ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)0%

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 72

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 72
المشاهدات: 8380
تحميل: 4195

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 72 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 8380 / تحميل: 4195
الحجم الحجم الحجم
ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

ابن تيمية وإمامة علي (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أقرّوا بأنّ قتالهم كان رأياً رأوه، كما أخبر بذلك عليرضي‌الله‌عنه عن نفسه(١) .

وأمّا قتال الجمل وصفّين، فقد ذكر عليرضي‌الله‌عنه أنّه لم يكن معه نصّ من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإنّما كان رأياً، وأكثر الصحابة لم يوافقوه على هذا القتال(٢) .

أن القتال كان قتال فتنة بتأويل، لم يكن من الجهاد الواجب ولا المستحب(٣) .

وقتل خلقاً كثيراً من المسلمين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون ويصلّون(٤)

وقال طاعناً في الإمام وهو يقصد الدفاع عن عثمان - حيث يقولون من جملة ما نقموا عليه إنّه كان يتصرف في بيت المال هو وبنو أُميّة :

وأين أخذ المال وارتفاع بعض الرجال، من قتال الرجال الذين قتلوا بصفّين ولم يكن في ذلك عزّ ولا ظفر ؟... حرب صفّين التي لم يحصل بها إلاّ زيادة

____________________

(١) منهاج السنّة ١ / ٥٢٦.

(٢) منهاج السنّة ٦ / ٣٣٣.

(٣) منهاج السنّة ٧ / ٥٧.

(٤) منهاج السنّة ٦ / ٣٥٦.

٦١

الشر وتضاعفه لم يحصل بها من المصلحة شيء(١) .

ولهذا كان أئمّة السنّة كمالك وأحمد وغيرهما يقولون: إنّ قتاله للخوارج مأمور به، وأمّا قتال الجمل وصفّين فهو قتال فتنة.

ولهذا كان علماء الأمصار على أن القتال كان قتال فتنة وكان من قعد عنه أفضل ممن قاتل فيه(٢)

وعلي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ندم على أمور فعلها من القتال وغيره... وكان يقول ليالي صفّين: لله درّ مقام قامه عبد الله بن عمر وسعد بن مالك، إن كان برّاً إنّ أجره لعظيم، وإن كان إثماً إنّ خطره ليسير(٣)

والحال أنّ عبد الله بن عمر وسعد بن مالك يعني سعد بن أبي وقّاص كلاهما قد ندما على عدم بيعتهما مع علي وتخلَّفهما عن القتال معه في حروبه، والنصوص بذلك موجودة في المصادر.

____________________

(١) منهاج السنّة ٨ / ١٤٣.

(٢) منهاج السنّة ٨ / ٢٣٣.

(٣) منهاج السنّة ٦ / ٢٠٩.

٦٢

يضيف أنّ عليّاً كان يقول لابنه الحسنعليه‌السلام في ليالي صفّين:

يا حسن يا حسن ما ظنّ أبوك أنّ الأمر يبلغ إلى هذا، ودّ أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة(١)

الأحاديث الصحيحة المتقنة في الكتب المعتبرة يكذّبها ويطالب فيها بسند صحيح، ثمّ يذكر مثل هذا ولا يذكر له أيّ سند، وأيّ مصدر، وغير معلوم من قال هذا ؟ ويرسله إرسال المسلّمات، يا حسن يا حسن ما ظنّ أبوك أنّ الأمر يبلغ إلى هذا، ودّ أبوك لو مات قبل هذا بعشرين سنة !!

يقول:

ولمـّا رجع من صفّين تغيّر كلامه... وتواترت الآثار بكراهته الأحوال في آخر الأمر(٢) .

وكان علي أحياناً يظهر فيه الندم والكراهة للقتال، ممّا يبيّن أنّه لم يكن عنده فيه شيء من الأدلة الشرعيّة(٣)

____________________

(١) منهاج السنّة ٦ / ٢٠٩.

(٢) منهاج السنّة ٦ / ٢٠٩.

(٣) منهاج السنّة ٨ / ٥٢٦.

٦٣

وممّا يبيّن أنّ عليّاً لم يكن يعلم المستقبل، إنّه ندم على أشياء ممّا فعلها... وكان يقول ليالي صفّين: يا حسن يا حسن، ما ظنّ أبوك أنّ الأمر يبلغ هذا، لله درّ مقام قامه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر...(١)

هذا كرّره مرّة أخرى، وقال بعد ذلك:

هذا رواه المصنّفون(٢)

ومن المصنّفون ؟ غير معلوم.

يقول:

وتواتر عنه أنّه كان يتضجّر ويتململ من اختلاف رعيّته عليه، وأنّه ما كان يظنّ أنّ الأمر يبلغ ما بلغ، وكان الحسن رأيه ترك القتال، وقد جاء النصّ الصحيح بتصويب الحسن... وسائر الأحاديث الصحيحة تدلّ على أنّ القعود عن القتال والإمساك عن الفتنة كان أحبّ إلى الله ورسوله(٣)

يقول: وأمّا حديث أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين

____________________

(١) منهاج السنّة ٨ / ١٤٥.

