التشيع نشأته معالمه

التشيع نشأته معالمه20%

التشيع نشأته معالمه مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 390

  • البداية
  • السابق
  • 390 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20331 / تحميل: 7719
الحجم الحجم الحجم
التشيع نشأته معالمه

التشيع نشأته معالمه

مؤلف:
الناشر: مركز الغدير للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

في شرح الإرشاد والذكرى(1) (2) .

أقول : والشيخ أبو علي ابن الشيخ0 (3) .

وما مرّ من استغراب الشيخ سليمان من بعض المشايخ المتوقّفين في وثاقتهرحمه‌الله غريب ، وأغرب منه قوله : لم أقف على أحد من الأصحاب يتوقّف في روايات الفقيه ، وأغرب من ذلك كلّه قول المقدّس المجلسي : لو كانا كاذبين. إلى آخره.

أمّا الأوّل : فلأنّك خبير بأنّ الوثاقة أمر زائد على العدالة مأخوذ فيه الضبط ، والمتوقّف في وثاقته لعلّه لم يحصل له الجزم به(4) ، ولا غرابة في ذلك أصلاً.

وأمّا الثاني : فلأنّ الحكم بصحّة الرواية لا يستلزم وثاقة الراوي كما هو واضح.

وأمّا الثالث : فلأنّا لم نَرَ مؤمناً موحّداً ينسب إلى هذا الشخص الربّاني الكذب ، وكأن هؤلاء توهّموا التوقّف في عدالته طاب مضجعه ، وحاشا أن يكون كذلك.

ولقد أطال الكلام شيخنا الشيخ سليمان في الفوائد النجفيّة وجملة ممّن تأخّر عنه وحاولوا الاستدلال على إثبات عدالتهقدس‌سره ، وهو كما ترى يضحك الثكلى ، فإنّ عدالة الرجل من ضروريات المذهب ولم يقدح في عدالته عادل ، وإنّما الكلام في الوثاقة ، ولعلّه لا ينبغي التوقّف فيها أيضاً ، فلا تغفل.

__________________

(1) الذكرى : 73 وقد ذكر عبارة ابن طاوس في غياث سلطان الورى.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 307.

(3) المذكور ترحّم الشيخ أبو علي عليه كما في عدّة موارد من أماليه : 1 / 58 و 106 و 113.

(4) في نسخة « م » : بها.

١٢١

وفيمشكا : ابن الحسين بن بابويه المشهور أحد ائمّة الحديث ، عنه التلعكبري ، والمفيد ، والحسين بن عبيد الله الغضائري ، وعلي بن أحمد بن العبّاس النجاشي ، وأبو الحسين جعفر بن الحسين بن حسكة ، ومحمّد بن سليمان(1) .

2762 ـ محمّد بن علي الحلبي :

قر (2) . ومرّ : ابن علي بن أبي شعبة(3) .

2763 ـ محمّد بن علي بن حمزة :

ابن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو عبد الله ، ثقة عين في الحديث ، صحيح الاعتقاد ،صه (4) .

وزادجش : له رواية عن أبي الحسن وأبي محمّدعليهما‌السلام ، وأيضاً له مكاتبة ، وفي داره حصلت(5) أُمّ صاحب الأمرعليه‌السلام بعد وفاة الحسنعليه‌السلام ، له كتاب مقاتل الطالبيين ، عنه ابن أخيه الحمزة بن القاسم(6) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن حمزة ، عنه حمزة بن القاسم(7) .

2764 ـ محمّد بن علي بن حيّان :

الجعفي الكوفي ، أسند عنه ،ق (8) .

__________________

(1) هداية المحدّثين : 245.

(2) رجال الشيخ : 136 / 24 ، وفيه زيادة : كوفي.

(3) عن رجال النجاشي : 325 / 885 والخلاصة : 143 / 30.

(4) الخلاصة : 156 / 106.

(5) جلست ( خ ل ) نقلاً عن مجمع الرجال : 5 / 274.

(6) رجال النجاشي : 347 / 938.

(7) هداية المحدّثين : 245.

(8) رجال الشيخ : 295 / 251.

١٢٢

2765 ـ محمّد بن علي بن الربيع :

السلمي الكوفي ، أخو منصور بن المعتمر السلمي لُامّه ، أسند عنه ،ق (1) .

2766 ـ محمّد بن علي بن شاذان :

مرّ في الحسين بن عبيد الله السعدي ما يشير إلى كونه شيخ الإجازة وأنّه يكنّى أبا عبد الله(2) ، والظاهر أنّه الشاذاني الّذي قد أكثر النجاشي من الأخذ والرواية عنه وأنّه من مشايخه وشيخ إجازته(3) ،تعق (4) .

أقول : في المجمع أيضاً أنّه شيخ إجازة النجاشي ، قال : ويذكره كثيراً بعنوان أبي عبد الله القزويني أيضاً(5) .

2767 ـ محمّد بن علي الشلمغاني :

بالشين المعجمة ، يكنّى أبا جعفر ، ويعرف بابن أبي العزاقر بالعين المهملة والزاي والقاف والراء أخيراً له كتب وروايات ، وكان مستقيم الطريقة متقدّماً في أصحابنا ، فحمله الحسد لأبي القاسم ابن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديّة حتّى خرجت فيه توقيعات ، فأخذه‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 295 / 250.

(2) عن رجال النجاشي : 42 / 86 ، حيث قال : أخبرنا محمّد بن علي بن شاذان.

(3) انظر : رجال النجاشي : 13 / 8 و 19 / 21 و 79 / 188 وغير ذلك ، والوارد في الجميع بعنوان : أبو عبد الله بن شاذان.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 308.

(5) مجمع الرجال : 5 / 274 ، وفيه : ويذكره كثيراً بعنوان أبي عبد الله القزويني وبعنوان ابن شاذان القزويني أيضاً. انظر رجال النجاشي : 79 / 188 و 191 / 512 و 226 / 593 و 353 / 944 ، وورد في كلّها بعنوان : أبو عبد الله بن شاذان القزويني. وقال في ترجمة الحسين بن علوان الكلبي 52 / 116 : أخبرنا أجازه محمّد بن علي القزويني قدم علينا سنة أربعمائة.

١٢٣

السلطان وقتله وصلبه ، وتغيّر وظهرت عنه مقالات منكرة ، وله من(1) الكتب الّتي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف ، رواه المفيدرحمه‌الله إلاّ حديثاً منه في باب الشهادات أنّه يجوز للرجل أن يشهد لأخيه إذا كان له شاهد واحد من غير علم ،صه (2) .

ومثلهجش إلى قوله : وصلبه(3) .

ونحوهست إلى قوله : كان مستقيم الطريقة ، ثمّ تغيّر وظهرت منه مقالات منكرة إلى أن أخذه السلطان وقتله وصلبه ببغداد ، وله من الكتب الّتي عملها حال الاستقامة كتاب التكليف ، أخبرنا به جماعة عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عنه إلاّ حديثاً. إلى آخر ما فيصه (4) .

أقول : جمع فيصه بين عبارتيجش وست فوقع قوله : وتغيّر. إلى آخره بعد قوله : فقتله وصلبه في غير موقعه ، فتأمّل.

وفيمشكا : ابن علي الشلمغاني ، عنه محمّد بن عبد الله بن المطّلب ، وعلي بن الحسين بن بابويه(5) .

2768 ـ محمّد بن علي بن شهرآشوب :

المازندراني رشيد الدين ، شيخ في هذه الطائفة وفقيهها ، وكان شاعراً بليغاً منشئاً ، روى عنه محمّد بن عبد الله بن زهرة ، وروى عن محمّد وعلي ابني عبد الصمد ، له كتب منها كتاب أنساب آل أبي طالب ،نقد (6) .

__________________

(1) في نسخة « ش » : في.

(2) الخلاصة : 253 / 30.

(3) رجال النجاشي : 378 / 1029.

(4) الفهرست : 146 / 626.

(5) هداية المحدّثين : 245.

(6) نقد الرجال : 575.

١٢٤

وفيتعق : مضى في ترجمة أحمد بن عبد الله الأصفهاني عنصه عدّه من مشايخه واستناده إلى قوله(1) (2) .

أقول : لم يُرد بقوله : شيخنا ، الحقيقة ، فإنّه لم يدرك زمانهرحمه‌الله ، بل هو من معاصري ابن إدريس سرّه سرّه ويروي عن الشيخ بواسطتين(3) وربما يروي(4) عنه بواسطة واحدة كما ذكره العلاّمة في إجازته الكبيرة لأولاد زهرة(5) وغيره في غيرها(6) .

