استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٣

استخراج المرام من استقصاء الإفحام12%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 478

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 258493 / تحميل: 7815
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

وكذلك مَن قاتله مِن الصحابة كطلحة والزبير ، كلّهم مجتهدون ومصيبون ، وهذا قول مَن يقول كلّ مجتهدٍ مصيب ، كقول البصريّين مِن المعتزلة ، أبي الهذيل وأبي علي وأبي هاشم ومَن وافقهم مِن الأشعريّة كالقاضي أبي بكر وأبي حامد وهو المشهور عن أبي الحسن الأشعري ، وهؤلاء أيضاً يجعلون معاوية مجتهداً مصيباً في قتاله كما أنّ عليّاً مصيب .

وهذا قول طائفة مِن الفقهاء مِن أصحاب أحمد وغيرهم ، ذكره أبو عبد الله ابن حامد ، ذكر لأصحاب أحمد في المقاتلين يوم الجمل وصفّين ثلاثة أوجه : أحدهما : كِلاهما مصيب ، والثاني : المصيب واحد لا بعينه ، والثالث : أنّ عليّاً هو المصيب ومَن خالفه مخطئ .

والمنصوص عن أحمد وأئمّة السُنّة أنّه لا يذمّ أحد منهم ، وأنّ عليّاً أولى بالحقّ مِن غيره ، أمّا تصويب القتال فليس هو قول أئمّة السنّة ، بل هو يقولون إنّ ترْكه كان أولى .

وطائفة رابعة : تجعل عليّاً هو الإمام ، وكان مجتهداً مصيباً في القتال ، ومَن قاتله كانوا مجتهدين مخطئين ، وهذا قول كثير مِن أهل الكلام والرأي مِن أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم .

وطائفة خامسة تقول : إنّ عليّاً مع كونه خليفة وهو أقرب إلى الحقّ مِن معاوية ، فكان تَرْك القتال أَوْلى وينبغي الإمساك عن القتال لهؤلاء وهؤلاء ، فإنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ستكون فتنة ، القاعد فيها خيرٌ مِن القائم ، والقائم خير مِن الساعي ، وقد ثبت أنّه قال للحسن : إنّ ابني هذا سيّد وسيُصلح الله به بين فئتين عظيمتين مِن المؤمنين ، فأثنى على الحسن بالإصلاح ، ولو كان القتال واجباً أو مستحبّاً لما مدح تاركه قالوا : وقتال البغاة لم يأمر الله به ولم يأمر بقتال باغٍ بل قال :

١٨١

( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) فأمر إذا اقْتَتَل المسلمون ؛ بالإصلاح بينهم فإن بغت إحداهما قوتلت قالوا : ولهذا لم يحصل بالقتال مصلحة ، والأمر الذي يأمر الله به لابدّ أن يكون مصلحة راجحة على مفسدته .

وفي سُنن أبي داود : حدّثنا الحسن بن علي ، ثنا يزيد ، ثنا هشام عن محمّد ـ يعني ابن سيرين ـ قال : قال حذيفة : ما أحد مِن الناس تُدركه الفتنة إلاّ أنا أخافها عليه إلاّ محمّد بن مسلمة ، فإنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : لا تضرّك الفتنة .

قال أبو داود : حدّثنا عمرو بن مرزوق ، ثنا شعبة عن الأعمش بن سليم ، عن أبي بردة عن ثعلبة بن ضبيعة قال : دخلت على حذيفة فقال : إنّي أعرف رجلاً لا تضرّه الفتن شيئاً ، فخرجنا فإذا فسطاط مضروب فإذا فيه محمّد بن مسلمة ، فسألناه عن ذلك ، فقال : ما أُريد أن يشتمل علي شيء مِن أمصاركم حتّى تنجلي عمّا انجلت .

فهذا الحديث يُبيّن أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبر أنّ محمّد بن مسلمة لا تضرّه الفتنة ، وهو ممّن اعتزل في القتال فلم يقاتل لا مع عليٍّ ولا مع معاوية ، كما اعتزل سعد بن أبي وقّاص وأُسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وأبو بكرة وعمران بن حُصَيْن وأكثر السابقين الأوّلين ، وهذا يدلّ على أنّه ليس هناك قتال واجب ولا مستحب .

إذ لو كان كذلك لم يكن ترْك ذلك ممّا يُمدح به الرجل بل كان مِن فِعْل الواجب ، وفاعل الواجب أفضل ممّن تركه ، ودلّ ذلك على أنّ القتال قتال فتنة كما ثبت في الصحيح عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : ستكون فتنة القاعد فيها خيرٌ مِن القائم ، والقائم فيها خيرٌ مِن

١٨٢

الماشي ، والماشي خيرٌ مِن الساعي ، والساعي خيرٌ مِن المرضع ، وأمثال ذلك مِن الأحاديث الصحيحة تبيّن أنّ ترك القتال كان خيراً مِن فعله مِن الجانبين .

وعلى هذا جمهور أئمّة أهل الحديث والسُنّة ، وهو مذهب مالك والثوري وأحمد وغيرهم ، وهذه أقوال مَن يُحسن القول في عليّ وطلحة والزبير ومعاوية )(١) .

فأيّ ريبٍ وشك يبقى في ضلال مالك وهلاكه بعد هذا ؟ لا سيّما بالنظر إلى كلام الفخر الرازي في أنّ مَن تكلّم في الشّافعي فقد آذى الله ورسوله واستحقّ اللّعن ، وذلك ليس إلاّ لكونه قرشيّاً ، فكيف بمَن تكلّم في عليٍّ أمير المؤمنين ، الذي هو بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سيّد قريش وبني هاشم ، وهو سيّد الوصيّين ؟!

أللّهمّ إلاّ أنْ يكون ابن تيميّة كاذباً في نسبة تلك الأقوال إلى مالك !!

كان لا يروي عن الإمام الصادق حتّى يضمّه إلى أحد !

ومِن ذلك : ما ذكره الذهبي قال : ( قال مصعب بن عبد الله عن الدراوردي قال : لم يَرْوِ مالك عن جعفر حتّى ظهر أمْرُ بني العبّاس قال مصعب بن عبد الله : كان مالك لا يروي عن جعفر حتّى يضمّه إلى أحد )(٢) .

