الرسالة السعدية

الرسالة السعدية0%

الرسالة السعدية مؤلف:
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 165

الرسالة السعدية

مؤلف: العلامة الحلي
تصنيف:

الصفحات: 165
المشاهدات: 23731
تحميل: 4631

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 165 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23731 / تحميل: 4631
الحجم الحجم الحجم
الرسالة السعدية

الرسالة السعدية

مؤلف:
العربية

البحث الرابع في: ان الله تعالى يفعل لغرض وغاية(١٠٩) [ اختلف المسلمون في ذالك فذهب المعتزلة: إلى ان الله تعالى انما يفعل لغرض وغاية(١١٠) ]، وحكمة مقصودة، اما معقولة لنا، او خفية عنا، لكن، لايفعل الا لحكمة وغرض(١١١) .

وقالت الاشاعرة: ان الله تعالى، يستحيل أن يفعل شيئا، لغرض وغاية البتة، فلم يخلق العين للابصار، ولا الاذن للسمع، ولا الحواس للادراك بها، ولا الاغذية للانتفاع بها، ولا الادوية لازالة الضرر بها، ولم يخلق النار للاحراق، ولاالشمس للاشراق، ولا الغذاء للتغذي به، ولا الملاذ للالتذاذ بها، وبالجملة لم يخلق شيئا لغاية البتة.

وهذا القول باطل لوجوه: الاول: انه يلزم منه العبث في فعله تعالى، لانه لا معنى للعبث الا الفعل الخالي من الغاية والغرض، وهو محال على الله تعالى.

____________________

(١٠٩) ينظر: قواعد المرام: ص ١١٠، وكتاب النافع يوم الحشر: ص ٥١.

(١١٠) هذه الجملة غير موجودة في النسخة المجلسية المعتمدة: ورقة ٦ لوحة ب سطر ٤، وانما هي موجودة ي النسخة المرعشية: ورقة ٣٣، لوحة ب، سطر ١٣ - ورقة ٣٤، لوحة ب، سطر ١.

(١١١) ينظر: مقالات الاسلاميين: ١ / ٢٥١، ٢٥٣.

٦١

الثاني : انه يلزم منه الظلم.

لانه اذا كلف العبد لا لغرض الافادة، والزمه مشاق التكليف لا لمنفعة في الدنيا، ولا في الآخرة.

كان ذالك محض الظلم، وهو تعالى منزه عن ذالك.

الثالث : انه يلزم منه ابطال النبوة(١١٢) ، وذالك موجب الكفر.

بيان ذالك: ان دليل النبوة مبني على مقدمة، وهي ان الله تعالى، خلق المعجزعلى يد مدعي الرسالة، لغرض التصديق، لانه لو فعله لا لذالك، لم يكن دليلا على التصديق.

وتمثل المسلمون في ذالك: بمدعي رسالة ملك، وقال له ايها الملك: ان كنت صادقا في مقالتي فقم، ليعرف الناس صدق مقالتي، فقام ذالك الملك طلبالتصديقه(١١٣) ، وفعل ذالك عدة مرار، فان الناس يجزمون بصدقه.

ولو قام الملك في كل مرة، لغرض غير التصديق، كالملال من ذالك المكان، وارادة قضاء الحاجة(١١٤) ، وغير ذالك، لم يدل على صدقه.

وصار بمنزلة مالو ادعى شخص رسالة رب العالمين.

وقال: يا الله، ان كنت صادقا، فاطلع الشمس غدا من المشرق.

فطلعت على عادتها فيه(١١٥) ، لم يكن دليلا على صدقه، حيث لم يفعله تعالى لغرض تصديقه، فاذا انتفى الغرض عندهم، استحال العلم بصدق مدعي النبوة.

____________________

(١١٢) في المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٤، لوحة أ، سطر ١٣: (ابطال دليل النبوة)، بزيادة كلمة دليل).

(١١٣) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٤، لوحة ب، سطر ٥: (طلبا لتصديق).

(١١٤) كناية عن الذهاب إلى الخلاء، او مايسمى: المرحاض، او المرافق، او الادب، او (التواليت).

(١١٥) في النسخة المرعشية: ورقة ٣٤، لوحة أ، سطر ٩: (على عادتها منه.

٦٢

واعلم.

ان الاشاعرة التزموا بحكمين، ابطلوا بهما مقدمتي دليل النبوة معا(١١٦) .

الحكم الاول: انهم جوزوا: وقوع القبيح من الله تعالى.

فلم يمتنع حينئذ منه، اضلالالخلق، فلا يلزم صدق من صدقه الله تعالى، لجواز ان يصدق الكاذب.

الثاني: انهم قالوا: ان الله لايفعل لغرض(١١٧) .

ودليل النبوة هكذا: ان الله تعالى فعل المعجز لاجل التصديق.

وكل من صدقة الله تعالى فهو صادق.

والمقدمة الثانية(١١٨) : تبطل بالحكم الاول(١١٩) .