وكيف كان : فهو شيخ الطائفة لا يطعن في فضله ، صرّح بذلك جملة من المشايخ ، وصرّح في الرواشح بوثاقته(7) ، وله كتاب معالم العلماء في الرجال حذا فيه حذو فهرست الشيخرحمه‌الله ولم يزد عليه إلاّ قليلاً ، وزاد(8) في آخره بعض الشعراء ، ربما نقلنا منه في هذا الكتاب.

2769 ـ محمّد بن علي الصيرفي :

الكوفي ، يكنّى أبا سمينة ، له كتب ، وقيل إنّها مثل كتب الحسين بن سعيد ، أخبرنا بذلك جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه‌

__________________

(1) الخلاصة : 205 / 24 ، حيث قال : قال شيخنا محمّد بن علي بن شهرآشوب. إلى آخره.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 308.

(3) كما في إجازة الشهيد للشيخ شمس الدين ابن الخازن الحائري ، البحار : 107 / 197.

(4) في نسخة « ش » : روى.

(5) لم يرد لهذا الطريق ذكر في إجازة العلاّمة الكبيرة لأولاد زهرة ، وإنّما ورد في الإجازة الكبيرة لبعض الأفاضل ، راجع البحار : 107 / 154 و 155.

(6) كما في رواية محمّد تقي المجلسي للصحيفة الكاملة السجاديّة ، البحار : 110 / 65.

(7) الرواشح السماويّة : 98 الراشحة التاسعة والعشرون.

(8) زاد ، لم ترد في نسخة « م ».

١٢٥

ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عنه(1) ، إلاّ ما كان فيها من تخليط ، أو غلو أو تدليس أو ينفرد به أو لا يعرف(2) من غير طريقه ،ست (3) .

وفيكش : ذكر علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان أنّه قال : كدت أن أقنت على أبي سمينة محمّد بن علي الصيرفي(4) .

وفيه أيضاً : قال نصر بن الصبّاح : محمّد بن علي الطاحي هو أبو سمينة(5) .

وسبق بعنوان ابن علي بن إبراهيم(6) .

2770 ـ محمّد بن علي الطلحي :

سبق في الّذي قبيله.

2771 ـ محمّد بن علي الطلحي :

له مسائل رويناها بهذا الإسناد عن أحمد بن محمّد بن عيسى عنه ،ست (7) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد(8) .

ويحتمل كونه ابن عيسى الآتي.

__________________

(1) عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) في المصدر : ولا يعرف.

(3) الفهرست : 146 / 624 ، ولم يرد فيه : الكوفي.

(4) رجال الكشّي : 546 / 1033.

(5) رجال الكشّي : 545 / 1032.

(6) عن رجال النجاشي : 332 / 894 والخلاصة : 253 / 29.

(7) الفهرست : 148 / 639.

(8) الفهرست : 148 / 636.

١٢٦

2772 ـ محمّد بن علي بن عبدك :

بالكاف بعد الدال المهملة ، أبو جعفر الجرجاني ، جليل القدر ، من أصحابنا ، ثقة ، متكلّم ،صه (2) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه فقيه بدل ثقة(3) ، وكذا فيد (4) .

وفيتعق : كذا في النقد(5) ؛ وفي الوجيزة : ممدوح(6) ؛ ويأتي في الكنى بعنوان ابن عبدك(7) (8) .

أقول : في نسختين منجش عندي أيضاً فقيه.

2773 ـ محمّد بن علي بن عيسى :

الأشعري قمّي ،دي (9) .

وفيتعق : الظاهر اتّحاده مع الآتي(10) .

2774 ـ محمّد بن علي بن عيسى :

القمّي ، كان وجهاً بقم وأميراً عليها من قبل السلطان ، وكذلك كان أبوه ، يعرف بالطلحي ، له مسائل لأبي محمّد العسكري ،صه (1) .

__________________

(2) الخلاصة : 162 / 159.

(3) رجال النجاشي : 382 / 1040.

(4) رجال ابن داود : 179 / 1458.

(5) نقد الرجال : 323 / 577.

(6) الوجيزة : 309 / 1731.

(7) عن الفهرست : 193 / 905 والخلاصة : 188 / 17.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

(9) رجال الشيخ : 422 / 12.

(10) لم يرد له ذكر في نسخنا من التعليقة.

(1) الخلاصة : 160 / 141.

١٢٧

وزادجش : عنه محمّد بن أحمد بن زياد(1) .

وفيست : له مسائل ، أخبرنا بها جماعة ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد والحميري ومحمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أحمد بن ذكرى وعنقويه ، عنه(2) .

وسبق : ابن علي الطلحي ، ويحتمل كونه هو. ومرّ ما فيدي في الّذي قبيله(3) .

وفيتعق : يحتمل بملاحظة ما سيجي‌ء في ترجمة محمّد بن عيسى الطلحي(4) كون عيسى موصوفاً بالطلحي ويوصف به أولاده تبعاً ، ويحتمل اتّحاد هذا معه وفاقاً للنقد(5) (6) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن عيسى القمّي ، عنه محمّد بن أحمد بن زياد ، وأحمد بن ذكرى ، وعنقويه(7) .

2775 ـ محمّد بن علي بن فضل :

ابن سكين بالسين المهملة والكاف والنون بعد الياء المثنّاة من تحت ابن بنداذ بالنون الساكنة بعد الباء الموحّدة المضمومة والذال المهملة ثمّ المعجمة بعد الألف ابن داذمهر بالمعجمة بعد الألف والمهملة قبلها والراء أخيراً ابن فرخ زاذ بالفاء قبل الراء والخاء المعجمة والزاي والذال‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 371 / 1010.

(2) الفهرست : 155 / 702.

(3) رجال الشيخ : 422 / 12.

(4) نقلاً عن الفهرست : 130 / 587.

(5) نقد الرجال : 327 / 622.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

(7) هداية المحدّثين : 245.

١٢٨

المعجمة ابن مياذرماه بالمثنّاة من تحت والذال المعجمة والراء ابن شهريار بالشين المعجمة والراء بعد الهاء وبعد الألف والياء المثنّاة قبل الألف الأصغر ، كان ثقة عيناً صحيح الاعتقاد جيّد التصنيف ، وكان لقّب بسكين بسبب إعظامهم له ،صه (1) .

وزادجش بعد حذف الترجمة(2) بعد ابن فضل : ابن سكين(3) ، وفيه : كان لقّب سكين. إلى آخره قبل : وكان ثقة. إلى آخره ، وفيه : عنه أبو العبّاس أحمد بن علي بن نوح وأبو عبد الله الحين بن عبيد الله(4) .

وفيلم : ابن علي بن الفضل بن تمام الدهقان الكوفي ، يكنّى أبا الحسين ، روى عنه التلعكبري ، سمع منه سنة أربعين وثلاثمائة وله منه إجازة ، وأخبرنا عنه أبو محمّد المحمّدي(5) .

وفيست بعد أبا الحسين : كثير الرواية(6) ، أخبرنا برواياته كلّها الشريف أبو محمّد المحمّديرحمه‌الله ، وأخبرنا جماعة عن التلعكبري عنه(7) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن الفضل ، عنه التلعكبري ، والحسين بن عبيد الله ، والشريف أبو محمّد المحمّدي ، وأحمد بن علي بن نوح(8) .

__________________

(1) الخلاصة : 162 / 162.

(2) بعد حذف الترجمة ، لم ترد في نسخة « م ».

(3) كذا في النسخ ، وفي المصدر : ابن تمام. وهو الصواب.

(4) رجال النجاشي : 385 / 1046.

(5) رجال الشيخ : 503 / 70. وفي نسخة « ش » بعد المحمدي زيادة :رحمه‌الله .

(6) في المصدر زيادة : له كتب ، منها كتاب الفرج في الغيبة كبير حسن ، أخبرنا. إلى آخره.

(7) الفهرست : 159 / 708 ، وفيه : يكنّى أبا الحسن.

(8) هداية المحدّثين : 245.

١٢٩

2776 ـ محمّد بن علي القرشي :

ضا (1) . كأنّه أبو سمينة.

2777 ـ محمّد بن علي القزويني :

رجلان ، أحدهما ابن علي بن شاذان المشهور(2) ، والآخر ابن أبي عمران المذكور(3) .

2778 ـ محمّد بن علي الكوفي :

هو أبو سمينة(4) .

