استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ١

استخراج المرام من استقصاء الإفحام0%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 384

استخراج المرام من استقصاء الإفحام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 384
المشاهدات: 145350
تحميل: 5991


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 384 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 145350 / تحميل: 5991
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

حكيم )(١) .

وقال الراغب الأصفهاني في (المحاضرات ) :

( وقالت عائشة : كانت الأحزاب تُقرأ في زمن رسول الله مائة آية ، فلمّا جمعه عثمان لم يجد إلاّ ما هو الآن ، وكان فيه آية الرّجم )(٢) .

وقال السيوطي في (الإتقان ) عن أبي عبيد :

( حدّثنا ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمان النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن )(٣) .

وقال في (الدر المنثور ) :

( أخرج ابن الضّريس عن عكرمة ـ رضي الله عنه ـ قال : كانت سورة الأحزاب مثل سورة البقرة أو أطول ، وكانت فيها آية الرّجم .

وأخرج البخاري في تاريخه عن حذيفة قال : قرأت سورة الأحزاب على النّبيّ ، فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها .

وأخرج أبو عبيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشة قالت : كانت سورة الأحزاب تُقرأ في زمان النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائتي آية ، فلمّا كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلاّ على ما هو الآن )(٤) .

ـــــــــــــــــ

(١) الإتقان في علوم القرآن : ٣ : ٨٢ .

(٢) محاضرات الأُدباء : ٢ : ٤٣٤ .

(٣) الإتقان في علوم القرآن : ٣ : ٨٢ .

(٤) الدر المنثور في التفسير بالمأثور : ٦ : ٥٥٩ ـ ٦٠٠ .

١٠١

سورة تشبه براءة

وأخرج الحاكم في (المستدرك ) بإسناده عن أبي حرب بن أبي الأسود :

( بعث أبو موسى الأشعري إلى قرّاء البصرة ، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرأوا القرآن ، فقال : أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم ، فاتلوه ، ولا يطولنّ عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم ، وإنّا كنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها في الطّول والشّدّة ببراءة ، فأنسيتها غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من المال لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، وكنّا نقرأ سورة كنّا نشبّهها بإحدى المسبّحات ، فأنسيتها غير أنّي حفظت منها : يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم ) .

وأخرجه مسلم في (الصحيح )(١) .

وقال السيوطي في (الدر المنثور ) :

( أخرج مسلم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أبي موسى الأشعري قال : كنّا نقرأ سورة نشبّهها في الطّول والشدّة ببراءة فأنسيتها غير أنّي حفظت منها : لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوفه إلاّ التراب ، وكنّا نقرأ سورة نشبّهها بإحدى المسبّحات أوّلها : سبّح لله ما في السّماوات ، فأنسيتها ، غير أنّي حفظت منها : يا أيّها الّذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة )(٢) .

ـــــــــــــــــ

(١) صحيح مسلم : ٢ : ٧٢٦/١٠٥٠ ، كتاب الزكاة الباب ٣٩ .

(٢) الدر المنثور : ١ : ٢٥٦ ـ ٢٥٧ .

١٠٢

وفي (الإتقان ) :

( أخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال : كنّا نقرأ سورة نشبّهها بإحدى المسبّحات فأنسيناها غير أنّي قد حفظت : يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة )(١) .

البراءة تعدل البقرة

( وفي المستدرك عن ابن عبّاس قال : سألت عليّ بن أبي طالب : لم لم يكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم ؟

قال : لأنّها أمان ، وبراءة نزلت بالسيف .

وعن مالك : إنّ أوّلها لمّا سقط سقط معه البسملة ، فقد ثبت أنّها كانت تعدل البقرة لطولها )(٢) .

وفيه :

( وفي المستدرك عن حذيفة قال : ما تقرأون ربعها يعني براءة )(٣) .

وفي (الدر المنثور ) :

( أخرج ابن أبي شيبة والطّبراني في الأوسط وأبو الشّيخ والحاكم وابن مردويه عن حذيفة قال : الّتي تسمّون سورة التّوبة هي سورة العذاب ، والله ما تركت أحداً إلاّ نالت منه ، وما تقرأون منها ممّا كنّا نقرأ إلاّ ربعها )(٤) .

