سبعة من السلف

سبعة من السلف0%

سبعة من السلف مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 392

سبعة من السلف

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي
تصنيف: الصفحات: 392
المشاهدات: 72612
تحميل: 3635

توضيحات:

سبعة من السلف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 392 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72612 / تحميل: 3635
الحجم الحجم الحجم
سبعة من السلف

سبعة من السلف

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

____________________

تاريخ الخُلفاء، للشيخ عبد الرحمان السيوطي : ص١٦٦ - ١٧٠، تحقيق محمد مُحيي الدين عبد الحميد ط مصر.

تذكرة الخواصّ، لسبط ابن الجوزي : ص٣٠، مؤسَّسة أهل البيت بيروت عام ١٤٠١ه-. ترجمة الإمام علي مِن تاريخ دمشق، لابن عساكر: ١/١١٧ - ١٢٥ط بيروت. ترجمة الإمام علي مِن تاريخ دمشق، لابن عساكر : ٢/٤٤٢ط بيروت. تلخيص المُستدرَك للذهبي : ٣/١٤ط حيدر آباد الهند. جامع الأصول، لابن الاثير الجزري : ٩/٤٦٨ط مصر.

جريدة السياسة المِصريَّة، مُلحَق عدد ٢٧٥١ : صادر في ١٩ مارس عام ١٩٣٢ بالقاهرة. حُلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني : ٧/٢٥٦ط مؤسَّسة الخانجي بالقاهرة. حياة محمد , محمد حسين هيكل : ص١٠٤، الطبعة الأولى بمصر عام ١٩٥٤م. خصائص أمير المؤمنين، للنسائي : ص١٨ - ١٩ط مصر عام ١٣٤٨ه-. ذخائر العُقبى للمُحبِّ الطبري: ص٦٥ط حسام الدين صاحب، مكتبة القُدسي بمصر. الرياض النضرة للمحب الطبري: ٣/١١١ - ١١٣ دار الندوة الجديدة بيروت. السُّنَن لابن ماجه القزويني: ١/٤٤ ط مصر، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي. سُنَن الترمذي، لأبي عيسى محمد: ٥/٦٣٦، تحقيق إبراهيم عطوة عوض ط مصر. السيرة النبويَّة لابن هشام : ٢/٥٠٥، تحقيق مصطفى السقاط مصر. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد : ١/٢٨٤ - ٣٩٩، الطبعة الأولى عيسى البابي بمصر. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد : ٢/٦١ - ٤٢٩ - ٤٣١، الطبعة الأولى عيسى البابي بمصر. شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد : ٣/٢٥٩ - ٢٦١، الطبعة الأولى عيسى البابي بمصر. شواهد التنزيل، للحسكاني : ١/٢٧٤ط بيروت.

الشرف المؤبَّد لآل محمد، للنبهاني : ص٦٢ط بيروت عام ١٣٠٩ه- شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي : ١/٥٠ط القاهرة. شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي : ٣/٣٨٣ط القاهرة. الطبقات الكُبرى لابن سعد : ٣/١٤ط ليدن ٣/٢٢ط بيروت. عليٌّ وحقوق الإنسان، جورج جرداق : ١/٦٠ط بيروت. عليُّ بن أبي طالب، عبد الكريم الخطيب : ص١١٠ط مصر عام ١٩٦٩ دار الفكر العربي. فرائد السمطين، للحمويني الشافعي : ١/١١١ - ١١٧ - ١٢١ط بيروت. فيض القدير، لمحمد بن عبد الرؤوف المنَّاوي: ٤/٣٥٥، طبعة مصر. كفاية الطالب، للگنجي الشافعي : ص١٦٨ - ١٩٣ - ٢٣٨ط دار إحياء التراث بيروت. كنوز الحقائق، للمنَّاوي : ١/٥١، بهامش الجامع الصغير، للسيوطي ط القاهرة. كنز العُمَّال : ١١/٥٩٨ رقم الحديث ٣٢٨٧٩ط مؤسسة الرِّسالة بيروت. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لابن حجر الهيثمي : ٩/١١١ - ١١٢ - ٢٠٩ط مصر. مُستدرك الصحيححين، للحاكم : ٣/١٤.

مُسنَد أحمد بن حنبل : ١/١٥٩ - ٢٣٠ط مصر. مُعجم المؤلِّفين، عمر رضا كحاله : ٧/١١٢ط بيروت. مناقب علي بن أبي طالب، للمغازلي : ص٣٧ - ٣٩. مُنتخب كنز العُمَّال، للمُتَّقي الهندي : ٥/٣٢ - ٤٦ - ١١٧ط مصر.

معجم الشيوخ، لابن الأعرابي : ( مخطوط ) الورق ١٧، كما في ترجمة الإمام علي مِن تاريخ دمشق لابن عساكر. نُزل الأبرار، للبدخشي: ٦٥ط بمبى الهند. نظم دُرَر السمطين، للزرندي : ص٩٤ط العراق. نور الأبصار، للشيخ مؤمن الشبلنجي : ص٥ ط مصر. وفيات الأعيان، لابن خلكان : ٥/٢٣١ط مصر.

ينابيع المودَّة، للقندوزي الحنفي : ١/٥٦ط استانبول عام ١٣٠١.

٤١

عليَّاًعليه‌السلام ، مِمَّن أذهب الله عنهم الرِّجْس وطهَّرهم تطهيراً(١) .

٣ -( أَلَمْ يَعْلَمُوا ) أنَّ عليَّاًعليه‌السلام نفس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ حيث قال الله تعالى :( فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) .

____________________

(١) صحيح مسلم : ٤/١٨٨٣ , صحيح الترمذي : ٥/٣٥٢ - ٦٦٣ , مُسنَد الإمام أحمد بن حنبل : ٤/١٠٧، مُستدرك الصحيحين : ٢/٤١٦ , تلخيص المُستدرك : ٢/٤١٦ , تفسير جامع البيان لابن جرير الطبري : ٢٢/٥ , الدُّرُّ المَنثور في التفسير بالمأثور : ٥/١٩٨ - ١٩٩ , خصائص النسائي ص٤.