2779 ـ محمّد بن علي بن كبل :

الأسترآبادي مدّ الله تعالى في عمره وزاد الله تعالى في شرفه ، فقيه متكلّم ثقة من ثقات هذه الطائفة وعبّادها وزهّادها ، حقّق الرجال والتفسير والرواية تحقيقاً لا مزيد عليه ، كان من قبل من سكّان العتبة العليّة الغرويّة على ساكنها ألف صلاة وتحيّة واليوم من مجاوري بيت الله الحرام ونسّاكهم ، له كتب جيّدة ، منها كتاب الرجال حسن الترتيب يشتمل على جميع أقوال أقوم قدّس الله أرواحهم من المدح والذمّ إلاّ شاذاً ، ومنها كتاب آيات الأحكام ،نقد (5) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 387 / 11.

(2) الّذي قد أكثر النجاشي من الرواية عنه وأنّه من مشايخه وشيخ إجازته ، رجال النجاشي : 60 / 138 و 91 / 225 و 95 / 237 وغيرها كثير.

(3) نقلاً عن رجال النجاشي : 397 / 1062 والخلاصة : 164 / 173 وفيهما : محمّد بن أبي عمران موسى بن علي بن عبدويه أبو الفرج القزويني الكاتب.

(4) مرّ بعنوان محمّد بن علي الصيرفي الكوفي أبو سمينة نقلاً عن الفهرست : 146 / 624.

(5) نقد الرجال : 324 / 581 ، وفيه بدل كبل : كيل.

١٣٠

قلت : هو مصنّف هذا الكتاب(1) ، وهو مراده من كتاب الرجال ،تعق (2) .

أقول : كذا نقل فيتعق عن النقد في نسبه ، والموجود فيه وفي غيره ورأيته في آخر رجال الميرزا نقلاً عن خطّه : ابن علي بن إبراهيم(3) . وله كتاب الرجال الوسيط مشهور أيضاً ، والرجال الصغير رأيت منه نسخة.

وقال الشيخ يوسف البحراني في إجازته الكبيرة : الميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي كان فاضلاً محقّقاً مدقّقاً عابداً ورعاً عارفاً بالحديث والرجال. ثمّ ذكر مؤلّفاته وقال : توفّي سرّه سرّه في مكّة المشرّفة لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة من سنة ثمان وعشرين بعد الألف(4) ، انتهى.

وقال فيمل : ميرزا محمّد بن علي بن إبراهيم الأسترآبادي كان فاضلاً عالماً محقّقاً مدقّقاً عابداً ورعاً ثقة عارفاً بالحديث والرجال. ثمّ ذكر مؤلّفاته(5) .

وقال غوّاص بار الأنوار عند ذكر مَن رأى الصاحبعليه‌السلام في غيبته الكبرى : أخبرني جماعة(6) عن السيّد السند الفاضل الكامل ميرزا محمّد الأسترآبادي نوّر الله مرقده أنّه قال : إنّي كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله‌

__________________

(1) أي : منهج المقال.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309 ، وفيها : وكيل.

(3) ورد في نسختي خطّيتين لنا من المنهج نقلاً عن خطّ المصنّف في آخر الكتاب : محمّد بن علي الأسترآبادي.

(4) لؤلؤة البحرين : 119 / 45.

(5) معالم العلماء 2 : 281 / 835.

(6) في المصدر : ما أخبرني به جماعة عن جماعة.

١٣١

الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه فأخذ في الطواف فلمّا قرب منّي أعطاني طاقة ورد أحمر في غير أوانه ، فأخذته منه وشممته وقلت له : من أين يا سيّدي؟ قال : من الخرابات ، ثمّ غاب عنّي فلم أره(1) ، انتهى.

2780 ـ محمّد بن علي ماجيلويه :

القمّي ، وروى عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ،لم (2) .

حكم العلاّمة بصحّة طريق الصدوق إلى إسماعيل بن رباح وهو فيه(3) .

وفيتعق : وإلى غيره أيضاً(4) . وسيأتي عن المصنِّف عند ذكر طريق الصدوق أنّ مشايخنا تابعوا العلاّمة في عدّ روايته صحيحة(5) . ولا يبعد كونه من مشايخ الصدوق لكثرة روايته عنه مترضّياً(6) مترحّماً(7) . وفي الوسيط صرّح بوثاقته(8) (9) .

__________________

(1) البحار : 52 / 176.

(2) رجال الشيخ : 491 / 2 ، وفيه : ابن ماجيلويه ، وفي مجمع الرجال : 5 / 277 نقلاً عنه كما في المتن.

(3) الخلاصة : 278 ، وفيها : ابن رياح ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 34.

(4) كما في الخلاصة : 277 ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 14 الطريق إلى إبراهيم بن أبي محمود والخلاصة : 277 ، الفقيه المشيخة ـ : 4 / 18 الطريق إلى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي.

(5) منهج المقال : 408 الطريق إلى إسماعيل بن رباح.

(6) علل الشرائع : 166 / 1 باب 131 والتوحيد : 333 / 3 ، وأيضاً ترضّى عليه في أكثر طرق مشيخة الفقيه ، راجع المشيخة : 4 / 6 و 14 و 18 و 70 و 120 وغير ذلك.

(7) علل الشرائع : 168 / 3 باب 131 ، التوحيد : 48 / 12 و 101 / 11 و 105 / 5 و 185 / 1 ، وغير ذلك.

(8) الوسيط : 292 باب الكنى بعنوان ماجيلويه.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

١٣٢

أقول : ذكره عبد النبي الجزائري في خاتمة قسم الثقات وقد عقدها لذكر جماعة لم يصرّح بتعديلهم وإنّما يستفاد من قرائن أُخر ، وقال بعد عدّ جملة من طرق الصدوق هو فيها : ووصف العلاّمة إيّاها بالصحّة وهو ظاهر في تعديله وهو الأقوى كما يظهر من قرائن الأحوال(7) ، انتهى.

أقول : فيمشكا : ابن علي بن ماجيلويه ، عنه محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه(8) .

2781 ـ محمّد بن علي بن محبوب :

الأشعري القمّي أبو جعفر ، شيخ القمّيّين في زمانه ، ثقة عين فقيه ، صحيح المذهب ،صه (1) .

وزادجش : له كتب ، عنه أحمد بن إدريس(2) .

وفيست : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن أبيه ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن محبوب الثقة ، أحمد بن إدريس عنه ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار عن أبيه عنه ، وعنه ابن بطّة ، وإبراهيم بن هاشم(4) .

2782 ـ محمّد بن علي بن محمّد :

ابن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني ، أبو بكر ، يروي عنه الصدوق‌

__________________

(7) حاوي الأقوال : 172 / 714.

(8) هداية المحدّثين : 246. والمنقول عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

(1) الخلاصة : 156 / 107.

(2) رجال النجاشي : 349 / 904.

(3) الفهرست : 145 / 623 ، وفيه طريق آخر.

(4) هداية المحدّثين : 246. وما نقل عن المشتركات لم يرد في نسخة « ش ».

١٣٣

مترضّياً مترحّماً(1) ،تعق (2) .

2783 ـ محمّد بن علي بن محمّد :

ابن علي بن عمر بن رباح ، مضى في أحمد بن محمّد بن علي بن عمر بن رباح أنّه واقفي شديد العناد(3) ،تعق (4) .

2784 ـ محمّد بن علي بن معمّر :

الكوفي ، يكنّى أبا الحسين صاحب الصبيحي ، سمع منه التلعكبري سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة ،لم (5) .

2785 ـ محمّد بن علي بن مهزيار :

ثقة ،دي (6) .

وزادصه : من أصحاب أبي الحسن الثالث الهاديعليه‌السلام (7) وفيتعق : وفي الوجيزة أنّه من السفراء(8) ، وكذا في النقد عن ربيع الشيعة(9) (10) .

وفي الاحتجاج في توقيع : وأمّا محمّد بن علي بن مهزيار الأهوازي‌

__________________

(1) إكمال الدين : 352 / 51 و 417 / 1 و 454 / 21 ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 1 : 95 / 14 من دون ترضّي أو ترحّم.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309.

(3) عن رجال النجاشي : 92 / 229.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 309 ، وفيها : مرّ في عمّه أمد ذمّه ، فلاحظ.

(5) رجال الشيخ : 500 / 60.

(6) رجال الشيخ : 422 / 5.

(7) الخلاصة : 141 / 20.

(8) الوجيزة : 310 / 1735.

(9) إعلام الورى : 489 ، وفيه : إبراهيم بن مهزيار.

(10) نقد الرجال : 324 / 585.