ـــــــــــــــــ

(١) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٣ .

(٢) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٢٥ ـ ٢٢٦ .

(٣) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٤ .

(٤) الدر المنثور ٤ : ١٢٠ .

١٠٣

وفيه :

( أخرج ابن الضّريس وأبو الشّيخ عن حذيفة قال : ما تقرأون ثلثها يعني سورة التوبة )(١) .

وفيه :

( أخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن سعيد بن جُبير قال : قلت لابن عبّاس : سورة التّوبة

قال : التّوبة ! بل هي الفاضحة ، ما زالت تنزل فيهم وتنال منهم ، حتّى ظننّا أنّه لا يبقى منّا أحدٌ إلاّ ذُكر فيها .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشّيخ وابن مردويه عن ابن عبّاس أنّ عمر قيل له : سورة التّوبة

قال : هي إلى العذاب أقرب ، ما أقلعت عن النّاس حتّى ما كانت تدع منهم أحداً .

وأخرج أبو الشّيخ عن عكرمة قال : قال عمر : ما فرغ من تنزيل براءة حتّى ظننّا أنّه لم يبق منّا أحدٌ إلاّ تنزل فيه ، وكانت تُسمّى الفاضحة )(٢) .

وفي (تفسير الرازي ) :

( عن حذيفة : إنّكم تسمّونها سورة التوبة ، والله ما تركت أحداً إلاّ نالت منه .

وعن ابن عبّاس في هذه السّورة قال : إنّها الفاضحة ، ما زالت تنزل فيهم وتنال منهم حتّى خشينا أن لا تدع أحداً )(٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) الدر المنثور ٤ : ١٢١ عن أبي الشيخ .

(٢) الدر المنثور ٤ : ١٢٠ ـ ١٢١ .

(٣) تفسير الرازي ١٥ : ٢١٥ .

١٠٤

سورتا الحفد والخلع

وفي (الإتقان ) :

( وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة ؛ لأنّه لم يكتب المعوّذتين .

وفي مصحف أُبيّ ست عشرة ؛ لأنّه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع .

أخرج أبو عبيد عن ابن سيرين ، قال : كتب أُبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب والمعوّذتين و : اللّهمّ إنّا نستعينك واللّهمّ إيّاك نعبد ، وتركهنّ ابن مسعود ، وكتب عثمان منهنّ فاتحة الكتاب والمعوّذتين .

وأخرج الطبراني في الدّعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي عن يحيى بن يعلى الأسلمي عن ابن لهيعة عن أبي هبيرة عن عبد الله بن رزين الغافقي قال : قال لي عبد الملك بن مروان : لقد علمت ما حملك على حبّ أبي تراب إلاّ أنّك أعرابيّ جاف ، فقلت : والله لقد جمعت القرآن من قبل أن يجتمع أبواك ، ولقد علّمني منه عليّ بن أبي طالب سورتين علّمهما إيّاه رسول الله ما علّمتهما أنت ولا أبوك : اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق .

وأخرج البيهقي من طريق سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير أنّ عمر بن الخطّاب قنت بعد الرّكوع فقال: بسم الله الرحمن الرّحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك

بسم الله الرّحمن الرّحيم اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نستغيث ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق

قال ابن جريج : حكمة البسملة أنّها سورتان في مصحف بعض الصّحابة .

وأخرج محمّد بن نصر المروزي في كتاب الصّلاة عن أُبي بن كعب : أنّه كان يقنت بالسّورتين ، فذكرهما ، وأنّه كان يكتبهما في مصحفه .

١٠٥

قال ابن ضريس : ثنا أحمد بن جميل المروزي عن عبد الله بن المبارك أنبأنا الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمان عن أبيه قال : في مصحف ابن عبّاس قراءة أبي موسى : بسم الله الرّحمن الرّحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك .

وفيه : اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونخشى عَذابك ونرجو رحمتك إنّ عذابك بالكفّار ملحق )(١) .

