سبعة من السلف

سبعة من السلف0%

سبعة من السلف مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 392

سبعة من السلف

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف: الصفحات: 392
المشاهدات: 73898
تحميل: 3762

توضيحات:

سبعة من السلف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 392 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 73898 / تحميل: 3762
الحجم الحجم الحجم
سبعة من السلف

سبعة من السلف

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

كادت ).

قال ابن عبد البرّ : وهذا الحديث مِن إعلام نبوتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

١١ - قال ابن قتيبة :فلمَّا انتهوا إلى ماء الحوأب، في بعض الطريق، ومعهم عائشة نبحها كِلاب الحوأب .

فقالت لمحمد بن طلحة :أَيُّ ماءٍ هذا ؟

قال :هذا ماء الحوأب .

فقالت :ما أراني إِلاَّ راجعة .

قال :ولِمَ ؟!

قالت :سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لنسائه :

( كأنِّي بإحداكُنَّ قد نبحتها كِلاب الحوأب وإِياك أَنْ تكوني أنت يا حُميراء ).

فقال لها محمد بن طلحة :تقدَّمي - رحمك الله - ودعي هذا القول .

وأتى عبد الله بن الزبير، فحلف لها بالله لقد خلَّفتيه أوَّل الليل، وأتاها ببيَّنة زور مِن الأَعراب، فشهدوا بذلك، فزعموا أَنَّها أَوَّل شهادة زور في الإِسلام (٢) .

١٢ - قال الشبلنجي :ونقل غير واحد، أَنَّهم مَرُّوا بمكانٍ اسمه الحوأب، فنبحتهم كِلابه .

فقالت عائشة :أيُّ ماءٍ هذا ؟

قيل :هذا ماء الحوأب ؛ فصرخت وقالت :

إِنَّا لله، وإنَّا إليه راجعون ؛ سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول - وعنده نساءه - :

( ليتَ شِعري أيَّتُكنَّ تنبحها كِلاب الحوأب ؟ ).

ثمَّ ضربت عَضُد بعيرها فأناخته، وقالت : تردُّوني، فأناخوا يوماً وليلة، وقال لها عبد الله بن الزبير :

إِنَّه كَذِب، يعني : ليس هذا ماء الحوأب. ولم يَزل بها وهي تَمتنع ؛ فقال :

النَّجا النَّجا ؛ فقد أدرككم عليُّ بن أبي طالب، فارتحلوا ونزلوا على البصرة. ( القصة )(٣) .

* * *

____________________

(١) الاستيعاب : ٢/٧٥٠ط حيدر آباد - الهند.

(٢) الإمامة والسياسة : ١/٥٩ ط مصر عام ١٩٦٩م، في توجُّه عائشة، وطلحة، والزبير إلى البصرة.

(٣) نور الأبصار للشيخ مؤمن الشبلنجي : ص٨١، قصة أهل الجَمل. تاريخ الطبري : ٥/١٧٨ط الحسينيَّة بمصر.

٢٦١

١٠ - باب ( في إخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن الفتنة ورأس الكُفر مِن بيت عائشة )(*) .

١ - البخاري قال : حدَّثنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله، قال : قام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيباً، فأشار نحو مَسكن عائشة، فقال : ( ههنا الفتنة - ثلاثا - مِن حيث يطلع قَرن الشيطان )(١) .

٢ - الإمام أحمد بن حنبل، قال : حدَّثنا عبد الله، حدَّثني أبي، حدَّثنا وكيع، حدَّثني عكرمة بن عمار، عن سالم، عن ابن عمر، قال :خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِن بيت عائشة، فقال :

( رأس الكُفر مِن ههنا مِن حيث يطلع قَرن الشيطان )(٢) .

المؤلِّف : وروى هذا الحديث أيضاً، وقال فيه :

٣ - خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِن بيت عائشة، فقال :

( إنَّ الكُفر مِن ههنا، مِن حيث يطلع قَرن الشيطان )(٣) ، ولم يقُل رأس الكُفر مِن ههنا.

