التحول المذهبي‏

التحول المذهبي‏15%

التحول المذهبي‏ مؤلف:
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 374

التحول المذهبي‏
  • البداية
  • السابق
  • 374 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 135380 / تحميل: 6809
الحجم الحجم الحجم
التحول المذهبي‏

التحول المذهبي‏

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

الصالحين، على جانب عظيم من الورع والتقوى، والاجتهاد في العبادة ورفض السّوى، له مصنّفات عديدة، وذكروا عنه أخباراً حميدة فما كان هذا الرجل إلّا من حسنات الدهر، وخاتمة أهل الورع، ومفاخر الهند، وشهرته تغني عن ترجمته، وتعظيمه في القلوب يغني عن مدحه ».

(١٣٧)

ذكر محمد طاهر الفتني

حديث الغدير في ( مجمع البحار ) نقلاً عن النهاية حيث قال:

« إسم المولى يقع على: الربّ، والمالك، والسيّد، والمنعم، والناصر، والمحب، والتابع، والجار، وابن العم، والحليف، والعقيد، والصهر، والعبد، والمعتق، والمنعم عليه، وأكثرها جاء في الحديث، وكل من ولّي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليّه، وقد يختلف مصادرها، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والعتق، وبالكسر في الامارة، والولاء في المعتق، والموالاة من والى القوم، ومنه: من كنت مولاه فعلي مولاه ، يحمل على أكثر الأسماء المذكورة »(١) .

____________________

(١). مجمع البحار -: مادة ولي. وتوجد ترجمه الفتني في النور السافر ٣٦١ وأخبار الأخيار ٢٦٨ وسبحة المرجان في آثار هندوستان ٤٣ وأبجد العلوم ٨٩٥ وتفصيل الكلمات في حقه في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

٢٠١

(١٣٨)

ذكر ميرزا مخدوم

ابن عبد الباقي حديث الغدير، وتصريحه بتواتره، مع ما هو عليه من التعصّب والعناد، وقد تقدم ذلك سابقاً.

(١٣٩)

رواية القاري

ورواه علي بن سلطان محمد الهروي القاري، فقد قال في شرح قول الخطيب التبريزي: « رواه أحمد والترمذي » ما نصّه: « وفي الجامع رواه أحمد وابن ماجة عن البراء، وأحمد عن بريدة، والترمذي والنسائي والضياء عن زيد بن أرقم. ففي إسناد المصنّف الحديث عن زيد بن أرقم إلى أحمد والترمذي مسامحة لا تخفى. و في رواية لأحمد والنسائي والحاكم عن بريدة بلفظ: من كنت وليّه فعلي وليّه. وروى المحاملي في أماليه عن ابن عباس ولفظه: علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه »(١) .

ترجمته

قالالمحبي: « أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٥٦٨.

٢٠٢

وتنقيح العبارات، وشهرته كافية عن الإِطراء في وصفه، إشتهر ذكره، وطار صيته، وألّف التآليف الكثيرة اللطيفة، المحتوية على الفوائد الجليلة »(١) .

وكذا ترجمه الشوكاني(٢) ، والقنوجي(٣) ، وسيأتي عبارتهما في قسم حديث ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ).

(١٤٠)

رواية المناوي

ورواه شمس الدين محمد المدعوّ بعبد الرءوف المناوي في ( كنوز الحقائق ) حيث قال: « من كنت مولاه فعلي مولاه. حم »(٤) .

وقال في شرحه في ( فيض القدير ): « قال ابن حجر: حديث كثير الطّرق، قد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، منها صحاح ومنها حسان، وفي بعضها: قال ذلك يوم غدير خم. و زاد البزار في روايته: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. ولـمّا سمع عمر ذلك قال: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، خرّجه الدار قطني وأخرج أيضاً: قيل لعمر إنّك تصنع بعلي شيئاً لا تصنعه بأحد من الصحابة، قال: إنّه مولاي »(٥) .

____________________

(١). خلاصة الأثر ٣ / ١٨٥.

(٢). البدر الطالع ١ / ٤٤٥.

(٣). إتحاف النبلاء المتقين.

(٤). كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق - هامش الجامع الصغير ٢ / ١١٨.

(٥). فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٦ / ٢١٧ - ٢١٨.

٢٠٣

ترجمته

قالالمحبي: « الامام الكبير، الحجة الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجل أهل عصره من غير ارتياب، وكان إماماً فاضلاً، زاهداً عابداً، قانتاً لله خاشعاً له، كثير النفع فهو أعظم علماء هذا التاريخ آثاراً، ومؤلفاته غالباً متداولة، كثيرة النفع وكانت ولادته في سنة ٩٥٢، وتوفي ١٠٣١ »(١) .

(١٤١)

رواية شيخ العيدروس

ورواه شيخ بن عبدالله العيدروس أيضاً. وسيأتي نصّ روايته إنْ شاء الله(٢) .

(١٤٢)

رواية الشيخاني القادري

ورواه محمود بن محمد بن علي الشيخاني القادري المدني حيث قال: « ومن تلك الأحاديث الواردة الصحيحة، قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليرضي‌الله‌عنه : من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الترمذي والنسائي والامام أحمد وغيرهم، وكم حديث صحيح ما أخرجه الشيخان.

وعن سعيد بن وهب قال: قال عليرضي‌الله‌عنه في الرحبة: أنشد الله من

____________________

(١). خلاصة الأثر ٢ / ٤١٢ - ٤١٦.

(٢). وتوجد ترجمته في خلاصة الأثر ٢ / ٢٣٥، النور السافر ٣٧٢.

٢٠٤

سمع رسول الله يوم غدير خم يقول: ان الله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره. قال سعيد: فقام إلى جنبي ستة. أخرجه النسائي في كتاب الخصائص، قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح.

و أخرج الإِمام أحمد في مسنده عن أبي الطّفيل، قال: جمع عليرضي‌الله‌عنه الناس في الرحبة وهذا الحديث مروي أيضاً عن زيد بن أرقم قال الحافظ الذهبي: هذا الحديث صحيح غريب.

وأخرج أبو عوانة عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه قال: لما رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم قال الحافظ الذهبي: هذا حديث صحيح.

وأخرج أبو يعلى والحسن بن سفيان في مسنديهما عن البراءرضي‌الله‌عنه قال: كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجّة الوداع قال الحافظ الذهبي: هذا حديث حسن.

اتفق على ما ذكرنا جمهور أهل السنّة، وأما ما انفرد به أهل البدع من الإِسماعيليّة ببلاد اليمن، وخالف فيه أهل الجمعة والجماعة والسنن أقول: وقد مرّ الأحاديث الصحاح والحسان، وليس فيها جميع ما ذكره المدعي، بل الصحيح مما ذكرنا: من كنت مولاه فعلي مولاه، والصحيح مما ذكرنا أيضاً: اللهم وال من والاه. والصحيح مما ذكرنا أيضاً: إن الله وليي وأنا وليّ المؤمنين ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره والصحيح مما ذكرنا أيضاً قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

والصحيح مما ذكرنا أيضاً قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كأني قد دعيت فأجبت، وإني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف

٢٠٥

تخلفوني فيهما، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إنّ الله مولاي فأنا [ وأنا ] ولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. والصحيح مما ذكرنا أيضا قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فإن هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمررضي‌الله‌عنه فقال: هنيئاً لك، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. انتهى ما هو الصحيح والحسان.

وليس في ذلك مخترعات المدعي ومفترياته، وقد استوعب طرق الأحاديث المذكورة وغيرها ابن عقدة في كتاب مفرد. وذكر بعضها أيضاً الشيخ نور الدين السيد الجليل علي بن جمال الدين عبدالله بن أحمد الحسني السمهودي الشافعي في كتابه المسمى أنجح المساعي، في ردّ شبه الدّاعي. فاكتفينا بردّه على المدعي البدعي »(١) .

(١٤٣)

رواية الحلبي

ورواه نور الدين الحلبي الشافعي بلفظ الطبراني ثم قال: « وهذا أقوى ما تمسكت به الشيعة والامامية والرافضة، على أنّ عليّاً كرم الله وجهه أولى بالامامة من كلّ أحد. وقالوا: هذا نص صريح على خلافته، سمعه ثلاثون صحابياً وشهدوا به. قالوا: فلعلي عليهم من الولاء ما كان لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بدليل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ألست أولى بكم؟

وهذا حديث صحيح ورد بأسانيد صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في

____________________

(١). الصراط السوي في مناقب آل النبي - مخطوط.