١٣٤

فسيصلح الله قلبه ويزيل عنه شكّه. الحديث(1) (2) .

2786 ـ محمّد بن علي بن نجيح :

الجعفي مولاهم ، أسند عنه ،ق (3) .

2787 ـ محمّد بن علي بن النعمان :

أبو جعفر ، الملقّب بمؤمن الطاق ، مولى بجيلة ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، ثقة ، وكان يلقّب بالأحوال ، والمخالفون يلقّبونه شيطان الطاق ( كان دكّانه في طاق المحامل بالكوفة يرجع إليه في النقد فيخرج كما ينقد ويقال : شيطان الطاق )(4) ، وكان كثير العلم ، حسن الخاطر ،صه (5) .

وفيما زادجش : عمّ أبيه المنذر بن أبي طريفة روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، وابن عمّه الحسين بن المنذر بن أبي طريفة أيضاً روى عنهمعليهم‌السلام ، وكانت له مع أبي حنيفة حكايات كثيرة ، فمنها أنّه قال له يوماً : يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقاله : نعم ، فقال له : أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك ، فقال له : أُريد ضميناً أنّك تعود إنساناً وأخاف تعود قرداً(6) .

وفيق : ابن النعمان البجلي الأحول أبو جعفر شاه الطاق ابن عمّ المنذر بن أبي طريفة(7) .

__________________

(1) الاحتجاج : 2 / 470.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 310 وما مرّ عن الاحتجاج لم يرد فيها.

(3) رجال الشيخ : 295 / 252.

(4) ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ش ».

(5) الخلاصة : 138 / 11.

(6) رجال النجاشي : 325 / 886.

(7) رجال الشيخ : 302 / 355.

١٣٥

وفيظم : ثقة(1) .

وفيكش : حمدويه ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي العبّاس البقباق ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال : أربعة أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً : بريد بن معاوية العجلي وزرارة بن أعين ومحمّد بن مسلم وأبو جعفر الأحول(2) . ومضى في زرارة أيضاً مثله(3) .

وفيه أيضاً : قيل إنّه دخل على أبي حنيفة يوماً فقال له أبو حنيفة : بلغني عنكم معشر الشيعة شي‌ء ، قال : ما هو؟ قال : بلغني(4) أنّ الميّت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه بيمينه ، فقال : مكذوب علينا يا نعمان ، ولكن بلغني عنكم معشر المرجئة أنّ الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعاً فصببتم فيه جرّة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة ، فقال أبو حنيفة : مكذوب علينا وعليكم(5) .

وفيتعق : في القاموس أنّ الطاق اسم حصن بطبرستان كان يسكنه محمّد بن النعمان شيطان الطاق(6) ، وفيه ما فيه(7) .

أقول : فيمشكا : ابن علي بن النعمان الثقة الأحول ، عنه عمر بن أُذينة ، وجميل بن صالح ، والحسن بن محبوب ، وأبان بن عثمان ، وصفوان‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 359 / 18.

(2) رجال الكشّي : 185 / 326.

(3) رجال الكشّي : 135 / 215.

(4) بلغني ، لم ترد في نسخة « ش ».

(5) رجال الكشّي : 189 / ذيل الحديث 332.

(6) القاموس المحيط : 3 / 260.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 310.

١٣٦

بن يحيى ، وابن أبي عمير كما في الكافي والفقيه(1) ، وأبو مالك الأحمسي.

وفي التهذيب : عن جبير أبي سعيد المكفوف عن الأحول قال : سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام (2) .

وفي باب تعجيل الزكاة عن وقتها من الاستبصار : ابن مسكان عن الأحول(3) . وتنظّر فيها في المنتقى(4) ، وهو في محلّه.

ووقع في التهذيب توسّط ابن مسكان بين ابن أبي عمير والأحول(5) .

هذا ، وهو عن علي بن الحسين والباقر والصادقعليه‌السلام (6) .

2788 ـ محمّد بن علي بن همّام :

هو ابن همّام(7) ،تعق (8) .

2789 ـ محمّد بن علي الهمداني :

ضعيف ،صه (9) .

__________________

(1) الكافي 3 : 545 / 2 والفقيه المشيخة ـ : 4 / 14.

(2) التهذيب 3 : 263 / 1136.

(3) الاستبصار 2 : 33 / 98.

(4) منتقى الجمان : 2 / 417.

(5) التهذيب 4 : 45 / 116.

(6) هداية المحدّثين : 246 ، ولم يرد فيها أبان بن عثمان وصفوان بن يحيى. وما ذكر عن الهداية لم يرد في نسخة « ش.

(7) وقع في طريق النجاشي إلى علي بن أسباط بن سالم : 252 / 663 قال : حدّثنا محمّد بن علي بن همّام أبو علي الكاتب. إلاّ أنّ المذكور في كتب الرجال محمّد بن همّام أبو علي الكاتب الإسكافي راجع رجال النجاشي : 379 / 1032 ورجال الشيخ : 494 / 20 والفهرست : 141 / 612.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 310.

(9) الخلاصة : 254 / 33.

١٣٧

ومرّ عنلم في ابن عبد الله بن مهران(1) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أبي عبد الله محمّد بن عبد الله واسم عبد الله بندار الجنابي الملقّب بماجيلويه ـ ، عن محمّد بن علي. قال ابن بطّة : هو أبو سمينة(2) ، انتهى.

وعلى هذا لا يبعد أنْ يكون ما تقدّم من محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني(3) كذلك أبو سمينة.

وفيتعق : قال جدّي : الظاهر أنّه ليس أبا سمينة ، وأبو سمينة أرفع منه بطبقة(4) .

قلت : ويشهد له ما مرّ في محمّد بن أحمد بن يحيى عنجش وست حيث ذكراه وذكرا أبا سمينة على حدة(5) ، هذا والظاهر أنّ منشأ تضعيفه استثناؤه من رجال نوادر الحكمة ، ومرّ ما فيه من التأمّل(6) .

2790 ـ محمّد بن علي بن يسار :

القزويني ، ذكرناه بعنوان ابن علي بن بشّار ،تعق (7) .

2791 ـ محمّد بن علي بن يعقوب :

__________________

(1) رجال الشيخ : 493 / 14 و 17 ، وفيه أيضاً : روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى.

(2) الفهرست : 143 / 618.

(3) أي الّذي ذكره العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة : 256 / 57 نقلاً عن ابن الغضائري من أنّ حديثه يعرف وينكر ويروي عن الضعفاء كثيراً ويعتمد المراسيل.

(4) روضة المتّقين : 14 / 443.

(5) رجال النجاشي : 348 / 939 ، الفهرست : 144 / 622.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 312.

(7) تعليقة الوحيد البهبهاني : 321.

١٣٨

ابن إسحاق بن أبي قرة بالقاف المضمومة والراء القنابي(1) بالقاف المضمومة والنون قبل الألف الكاتب ، كان ثقة وسمع كثيراً وكتب كثيراً ،صه (2) .

جش إلاّ الترجمة ، وفيه أبو الفرج القناني ؛ ثمّ زاد : أخبرني وأجازني جميع كتبه(3) .

2792 ـ محمّد بن عمّار بن ياسر :

المخزومي ، عداده في الكوفيين ، وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد عاده من مرض مرضه ودعا له ،ل (4) .

2793 ـ محمّد بن عمرو :

من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي ،صه (5) واختلفت نسخد (6) .

وفيظم : ابن عمر ، بغير واو(7) .

2794 ـ محمّد بن عمرو بن حزم :

الأنصاري ، عداده في المدنيّين ، شهد مع عليعليه‌السلام ،ل (8) .

وفيصه : من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، شهد مع عليعليه‌السلام (9) .

وفيتعق : عن الاستيعاب أنّه كان فقيهاً ، روى جماعة من أهل‌

__________________

(1) كذا في النسخ إلاّ أنّ في المنهج : القناني.

(2) الخلاصة : 164 / 177 ، وفيها : القناني.

(3) رجال النجاشي 398 / 1066.

(4) رجال الشيخ : 30 / 48.

(5) الخلاصة : 251 / 16.

(6) في نسختنا من رجال ابن داود 274 / 473 : ابن عمر ، بدو واو.

(7) رجال الشيخ : 362 / 46.

(8) رجال الشيخ : 29 / 37.

(9) الخلاصة : 137 / 1.

١٣٩

المدينة عنه ، وروى عن أبيه وغيره من الصحابة وقتل يوم الحرّة ، ويقال : إنّه كان أشدّ الناس على عثمان : محمّد بن أبي بكر ومحمّد بن أبي حذيفة ومحمّد بن عمرو بن حزم(3) ، انتهى(4) .