* * *

____________________

(*) فيه ثلاثة أحاديث.

(١) صحيح البخاري بحاشية السندي : ٢/١٨٩، كتاب الجهاد والسير، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي.

(٢) المُسند : ٢/٢٣.

(٣) المصدر نفسه : ٢/٢٦.

٢٦٢

١١ - باب ( إنَّ عائشة قد ندمت مِن خروجها على عليٍّعليه‌السلام وتَمنَّت أنْ تكون حَيضةً مُلقاة )(*) .

١ - قال الهيثمي : وعن جميع بن عمير :أَن أُمَّه وخالته دخلتا على عائشة

قال : فذكر الحديث - إلى أنْ قال - قالتا :فاخبرينا عن عليٍّ عليه‌السلام .

قالت :عن أيِّ شيء تسألنَ ؟

عن رجُل وضع مِن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَوضعاً ؛ فسالت نفسه في يده، فمسح بها وجهه، واختلفوا في دفنه ؛ فقال : ( إنَّ أحبَّ البِقاع إلى الله مكان قُبِض فيه نبيَّه ).

قالتا :فَلِمَ خرجت عليه ؟!

قالت :أمرٌ قضى، ووددتُ أنْ أفديه ما على الأرض مِن شيء .

قال : رواه أبو يعلى(١) .

٢ - قال ابن حجر العسقلاني : وأخرج الطبراني، مِن طريق محمد بن قيس، قال :

ذُكِر لعائشة يومُ الجَمل.

قالت : والناس يقولون يوم الجَمل ؟

قالوا :نعم .

قالت :وددت أنِّي جلست كما جلس غيري، فكان أحبَّ إليَّ مِن أنْ أكون ولدت مِن

____________________

(*) فيه تسعة أحاديث.

(١) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : ٩/١١٢.

٢٦٣

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عشرة، كلَّهم مِثل عبد الرحمان بن الحارث بن هشام(١) .

٣ - روى الحاكم بسنده، عن هشام وقيس، عن عائشة، قالت :

وددت أنِّي كنت ثُكِلت عشرةً مِثل الحارث بن هشام، وأنِّي لم أسِرْ مسيري مع ابن الزبير(٢) .

٤ - روى أبو نعيم بسنده، عن أَبي الضحى، قال :

حدَّثني مَن سَمع عائشة تقرأ :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) فتبكي، حتَّى تَبلُّ خِمارها (٣) .

٥ - روى ابن سعد بسنده، عن عمارة بن عمير، قال :

حدَّثني مَن سمع عائشة إذا قرأت هذه الآية :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) بكت حتَّى تَبلُّ خِمارها(٤) .

٦ - قال السيوطي : وأخرج ابن أبي شيبة، وابن سعد، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد، وابن المنذر عن مسروق، قال :

كانت عائشة إذا قرأت :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) بكت حتى تبل خمارها(٥) .

٧ - روى ابن جرير الطبري بسنده، عن أبي يزيد المديني، يقول :

قال عمار بن ياسر لعائشة - حين فرغ القوم - :يا أُمَّ المؤمنين، ما أبعد هذا المَسير مِن العهد الذي عُهِد إليك !

قالت :أبو اليقظان ؟

قال :نعم .

قالت: والله، إنَّك - ما علمت - قوَّال بالحَقِّ .

قال :الحمد لله الذي قضى لي على لسانك (٦) .

٨ - روي الخطيب البغدادي بسنده، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال :ما ذكرت عائشة

____________________-

(١) فتح الباري : ١٦/١٦٥. ط مصطفى البابي الحلبي بمصر عام ١٣٧٦ه-.

(٢) مُستدرك الصحيحين : ٣/١١٩.

(٣) حلية الأولياء : ٢/٤٨ - ٤٩.

(٤) الطبقات الكبرى : ٨/٥٦، ط ليدن.

(٥) الدُّرُّ المنثور في التفسير بالمأثور : ٥/١٩٦، في تفسير قوله تعالى :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) . الآية.

(٦) تاريخ الأُمَم والملوك : ٥/٢٢٥ - ٢٢٦ط المطبعة الحسينيّة بمصر.