٢٠٦

صحته كأبي داود، وأبي حاتم الرازي وقول بعضهم: إن زيادة اللهم وال من والاه - إلى آخره - موضوعة، مردود، فقد ورد ذلك من طرق صحّح الذهبي كثيراً منها.

و قد جاء أنّ عليّاً كرم الله وجهه قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام، ولا يقوم رجل يقول نبّئت أو بلغني، إلّا رجل سمعت أذناه ووعى قلبه، فقام سبعة عشر صحابياً. وفي رواية ثلاثون صحابيا، وفي المعجم الكبير: ستة عشر، وفي رواية: اثنا عشر. فقال: هاتوا ما سمعتم، فذكروا الحديث، ومن جملته: من كنت مولاه فعلي مولاه، وفي رواية: فهذا مولاه.

وعن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه : وكنت ممن كتم، فذهب الله ببصري، وكان علي كرم الله وجهه دعا على من كتم »(١) .

ترجمته

قالالمحبي: « الامام الكبير، أجلّ أعلام المشايخ، وعلّامة الزمان، كان جبلاً من جبال العلم، وبحراً لا ساحل له، واسع الحلم، علامة جليل المقدار، جامعاً لأشتات العلى، صارفاً نقد عمره في بث العلم النافع ونشره، وحظي فيه حظوة لم يحظها أحد مثله، فكان درسه مجمع الفضلاء، ومحط رحال النبلاء، وكان غاية في التحقيق، حاد الفهم، قوي الفكرة، متحرياً في الفتاوى، جامعاً بين العلم والعمل، صاحب جدٍ واجتهاد، عمّ نفعه الناس، فكانوا يأتونه لأخذ العلم عنه من البلاد »(٢) .

____________________

(١). إنسان العيون في سيرة الأمين والمأمون ٣ / ٣٣٦.

(٢). خلاصة الأثر ٣ / ١٢٢.

٢٠٧

(١٤٤)

رواية ابن باكثير المكي

ورواه الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير المكي الشافعي « عن عامر ابن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهما قالا: لـمّا صدر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة أخرجه ابن عقدة في الموالاة. ومن طريق ابن عقدة أورده أبو موسى في الصحابة وقال: إنه غريب، والحافظ أبو الفتوح العجلي في فضائل الصحابة ».

ورواه من حديث حذيفة وزيد والبراء بن عازب، ثم قال: « وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غدير خم بيد عليرضي‌الله‌عنه ، حتى رأينا بياض إبطه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. الحديث. وفيه ثم قال: يا أيها الناس إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. وأخرجه ابن عقدة.

و أخرجه محمد بن جعفر الرازي عنها بلفظ: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مرضه الذي قبض فيه، وقد امتلأت الحجرة من أصحابه فقال: أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً، فينطلق بي، وقد قدمت القول معذرة إليكم، ألا وإني مخلّف فيكم كتاب الله عز وجلّ وعترتي أهل بيتي. ثم أخذ بيد علي فقال: هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض، فأسألهما ما خلّفت فيهما. أخرجه الدارقطني.

وأخرج أيضاً عن سالم بن أبي جعد، قال: قيل لعمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه : إنك تصنع بعلي شيئاً لا تصنع بأحد من أصحاب النبي صلّى الله عليه

٢٠٨

وسلّم! فقال: إنه مولاي.

وعن سعد بن أبي وقاصرضي‌الله‌عنه : إن أبابكر وعمر رضي الله عنهما قالا: أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.

وأخرج الدارقطني في الفضائل عن معقل بن يساررضي‌الله‌عنه قال: سمعت أبا بكررضي‌الله‌عنه يقول: علي بن أبي طالب عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أي: الذين حث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على التمسك بهم، والأخذ بهديهم، فإنهم نجوم الهدى من اقتدى بهم اهتدى. وخصه أبوبكر بذلكرضي‌الله‌عنه لأنه الامام في هذا الشأن، وباب مدينة العلم والعرفان، فهو إمام الأئمّة وعالم الأمة، وكأنه أخذ ذلك من تخصيصهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له من بينهم يوم غدير خم بما سبق.

وهذا حديث صحيح، لا مرية فيه، ولا شك ينافيه، وروى عن الجم الغفير من الصحابة وشاع واشتهر، وناهيك بمجمع حجة الوداع. قال شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى : حديث من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرج الترمذي والنسائي، وهو كثير الطّرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ويدل على ذلك ما روى أبو الطفيلرضي‌الله‌عنه ان علياًرضي‌الله‌عنه وكرّم وجهه جمع الناس - وهو خليفة - في الرحبة »(١) .

ترجمته

وقد ترجم لهالمحبي ووصفه بقوله: « من أدباء الحجاز وفضلائها المتمكّنين، كان فاضلاً أديباً، له مقدار علي وفضل جلي »(٢) .

____________________

(١). وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل - مخطوط.

(٢). خلاصة الأثر ١ / ٢٧١.

٢٠٩

(١٤٥)

رواية عبد الحق الدهلوي

ورواه عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي البخاري في شرح المشكاة حيث قال: « وهذا حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة جدّاً، رواه ستة عشر صحابياً، وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثون صحابياً، وشهدوا به لعليرضي‌الله‌عنه لـمّا نوزع أيام خلافته، وكثير من أسانيده صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحته، ولا إلى قول بعضهم أن زيادة اللهم وال من والاه إلى آخره موضوع، فقد ورد ذلك من طرق صحّح الذهبي كثيراً منها. كذا قال الشيخ ابن حجر في الصواعق المحرقة »(١) .

(١٤٦)

ذكر محمد بن محمد المصري

حديث الغدير في كتاب ( الدرر العوال )، فقد قال في ذكر سيّدنا أمير

____________________

(١). اللمعات في شرح المشكاة، وقد رواه في مدارج النبوة ٢ / ٤٠١ وغيره أيضاً، وقد ترجم لعبد الحق الدهلوي الهندي علامة الهند في سبحة المرجان: ٥٢، ونص عبارته في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

٢١٠

المؤمنينعليه‌السلام : « وورد في فضله أحاديث كثيرة منها: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه »(١) .

(١٤٧)

رواية محمد محبوب

ورواه محمد محبوب عالم بن صفي الدين جعفر بدر عالم، وسيأتي نص روايته إن شاء الله.

(١٤٨)

إثبات المقبلي

وقد أثبت ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي حديث الغدير في ( الأبحاث المسددة ) وقد تقدم نص عبارته سابقاً.

وأورده المقبلي في كتابه في الأحاديث المتواترة أيضاً، حيث جاء فيه: « من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، من كنت مولاه فعلي مولاه. من لم يجد نعلين فليلبس خفّين. ومن لم يجد إزاراً فليلبس سراويل ».

ترجمته

وتوجد ترجمة المقبلي في البدر الطالع ١ / ٢٨٨، والتاج المكلل ٣٨٦.

قالالشوكاني: « هو ممن برع في جميع العلوم الكتاب والسنّة، وحقّق الأصولين والعربية، والمعاني والبيان، والحديث والتفسير، وفاق في جميع ذلك، وله

____________________

(١). الدرر العوال بحل ألفاظ بدء المآل.

٢١١

مؤلّفات مقبولة كلها عند العلماء، محبوبة إليهم، يتنافسون فيها، ويحتجون بترجيحاته، وهو حقيق بذلك ».

(١٤٩)

ذكر البرزنجي

حديث الغدير مع التصريح بصحّته وكثرة طرقه، فقد قال: « إعلم أنّ الشيعة يدّعون أنّ هذا الحديث نصّ جليّ في إمامة عليّرضي‌الله‌عنه ، وهو أقوى شبههم. والقدر الذي ذكرناه وهو: من كنت مولاه فعلي مولاه - من دون تلك الزيادة من الحديث - صحيح، وروي من طرق كثيرة »(١) .

(١٥٠)

رواية السهارنبوري

ورواه حسام الدين بن محمد بايزيد السهارنبوري، عن أحمد عن البراء بن عازب، كما تقدم مراراً(٢) .

____________________

(١). نواقض الروافض - مخطوط، وترجم للبرزنجي في سلك الدرر ٤ / ٦٥، ونصها في قسم حديث ( أنا مدينة العلم).