(*) وانظر المصادر التي عثرنا عليها، وهي زيادة على ما ذكرها المؤلِّف ( طاب ثراه ) :

السُّنَن الكُبرى للبيهقي : ٢/ ١٤٨ , الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر: ٢/٥٠٩ , مَجمع الزوائد للهيثمي : ٩/١١٩ - ١٦٩ - ٢٠٧ , الرياض النضرة للمُحبِّ الطبري: ٣/١٣٥ , أُسد الغابة، لابن الأثير : ٢/١٢ و٤/٢٩، في أنَّ آية التطهير، قد نزلت في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم , وعليٍّعليه‌السلام , وفاطمةعليها‌السلام , والحسن، والحسينعليهما‌السلام .

٤٢

آل عمران : ٦١(١) .

____________________

(١) صحيح مسلم : ٤/١٨٧١، كتاب فضائل الصحابة، باب مِن فضائل عليِّ بن أبي طالب، صحيح الترمذي : ٥/٦٣٨، رقم الحديث ٣٧٢٤، تفسير الكشاف : ١/٤٣٤، تفسير الفخر الرازي : ٨/٩٠، تفسير الطبري : ٣/٢١٢ - ٢١٣، الدُّرُّ المنثور : ٢/٣٨ - ٣٩، أسباب النزول للواحدي : ص٩٥.

الرضوي : انظر المصادر التي عثرنا عليها : (*)

(*) - تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٦٩، تفسير لُباب التأويل للخازن : ١/٢٤٢، وقال : المُراد بالنفس نفسهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليَّاًرضي‌الله‌عنه ، ينابيع المودَّة للقندوزي الحنفي : ١/٥٢، قال :

إنَّ عليَّاً رضي‌الله‌عنه ،كنفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، تفسير محاسن التأويل للقاسمي : ٤/١١٤، قال : قال جابر :وأنفسنا وأنفسكم : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،وعلي بن أبي طالب ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير الدمشقي : ١/٣٧١، قال :وأنفسنا : رسول الله،وعليِّ بن أبي طالب ، والمُحبُّ الطبرى، قال :وأنفسنا : رسول الله،وعلي بن أبي طالب ، ذخائر العُقبي ص٢٥ تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي ص٣٠، معالم التنزيل للبغوي : ١/٤٨١، مدارك التنزيل للنسفي : ١/١٦١، غرائب القرآن للنيسابوري : ٣/٢١٤، وقال :وإنَّما يُعلَم إتيانه بنفسه مِن قرينة ذكر النفس، ومِن إحضار مِن هُمْ أعَزُّ مِن النفس مِن قرينة أنَّ الإنسان لا يدعو نفسه السراج المُنير للشربيني : ١/٢٢٢، روح المعاني للآلوسي البغدادي : ٣/١٨٨، الجواهر في تفسير القرآن، للشيخ طنطاوي المصري : ١/١٢٦، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي : ٤/١٠٤، تفسير المراغي ( محمد مصطفي ) : ٣/١٧٤ - ١٧٥، كفاية الطالب للگنجي الشافعي : ص١٢٢، تفسير أبي السعود ( إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ) : ١/٤٩٧، أُسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير : ٤/٢٦، أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ٢/٢٢، ذخائر العُقبى للمُحبِّ الطبري ص٢١ - ٢٥، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني : ٢/٥٠٩ط مصر. وقال الفخر الرازي : والذييَدلُّ عليه قوله تعالى :( وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ) ،وليس المُراد بقوله :( وَأَنْفُسَنَا ) ،نَفس محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛لأنَّ الإنسان لا يدعو نفسه، بلْ المُراد به غيره .

وأجمعوا على أنَّ ذلك النفس، هو عليُّ بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه ؛ فدلَّت الآية على أنَّ نفس عليٍّ هي نفس محمد، ولا يُمكن أنْ يكون المُراد منه، أنَّ هذه النفس هي عين تلك النفس. فالمُراد : أنَّ هذه النَّفس مِثل تلك النَّفس، وذلك يقتضى الاستواء في جميع الوجوه، تُرِكَ العمل بهذا العموم في حَقِّ النبوَّة، وفي حَقِّ الفضل لقيام الدلائل، على أنَّ محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان نبيَّاً وما كان عليٌّ كذلك، ولانعقاد الإجماع، على أنَّ محمداً كان أفضل مِن عليٍّرضي‌الله‌عنه ، فيبقى فيما وراءه معمولاً به. ثمَّ الإجماع، دلَّ على أنَّ محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان أفضل مِن سائر الأنبياءعليهم‌السلام ؛ فيلزم أنْ يكون عليٌّ أفضل مِن سائر الأنبياء. هذا وجه الاستدلال بظاهر هذه الآية ويؤيِّد الاستدلال بهذه الآية، الحديث المقبول عند الموافق والمُخالف، وهو قولهعليه‌السلام : ( من أراد أنْ يرى آدم في علمه، ونوحاً في طاعته، وإبراهيم في خِلَّته، وموسى في هَيبته، وعيسى في صَفوته ؛ فلينظر إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام ). فالحديث دلَّ، على أنَّه اجتمع فيه ما كان متفرِّقاً فيهم ؛ وذلك يدلُّ على أنَّ عليَّاًعليه‌السلام أفضل مِن جميع الأنبياء، سِوى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان نفس محمد، أفضل مِن الصحابة ( رضوان الله عليهم ) ؛ فوجب أنْ يكون نفس عليٍّ أفضل أيضاً مِن سائر الصحابة. تفسير مَفاتيح الغيب : ٨/٩٠ط مصر.

٤٣

٤ - ( ألمْ يعلموا ) أنَّ النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال لعليٍّعليه‌السلام : ( أنت مِنِّي بمَنزلة هارون مِن موسى )، وقد تواترت الأخبار في هذا القول(١) .

٥ - ( ألمْ يعلموا ) أنَّ عليَّاً أحبُّ الخَلق إلى الله ورسوله، كما نَطق به حديث الطير المشويّ، الذي تواترت الأخبار في شأنه(٢) .