٢٦٤

مسيرها في وقعة الجَمل قَطْ، إلاَّ بكت حتَّى تُبِلَّ خمارها وتقول :

يا ليتني كنتُ نسياً منسيَّاً !

قال الخطيب : قال سفيان : النَّسي المَنسيِّ : الحَيضة المُلقاة(١) .

المؤلف : قد سمعت مِن الرواية الأخيرة، قول عائشة : يا ليتني كنتُ نسياً منسيَّاً، وسمعت مِن الخطيب أنَّه قال : قال سفيان :

النَّسي المَنسي الحَيضة المُلقاة.

وهنا رواية أُخرى، ودَّت فيها عائشة أنَّها كانت نَسياً مَنسيَّاً. قالت: ذلك عند موتها وهي :

٩ - ما رواها الإِمام أحمد بن حنبل بسنده، عن ذكوان صاحب عائشة :

أنَّه جاء عبد الله بن عباس، يستأذن على عائشة، فجئت وعند رأسها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمان، فقلت :

هذا ابن عباس يستأذن - وهي تموت - فقالت : دعني مِن ابن عباس.

فقال :يا أُمَّتاه، إنَّ ابن عباس مِن صالحي بَنيك، لُيسلِّم عليك ويودِّعك .

فقالت :ائذن له، إنْ شئت .

[ قال : ]فأدخلته، فلمَّا جلس قال : أبشري - ثمَّ ساق الحديث إلى أنْ قال - فقالت [ أي عائشة] : دَعني مِنك يا بن عباس، فوالذي نفسي بيده، لوددت أنِّي كنتُ نَسياً مَنسيَّاً (٢) .

ثمَّ إنَّ ههنا حديثين، يُناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب.

أحدهما : ما رواه البخاري، في صحيحه، في كتاب الفتن، قال :

حدَّثنا عثمان بن الهيثم، حدَّثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال :

لقد نفعني الله بكلمة سمعتُها مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيَّام الجَمل، بعدما كِدت أنْ ألحقَ

____________________

(١) تاريخ بغداد : ٩/١٨٥.

(٢) المُسند : ١/٢٧٦.

٢٦٥

بأصحاب الجَمل، فأقاتل معهم، قال :

لمَّا بلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّ أهل فارس قد مَلَّكوا عليهم بنت كِسرى، قال :

( لنْ يُفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة )(١) .

المؤلِّف : ورواه الترمذي - أيضاً - في صحيحه، في أبواب الفتن مُسنداً عن أبي بكرة.

قال : عصمني الله بشيء، سمعته مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمَّا هلكت كِسرى قال : ( استخلفوا ؟ ).

قالوا : ابنته.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لنْ يُفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة ).

قال :فلمَّا قدمت عائشة - يعني البصرة - ذكرت قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعصمني الله به (٢) .

ورواه جمع كثير - أيضاً - مِن أمَّة الحديث، غير مَن ذكرناهم. ولا حاجة إلى استقصاء الجميع فرداً فرداً.

وثانيهما : ما رواه الحاكم بسنده، عن أبي بكرة : أنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتاه بَشيرٌ يبشِّره بظَفر خيل له - إلى أنْ قال - فقام ؛ فخرَّ الله تعالى ساجداً، فلما انصرف أنشأ يسأل الرسول، فحدَّثه فكان فيما حدَّثه، مِن أمر العدو وكانت تليهم امرأة.

فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( هلكتْ الرجال حين أطاعتْ النساء ).

قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد(٣) .

* * *

____________________

(١) صحيح البخاري بحاشية السندي : ٤/٢٢٨، كتاب الفِتن بعد باب الفتنة تموج كموج البحر.

(٢) سُنن الترمذي : ٤/٥٢٧، كتاب الفِتن، باب ٧٥ رقم الحديث ٢٢٦٢ تحقيق إبراهيم عطوة. سُنن النسائي : ٧/٢٢٧، تحت عنوان : النهي عن استعمال النساء في الحُكم. مستدرك الصحيحين : ٣/١١٩ و٤/٥٢٤ - ٥٢٥.