(٢). مرافض الروافض - مخطوط.

٢١٢

(١٥١)

رواية البدخشاني

ورواه محمد بن معتمد خان البدخشاني عن الحكيم في نوادر الأصول، والطبراني بسند صحيح في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنهما

ورواه عن أحمد عن البراء بن عازب، وزيد بن أرقم، رضي الله عنهما، ثم قال: « وأخرج هو عن علي وأبي أيوب الأنصاري وعمرو ذي مر، وأبو يعلى عن أبي هريرة، وابن أبي شيبة عنه وعن اثني عشر من الصحابة، والبزار عن ابن عباس وعمارة وبريدة، والطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وأبي أيوب وجرير وسعد بن أبي وقاص وأبي سعيد الخدري وأنس، والحاكم عن علي وطلحة، وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن سعد. و الخطيب عن أنس رضي الله عنهم:

إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال بغدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

و في رواية أخرى للطبراني عن عمرو ذي مر وزيد بن أرقم وحبشي بن جنادة رضي الله عنهم مرفوعاً بلفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره وأعن من أعانه.

و عند ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، واخذل من خذله وانصر من نصره، وأحب من أحبّه وأبغض من أبغضه.

و في رواية أخرى لأبي نعيم في فضائل الصحابة عن زيد بن أرقم والبراء

٢١٣

ابن عازب معاً مرفوعاً: ألا إنّ الله وليي وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه.

و لأحمد في رواية أخرى، ولا بن حبان والحاكم والحافظ أبي بشر اسماعيل بن عبدالله العبدي الاصبهاني المشهور بسمّويه عن ابن عباس عن بريدة رضي الله عنهما بلفظ: يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ من كنت مولاه فعلي مولاه.

و للطبراني في رواية أخرى عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنهما بلفظ: من كنت أولى به من نفسه فعليّ وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وعند الترمذي والحاكم عن زيد بن أرقمرضي‌الله‌عنه : من كنت مولاه فعلي مولاه.

أقول: هذا حديث صحيح مشهور، نصّ الحافظ أبو عبدالله محمد بن أحمد ابن عثمان الذهبي التركماني الفارقي ثم الدمشقي على كثير من طرقه بالصحة، وهو كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي المعروف بابن عقدة في كتاب مفرد »(١) .

وقد روى البدخشاني حديث الغدير في ( نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار ) كذلك، ثم قال: « وهذا حديث صحيح مشهور، ولم يتكلّم في صحته إلّا متعصب جاحد، لا اعتبار بقوله، فإنّ الحديث كثير الطرق جدّاً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وقد نصّ الذهبي على كثير من طرقه بالصحة، ورواه من الصحابة عدد كثير »(٢) .

ترجمته

والبدخشاني من مشاهير علماء الهند من أهل السنة، كما ذكرنا في قسم

____________________

(١). مفتاح النجا في مناقب آل العبا - مخطوط.

(٢). نزل الأبرار بما صح في مناقب أهل البيت الأطهار: ٢١.

٢١٤

( حديث التشبيه ) من كتابنا.

(١٥٢)

رواية صدر عالم

ورواه محمد صدر عالم عن عدةٍ من الحفّاظ، عن عدد كثير من الصحابة، قائلاً في بداية ذلك: « ثم اعلم أن حديث الموالاة متواتر عند السيوطيرحمه‌الله ، كما ذكره في قطف الأزهار، فأردت أن أسوق طرقه ليتّضح التواتر، فأقول »(١) .

(١٥٣)

رواية ولي الله الدهلوي

ورواه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم والد ( الدهلوي ) حيث قال: « عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا نزل بغدير خم أخذ بيد علي، فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه أحمد »(٢) .

____________________

(١). معارج العلى في مناقب المرتضى - مخطوط.

(٢). قرة العينين: ١٦٨.

٢١٥

وقال أيضاً: « وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه جماعة »(١) .

(١٥٤)

رواية محمد الأمير

ورواه محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير اليماني الصنعاني في ( الروضة الندية - شرح التحفة العلوية ) حيث قال بشرح:

و بخمّ قام فيهم خاطباً

تحت أشجار بها كان يفيّا

قائلاً من كنت مولاه فقد

صار مولاه كما كنت علياً

« والبيتان إشارة إلى الفضيلة، التي هي من أعظم الفضائل، والتكرمة من الله ورسوله لوصيّه التي نقص عنها الافاضل. وحديث الغدير متواتر عند أكثر أئمة الحديث، قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الطبري: من كنت مولاه ألّف محمد بن جرير فيه كتاباً، قال الذهبي: وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه انتهى. وقال الذهبي في ترجمة الحاكم أبي عبدالله بن البيع: وأمّا حديث من كنت مولاه فله طرق جيّدة أفردتها بمصنّف.

قلت: عدّه الشيخ المجتهد نزيل حرم الله ضياء الدين صالح بن مهدي المقبلي في الأحاديث المتواترة التي جمعها في أبحاثه، أعنى لفظ: من كنت مولاه فعلي مولاه، وهو من أئمة العلم والتقوى والانصاف.

ومع إنصاف الأئمة بتواتره فلا يملّ بايراد طرقه، بل يتبرّك ببعض منها » ثم

____________________

(١). إزالة الخفا في تاريخ الخلفا، لولي الله الدهلوي، وهو والد عبد العزيز الدهلوي صاحب التحفة واستاذه، ترجمته في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

٢١٦

ذكر طرفاً من طرق حديث الغدير(١) .

(١٥٥)

رواية الصبان

ورواه محمد بن علي الصبان المصري بقوله: « وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار رواه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثون صحابياً، وكثير من طرقه صحيح وحسن »(٢) .

(١٥٦)

ذكر الشبرخيتي

إبراهيم بن مرعي بن عطيّة المالكي، حديث الغدير في ( الفتوحات الوهبية ) بشرح الحديث الحادي عشر الذي جاء فيه: « عن أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وريحانتهرضي‌الله‌عنه ، قال: حفظت من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك »

____________________

(١). الروضة الندية - شرح التحفة العلوية. توجد ترجمة محمد بن اسماعيل الأمير في البدر الطالع ٢ / ١٣٣، والتاج المكلل ٤١٤ وغيرهما.

(٢). إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين: ١٥٢.

٢١٧

فقال بشرح كلمة ( علي بن أبي طالب ) ما نصه: « القائل فيه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ويكنّى أبا الحسن وأبا تراب. كنّاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمـّا وجده نائماً وقد علاه التراب »(١) .

(١٥٧)

رواية العجيلي

ورواه أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيلي حيث قال:

« فاحذرو لا تنقّب لشد ما رب

وكن معا حزب الاله الغالب

واقرأ حديث إنّما وليّكم

واسمع حديثاً جاء في غدير خم »

فذكر الحديث وقال: « هذا صحيح لا مرية فيه، أخرجه الترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة، قال الامام أحمد رحمه الله تعالى : وشهد به لعلي ثلاثون صحابياً »(٢) .

ترجمته

قالالقنوجي: « الشيخ العلامة المشهور، عالم الحجاز على الحقيقة لا المجاز: أحمد بن عبد القادر بن بكري العجيليرحمه‌الله . لم يزل مجتهداً في نيل المعالي، وكم سهر في طلبها الليالي، حتى فاز من ذلك بالقدح المعلى، وصلّى في

____________________

(١). الفتوحات الوهبية في شرح الأربعين النووية، الحديث الحادي عشر، وقد ترجم له العلامة الأميني في الغدير ١ / ١٤١.

(٢). ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللئال - مخطوط.

٢١٨

بها وجلى، أخذ العلوم عن آبائه الكرام، وعن غيرهم من الأعلام، وله مؤلفات »(١) .

(١٥٨)

رواية الرشيد الدهلوي

ورواه رشيد الدين خان الدهلوي تلميذ ( الدهلوي ) عن ( مفتاح النجا ) عن الطبراني عن ابن عمر وغيره(٢) .

(١٥٩)

رواية اللكهنوي

ورواه المولوي محمد مبين اللكهنوي، عن الحاكم وأحمد والطبراني وغيرهم، قال « وفي الصواعق قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه - الحديث، رواه ثلاثون صحابياً، وإن كثيراً من طرقه صحيح وحسن »(٣) .