٦ - ( ألمْ يعلموا ) أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

____________________

(١) صحيح البخاري : ٤/٢٠٨ ط استانبول، صحيح مسلم : ٤/١٨٧٠، كتاب فضائل الصحابة، باب مِن فضائل عليٍّ، صحيح الترمذي : ٥/٦٤١ رقم الحديث ٣٧٣٠، سُنن ابن ماجة: ١/٤٣، رقم الحديث ١١٥، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، مُستدرَك الصحيحين: ٣/١٣٣، خصائص النسائي ص١٧، طبقات ابن سعد : ٣/٢٣ - ٢٤ط بيروت حُلية الأولياء : ٧/١٩٤ - ١٩٥ - ١٩٦.

كنز العُمَّال: ١١/٥٩٩ - ٦٠٣ - ٦٠٦ - ٧٤٠، ط مؤسسة الرسالة بيروت، الرياض النضرة للمُحبِّ الطبري : ٣/١٠٥ط بيروت.

أُسد الغابة : ٤/٢٧، مُسنَد أحمد، / تاريخ بغداد، / تاريخ الطبري، وغيرهم.

وانظر المصادر التي عثرنا عليها، زيادة على ما ذكرها المؤلِّف ( رضوان الله تعالى عليه ) (*)، وهي :

(*) - الإصابة لابن حجر : ٢/٥٠٧ط مصر، ذخائر العقبى ص٦٣ - ٦٤، الرياض النضرة للمُحبِّ الطبري : ٣/١٠٥، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص١٦٨، مجمع الزوائد لابن حجر : ٩/١١٠ - ١١١، جامع الأصول لابن الأثير : ٩/٤٦٨ - ٤٦٩.

(٢) صحيح الترمذي : ٥/٦٣٧، مُستدرَك الصحيحين : ٣/١٣٠، تلخيص المُستدرَك : ٣/١٣٠، ينابيع المودَّة : ١/٥٦، أُسد الغابة لابن الأثير : ٤/٣٠، ذخائر العُقبى ص٦١، الرياض النضرة : ٣/١٠٣، مُجمع الزوائد : ١/١٢٥ - ١٢٦، تاريخ بغداد، فتح القدير : ٤/٣٥٧ - ٣٥٨ رقم الحديث ٥٥٩٧.

٤٤

( إنِّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعِترتي )(*) ، وقد تواترت الأخبار في هذا المعنى(١) .

____________________

(*) - حديث الثقلين، دلالته على عصمة أئمَّة أهل البيتعليهم‌السلام ؛ لاقترانهم بالكتاب، الذي لا يأتيه الباطل مِن بين يديه، ولا مِن خَلفه، وتصريحه بعدم افتراقهم عنه.( ومن البديهي، أنَّ صدور أيَّة مُخالفة للشريعة، سواء كانت عن عَمد، أم سهو، أمْ غَفلة، تُعتبَر افتراقاً مِن القرآن في هذا الحال، وإنْ لم يَتحقَّق انطباق عنوان المَعصية عليها أحياناً، كما في الغافل، والساهي، والمَدار في صدق عنوان الافتراق عنه، عدم مُصاحبته لعدم التقيُّد بأحكامه، وإنْ كان مَعذوراً في ذلك ؛ فيُقال : فلان - مَثلاً - افترق عن الكتاب، وكان مَعذوراً عنه، والحديث صريح في عدم افتراقهما، حتَّى يردا عليَّ الحوض ). الأصول العامَّة للفقه المُقارن ص١٦٦. ومِن خُطبة للإمام الحسن السبطعليه‌السلام ، فيما خصَّ الله به أهل البيتعليهم‌السلام قال : ( وأُقسم بالله، لو تمسَّكت الأُمَّة بالثقلين ؛ لأعطتهم السماء قَطرها، والأرض بَركتها ؛ ولأكلوا نِعمتها خضراء، مِن فوقهم، ومِن تحت أرجلهم، مِن غير اختلاف بينهم إلى يوم القيامة.قال الله عَزَّ وجلَّ :( وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) . وقال عَزَّ وجلَّ :( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ). الروائع المُختارة مِن خُطب الإمام الحسن السبط، ص٥٨ط مصر

وقال آية الله السيِّد محمد باقر الحُجَّة الطباطبائي الحائريقدس‌سره .

عند انضمام ما أتى مِن الأثر

ضِمن حديث الثقلين المُعتَبر

ما إنْ تَمسَّكتم بعتره الهُدى

وبالكتاب لنْ تضلُّوا أبداً

فمَن تراه ترك التَّمسُّكا

بهم ففي نهج الضلال سَلَكا

وشيعة الطُّهر أبي السِبطين

مولاي بعد سيِّد الكونين

تَمسَّكوا بآله الأطياب

تَمسُّك الأُمَّةِ بالكتاب

فاتَّخذوهم كالكتاب حُجْجَاً

ومَن رآهم حُججاً فقد نجا

(*) الشهاب الثاقب منظومة في الإمامة.

انظر : تراثنا العدد ٤١ - ٤٢ ص ٢٩٨ - ٢٩٩.

(١) صحيح مسلم : ٤/١٨٧٤١٨٧٣ رقم الحديث ٣٧ كتاب فضائل الصحابة، صحيح الترمذي : ٥/٦٦٢، رقم الحديث ٣٧٨٦ مُستدرَك الصحيحين : ٣/١٤٨، مُسنَد أحمد بن حنبل : ٣/١٤ و٤/٣٦٧، حلية الأولياء : ١/٣٥٥، مجمع الزوائد : ٩/١٦٢، وانظر المصادر التي عثرنا عليها (*) :

(*) - الإمامة والسياسة لابن قتيبة : ١/١٠٩، ينابيع المودَّة للقندوزي الحنفي : ١/٣٨ - ٣٩ - ٤٠ - ٤١ ط استانبول، إحياء المَيْت بفضائل أهل البيت للسيوطي : ص١٢ - ٢٥ - ٣٦ - ٤٨، السُّنَن الكُبرى للبيهقي : ٢/ ن١٤٨، مُسند الدارمي : ٢/٤٣٢٤٣١، فيض القدير للمناوي : ٣/١٤ رقم الحديث ٢٦٣١ مَجمع الزوائد : ٩/١٠٨ وفي باب فضائل أهل البيت ١٦٢ - ١٦٣، المُعجم الكبير للطبراني : ٥/١٥٣ - ١٥٤ - ١٨٢ - ١٨٣، تلخيص المُستدرك، ٣/١٤٨، مُستدرك الصحيحين : ٣/١٤٨.

