• البداية
  • السابق
  • 339 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 26761 / تحميل: 6198
الحجم الحجم الحجم
خلاصة علم الكلام

خلاصة علم الكلام

مؤلف:
العربية

مصطلحات علم الكلام

تحت هذا العنوان رأيت أن أعرّف - قيل البدء بدراسة موضوعات علم الكلام تعريفاً مختصراً أهم المصطلحات التي يتردد ذكرها في لغة علم الكلام ومحاورات اساتذته وطلابه، وأن أقدم بياناً مختصراً أيضاً لأهم المسائل التي لها ارتباط بقواعد العقائد وقضاياها، لينطلق القارئ والدارس فيه بيسر ومن غير عناء مراجعةٍ خارج الكتاب لفهم ذلك، ولئلا اثقل هوامش الكتاب «بذكرها تعريفاً أو بياناً عند ورودها فيه.. وهي:

- الآن

- الابعاد والامتداد

- الاخلاط الاربعة

- الارادة التكوينية والتشريعية

- الازلي والابدي والسرمدي

- الاقتضاء واللااقتضاء

- الاكوان الاربعة

- الجوهر والعرض

- الحكمة والحكماء

٢١

- الخارجي والذهني

- الخلاء والملاء

- الدور والتسلسل

- عالم المثال

- العدم المطلق والمقيد

- العقل النظري والعملي

- العلم الحضوري والحصولي

- العلة والمعلول

- العناصر الاربعة

- القديم والحادث

- اللاهوت والناسوت

- اللطف المقرب والمحصل

- الماهية والوجود

- المواد الثلاث

- النسبة الغيرية

- الوجود الظلي

الآن

هو اللحظة بالنسبة الى الزمان كالنقطة بالنسبة الى المكان، لا امتداد لها ولا مدة، وانما هي الحد المشترك بين مدتين متعاقبتين.

أ - الأبعاد الثلاثة: الطول. العرض. العمق (= الارتفاع).

٢٢

ب - الامتداد: أحد الأبعاد الثلاثة.

الاخلاط الاربعة، هي أمزجة الانسان الاربعة: الصفراء. السوداء. البلغم. الدم.

قسم المتكلمون الارادة الالهية المتعلقة بأفعال الانسان قسمين:

١ - الارادة التكوينية:

وقد تسمى الكونية أيضاً، لانها ترتبط بالجانب الكوني أو التكويني من أفعال الانسان.

وفحواها: أن فعل العبد لا يقع منه الا بارادة اللّه تعالى، ذلك ان اللّه تعالى اذا أراد وقوع الفعل تعلقت ارادته الحتمية بجميع مقدمات الفعل والتي منها الاختيار، فيقع الفعل حتماً.

وعندما لا يريد تعالى وقوع الفعل من العبد يبطل بعض المقدمات فيعجز العبد عن إيقاعه.

فالعبد - هنا - دائماً مقهوراً في فعله تحت ارادة اللّه لان بيده الاختيار فقط الذي هو موهوب من اللّه تعالى، وباقي المقدمات خارجة من يده، فان تمت واختار العبد وقع الفعل والا فلا».

٢ - الارادة التشريعية:

وقد تسمى الشرعية أيضاً، لانها ترتبط بالجانب الشرعي أو التشريعي من أفعال الانسان.

وهي نفس الاوامر والنواهي الشرعية أو التشريعية «والتشريع هو تعليم اللّه تعالى عباده كيفية سلوكهم في طريق العبودية.

٢٣

وهذه لا تأثير لها في شيء من أفعال العباد، الا ان لها شأنية بعثهم للافعال والتروك»(١) .

الأزلي والأبدي والسرمدي

أ - الازلي: ما لا أول له.

ب - الابدي - ما لا آخر له.

ح - السرمدي: ما لا أول له ولا آخر.

وهي جميعها خارجة عن مقولة الزمان.

والاقتضاء واللا إقتضاء

٢ - الاقتضاء: الدلالة. الصلاحية.

ب - اللااقتضاء: عدم الصلاحية.

الاكوان الأربعة

الاكوان الاربعة: هي الحركة. السكون. الاجتماع. الافتراق.

الحركة: هي كون الجسم في حيزٍ بعد كونه في حيزٍ آخر، أي انتقال الجسم من مكان الى آخر.

السكون: هو كون الجسم في حيزٍ بعد كونه في ذلك الحيز، أي استمرار بقاء الجسم في مكانه.