____________________

(١). التاج المكلل ٥٠٩.

(٢). الفتح المبين في فضائل أهل بيت سيد المرسلين. ورشيد الدهلوي من مشاهير علماء أهل السنة ومؤلفيهم في الهند، ومن تلامذة المولوي عبد العزيز الدهلوي صاحب التحفة الاثنا عشرية، وقد اشتهر بالرد على الشيعة الامامية كشيخه، وله في ذلك مؤلفات. ترجمته في قسم حديث ( أنا مدينة العلم ).

(٣). وسيلة النجاة ١٠١ - ١٠٢.

٢١٩

(١٦٠)

رواية محمد سالم الدهلوي

وورواه المولوي محمد سالم الدهلوي البخاري في رسالته الموسومة ( أصول الايمان ) عن أحمد والترمذي(١) .

(١٦١)

رواية ولي الله اللكهنوي

ورواه المولوي ولي الله اللكهنوي عن جماعة من الحفاظ، وقد أورد كلام ابن حجر في ( الصواعق ) من « إنّه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة »(٢) .

(١٦٢)

ذكر المولوي حيدر علي

الفيض آبادي حديث الغدير عن أحمد عن عائشة(٣) .

____________________

(١). أصول الايمان - مخطوط.

(٢). مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين - مخطوط.

(٣). منتهى الكلام: ٧٦.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

٢٤١

مرحلة الاستبصار

المدخل إلى الاستبصار

مرحلة الحيرة والاضطراب‏

٢٤٢

٢٤٣

إنّ الحيرة هي أوّل مرحلة يدخل فيها الباحث بعد الوصول إلى مرحلة اليقين بخطأ معتقداته التي كان متمسّكاً بها طيلة حياته، والتي أمضى فيها عمراً وبذل من أجلها الغالي والنفيس.

فتراوده الشكوك في صحّة المبادئ التي كان منتمياً إليها، وتدور في ذهنه وتتردّد في صدره الكثير من التساؤلات حول صحّة مذهبه، ويدبّ الشك في نفسه حيال معتقداته السابقة، فتهتزّ قناعاته وتتزعزع بُنيته الفكريّة فتزلزل كيانه وتؤرّق ليله وتظلم نهاره.

ومن هنا تعتري نفسيّة الباحث حيرة لا تهدأ حتى تثور ولا تخمد حتى تشتعل، يتلظّى بها صاحبها في داخله دون أن يحسّ به مَن حوله.

وتنشأ هذه الحالة عند الباحث - كما يذكر محمّد علي المتوكّل - جراء ما يحدث في نفس الباحث من تنازع وصراع عنيف بين حقّ تكشفت له جوانبه ولزمته حجّته وقديم لا زال يملك عليه عواطفه ويتغلّب على إرادته مدعوماً بروح التقليد والتوافق الاجتماعي(١) .

ومن أهمّ أسباب الصدمة التي يتلقّاها المستبصر تنشأ ممّا يجده من تناقض بين

____________________

(١) انظر: محمد علي المتوكّل/ ودخلنا التشيّع سجّداً: ٥٧.

٢٤٤

المعلومات التي نفذت إلى أذهانه من قَبل وبين التي تزوّد بها من خلال بحوثه العقائديّة.

ويصف التيجاني السماوي الحيرة التي اعترته بعد الشك بمعتقدات مذهبه السابق قائلاً:

( بقيت متحيّراً ثلاثة أشهر مضطرباً حتى في نومي تتجاذبني الأفكار وتموج بي الظنون والأوهام)(١) .

وله أيضاً:

( ما كنت لأصدّق الشيعة في كل ما يقولون رغم أني اقتنعت بأمور كثيرة، وبقيت بين الشك والحيرة، الشكّ الذي أدخله علماء الشيعة في عقلي، لأنّ كلامهم معقول ومنطقي...

والمهم هو أنّ هذا الشك وهذه الحيرة هما بداية الوهن وبادية الاعتراف بأنّ هناك أموراً مستورة لابدّ من كشفها للوصول إلى الحقيقة )(٢) .

ويقول التيجاني السماوي حول هذا الأمر الذي يعاني منه الكثير، ولا يستطيعون أن يتّخذون إزاءه موقفاً حازماً:

( وكثيراً ما التقي في المناسبات مع بعض الشباب المثقّف من المسلمين الصادقين الذين يتساءلون ويسألون عن حقيقة الشيعة وباطلهم، وهم حائرون بين ما يشاهدونه ويعيشونه مع أصدقاء لهم من الشيعة وما يسمعونه ويقرؤونه عنهم ولا يعلمون أين يوجد الحق.

وقد تحدّثت مع البعض منهم وأهديت لهم كتابي (ثمّ اهتديت)، والحمد للَّه أنّ الأغلبيّة من هؤلاء وبعد المناقشة والبحث يهتدون لمعرفة الحق فيتبعونه، ولكن هذا

____________________

(١) محمد التيجاني السماوي/ ثمّ اهتديت: ١٢٣.

(٢) المصدر السابق: ٦٢.

٢٤٥

يبقى مقصوراً على نخبة من الشباب الذين ألتقي بهم صدفةً، أمّا البقيّة فقد لا يتاح لهم مثل هذا اللقاء فتبقى مشوّشة الفكر بين الآراء المتضاربة )(١) .

ويذكر حسين الرجاء حول الحيرة التي لاقاها والصدمة النفسيّة التي أورثته الانهيار والإرهاق على أعتاب تغييره لانتمائه المذهبي:

( لقد وافاني اليوم الذي أصبحت أقدّم فيه رجلاً وأؤخّر رجلاً حيراناً معذّباً أقدّم الأولى انصياعاً للحقّ والدليل، وأؤخّر الثانية خوفاً من زلّة القدم، فلم يمض زمن مقداره ثلاث سنوات وزيادة أشهر إلّا وقد استولى الحقُّ على قلبي.

وكانت دراستي خلال المقارنة بعيداً عن الهوى والتعصّب والطائفة والعواطف، وكنت حذراً حاضر الذهن ودقيق الملاحظة غير متسرّع في الحكم، فآمنت بأهمّ المسائل العقيديّة والمذهبيّة مسألة مسألة.

وباعتبار أنّ مثل هذا الانتقال صعب وشائك، جَعَلت الرياح تعصفني يميناً وشمالاً، فتعثّر لساني وتردّد قلبي وكأن أمواجاً تتقاذفه، موجةٌ للدين وموجةٌ للدنيا، لأنّي عالم بأنّ تشيّعي سيكون على حساب مصلحتي وسمعتي وكرامتي عند بعض الناس وحجب ثقَتهم عنّي وتفرّقهم من حولي.

فأصبحت أسير الامتحان في سجن الابتلاء في لحظات لا مناص لأجل الخلاص إلّا بالفداء، ولكن ما نوع هذا الفداء فهل أفدي الدنيا بالدين أم الدنيا لأجل الدين، وبعبارة أخرى أيّهما أبيع وأيّهما أشتري، أحلى البيعين مرّ وأدفأهما أحرّ من الجمر، فكتمت أمري ما يقرب من شهرين... ولقد استشرت رجالاً من أبناء قريتي وعمومتي ممن أثق بهم فسكت بعضهم وعارض البعض الآخر وكل ذلك كان سرّاً )(٢) .

ويبيّن حسين الرجاء بعبارة أخرى هذه الحالة التي مرّ بها قبل الاستبصار، قائلاً:

____________________

(١) محمد التيجاني السماوي/ فاسألوا أهل الذكر: ٥-٦.

(٢) حسين الرجاء/ دفاع من وحي الشريعة: ٢٤.

٢٤٦

( فأخذت أقارن بين العقائد والمذاهب لمدّة تقارب الأربع سنوات. في السنة الأولى منها بحثت بشكل مركّز عن العقائد، وفي الثانية قارنت بين المذاهب ومذهب الإمام جعفر الصادق‏عليه‌السلام ، وفي الثالثة حاولت أن أكتشف مظلوميّة أهل البيت عليهم صلوات اللَّه في التواريخ المختلفة، وفي الرابعة كنت حيراناً معذّباً، أقدم رجلاً وأؤخّر أخرى، كنت في حالة شك كبيرة باعتبار انّني شككت في المذهب السنّي ولم أكن أرى من رجوع إليه وكنت أرى أحقّية التشيّع لكنّني كنت أخشى الانضمام إليه لما تجرّعناه طوال سنوات من دعاية مظلّلة، عدا أنّني لم أدرس خفاياه بعد)(١) .