وكفى طعناً في مالك وكتابه ورواياته أن يكون هذا رأيه في الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ؟ وكيف يكون القادح في الإمام الصادق ، ثقةً ؟

وعلى الجملة ، فهذا حال مالك وديانته وثقته وأمانته !!

_______________________

 (١) منهاج السنّة ٤ : ٤٣٧ .

(٢) ميزان الاعتدال ٢ : ١٤٤ / ١٥٢١ .

١٨٣

مِن الأباطيل والموضوعات في المُوَطّأ

وكيف يُطمئنّ بروايات مَن هذا حاله وبكتابه ؟! وكيف يُقال بصحّة كتابٍ رُبع رواياته ـ تقريباً ـ عن هشام بن عروة الذي قال مالك عنه : ( كذّاب ) كما تقدّم ؟!

بل لقد ذكر الغزالي أنّه ( كان أحمد بن حنبل يُنْكِر على مالك في تصنيفه الموَطّأ ويقول : ابتدع ما لم يفعلْه الصحابة )(١) .

وفي هذا الكتاب أباطيل وموضوعات كثيرة ، نكتفي بإيراد بعضها :

حديث لا نورّث

( فمنها ) حديثه : ( عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة : ( إنّ أزواج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين تُوفيَ رسول الله أردْنَ أن يبعثْنَ عثمان ابن عفّان إلى أبي بكر الصدّيق فيسألْنَه ميراثهنّ مِن رسول الله فقالت لهنّ عائشة : أليس قد قال رسول الله : لانوّرث ما تركناه صدقة )(٢) .

فقد تقدّم سابقاً : أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام كذّب هذا الحديث ، وكيف يُصدّق ما كذّبه عليّ ؟

على أنّ أبا بكرٍ نفسه أيضاً يُكذّبه ، فقد جاء في الأحاديث الصحيحة

_______________________

 (١) إحياء علوم الدين ١ : ٧٩ .

(٢) الموطّأ ٢ : ٩٩٣ / ٢٧ .

١٨٤

تصريحه بأنّ الوارث لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهلُه وليس غيرهم :

أخرج أحمد بإسناده عن أبي الطفيل قال : (لمّا قُبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أرسلَتْ فاطمة إلى أبي بكر : أنت ورِثْتَ رسول الله أم أهله ؟ قال : فقال : لا بل أهله قالت : فأين سهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ قال : فقال أبو بكر : إنّي سمعت رسول الله... )(١) .

وقد رواه المتّقي عن جماعة مِن الأئمّة : أحمد في المسند ، وأبي داود ، وابن جرير والبيهقي(٢) .

والمحبّ الطبري تحت عنوان ( ذكر اقتفائه آثار النبوّة واتّباعه إيّاها )(٣) .

فهذا الحديث صريحٌ في أنّه كان يرى أنّ لرسول الله إرثاً ووارثاً .

بل لقد رُوي أنّه لمّا قالت له ذلك نزل عن المنبر وكتب لها كتاباً بفَدَك...

قال سبط ابن الجوزي : ( قال علي بن الحسين ( رضي الله عنهما ) : جاءت فاطمة بنت رسول الله إلى أبي بكر ـ وهو على المنبر ـ فقالت : يا أبا بكر ، أفي كتاب الله أن تَرِثُك ابنتك ولا أرِثُ أبي ؟ فاستعبر أبو بكر باكياً ثمّ قال : يا بأبي أنتِ ، ثمّ نزل فكتب لها بفَدَك ودخل عليه عمر فقال : ما هذا ؟ فقال : كتاب كتبتُه لفاطمة ميراثها مِن أبيها قال : فماذا تُنْفِق على المسلمين وقد حاربَتْك العرب كما ترى ؟ ثمّ أخذ عمر الكتاب فشقّه )(٤) .

فظهر أنّ الحديث المذكور كِذْبٌ مفترى .

_______________________

 (١) مسند أحمد ١ : ٩ / ١٥ .

(٢) كنز العمّال ٥ : ٦٠٤ / ١٤٠٦٩، وورد بنحوه في مواضع عدّة .

(٣) الرياض النضرة ١ : ١٩٠ .

(٤) مرآة الزمان ، ورواه عن سبط ابن الجوزي : نور الدين الحلبي في السّيرة النبوية ٣ : ٤٨٨ : باب يذكر فيه مدّة مرضه وما وقع فيه ووفاته .

١٨٥

حديث ولاء بريرة

( ومنها ) الحديث : ( مالك : عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة زَوْج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّها قالت : جاءت بريرة فقالت : إنّي كاتبْتُ أهلي على تسع أواق في كلّ عام أوقيّة فأعينيني ،فقالت عائشة : إن أحبَّ أهلكِ أن أُعدُّها لهم عنك عددتها ، ويكون لي ولاؤك ، فعلتُ فذهبت بريرة إلى أهلها ، فقالت ذلك لهم ، فأبَوْا عليها ، فجاءت مِن عند أهلها ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس ، فقالت لعائشة : إنّي قد عرضتُ عليهم ذلك فأبَوْا عليّ ، إلاّ أنْ يكون الولاء لهم ، فسمع ذلك رسول الله ، فسألها فأخبرَتْه عائشة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خُذيها واشترطي لهم الولاء ، فإنّما الولاء لمَن أعتق... )(١) .

وقد أنكر هذا الحديث بعض العلماء :

منهم : قاضي قُضاتهم يحيى بن أكثم ، فقد جاء بشرحه في ( عمدة القاري ) : ( الموضع الثاني : قوله عليه الصلاة والسلام : اشتريها... إلى آخره مُشكِل ، مِن حيث الشراء وشرط الولاء لهم ، وإفساد البيع بهذا الشرط ومخادعة البايعين ، وشرط ما لا يصحّ لهم ولا يحصل لهم ، وكيفيّة الإذن لعائشة ولهذا الإشكال ؛ أنْكَر بعض العلماء هذا الحديث بجملته ، وهذا منقول عن يحيى بن أكثم... )(٢) .

ومنهم : الشافعي ، قال ابن حجر في ( الفتح ) : ( واستشكل صدور الإذن

_______________________

 (١) الموطّأ ٢ : ٧٨٠ / ١٧ .

(٢) عمدة القاري في شرح صحيح البخاري ١٣ : ١٢٢ .