الاجتماع: هو كون الجسمين في حيزين على وجه لا يمكن ان يتخلل بينهما جوهر.

الافتراق: هو كون الجسمين في حيزين على وجه يمكن ان يتخلل بينهما جوهر.

_____________________

(١) انظر: تعليقة السيد هاشم الحسيني الطهراني على توحيد الصدوق ص ٦٤.

٢٤

الجوهر والعرض

ينقم الموجود الممكن الى: جوهر وعرض.

الجوهر:

اختلفت عبارات المتكلمين في تعريفه:

فقال بعضهم: الجوهر: هو المتحيز(١) .

وزاد عليه بعضهم (بذاته) فقال: الجوهر: هو المتحيز بذاته(٢) وقال آخر: الجوهر: هو الذي يوجد قائماً بذاته(٣) .

وعرّفه الحكماء:

الموجود لا في موضوع(٤) .

وعرّفوه أيضاً:

ما استغنى في وجوده عن الموضوع(٥) .

وتعريفا الحكماء وكذلك التعريف الاخير للمتكلمين تعطينا معنى واحداً، وذلك لان الوجود لا في موضوع هو الاستغناء في الوجود عن الموضوع، وكذلك ان يوجد قائماً بذاته يعني لا في موضوع.

أما التعريف بالمتحيز فهو المختلف عنها.

____________________

(١) النكت الاعتقادية ٣٨٤.

(٢) التحقيق التام ٤٣.

(٣) قواعد العقائد للطوسي ٤٣٩.

(٤) كشف المراد ١٠٠.

(٥) بداية الحكمة ٩١.

٢٥

والذي يظهر لي ان التعريف بالتحيز جاء مما يذهب اليه جمهور المتكلمة، من ان الجوهر هو الجسم - كما سيأتي - ، ومن خصائص الجسم التحيز.

ومن هنا ندرك ان استغراب السيد الشهرستاني في تعليقته على تعريف الشيخ المفيد في (النكت الاعتقادية) للجوهر بالمتحيز استغراب في غير موضعه.

اما التعريفات الاخرى التي أخذت في تحديد الجوهر وجوده لا في موضوع، فهي آتية مما ذهب اليه الحكماء من أن الجوهر ليس الجسم فقط، وانما هناك العقل والنفس والصورة والهيولى اقساماً اخرى للجوهر، وفيها ما هو غير متحيز.

وقد يلاحظ هنا ان التعريف الكلامي القائل: ان الجوهر هو الذي يوجد قائماً بذاته ربما كان متأثراً بتعريف الحكماء، وهو من الخلط او التداخل الذي نراه غير قليل في كتابات المتكلمين، وربما لأن من المتكلمة من يقسم الجوهر الى: جسم، وجوهر فرد (وهو الجزء الذي لا يتجزأ، الذي يتألف منه الجسم)، والجوهر الفرد لا يتحيز لخلوه من الابعاد الثلاثة (الطول والعرض والعمق) فأراد أن يعطي التعريف الشمولية له.

العرض:

الذين عرّفوا الجوهر بأنه المتحيز، عرّفوا العرض بأنه الحال بالمتحيز. ومن عرف الجوهر بانه المتحيز لذاته، عرّف العرض بالمتحيز تبعاً لغيره.

ومن قال: ان الجوهر هو الذي يوجد قائماً بذاته، قال: العرض: هو الذي لا يوجد قائماً بذاته.

والحكماء الذين عرفوا الجوهر: هو الموجود لا في موضوع، عرفوا العرض بالموجود في موضوع.

والآخرون الذين عرفوا الجوهر بما استغنى في وجوده عن الموضوع، عرفوا العرض بما افتقر في وجوده الى موضوع. ونخلص من هذا الى ان تعريف الجوهر كلامياً هو: الموجود القائم بذاته كالاجسام.

والعرض هو الموجود القائم بغيره كالألوان القائمة بالأجسام.

٢٦

انواع الجواهر:

المعروف بين الكلاميين القائلين بنفي الجوهر الفرد أن الجوهر هو الجسم فقط.

أما القائلون بالجوهر الفرد فيقسمون الجوهر الى: الجسم والجوهر الفرد.

ويعرفون الجسم: الجوهر القابل القسمة الى الابعاد الثلاثة ( الطول والعرض والعمق).

والجوهر الفرد: الجوهر غير القابل القسمة الى الابعاد الثلاثة. والجسم عند المتكلمة القائلين بالجوهر الفرد مؤلف من اجزاء لا تتجزأ، كل جزء هو جوهر فرد.