ويصف محمّد علي المتوكّل حالة الإرباك والتزلزل التي عاش في كنفها فترة طويلة قبل الاستبصار:

( مرّت شهور ونحن بين مندفع يريدُ باباً يلجُ منه إلى عالم التشيّع، وآخر يتردّد في حيرته يتمنى أن لو يزول الشك عنه فيعود إلى ما كان عليه من مذهب ومعتقد، إذ ما أقسى أن تتزلزل ثوابت الإنسان، وتنحل سواري يقينه وهو يبحث عن الحقيقة ولا يجد إليها طريقاً.

حاولنا الاتّصال ببعض من يحتمل إطلاعه على مسائل التاريخ والعقائد من رموز الحركة الإسلاميّة وغيرهم، إلّا أن أحداً من الذين لجأنا إليهم لم يكن مستعدّاً للسماع منّا والإجابة على تساؤلاتنا.

وعندما أحسّ إخوتنا في الحركة بما نحن فيه سعوا إلى تنظيم بعض اللقاءات مع شخصيّات علميّة وكان البعض منّا يحضر تلك اللقاءات التي لم تنتظم، لأنّ الذين أتوا لهدايتنا كانوا أحوج منّا لمن يشير لهم إلى الطريق.

من ناحية أخرى فقد كنّا في حاجة إلى السماع من الشيعة والإطلاع على عقائدهم

____________________

(١) مجلّة المنبر/ العدد صفر (التجريبي).

٢٤٧

أكثر من حاجاتنا لسماع خصومهم )(١) .

ويقول هشام آل قطيط حول آثار الحيرة التي أصابته والأزمة النفسيّة الشديدة التي اعترته فأفقدته توازنه النفسي:

( أوشكتُ من أن أصاب بأزمة نفسيّة، وسيطر عليّ القلق، بحيث لم أعد أستطيع العمل، أصبتُ برجفة حادّة وقشعريرة فأخذني أخي إلى الدكتور، وقال لي الدكتور: جسميّاً لا يوجد فيك شي‏ء، فأنت مُرهق نفسياً وفكريّاً، يا أخي بماذا تفكّر؟ هذه الدنيا لا تستحق التفكير، خُذ إجازة من العمل وسافر إلى البلد...

فنمت يومين في الفراش، محاولاً التخلّص من التفكير وصرت أجلس مع أصدقائي أشاهد برامج التلفزيون والمسلسلات لأروّح عن نفسي التعب والإرهاق )(٢) .

ويصف إدريس الحسيني الحيرة التي لازمته قبل الاستبصار:

( ففي اللحظات التي ظهرت لي الأحداث على حقيقتها، قامت - فوراً - حرب بين عقلي ونفسي، فالنفس عزّ عليها اقتلاع (ضرس) العقيدة السابقة، والعقل عزّ عليه أن يتغاضى عن الحقائق الواضحة القطعيّة، فإمّا أن أتّبع طريقاً موروثاً بعقليّة الفولكلور أو أن أسلك سبيل القناعة ونور العقل.

كان هذا أخطر قرار اتّخذته في حياتي، لكي انتقل بعدها إلى رحاب التحدّيات الفكريّة والاجتماعيّة )(٣) .

ويذكر إدريس الحسيني حول علامات الاستفهام التي ظلّت تراوده بين الحين، الآخر:

( وفجأة رأيت نفسي، أتمثل... منهجاً شكّياً، ابتغاء الحق فكانت الأزمة يومها، أزمة يقين، وما أثقلها من أزمة على طلّاب الحقيقة، ولكن كيف يتسنّى لي الخروج من هذا

____________________

(١) محمد علي المتوكّل/ ودخلنا التشيّع سجّداً: ٣٩.

(٢) هشام آل قطيط/ ومن الحوار اكتشفت الحقيقة: ٣٥.

(٣) إدريس الحسيني/ لقد شيّعني الحسين: ١٦.

٢٤٨

المأزق الاعتقادي؟ )(١) .

ويبيّن إدريس الحسيني شتات الأفكار التي اجتاحت خاطره خلال الفترة التي كان يعيش في الحيرة:

( لقد كنت دوماً أتساءل حول ما إذا خرجت بنتيجة من هذه الرحلة المعتقديّة!

وخشيت أن أكون مفلساً في ذلك، راجعاً بخفي حنين.

كانت هذه الأسئلة، جزءاً من منهجي في تركيز المعتقدات وتمحيصها، وفي الأخير أثلّج صدري أن أكون قد خرجت بقيَم النجاة وسبل الرشاد. لقد ألفيت نفسي في موكب البيت النبوي، أسير وفق هداه وأسلك وفق خطاه، ورأيت نفسي منفّذاً حقيقةً لمطالب الإسلام، ووجدت نفسي ممارساً لحديث الثقلين، إذ ما أن أذكر القرآن إلّا وأذكرهم، وما أذكرهم إلّا وأذكر القرآن.

أصبح حبلهم بيدي، متصلاً بحبل القرآن، ترى أيّ زاد كنت سأخسر وأيّ المعاني كنت سأفقد!

وهكذا دارت عليّ دائرة الشكوك، ورأيتني منسجماً مع عقيدة منسجمة من أوّلها إلى آخرها. وما أكثر تلك الأسئلة التي غاب عنّي حلّها، فألفيتها قارّاً في مدرسة أهل البيت‏عليهم‌السلام .

لقد خرجت من الضيق وشدّته إلى سعة الحقّ ورحابته، ومن غبش المعاني إلى الوضوح والجلاء)(٢) .

الخروج من مأزق الحيرة:

إنّ الباحث لا يجد أمامه بعد الحيرة إلّا أنّ يحاول البحث عن الطريق الصحيح لإخماد نيران الشكوك التي ثارت في أعماق نفسه.

____________________

(١) المصدر السابق: ٥٣.

(٢) المصدر السابق: ٤٠٦.

٢٤٩

ويذكر بعض المستبصرين أنّهم في البداية يجدون أنفسهم لا تمتلك القدرة على مصارحة أحد بما يعتمل في صدورهم من اضطراب ولا يمتلكون الشجاعة الكافية للجهر بما في قرارة أنفسهم، خيفة أن ينالهم الأذى ممن حولهم.

فلهذا لا يجدون أمامهم في حيرتهم هذه إلّا أن يتوجّهوا بصدق نحو البحث من أجل تحديد موقفهم النهائي إزاء انتمائهم المذهبي.

ويذكر كافّة المستبصرين أن مواصلتهم للبحث لم تزدهم إلّا شكّاً في معتقداتهم السابقة، وأن علماء أهل السنّة لم يمنحوهم فصل الخطاب لأسئلتهم الحائرة التي تحتاج إلى جواب مقنع.

ويقول مروان خليفات في هذا المجال:

( وحاولت إيقاف حيرتي بقراءة ردود علمائنا على هذه الحقائق، لكنّها لم تنفعني بل زادتني بصيرة بأحقّية مذهب أهل البيت، وقرأت كتباً كثيرة، لا يسعني ذكرها، فكانت ترسم لي صورة الحقيقة بألوان من الحجج الدامغة، التي كان عقلي يقف مبهوراً محتاراً أمامها، فضلاً عن حيرة علمائنا في التعامل معها )(١) .

وفي ظل أجواء الحيرة المزعجة يفضّل البعض أن لا تكدّر الشبهات أنفسهم، فيغضّوا أبصارهم عن الشبهات العالقة بأذهانهم، ويحاولون أن يبعدوا الشكوك التي تحوم حولهم، ليحتفظوا بالسلام الداخلي الذي يحلمون به.

ولكن الباحث الواعي الذي لا يهمّه سوى معرفة الحقّ لا يسمح لنفسه بذلك، ولا يحاول تسكين الألم الذي يعاني منه نتيجة الحيرة، لأنّه يعي بأنّ هذا الألم هو المحفّز الذي يُزيد ظمأه للحقيقة ويدفعه لمعرفة الحق، فيحاول بشتى السبل أن يجد مخرجاً مناسباً لحلّ المشكلة التي يعاني منها.

ويبقى الحل النهائي بعد أن يعجز الباحث أن ينقذ نفسه من أغلال الحيرة عن

____________________

(١) مروان خليفات/ وركبت السفينة: ١٨.