١٨٦

منه في البيع على شرط فاسد واختلف العلماء في ذلك ، فمنهم مَن أنكر الشرط في الحديث ، فروى الخطّابي في المعالم بسنده إلى يحيى بن أكثم أنّه أنكر ذلك ، وعن الشافعي في الأُم الإشارة إلى تضعيف رواية هشام المصرّحة بالاشتراط ؛ لكونه انفرد بها دون أصحاب أبيه ، وروايات غيره قابلة للتأويل... )(١) .

حديث انتقاض الوضوء بمسّ الذَكَر

( ومنها ) حديثه في انتقاض الوضوء بمسّ الذَكَر ، الذي أبطله كبار علماء القوم ، وهو : ( مالك : عن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم : أنّه سمع عروة بن الزبير يقول : دخلت على مروان بن الحكم ، فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء ، فقال مروان : ومَن مسّ الذَكَر الوضوء فقال عروة : ما علمتُ هذا ، فقال مروان : أخبرتني بسرة بنت صفوان أنّها سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إذا مسّ أحدُكم ذَكَره فليتوضّأ )(٢) .

فهذا الحديث ردّوه بوجوه عقلية ونقليّة كثيرة ، وأقاموا البراهين الجليّة على كذبه وبطلانه ، بل لم يستدل به القائلون بهذا القول أيضاً ، لكون راويه مروان بن الحكم الفاسق الفاجر .

وقال الشيخ عبد العليّ الأنصاري في ( الأركان الأربعة ) :

(ولا ينقض مسُّ الذَكَرِ الوضوءَ عندنا ، وقال الإمام الشافعي : وإن مسّ بلا حائل ينقض ، وكذا عند الإمام مالك وقال الإمام أحمد في رواية : ينقض مسّ

_______________________

 (١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري ٥ : ١٤٤ ـ ١٤٥ .

(٢) الموطّأ ١ : ٤٢ / ٥٨ .

١٨٧

الرجل ذَكَرَه ودُبُرَه ومسّ المرأة فَرْجَها .

وحجّتهم ما روى الإمام الشافعي عن أبي هريرة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذَكَره ليس بينه وبينها حجاب فليتوضّأ قال في فتح القدير : إسناده مضعّف .

وبما روى النسائي عن بسرة بنت صفوان أنّها قالت : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَن مسّ ذَكَره فليتوضّأ .

وتحقيق حال هذا الحديث : قال مشايخنا في أُصول الفقه : إنّ مسّ الذَكَر ممّا يتكرّر به البلوى ويبتلي به كلّ أحد مِن الرجال، ولم يطّلع عليه أحد مِن الرجال مع حاجتهم إلى معرفة حُكْم مسّ الذَكَر ، واطّلعت عليه امرأة غير محتاجة إلى معرفة حُكْم مسّ الذَكر ، وهذا في غاية البعد .

وقد قال الطحاوي : ولا نعلم أحداً مِن الصحابة أفتى بوجوب الوضوء مِن مسّ الذَكر إلاّ ابن عمر ، ولم يتمسّك هو أيضاً بهذا الحديث .

وقال في فتح القدير : وقد ثبت عن أمير المؤمنين عليّ وعمّار وابن مسعود وحذيفة وعمران بن الحصين وأبي الدرداء وسعد بن أبي وقاص رضوان الله عليهم ، أنّهم لا يرون النقض منه ، ولو كان هذا الحديث ثابتاً لكان لهم معرفة بذلك ؛ والقائلون بنقض الوضوء مِن مسّ الذَكر لم يستدلّوا بذاك الحديث .

ولم يقل أحد إنّي سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وروى مَن روى عن بسرة ، ويبعد كلّ البعد أن يُلقي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حُكْماً إلى مَن لا يحتاج إليه ولا يُلقي إلى مَن يحتاج إليه ، فعلم أنّ فيه انقطاعاً باطناً والحديث غير صحيح .

ثمّ يُنظر في سنده ، فروى الإمام مالك في الموطّأ عن محمّد بن عمرو

١٨٨

ابن حزم قال : سمعت عروة يقول : دخلت على مروان فتذاكرنا ما يكون فيه الوضوء فقال مروان : مَن مسّ الذَكر فليتوضّأ فقال عروة : ما علمت هذا فقال : أخبرتْني بسرة بنت صفوان أنّها سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إذا مسّ أحدُكم ذكَره فليتوضّأ .

وأخرج أبو داود والترمذي رواية الموطّأ وللنسائي نحوه وفيه : وقال عروة ولم أزلْ أُماري مروان حتّى دعى رجلاً مِن حرسه ، فأرسل إلى بسرة وسألها عمّا حدّثت مِن ذلك ، فأرسلت إليه بسرة مثل الذي حدّثني عنها مروان ، كذا في جامع الأُصول .

فقد علم مِن ذلك أنّ عروة لم يسمع مِن بسرة ، إنّما سمع مِن شرطي مروان ، والشرطي مجهول لا يقوم روايته حجّة .

وأمّا مروان ، وإن قبله جماعة مِن المحدّثين وكتبوا روايته في صحاحهم ومسانيدهم ، لكن مروان ـ في الإنصاف ـ لم يكن قابلاً لقبول شهادته وروايته ، وقد تواتر عنه أفعال أعاذنا الله عنها وجميع المسلمين ، وإنّه قد احتال حِيَلاً ومكراً عظيماً في خلافة أمير المؤمنين عثمان وهو غير شاعر ، حتّى انجرّ إلى أنّ الأشقياء قتلوه ، فقتل شهيداً مظلوماً .

ثمّ هو كان شريكاً للذين جاءوا لتخريب المدينة في زمان يزيد الشقيّ ، حتّى أعانهم وغدر هو وغدروا بأهل المدينة وفعلوا ما فعلوا ، فإن كان عنده هذا الصُنع حراماً ـ كما هو في الواقع ـ فهو فاسق معلن ؛ فلا تُقبل روايته بل لا يُكتب حديثه ، وإن كان يزعم هذا الصُنع مباحاً لشبهة عرضت له كشبهة الخوارج ؛ فهو مِن أهل الأهواء ، ثمّ كان هو داعياً إلى هذا الصُنع فهو مبتدع داع إلى بدعته ، ورواية المبتدع الداعي إلى بدعته غير مقبول ولا صالح للكتابة

١٨٩

بالإجماع ، ثمّ ملاحظة هذه القصّة في التواريخ المعتبرة يحكم أنّه قد ارتكب كذباً ، والمبتدع الكاذب ـ وإن كان مستحلاًّ للكذب ـ لا يقبل روايته بالإجماع .