2795 ـ محمّد بن عمرو بن سعيد :

الزيّات المدائني ، ثقة ، عين ، روى عن الرضاعليه‌السلام ،صه (5) .

وزادجش : عنه علي بن السندي(6) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن السندي ، عنه(7) .

وفيتعق : قال الشيخ محمّد : في الكافي في باب مولد الصادقعليه‌السلام : عن أبي جعفر محمّد بن عمرو بن سعيد عن يونس(1) . والنسخ متّفقة على هذا المعنى ، انتهى(2) .

فظهر تكنّيه بأبي جعفر كما أشار إليه صاحب البلغة(9) . واحتمل كون عمرو تصحيف عثمان فيكون هو العمري ، وفيه بُعْد عن الطبقة ، انتهى. ولا‌

__________________

(3) الاستيعاب : 3 / 353.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 312.

(5) الخلاصة : 159 / 138.

(6) رجال النجاشي 369 / 1001 ، وفيه : روى عن الرضاعليه‌السلام نسخة.

(7) الفهرست : 131 / 295 وفيه : ابن عمر الزيّات ، وفي مجمع الرجال : 6 / 14 نقلاً عنه : ابن عمرو الزيّات. وعدّه في رجاله في من لم يرو عنهمعليهم‌السلام 510 / 105 قائلاً : محمّد بن عمرو الزيّات روى عنه ابن السندي.

(1) الكافي 1 : 396 / 8 ، وفيه : أبو جعفر محمّد بن عمر بن سعيد.

(2) انتهى ، لم ترد في التعليقة.

(9) بلغة المحدّثين : 413 ولم يرد فيها الكنية.

١٤٠

ويرى الفكر الإمامي أنّ التصديق بالأنبياء قضية استدلالية، ومعرفة تحتاج إلى اكتساب، كما تكتسب المعارف الأُخرى المجهولة لدى الإنسان، وطريق الاستدلال هو العقل، الذي يُصدّق ويذعن بعد مشاهدة المعجزة، فإذا جاء النبيّ بما يعجز البشر عن الإتيان به، آمن الناس بأنّه معجز مِن الله سبحانه، وأنّ المؤيّد به نبيّ مرسل.

ولقد كتب الشيخ الصدوق موضّحاً طريق المعرفة بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله)، قائلاً: (أقول: إنّ المعرفة بالله اكتساب، وكذلك المعرفة بأنبيائه، وكلّ غائب... الخ) (١) .

وقد نشأ جدال بين أصحاب المذاهب والآراء العقيدية والفلسفية في: هل تكليف النبيّ بالنبوّة هو تفضّل مِن الله عليه، عندما اختصّه بها دون غيره، أمْ استحقاق استحقّه ذلك الشخص لخصال خاصّة به...؟ فانقسم الفلاسفة والمتكلّمون الإسلاميون على فريقين اثنين:

قال الشيخ المفيد موضّحاً ذلك: (أقول: إنّ تكليف النبوّة تفضّل مِن الله تعالى على مَن اختصّه بكرامته؛ لعِلمه بحميد عاقبته، واجتماع الخلال الموجبة في الحكمة بنبوّته في الفضل عمّن سواه، فأمّا التعظيم على القيام بالنبوّة والتبجيل وفرض الطاعة، فذلك يستحقّ بعِلمه الذي ذكرناه.

وهذا مذهب الجمهور مِن أهل الإمامة، وجميع فقهائنا أهل النقل منّا، وإنّما خالف فيه أصحاب التناسخ المُعْتَزين إلى الإمامية وغيرهم، ووافقهم على ذلك مِن متكلّمي الإمامية بنو نوبخت، ومَن اتّبعهم بأسره مِن المنتمين إلى الكلام، وجمهور المعتزلة على القول بالتفضّل فيها، وأصحاب الحديث بأسرهم على مثل هذا المقال) (٢) .

____________________

(١) الشيخ المفيد / أوائل المقالات: ص ٦٦.

(٢) المصدر السابق: ص ٧١ - ٧٣.

١٤١

٣ - عصمة الأنبياء:

العصمة في اللغة: (العصمة في أصل اللغة: هي ما اعتصم به الإنسان مِن الشيء، كأنّه امتنع به عن الوقوع فيما يكره، وليس هي جنساً مِن أجناس الفِعل) (١) .

العصمة في المصطلح: (والعصمة في اصطلاح المتكلّمين هي: (لطفٌ خفيٌّ يفعله الله تعالى بالمكلّف، بحيث لا يكون له داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية، مع قدرته على ذلك) (٢) .

ويوضّح الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) المعنى الاصطلاحي للمعصوم، فيقول: (المعصوم هو الممتنع بالله مِن جميع محارم الله) (٣) .

إنّ مِن الأفكار والعقائد الأساسية التي وقع الحوار والجدَل فيها، هو عصمة الأنبياء (عليهم السلام)، أي اتّصافهم بالكمال البشري؛ نتيجةً لِما يحملون مِن مَلَكات نفسية وقوّة إرادية ووضوح في الفهْم والرؤية، مسدّدين مِن الله سبحانه بما آتاهم مِن لطف وتوفيق؛ ليكونوا قدوَةً للبشرية في القول والعمل، وهداةً للمسيرة الاجتماعية، ونموذجاً إنسانياً للمبادئ والقيَم الإلهية التي يدعون إليها.

إنّ اتّصاف الأنبياء الدعاة بالاستقامة السلوكية، والممارسة السَوية في الحياة - أي اتّصافهم بالعصمة - أمر ضروري لنجاح الدعوة، وقبول البشرية بمبادئ الرسالة؛ لذا كان هذا اللطف بالأنبياء - في حقيقته - لطفاً بالبشرية، لطف هدايةٍ وتقريبٍ مِن الاستقامة والصلاح.

فالنبيّ الداعي إلى الحقّ والخير والاستقامة، لا يمكن أن يصدّقه أحد أو يتبعه

____________________

(١) المصدر السابق: ص ١٥٠.

(٢) المقداد السيوري / شرح الحادي عشر: ص ٣٧.

(٣) المجلسي / بحار الأنوار ٢٥: ١٩٤.

١٤٢

إنسان، إذا ما شاهده يخالف بسلوكه الدعوة والمبادئ التي يدعو إليها.

والله سبحانه لمْ يكن يأمر البشرية بالاقتداء بالأنبياء، لولا أنّه عَلِم أنّ ما يصدر عنهم مِن فِعلٍ وقولٍ سيكون ممثّلاً للشريعة والرسالة التي أرسلوا بها.

لذا نجد القرآن الكريم قد أمر البشرية بالاقتداء بالنبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله)، اقتداءً كاملاً بقوله: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) (١) .

وبقوله: ( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا... ) (٢) .

وتأسيساً على ذلك كانت السنّة النبويّة مصدراً مِن مصادر التشريع، قولاً وفعلاً وتقريراً، وقد درس الفكر الإسلامي هذه المسألة دراسة علمية مستفيضة، على ضوء مبادئ الشريعة والسلوك العملي للرسول الكريم، وتقييم العقل لهذه الصفة.

وكان أبرز محاور الدراسة تدور حول: هل الأنبياء معصومون مِن الكبائر والصغائر قبل البعثة وبعدها، أو لا؟

وإذا كان الأنبياء معصومين، فهل هذه العصمة خاصّة بما يُبَلّغونه عن الله سبحانه، أي في مجال الشريعة وحسب، أو هي عصمة في كلّ فِعلٍ وقولٍ يصدر عنهم في أُمور الدين والدنيا؟ فهم لا يقولون ولا يفعلون إلاّ الصواب، الذي أباحته أو أوجبته الشريعة، ولا يقولون ولا يفعلون شيئاً مِن شؤون الحياة، إلاّ ما كان متطابقاً مع الحقيقة العِلمية ووِفْق قانون الطبيعة، الذي تسير وفْقه الحياة.

ويشرح الشيخ المفيد (٣) معنى العصمة بشكلٍ محدّد بقوله: (العصمة مِن الله

____________________

(١) سورة الأحزاب: آية ٢١.

(٢) سورة الحشر: آية ٧.

(٣) الشيخ المفيد / شرح عقائد الصدوق: ص ٢٣٥ - ٢٣٦. (مطبوع في آخِر كتاب أوائل المقالات للشيخ المفيد).

١٤٣

لحُججه: هي التوفيق واللطف، والاعتصام مِن الحُجج بهما عن الذنوب والغلط في دِين الله تعالى.