٤٥

٧ - ( ألم يعلموا ) أنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال يوم غدير خُمٍّ(*) :( ألستُ أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم ؟ ) قالوا: بلى. وقال أيضاً : ( فمَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ).

وقال : ( اللَّهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه ).

وقد ورد الأخبار في ذلك فوق التواتر(**) .

____________________

(*) - قال عبد المؤمن بن عبد الحَقِّ البغدادي : خُمّ : بِئر قريب مِن المِيثب، حفرها مُرَّة بن كعب، نُسب إلى ذلك غدير خُمٍّ. وهو بين مَكَّة والمدينة، على ثلاثة أميال مِن الجُحفة. وقيل : على مِيل. وهناك مَسجد للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . مراصد الإطلاع على أسماء الأمكنة والبِقاع: ١/٤٨١. وقال أبو ريحان، محمد بن أحمد البيروني المُتوفَّى عام ٤٤٠ ه- : واليوم الثامن عشر ( مِن شهر ذي الحَجَّة )، يُسمَّى غدير خُمٍّ، وهو اسم مرحلة نزل بها النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عند مُنصرفه مِن حَجَّة الوداع، وجمع القتب والرحال، وعلاها - آخذاً بعضد عليّ بن أبي طالب -عليه‌السلام وقال : ( أيُّها الناس، ألستُ أولى بكم مِن أنفسكم ؟ قالوا : بلى. قال : مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، اللَّهمَّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُر مَن نَصره، واخذل مَن خذله، وأدرِ الحَقَّ معه حيثُما دار. اللَّهمَّ هلْ بلَّغت - ثلاثاً - ). الآثار الباقية عن القرون الخالية ص٣٣٤ ط ألمانيا، عام ١٩٢٣م.

(**) - صحيح الترمذي : ٥/٦٣٣، سُنَن ابن ماجة : ١/٤٣ فضل عليِّ بن أبي طالب، رقم الحديث ١٦٦ - ١١٧، مُستدرك الصحيحين : ٣/١١٠، مُسند الإمام أحمد بن حنبل : ١/١١٨ - ١٥٢، الدرُّ المنثور : ٢/٢٥٩ - ٢٩٣، تفسير الفخر الرازي : ١١/١٤٠ط دار الفكر، تاريخ بغداد : ٨/٢٩٠، خصائص النسائي ص٢٢، كنز العمَّال : ١١/٦٠٢ ط بيروت، رقم الحديث ٣٢٩٠٤، الإصابة : ٢/٥٠٩، أُسد الغابة : ٤/٢٨.وانظر المصادر التي عثرنا عليها (*) : (*) - مجمع الزوائد للهيثمي : ٩/١٠٣ - ١٠٨، تلخيص المُستدرك : ٣/١١٠ - ١١٦، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ص١٦٩، ذخائر العُقبى للمُحبِّ الطبري : ٦٧ - ٦٨، فيض القدير : ٤/٣٥٧، ٦/٢١٧ ، وروى جمال الدين، محمد بن يوسف الزرندي الحنفي، عن عليٍّعليه‌السلام ، قال : ( عمَّمني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يوم ( غدير خُمٍّ ) بعِمامة، فسدل نمرقها على منكبي، وقال : إنَّ الله أمدَّني يوم بدر وحُنين بملائكة مُعمَّمين هذه العِمامة ). وعن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَدِّه : ( أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَمَّم عليَّ بن أبي طالب عمامته السحابة، وأرخاها مِن بين يديه، ومِن خَلفه، ثُمَّ قال : أقبِل ؛ فأقبَل، ثُمَّ قال : أدبِر ؛ فأدبَر، فقال : هكذا جائتني الملائكة، ثُمَّ قال : ( مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصُر مَن نصره، واخذل مَن خذله ). قال حسان بن ثابت : يا رسول الله ائذن لي أنْ أقول أبياتاً تسمعها ؛ فقال : ( قُلْ على بركة الله ) ؛ فقام حسان، فقال : يا معشر قريش، اسمعوا قولي بشهادة مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمَّ أنشأ يقول :

يناديهمُ يوم الغدير نبيُّهم

بخمٍّ وأسمِع بالرسول مُنادياً

فقال فمَن مولاكمُ ونَبِيّكم

فقالوا : ولم يبدوا هناك التعامياً

إلهك مولانا وأنت وليُّنا

ولنْ تَجدَنَّ مِنّا لك اليوم عاصياً

هناك دعا اللَّهمَّ والِ وليَّه

وكُنْ للذي عادى عليَّاً مُعادياً

فقال له : قُمْ يا عليٌّ فإنَّني

رضيتك مِن بعدي إماماً وهادياً

نظم دُرَر السمطين، في فضائل المصطفى والمُرتضى والبتول والسبطين ص١١٠ - ١١١ط العراق.

٤٦

بلى والله، لقد علموا جميع ذلك كلَّه، وسمعوها، ووعوها، وعرفوها حَقَّ المعرفة، ولكنْ صدق اللّعين إبليس ؛ حيث قال:(*)

____________________

(*) سقط في أصل الكتاب ( الشبكة).

٤٧

٣ - باب ( إنَّ أبا بكر عند موته يودُّ أنَّه لم يكشف بيت عليٍّ وفاطمةعليهما‌السلام )(*) .

١ - ابن جرير، روى بسنده، عن عمر بن عبد الرحمان بن عوف، عن أبيه، أنَّه دخل على أبي بكر، في مرضه الذي تُوفِّي فيه، فأصابه مُهتِّماً

قال أبو بكر:أجلْ، إنِّي لا آسي على شيءٍ مِن الدنيا، إلاَّ على ثلاث فعلتهُنَّ، وددَّت أنِّي تركتهُنَّ ...، فوددَّت أنِّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيءٍ وإنْ كانوا قد غلَّقوه على الحرب . ( الحديث )(١) .

٢ - الذهبي : ذكر عن العقيلي حديثاً مُسنداً، قد اعترف هو بصحَّته :

عن عبد الرحمان بن عوف، أنَّه قال : دخلت على أبي بكر ؛ فاستوى جالساً، فقلت : أصبحت بحمد الله بارئاً

ما أرى بك بأساً، والحمد لله، فلا تأسَ على الدنيا

____________________

(*) فيه ثلاثة أحاديث.