وفي (الدر المنثور ) :

( قال ابن الضّريس في فضائله : أخبرني موسى بن إسماعيل ، أنبأنا حمّاد قال : قرأنا في مصحف اُبيّ بن كعب : اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير كلّه ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك .

وفيه أيضاً : وأخرج ابن الضّريس عن عبيد الله بن عبد الرحمان عن أبيه قال : صلّيت خلف عمر بن الخطّاب ، فلمّا فرغ من السّورة الثّانية قال : اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق .

ـــــــــــــــــ

(١) الإتقان في علوم القرآن ١ : ٢٢٦ ـ ٢٢٧ مع بعض الاختلاف

١٠٦

وفي مصحف ابن عبّاس قرائة أُبيّ وأبي موسى : بسم الله الرّحمن الرّحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك .

وفي مصحف حجر : اللّهمّ إنّا نستعينك .

وأخرج محمّد بن نصر عن ابن إسحاق قال : قرأت في مصحف أُبيّ بن كعب بالكتاب الأوّل العتيق : بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد إلى آخرها ، بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ بربّ الفلق إلى آخرها ، بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ بربّ النّاس إلى آخرها ، بسم الله الرحمن الرحيم اللّهمّ إنّا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك ، بسم الله الرحمن الرحيم اللّهمّ إيّاك نعبد ولك نصلّي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إنّ عذابك بالكفّار ملحق .

وأخرج محمّد بن نصر عن الشّعبي قال : قرأت ـ أو حدّثني من قرأ ـ في بعض مصاحف أُبيّ بن كعب هاتين السّورتين : اللّهمّ إنّا نستعينك والاُخرى بينهما بسم الله الرحمن الرحيم ، قبلهما سورتان من المفصل وبعدهما سور من المفصل )(١) .

آيتان لم تكتبا

وفي (الإتقان ) :

( وقال أبو عبيد : حدّثنا ابن أبي مريم ، عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن عمرو المعافري ، عن أبي سفيان الكلاعي أنّ مسلمة بن مخلد الأنصاري قال لهم ذات يوم : أخبروني بآيتين من القرآن لم تكتبا في المصحف ؟ فلم يخبروه

ـــــــــــــــــ

(١) الدر المنثور ٨ : ٦٩٥ ـ ٦٩٧ ، وفيه بعض الاختلاف .

١٠٧

وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال لي مسلمة : ( إنّ الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون ، والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون )(١) .

آية أُخرى

وفي (الإتقان ) أيضاً :

( قال ـ أي أبو عبيد ـ : حدّثنا عبد الله بن صالح ، عن هشام بن سعيد [ سعد ] عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي واقد اللّيثي قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أُوحي إليه أتيناه فعلّمنا ممّا أُوحي إليه ، قال : فجئت ذات يوم فقال : إنّ الله يقول : إنّا أنزلنا المال لإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة ، ولو كان لابن آدم واد من ذهب لأحبّ أن يكون إليه الثاني ، ولو كان له الثاني لأحبّ أن يكون إليهما الثالث ، ولا يملأ جوف بن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب )(٢) .

وفي (الدر المنثور ) :

( أخرج أبو عبيد وأحمد والطبراني في الأوسط ، والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي واقد اللّيثي ، قال : كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أُوحي إليه أتيناه فعلّمنا ممّا أُوحي إليه ، قال : فجئته ذات يوم ، فقال : إنّ الله يقول : إنّا أنزلنا المال لإقام الصّلاة وإيتاء الزّكاة ، ولو أنّ لابن آدم وادياً لأحبّ أن يكون إليه الثاني ، ولو كان له ثان لأحبّ أن يكون إليهما ثالث ، ولا يملأ جوف ابن

ـــــــــــــــــ

(١) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٤ .

(٢) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٣ .

١٠٨

آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب .

وأخرج أبو عبيد وأحمد وأبو يعلى والطّبراني عن زيد بن أرقم قال : كنّا نقرأ على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو كان لابن آدم واديان من ذهبٍ وفضّةٍ لابتغى الثالث ، ولا يملأ بطن ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب .

