسمعُ وتطيعُ للأمير، وانٌ ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع»(٤) .

٥ - وروى عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في (صحيح مسلم) أيضاً أنه قال: «مَن كره من أميره شيئاً فليصبر عليه، فانَّه ليس أحدٌ من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه، إلا ماتَ ميتةً جاهليةً»(٥) .

____________________

(١) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: ١٢، ص: ٢٢٥.

(٢) أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج: ٣، ص: ١٧١.

(٣) البخاري، صحيح البخاري، ج: ٨، كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للامام، ح: ٢، ص: ١٠٥.

(٤) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: ١٢، ص: ٢٣٨.

(٥) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: ١٢، ص: ٢٤٠، وانظر: سنن الدارمي، ج: ٢، ص: ٣١٤، ح: ٢٥١٩.

٣٥٥

٦ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «.فانَّ من طاعة اللّهِ أن تطيعوني، ومن طاعتي أن تطيعوا امراءَكم، وإن صلّوا قعوداً صلّوا قعوداً»(١) !

٧ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اعبدوا اللّهَ ولا تشركوا به شيئاً، وأطيعوا مَن ولاه اللّهُ أمرِكم، ولا تُنازِعوا الأمرَ أهلَه، وإنْ كانَ عبداً أسودَ»(٢) .

٨ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا أبا هريرة! لا تلعنِ الولاةَ، فانَّ اللّهَ تعالى أدخلَ جهنَّمَ اُمةً بلعنهِم ولاتَهم»(٣) .

٩ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اسمعوا وأطيعوا فانّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم»(٤) .

١٠ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أطع كلَّ أمير، وصلِّ خلقَ كلِّ إمام، ولا تسبنَّ أحداً من أصحابي»(٥) .

١١ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «صلّوا خلفَ كلِّ بَرٍّ وفاجر، وصلّوا على كلِّ بَرٍّ وفاجر، وجاهدوا مَعَ كلِّ بَرٍّ وفاجر»(٦) .

١٢ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا تسبُّوا السلطانَ فانَّه ظلُّ اللّهِ في أرضه»(٧) !

وقد جاءَ في بعض ألفاظ حديث (سنة الخلفاء الراشدين) ما نصه: «.فانّما المؤمن كالجمل الانف، حيثما انقيد انقاد»(٨) .

____________________

(١) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٥، ح: ١٤٣٧٤، ص: ٧٨٢.

(٢) الطبراني، المعجم الكبير، تحقيق، حمدي عبد المجيد السلفي، ج: ١٨، رقم: ٦٢١، ص: ٢٤٨، وكنز العمال، ج: ٥، ح: ١٤٣٩٦، ص: ٧٩٠.

(٣) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٥، ح ١٤٣٨٢، ص: ٧٨٥.

(٤) مسلم، صحيح مسلم بشرح النووي، ج: ١٢، ص: ٢٢٦، وكنز العمال للهندي، ج: ٦، ح: ٤٧٩٦، ص: ٤٩.

(٥) الطبراني، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، ج: ٢٠، رقم: ٣٧٠، ص: ١٧٣.

(٦) علاء الدين الهندي، كنز العمال، كنز العمال، ج: ٦، ص: ٥٤، ح: ١٤٨١٥.

(٧) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٦، ح: ١٤٨٦٨، ص: ٦٦.

(٨) أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج: ٤، ح: ١٦٦٩٢، ص: ١٢٦.

٣٥٦

فالرواية تجعل المؤمن الذي يُراد له أن يكون مستخلفاً على هذهِ الأرض ووارثاً لها كالجمل الذلول، الذي لا يملكُ من أمرِه شيئاً، ولا يجد من الانصياع والانقياد بُدّاً!!