والمقدمة الثانية(١٢٠) : تبطل بالحكم الثاني(١٢١) .

____________________

(١١٦) اي: خلق المعجز على يد مدعي الرسالة، لغرض التصديق، والثاني: كل من صدقه الله، فهو صادق، (المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٤، لوحة ب، الهامش الايمن).

(١١٧) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٥، لوحة أ، سطر ١ - ٢: الحكم الثاني: انهم قالوا: ان الله تعالى لايفعل لغرض.

(١١٨) اي: كل من صدقه الله فهو صادق، (المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٥، لوحة أ، بين سطري ٣ - ٤).

(١١٩) اي: جوزوا فعل القبيح على الله، نفس المصدر السابق).

(١٢٠) وفي المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٥، لوحة أ، سطر ٤: والمقدمة الاولى، ويبدو: ان هذا هو الصحيح.

وبين سطري ٤ - ٥ من نفس المصدر: (اي: خلق المعجز لاجل التصديق).

(١٢١) اي: ان الله تعالى لايفعل لغرض، (المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٥، لوحة أ، الهامش الايسر).

٦٣

الرابع : انه تعالى قد نص في كتابه العزيز، على ثبوت الغرض في افعاله، فقال عزمن قائل: * (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون(١٢٢) ) *، * (وما خلقنا السماء والارض وما بينهما باطلا ذالك ظن الذين كفروا(١٢٣) ) *، * (وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين(١٢٤) ) *، * (افحسبتم انما خلقناكم عبثا(١٢٥) ) *: * (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت(١٢٦) ) *، * (لتجزى كل نفس بما تسعى(١٢٧) ) *، * (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات(١٢٨) ) *، إلى غير ذالك.

البحث الخامس في: ان العبد فاعل(١٢٩) اختلف الناس في ذالك.

فذهبت جماعة: إلى ان العبد فاعل بالاختيار.

____________________

(١٢٢) سورة الذاريات، الآية ٥٧.

(١٢٣) سورة ص، الآية ٢٨.

(١٢٤) سورة الانبياء، الآية ١٧.

(١٢٥) سورة المؤمنون، الآية ١١٦.

(١٢٦) سورة غافر، الآية ١٧.

(١٢٧) سورة طه، الآية ١٦.

(١٢٨) سورة النساء، الآية ١٦١.

(١٢٩) ينظر: قواعد المرام: ص ١٠٧، وكتاب النافع يوم الحشر: ص ٤٧.

٦٤

وقال آخرون: ان الافعال والموجودات والكائنات، كلها واقعة من الله تعالى(١٣٠) .

والحق الاول لوجوه:

أ /(١٣١) ان الضرورة قاضية بالفرق بين افعالنا الاختيارية والاضطرارية، فانا نفرق بالضرورة بين حركتنا يمنة ويسرة، وبين الطيران إلى السماء والوقوع من شاهق، ولو كانت الافعال كلها صادرة من الله تعالى، انتفى الفرق بينهما، وهو معلوم البطلان بالضرورة.

ب / ان افعالنا تقع بحسب قصودنا ودواعينا، وتنتفي بحسب كراهتنا وصوارفنا، فانا اذا اردنا الحركة يمنة، اوجدناها كذالك لايسرة، واذا اردنا الصعود، وقع لا النزول، واذا اردنا الاكل، وقع لا الشرب، وهذا الحكم كله ضروري(١٣٢) ، ولو كانت الافعال صادرة من الله تعالى، لم يكن كذالك، بل، جاز ان يقع وان كرهناها، وان لايقع وان اردناها.

____________________

(١٣٠) ينظر: الفرق بين الفرق: ص ١٢٨، والملل والنحل: ١ / ١٠٨، والتبصير في الدين: ص ٩٦، والفصل في الملل والنحل: ٣ / ٢٢، ومقالات الاسلاميين: ص ٢٩٤، والتنبيه والرد: ص ١٢.

(١٣١) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٥، لوحة ب، ورقة ٣٦، لوحة ب: الاول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع، بدلا من: أ، ب، ج، د، ه‍، و، ز.

(١٣٢) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٥، لوحة ب، سطر ٨: (وهذه الحكم كل ضروري).

٦٥

ح / ان الله تعالى: قد كلفنا بايقاع افعال، والامتناع عن افعال.

فإما ان يكون ما كلفنا به - ايجادا او اعداما -، مقدورا لنا او لا يكون.

والثاني : يلزم منه تكليف ما لا يطاق: وهو قبيح عقلا وممتنع سمعا، قال تعالى: * (لايكلف الله نفسا الا وسعها) *(١٣٣) .

والاول : يلزم منه المطلوب، لان القادر هو الذي يصح منه وقوع الفعل.

د / هاهنا افعال واقعة بعضها طاعات وبعضها معاص.

فاما ان تكون صادرة من العبد خاصة، فثبت المطلوب.