فالجوهر الفرد - عندهم - هو الجزء الذي لا يتجزأ، والوحدة الاساسية في تأليف الجسم.

أما الشيخ المفيد فيقسم الجوهر الى أربعة اقسام هي:

النقطة والخط والسطح والجسم.

ويرى أن النقطة هي الجوهر الفرد، ولعل ذلك لانها الوحدة الاساسية في تأليف الجسم.

ويعرفها بالمتحيز الذي لا يقبل القسمة في جهة من الجهات (الابعاد الثلاثة).

ويعرّف الخط: المتحيز الذي يقبل القسمة في الطول خاصة.

والسطح: المتحيز الذي يقبل القسمة في الطول والعرض خاصة.

والجسم: المتحيز الذي يقبل القسمة في الطول والعرض والعمق(١) .

والمعروف ان التحيز المستقل لا يتم إلا لذي الأبعاد الثلاثة، وهو الجسم.

أما النقطة والخط والسطح فتحيزها تابع التحيز الجسم.

_____________________

(١) النكت الاعتقادية ٣٨٤ - ٣٨٥.

٢٧

ولعل رأيه في ان التحيز المأخوذ في حد الجوهر هو التحيز مطلقاً أي سواء كان أصلاً أو تبعاً للغير، كما هو ظاهر عبارته في تعريفه للجوهر حيث عرفه بالمتحيز ولم يقيده بعبارة (بذاته) كما فعل غيره.

ويقسم الحكماء الجوهر الى: الهيولى والصورة والجسم والنفس والعقل.

١ - الهيولى:

كلمة يونانية اصطلحها ارسطو على المادة الاولى.

وهي : الجوهر القابل للصورة.

و هي قوة محضة، ولا تنتقل الى الفعل الا بقيام الصورة بها.

٢ - الصورة:

ومن تعريف الهيولى ندرك ان الصورة: هي الجوهر الذي به تتحقق فعلية المادة.

٣ - الجسم:

هو ما تركب من المادة والصورة.

٤ - العقل:

هو الجوهر المجرد من المادة ذاتاً و فعلاً.

٥ - النفس: (وتسمى النفس الناطقة)

هي الجوهر المجرد عن المادة ذاتاً المتعلق بها فعلاً، لاحتياجها الى الآلة في التأثير.

انواع الاعراض:

قال النصير الطوسي: «الاعراض عند اكثر المتكلمين احد وعشرون نوعاً.

وعند بعضهم ثلاثة وعشرون نوعاً.

عشرة تختص بالاحياء وهي:

٢٨

١ - الحياة.

٢ - الشهوة.

٣ - النفرة.

٤ - القدرة.

٥ - الارادة.

٦ - الكراهة.

٧ - الاعتقاد.

٨ - الظن.

٩ - النظر.

١٠ - الألم.

وأحد عشر منها تكون للاحياء وغير الاحياء وهي:

١ - الكون (وهو يشمل أربعة أشياء: الحركة والسكون والاجتماع والافتراق).

٢ - التأليف.

٣ - الاعتماد (كالثقل والخفة).

٤ - الحرارة.

٥ - البرودة.

٦ - اليبوسة.

٧ - الرطوبة.

٨ - اللون.

٩ - الصوت.

٢٩

١٠ - الرائحة.

١١ - الطعم.

والاثنان اللذان زاد بعضهم هما:

١ - الفناء.

٢ - الموت(١) .

أما الحكماء فذهبوا الى أن أنواع الأعراض منحصرة في المقولات التسع التي تعرف هي والجواهر بالمقولات العشر، ذكروا في تاريخها أن أول من قال بها هو أرسطو، وهي:

١ - مقولة الكم، مثل الاعداد والمقادير.

٢ - مقولة الكيف، كالحرارة والبرودة.

٣ - مقولة الاضافة، وهي النسبة العارضة لشيء بالقياس، الى شيء آخر ، كالابّوة والبنوة.

٤ - مقولة الوضع، كالقيام والقعود.

٥ - مقولة الأين، وهي نسبة الجسم الى المكان.

٦ - مقولة المتى، وهي نسبة الشيء الى الزمان.

٧ - مقولة الجدة (الملك)، وهي نسبة الشيء الى ما هو له.

٨ - مقولة الفعل (التأثير)، نحو (كسرت الزجاج) أي أثرت فعل الكسر في الزجاج.

_____________________

(١) قواعد العقائد ٤٣٩.