ثمّ كان هو يسبُّ أمير المؤمنين عليّاً في المجالس بل على المنبر ، والمبتدع المُظهر سبّ السَلَف مردود الشهادة والرواية باتّفاق الأُمّة ، بخلاف الكاتم ، فإنّه يقبل شهادته عندنا إن كان مجتنباً عن الكبائر في زعمه وعن الكذب ، ويُقبل روايته أيضاً عند أكثر أهل الحديث بذلك الشرط ، وعند محقّقي أصحابنا لا تُقبل روايته أصلاً وهو الحقّ ، وقد بيّنّا في فواتح الرحموت شرحنا للمسلّم .

وإذ قد علمت أنّ هذا الحديث المروي عن بسرة غير صحيح ألبتّة ، وحديث أبي هريرة أيضاً ضعيف ، فلم يدلّ دليل على نقض مسّ الذَكَر ، فيبقى على أصله غير ناقض كمسّ سائر الأعضاء ).

وقال الزرقاني المالكي : ( هو على شرط البخاري ، وإنْ كان المخالف يقول : إنّه مِن رواية مروان ، ولا صحبة له ولا كان مِن التابعين بإحسان... وزعم الحنفيّة أنّ مسّ الذَكَر في حديث بسرة كناية عمّا يخرج منه... وقالوا أيضاً : إنّ خبر الواحد لا يُعمل به فيما يعمّ به البلوى... )(١) .

هذا ، وسيأتي في فصل ( مسائل فقهيّة ) البحث عن هذه المسألة ، وفي الكلام على حديث مروان ، وطعن يحيى بن معين فيه .

حديث تحريم المتعة يوم خيبر

( ومنها ) حديثه : ( عن ابن شهاب ، عن عبد الله والحسن ابني محمّد بن

_______________________

 (١) شرح الموطّأ ١ : ١٥٢ كتاب الطهارة ، باب الوضوء من مسّ الفرج .

١٩٠

عليّ ، عن أبيهما ، عن عليّ بن أبي طالب : أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسيّة )(١) .

وهو حديث باطل لوجوه :

الأوّل : لقد نصّ علماء القوم على بطلان القول بتحريم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المتعة يوم خيبر ، وقد تقدّم الإيماء إلى قول صاحب ( التحفة ) بأنّ هذه الدعوى تشهد بجهل وحمق مدّعيه(٢) .

الثاني : إنّ أمير المؤمِنينعليه‌السلام كان على رأس القائلين بحليّة المتعة ، قال الرازي : ( أمّا أمير المؤمِنين عليّ بن أبي طالب ، فالشيعة يَرْوون عنه إباحة المتعة ، وروى محمّد بن جرير الطبري في تفسيره عن عليّرضي‌الله‌عنه أنّه قال : لولا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنا إلاّ شقيّ )(٣) .

وفي ( الدر المنثور ) بتفسير( فَمَا اسْتَمْتَعْتُم... ) الآية : ( أخرج عبد الرزاق وأبو داود في ناسخه وابن جرير عن الحُكم أنّه سُئل عن هذه الآية منسوخة ؟ قال : لا وقال عليّ : لولا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنا إلاّ شقيّ ) (٤) .

ورواه المتّقي كذلك عن الثلاثة(٥) .

الثالث : إنّ فتوى مالك نفسه بإباحة المتعة تكذّب هذا الحديث ، وقد ذُكرِت فتواه هذه في كُتب القوم ، نذكر بعضها :

قال المرغيناني : ( ونكاح المتعة باطل ، وهو أنْ يقول لامرأة : أتمتّع بك

_______________________

(١) الموطّأ ٢ : ٥٤٢ / ٤١ .

(٢) التحفة الاثني عشرية : ٣٠٣ .

(٣) تفسير الرازي ١٠ : ٥٠ .

(٤) الدرّ المنثور ٢ : ٤٨٦ .

(٥) كنز العمّال ١٦ : ٥٢٢ / ٤٥٧٢٨ .

١٩١

كذا مدّة بكذا مِن المال وقال مالك رحمه الله : هو جائز ، لأنّه كان مباحاً فيبقى إلى أنْ يظهر ناسخه )(١) .

وقال أبو البركات النسفي في ( كنز الدقائق ) : ( ويبطل نكاح المتعة ، خلافاً لمالك ، صورة المتعة أنْ يقول الرجل لامرأة : خذي هذه العشرة لأتمتّع بك أيّاماً وقال مالك رحمه الله : هو جائز ) .

قال الزيلعي بشرحه : ( وقال مالك هو جائز ، لأنّه كان مشروعاً ، فيبقى إلى أنْ يظهر ناسخه واشتهر عن ابن عبّاس تحليلها ، وتبعه على ذلك أكثر أصحابه مِن أهل اليمن ومكّة ) .

وقال العيني بشرحه : ( وقال مالك هو جائز ، لأنّه كان مشروعاً ، واشتهر عن ابن عبّاس تحليله ) .

وقال أكمل الدين البابرتي بشرح الهداية :

( قال : ونكاح المتعة باطل صورة المتعة ما ذكره في الكتاب أن يقول الرجل لامرأة : أتمتّع بك كذا مدّة بكذا مِن المال ، أو يقول : خذي مِني هذه العشرة لأتمتّع بك أيّاماً ، أو متّعيني نفسك أيّاماً أو عشرة أيام ، أو لم يقل أيّاماً وهذا عندنا باطل وقال مالك رحمه الله : هو جائز ، وهو الظاهر مِن قول ابن عبّاسرضي‌الله‌عنه لأنّه كان مباحاً بالاتّفاق فيبقى إلى أنْ يظهر ناسخه...

وقيل : في نسبة جواز المتعة إلى مالك نظر ، لأنّه روى الحديث في الموطّأ عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن ابني محمّد بن عليّ عن أبيهما عن عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسيّة وقال في المدوّنة : ولا

_______________________

(١) الهداية في الفقه ١ : ١٩٥ .

١٩٢

يجوز النكاح إلى أجل قريب أو بعيد وإنْ سُمّيَ صداقاً ، وهذه المتعة .