(١) تاريخ الطبري : ٤/٥٢ ط المطبعة الحسينيَّة بمصر، في ترجمة أبي بكر، حوادث السنة الثانية عشرة.

٤٨

فقال أبو بكر :إنِّي لا آسي على شيءٍ، إلاّ على ثلاث، وددَّت أنِّي لم أفعلهنَّ، وددَّت أنَّي لم أكشف بيت فاطمة، وتركته، وإنْ أعلن على الحرب . ( الحديث )(١) .

٣ - قال ابن قتيبة، تحت عنوان : مرض أبي بكر واستخلافه عمر :

ثمَّ إنَّ أبا بكر عَمِل سنتين، وشهوراً، ثمَّ مَرِض مَرَضه الذي مات فيه ؛ فدخل عليه أناس مِن أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيهم :

عبد الرحمان بن عوف، فقال له :كيف أصبحت يا خليفة رسول الله ؟ فإنِّي أرجو أن تكون بارئاً ،

قال :أترى ذلك ؟

قال :نعم.

قال أبو بكر : والله،إنِّي لشديد الوَجع - إلى أنْ قال - :والله، لا آسي إلاّ على ثلاث فعلتهنَّ، ليتني كنتُ تركتهنَّ - إلى أنْ قال - :فليتني تركت بيت عليٍّ، وإنْ كان أعلن عليَّ الحرب . (الحديث) (٢) .

* * *

____________________

(١) ميزان الاعتدال : ٢/٢١٥.

(٢) الإمامة والسياسة، ١/١٨، تحت عنوان : مرض أبي بكر واستخلافه عمر. الطبعة الأخيرة عام ١٩٦٩ م.

٤٩

٤ - باب ( إنَّ فاطمة مَن أغضبها أغضب الله ورسوله، وقد أغضبها أبو بكر وعمر ؛ فهجرتهما حتَّى تُوفِّيت )(*) .

هذا الباب يشتمل على ثلاثة مطالب :

المطلب الأوَّل : إنَّ مَن أغضب فاطمةعليها‌السلام فقد أغضب الله.

المطلب الثاني : إنَّ مَن أغضب فاطمةعليها‌السلام فقد أغضب رسول الله.

المطلب الثالث : إنَّ أبا بكر وعمر قد أغضبا فاطمةعليها‌السلام ؛ فهجرتهما حتَّى تُوفِّيت.

أمَّا المطلب الأوَّل : فقد جاء فيه أخبار كثيرة، وهذا تفصيل ما ظفرتُ عليه على العُجالة :

١ - الحاكم روى بسنده، عن علي أنَّه قال : ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة : إنَّ الله يغضب لغضبك، ويرضى

____________________

(*) فيه إحدى عشر حديثاً.

٥٠

لرِضاك )(١) (٢) .

٢ - الذهبي ذكر عن الطبراني حديثاً، عن عليٍّ، قد اعترف بصحَّته ( أنَّه )(٣) قال : ( قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة : ( إنَّ الرَّبَّ يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك )(٤) .

٣ - المُتَّقي الهندي قال : إنَّ الله ( عزَّ وجلَّ ) يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها، قال : أخرجه الديلمي، عن عليٍّ - يعني - عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثمَّ أخرجه ثانيا بفصل غير بعيد، وقال : أخرجه أبو يعلى، وأبو نعيم في فضائل الصحابة(٥) .

٤ - [ المُحبُّ الطبري ] : روى عن علي بن أبي طالب : ( أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( يا فاطمة، إنَّ الله ( عزَّ وجلَّ ) يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك ).

قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوّة، وابن المُثنّى في مُعجمه(٦) .

وأمَّا المطلب الثاني : وهو أنَّ مَن أغضب فاطمة، فقد أغضب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

١ - روى البخاري، بسنده عن المسوَّر بن مخرمة، أنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

____________________-

(١) رواه الحاكم في مُستدرك الصحيحين ٣/١٥٤، وقال هذا حديث صحيح الإسناد، تلخيص المُستدرك للذهبي ٣/١٥٤.

(٢) أُسد الغابة : ٥/٥٢٢، وابن حجر في : الإصابة : ٨/١٥٩ ط كلكتا الهند، وفي تهذيب التهذيب : ١٢/٤١١، وأورده المُتَّقي الهندي في :

كنز العُمَّال : ٧/١١١، وقال : أخرجه ابن النجار.

(٣) ما بين المعقوفتين لم يكن في الأصل.

(٤) ميزان الاعتدال : ٢/٧٢.

(٥) كنز العُمَّال : ٦/٢١٩ ط حيدر آباد - الهند، مجمع الزوائد : ٩/٢٠٣، باب مناقب فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

(٦) ذخائر العُقبى في مناقب ذوي القُربى ص٣٩.

٥١

( فاطمة بِضعة مِنِّي ؛ فمن أغضبها أغضبني )(١) .

٢ - روى البخاري حديثا مُسنداً، عن المسوَّر بن مخرمة، قال فيه : - أي أنَّه - قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( [ فاطمة ](٢) فإنَّما هي بِضعة مِنِّي، يُريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها )(٣) .

وأمَّا المطلب الثالث : وهو أنَّ أبا بكر وعمر، قد أغضبا فاطمةعليها‌السلام ؛ فهجرتهما حتَّى توفِّيت، فقد جاء فيه أخبار كثيرة أيضاً، لا يبعد بلوغها حَدَّ التواتر، وهذا تفصيل ما عثرتُ عليه على العُجالة :

١ - روى البخاري بسنده، عن عروة بن الزبير : أنَّ عائشة أمَّ المؤمنين أخبرته: أنَّ فاطمة عليها‌السلام ابنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،سألت أبا بكر الصديق، بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنْ يُقسِّم

____________________

(١) صحيح البخاري، مشكول بحاشية السندي، طبعة الحلبي بمصر : ٢/٣٠٨، باب مناقب فاطمةعليها‌السلام ، صحيح البخاري : ٤/٢١٩ط استانبول، باب مناقب فاطمةعليها‌السلام ، كنزل العمَّال : ٦/٢٢٠، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة، فيض القدير شرح الجامع الصغير للمنَّاوي : ٤/٤٢١، وقال : استدلَّ به السهيلي : على أنَّ مَن سبَّها كفر ؛ لأنّه يغضبه : وأنَّها أفضل مِن الشيخين، قال الشريف السمهودي : ومعلوم أنَّ أولادها بِضعة منها ؛ فيكونون بواسطتها بِضعة منه ؛ ومِن ثَمَّ لمَّا رأت أُمُّ الفضل في النوم، أنَّ بضعة منه، وضِعت في حِجرها، أوَّلَها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بأنْ تلد فاطمة غُلاماً ؛ فيوضع في حِجرها، فوَلدت الحسن، فوضِع في حِجرها ؛ فكلّ مَن يُشاهَد الآنْ مِن ذرّيتها بِضعة مِن تلك البِضعة، وإنْ تعدَّدت الوسائط. وذكر هذا الحديث النسائي في خصائصه ص٣٥.