٢٥٠

طريق البحث هو الالتجاء إلى اللَّه سبحانه وتعالى.

ويذكر بعض المستبصرين أنّهم بعد أن بقوا فترة طويلة في هذه الحالة حيارى ينشدون الاستقرار الروحي الذي يوصلهم إلى السعادة الحقيقيّة فلا يجدوه، توجّهوا بكل وجودهم إلى اللَّه تعالى ورفعوا أيديهم بكلّ إخلاص ونيّة صادقة ليخرجهم الباري عزّ وجل من الأزمة التي هم فيها، وتضرّعوا إليه بكل جوارحهم وخلجات نفوسهم لينوّر عقولهم ويهديهم سواء السبيل ويرشدهم إلى دين الحق فيخرجهم بذلك من الحيرة التي يعانون منها وينتشلهم من حومة القلق القاتل الذي ألمّ بحياتهم.

وكان من جملة هؤلاء محمّد علي المتوكّل وباقي الإخوة الذين كانوا معه في رحلة البحث عن الحقيقة.

ويشير محمّد علي المتوكّل في كتابه (ودخلنا التشيّع سجّداً) إلى التجائه نحو الباري عزّ وجل في زمن الحيرة، قائلاً:

( كان لابدّ لنا أن نمضي قدماً لاستكشاف المجهول وإزالة الحجب التي أسدلها المضلّون على وجه الحقيقة، هنا كانت الحاجة ملحّة إلى من يمسك بأيدينا ويكون دليلاً لنا في متاهات التاريخ ومنعطفاته، فتوجّهنا إلى المولى (جلّ وعلا) بالدعاء ضارعين، وفي مثل وضعنا ذاك يكون الدعاء هو السبيل الأوحد للخروج من دوامة الشك والحيرة، وأيّ نور يكون لنا في تلك الظلمات إن لم يجعل اللَّه لنا نوراً( وَمَنْ لَمْ يَجْعَل اللَّهُ لَه نُوراً فَمَا لَه مِنْ نُورٍ ) ، وكان دعاؤنا المستمر: ( اللهمّ أَرنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتّباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ).

ولم يمض إلّا القليل حتى استجاب اللَّه لدعائنا، فإنّه بالأوّابين رؤوف رحيم، وجاء الفرج من حيث لم نحتسب )(١) .

ويشير إدريس الحسيني إلى توسّله بالخالق الجليل قائلا:

____________________

(١) محمد علي المتوكّل/ ودخلنا التشيّع سجّداً: ٤٠.

٢٥١

( في يوم من الأيّام لم يبق لي سوى أن أخلع جبّة أهل السنّة والجماعة، فلم يبق أمامي دليل واحد يسند مصداقيّة مذهبهم غير أنّ العادة - قبّحها اللَّه - حالت دوني وبين التغيّر، وما أصعب المرء وهو يتحوّل من مذهب لآخر، وما أشدّ برزخ الانتقال الاعتقادي، لابدّ لي إذن من محفّز روحي يشجّعني على هذا الانتقال، لابدّ من شمّة رحمانيّة تكشف لي الغطاء عن الاختيار الرشيد.

كانت ليلة غنيّة بطلب الرّحمان والإلحاح عليه، لكشف هذه الغمّة عنّي، فلقد أوصلني عقلي إلى هذه النقطة، ولم يبق لي إلّا التوسّل بالخالق الجليل )(١) .

ويذكر التيجاني السماوي أيضاً أنّه بعد زيارته للعراق وتعرّفه على التشيّع توجّه إلى الحج وهو حيران في أمر دينه، فلم يجد بدّاً سوى الدعاء من الباري عزّ وجل ليفتح بصيرته ويلهمه السداد ويهديه سواء السبيل، فيقول:

( وكنت كلّما طفت بالبيت العتيق خلال العمرة وفي كلّ زيارة لمكّة المكرّمة - ولم يكن يطوف بها إلّا نفر قليل من المعتمرين - صلّيت وسألت اللَّه سبحانه من كل جوارحي أن يفتح بصيرتي ويهديني أيّ الحقيقة.

وقفت على مقام إبراهيم ‏عليه‌السلام واستعرضت الآية الكريمة:( وجَاهِدُوا في اللَّه حقَّ جِهَادِهِ هو اجتَباكُم ومَا جَعَل عَليكُم في الدِّينِ من حَرَجٍ مِلّة أبيكُم إبرَاهيم هو سَمّاكُم المُسلِمينَ من قَبلُ وَفي هذا لَيَكُونُ الرَّسولُ شهيداً عَلَيكُم وتَكُونُوا شُهَداءَ على النّاسِ فَأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ واعتَصِمُوا باللَّه هو مَولاكُم فَنِعمَ المَولى‏ ونِعمَ النَّصيرُ ) (٢) ؛ صدق اللَّه العظيم.

وبدأت أناجي سيّدنا إبراهيم أو أبانا إبراهيم كما سمّاه القرآن:

- يا أبتاه، يا من سمّيتنا بالمسلمين، ها قد اختلف أبناؤك من بعدك فأصبحوا يهوداً

____________________

(١) إدريس الحسيني/ لقد شيّعني الحسين: ٦٣.

(٢) الحج: ٧٨.

٢٥٢

ونصارى ومسلمين، واختلف اليهود فيما بينهم إلى إحدى وسبعين فرقة واختلف النصارى إلى اثنين وسبعين فرقة، واختلف المسلمون إلى ثلاثة وسبعين فرقة وكلّهم في الضّلالة حسبما أخبر بذلك إبنك محمّد وفرقة واحدة بقيت على عهدك يا أبتاه!

أهي سنّة اللَّه في خلقه كما يقول القدريّة، فاللَّه سبحانه هو الذي كتب على كل نفس أن تكون يهوديّة أو نصرانيّة أو مسلمة أو ملحدة أو مشركة، أم أنّه حب الدنيا والابتعاد عن تعاليمه سبحانه، ذلك بأنّهم نسوا اللَّه فأنساهم أنفسهم.

إنّ عقلي لا يطاوعني بتصديق القضاء والقدر، بأنّه هو الذي حتّم مصير الإنسان، بل أميلُ وأكاد أجزم بأنّ اللَّه سبحانه خلقنا وهدانا وألهمنا الفجور والتقوى، وأرسل إلينا رُسُلَه ليوضّحوا لنا ما أشكل علينا ويعرّفوننا الحقّ من الباطل، ولكنّ الإنسان غرّته الحياة الدنيا وزينتها، الإنسان بأنانيّته وكبريائه، بجهله وفضوله، وبعناده ولجلجته، بظلمه وطغيانه مال عن الحقّ واتّبع الشيطان وابتعد عن الرحمن فورد غير مورده، وأكل غير مأكله، وقد عبّر القرآن الكريم عن ذلك أحسن تعبير وأوجزه بقوله تعالى:( إنّ اللَّه لا يظلمُ النّاسَ شَيئاً ولكنّ النّاس أنفُسَهم يظلمون ) (١) .

يا أبانا إبراهيم، لا لوم على اليهود والنصارى الذين عاندوا الحقّ بغياً بينهم لمّا جاءتهم البيّنة، فها هي الأمة التي أنقذها اللَّه بولدك محمّد وأخرجها من الظلمات إلى النور وجعلها خير أمّة أخرجت للناس، فهي الأخرى اختلفت وتفرّقت وكفّر بعضها بعضاً، وقد حذّرهم رسول اللَّه ونبّههم إلى ذلك وضيّق عليهم حتى قال:(( لا يحلّ لمسلمٍ أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث )) فما بال هذه الأمّة قد انقسمت وافترقت وأصبحت دويلات يعادي بعضها البعض ويحارب بعضها البعض ويكفّر بعضها البعض وحتى لا يعرف بعضها البعض الآخر،فيهجره طيلة حياته)(٢) .

____________________

(١) يونس: ٤٤.

(٢) محمّد التيجاني السماوي/ ثمّ اهتديت: ٦٨-٦٩.

٢٥٣

تهيئة النّفس لتغيير الانتماء المذهبي:

إنّ التحوّل المذهبي واجتياز مرحلة الاستبصار تتطلّب علو الهمّة والشجاعة في اتّخاذ القرار، والمستبصر هو الذي ينذر نفسه وأمواله وأهله في سبيل العقيدة الحقّة.