وفي اعتقادنا أنَّ هذا مؤشر آخر يؤيد ما ذكرناه من احتمال الوضع في بعض فصول الحديث على أقل تقدير، إذ إنَّ من الاستحالة بمكان أن يتفوه رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذا اللون من الأحاديث، التي تأمر بالسمع والطاعة لكل حاكمٍ وأمير، لأنَّ في ذلك هدماً واضحاً لدعائم الدين، وخلافاً صريحاً لجميع اُسسه ومبادئه، وتقويضاً من رأس لمرتكزاته وأركانه، فكيف يمكن أن توضع مقاليد الحكم طوعاً بيد المتجبرين الذين كافحت الأديان والرسالات السماوية في سبيل استئصالهم، وقلع وجودهم من الجذور؟ وما معنى إقامة العدل والحكم به، الذي أمرت الشريعة به بشكل صريح، وحذَّرت من مخالفته؟ وما هي فائدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ وما معنى كلمة الحق عند سلطانٍ جائر؟ وما المغزى من حرمة معونة الظالمين ولو بشقِّ كلمة؟

جاءَ في (الجامع الصحيح) عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انَّه قال:

«مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فان لم يستطع فبلسانه، فان لم يستطع فبقلبه وذلك أضعفُ الايمان»(١) .

وجاءَ في (التاج الجامع للاصول):

«عن طارق بن شهابرضي‌الله‌عنه ، انَّ رجلاً سأل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقد وَضَع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائر»(٢) .

وجاءَ في (كنز العمال):

«أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطانٍ جائر»(٣) .

____________________

(١) ابن مسلم، الجامع الصحيح، ج: ١، ص: ٥٠، وكنز العمال للهندي، ج: ٣، ح: ٥٥٢٤، ص: ٦٦.

(٢) منصور علي ناصيف، التاج الجامع للاصول في أحاديث الرسول، ج: ٣، ص: ٥٣، باب: الاخلاص للأمير.

(٣) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٣، ح: ٥٥١١، ص: ٦٤.

٣٥٧

ومما يثير فيكَ العجب انَّ نفس هؤلاء الذين يروون أحاديث السمع والطاعة للبرِّ والفاجر، يروون أيضاً عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما يناقض هذا الأمر تماماً، ويعقِّب شراح الحديث بعد ذلك بقولهم (واللّه تعالى أعلم)، ولا يكلِّفون أنفسهم برفع هذا التهافت، الذي أصبح مثاراً للجدال، وبلاءً على الأجيال!

فلننظر إلى مجموعة من هذهِ الاحاديث، لنرى انّها رويت في نفس المصادر والكتب السابقة، ونقف على التناقض الفاضح الذي وقعت فيه هذهِ الروايات:

١ - جاءَ في (التاج الجامع للاصول) عن صحيحي (النسائي) و(الترمذي):

«.وعن كعب بن عجزةرضي‌الله‌عنه قال: خرج علينا رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحن تسعة، فقال: انَّه سيكون بعدي أُمراء مَن صدَّقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس منّي ولستُ منه، وليسَ بواردٍ عليَّ الحوض، ومَن لم يصدِّقهم، ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد عليَّ الحوض، رواهما النسائي والترمذي. واللّه تعالى أعلى وأعلم»(١) .

٢ - وجاءَ في كلٍّ من (صحيح البخاري) و(صحيح مسلم) و(سنن ابن ماجة) و(سنن الترمذي) عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحبَّ وكره، إلا أن يؤمرَ بمعصية فلا سَمع ولا طاعة»(٢) .

٣ - وفي (سنن ابن ماجة): «وعن عبد اللّه بن مسعود عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: سَيلي اُموركم بعدي رجال يطفئونَ السنّة، ويعملونَ بالبدعة، ويؤخرونَ الصلاةَ عن مواقيتها، فقلتُ: يا رسولَ اللّهٌ إنادركتهم كيفَ أفعل؟ قال: تسألني يابن اُم عبدٍ كيفَ

____________________

(١) منصور علي ناصيف، التاج الجامع للاصول، ج: ٣، ص: ٥٣، باب: الاخلاص للأمير.