(٣) مُستدرك الصحيحين : ٤/٢٩١.

٢٦٦

١٢ - باب ( وَدَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنْ تموت عائشة في حياته فيهيِّئُها ويدفنها )(*) .

١ - روى ابن سعد بسنده، عن ابن شهاب، قال : قالت عائشة بدأ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شكواه، الذي توفِّي فيه، وهو في بيت ميمونة، فخرج في يومه ذلك، حتَّى دخل علي [ قالت : ] فقلت وارأساه.

فقال : ( وَدَدت أنَّ ذلك يكون وأنا حَيٌّ فأُصلي عليك وأدفنك ). الحديث(١) .

المؤلِّف : ولعلَّ السّر في أنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَدّ أنْ تموت عائشة في حياته، فيهيِّئُها ويدفنها.

إنَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعلم، أنَّ عاقبة أمر عائشة، أنَّها تخرج عن طاعة الله، ورسوله، وتُخالف قول الله تعالى :( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) ، وقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لنسائه في حَجَّة الوداع : ( هي هذه الحَجَّة، ثمَّ الجلوس على ظهور الحُصُر في البيوت ) - كما عرفت ذلك في بابٍ مُستقلٍّ - وتعصي نهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن قتال عليعليه‌السلام - كما عرفت ذلك في بابٍ مُستقلٍّ أيضاً - فتُقاتل

____________________

(*) - فيه حديث واحد.

(١) الطبقات الكبرى : ٢ق ٢/١٠. مُسند أحمد بن حنبل : ٦/١٤٤، وقال فيه : ( وددت أنّ ذلك كان وأنا حَيٌّ، فهيأتك ودفنتك ).

٢٦٧

عليَّاًعليه‌السلام ، ويُقتل حولها خَلقٌ كثير، فتكون هي السبب لقتلهم، بلْ هي السبب لفتح باب الفِتنة على المسلمين، بلْ باب الكُفر - كما سمعت ذلك في بابٍ مُستقلٍّ أيضاً - ؛ فأحَبَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنْ تموت عائشة في حال حياته ؛ لتسلمَ عن هذه الجريمة العُظمى، وهي الخروج على إمام زمانه، والتسبُّب إلى قتل خَلقٍ كثير مِن المسلمين، وفتح باب الفِتنة والكُفر عليهم ؛ كي لا تدخل النار، وتستحقَّ العذاب الأليم، ولكنَّه صدق الله تبارك وتعالى ؛ حيث خاطب نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كتابه المجيد فقال :

( أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ ) الزمر آية : ١٩.

* * *

٢٦٨

المقصد السادس

في بيان ما ورد في مُعاوية بن أبي سفيان

(٦)

مُعاوية بن أبي سفيان

٢٦٩

٢٧٠

١ - باب ( في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا أشبع الله بطن مُعاوية )(*) .

١ - روى مسلم بسنده، عن أبي حمزة القصَّاب، عن ابن عباس، قال :

كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتواريتُ خلف بابٍ، قال: فجاء فحَطأني(١) حَطأةً، وقال: ( اذهب وادعُ لي مُعاوية ).

قال : فجئت، فقلت : هو يأكُل.

قال : ثمَّ قال لي : ( اذهب فادعُ لي مُعاوية ).

قال :فجئت، فقلت : هو يأكُل .

فقال : ( لا أشبع الله بطنه )(٢) .

ورواه بطريق آخر - أيضاً - عن أبي حمزة، عن ابن عباس باختلاف يسير.

٢ - الطيالسي [ حديث أبي حمزة القصَّاب، عن ابن عباس ] قال : حدَّثنا يونس، قال : حدَّثنا أبو داود، قال : حدَّثنا هشان وأبو عوانة، عن أبي حمزة القصَّاب، عن ابن عباس :أنَّ

____________________

(*) فيه ثلاثة أحاديث.

(١) أيْ : دَفَعَني وأمالني.