واما ان تكون صادرة من الله تعالى خاصة، فيقبح تعذيب العبد واثابته، لان نسبته اليها كنسبة غيره(١٣٤) ، حيث لافعل له فيها.

واما ان تكون صادرة منهما، فيقبح اختصاص العبد بالثواب والعقاب ايضا، فانه ينافي مطلوبهم، حيث قالوا: لا مؤثر الا الله تعالى، وايضا اذا جاز ان يكون للعبد تأثير ما، جاز اسناد افعاله اليه.

وان لم يكن من العبد ولا من الله تعالى، قبح تكليف العبد بها، واثابته عليها، ومؤاخذته على فعلها.

____________________

(١٣٣) سورة البقرة، الآية ٢٨٧.

(١٣٤) كما كان غير الله فاعل الفعل، الذي هو طاعة او معصية، وغيره لايصدر منه شئ، فرجوع الثواب العقاب اليه قبيح، (المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٦، لوحة أ، الهامش الايمن).

٦٦

ه‍ / ان القرآن مملو باسناد الافعال إلى العباد، والتوعد عليها والمؤاخذة، وانمايصح ذالك لو اسندت افعالنا الينا.

و / انا نفرق بين من احسن الينا ومن اساء(١٣٥) ، ونمدح الاول ونذم الثاني، وهذا مركوز في عقول الناس حتى الاطفال والمجانين، بل، والبهائم ايضا، وما احسن قول ابي الهذيل العلاف(١٣٦) : حمار بشر اعقل من بشر، لان حمار بشر لو اتيت به إلى جدول صغير(١٣٧) ، وكلفته عبوره فانه يعبره، ولو اتيت به إلى جدول كبير وضربته وكلفته العبور لم يعبره، لانه فرق بين مايقدر عليه فاجاب اليه واطاع، وبينمالايقدر عليه فامتنع من الانقياد اليه.

ز / انه يلزم ان يكون الله تعالى، اضر على العبد من الشيطان، لان الله لو خلقالكفر في العبد، ثم عذبه عليه، كان اضر من الشيطان، الذي لاقدرة له على العبد، سوى التخييل والتزيين والوسوسة، وكان يجب ان يستعاذ بالشيطان من الله تعالى لا ان يستعاذ بالله تعالى من الشيطان.

____________________

(١٣٥) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٦، لوحة أ، سطر ١٢: (وبين من اساء)، بزيادة بين ثانية.

(١٣٦) محمد بن الهذيل بن عبدالله بن مكحول العبدي مولى عبدالقيس، من ائمة المعتزلة، ولد في البصرة سنة ١٣٥، واشتهر بعلم الكلام. كان حسن الجدل قوي الحجة، سريع الخاطر. كف بصره في آخر عمره، وتوفي بسامراء عام ٢٣٥ ه‍، له كتب كثيرة منها: ميلاس كتاب سماه على اسم يهودي اسلم على يده.

الاعلام: ٧ / ٣٥٥ بتصرف واختصار.

(١٣٧) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٦، لوحة ب، سطر ٢: (..اذ اتيت به..).

٦٧

البحث السادس في: وجوب الرضا بقضاء الله تعالى هذا البحث فرع على صدور الفعل من العبد، فمن اثبت للعبد فعلا، قال: بان الرضا بقضاء الله تعالى واجب، ومن جعل الافعال كلها مستندة إلى الله تعالى، لزمه خلاف الاجماع، لدلالة الاجماع على وجوب الرضا بقضاء الله تعالى.

واذا كان قد خلق الكفر في العبد(١٣٨) ، لم يجز الرضا به، لان الرضا بالكفر حرام بالاجماع، فلا يكون واجبا، والا،(١٣٩) لزم ان يكون واجبا حراما، وهو محال.

فاذن القول بوجوب الرضا بقضاء الله وقدره، انما يصح لو استندت افعال العباد اليهم، لا إلى الله تعالى.

البحث السابع في: ان الله لا يعذب الغير على فعل لا يصدر عنه اختلف المسلمون هنا.

فذهب طائفة: إلى ان الله تعالى لا يعذب احدا من خلقه، الا على فعل يصدر عنه ويستحق بسببه العقاب.

____________________

(١٣٨) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٦، لوحة ب، سطر ١٣: (فاذا كان..)، بابدال الواو فاء.

(١٣٩) اي: ان لم يكن الرضا بالكفر حرام، (الهامش الاعلى للمخطوطة المرعشية: ورقة ٣٧، لوحةأ).

٦٨

وذهب آخرون: إلى ان الله تعالى، انما يعذب العبد على فعل لايصدر عنالعبد، بل، يكون صادرا من الله تعالى.