وأقول : يجوز أن يكون شمس الأئمّة الذي أخذ مِنه المصنّف ، قد اطّلع على قولٍ له على خلاف ما في المدوّنة ، وليس كلّ مَن يروي حديثاً يكون واجب العمل ، لجواز أن يكون عنده ما يعارضه أو يرجّح عليه )(١) .

_______________________

(١) العناية في شرح الهداية ٣ : ١٤٩ ـ ١٥٠ ط على هامش فتح القدير لابن الهمام .

١٩٣

أبو حنيفة النعمان بن ثابت

رسالة إمام الحرَمَيْن

لقد ألَّف إمام الحرمين الجويني(١) رسالةً في ذمّ أبي حنيفة والطعن على أقواله وفتاواه ، وأسماها ( مغيث الخَلْق في اختيار الحقّ ) وقد تركتْ هذه الرسالة أثراً بالغاً في نفوس الناس ، وتحيّر الحنفيّة في علاج الأمر ، ولم يجد بعضهم بدّاً مِن إنكار الرسالة ونفي كونها لإمام الحرمين وزعم أنّها موضوعة عليه ، كالشيخ ملاّ عليّ القاري ، فإنّه كتب جواباً عنها وقال في خطبته :

( يقول أفقر عباد الله الغنيّ الباري عليّ بن سلطان الهروي القاري : رأيت رسالة مصنوعةً في ذمّ مذهب السّادة الحنفيّة ـ الذين هم قادة الأُمّة الحنفيّة وأكثر أهل الملّة الإسلاميّة ـ وموضوعة ، فيها أشياء مِن أعجب العجاب التي تشير إلى أنّ قائلها جاهل أو كذّاب ، وهي منسوبة إلى أبي المعالي عبد الملك ابن عبد الله بن يوسف الجويني المشهور بإمام الحرمين ، مِن أكابر علماء مذهب الشافعي ، وحسن ظنّي به أنّ أحداً مِن الخوارج أو الرافضة ـ الحاسدين لاجتماع أهل السنّة والجماعة على طريقة واحدة مشتملة على المستنبَط مِن

_______________________

(١) وهو : أبو المعالي عبد الملك الشافعي ، المتوفى سنة ٤٧٨هـ ، توجد ترجمته في : طبقات الشافعية للسبكي ٥ : ١٦٥، وفيات الأعيان ٣ : ١٦٧ ، المِنتظم ٩ : ١٨ ، سِيَر أعلام النبلاء ١٨ : ٤٦٨ .

١٩٤

الكتاب والسنّة وإجماع الأُمّة والقياس المعتبر عند الأئمّة ـ كَتَبَ هذه الرسالة ونسبها إليه ، ليكون سبباً لرواج بضاعته المزجاة لديه ، ووسيلة إلى مهابة العوام والجهلة في الردّ عليه ، كما يدلّ على ما قلنا ركاكة ألفاظه... ) .

إلاّ أنّ القاري تنبّه في آخر الرسالة إلى غفلته والتفت إلى سوء ظنّه وفساد توهّمه فقال :

( ثمّ أعلم أني كنت أظنّ أنّ الرسالة المصنوعة إنّما يكون على إمام الحرمين موضوعة ، لكن رأيت في بعض الكُتُب أنّه ذكرها اليافعي في كتابه مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان وتقلّب أحوال الإنسان ) .

أقول : وهذه نصوص ألفاظ ما جاء في ( مرآة الجنان ) في ذلك :

( وممّا ذكروا عن السلطان محمود ما هو مشهود ، ومِن فضل مذهب الشافعي معدود : ما سيأتي الآن ذكره ويعلم مِنه فضل المذهب المذكور وفخره ، قصّة عجيبة مشتملة على نادرة غريبة ، وهي ما ذكر إمام الحرمين ، فحل الفروع والأصلين ، أبو المعالي عبد الملك ابن الشيخ الإمام أبي محمّد الجويني ، في كتابه الموسوم بـ ( مغيث الخلق في اختيار الحقّ ) : إنّ السلطان محمود المذكور كان على مذهب أبي حنيفةرضي‌الله‌عنه ، وكان مولعاً بعِلم الحديث ، وكان الناس ـ أو قال : الفقهاء ـ يسمعون الحديث مِن الشيوخ بين يديه... )(١) .

قضيّة صلاة القفّال

هذا ، وقد جاء في الرسالة المذكورة بعد الكلام على فضائح أبي حنيفة

_______________________

(١) مرآة الجنان وعبرة اليقظان ٣ : ١٩ .

١٩٥

في مسائل الطهارة :

( جئنا إلى الصّلاة ، فوافق الشافعي الأصل الذي عليه بناء الصّلاة مِن الدعاء والخضوع والخشوع وقال : المعنى المطلوب مِن الصّلاة الخضوع والخشوع واستكانة النفس ، ومحادثة القلب بالموعظة الحسنة والحكمة البالغة ، والفكر في معاني القرآن والابتهال إلى الله سبحانه ، وأبو حنيفة لا يلزم الأصل ويخالفه حتّى طرح أركانها وشرائطها ، حتّى رجع حاصل الصّلاة إلى نقرات كنقرات الديك .

وإذا عَرَض ـ مثلاً ـ صلاته على كلّ عامّي جلف امتنع عن اتّباعه ، فإنّ مَن غمس في مستنقع نبيذ ، ولبس جلد كلب مدبوغ ، وأحرم بالصّلاة مبدّلاً بصيغة التكبير ترجمته تركياً كان أو هندياً ، ويقتصر في قراءة القرآن على ترجمة قوله( مُدْهَامَّتَانِ ) ثمّ يترك الركوع فينقر نقرتين ، لا قعود بينهما ولا يقرأ التشهّد ، ثمّ يُحْدث عمداً في آخر صلاته بدل التسليم ، ولو اتّفق مِنه أن سبقه الحَدَث يعيد الوضوء في أثناء الصلاة ويُحْدث ، فإنّه إن لم يكن قاصداً لحَدَثِه الأوّل لم يتحلّل عن صلاته على الصحّة .