(٢) صحيح مسلم : ٤/٢٠١٠، كتاب البِرِّ والصِّلة، باب مَن لعنه النبي، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

٢٧١

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث إِلى مُعاوية، ليكتُب له.

فقال :إنَّه يأكُل، ثمَّ بعث إليه .

فقال :إنَّه يأكُل .

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا أشبع الله بطنه )(١) .

٣ - روى المُتَّقي الهندي، عن سفيان، قال :أتيت حسن بن علي عليهما‌السلام ،بعد رجوعه إلى المدينة، فقلت له : فكان مِمَّا احتجَّ عليَّ أنْ قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( لا تذهب الأيَّام والليالي، حتَّى يجتمع أمر هذه الأُمَّة على رجل واسع السُّرم(٢) ضَخم البلعوم، يأكل ولا يشبع )، وهو مُعاوية ؛ فعلمت أنَّ أمر الله واقع.

قال : أخرجه نعيم بن حماد في الفِتن(٣) .

* * *

____________________

(١) مُسند أبي داود الطيالسي : ١١/٣٥٩. ط حيدر آباد - الهند.

(٢) السُّرم الدُّبر.

(٣) كنز العمَّال : ٦/٨٧ط - الهند.

الرضوي : أخرج نصر، عن عبد الله بن عمر :أنَّ مُعاوية في الدَّرك الأسفل مِن النار، ولولا كلمة فرعون :( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) ما كان أحدٌ أسفل مِن مُعاوية .

وأخرج نصر، عن عبد الله بن عمر - أيضاً - عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يموت مُعاوية على غير الإسلام ).

وأخرج نصر، عن جابر بن عبد الله، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يموت مُعاوية على غير مِلَّتي ).

وأخرج نصر، عن البرَّاء بن عازب، قال :أقبل أبو سفيان، ومعه مُعاوية، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( اللَّهمَّ الِعَنْ التابع والمَتبوع، اللَّهمَّ عليك بالأُقيعس ).

فقال البرَّاء لأبيه :مَن الأُقيعس ؟

قال:مُعاوية .

وقعة صِفِّين ص٢٧، شرح وتحقيق عبد السلام محمد هارون ط مصر.

٢٧٢

٢ - باب ( في دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على مُعاوية وعمرو بن العاص )(*) .

١ - الذهبي ذكر حديثاً - قد صرَّح بصحَّته - عن أبي برزة، قال :

تغنَّى مُعاوية وعمرو بن العاص ؛ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( اللَّهمَّ أركسهما في الفِتنة رَكس، ودعَّهما في النار)(١) .

٢ - الذهبي ذكر حديثاً، عن أبي برزة، قال :كنَّا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،فسمع صوت غناء، فإذا عمرو ومُعاوية يتغنَّيان ؛ فقال : ( أركسهما في الفِتنة رَكساً ودعَّهما إلى النار دَعَّا )(٢) .

٣ - قال الهيثمي : وعن ابن عباس، قال :سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صوت رجُلين وهما يتغنَّيان - إلى أنْ قال - فسأل عنهما .

فقيل له :مُعاوية وعمرو بن العاص .

فقال : ( اللَّهمَّ أركسهما(٣) في الفتنة رَكساً ودعَّهما إلى النار دَعَّاً ).

قال : رواه الطبراني(٤) .

____________________

(*) فيه ثلاثة أحاديث.

(١) ميزان الاعتدال : ٣/٣١١.

(٢) المصدر نفسه : ٣/٣١١.

(٣) يُقال : ركست الشيء وأركسته، إذا رددته ورجعته. هامش مجمع الزوائد : ٨/١٢١.

(٤) مجمع الزوائد : ٨/١٢١.

٢٧٣

٣ - باب ( في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما اجتمع مُعاوية وعمرو بن العاص إلاَّ على غَدرة )(*) .

١ - المُتَّقى الهندي قال : روي مُسنداً عن شدَّاد بن أوس : أنَّه دخل على مُعاوية، وهو جالس وعمرو بن العاص على فراشه، فجلس شدّاد بينهما، وقال:

هل تدريان ما يُجلسني بينكما ؟ لأنِّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

( إذا رأيتموهما جميعاً ففرَّقوا بينهما ؛ فو الله ما اجتمعا إلاَّ على غَدرة ) ؛ فأحببت أنْ أُفرِّق بينكما.