وأخرج أبو عبيد عن جابر عن عبد الله قال : كنّا نقرأ : لو أنّ لابن آدم ملأ وادٍ مالاً لأحبّ إليه مثله ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب .

وأخرج البزّار وابن الضّريس عن بريرة قالت : سمعت النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ : لو أنّ لابن آدم وادياً من ذهبٍ لابتغى إليه ثانياً ، ولو أُعطي ثانياً لابتغى إليه ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ، ويتوب الله على من تاب .

وأخرج ابن الأنباري عن أبي ذر قال : في قرائة أُبيّ بن كعب : ابن آدم لو أُعطي وادياً من مالٍ لالتمس ثانياً ، ولو أُعطي واديين من مالٍ لالتمس ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التّراب ، ويتوب الله على من تاب )(١) .

وفي (الإتقان ) :

( أخرج الحاكم في المستدرك عن أُبيّ بن كعب قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ، فقرأ : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ـ ومن بقيّتها ـ : لو أنّ ابن آدم سأل وادياً من مالٍ فأعطيته سأل ثانياً فأعطيته سأل ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ

ـــــــــــــــــ

(١) الدر المنثور ١ : ٢٥٧ ـ ٢٥٨ مع اختلاف قليل .

١٠٩

التراب ، ويتوب الله على من تاب وإنّ ذات الدّين عند الله الحنفيّة غير اليهوديّة ولا النّصرانيّة ، ومن يعمل خيراً فلن يكفره )(١) .

وفي (جامع الاصول ) :

(عن أُبيّ بن كعب : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ، وقرأ عليه : لم يكن الذين كفروا ، وقرأ فيها : إنّ الدّين عند الله الحنفيّة المسلمة لا اليهوديّة ولا النّصرانيّة ولا المجوسيّة ومن يعمل خيراً فلم يكفره ، وقرأ عليه : لو أنّ لابن آدم وادياً من مالٍ لابتغى إليه ثانياً ، ولو أنّ له ثانياً لابتغى ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التّراب ، ويتوب الله على من تاب ؛ أخرجه الترمذي )(٢) .

وفي (الدر المنثور ) :

( أخرج أحمد والتّرمذي والحاكم وصحّحه عن أُبيّ بن كعب ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك ، فقرأ : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ، فقرأ فيها : ولو أنّ ابن آدم سأل وادياً من مال فأعطيته لسأل ثانياً ولو سأل ثانياً فأعطيته لسأل ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التّراب ويتوب الله على مَن تاب ، وإنّ ذات الدّين عند الله الحنفيّة غير المشركة ولا اليهوديّة ولا النّصرانيّة ومن يفعل ذلك فلن يكفره .

وأخرج [ أحمد ] عن أُبيّ بن كعب قال : قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك ، فقرأ : لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكّين حتّى تأتيهم البيّنة رسول من الله يتلوا صحفاً

ـــــــــــــــــ

(١) الإتقان ٣ : ٨٣ .

(٢) جامع الأصول ٢ : ٥٠٠/٩٧٢ .

١١٠

مطهّرة ، وما تفرّق الذين أُوتوا الكتاب إلاّ من بعد ما جاءتهم البيّنة ، إنّ الدّين عند الله الحنفيّة غير المشركة ولا اليهوديّة ولا النّصرانيّة ، ومن يفعل ذلك فلن يكفره .

قال شعبةرضي‌الله‌عنه : ثمّ قرأ آيات بعدها ، ثمّ قرأ : لو أنّ لابن آدم وادياً من مال لسأل وادياً ثانياً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التّراب ، ثمّ ختم بما بقي من السّورة )(١) .

وفي (الدر المنثور ) أيضاً عن أحمد :

( عن ابن عبّاس قال : رجل أتى عمر يسأله ، فجعل عمر ينظر إلى رأسه مرّة وإلى رجليه اُخرى ، هل يرى عليه من البؤس ، ثمّ قال له عمر : كم مالك ؟

قال : أربعون من الإبل

قال ابن عبّاس : قلت : صدق الله ورسوله : لو كان لابن آدم واديان من ذهبٍ لابتغى الثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب ويتوب الله على من تاب

فقال عمر ( رضي الله عليه ) : ما هذا ؟

فقلت : هكذا أقرأني أُبيّ

قال : فمرّ بنا إليه فجاء إلى أُبيّ ، فقال : ما يقول هذا ؟

قال اُبيّ : هكذا أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : فأثبتها في المصحف ؟ قال : نعم )(٢) .