والاول اصح والا لزم الظلم والجور والعدوان من الله تعالى: فان كل عاقل [ يحكم بظلم كل من يفعل فعلا، فيعاقب غيره عليه، فيجب على كل عاقل:(١٤٠) ] ان ينزه نفسه عن هذه المقالة والا، فان من له ادنى بصيرة، يحكم حكما ضروريا بان الله تعالى، يقبح منهتعذيب الاطفال، على الوانهم وخلقهم وصورهم، باعظم مراتب العذاب، وانه لو فعل ذالك، لكان من اعظم الجائرين، تعالى الله عن ذالك، ولا فرق بين فعل العبد ولونه، فانهما جميعا صادران منه تعالى عندهم

____________________

(١٤٠) هذه العبارة ساقطة من النسخة المجلسية: ورقة ٧، لوحة ب، سطر ١٤، ومكانها فقط: (فان لكل عاقل ان ينزه نفسه )، بينما هي موجودة في المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٧، لوحة أ، سطر ٩ - ١٠، والصحيح يبدو: بجانب المرعشية.

٦٩

البحث الثامنفي: ان إرادة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله موافقة لارادة الله تعالى وكراهته موافقة لكراهته تعالى(١٤١) اختلف المسلمون هنا فذهبت طائفة: إلى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انما يريد ما يريد الله تعالى من العبد، ويكره ما يكرهه الله تعالى.

وذهبت طائفة اخرى: إلى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسلم يريد من العبد مايكرهه الله تعالى، ويكره منه مايريده الله تعالى.

حيث ذهبوا إلى ان الله تعالى يريد جميع الكائنات، ويكره جميع المعدومات، وكفر الكافر مراد لله تعالى وكره الله منه الايمان، [ وكذا، اراد من العاصي العصيان، وكره منه الطاعة، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد اراد من الكافر الايمان(١٤٢) ] ومن العاصي الطاعة، فلم يجب على مقتضى مذهبهم، موافقة الارادتين، ولا الكراهتين(١٤٣) ، ولا شك في بطلان هذا المذهب.

____________________

(١٤١) ينظر: قواعد المرام: ص ١٢٢.

(١٤٢) هذه العبارة ساقطة من النسخة المجلسية: ورقة ٨، لوحة أ، سطر ١، ومكانها فقط: (وكره الله منه الايمان ومن العاصي الطاعة)، بينما هي موجودة في المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٧، لوحة أ، سطر ٨ - ٩، والصحيح يبدو: بجانب المرعشية.

(١٤٣) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٧، لوحة ب، سطر ١٠: (والكراهتين)، بدون (لا) النافية.

٧٠

المسألة السابعة في: النبوة وفيه: مباحث

البحث الاول في: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يجب ان يكون معصوما(١٤٤) [ اختلف المسلمون هنافذهبت طائفة منهم: إلى ان النبي يجب ان يكون معصوما(١٤٥) ]، من الخطأ والمعصية، صغيرة كانت او كبيرة.

وذهب آخرون إلى: انه لا يجب ذالك فيهم، فجوزوا على النبيعليه‌السلام : سرقة درهم، وحبة، والكذب، والتطفيف في الكيل، وغير ذالك من الفواحش(١٤٦) .

والاول اصح ! والا، لجاز منه الاخلال ببعض الشرايع، والزيادة في بعضها، والتحريف والتبديل، والكذب على الله تعالى.

فينتفي الوثوق باخباره(١٤٧) ، ويسقط

____________________

(١٤٤) ينظر: قواعد المرام: ص ١٢٥، وكتاب النافع يوم الحشر: ص ٦٥، كما ان هناك بحثا ممتعا بهذا الصدد، في كتاب الاصول العامة للفقه المقارن، لاستاذنا الجليل الحجة السيد محمد تقي الحكيم.

(١٤٥) هذه الزيادة موجودة في النسخة المرعشية: ورقة ٣٧، لوحة ب، سطر ١٢ - ١٣، ولم ترد في النسخة المجلسية المعتمدة: ورقة ٩ لوحة أ سطر ٢ - ٣.

(١٤٦) قال العلامة: مذهبنا: ان الانبياء معصومون، عن الكفر والبدعة خلافا للفضيلية، وعن الكبائر خلافا للحشوية، وعن الصغائر عمدا خلافا لجماعة من المعتزلة، وخطأ في التأويل خلافا للجبائيين، وسهوا خلافا للباقين، (مبادئ الوصول إلى علم الاصول - طبعة ١٤٠٤ ه‍ -: ص ١٧١).

(١٤٧) المخطوطة المرعشية: ورقة ٣٨، لوحة أ، سطر ٥: باخباراته.

٧١

محله من القلوب، ولا يحصل الجزم بصدقه، بل، ولا الظن.فلا تحصل فائدة البعثة.ولانه اذا فعل معصية.وجب الانكار عليه، وايذاوه وزجره عنها، وذالكينافي: وجوب طاعته، والقبول منه وتحريم ايذائه.

واي عاقل يرتضي لنفسه الانقياد، إلى تقليد من يعتقد هذه المقالة، ويجعله واسطة بينه وبين الله تعالى.