والذي ينبغي أن يَقطع به كلُّ ذي دين : أنّ مثل هذه الصّلاة لم يبعث الله به نبيّاً ، ولا بعث محمّد بن عبد الله المصطفى ( صلوات الله وسلامه عليه ) لدعاء الناس إليه ، وهي قطب الإسلام وعماد الدين ، وقد زعم أنّ هذا القدر أقلّ الواجب ، وهي الصّلاة التي بعث بها النبيّ ( عليه الصّلاة والسلام ) ، وما عداها آداب وسُنن .

ويحكى أنّ السلطان يمين الدولة وأمين الملّة أبا القاسم محمود بن سبكتكين ، كان على مذهب أبي حنيفة ، وكان مولعاً بعلم الحديث ، وكان ندماؤه وجلساؤه يسمعون الحديث مِن الشيوخ بين يديه وهو يسمع ، وكان

١٩٦

يستفسر الأحاديث ، فوجد الأحاديث أكثرها موافقاً لمذهب الشافعي ، فوقع في خَلَدِه حبّه ، فجمع الفقهاء مِن الفريقين في المرو والتمس مِنهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر، فوقع الاتّفاق على أن يصلّوا بين يديه ركعتين على مذهب الشافعي وركعتين على مذهب أبي حنيفة ، لينظر فيه السلطان ويتفكر فيه ويختار ما هو أحسن .

فصلّى القفّال المروزي مِن أصحاب الشافعي بطهارة مسبغة وشرائط معتبرة مِن الطهارة والسَتر واستقبال القبلة ، وأتى بالأركان والهيئات والسُنن والآداب والفرائض على وجه الكمال والتمام ، وكان صلاة لا يجوّز الشافعي دونها .

ثمّ صلّى ركعتين على ما يجوّز أبو حنيفة ، فلبس جلد كلب مدبوغ ولطخ ربعه بالنجاسة ، وتوضّأ بنبيذ التمر ، وكان في صميم الصيف بالمفازة ، فاجتمع عليه الذباب والبعوض ، وكان وضوءه معكوساً منكوساً ، ثمّ استقبل القبلة وأحرم بالصلاة مِن غير نيّة ، وأتى بالتكبير بالفارسيّة ، ثمّ قرأ آية بالفارسيّة ( دو برك سبز ) ثمّ نقر نقرتين كنقرات الديك ، مِن غير فصلٍ ومِن غير ركوع ، وتشهّد وضرط في آخره مِن غير سلام .

وقال : أيّها السلطان هذه صلاة أبي حنيفة .

فقال السلطان : إن لم تكن هذه صلاة أبي حنيفة لقتلتك ؛ لأنّ مثل هذه الصلاة لا يجوّزها ذو دين .

وأنكرت الحنفيّة أن يكون هذه صلاة أبي حنيفة .

وأمر القفّال بإحضار كُتُب العراقيّين .

وأمر السلطان نصرانيّاً كاتباً يقرأ المذهبين جميعاً .

١٩٧

فوجدت الصّلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفّال

فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة وتمسّك بمذهب الشافعيّ .

ولو عرضت الصلاة التي جوّزها أبو حنفية على العاميّ لامتنع مِن قبولها ) .

وكذلك جاء في كتاب ( السيف المسلول في ضَرْب القتال والمقفول) ، فإنّه وإنْ حاول صاحبه في بدء الأمر تكذيب القصّة ، لكنّه اضطرّ إلى الإقرار بثبوتها ، وهذه عباراته :

( يقول أضعف عباد الله القويّ علم الله بن عبد الرزاق الحنفي أصلح الله حاله وحقّق آماله : كنت أسمع مِن أفواه الرجال قصّة المروزي القفّال مع السلطان محمود الغزنوي المغتال ، في تحويله بالشعبذة والاحتيال وتنقيله عمّا كان عليه مِن سنيّ الأحوال ، مِن مذهب الإمام أبي حنيفة الأعظم إلى مذهب الإمام محمّد بن إدريس المحترم ، ولمّا كانت القصّة مشتملة على قبايح شنيعة وشنائع فظيعة لا تليق به ، بل يستحيل أن تصدر عمّن له حظّ قليل مِن الأخلاق الرضيّة والآداب المرضيّة ، بل مَن له أدنى رائحة مِن طيب الإسلام فضلاً عمّن يعدّه جمع مِن العلماء الأعلام ، كنتُ كذّبتها وما صدّقتها وخطّأتها وما صوّبتها

وقلت : حاشاه حاشاه ! أين هذا وأين علمه وتقواه ، مطهّر جنابه مِن هذه الأنجاس ، منزّه لسانه عن لوث هذه الأدناس ، شأنه أجلّ مِن أن يكون معروفاً بهذي الفضائح ومشهوراً بتلك القبائح ، مِن البطالات المزخرفة والخرافات المستطرفة ، وأُضحوكات المضحكة ومهملات المتمسخرة ، وتكلّمات المجانين وحكايات المغمورين ، وخطابات المسحورين وهذيانات المحمومين ، هزل لا فصل ، جهل لا فضل ، وكنت على ذلك برهة مِن الزمان

١٩٨

ومدّة مِن الأكوان ) .

ثمّ قال بعد هذا كلّه :

( حتّى وقفت على تاريخ اليافعي مِن أعيان مقلّدي الشافعي ، فرأيته قد ذكر القصّة على ما شاعت في الخافقين ، نقلاً عن الكتاب المسمّى بمغيث الخلْق لإمام الحرمين ، فظهر أنّ القصّة واقعة وأنّ الحكاية على ما هي شائعة ، ليس في صدقها ريب ولا فيها مِن الافتراء شَوْب ، فلمّا عرفت أنّ هذا اليقين لا يُستراب زدتُّ تحيّراً وقلت : إنّ هذا لشيءٌ عجابٌ ، وأعجب مِن هذا ، أنّ هؤلاء الذين عدّوا أجلاّء الشافعيّة عظماء ، ذكروا القصّة تبجّحاً وافتخاراً ، وأوردوا الحكاية تبهّجاً وابتشاراً، كما يدلّ على ذلك عباراتهم ويجلو ما هنالك إشاراتهم ) .