وفي (الدر المنثور ) أيضاً :

( أخرج ابن الضّريس عن ابن عبّاس قال : قلت : يا أمير المؤمنين ! إنّ أُبيّاً يزعم أنّك تركت من كتاب الله آيةً لم تكتبها ، قال : والله لأسألنّ أُبيّاً فإن أنكر لتكذبنّ ، فلمّا صلّى صلاة الغداة غدا على أُبيّرضي‌الله‌عنه فأذن له ، فطرح له وسادة وقال : يزعم هذا إنّك تزعم أنّي تركت آيةً من كتاب الله لم أكتبها ؟!

ـــــــــــــــــ

(١) الدر المنثور ٨ : ٥٨٦ .

(٢) الدر المنثور ٨ : ٥٨٧ .

١١١

فقال : إنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

لو أنّ لابن آدم واديين من مالٍ لابتغى إليهما وادياً ثالثاً ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التّراب ويتوب الله على من تاب ، فقال : أو أكتبها ؟

قال : لا أنهاك )(١) .

آية الرجم

وفي (صحيح البخاري ) :

( إنّ الله بعث محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالحقّ وأنزل عليه الكتاب ، فكان ممّا أنزل الله آية الرّجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، ورجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالنّاس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرّجم في كتاب ، فيضلّوا بترك فريضةٍ أنزلها الله ، فالرّجم في كتاب الله حقٌّ على من زنا )(٢) .

وقال الراغب في ( المحاضرات ) في ذكر ( ما ادّعي أنّه من القرآن ممّا ليس في المصحف ) :

( وروي أنّ عمررضي‌الله‌عنه قال : لو لا أن يُقال زاد عمر في كتاب الله لأثبتُّ في المصحف ، فقد نزلت : الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالاً من الله والله شديد العقاب )(٣) .

وفي (الإتقان ) :

( وقال ـ أي أبو عبيد ـ ثنا عبد الله بن صالح ، عن اللّيث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن غزوان بن عثمان ، عن أبي أُمامة بن سهل

ـــــــــــــــــ

(١) الدر المنثور ٨ : ٥٨٧ .

(٢) صحيح البخاري ٨ : ٢٠٩ .

(٣) محاضرات الأُدباء ٢ : ٤٣٣ ـ ٤٣٤ .

١١٢

أنّ خالته قالت : لقد أقرأنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آية الرّجم : الشّيخ والشّيخة فارجموهما ألبتّة بما قضيا من اللذّة )(١) .

وفي (الموطأ ) :

( مالك عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب قال : لمّا صدر عمر ابن الخطّاب من منى أناخ بالأبطح ، ثمّ كوّم كومةً من بطحاء ، ثمّ طرح عليها رداءه فاستلقى ، ثمّ مدّ يديه إلى السّماء ، فقال :

اللّهمّ كبرت سنّي وضعفت قوّتي وانتشرت رعيّتي ، فاقبضني إليك غير مضيّع ولا مفرّط ، ثمّ قَدِم المدينة فخطب النّاس ، ثمّ قال : أيّها النّاس قد سُنّت لكم السنن وفُرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة إلاّ أن تضلّوا بالنّاس يميناً وشمالا، وضرب بإحدى يديه على الأُخرى ، ثمّ قال : إيّاكم أن تهلكوا عن آية الرّجم أن يقول قائل : إنّا لا نجد حدّين في كتاب الله ، فقد رجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجمنا ، والذي نفسي بيده لو لا أن يقول النّاس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها : الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتّة ، فإنّا قد قرأناها )(٢) .