واي عذر يكون له عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اذا جمع المحشر بينهما، واضطر إلى شفاعته، وقد اعتقد فيه هذه النقايص.

البحث الثانى في: انه لايجوز عليه السهو(١٤٨) اختلف المسلمون هنا.

فذهبت طائفة: إلى ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لايجوز عليه الخطأ، ولا السهو(١٤٩) .

وذهبت طائفة اخرى: إلى جواز ذالك، حتى قالوا: ان النبي (صلى الله عليهوآله)، كان يصلي الصبح يوما، فقرا مع (الحمد)، (والنجم اذا هوى)، إلى ان وصل إلى قوله تعالى: * (افرايتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى) *(١٥٠) ، قرا: (تلك الغرانيق الاولى(١٥١) ، منها الشفاعة ترتجى):

____________________

(١٤٨) ينظر: قواعد المرام: ص ١٢٥.

(١٤٩) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٨، لوحة أ، سطر ١١ - ١٣: (لا يجوز عليه السهو والخطأ).

(١٥٠) سورة النجم، الآية ٢٠.

(١٥١) والوارد في اسطورة الغرانيق: (العلى)، بدلا من (الاولى).

٧٢

(ثم استدرك(١٥٢) )، وهذا في الحقيقة كفر.

____________________

(١٥٢) واقول: ممن اتى على اسطورة الغرانيق من المحدثين: البحاثه الحجة السيد مرتضى العسكري، فوفق لى بيان بطلانها واختلاقها: متنا، وسندا.

كما نقل عن محمد بن اسحاق بن خزيمة (ت ٣١١) قوله عن روايات الغرانيق: انها من وضع الزنادقة، وقد صنف فيها كتابا.

نقل ذالك - اي: قول محمد بن اسحاق بن خزيمة - بنصه: الرازي (ت ٦٠٦ ه‍) في تفسيره، الطبعة المصرية، ج ٢٣ ص ٥٠.

ويراجع كذالك: حاشية الصاوي (ت ١٢٤١ ه‍)، على تفسير الجلالين، طبعة بيروت سنة ١٣٥٨ ه‍، ج ٣ ص ١٠٦.

وفتح القدير للشوكاني (ت ١٢٥٠ ه‍)، طبعة القاهرة سنة ١٣٨٥ ه‍، ج ٣ ص ٤٦٢.

هذا، وقد توهم كل من الآلوسي (ت ١٢٧٠ ه‍)، وتاج الدين (ت ٧٤٩ ه‍)، وابوحيان (ت ٧٤٥) في تفاسيرهم، حيث ظنوا ان ابن اسحاق هذا: انما هو صاحب السيرة، اعني: محمد بن اسحاق بن يسار المدني، المتوفى سنة ١٥١ ه‍، في حين انه هو: محمد بن اسحاق بن خزيمة السلمي، لاغير.

وللزيادة في التوسع ينظر: الارشاد، مجلة اسلامية جامعة - كانت تصدر في مشهد - ايران، العدد الاول، السنة الاولى، ١٤٠٠ هجرية، ص ٧ - ٩.

والعدد الثاني، السنة الاولى، ١٤٠٠ ه‍، ص ١٦ - ٢٦.

والعدد الاول، السنة الثانية، ١٤٠١ ه‍، محرم وصفر، ص ٧ - ١٤.

والعدد الثاني، السنة الثانية، ١٤٠١ ه‍، ربيع الاول وربيع الثاني، ص ٩ - ١٣.

وتفسير علي بن ابراهيم: ص ٤٤١، والدر المنثور للسيوطي: ٤ / ٣٦٦ - ٣٦٨، وتفسير البرهان: ٣ / ٩٩، وتفسير الطبري: ١٧ / ١٣١ - ١٣٤، وطبقات ابن سعد: ١ / ١٥٤، ١ / ١٣٠، ١ / ١٥٦ - بخصوص موقف النبي من الاصنام ومحاربته لها طوال حياته -، وتفسير غرائب القرآن - طبعة البابي الحلبي بمصر -، ومعجم الفاظ القرآن الكريم - الطبعة الثانية -:، والموضوعات لابن الجوزي - طبعة المدينة المنورة سنة ١٣٨٦ ه‍: ١ / ٣٧ - ٨، والاصنام للكلبي - تحقيق احمد زكي، طبعة القاهرة سنة ١٣٨٤ ه‍: ص ١٩، ومحمد الرسول والسياسي - الترجمة الفارسية لاسماعيل والي زاده -: ص ٣٣، وكذالك: ص ٧٦ - ٧٨، وغيرها.

هذا، وهناك مخطوط بدار الكتب المصرية، يحمل رقم: ١ / ٦٤، باسم: (منهل التحقيق في مسالة الغرانيق)، للشيخ أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عمر الملوي المجيري، ينظر: الاعلام - ط ٤ -: ١ / ١٥٢.