العصمة تفضّل مِن الله تعالى على مَن عَلِم أنّه يتمسّك بعصمته والاعتصام فِعل المعتصم، وليست العصمة مانعة مِن القدرة على القبيح، ولا مضطرّة للمعصوم إلى الحسَن، ولا مُلجئة له إليه، بل هي الشيء الذي يعلم الله تعالى أنّه إذا فعَله بعبد مِن عبيده، لمّ يُؤْثِر معه معصية له، وليس كلّ الخلْق يعلم هذا مِن حاله، بل المعلوم منهم ذلك هُم الصفوة والأخيار.

قال الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) (١) ، وقال سبحانه: ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَـى الْعَالَمِيـنَ ) (٢) ، وقال سبحانه: ( وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ ) (٣) .

ويشرح العلاّمة الحلّي وجوب العصمة التامّة في الأنبياء، ويبيّن أهمّيتها في قبول الدعوة وتصديق النبوّة، فيقول: (العصمة لطفٌ خفيٌّ يفعله الله تعالى بالمكلّف، بحيث لا يكون له داعٍ إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية، مع قدرته على ذلك؛ لأنّه لولا ذلك لمْ يحصل الوثوق بقوله، فانتفت فائدة البِعثة، وهو محال) (٤) .

ثمّ علّق الشارح المقداد السيوري بقوله: (أقول: اعلم أنّ المعصوم يشارك غيره في الألطاف المقرّبة، ويحصل له زائداً على ذلك، لأجْل ملَكةٍ نفسانية، لطفٌ بفِعل الله، بحيث لا يختار معه ترك الطاعة، ولا فِعل المعصية، مع قدرته على ذلك) (٥) .

ويتحدّث الشيخ المفيد عن رأي الإمامية في عصمة الأنبياء، فيقول: (أقول: إنّ

____________________

(١) سورة الأنبياء: آية ١٠١.

(٢) سورة الدخان: آية ٣٢.

(٣) سورة (ص): آية ٤٧.

(٤) المقداد السيوري / شرح الباب الحادي عشر: ص ٣٧.

(٥) المصدر السابق: ص ٣٧.

١٤٤

جميع أنبياء الله (صلّى الله عليهم) معصومون مِن الكبائر قبل النبوّة وبعدها، وممّا يستخفّ فاعله مِن الصغائر كلّها، وأمّا ما كان مِن صغيرٍ لا يستخفّ فاعله، فجائز وقوعه منهم قبل النبوّة، وعلى غير تعمّد، وممتنع منهم بعدها على كلّ حال. وهذا مذهب جمهور الإمامية، والمعتزلة بأسرها تخالف فيه).

ثمّ قال: (أقول: إنّ نبيّنا محمّداً (صلّى الله عليه وآله) ممّن لمْ يعصِ الله (عزّ وجلّ)، منذ خلَقه الله إلى أنْ قبضه، ولا تعمّد خلافاً، ولا أذنب ذنباً على التعمّد ولا النسيان، وبذلك نطق القرآن، وتواتر الخبر عن آل محمّد (صلّى الله عليه وآله)، وهو مذهب جمهور الإمامية، والمعتزلة بأسرها على خلافه.

وما يتعلّق به أهل الخلاف مِن قول الله تعالى: ( لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) ، وأشباه ذلك في القرآن، ويعتمدونه في الحجّة على خلاف ما ذكرناه، فإنّه تأويل بضدّ ما توهّموه، والبرهان يعضده على البيان، وقد نطق الفرقان بما قد وصفناه، فقال جلّ اسمه: ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) (١) ، فنفى بذلك عنه كلّ معصية ونسيان) (٢) .

ويتحدّث الإمام الصادق (عليه السلام) عن عصمة الرسول، فيقول: (إنّ رسول الله كان مسدّداً موفّقاً مؤيّداً بروح القدس، لا يزلّ ولا يخطئ في شيءٍ ممّا يسوس به الخلْق) (٣) .

وبعد هذه القراءة في مدرسة الشيعة الإمامية المعرِّفة لعصمة الأنبياء، نستخلص الآتي:

أ - إنّ العصمة مَلَكة نفْسية راسخة لا تزول، تمنع صاحبها مِن الوقوع في

____________________

(١) سورة النجم: آية ١.

(٢) الشيخ المفيد / أوائل المقالات: ٦٩.

(٣) يراجع السيّد عبد الله شبّر / حقّ اليقين في معرفة أصول الدِين ١: ٩٤.

١٤٥

المعصية، بتوفيقٍ مِن الله ولطف لمستحقّ ذلك اللطف: ( وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ ) (١) ، ( وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِيـنَ ) (٢) ، ( ... اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ... ) (٣) .

ب - إنّ الأنبياء مسَّددون معصومون مِن الخطأ، بما يبلّغونه وبما يسوسون به البشَرية سياسة حياتية عامة، فلا يصدر عنهم معصية ولا خطأ فيما يبلّغونه عن الله سبحانه، ولا في أيّ فِعلٍ أو قول يمارسونه في الحياة، بتوفيقٍ مِن الله وتسديد.

ولولا ذلك لَما دعا القرآن إلى الاقتداء بهم والأخذ عنهم: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ... ) (٤) ، ( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا... ) (٥) ، ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ... ) (٦) ، ( مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ) (٧) ، ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (٨) ، ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ... ) (٩) ، ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) (١٠) .

٤ - إثبات نبوّة نبيّنا محمّد، وأنّه خاتم النبيّين:

ويستدلّ الفكر الإمامي على نبوّة نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله)، والردّ على الزنادقة والمشركين وأصحاب الديانات السابقة، وعلى الإيمان بالله ووجوب بِعثة

____________________

(١) سورة (ص): آية ٤٧.

(٢) سورة الدخان: آية ٣٢.

(٣) سورة الأنعام: آية ١٢٤.

(٤) سورة الأحزاب: آية ٢١.

(٥) سورة الحشر: آية ٧.

(٦) سورة الأنعام: آية ٩٠.

(٧) سورة النجم: آية ٢.

(٨) سورة القلم: آية ٤.

(٩) سورة الأنعام: آية ١٢٤.

(١٠) سورة النجم: آية ٣ - ٤.

١٤٦

الأنبياء على الله سبحانه، بأنّ مِن ادّعى النبوّة، فصدّقته المعجزة فهو نبيّ، وأنّ نبيّنا محمّداً (صلّى الله عليه وآله) جاء بالقرآن المعجزة الخالدة، التي تحدّت البشرية جميعها، وأيّدته عشرات المعاجز التي جرَت على يده في عصره المبارك.

وممّا نطق به هذا القرآن الكريم، وبشَّر به عظماء الأنبياء مِن قَبْل، هو أنّ رسالات الله سبحانه قد خُتمت برسالة محمّد (صلّى الله عليه وآلـه)، فلا نبيّ بعده، ولا رسالة بعد رسالته.

( ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) (١) .

ومحمّد (صلّى الله عليه وآله) هو بشارة الأنبياء، الذي بشّر به موسى وعيسى (عليهما السلام)، وهو دعوة إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام)، وقد صرّح القرآن بذلك بقوله: ( ... الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ... ) (٢) .

( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ ) (٣) .

وفي دعاء إبراهيم وإسماعيل الذي نقله القرآن الكريم لنا نقرأ:

( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ

____________________

(١) سورة الأحزاب: آية ٤٠.

(٢) سورة الأعراف: آية ١٥٧.

(٣) سورة الصفّ: آية ٦.

١٤٧

الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) (١) .

ويأتي التصريح بجواب هذا الدعاء في سورة الجمعة: ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) (٢) .

وقد أوضح المفسّر الكبير أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي هذا المعنى بقوله: (وفي هذه الآية دلالة على أنّ إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) دعوا لنبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله) بجميع شرائط النبوّة؛ لأنّ تحت التلاوة الأداء، وتحت التعليم البيان، وتحت الحِكمة السنّة، ودعَوا لأُمّته باللطف الذي لأجْله تمسّكوا بكتابه وشرْعه، فصاروا أزكياء؛ وهذا لأنّ الدعاء صدر مِن إسماعيل، فعلم بذلك أنّ النبيّ المدعو به مِن وُلدِه، لا مِن وُلد إسحاق، ولمْ يكن في وُلد إسماعيل نبيّ غير نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله) سيّد الأنبياء) (٣) .