المؤلِّف : هذا ما جاء بلفظ : فمَن أغضبها أغضبني.

(٢) ما بين المعقوفين لم يكن في الأصل.

(٣) صحيح البخاري، مشكول بحاشية السندي : ٣/٢٦٥، صحيح مسلم : ٤/١٩٠٢، باب فضائل فاطمة بنت النبي ( عليها الصلاة والسلام ) تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، سُنَن الترمذي : ٥/٦٩٨ - ٦٩٩، تحقيق إبراهيم عطوة عوض، مُسند أحمد بن حنبل : ٤/٣٢٣ ورد بلفظ : ( فاطمة مضغة مِنِّي، يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها )، وفي حلية الأولياء لأبي نعيم : ٢/٤٠، وفي مُستدرك الصحيحين للحاكم : ٣/١٥٤، وفي تلخيص المُستدرك، ٣/١٥٤ عن المسوَّر مرفوعاً.

( إنَّما فاطمة شجنة مِنّي، يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها ).

وقال المؤلِّفقدس‌سره : ورواه البيهقي في سُنَنه ج٧، وكنز العمَّال : ج٦، وأبو داود في صحيحه في جلد ١٢ وغيره.

وانظر : مُسند أحمد بن حنبل : ٤/٥.

٥٢

لها ميراثها، مِمَّا ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مِمَّا أفاء الله عليه.

فقال لها أبو بكر : إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : ( لا نورِّثْ، ما تركناه صدقة ) ؛ فعضبت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فهجرت أبا بكر، فلم تزل مُهاجرته حتَّى توفِّيت، وعاشت بعد رسول الله ستَّة أشهر.

قالت : وكانت فاطمة تسأل أبا بكر نصيبها، مِمَّا ترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِن خيبر، وفدك، وصدقته بالمدينة، فأبى أبو بكر عليها ذلك. الحديث(١) .

٢ - روى البخاري بسنده، عن عروة عن عائشة : أنَّ فاطمةعليها‌السلام بنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أرسلت إلى أبي بكر، تسأله ميراثها مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مِمَّا أفاء الله عليه بالمدينة، وفدك، وما بقي مِن خُمس خيبر.

فقال أبو بكر : إنَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( إنَّا لا نُوِّرث، ما تركناه صدقة )، إنَّما يأكل آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في هذا المال، وإنِّي والله، لا أُغيِّر شيئاً مِن صدقة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عن حالها التي كان عليها، في عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولأعَملنَّ فيها بما عمِل به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فأبى أبو بكر أنْ يدفع إلى فاطمة منها شيئاً ؛ فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك ؛ فهجرته ؛ فلم تُكلِّمه حتَّى تُوفِّيت، وعاشت بعد النبي ستَّة أشهر، فلَمَّا توفِّيت دفنها زوجها عليٌّ ليلاً، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها عليٌّ. الحديث(٢) .

٣ - البخاري روى بسنده عن عروة، عن عائشة : أنَّ فاطمة والعباسعليهما‌السلام أتيا أبا بكر

____________________

(١) صحيح البخارى : ٢/١٨٦ باب فرض الخمس ( الحديث الثاني )، وانظر : مُسند أحمد بن حنبل : ١/٦ - ٩، السُّنَن الكبرى للبيهقي : ٦/٣٠٠ - ٣٠١، الطبقات الكبرى لابن سعد : ٨/١٨ط ليدن.

(٢) صحيح البخاري : ٢/١٨٦ و٣/٥٥ طبعة الحلبي بمصر، الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج القشيري : ٥/١٥٣ط استانبول عام ١٣٣٤ه-، كتاب الجهاد والسير، باب قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا نُورِّث )، السُّنَن الكبرى للبيهقي : ٦/٣٠٠ مُشكل الآثار للطحَّاوي : ١/٤٧، الطبقات الكبرى لابن سعد : ٢ القسم الثاني /٨٤، ولم يذكر قِصَّة دفنها ليلاً، وذكره المُتَّقي الهندي في كنز العمَّال : ٣/١٢٩، ولم يذكر أيضاً قصَّة دفنها ليلاً.

وقال : رواه ابن الجارود، وابن عوانة، وابن حبّان.

٥٣

يلتمسان ميراثهما مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهما حينئذٍ يطلبان أرضيهما مِن فدك، وسهمهما مِن خيبر، فقال لهما أبو بكر : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( لا نورِّثُ، ما تركناه صدقة ) - إلى أنْ قال - : فهجرته فاطمة ؛ فلم تكلِّمه حتَّى ماتت(١) .

٤ - الترمذي محمد بن عيسى، روى بسنده عن أبي هريرة : أنَّ فاطمةعليها‌السلام جاءت أبا بكر وعمر ؛ تسأل ميراثها مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالا : سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( إنّي لا أورِّث ).

قالت : ( والله لا أكلِّمكما أبداً ؛ فماتت ولم تكلِّمهما )(٢) .

٥ - ابن قتيبة قال : - تحت عنوان - : كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب.

فقال عمر لأبي بكر انطلق : بنا إلى فاطمة ؛ فإنَّا قد أغضبناها ؛ فانطلقنا جميعاً، فاستأذنَّا على فاطمة، فلم تأذَن لهما ؛ فأتيا عليَّاً، فكلَّماه فأدخلهما عليها، فلمَّا قعدا عندها حوَّلت وجهها إلى الحائط، فسلَّما عليها فلم تردَّعليهما‌السلام

فقالت - يعني - فاطمة : ( أرأيتكما إن حدَّثتكما حديثا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تعرفانه وتفعلان به )

قالا : نعم.