قال : أخرجه ابن عساكر(١) ، وذكره في ص٤٧ باختصار، وقال : أخرجه الطبراني.

* * *

____________________

(*) - فيه حديث واحد.

(١) كنز العمَّال : ٦/٨٨ط حيدر آباد - الهند. مجمع الزوائد : ٧/٢٤٨. وقال : أخرجه الطبراني.

٢٧٤

٤ - باب ( إنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعن مُعاوية وعمرواً والمُغيرة )(*) .

١ - روى الهيثمي، عن أبي مجلز، قال :عمرو والمُغيرة بن شعبة لمُعاوية : إنَّ الحسن بن علي رجل عييٌّ (١) -إلى أنْ قال - فصعد عمرو المُنبر، فذكر عليَّاً عليه‌السلام ووقع فيه. ثمَّ صعد المُغيرة بن شعبة، فحمد الله، وأثنى عليه. ثمَّ وقع في عليٍّ عليه‌السلام .

ثمَّ قيل للحسن بن عليٍّعليهما‌السلام : اصعد.

فقال : ( لا أصعد ولا أتكلَّم، حتَّى تُعطوني إنْ قلتُ حقَّاً أنْ تُصدِّقوني، وإنْ قلتُ باطلاً أنْ تُكذِّبوني ).

فأعطوه ؛ فصعد المِنبر، فحمد الله وأثنى عليه، فقال : ( أَنشدك بالله، يا عمرو، ويا مُغيرة، أتعلمان أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

لعن الله السايق والراكب أحدهما مُعاوية ؟ ).

قالا :اللَّهمَّ بلى.

قال : ( أَنشدك بالله، يا مُعاوية، ويا مُغيرة، أتعلمان أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعَنَ عمرواً بكلِّ قافية قالها لعنة ؟).

قالا :اللَّهمَّ بلى .

قال : ( أَنشدك بالله، يا عمرو، ويا مُعاوية بن أبي سفيان، أتعلمان أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعَنَ قوم

____________________

(*) فيه حديثان.

(١) العَجز عن الكلام والجهل.

٢٧٥

هذا ؟ ).

قالا :بلى .

قال الحسنعليه‌السلام : ( فإنِّي أحمد الله، الذي وقعتم فيمن تبرَّأ مِن هذا ).

قال : رواه الطبراني، عن شيخه زكريا بن يحيى الساجي(١) .

المؤلِّف : وذكر هذا الحديث الهيثمي ثانياً، باختلاف في المعنى، قال :

٢ - وعن عبد الرحمان بن أبي عوف، قال : قال عمرو بن العاص، وأبو الأعور السلمي لمُعاوية :

إنَّ الحسن بن عليعليهما‌السلام عييٌّ، فقال مُعاوية :لا تقولا ذلك ؛ فإنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد تفل في فيه ؛ ومَن تفل في فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فليس بعييٍّ، فقال الحسن بن علي : ( أمَّا أنت يا عمرو، فتنازع فيك رجُلان فانظر أيَّهما أباك، وأمَّا أنت يا أبا الأَعور، فإنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعن رعلاً، وذكوان، وعمرو بن سفيان ) .

قال : رواه الطبراني(٢) .

* * *

____________________

(١) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : ٧/٢٤٧.

(٢) المصدر نفسه : ٩/١٧٧ - ١٧٨.

٢٧٦

٥ - باب ( في قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مُعاوية وأبيه قولاً قد استعاذ لأجله الأصحاب )(*) .

١ - ابن سعد، قال : أُخبرت عن أبي مالك، كثير بن يحيى البصري، قال : حدَّثنا غسان بن مضر، قال : حدَّثنا سعيد بن يزيد، عن نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه، قال :

دخلت مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقولون :

نعوذ بالله مِن غَضب الله، وغَضب رسوله !