وقد قال المفسّر الطبرسي قبل ذلك: (والمعني به بقوله: ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ ) ، هو نبيّنا محمّد (صلّى الله عليه وآله)، لِما روي عنه أنّه قال: أنا دعوة أبي إبراهيم (عليه السلام)، وبشارة عيسى (عليه السلام)، يعني قوله: ومبشّراً برسولٍ يأتي مِن بعدي اسمه أحمد، وهو قول الحسَن وقتادة وجماعة مِن العلماء، ويدلّ على ذلك: أنّه دعا بذلك لذرّيته الذين يكونون بمكّة وما حولها، على ما تضمنه الآية في قوله: ربّنا وابعث فيهم، أي في هذه الذرّية رسولاً منهم، ولمْ يبعث الله مَنْ هذه صورته إلاّ محمّداً (صلّى الله عليه وآله)...) (٤) .

____________________

(١) سورة البقرة: آية ١٢٧ - ١٢٩.

(٢) سورة الجمعة: آية ٢.

(٣) الطبرسي / مجمع البيان في تفسير القرآن ١: ٢١١.

(٤) المصدر السابق: ص ٢١٠.

١٤٨

ويؤكّد القرآن الكريم نسْخه للشرائع والديانات بقوله: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (١) .

( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (٢) .

( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ... ) (٣) .

فشريعة الإسلام قد نسخَت الشرائع جميعها، وحملت مِن السِعة والشمول لِما يحتاجه الإنسان على امتداد الزمان والمكان، وتطوّر الفكر والمجتمع، ما يؤهّلها لقيادة الحياة البشرية، وحلّ مشاكل الإنسان المدنية والحضارية المتجدّدة، وقبولها لعملية الاجتهاد والتوالد التشريعي والمفهومي.

٥ - حالات الوحي والتلقّي النَّبَوي:

( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (٤) .

إنَّ مِن الأركان الأساسية في عقيدة التوحيد هو الإيمان بالوحي والنبوّة.

وقد تحدّث القرآن الكريم عن كيفيّات الوحي، كما تحدّث الأئمّة الهداة والرواة وكتّاب السِيَر عن كيفية نزول الوحي على الرسول (صلّى الله عليه وآله).

قال الشيخ المفيد: (وأصل الوحي هو الكلام الخفي، ثمّ قد يطلق على كلّ

____________________

(١) سورة التوبة: آية ٣٣.

(٢) سورة آل عمران: آية ٨٥.

(٣) سورة آل عمران: آية ١٩.

(٤) سورة الشورى: آية ٥١.

١٤٩

شيءٍ قُصد به إلى إفهام المخاطب على الستر له عن غيره، والتخصيص له به دون مَن سواه، وإذا أُضيف إلى الله تعالى كان فيما يخصّ به الرُسل (عليهم السلام) خاصّة، دون مَن سواهم على عُرف الإسلام وشريعة النبيّ (صلّى الله عليه وآله)) (١) .

ومِن استقراء حالات الوحي وتلقّي الأنبياء والرُسل في كتاب الله سبحانه، ومِن بيان الرسول وأئمّة المسلمين، نفهَم أنّ حالات التلقّي هذه تتلخّص في الصوَر الآتية:

أ - حالة الوحي المباشر: هي حالة إلقاء الكلمة الإلهية إلى الرسول بلا واسطة مَلَك، كما خاطب الله نبيّه محمّداً في معراجه إلى السماوات العُلى، وكما خاطب نبيّه موسى (عليه السلام): ( فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً ) (٢).

وقد شرح الإمام الصادق (عليه السلام) هذه الحالة بقوله: (كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، إذا أتاه الوحي مِن الله، وبينهما جبرئيل (عليه السلام)، يقول: هو ذا جبرئيل، وقال لي جبرئيل.

وإذا أتاه الوحي، وليس بينهما جبرئيل (عليه السلام) تصيبه تلك السبتة (٣)) .

ب - الوحي بواسطة تكليم المَلَك جبرئيل (عليه السلام): ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) (٤) .

جـ - الوحي عن طريق الإلقاء في نفْس النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لقوله:

____________________

(١) الشيخ المفيد - نقلاً عن الشيخ عبّاس القمّي / سفينة البحار (باب وحي) ٢: ٦٣٨.

(٢) سورة طه: آية ١١، ١٢.

(٣) السبتة: نوم خفيّ كالغشية: (لسان العرب) ٢: ٣٧ (مادّة سبت).

(٤) سورة الشعراء: ١٩٣ - ١٩٤.

١٥٠

(يا أيّها الناس إنّه قد نفث في رَوعي روح القدس، أنّه لن تموت نفْسٌ حتّى تستوفي رزقها) (١) .

د - الإيحاء بواسطة الرؤيا: فقد تحدّث القرآن عن هذه الحالة بقوله: ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ... ) (٢) .

____________________

(١) الكليني / الفروع مِن الكافي ٥: ٨٠ - باب الإجمال في الطلب ـ.

(٢) سورة الفتح: آية ٢٧.

١٥١

بدْء الوحي

نقل بعض المؤرّخين والمستشرقين صوَراً مشوّهة عن نزول الوحي على النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فتحدّثوا بأنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لمْ يفْهم ما رأى في غار حراء، وأنّ نزول الوحي في الغار قد أحدَث له اضطراباً وفزعاً، وكاد أن يلقي بنفْسه مِن أعلى الجبل، ممّا دعاه إلى أن يطلب تفسير ما حدث له مِن خديجة [ عليها السلام ]، التي أخذته إلى ورَقة بن نوفل، الذي قام بتفسير ما رأى الرسول (صلّى الله عليه وآله) في غار حراء، وهو الذي أفْهمه الذي جاءه هو مَلَك الوحي.

إنّها قصّة ملفّقة وتصوير مدسوس على الموقف النبويّ؛ فإنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) كان قبل نزول الوحي بزمن، يذهب إلى الغار؛ ليتعبّد فيه، ويتأمّل في ملَكوت السماوات والأرض، منتظراً ما سيأتيه مِن وحيٍ ونبوّة، وفيما أوضح الإمام الباقر (عليه السلام) ببيانٍ كافٍ للردّ على هذه الشُبهة، فقد أوضح أنّ الرسول أوّل ما بُدئ بالرؤيا الصادقة، وأنّ (رؤيا الأنبياء وحي)، كما ورد عن الإمام عليّ (عليه السلام)، وكما أوضح القرآن ذلك.

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، في بيان تلقّي النبيّ والرسول، أنّه قال: (الرسول الذي يأتيه جبرئيل قُبُلاً، فيراه ويكلّمه، فهذا الرسول، وأمّا النبيّ فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم، ونحو ما كان رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من أسباب النبوّة قبل الوحي، حتّى أتاه جبرئيل (عليه السلام) مِن عند الله بالرسالة، وكان محمّد (صلّى الله عليه وآله) حين جُمع له النبوّة، وجاءته الرسالة مِن عند الله، يجيئه بها جبرئيل ويكلّمه بها قُبُلاً...) (١) .

____________________

(١) الكليني / الأصول مِن الكافي ١: ١٧٦ / (باب الفرْق بين الرسول والنبيّ).

١٥٢

وقد أوضحت عائشة زوج الرسول هذه الحقيقة بقولها: (إنَّ أوّل ما بُدئَ به رسول الله مِن الوحي، الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلاّ جاءت مثل فلَق الصبح، ثمّ حُبِّبَ إليه الخلاءُ، فكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه - وهو التعبّد - الليالي ذواتِ العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّدُ لذلك، ثمّ يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتّى جاءه الحقّ وهو في غار حراء...) (١) .

وشرح صاحب السيرة الحلبية هذه الحقيقة بقوله: (قال القاضي وغيره: إنّما ابتُدئ رسول الله بالرؤيا؛ لئلاّ يفجأه المَلَك الذي هو جبرئيل (عليه السلام) بالنبوّة: أي الرسالة، فلا تتحمّلها القوى البشرية...) (٢) .

وهكذا يتّضح أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) نُبّئ قبل أن يُكلَّم في الغار مِن قِبَل جبرئيل، وأنّه كان يذهب إلى الغار بعد أن كان يرى رؤيا الأنبياء منتظراً الوحي والرسالة، فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام)، فكان أوّل ما قرأ عليه مِن القرآن هو: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّـذِي خَلـَقَ... ) (٣) .

ثمّ تتابع نزول القرآن نجوماً متفرّقة، طيلة مدّة حياته التي تلت هبوط الوحي في غار حراء، والتي تقدّر بثلاثة وعشرين سنة، حتّى اكتمل الوحي الإلهي، وختم بقوله تعالى: ( ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً... ) (٤) ، على ما نقله كثير مِن المفسّرين والمعنّيين بتاريخ نزول الآيات.