(٢) البخاري، صحيح البخاري، ج: ٨، كتاب الأحكام، باب: السمع والطاعة للامام، ص: ١٠٥ - ١٠٦، ح: ٣، وصحيح مسلم بشرح النووي، ج: ١٢، ص: ٣٢٦، وسنن ابن ماجة، ج: ٢، باب: الجهاد، ص: ٩٥٦، ح: ٢٨٦٤، وسنن الترمذي، ج: ٤، ح: ١٧٠٧، ص: ١٨٢.

٣٥٨

تفعل؟ لا طاعةَ لمن عصى اللّه»(١) .

٤ - وفي (كنز العمال) عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّه قال: «لا ينبغي لنفس مؤمنةٍ ترى مَن يعصي اللّهَ، فلا تنكر عليه»(٢) .

٥ - وفيه عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق»(٣) .

٦ - وفيه أيضاً عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «سيصيب اُمتي في اخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لا ينجو فيهم إلا رجل عرف دين اللّه بلسانه ويده وقلبه، فذلك الذي سبقت له السوابق»(٤) .

٧ - وفيه أيضاً عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يا أبا هريرة: لا تدخلنَّ على أميرٍ وإن غُلبتَ على ذلك، فلا تجاوز سنتي، ولا تخافنَّ سيفه وسوطه، أنْ تأمره بتقوى اللّه وطاعته، يا أبا هريرة! إن كنتَ وزيرَ أمير، أو مشيرَ أمير، أو داخلاً على أمير، فلا تخالفنَّ سنَّتي ولا سيرتي، فانَّ مَن خالفَ سنتي وسيرتي، جيء به يوم القيامة، تأخذه النار من كل مكان، ثم يصيرُ إلى النار»(٥) .

٨ - وفيه أيضاً عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إحذروا على دينكم ثلاثة: رجل آتاه اللّه القرآن، ورجل آتاه اللّه سلطاناً، فقال مَن أطاعني فقد أطاعَ اللّه، ومَن عصاني فقد عصى اللّه، وقد كذبَ، ولا يكون لمخلوق خشية دونَ الخالق.»(٦) .

٩ - وفي (الدر المنثور) عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انَّه قال: «إنَّ رحى الاسلام ستدور، فحيثما دار القرآن فدوروا به، يوشك السلطان والقرآن أن يقتتلا ويتفرَّقا، انَّه سيكون

____________________

(١) ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ج: ٢، ح: ٢٨٦٥، ص: ٩٥٦، وانظر: كنز العمال، ج: ٥، ح: ١٤٤١٣، ص: ٧٩٧، ج: ٦، ح: ١٤٨٨٩، ص: ٧٠، وح: ١٤٩٠٧، ص: ٧٦.

(٢) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٣، ح: ٥٦١٤، ص: ٨٥.

(٣) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٦، ح: ١٤٨٧٢، ص: ٦٧، وانظر: مسند أحمد، ج: ١، ح: ١٠٩٨، ص: ١٣١.

(٤) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٣، ح: ٨٤٥٠، ص: ٦٨٢.

(٥) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٣، ح: ٨٤٧٣، ص: ٦٨٩.

(٦) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: ٥، ح: ١٤٣٩٩، ص: ٧٩٢.

٣٥٩

عليكم ملوك، يحكمون لكم بحكم، ولهم بغيره، فان أطعتموهم أضلّوكم، وإن عصيتموهم قتلوكم، قالوا: يا رسولَ اللّه فكيف بنا إن أدركنا ذلك؟ قال: تكونوا كأصحاب عيسىعليه‌السلام نُشروا بالمناشير، ورُفعوا على الخشب، موت في طاعة خير من حياة في معصية»(١) .

____________________

(١) جلال الدين السيوطي، الدر المنثور، ج: ٢، ص: ٣٠١.

٣٦٠