وفي (مسند ) أحمد بن حنبل :

( حدّثنا عبد الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا هشيم قال : أخبرنا الزهري ، عن عبد الله بن عبيد الله بن عتبة بن مسعود قال : أخبرني عبد الله بن عبّاس قال : حدّثني عبد الرحمان بن عوف أنّ عمر بن الخطّاب خطب النّاس فسمعه يقول : ألا وإنّ أُناساً يقولون ما بال الرجم وفي كتاب الله الجلد ، وقد رجم رسول الله ورجمنا بعده ، ولو لا أن يقول قائلون ، أو يتكلّم المتكلّمون أنّ عمر زاد في

ـــــــــــــــــ

(١) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٢ .

(٢) الموطأ ٢ : ٨٢٤ كتاب الحدود/ ١٠ مع اختلاف .

١١٣

كتاب الله ما ليس فيه لأثبتُّها كما نزلت )(١) .

وفيه أيضاً :

( حدّثنا عبد الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا عبد الرّحمان قال : حدّثنا مالك عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عبّاس قال : قال عمر : إنّ الله عزّ وجلّ بعث محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنزل عليه الكتاب ، فكان فيما أنزل عليه آية الرّجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، فأخشى أن يطول بالنّاس عهدٌ فيقولون إنّا لا نجد آية الرّجم فتُترك فريضة أنزلها الله ، وإنّ الرجم في كتاب الله حقّ على من زنا إذا أُحصن من الرجال والنساء إذا قامت البيّنة أو كان الحبل أو الإعتراف )(٢) .

وفيه:

( حدّثنا عبد الله قال : حدّثني أبي قال : حدّثنا محمّد بن جعفر وحجّاج قالا : حدّثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يحدّث عن ابن عبّاس ، عن عبد الرحمان بن عوف ، قال : حجّ عمر بن الخطّاب فأراد أن يخطب النّاس خطبة فقال عبد الرحمان بن عوف : إنّه قد اجتمع عندك رعاع النّاس فأخِّر ذلك حتّى تأتي المدينة ، فلمّا قدم المدينة دنوت قريباً من المنبر فسمعته يقول : إنّ ناساً يقولون ما بال الرّجم وإنّما في كتاب الله الجلد ، وقد رجم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجمنا بعده ، لو لا أن يقولوا أثبت في كتاب الله ما ليس فيه لأثبتّها كما أُنزلت )(٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٤٩/١٩٨ مع اختلاف .

(٢) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٦٦/٢٧٨ .

(٣) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٨١/٣٥٤ .

١١٤

وفي (صحيح البخاري ) :

( قال عكرمة : قال عمر لعبد الرحمان بن عوف : لو رأيت رجلاً على حدّ زنى أو سرقة وأنت أمير ؟

فقال : شهادتك شهادة رجل من المسلمين

قال : صدقت

قال عمر : لو لا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبت آية الرجم بيدي )(١) .

وفي (فتح الباري ) في شرح قوله : قال عمر إلخ :

( قال المهلّب : استشهد البخاري لقول عبد الرحمان بن عوف المذكور قبله بقول عمر هذا : إنّه كانت عنده شهادة في آية الرجم أنّها من القرآن فلم يلحقها بنصّ المصحف بشهادته وحده وأفصح بالعلّة في ذلك بقوله : لو لا أن يقال زاد عمر في كتاب الله ، فأشار إلى أنّ ذلك من قطع الذّرائع لئلاّ يجد حكّام السوء سبيلاً إلى أن يدّعوا العلم لمن أحبّوا له الحكم بشيء )(٢) .

آية الرضاع

وفي (المحاضرات ) :

( قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : لقد نزلت آية الرجم ورضاع الكبير ، وكانت في رقعةٍ تحت سريري وشغلنا بشكاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدخلت داجن للحيّ فأكلته )(٣) .

وفي (تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ) في حكم الرضاع :

( قال الشافعي : لا يحرم إلاّ بخمس رضعات يعني مشبعات ، لما روي

ـــــــــــــــــ

(١) صحيح البخاري ٩ : ٨٦ .

(٢) فتح الباري ـ شرح صحيح البخاري ١٣ : ١٣٥ .