(٢) منهاج السنّة ٨ / ١٤٥.

(٣) منهاج السنّة ٨ / ١٤٥.

٦٤

والمارقين، فهذا كذب.

لابدّ وأن يكذّبه، لأنّه يصرّ على أنّ عليّاً لم يكن عنده دليل شرعي على قتاله، فلابدّ وأن يكون هذا الحديث كذباً.

نصّ العبارة:

لم يرو عليرضي‌الله‌عنه في قتال الجمل وصفّين شيئاً... وأمّا قتال الجمل وصفّين فلم يرو أحد منهم فيه نصّاً إلاّ القاعدون، فإنّهم رووا الأحاديث في ترك القتال في الفتنة، وأمّا الحديث الذي يُروى أنّه أمر بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين، فهو حديث موضوع على النبي (صلى الله عليه وسلم)(١)

وهذا الحديث يرويه من الصحابة:

١ - أبو أيّوب الأنصاري.

٢ - أمير المؤمنين.

٣ - عبد الله بن مسعود.

٤ - أبو سعيد الخدري.

٥ - عمّار بن ياسر.

وغيرهم.

____________________

(١) منهاج السنّة ٦ / ١١٢.

٦٥

ومن الحفّاظ:

١ - الطبري.

٢ - البزّار.

٣ - أبو يعلى.

٤ - ابن مردويه.

٥ - أبو القاسم الطبراني.

٦ - الحاكم النيسابوري.

٧ - الخطيب البغدادي.

٨ - ابن عساكر.

٩ - ابن الأثير.

١٠ - الجلال السيوطي.

١١ - ابن كثير.

١٢ - المحب الطبري.

١٣ - أبو بكر الهيثمي.

١٤ - والمتقي الهندي.

ومن أسانيده الصحيحة ما رواه البزّار والطبراني في الأوسط، وترون النص على صحّته في مجمع الزوائد يقول بعد روايته: وأحد إسنادي البزّار رجاله رجال الصحيح، غير الربيع بن سعيد ووثّقه

٦٦

ابن حبّان، وله أسانيد أُخرى صحيحة.

٦٧

٦٨

افتراء ابن تيميّة على أمير المؤمنينعليه‌السلام

وأمّا الأشياء التي نسبها إلى أمير المؤمنين، والأكاذيب التي هي في الحقيقة كذب عليه، في كلماته كثيرة، منها: إنّ عليّاً كان يقول مراراً: إنّ أبا بكر وعمر أفضل منّي، وكان يفضّلهما على نفسه.

يقول:

حتى قال: لا يبلغني عن أحد أنّه فضّلني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته جلد المفتري(١)

هذا الشيء الذي نقله لم يذكر له مصدراً عن أمير المؤمنين، وأمير المؤمنين لم نسمع أنّه جلد أحداً من الصحابة لأنه فضّله على الشيخين، مع أنّ كثيرين من الصحابة كانوا في نفس الوقت وفي حياة أمير المؤمنين يفضّلون عليّاً على الشيخين بمسمع منه ومرأى.

____________________

(١) منهاج السنة ٧ / ٥١١.

٦٩

إنّ ابن حزم في الفصل(١) ، وكذا ابن عبد البر في الاستيعاب(٢) بترجمة أمير المؤمنين، هذان الحافظان الكبيران يذكران أسماء عدّة كبيرة من الصحابة كانوا يقولون بأفضليّة علي من الشيخين، ولم نسمع أنّ عليّاً جلد واحداً منهم.

وأمّا هذا الخبر، فقد كفانا الدكتور محمّد رشاد سالم - الذي حقّق منهاج السنّة في طبعته الجديدة - مؤنة تحقيقه حيث قال: بأنّه ضعيف(٣) .

وكذب على علي وفاطمة الزهراء فزعم أنه روي:

كما في الصحيح عن عليرضي‌الله‌عنه ، قال: طرقني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفاطمة، فقال:«ألا تقومان تصليان ؟» فقلت: يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولّى، وهو يقول:( وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْ‏ءٍ جَدَلاً ) (٤)

وكذب على أمير المؤمنين في قضيّة شرب الخمر(٥) .

____________________

(١) الفصل في الملل والنحل ٤ / ١٨١.

(٢) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٣ / ١٠٩٠.

(٣) منهاج السنة ٧ / ٥١١، الهامش.

(٤) منهاج السنة ٣ / ٨٥، الآية سورة الكهف: ٥٤.

(٥) منهاج السنة ٧ / ٢٣٧.

٧٠

أكتفي بما ذكرت، وأكرّر دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله» .

وصلى الله على محمّد وآله الطاهرين.

٧١

الفهرست

مقدّمة المركز ٥

تمهيد. ٧

بغض ابن تيمية لأمير المؤمنين عليه‌السلام.... ٩

تكذيب ابن تيمية فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام.... ٢٢

بحث ابن تيمية في خلافة أمير المؤمنين عليه‌السلام.... ٥٠

افتراء ابن تيميّة على أمير المؤمنين عليه‌السلام.... ٦٩

٧٢