فقالت : ( نشدتكما الله، ألم تسمعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : رضا فاطمة مِن رضاي، وسخط فاطمة مِن سَخطي ؛ فمَن أحبَّ فاطمة ابنتي فقد أحبَّني، ومَن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومَن أسخط فاطمة فقد أسخطني).

قالا : نعم، سمعناه مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

قالت : ( فإنِّي أُشهد الله وملائكته، أنَّكما أستخطتماني، وما أرضيتماني، ولإنْ لقيت

____________________

(١) صحيح البخاري مشكول : ٤/١٦٤، كتاب الفرائض، باب قول النبي : ( لا نورِّثْ، ما تركنا صدقة )، وفي الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج القشيري : ٥/١٥٥ط استانبول، كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي : ( لا نورِّث، ما تركناه فهو صدقة )، مُسند أحمد بن حنبل: ١/١٠٩، السُّنَن الكبرى للبيهقي : ٦/٣٠٠.

(٢) صحيح الترمذي : ج١. باب ما جاء في تركة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طبعة بولاق عام ١٢٩٢ه-.

٥٤

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأشكونَّكما إليه ).

فقال أبو بكر(١) : أنا عائذ بالله تعالى مِن سخطه، وسخطك يا فاطمة.

ثمَّ انتحب أبو بكر يبكي، حتَّى كادت نفسه أنْ تزهق، وهي تقول :

والله، لأدعونَّ الله عليك في كلِّ صلاة أُصلِّيها. ثمَّ خرج باكياً، فاجتمع إليه الناس، فقال لهم : يبيت كلُّ رجل منكم مُعانقاً حليلته، مسروراً بأهله، وتركتموني، وما أنا فيه. لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي. الحديث(٢) .

المؤلِّف : ومِن العجيب جِدَّاً ما ادَّعاه أبو بكر في أكثر أخبار، ما ورد في المطلب الثالث، من قوله :

إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : لا نورَث، ما تركنا صدقة ؛ ( إذ لا إشكال ) بمُقتضى أخبار المطلب الثالث، أنَّ فاطمةعليها‌السلام ، قد غضبت على أبي بكر بمُجرَّد أنْ سمعت منه هذا القول ؛ فهجرته ولم تزل مُهاجرته حتَّى توفِّيت.

( كما لا إشكال ) بمُقتضى الأخبار الواردة في المطلب الأوَّل والثاني :

أنَّ فاطمة مَهْما غضبت، غضب الله ورسوله لأجل غضبها، فلو كان ما ادَّعاه أبو بكر حديثاً حقَّاً، صحيحاً صدقاً ؛ لزم أنْ يكون غضب فاطمةعليها‌السلام بغير حَقٍّ ؛ وكان غضب الله وغضب رسوله لأجل غضبها أيضاً بغير حقٍّ، وهذا كُفر بَيِّن ؛ فإنّ الله أجلُّ مِن أنْ يغضب بغير حَقٍّ، وهكذا رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فيُعرَف مِن هذا كُلِّه :

أنَّ الحديث الذي رواه أبو بكر، وادَّعى أنَّه قد سمعه مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يدَّع أحد مِن أهل

____________________

(١) أخرج الخطيب البغدادي، عن محبوب بن موسى الأنطاكي، قال :

سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : إيمان أبي بكر الصدِّيق، وإيمان إبليس واحد.

قال إبليس يا ربِّ، وقال أبو بكر : يا ربِّ. تاريخ بغداد : ١٣/٣٧٢ طبع القاهرة.

(٢) الإمامة والسياسة : ١/١٣ - ١٤ الطبعة الأخيرة عام ١٩٦٩م.

٥٥

لا إله إلاّ الله سماعه غير عمر، حديث لا أصل له، وإنَّما قد حدَّث به ؛ ليقطع به يد فاطمةعليها‌السلام من المال ؛ لئلا يجتمع الناس حول عليٍّعليه‌السلام لأجله ؛ فيَضعف أمر أبي بكر ويَفشل.

* * *

٥٦

٥ - باب ( إنَّ فاطمة قد دُفنِت ليلاً وصلّى عليها عليٌّعليه‌السلام ولم يؤذِن بها أبا بكر )(*) .

المُؤلِّف : قد سمعت في الباب السابق، مِن رواية البخاري، في كتاب بَدء الخلق، في باب غزوة خيبر : أنَّ فاطمةعليها‌السلام لمَّا توفِّيت، دفنها زوجها عليٌّعليه‌السلام ، ولم يؤذِن بها أبا بكر، وصلّى عليها عليٌّعليه‌السلام .

وأنَّ الرواية قد رواها مسلم أيضاً في صحيحه، والبيهقي في سُنَنه، والطحَّاوي في مُشكِل الآثار، وابن سعد في طبقاته، وكلُّهم قد رووها مُشتَملة على هذه القصَّة، أعني : قصة دفنها ليلاً، وإنَّ عليَّاًعليه‌السلام لم يؤذِن بها أبا بكر، ونَزيدك في هذا الباب روايتين أُخريين في هذا المعنى.

١ - ما رواه الحاكم بسنده عن عروة، عن عائشة، قال :

دفِنت فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليلاً، دفنها عليٌّ، ولم يُشعِر بها أبا بكر حتَّى دفنت، و

____________________

(*) - فيه حديثان.

٥٧

صلى عليها عليُّ بن أبي طالب(١) .

٢ - ما رواه البيهقي بسندين، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة في قصَّة الميراث : أنَّ فاطمة بنت رسول الله (عليه وآله وسلّم )، عاشت بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ستَّة أشهر، فلمَّا توفِّيت، دفنها عليُّ بن أبي طالب ليلاً، ولم يؤذِن بها أبا بكر، وصلّى عليها عليّ(٢) .