٧٣

وانه صلى يوما العصر ركعتين وسلم، ثم قام إلى منزله، فتنازعت الصحابة في ذالك، وتجاذبوا في الحديث، إلى ان طلع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: فيم حديثكم؟ فقالوا: يا رسول الله: اقصرت الصلاة ام نسيت؟ فقال: لم يقصر ولم انس(١٥٣) ، فما شأنكم؟ قالوا: يا رسول الله ! صليت العصر ركعتين.

فلم يقبل النبي حتى شهد بذالك جماعة، فقام واتم صلاته(١٥٤) ، وهذا المذهب في غاية الرداء‌ة.

____________________

(١٥٣) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٨، لوحة ب، سطر ٦: (لم اقصر ولم انس).

(١٥٤) روى مسلم فقال: حدثني عمرو الناقد، وزهير بن حرب، جميعا عن ابن عيينة، قال عمرو: حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا ايوب، قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: سمعت ابا هريرة يقول: صلى بنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم احدى صلاتي العشي (أ): اما الظهر، واما العصر، فسلم في ركعتين، ثم اتى جذعا (ب)، في قبلة المسجد فاستند اليها مغضبا، وفي القوم ابوبكر وعمر، فهابا ان يتكلما، وخرج سرعان الناس (ج)، قصرت الصلاة (د).

فقام ذو اليدين (ه‍) فقال: يا رسول الله ! اقصرت الصلاة ام نسيت؟ فنظر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمينا وشمالا، فقال: مايقول ذو اليدين؟ قالوا: صدق، لم تصل الا ركعتين، فصلى ركعتين وسلم، ثم كبر ثم سجد، ثم كبر فرفع ثم كبر وسجد، ثم كبر ورفع.

قال: واخبرت عن عمران بن حصين انه قال: وسلم.

أ - (العشي)، قال الازهري: العشي عند العرب: مابين زوال الشمس وغروبها.

ب - (اتى جذعا) هكذا هو في الاصول: فاستند اليها.

والجذع مذكر ولكنه انثه على ارادة الخشبة، وكذا جاء في رواية البخاري وغيره: خشبة.

ج - (وخرج سرعان الناس قصرت الصلاة)، يعني يقولون: قصرت الصلاة، والسرعان، بفتح السين والراء، هذا هو الصواب الذي قاله الجمهور من اهل الحديث واللغة، وكذا ضبطه المتقنون، والسرعان: المسرعون إلى الخروج، وضبطه الاصيلي في البخاري بضم السين واسكان الراء.

ويكون جمع سريع: كقفيز وقفزان. وكثيب وكثبان.

د - (قصرت الصلاة) بضم القاف وكسر الصاد، وروي بفتح القاف وضم الصاد، وكلاهما صحيح، ولكن الاول اشهر واصح.

ه‍ - (ذو اليدين) لطول كان في يديه. وهو معنى قوله: بسيط اليدين. صحيح مسلم: م ١ ص ٤٠٣.

٧٤

والحق: الاول، لوجوه: فانه لو جاز عليه السهو والخطأ، لجاز ذالك في جميع افعاله، ولم يبق وثوق باخباراته عن الله تعالى، ولا بالشرايع والاديان، جواز ان يزيد فيها وينقص سهوا(١٥٥) ، فتنتفي فائدة البعثة.

وفي المعلوم بالضرورة(١٥٦) : ان وصف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالعصمة، اكمل واحسن من وصفه بضدها، فيجب المصير اليه، لما فيه من الاحتراز عن الضرر المظنون، بل، المعلوم(١٥٧) .

____________________

وللتوسع، ينظر ايضا: صحيح البخاري: ج ١ ص ١٤٨ - باب من يكبر في سجدتي السهو -، المصدر نفسه: ج ١ ص ١٤٥ - باب ما يجوز من العمل في الصلاة -، وصحيح مسلم: ج ٢ ص ٨٧ - باب السهو في الصلاة -، والمصدر نفسه: ٢ / ١٣٨ - باب قضاء الصلاة الفائتة -، ومن لايحضره الفقيه - ط ٢ سنة ١٣٩٢ ه‍ - ج: ١ ص ٣٥٨ - ٣٦٠ رقم ١٠٣١، وتنقيح المقال: ١ / ٣٩٧، والاصابة: ١ / ٤٧٧، والكنى والالقاب: ٢ / ٢٣٨، والدر المنثور للعاملي: ١ / ١٠٧ - ١٢٠ (وفيه اثبت اضطراب متن حديث سهو النبي وسنده).

(١٥٥) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٨، لوحة ب، سطر ١٠: لجواز، بدلا من جواز.

(١٥٦) المصدر نفسه: سطر ١١: (ومن المعلوم)، بجعل (من).