(٣) محاضرات الأُدباء ٢ : ٤٣٤ مع اختلاف قليل .

١١٥

عن عائشة ( رضي الله عنها ) أنّها قالت : كان فيما نزل من القرآن عشر رضعات معلومات ثمّ نُسخن بخمس معلومات ، فتوفّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي فيما يقرأ من القرآن ؛ رواه مسلم ) .

فأجاب عن استدلال الشافعي بقوله :

( ولا حجّة له في خمس رضعات أيضاً ؛ لأنّ عائشة ( رضي الله عنها ) أحالتْها على أنّها قرآن وقالت : ولقد كان في صحيفة تحت سريري فلمّا مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتشاغلنا بموته دخلت دواجن فأكلتها )(١) .

آية الجهاد

وفي (الإتقان ) :

( قال ـ أي أبو عبيد ـ : حدّثنا ابن أبي مريم ، عن نافع بن عمر الجُمحي ، حدّثني ابن أبي مُلَيكة ، عن المِسْور بن مَخْرمة قال : قال عمر لعبد الرحمان بن عوف : ألم تجد فيما أُنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة ، فإنّا لا نجدها قال : أُسقطت فيما أُسقط من القرآن )(٢) .

ورواه في (الدر المنثور ) حيث قال :

( أخرج أبو عبيد عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمان بن عوف : ألم تجد فيما أُنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة ، فإنّا لا نجدها

قال : أُسقطت فيما أُسقط من القرآن )(٣) .

وفي (كنز العمال ) :

ـــــــــــــــــ

(١) تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق ٢ : ٦٣٠ ـ ٦٣١ .

(٢) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٤ .

(٣) الدر المنثور ١ : ٢٥٨ .

١١٦

 ( عن المِسْور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمان بن عوف : ألم تجد فيما أُنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أوّل مرّة ، فإنّا لم نجدها

قال : أُسقطت فيما أُسقط من القرآن أبو عبيد )(١) .

آية : لا ترغبوا عن آبائكم

وفي (الدر المنثور ) :

( أخرج ابن الضّريس عن ابن عبّاس قال : كنّا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم وإنّ كفراً بكم أن ترغبوا عن آبائكم .

وأخرج عبد الرزاق وأحمد وابن حبّان عن عمر بن الخطّاب ، قال : إنّ الله بعث محمّداً بالحقّ وأنزل معه الكتاب ، فكان فيما أنزل عليه آية الرّجم ورجمنا بعده ، ثمّ قال : قد كنّا نقرأ : ولا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم إن ترغبوا عن آبائكم .

وأخرج الطيالسيّ وأبو عبيد والطّبراني عن عمر بن الخطّاب : كنّا نقرأ فيما نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنّه كفر بكم ، ثمّ قال لزيد بن ثابت : أكذلك يا زيد ؟ قال : نعم )(٢) .

آية حميّة الجاهليّة

وفي (المستدرك ) :

( عن ابن إدريس عن أُبيّ بن كعب ، أنّه كان يقرأ : إذ جعل الذين في قلوبهم الحميّة حميّة الجاهليّة كما حموا لفسد المسجد الحرام فأنزل الله

ـــــــــــــــــ

(١) كنز العمال ٢ : ٥٦٧/٤٧٤١ .

(٢) الدر المنثور ١ : ٢٥٨ .

١١٧

سكينته على رسوله )(١) .

وفي (الدرّ المنثور ) :

( أخرج النسائي والحاكم وصحّحه من طريق ابن ابي إدريس عن اُبيّ بن كعبرضي‌الله‌عنه إنّه كان يقرأ : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميّة حميّة الجاهليّة ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فأنزل الله سكينته على رسوله ، فبلغ ذلك عمررضي‌الله‌عنه فاشتدّ عليه ، فبعث إليه فدعا ناساً من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال : من يقرأ فيكم سورة الفتح ، فقرأ زيد على قرائتنا اليوم ، فغلّظ له عمر فقال : إنّي أتكلّم ؟

قال : تكلّم

قال : لقد علمت أني كنتُ أدخل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويُقرئني وأنت بالباب ، فإن أحببت أن أُقرئ النّاس على ما أقرأني وإلاّ لم أقرأ حرفاً ما حييتُ

قال : بل أقرئ النّاس )(٢) .