المؤلِّف : ولأيِّ الأمور قد دَفن عليٌّعليه‌السلام فاطمةعليها‌السلام ليلاً، ولم يؤذِن بها أبا بكر، فإنَّ عليَّاًعليه‌السلام مع شِدَّة تأذيه مِن أبي بكر وعمر ؛ لأجل ما سمعت، في باب بعث أبي بكر عمر إلى دار عليٍّعليه‌السلام ، وأن القوم قد أخرجوه من الدار إِلى أبي بكر، وكادوا يقتلونه، وأنكروا أُخوَّته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حتَّى لحِق بقبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصيح، ويبكي، ويُنادي : ( يا بن أُم، إنَّ القوم استضعفوني، وكادوا يقتلونني )، هو - مع ذلك - ألين على أبي بكر وعمر مِن فاطمةعليها‌السلام ؛ فإنَّه هو الذي أدخلهما على فاطمةعليها‌السلام ، بعد ما امتنعت هي مِن الإذن لهما، حين انطلقا إليها. فكيف عليٌّعليه‌السلام لم يؤذِن أبا بكر [ عند ](٣) دفن فاطمةعليها‌السلام ، ولا الصلاة عليها، ولا تشييعها وحضور جَنازتها، ولَعمري، إنَّه ليس ذلك كلُّه إلاّ بوصيَّة مِن نفس فاطمة ؛ فهي التي أوصت بذلك لشدَّة تأذِّيها مِن أبي بكر وعمر، حتَّى سمعتَ في الباب السابق، أنَّها حوَّلت وجهها إلى الحائط، ولم تردَّعليهما‌السلام ، لمَّا سلَّما عليها.

وجواب السلام، إذا كان مِن المسلم، واجب لازم، وهي أعرف بتكليفها وواجبها.

وسمعتَ أيضاً قولها لأبي بكر وعمر : ( لإنْ لقيتُ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأشكونَّكما إليه - إلى أنْ قالت - لأبي بكر خاصَّة : والله لأدعونَّ عليك في كلِّ صلاة أُصليِّها ). ( الحديث ).

____________________

(١) مُستدرك الصحيحين : ٣/١٦٢ في كتاب معرفة الصحابة، في ذِكر وفاة فاطمة.

(٢) مُستدرك الصحيحين : ٣/١٦٢، تلخيص المُستدرك للذهبي : ٣/١٦٢، عن عائشة قالت: دُفِنت فاطمة ليلاً، دفنها عليٌّ ولم يَشعر بها أبو بكر حتَّى دُفنِت. وقال الأزرى :

ولأيِّ الأُمور تُدفَن سِرَّاً

بضعة المصطفى ويُعفى ثراها

بنت مَن أُمُّ مَن حَليلة مَن

ويلٌ لمَن سَنَّ ظلمها وأذاها

(٣) ما بين المعقوفين لم يكن في الأصل.

٥٨

٦ - باب ( إنَّ أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أحدثوا بعده ما أحدثوا وارتدُّوا على أعقابهم )(*) .

قال الله تعالى:( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران : ١٤٤.

١ - روى البخاري بسنده، عن ابن عباس، أنَّه قال : خطب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : ( يا أيُّها الناس، إنَّكم محشورون حُفاة، عراةً عُزْلاً، ثمَّ قال :( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) الأنبياء: ١٠٤.

ثمَّ قال : ألاْ وإنَّ أوَّل الخلايق يُكسى يوم القيامة إبراهيم، ألاْ وإنَّه يُجاء برجالٍ مِن أُمَّتي فيؤخَذ بهم ذات الشمال ؛ فأقول : يا ربِّ أصحابي، فيقول :

إنَّك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح :( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) المائدة : ١١٧.

____________________

(*) فيه إحدى عشر حديثاً.

٥٩

فيُقال : إنَّ هؤلاء لم يزالوا مُرتدِّين على أعقابهم مُنذ فارقتَهم )(١) .

٢ - روى البخاري بسنده عن ابن عباس، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( تحشرون عراةً عُزْلاً. ثم قرأ:( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) الأنبياء : ١١٤.

فأوَّل مَن يُكسى إبراهيم، ثمَّ يؤخذ برجال مِن أصحابي ذات اليمين، وذات الشمال ؛ فأقول :

أصحابي، فيقال : إنَّهم لم يزالوا مُرتدِّين على أعقابهم، منذ فارقتهم(٢) ؛ فأقول كما قال العبد الصّالح عيسى بن مريم :( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) المائدة : ١١٨.

المؤلِّف : ورواه البخاري في كتاب الرقاق، ثانيا في باب الحوض : ٧/٢٠٦ - ٢٠٩.

٣ - روى البخاري بسنده، عن عبد الله، عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :

____________________

(١) صحيح البخاري : ٥/١٩١ كتاب التفسير باب( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ ) طبعة استانبول، صحيح البخاري بحاشية السندي ٣/١٢٧، صحيح مسلم : ٤/٢١٩١ في كتاب الجَنَّة وصفة نعيمها، باب فَناء الدنيا، تحقق محمد فؤاد عبد الباقي، سُنَن الترمذي : ٤/٦١٥ تحقيق إبراهيم عطوة عوض، باب ما جاء في شأن الحشر، وفي أبواب تفسير القرآن رقم الحديث ٢٤٢٣، رواه بطريقين. مُسند أحمد بن حنبل : ١/٢٣٥ - ٣٥٣، الاستيعاب : ١/١٦٣ - ١٦٤ ( ترجمة بسر بن أرطاة، رواه بطريقين ) تحقيق علي محمد البجاوي، ورواه أبو داود الطيالسي في مُسنده ج عاشر، في أحاديث سعيد بن جبير عن ابن عباس، ورواه الحاكم في المُستدرَك مُختصراً : ٢/٤٤٧، والذهبي في تلخيص المُستدرك : ٢/٤٤٧، والسيوطي في تفسيره الدُّرُّ المنثور : ٢/٣٤٩ في تفسير قوله تعالى :( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ ) في آخر سورة المائدة، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبّان، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الأسماء والصفات، عن ابن عباس.

(٢) صحيح البخاري طبعة استانبول : ٤/١١٠ كتاب بدء الخلق، باب قول الله تعالى :( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَليلاً ) . ورواه أحمد بن حنبل في المُسند : ١/٣٨٤ وص٤٠٢ - ٤٠٦ - ٤٠٧ - ٤٥٥، وفي ٢/٢٨١.

٦٠