(١٥٧) قال الحجة السيد حسن الخرسان: الكلام في مسالة سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مبسوط في كتب المقالات والكلام، ومذهب الشيعة في ذالك: نفيه عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واجماعهم على ذالك، الا من شذ، كالصدوق وشيخه، وقد كتب في ردهما - وتفنيد ما استند اليه من اخبار آحاد، لاتوجب علما ولا عملا - كثير من العلماء الاعلام، وفي مقدمتهم: الشيخ المفيد محمد بن النعمانقدس‌سره ، والسيد المرتضى، وقد كتب احدهما رسالة مفردة، في الرد على الصدوق في هذه المسألة، وقد ادرجها بتمامها الحجة المجلسيقدس‌سره ، في البحار: ٦ / ٢٩٧، كما انه قد فصل الكلام في المسالة، واطنب في بيان شذوذ تلك الاخبار التي استند اليها القائلون بالسهو.

وكذالك رده الحجة السيد عبدالله شبرقدس‌سره ، في كتابه حق اليقين: ١ / ٩٣، ومصابيح الانوار: ٢ / ١٣٣، ولم يقتصر رد الصدوق في هذه المسألة على الكتب الكلامية فحسب، بل، تجد رده في كثير من الكتب الفقهية ايضا، راجع: التذكرة، والمنتهى، للعلامة الحلي وغيرهما، ينظر: من لايحضره الفقيه: ١ / ٢٣٤ الهامش وطبعة ١٣٩٢ ه‍: ١ / ٣٥٨ - ٣٦٠ رقم ١٠٣١.

٧٥

البحث الثالث في: انه يجب أن يكون منزها عن جميعما يوجب النقص في المروة والشرف والدين(١٥٨) اختلف المسلمون هنا.

فذهبت طائفة: إلى انه يجب تنزيه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جميع النقايص والدناآت والرذايل، وما يوجب نقصا في الدين، والمروة والشرف والحسب(١٥٩) .

وذهبت طائفة: إلى انه لا يجب ذالك، وجوزوا وصفه بضد ذالك.

____________________

(١٥٨) ينظر: قواعد المرام: ص ١٢٧، وكتاب النافع يوم الحشر: ص ٦٧.

ثم اقول: المروة والمرؤة، كلاهما واحد.

(١٥٩) ينظر: تنزيه الانبياء: ص ٣.

٧٦

كما رووا عنه: انه جاء يوما إلى سباطة قوم، فبال قائما(١٦٠) ، ولو وصف واحد منا غيره بانه يبول قائما، لحصل له الكدر بذالك والانفعال عنه.

____________________

(١٦٠) قال ابوعبيد: قال الاصمعي: السباطة: نحو من الكناسة، كما في تهذيب اللغة للازهري: ج ١٢ ص ٣٤٤.

وقال الزمخشري: السباطة: الكناسة، وروى المغيرة بن شعبة: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - اتى سباطة قوم، فبال قائما وتوضأ، ومسح على ناصيته وخفيه، كما في الفائق في اللغة: ج ٢ ص ١٤٦.

واقول: يفترض في الحديث - اي حديث -، ان يعرض قبل كل شئ على القرآن، ثم بعدها يتأكد من سلامة رواته - رجال سنده -.

علما، بان المغيرة رجل متهم مجروح، ينظر: تاريخ الطبري: ٦ / ١٠٨، والاصابة: ٣ / ٤٣٢، والاستيعاب - بهامش الاصابة -: ٣ / ٣٦٨، واسد الغابة: ٤ / ٤٠٦.

ثم لنعد إلى الموضوع ثانية فنقول: قال كاتب الواقدي - محمد بن سعد -: اخبرنا عبيدالله بن موسى، انآ اسرائيل. واخبرنا الفضل بن دكين، نآسفيان.

جميعا عن: المقداد بن شريح، عن ابيه، قال: سمعت عائشة تقسم بالله: ماراى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله احد من الناس، يبول قائما، منذ نزل عليه القرآن، ينظر: كتاب الطبقات الكبير: ج ١ ق ٢ ص ١٠٢ - ١٠٣، طبعة ليدن ١٣٣٣ ه‍ واقول: ترى، بل، هل ثبت ايضا: انه فعل ذالك قبل نزول القرآن؟ حاشاه، ثم حاشاه، وهو الرسول المرتقب..

كذالك، لنعد إلى اصل الموضوع ثالثة: (قال ابن ابي جمهور: وروي عن حذيفة عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انه كره البول قائما، وقال: انهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مابال قائما قط)، ينظر: عوالي اللئالي العزيزية: ج ١ ص ٣١، وينظر: هامش رقم ٢، من نفس الصفحة.

٧٧

ورووا عنه: انه لما قدم المدينة غنت له نساؤها فرقص.

واي نقص اعظم من ذالك، مع انه ذم على هذا الفعل في كتابه العزيز فقال: * (وماكان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصديقة) *(١٦١) .

____________________

(١٦١) سورة الانفال: الآية ٣٦.