آية الصلاة على النبي

وفي (الإتقان ) :

( قال ـ أي أبو عبيد ـ : حدّثنا حجّاج ، عن ابن جريج ، أخبرني ابن أبي عبيدة عن حميدة بنت أبي يونس قالت : قرأ عليّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة : إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً وعلى الذين يصلون الصفوف الأُوَل ، قالت : قبل أن يُغيّر عثمان المصاحف )(٣) .

ـــــــــــــــــ

(١) المستدرك على الصحيحين ٢ : ٢٢٥ وفيه : أبي إدريس .

(٢) الدر المنثور ٧ : ٥٣٥ وفيه : من طريق أبي إدريس ، بدل : ابن أبي إدريس .

(٣) الإتقان في علوم القرآن ٣ : ٨٢ ، وفيه : ابن أبي حميد عن حميدة قالت بدل : ابن أبي عبيدة عن حميدة ...

١١٨

آية : وهو أبٌ لهم

وفي (الدر المنثور ) :

( أخرج الفِريابي والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه إنّه كان يقرأ هذه الآية : النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أبٌ لهم وأزواجه أُمّهاتهم .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وإسحاق بن راهويه وابن المنذر والبيهقي عن بَجَالة قال : مرّ عمر بن الخطّاب بغلامٍ وهو يقرأ في المصحف : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أُمّهاتهم وهو أبٌ لهم ، فقال : يا غلام حُكّها ، فقال : هذا مصحف اُبيّ ، فذهب إليه فسأله ، فقال : إنّه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق )(١) .

آية الصلاة الوسطى

وأخرج مسلم في (الصحيح ) :

( حدّثنا يحيى بن يحيى التميمي قال : قرأت على مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولى عائشة أنّه قال : أمرتني عائشة أن أكتبَ لها مصحفاً وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي :( حافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَى ) قال : فلمّا بلغتها آذنتها ، فأملَتْ عليّ : حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين

قالت عائشة : سمعتها من رسول الله ـصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ )(٢) .

وفي (الدر المنثور ) :

ـــــــــــــــــ

(١) الدر المنثور ٦ : ٥٦٧ بتقديم وتأخير والمعنى واحد .

(٢) صحيح مسلم ١ : ٤٣٧/٦٢٩ .

١١٩

 ( أخرج عبد الرزاق والبخاري في تاريخه وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف عن أبي رافع مولى حفصة قال : إستكتبتني حفصة مصحفاً فقالت : إذا أتيت على هذه الآية فتعال حتّى أُمليها عليك كما أقرأتها، لمّا أتيت على هذه الآية :

( حافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ)

قالت : أُكتب : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر

فلقيت أُبيّ بن كعب ، فقلت : أبا المنذر ! إنّ حفصة قالت كذا وكذا

فقال : هو كما قالت ، أوليس أشغل ما نكون عند صلاة الظهر في عملنا لو أصبحنا .

وأخرج مالك وأبو عبيد وعبد بن حميد وأبو يعلى وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن عمرو بن نافع قال : كنت أكتبُ مصحفاً لحفصة زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي :

( حافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَى)

فلمّا بلغتُها آذنتها ، فأملت عليّ : حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ، وقالت : أشهد أنّي سمعتها من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وأخرج عبد الرزاق عن نافع : إنّ حفصة دفعت مصحفاً إلى مولىً لها يكتب ، وقالت : إذا بلغتَ هذه الآية :

( حافِظُوا عَلَى الصّلَوَاتِ وَالصّلاَةِ الْوُسْطَى)

فآذنّي ، فلمّا بلغها جاءها فكتبت بيدها : حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة العصر .

وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن يونس مولى عائشة ، قال : أمرتني عائشة أن أكتب لها مصحفاً وقالت : إذا بلغت هذه الآية فآذنّي : حافظوا على الصّلوات والصّلاة الوسطى وصلاة

١٢٠