٣٠

٩ - مقولة الانفعال (التأثر، او تقبل تأثير الفعل، مثل (كسرت الزجاج فانكسر) أي تأثر بفعل الكسر.

الحكمة والحكماء

أ - الحكمة: الفلسفة القديمة.

ب - الحكماء: الفلاسفة القدماء.

الخارجي والذهني

أ - الذهني: عالم الوعي الانساني.

ب - الخارجي: كل ما هو خارج الوعي الانساني، ومنه العالم الخارجي وهو عالم الحس او عالم الأعيان.

الخلاء والملاء

أ - الملاء، هو الفضاء المشغول بالمادة (الجسم).

ب - الخلاء: هو الفضاء الخالي من المادة (الجسم)، أو هو الفراغ الموهوم الذي يمكن ان يحل فيه الجسم.

الدور والتسلسل

الدور:

الدور: هو توقف وجود الشيء على نفسه.

شرح التعريف:

المراد من عبارة (وجود الشيء) في التعريف (المعلولية)، أي اعتبار الشيء معلولاً.

والمقصود من عبارة (نفسه): (نفس وجود الشيء) المذكور في اول التعريف،

٣١

فالضمير في العبارة يعود على (وجود الشيء)، واريد بالعبارة اعتبار الشيء علة.

فيكون مفاد التعريف: ان وجود الشيء باعتباره معلولاً يتوقف عليه نفسه باعتباره علة.

فيصير وجود الشيء علة لنفسه ومعلولاً لنفسه في آن واحد.

تقسيمه:

أ - اذا كان توقف الشيء على نفسه بلا واسطة، سمي الدور المصرح.

مثل أن نقول: (الانسان خلق نفسه).

فالانسان بافتراضه خالقاً لنفسه لا بد ان يكون موجوداً قبل أن يخلق نفسه للزوم تقدم العلة على المعلول.

ومعنى هذا أن وجوده معلولاً (مخلوقاً) توقف على وجوده علة (خالقاً).

والنتيجة ان وجوده توقف على وجوده، فهو لا يوجد مخلوقاً الا بعد أن يوجد خالقاً.

ب - واذا كان التوقف بواسطة سمي الدور المضمر. والواسطة قد تكون واحدة وقد تكون اكثر.

مثل: ان نقول: ان وجود (أ) يتوقف على وجود(ب)، ووجود (ب) يتوقف على وجود (أ).

فتكون النتيجة: ان وجود (أ) يتوقف على وجود (أ) نفسه، ولكن بواسطة (ب).

دليل استحالة الدور

واستدلوا على استحالة الدور بأنه يلزم منه اجتماع النقيضين، واجتماع النقيضين مستحيل.

ويتمثل اجتماع النقيضين في:

٣٢

أ - افتراض ان الشيء الواحد يكون موجوداً ومعدوماً في آن واحد.

ب - افتراض ان الشيء الواحد في آن واحد يكون وجوده متقدماً ومتأخراً.

التسلسل:

التسلسل: هو ترتب العلل لا الى نهاية.

بمعنى ان يستند الشيء الممكن الى علة، وتلك العلة تستند الى علة، وهلم جرا الى لا نهاية.

تقسيمه:

ينقسم التسلسل على قسمين: المرتَّب وغير المرتَّب.

ثم ينقسم كل واحد منهما الى قسمين أيضاً كالتالي:

١ - التسلسل المرتب:

أ - ان يكون الترتيب فيه طبيعياً، نحو التسلسل في العلل والمعلولات، والصفات والموصوفات.

ب - ان يكون الترتيب فيه وضعياً، نحو التسلسل في الاجسام.

واستحالة هذين القسمين موضع اتفاق عند الحكماء والمتكلمين.

٢ - التسلسل غير المرتب:

أ - التسلسل في الحوادث.

ب - التسلسل في النفوس الناطقة المفارقة.

وهما غير مستحيلين عند الحكماء، ومستحيلان عند المتكلمة.

دليل استحالة التسلسل:

ذكروا لبطلان التسلسل واستحالته اكثر من دليل، وأخصرها عبارة وأيسرها تناولاً

٣٣

وأقصرها في الوصول الى النتيجة ما قرره الشيخ المفيد، قال:

« الدليل على ذلك ان السلسلة الجامعة لجميع اجزاءٍ ممكنةٍ لا بد لها من مؤثر خارج عنها، والخارج عن جميع الممكنات هو واجب الوجود لذاته، فتنتهي السلسلة ويبطل التسلسل»(١)

الخلاصة:

_____________________

(١) النكت الاعتقادية ٣٨٨.