وفي الواقع أنّ المستبصر هو صاحب عزيمة لايصدّه شي‏ء عن مواصلة رحلته إلى النور ولا يثنيه عنها المكائد المتلاحقة بعد ما يتّضح له الحقّ بوضوح، بل إنّ كافّة الموانع التي تحاول أن تصدّه عن تغيير انتمائه المذهبي لا تزيده إلّا إصراراً على الحقّ وعناداً للباطل ومجابهة للرأي العام الحاكم في بيئته، لأنّه ممّن لا تأخذه في اللَّه لومةُ لائم ولا يعبأ بما سينال من أذى من قبل الآخرين، فيوطّن نفسه لتحمّل الأذى صابراً محتسباً أجره عند اللَّه تعالى.

وعندما ينبلج نور الحق في قلب المستبصر، وعندما يتغذّى عقله بنفحات الهداية، يجد في قرارة نفسه قوّة هائلة وهمّة رفيعة وعزيمة راسخة تمنحه الصمود إزاء كافّة التيّارات والعقبات التي يعي أنّها ستصدّه عن التوجّه نحو التكامل والتسامي والارتقاء ونيل أهدافه المنشودة.

ويستمد المستبصر كل هذه القوّة من الأدلّة والبراهين التي رفعت مستوى وعيه وفتحت آفاق ذهنه، فيغدو قادراً على اقتحام التيّار الاجتماعي السائد وقادراً على الصمود والتحدّي دفاعاً عن القناعات التي استمدّها من الأدلّة والحجج والبراهين.

وبعبارة أخرى يوطّن المستبصر نفسه للصمود إزاء جميع الهجمات التي ستنهال عليه، ويستمد قوّة هذا الصمود إزاء هذه التيّارات المضادّة من القوة الإيمانيّة التي اكتسبها نتيجة تمسّكه بمعارف أهل البيت ‏عليهم‌السلام .

ويعدّ الباحث نفسه بعد الوصول إلى بوّابة الاستبصار لتحمّل جميع العناء الذي سيحيطه نتيجة القرار المذهبي الجديد الذي سيتّخذه عن قريب.

وتكون القِيم التي يحملها في جنبه هي الدعامة التي تمنحه الصمود والوقوف بوجه كافّة الجهات التي ستحاول أن تزل قدمه عن الصراط المستقيم.

٢٥٤

ويعلم المستبصر أنّه سيفقد جميع الامتيازات التي كان يمتلكها، ويعلم أنّ الإعلان عن استبصاره سيؤدّي به إلى صراع مرير مع علماء مذهبه، ولكنّه لا يبال بكل هذه العقبات بعد أن أشرقت روحه بنور الحق، فيتوكّل على اللَّه ويطرح كل العواطف التي تشدّه إلى الوراء جانباً، ثمّ يتقدّم لاعتناق مذهب أهل البيت ‏عليهم‌السلام بثبات وعزم راسخ وإرادة لا تصمد أمامها الجبال.

وفيما يلي سنبحث كيفيّة تخطّي المستبصرين لهذه المرحلة والمنعطف الحسّاس الذي يحدث في حياة المستبصر.

مرحلة اتّخاذ القرار:

عندما يتّخذ الباحث القرار بترك مذهب أهل السنة واعتناق مذهب أهل البيت: يكسر بذلك حاجز التردّد في نفسه وينهي الصراع القائم في داخله بين نداء الحقّ وبين وساوس الباطل، وينهي بذلك الأزمة التي كان يعاني منها فيستقرّ رأيه على اعتناق مذهب التشيّع.

فيشعر المستبصر بعدها بهدوء وسكينة واستقرار نفسي في وجوده، ثمّ يعزم أن يمضي حياته ثابت الجنان، مطمئن القلب، مستنير العقل لا تحرّكه العواطف ولا تتلاعب بمشاعره كافّة المضايقات التي سيواجهها فيما بعد.

وأبرز ما يحتاج إليه الباحث في هذه المرحلة هو التحلّي بروح الشجاعة، ولهذا يقول إدريس الحسيني:

( يجب أن نتحلّى بروح شجاعة، جريئة أيّ بنفسيّة مهذّبة سليمة غير متشنّجة، تقتضي التضحية ببعض التقديسات التي هي في الأصل عين الأزمة )(١) .

ويقول هذا المستبصر في مكان آخر من كتابه (لقد شيّعني الحسين)عليه‌السلام حول العامل الذي منحه القوّة في اتّخاذ القرار بعد أن تبيّن له الحقّ:

____________________

(١) إدريس الحسيني/ لقد شيّعني الحسين: ٣٥٧.

٢٥٥

( لقد بقيت زماناً طويلاً أربّي نفسي على شي‏ء واحد، أن أكون شجاعاً، أن أكسبَ نفسيّة قويّة لا تتأثّر بمسبقاتها. وإنّها - لعمري - أخطر ممارسة واجهتها، لأنّ مجتمعاً بكامله وبكلّ ثقله العرفي والثقافي والبشري كان ضدّ اتّجاهي هذا، غير أن الدعاء والتصميم والتفاني جعلني أتجاوز هذه المعوقات )(١) .

ويشير إدريس الحسيني أيضاً في هذا المجال إلى ملاحظة مهمّة في مسألة الانتقال المذهبي فيقول:

( أنا أتحدّث عن انتقال صعب من الناحية النفسيّة والاجتماعيّة و...، أمّا من الناحية العقليّة، أستطيع أن أتحدّث عن انتقال سهل )(٢) .

ويقول حسين الرجاء حول تجربته في اتّخاذ القرار:

( بعدما تيقّنت بأحقّية مذهب الأطهار من آل محمّد عليهم الصلاة والسلام، اتّخذت قراراً لا رجعة فيه مع علمي بأنّ ذلك سيكون على حساب سمعتي وكرامتي ومصلحتي والتفاف الناس من حولي باعتباري شيخاً صوفيّاً، فخيّرت نفسي بين الدين والدنيا، فرأيت أنّ أحلاهما مرّ وأحرّ من الجمر، لكنّني آليت على نفسي وأعلنت تشيّعي بكلّ ثقة )(٣) .

وفي المقابل قد يعيش بعض الباحثين في أجواء وظروف خاصّة تجعلهم أن لا يواجهوا أيّة صعوبة في اتّخاذ قرار التحوّل المذهبي، ومن هؤلاء أسعد وحيد القاسم حيث يقول:

( في الحقيقة لم يكن هذا القرار عندي صعباً أبداً، فأنا وبسبب خلفيّتي الثقافيّة لم يكن قد سبق لي وان نظرت نظرة متطرّفة للشيعة، فقد ربّيت نفسي من صغري في حلقات دروس (أجواء منفتحة وموضوعيّة) حيث كان لهذا دور في عدم تردّدي ولو للحظة واحدة اثناء بحثي في قبول ما أراه حقّاً، ولم أفكّر لحظة كيف سيكون ردُّ فعل

____________________

(١) المصدر السابق: ٤٠٦.

(٢) مجلّة المنبر/ العدد: ٣.

(٣) المصدر السابق: العدد الصفر (التجريبي).

٢٥٦

أسرتي ومجتمعي، لأنّ المسألة هنا شخصيّة جدّاً، ولا اعتبار فيها سوى ما يراه العقل والمنطق، وعلى ذلك يحاسبنا اللَّه سبحانه وتعالى، فلا الأسرة ولا القبيلة تشفع لأحد يوم الحساب )(١) .

مشاعر لحظة التحوّل:

تنتاب نفسيّة الباحث حين التحوّل ولحظة تغيير الانتماء من المذهب السنّي الى مذهب أهل البيت ‏عليهم‌السلام مشاعر خاصّة، قد لا يستطيع من لم يمرّ بهذه الحالة إدارك كنهها أو معرفة أثرها على النفس.

وكما يذكر أغلب المستبصرين أنّ المستبصر يمتلكه لحظة التحوّل شعورٌ مزيج بالراحة والرّضا والاستقرار والأمن، ويشعر في لحظة اعتناق مذهب أهل البيت ‏عليهم‌السلام أنّه قد ألقى عن كاهله عبئاً ثقيلاً من الهموم والقلق والشكوك، وأنّ السعادة باتت ترفرف على جميع جوانب حياته.