____________________

(١) البخاري ١: ٤ / (باب كيف كان بدْء الوحي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)) / ح ٣.

(٢) المصدر السابق ١: ٢٣٣ / باب بدْء الوحي له (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

(٣) سورة العلق: آية ١.

(٤) سورة المائدة: آية ٣.

١٥٣

١٥٤

الفصل السادس

الإمامةُ

١٥٥

١٥٦

تعريف:

الإمامة في اللُغة:

(يُقال: إمام القوم، معناه المتقدّم لهم، ويكون الإمام رئيساً، كقولك: إمام المسلمين) (١) .

(الإمام: المؤتمّ به إنساناً، كأن يُقتدى بقوله أو فِعله، أو كتاباً، أو غير ذلك، محقّاً كان أو مبطلاً، وجمْعه أئمّة. وقوله تعالى: ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ... ) (٢) ، أي بالذي يقتدون به، وقيل بكتابهم...) (٣) .

الإمامة في المصطلح:

عرَّف العلاّمة الحلّي الإمامة بقوله: (الإمامة رئاسة عامّة في أمور الدنيا والدِين، لشخصٍ مِن الأشخاص نيابةً عن النبيّ) (٤) .

إنّ قراءة هذا النصّ وغيره مِن النصوص الواردة في تعريف الإمامة، توضّح لنا

____________________

(١) ابن منظور / لسان العرب ١٢: ٢٦.

(٢) سورة الإسراء: آية ٧١.

(٣) الراغب الأصفهاني / المفردات في غريب القرآن: ص ٢٤.

(٤) العلاّمة الحلّي / الباب الحادي عشر: ص ٦٩.

١٥٧

حقيقة أساسية في بُنية الفكر الإسلامي، وهي أهمّية الإمامة وولاية الأمر في الحياة الإسلامية؛ ذلك لأنّها مواصلة لمسيرة النبوّة في نشر الدعوة، وحِفظ أحكام الشريعة وقيادة الدولة، وأنّ الفكر الإمامي يربط بين الدِين والدنيا ربطاً وثيقاً مِن خلال العمل السياسي، والمعالجة الشاملة لشؤون الحياة التي يمارسها إمام المسلمين ويتحمّل أعباءها.

لذا عرّفت الإمامة: بأنّها نيابة عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في جانب مِن مهمّته في الحياة؛ ذلك لأنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) كان نبيّاً مُخبراً عن الله سبحانه، بغير واسطة أحد مِن البشَر، وكان إماماً للبشرية تقتدي بفِعله وقوله، وتخضع لولايته وقيادته، كولي أمر وقائد سياسي.

والإمام وفْق المعتقد الإسلامي ينوب عن الرسول في تحمّل مسؤولياته كافّة، عدا مهمّة تلقّي الوحي، فإنّها مِن خصائص النبوّة وحدها؛ لذلك عُرّفت الإمامة بأنّها نيابة عن الرسول في أُمور الدِين والدنيا.

ولأهمّية الإمامة وولاية الأمر في البناء الإسلامي، كما فهِمَته المدرسة الإمامية، نجد الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) يقول: (لو لم يكن في الأرض إلاّ اثنان لكان الإمام أحدهما) (١) .

ومِن هذا المنطلق يصف الإمام عليّ بن موسى الرضا الأئمّة بقوله: (الأئمّة خلفاء الله (عزّ وجلّ) في أرضه) (٢) .

وروى أئمّة أهل البيت عن جدّهم الرسول الهادي محمّد (صلّى الله عليه وآله) قوله: (مَن مات، وهو لا يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية) (٣) .

____________________

(١) الكليني / الأُصول مِن الكافي ١: ١٨٠.

(٢) المصدر السابق: ص ١٩١.

(٣) الشيخ المفيد / عدّة رسائل المفيد: ص ٣.

١٥٨

لمحة تعريفية:

تمثّل الإمامة ركناً أساساً مِن أركان بناء الإسلام، وإقامة صرحه الفكري والسياسي، ومواصلة عملية التغيير والبناء في المجتمع الإسلامي بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فهي امتداد طبيعي لمهام النبوّة وحِفظ الرسالة.

وبالعودة إلى دراسة ما جاء في كتاب الله سبحانه، وما صدر عن الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) مِن مواقف وأقوال وتوجيهات، تتحدّث عن الإمامة والحُكم والخلافة وولاية الأمر... الخ. نفهم أهمّية الإمامة للرسالة والمجتمع الإسلامي، وخطورة المهام المناطة بها.

ومِن هذا المنطلق - كما ترى المدرسة الإمامية - جاء التأكيد في الكتاب والسنّة على شخص الإمام عليّ وولَدَيه الحسن والحسين (عليهم السلام)، وتكوّنت عناية نبويّة خاصّة بالإمام عليّ (عليه السلام)، بشكلٍ يفصح عن اهتمام الرسول (صلّى الله عليه وآله) بتكوين شخصية إسلامية، تعي الإسلام بأجلى صوَر الوعي (١) ، وتترسّم خُطى الرسول (صلّى الله عليه وآله) بأدقّ ما يمكن لإنسان أن يقتدي بشخصه الكريم؛ ليكون على مستوى مِن الإعداد الفكري والسلوكي، يؤهّله لمواصلة المسيرة التغييرية الكبرى، وتحمّل أعباء الإمامة بعد الرسول الهادي محمّد (صلّى الله عليه وآله).

فأفرز هذا الإعداد فهْماً معيّناً لدى فئة مِن الصحابة، قدّر لها أن تنتمي لعليّ دون سواه؛ لذا كان لها موقف مِن النتائج التي أفرزها مؤتمر السقيفة، وناقشتْ في تحديد الشخصيّة التي تلي أُمور المسلمين وتواصل مهامّ الإمامة، فحدث ذلك الانقسام التاريخي، الذي امتدّت آثاره إلى الأجيال الإسلامية اللاحقة، فكان انقساماً فكرياً وسياسياً نتج عنه وجودان وكُتلتان داخل الصفّ

____________________

(١) ذكر المفسّرون أنّ قوله تعالى: ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).

١٥٩

الإسلامي، لكلٍّ منهما قناعاته الفكرية وفَهْمه للنصّ الشرعي والتعامل معه، وهما:

١ - شيعة الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، أي أتباعه وحزب الذين آمنوا بأنّ الخلافة حقّ لعليٍّ (عليه السلام) دون سواه، وأنّه رائد فكري وسياسي للأُمّة، وأنّ اجتماع السقيفة أخطأ في تنحية عليّ (عليه السلام) عن موقعه الطبيعي في هذه الأُمّة.

وقد امتدّ هذا الكيان الإسلامي، وواصل قيادته آلُ البيت النبويّ على شكل مدرسة فكرية وسياسية ومذهب فقهي؛ نتيجةً لِما يحمل مِن فهْم متميّز للإسلام، ورؤية مستلهَمة مِن عطاء قادته وأئمّة العِلم فيه، والذي أُطلق عليه فيما بعد اسم (مذهب الشيعة الإمامية).

٢ - تكتّل أبي بكرٍ وعُمَر - رض - الذي تطوّر إلى مدرسة فكرية وفقهية وخطّ سياسي، حوَت مذاهب عدّة، أطلق عليها فيما بعد اسم مذاهب أهل السنّة.

وقد تحوّل - وبشكلٍ مؤسف - هذا الخلاف الذي كان مِن المفروض فيه أن يكون خلافاً فكرياً يخضع للحوار العِلمي في يومه الأوّل، تحوّل إلى اضطهادٍ سياسيٍّ وإرهابٍ فكريٍّ، وصراع، ومواجهات دموية رهيبة ترافقها حمْلات دعائية واتّهامات لحركة التشيّع وللموالين لآل البيت النبويّ الكرام، على امتداد قرون تاريخية طويلة.

ولأهمّية موضوع الإمامة والمسؤولية المناطة بها في مجال الفكر والحياة الإسلاميين، وما يترتّب عليها مِن آثار كُبرى في مسيرة الدعوة والتاريخ الإسلامي، تناولها العلماء والباحثون مِن متكلّمين وفلاسفة وفقهاء وغيرهم، بالبحث والدراسة والتنظير.

ويهمُّ الباحث المسلم اليوم، أن يتناول موضوع الإمامة كأصلٍ وأساسٍ عقيدي في بناء الحياة الإسلامية، وقيادتها الفكرية والسياسية، وتحويل الإسلام مِن دعوةٍ

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390