٣٤

عالم المثال

هو العالم المتوسط بين العالم العقلي وعالم المادة والطبيعة ويسمى عالم البرزخ ايضاً.

العدم المطلق والمقيد

١ - العدم المطلق: هو المقابل للوجود المطلق.

٢ - العدم المقيد: هو الذي يكون بعد الوجود وينفيه.

العقل النظري والعملي

قسموا العقل باعتبار ما يدركه الى قسمين:

١ - العقل النظري: وقالوا: هو ادراك ما ينبغي ان يعلم.

٢ - العقل العملي: وقالوا: هو إدراك ما ينبغي ان يعمل.

العلم الحضوري والحصولي

قسموا العلم باعتبار كيفية حصول المعلوم لدى العالم على قسمين:

١ - العلم الحصولي: وهو حصول المعلوم بماهيته لدى العالم، كعلمنا بالاشياء الموجودة في العالم الخارجة عن اطار ذواتنا.

٢ - العلم الحضوري: وهو حصول المعلوم بوجوده لدى العالم، كعلم الانسان بذاته التي يشير اليها ب(أنا).

العلة والمعلول

العلة: هي ما يؤثر في غيره.

٣٥

المعلول: هو الأثر الحادث عن العلة.

أقسام العلة:

قسمت العلة فلسفياً وكلامياً على أقسام متعددة باعتبارات مختلفة.

ومن ذلك:

١ - تقسيمها باعتبار الاستقلالية في التأثير واللا استقلالية الى: تامة وناقصة.

أ - العلة التامة: هي التي تستقل بالتأثير.

وضابطها: ان يلزم من وجودها وجود المعلول، ومن عدمها عدمه.

ب - العلة الناقصة: هي التي لا تستقل بالتأثير، بل تكون مشاركة لغيرها فيه.

وضابطها: ان لا يلزم من وجودها المعلول، ولكن يلزم من عدمها عدمه.

٢ - تقسيمها باعتبار مساهمتها في ايجاد المعلول الى: فاعلية ومادية وصورية وغائية.

وهو التقسيم الرباعي الارسطي المعروف منذ عهود الفلسفة الاغريقية حتى الآن.

أ - العلة الفاعلية: «هي التي تفيض وجود المعلول وتفعله».

ب - العلة المادية: هي الجزء المادي الذي يتركب المعلول منه ومن الصورة.

ح - العلة الصورية: هي الجزء الشكلي الذي يتركب المعلول منه ومن المادة، وبه تتحقق شيئية الشيء.

د - العلة الغائية: هي الغرض المتوخى من وجود المعلول.

ولنأخذ (الكرسي المصنوع من الخشب) مثالاً لتوضيح معنى كل قسم، ولبيان توزيع وظيفة كل قسم ودوره في المساهمة في ايجاد المعلول ووجوده، فنقول:

العلة الفاعلية هي (النجار) لانه الفاعل الذي صنع الكرسي. والعلة المادية هي (الخشب) لأنه المادة التي صنع منها الكرسي.

٣٦

والعلة الصورية هي (الهيئة) لانها الصورة التي ظهر بها الكرسي وبان صنعه، وهي قيامه على أربع قوائم، فوقها مقعد متصل به من الوراء مسند.. والخ.

والعلة الغائية: هي الجلوس عليه، لانه الغاية المقصودة من صنعه.

تقسيم العلة الفاعلية:

ويقسم الفاعل المؤثر الى قسمين: المختار، والموجب - بفتح الجيم -.

١ - الفاعل المختار: هو الذي يمكنه الفعل والترك بالنسبة الى الشيء الواحد.

٢ - الفاعل الموجب: هو الذي يمكنه الفعل، ولكن لا يمكنه الترك.

بمعنى انه يستحيل تخلف اثره عنه، كالنار في احراقها، والشمس في اشراقها.

وربما سمي الاخير منهما: الفاعل بالاضطرار في مقابل تسمية الاول: الفاعل بالاختيار.

العناصر الأربعة

هي: الهواء والماء والتراب والنار.

يذهب الحكماء الى أن الموجودات في عالم الطبيعة، إما حيوانات أو نباتات أو جمادات.

وهذه الموجودات مركبة من العناصر الاولية الاربعة: النار والهواء والماء والتراب.