فيكون المستبصر عندها مطمئن البال مستقر النفس، مرتاح الضمير، ويشعر براحة نفسيّة لا مثيل لها، لأنّه يدرك حينها أن اللَّه سبحانه وتعالى قد أزال عن بصيرته الغشاوة ومنّ عليه بالهداية و وفّقه للاهتداء إلى سبيل الرشاد.

كما أنّ المستبصر يشعر بعد الاستبصار أنّه ليس كما كان فيما سبق همج رعاع يتبع كل ناعق ويميل مع كل ريح ويستجيب كل دعوة بلا دليل، بل يشعر أنّ دليله اليوم عقله الذي امتلأ نوراً من مصابيح الهدى واستضاء بنور علوم ومعارف أهل البيت ‏عليهم‌السلام .

ويقول عبد المنعم حسن حول الأفكار التي خطرت على باله والمشاعر التي انتابته ساعة التحوّل:

( فجأة أحسست ببرودة تلفح وجهي وبرعدة تنتاب أوصالي في يوم حارّ من أيّام

____________________

(١) مجلّة المنبر/ العدد: ٨.

٢٥٧

فصل الصيف الذي يتميّز به السودان، ورغم درجة الحرارة العالية في ذلك اليوم إلّا أنّني شعرت بأنّها تدنّت إلى مادون الصفر!

برهة مرّت ثمّ شعرت بدف‏ء الحقيقة.. وبنور ينكشف أمامي وبهالة قدسيّة تلفّني، وإذا بالحجب التي أثقلت كاهلي قد انزاحت، ولمع برقُ الحقيقة أمام ناظري، وإذا بي أبدأ أوّل خطواتي في الاتّجاه الصحيح.

كانت أصعب لحظات العمر هي وقت اكتشاف عمق المأساة التي كنّا نعيشها، والتي كانت نتاجاً طبيعيّاً للجهل المركّب الذي كان يغشى عقولنا.. خصوصاً وأنّ هذه المأساة كانت متمركزة في اعتقادنا وديننا.

أن يجد الإنسان نفسه مخطئاً في تقدير أمور حياته اليوميّة مثل لون الدراسة التي يجب أن يدرسها أو الوسيلة التي يجب أن ينتقل بها.. فليس في ذلك كثير أسىً وتندّم.. لكن يخطئ الطريق إلى اللَّه سبحانه وتعالى.. أن يسلك طريقاً غير الذي وصفه اللَّه تعالى إلى الجنّة، فهذا خطيرٌ بل جنون وتهوّر.

ذلك ما وجدت عليه - و للأسف - السواد الأعظم من المسلمين أثناء تجربتي هذه، والتي لا أدّعي أنّها الأولى أو الأخيرة ولا حتى المتميّزة.. وهذا ما توصّلت إليه بعد بحثي وتنقّيي بين ثنايا تراثنا الدّيني وتاريخنا الإسلامي )(١) .

ويصف محمّد مرعي الانطاكي مشاعره حين التحوّل:( فاستراح ضميري بهذا التمسّك بالمذهب الجعفريّ، وهو مذهب آل بيت النبوّة عليهم صلوات اللَّه وسلامُه أبداً مادام الليل والنهار، لعلمي أنّي قد حصلت على أقصى غاية ما أريد بأخذ مذهب العترة الطاهرة، وبذلك أعتقد يقيناً لا يشوبه شكٌّ أنّي قد نجوت من عذاب اللَّه تعالى )(٢) .

____________________

(١) عبد المنعم حسن/ بنور فاطمة اهتديت: ٧.

(٢) محمّد مرعي الانطاكي/ لماذا اخترت مذهب الشيعة: ٥٤.

٢٥٨

هل يعني ترك المذهب السنّي ترك السنّة النبويّة؟

إنّ التحوّل وتغيير الانتماء من المذهب السنّي إلى مذهب أهل البيت ‏عليهم‌السلام لا يعني ترك سنّة الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل معنى ذلك أنّ الباحث يصل إلى هذه النتيجة بأنّ أهل البيت ‏عليهم‌السلام هم الطريق الصحيح والموثوق لمعرفة سّنة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ولهذا يقول إدريس الحسيني حول تركه للمذهب السنّي واعتناقه لمذهب أهل البيت ‏عليهم‌السلام :

( طبعاً، لا أقول أنّني تركتُ المذهب السنّي.. إن كنتَ تعني بالمذهب السنّي، ذلك المذهب التاريخي، فأنا بكلّ تأكيد لستُ سنّياً بهذا المعنى. ولكنّني سنّي بالمعنى الشرعي الأصيل، وإلّا ما معنى أن أكون شيعيّاً؟! أنا كنت أبحث عن (السنّة)، وتبيّن لي بالأدلّة القاطعة، الآخذة بالأعناق أنّ لسنّة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله طريقاً واحداً لا غير، هو طريق أئمّة أهل البيت ‏عليهم‌السلام وأنّني مُلزمٌ بها تكليفاً عن هذا الطريق فقط، اخترت ذلك.. فأنا سنّي بامتياز! )(١) .

ويشير أسعد وحيد القاسم إلى هذه الحقيقة قائلاً:

( لم أشعر منذ البداية أنّه كان عليّ أن أترك مذهبي السنّي، ولا اعتقد أنّي تركته، وما أقصد أنّ إيماني في بداية الأمر بأحقّية أهل البيت ‏عليهم‌السلام بخلافة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يعن تركي لمذهبي السنّي، وإنّما اعتبرته تعديلاً لمعلوماتي التاريخيّة، وتصحيحاً لمساري الإسلامي.

فإذا كان المذهب السنّي يعني هو الأخذ بالسنّة النبويّة، فإنّ تمسّكي بها قد ازداد بتعرّفي على طريق أهل البيت ‏عليهم‌السلام ، لأنّهم أقرب الناس إلى هذه السنّة النبويّة، وعلى رغم أنّ من حولي أخذوا ينادوني بالشيعي، فلم اكترث لذلك، بل لم أجد بأساً فيه، لأنّه لم يكن عندي عقدة مسبقة من هذه التسمية )(٢) .

____________________

(١) مجلّة المنبر/ العدد: ٣.

(٢) مجلّة المنبر/ العدد: ٨.

٢٥٩

الاعتراف بالخطأ بكلّ جرأة وشجاعة:

لا يستنكف المستبصر أن يعترف بأنّه كان على الباطل ثمّ عرف الحقّ فتحوّل إليه، ولماذا يخشى المستبصر ذلك وهو الذي يمتلك الشجاعة والجرأة والإرادة التي دفعته إلى الاستبصار على الرغم من كلّ التحدّيات والعقبات التي وقفت أمامه لتصدّه عن تغيير انتمائه المذهبي.

ولهذا نجد هشام آل قطيط يصرّح قائلاً:

( وربّما ناقدٌ ينتقد أو سائل يسأل: هل أنا كنت على ضلال واهتديت..؟ نعم. كنت على ضلال عن معرفة الحققة، لأنّي كنت أجهل هذه الحقائق )(١) .

ويعترف التيجاني السماوي في هذا المجال قائلاً لأهل السنّة:

( وقد كنت في ما مضى مثلكم محجوباً عن الحقيقة وعن أهل البيت ‏عليهم‌السلام وشيعتهم، فهداني اللَّه سبحانه إلى الحقّ الذي ليس بعده إلّا الضلال، وتحرّرت من قيود التعصّب والتقليد الأعمى، وعرفت بأنّ أغلب المسلمين لازالت تحجُبُهم الإشاعات والأباطيل وتصدّهم الدعايات عن الوصول إلى الحقيقة ليركبوا جميعاً في سفينة النجاة ويعتصموا بحبل اللَّه المتين )(٢) .

ويقول التيجاني السماوي أيضاً حول دلالة كتابه (ثمّ اهتديت) على أنّه كان ضالاً ثم اهتدى:

( وعلى فرض أنّ العنوان يتضمّن معنى الضلالة التي تقابل الهداية فيما نقصده على المستوى الفكري من إصابة المنهج الإسلامي الصحيح الذي يضعنا على الصراط المستقيم، كما عقّب بعض القرّاء بذلك؛ فليكن كذلك، وهو الواقع الذي يتهيّب مواجهته البعض بروح رياضيّة بنّاءة، ونفس موضوعي خلّاق.. ينجسم في

____________________

(١) هشام آل قطيط/ ومن الحوار اكتشفت الحقيقة: ٩.

(٢) محمد التيجاني السماوي/ فاسألوا أهل الذكر: ١٩.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374