ترجمة القفّال المروزي

هذا ، وإليك طرفاً مِن ترجمة أبي بكر القفّال ، المتوفى سنة ٤١٧هـ ، وفضائله ومحامده في كُتب تراجم الرجال والتاريخ : فقد قال ابن خلّكان في ( وفيات الأعيان) :

( أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله الفقيه الشافعي المعروف بالقفّال المروزي ، كان وحيد زمانه فقهاً وحفظاً ، وورعاً وزهداً ، له في مذهب الإمام الشافعي مِن الآثار ما ليس لغيره مِن أبناء عصره ، وتخاريجه كلّها جيّدة وإلزاماته لازمة ، واشتغل عليه خلْق كثير وانتفعوا به ، مِنهم الشيخ أبو عليّ السبخي والقاضي حسين بن محمّد ـ وقد تقدّم ذكرهما ـ والشّيخ أبو محمّد الجويني والد إمام الحرمين ، وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى وغيرهم ، وكلّ واحد مِن

١٩٩

هؤلاء صار إماماً يشار إليه ، ولهم التصانيف النافعة ونشروا علمه في البلاد ، وأخذ عنهم أئمّة كبار أيضاً )(١) .

وقال ابن جماعة في ( طبقات فقهاء الشافعية ) :

( عبد الله بن أحمد بن عبد الله المروزي ، الإمام الجليل ، أبو بكر القفّال الصغير ، شيخ طريقة خراسان ، وإنّما قيل له القفّال لأنّه كان يعمل الأقفال في ابتداء أمره ، وبرع في صناعتها حتّى صنع قفلاً بالآلة ومفتاحه وزن أربع حبّات ، فلمّا كان ابن ثلاثين سنة أحسّ مِن نفسه ذكاء فأقبل على الفقه ، فاشتغل به على الشيخ أبي زيد وغيره ، فصار إماما يُقتدى به فيه ، وتفقّه عليه خلْق مِن أهل خراسان ، وسمع الحديث ، وحدّث وأملى .

قال الفقيه ناصر العمري : لم يكن في زمان أبي بكرالقفّال أفقه مِنه ، ولا يكون بعده مثله ، وكنّا نقول : إنّه مَلَك في صورة إنسان .

وقال الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه : أبو بكر القفّال وحيد زمانه فقهاً وحفظاً وورعاً وزهداً ، وله في المذاهب مِن الآثار ما ليس لغيره مِن أهل عصره ، وطريقته المهذّبة في مذهب الشافعي التي حملها عنه أصحابه أمتن طريقة وأكثرها تحقيقاً، رحل إليه الفقهاء مِن البلاد وتخرّج به أئمّة )(٢) .

وقال اليافعي في ( مرآة الجنان ) :

( الإمام أبو بكر القفّال المروزي ، عبد الله بن أحمد شيخ الشافعية بخراسان ، حذق في صنعته حتّى عمل قفلاً بمفتاحه وزن أربع حبّات ، فلمّا صار ابن ثلاثين سنة ، أحسّ بنفسه ذكاءً وحبّب الله إليه الفقه ، فاشتغل به فشرع

_______________________

(١) وفيات الأعيان ٣ : ٤٦ / ٣٣١ .

(٢) طبقات الشافعية لابن جماعة ، وانظر : لابن قاضي شهبة ١ : ١٨٦ برقم ١٤٤ .

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٧٧٩ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها مرّة أعاذه الله من الشيطان ، وبرئ من النفاق ، وحرم على النار ، وكأنّما قرأ القرآن أربعين مرّة ».

٧٨٠ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لكلّ شيء نور ، ونور القرآن( قل هو الله أحد ) ».

٧٨١ ـ وروي أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى رجلاً يقرأها ، فقال : « هذا عبد قد عرف ربّه ».

٧٨٢ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « هي المانعة ، تمنع من عذاب القبر ، ونفحات النار »(١) .

٧٨٣ ـ السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب المجتنى : عن كتاب العمليات الموصلة إلى ربّ الأرضين والسماوات : تأليف أبي المفضل يوسف بن محمّد بن أحمد المعروف بابن الخوارزمي ، بسنده عن عبدالله بن عباس ـ في حديث طويل ـ قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ومن قرأها عشرين مرّة ، فله ثواب سبعمائة رجل ، أهريقت دماؤهم في سبيل الله ، وبورك عليه وعلى أهله وماله وولده.

ومن قرأها ثلاثين مرّة ، بني له ثلاثون قصراً في الجنّة.

ومن قرأها أربعين مرّة ، جاور النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجنّة.

ومن قرأها خمسين مرّة ، غفر له ذنبه خمسين سنة.

ومن قرأها مائة مرّة ، كتب الله له عبادة مائة سنة.

ومن قرأها مائتي مرّة ، فكأنّما أعتق مائتي رقبة.

ومن قرأها أربعمائة مرّة ، كان له أجر أربعمائة شهيد.

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٥ ـ ٢٨٧ / ٤٧٠٦ ، وكذا الاحاديث التي سبقت من رقم ٧٦٧.

٣٢١

ومن قرأها خمسمائة مرّة ، غفر الله له ولوالديه.

ومن قرأها ألف مرّة ، فقد أدّى بدله إلى الله تعالى ، وقد صار عتيقاً من النار ، اعلموا أنّ خير الدنيا والآخرة في قراءتها ».

وفي نسخة : « إنّ الله يعطي خير الدنيا والآخرة بقراءتها ، ولا يتعاهد قراءتها إلاّ السعداء ، ولا يأبى قراءتها إلاّ الأشقياء »(١) .

٧٨٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة وأصغى لها أحبّه الله ، ومن أحبّه الله نجا ، وقِراءتها على قُبور الأمواتِ فيها ثوابٌ كثيرٌ ، وهي حِرْزٌ مِن كلّ آفة »(٢) .

٧٨٥ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها وأهداها للموتى كان فيها ثوابُ ما في جميع القُرآن ، ومن قرأها على الرَّمَد سكّنه الله وهدَأه بقُدرة الله تعالى »(٣) .

٧٨٦ ـ صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من مرّ على المقابر وقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إحدى عشرة مرّة ثمّ وهب أجره للأموات أُعطي من الأجر بعدد الأموات »(٤) .

الاستشفاء بها :

٧٨٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن بن علي ، عن

__________________

(١) المجتنى : ٤٦٣ ( ضمن مهج الدعوات ) وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٣ / ذيل ح ٢٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٩٨ / ١٢٠١٥.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٩٨ / ١٢٠١٦.

(٤) صحيفة الإمام الرضاعليه‌السلام : ٩٤ / ٢٨ ، وعنه في المستدرك ٢ : ٤٨٣ / ٢٥٢١ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ٤٨١ / ١٣٤٤.