وكل عنصر من هذه العناصر الاربعة يتألف من اتحاد اثنتين من الكيفيات الاربع: الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة.

فمن الحرارة واليبوسة معاً تتكون النار.

ومن البرودة والرطوبة معاً يتكون الهواء.

ومن البرودة واليبوسة معاً يتكون التراب.

ومن البرودة والرطوبة معاً يتكون الماء.

٣٧

القديم والحادث

١ - القديم: هو الموجود الذي لم يسبق بالعدم.

٢ - الحادث: هو الموجود المسبوق بالعدم، أو هو الكائن بعد أن لم يكن.

اللاهوت والناسوت

١- اللاهوت: يطلق على عدة معان:

- الالوهية.

- علم التوحيد.

- العالم العلوي، ويعرف ب(عالم الجبروت) أيضاً.

٢ - الناسوت: يراد به:

- الانسان.

- العالم السفلي.

اللطف المقرِّب و المحصِّل

١ - اللطف المقرب: هو ما يكون المكلف معه أقرب الى فعل الطاعة وأبعد من فعل المعصية، ولم يكن له حظ في التمكين، ولم يبلغ حد الالجاء.

٢ - اللطف المحصل: هو ما يحصل عنده الطاعة من المكلف على سبيل الاختيار، ولولاه لم يطع مع تمكنه في الحالين(١) .

_____________________

(١) كشف المراد ٢٥٤.

٣٨

الماهية والوجود

الماهية:

كلمة (ماهية ) مصدر صناعي مأخوذ من عبارة (ما هو؟) او (ما هي؟) التي تقال في السؤال عن حقيقة الشيء.

ومن هنا عرّفها الحكماء بانها «ما يقال في جواب ما هو»(١) .

واستخلص الجرجاني من تعريف الحكماء المذكور تعريفاً آخر هو آن «ماهية الشيء: ما به الشيء هو هو»(٢) .

وتوضيح ذلك بالمثال نقول: إننا عندما نسأل عن حقيقة الانسان بقولنا: ما هو الانسان؟ نجاب: الانسان: جيوان ناطق.

فعبارة (حيوان ناطق) المقولة في جواب سؤالنا: ما هو الانسان، هي ماهية الانسان.

وبتعبيرآخر: ان المعنى الذي تدل عليه هذه العبارة هو ماهية الانسان.

فماهية الشيء: حقيقته.

الوجود:

مفهوم الوجود هو أوضح وأجلى المفاهيم الموجودة في ذهن الانسان، ولهذا لا يمكن تعريفه تعريفاً علمياً، لان شرط التعريف ان يكون أجلى وأوضح من المعرَّف، ولا أقل من مساواته له في الوضوح، وكل ما ذكر ويذكر من تعريف للوجود هو أخفى منه. لان الوجود - كما أسلفت - لا شيء أعرف وأجلى منه، إذ لا يوجد معنى أعم منه.

____________________

(١) بدايد الحكمة ٧٥.

(٢) التعريفات: مادة ماهية.

٣٩

وعلى هذا: فأي تعريف للوجود لا يضيف لمعلوماتنا عنه معلومة جديدة.

مضافاً اليه: أنه لا جنس ولا فصل أو خاصة للوجود، لانه بسيط.

وهذه - كما هو معلوم منطقياً - عناصر التعريف ومقوماته، وعند عدمها لا نستطيع التعريف تعريفاً منطقياً.

ومن هنا يكون ترك تعريفه هو الصواب.

فمفهوم الوجود هو ما نفهمه وندركه من معنى لهذه الكلمة. وبتعبير آخر: هو ما يتبادر الى اذهاننا من معنى عند سماع كلمة (وجود).

العلاقة بين الماهية والوجود:

١ - لا خلاف بينهم في أن الوجود والماهية في الخارج هما شيء واحد وذات واحدة.

وإنما الخلاف بينهم في نوعية العلاقة بينهما في عالم التصور والتعقل الذهني، وهو على قولين هما:

أ - ان العلاقة بين الماهية والوجود علاقة إتحاد.

ب - ان العلاقة بينهما علاقة تغاير.

والقول الاول هو مذهب ابي الحسن الأشعري ومشايعيه، قال: «وجود كل شيء عين ماهيته»(١) .

وفُسر قوله هذا بانه يذهب الى اتحاد الوجود والماهية، أي عدم زيادة الوجود على الماهية.

واستدل له بان الماهية - في واقعها - إما موجودة أو معدومة.

________________________

(١) التحقيق التام ٢٨.

٤٠