قال ابن سعد: اخبرنا معن بن عيسى، فآ عبدالله بن المؤمل، عن عبدالله بن ابي مليكة، عن عائشة قالت: ما اجتمع في بطن النبي - صلعم - طعامان في يوم قط، ان اكل لحما لم يزد عليه، وان اكل تمرا لم يزد عليه، وان اكل خبزا لم يزد عليه، وكان رجلا مسقاما، وكانت العرب تنعت له فيتداوى بما تنعت له العرب، وكانت العجم نعت له فيتداوى، (كتاب الطبقات الكبير: ج ١ ق ٢ ص ١١٦).

ترى هل صحيح ان النبي كان مسقاما، وهو الذي على ذالك المستوى من المسؤولية في تبليغ الرسالة..، واذا كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مسقاما، فمن هو السليم المعافى؟ ترى، كيف يتفق هذا وما نقل عن صفته، في التوراة والانجيل: (..ليس بواهن ولا كسل..)، كما في طبقات ابن سعد نفسه: ح ١ ق ٢ ص ٨٨.

ثم الا يوحي النص بان امتناعه من الشبع هو سبب السقامة؟ في حين ان النبي كان في فعله هذا مواسيا وقدوة؟ هل هذا مدح ام ذم على صورة مدح؟ ! ثم كيف يتفق هذا ومانقل عن صفاته الجسمية العديمة النضير، وقوته الخارقة، حتى قيل انه اعطي صلعم (بضع اربعين رجلا، واعطي كل رجل من اهل الجنه بضع ثمانين)، كناية عن القوة على الجماع، كما في طبقات ابن سعد نفسه: ح ١ ق ٢ ص ٦٩ - ٧٩.

اجل، كيف يتفق هذا وما نقل عن عليعليه‌السلام انه: (اذا مشى كانما ينحدر في صبب، واذا مشى كأنما ينقلع من صخر..)، كما في الطبقات نفسه: ح ١ ق ٢ ص ١٢٠.

اجل، كيف يتفق هذا وما نقل عن ابي هريرة: (..مارايت احدا اسرع في مشيته من رسول الله صلعم كانما الارض تطوى له انا نجهد انفسنا وانه لغير مكترث..)، كما في الطبقات نفسه: ح ١ ق ٢ ص ١٢٤.

طبعا يسرع حسب تعبيره والا فالمعروف انه يمشي بسكينة ووقار وعن ابن عباس: ان النبي صلعم كان لايلتفت الا جميعا، واذا مشى مشى مجتمعا، ليس فيه كل، كما في الطبقات نفسه: ج ١ ق ٢ ص ١٢٦.

وعن ابن عمر قال: مارأيت احدا اجود ولا انجد ولا اشجع ولا اوضأ من رسول الله صلعم، كما في الطبقات نفسه: ح ١ ق ٢ ص ١٢٦، وينظر: ح ١ ق ٢ ص ١٢٩.

٧٨

ورووا عن عمر انه قال: [ قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضموته: ايتوني بدواة وقرطاس لاوصي، فقال عمر:(١٦٢) ] ان الرجل ليهجر.

واختلف الصحابة الحاضرون هناك، فبعضهم صوب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وبعضهم صوب رأي عمر(١٦٣) ، وهذه منقصة عظيمة.

____________________

وعن جابر عن محمد بن علي قال: كان رسول الله صلعم شديد البطش، كما في الطبقات: ح ١ ق ٢ ص ١٢٧.

واخيرا، ترى هو من؟ من يقول عنه اشجع العرب والعجم؟ ابن ابي طالبعليه‌السلام ؟ ! وكان اذا اشتد البأس، لذنا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ !

(١٦٢) هذه الزيادة موجودة في النسخة المرعشية: ورقة ٣٩، لوحة أ، سطر ٩ - ١٠، وهي مما يقتضيه السياق.

(١٦٣) ينظر: صحيح مسلم: ج ٣ ص ١٢٥٧ - ١٢٥٩، وعوالي اللئالي العزيزية: ١ / ٤١.

٧٩

ورووا عنه: انه كان يصلي وعايشة تفرك المني من ثوبه(١٦٤) ، مع ان الله تعالى امره(١٦٥) ، فقال: * (وثيابك فطهر(١٦٦) ) *، فكيف استقذرت عايشة ذالك، وهوعليه‌السلام لم ينفر نفسه منه؟ ! فالواجب على المحتاط في دينه: تنزيه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن هذه النقايص فانه اسلم عاقبة في الآخرة، وابلغ في تعظيم حال النبيعليه‌السلام ، الذي ذكره عبادة وتعظيمه عبادة.

____________________

(١٦٤) صحيح مسلم: ج ١ ص ٢٣٨ - ٢٤٠.

وفي النسخة المرعشية: ورقة: ٣٩، لوحة أ، سطر ١٣: (تفرك له المني) بزيادة (له).

(١٦٥) وفي النسخة المرعشية: ورقة ٣٩، لوحة أ، سطر ١٣: (امره بتطهير ثيابه)، بدلا من (امره).

(١٦٦) سورة المدثر، الآية ٥.

٨٠