قلت :ما هذا ؟

قالوا :مُعاوية مَرَّ قُبيل هذا، آخذاً بيد أبيه، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المنبر يَخرجان مِن المسجد، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهما قولاً (١) .

* * *

____________________

(*) فيه حديث واحد.

(١) الطبقات الكبرى : ٧ قسم ١/٥٥.

٢٧٧

٦ - باب ( ما جاء في عدم لياقة مُعاوية للخلافة )(*) .

١ - ابن الأثير، في ترجمة مُعاوية بن صخر، وهو مُعاوية بن أبي سفيان، قال :

وروى عبد الرحمان بن أبزي، عن عمر، أنَّه قال : ( هذا الأَمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد، ثمَّ في أهل أُحد ما بقي منهم أحد، ثمَّ في كذا وكذا وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمُسلِمَةِ الفتح شيء ). أخرجه الثلاثة(١) .

ابن عبد البرِّ في ترجمة عبد الرحمان بن غنم الأشعري، قال :

ويعرف بصاحب معاذ ؛ لمُلازمته له، وسمع مِن عمر بن الخطاب، وكان مِن أفقه أهل الشام، وهو الذي فقَّه عامَّة التابعين بالشام، وكانت له جَلالة وقدر، وهو الذي عاتب أبا هريرة، وأبا الدرداء بحمص ؛ إذ انصرفا منه عند عليٍّعليه‌السلام رسولين لمُعاوية، وكان مِمَّا قال لهما : عجباً منكما ! كيف جاز عليكما ما جئتما به ؟! تدعون عليَّاًعليه‌السلام أنْ يجعلها شورى، وقد علمتما أنَّه بايعه المُهاجرون والأنصار، وأهل الحجاز وأهل العراق، وأنَّ مَن رَضِيَه

____________________

(*) فيه حديث واحد.

(١) أُسد الغابة في معرفة الصحابة : ٤/٣٧٨. الطبقات الكبرى لابن سعد : ٣ قسم ١/٢٤٨.

٢٧٨

خيرٌ مِمَّن كرهه، ومَن بايعه خيرٌ مِمَّن لم يبايعه، وأيُّ مَدخل لمُعاوية في الشورى ؛ وهو مِن الطُّلقاء، الذين لا تجوز لهم الخلافة، وهو وأبوه مِن رؤوس الأحزاب.

قال : فندما على مسيرهما، وتابا منه بين يديه(١) .

* * *

____________________

(١) الاستيعاب في معرفة الأصحاب : ٢/٨٥٠، تحقيق على محمد البجاوي. أُسد الغابة في معرفة الصحابة : ٣/٣١٨.

٢٧٩

٧ - باب ( في أمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليَّاًعليه‌السلام بقتال القاسطين وهم مُعاوية وأصحابه )(*) .

١ - الخطيب البغدادي، روى بسنده، عن علقمة والأسود، قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري، عند مُنصرفه مِن صِفِّين، فقلنا له :

يا أبا أيوب، إنَّ الله أكرمك بنزول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وبمجيء ناقته تفضُّلاً مِن الله وإكراماً لك، أناخت ببابك دون الناس، ثمَّ جِئت بسيفك على عاتقك، تضرب به أهل لا اله إلاَّ الله !

فقال يا هذا : إنَّ الرائد لا يَكذِب أهله، وإنَّ رسول الله أمرنا بقتال ثلاثة مع علي : بقتال الناكثين، والقاسطين، والمارقين.

فأمَّا الناكثون :فقد قاتلناهم : أهل الجَمل، طلحة والزبير .

وأمَّا القاسطون: فهذا مُنصرفنا مِن عندهم، يعني: مُعاوية وعمروا .

وأمَّا المارقون : فهم أهل الطُرقات، وأهل السُّعيفات، وأهل النُّخيلات، وأهل النُّهروانات. والله ما أدري أين همْ، ولكنَّه لابُدَّ مِن قتالهم إنْ شاء الله.

قال : وسمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول لعمار :

____________________

(*) فيه ثلاثة أحاديث.

٢٨٠