٣٢٢

مندل ، عن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « من أصابه مرض أو شدّة لم يقرأ في مرضه أو شدّته( قل هو الله أحد ) ثمّ مات في مرضه أو في تلك الشدّة التي نزلت به فهو في أهل النار »(١) .

وفيعقاب الأعمال : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، مثله(٢) .

ورواه البرقي فيالمحاسن : عن إسماعيل بن مهران ، مثله(٣) .

٧٨٨ ـ ابن بسطام وأخوه في طب الأئمّة عليهم‌السلام : عن محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن سلمة بن محرز ، قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « من لم تبرئه سورة الحمد و( قل هو الله أحد ) لم يبرئه شيء ، وكلُّ علّة تبرئها هاتين السّورتين »(٤) .

دفع المكاره بها :

٧٨٩ ـ الكليني في الكافي : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عَطيّة ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) حين يَخْرُج من منزله عشر مرّات ، لم يزل في حفظ الله عزّوجلّ وكلاءته حتّى يرجع إلى منزله »(٥) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٤ / ٧٧٨٩.

(٢) عقاب الأعمال : ٢٨٣ / ١.

(٣) المحاسن : ٩٦ / ٥٥.

(٤) طب الأئمّةعليهم‌السلام : ٣٩ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٣٤ / ١٩.

(٥) الكافي ٢ : ٥٤٢ / ٨ ، وعنه في الوسائل ٥ : ٣٢٨ / ٦٦٩٥ ، وورد أيضاً في عدّة الداعي : ٣٤٥ / ١٦ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥١ / ذيل ح ٢٢.

٣٢٣

٧٩٠ ـ وعنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إدريس الحارثي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « يا مفضّل ، احتجز من الناس كلّهم ب‍( بسم الله الرحمن الرحيم ) وب‍( قل هو الله أحد ) ، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك ، فإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرّات ، واعقد بيدك اليسرى ثمّ لا تفارقها حتّى تخرج من عنده »(١) .

٧٩١ ـ الصدوق في ثواب الأعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن الجهم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن رجل سمع أبا الحسنعليه‌السلام يقول : « من قدَّم( قل هو الله أحد ) بينه وبين جبّار منعه الله منه بقراءتها بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، فإذا فعل ذلك رزقه الله خيره ، ومنعه شرّه »(٢) .

٧٩٢ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن أبي الحسن النهدي ، عن أبان بن عثمان ، عن قيس بن ربيع ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من أوى إلى فراشه فقرأ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرّة حفظه الله في داره وفي دويرات حوله »(٣) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٤ / ٢٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٢ / ٧٧٨٦.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ٩ ، وورد أيضاً في الكافي ٢ : ٦٢١ / قطعة من ح ٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٦٨ / قطعة من ح ٨٤٦٤ ، وفي مجمع البيان ٥ : ٥٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٤ / ٢٣٦.

(٣) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٧ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٧ / ٧٧٩٧ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٤ / ٢٣٤.

٣٢٤

٧٩٣ ـ وفي الخصال : حدّثنا ابي ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « حدّثني أبي ، عن جدّي أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال : من قرأ( قل هو الله أحد ) حين يأخذ مضجعه ، وكّل الله به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته »(١) .

٧٩٤ ـ السيوطي في الدرّ المنثور : عن عليّ ، عن رسول الله صلوات الله عليهما قال : « من أراد سفراً فأخذ بعضادتي منزله فقرأ إحدى عشرة مرَّة( قل هو الله أحد ) كان الله تعالى له حارساً حتّى يرجع »(٢) .

__________________

(١) الخصال : ٦٣١ / ضمن حديث الأربعمائة ، وورد أيضاً في تحف العقول : ١٢٠ ، وعدّة الداعي : ٣٤٢ / ٥ ، وعن العدّة في البحار ٩٢ : ٣٥١ / قطعة من ح ٢٢.

(٢) الدرّ المنثور ٨ : ٦٧٥ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥٤ / قطعة من ح ٢٣.

٣٢٥

سورة الفلق

(١١٣)

مكّية نزلت بعد سورة الفيل

فضلها :

٧٩٥ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن بكر بن صالح ، عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « ما من أحد في حدّ الصبا يتعهّد في كلّ ليلة قراءة( قل أعوذ بربّ الفلق ) و( وقل أعوذ بربّ الناس ) كلّ واحدة ثلاث مرّات و( قل هو الله أحد ) مائة مرّة فإن لم يقدر فخمسين ، إلاّ صرف الله عنه كلّ لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش ، وفساد المعدة وبدور الدم أبداً ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب ، فإن تعهّد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظاً إلى يوم يقبض الله عزّوجلّ نفسه »(١) .

٧٩٦ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن أبيه ، قال : حدّثني أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مِهران ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبيدة الحَذّاء ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « من

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٣ / ١٧ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٨ / ٧٧٩٨.

٣٢٦

أَوْتَر بالمُعوِّذتين و( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ ) قيل له : ياعبدالله ، أبْشِر فقد قَبِل الله وتْرَك »(١) .

٧٩٧ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « يا عقبة ، ألا اُعلّمك سورتين هما أفضل القرآن ـ أو من أفضل القرآن ـ » قلت : بلى يا رسول الله ، فعلّمني المعوّذتين ، ثمّ قرأ بهما في صلاة الغداة ، وقال لي : « إقرأهما كلّما قمت ونمت »(٢) .

٧٩٨ ـ وعنه : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ومن قرأ( قل أعوذ بربّ الفلق ) و( قل أعوذ بربّ الناس ) فكأنّما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله على الأنبياء »(٣) .

الاستشفاء بها :

٧٩٩ ـ القمّي في تفسيره : حدّثني أبي ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « كان سبب نزول المعوَّذتين أنّه وُعك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزل عليه جبرئيل بهاتين السّورتين فعوَّذه بهما »(٤) .

٨٠٠ ـ القطب الراوندي في الدعوات : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسعته عقرب فدعا بماء وقرأ عليه( الحمد والمعوّذتين ) ، ثمّ جرع منه

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ١ ، وأمالي الصدوق : ١١٦ / ٩٨ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ١٣٢ / ٧٥٣٩ ، وعن الثواب في البحار ٩٢ : ٣٦٤ / ٣ ، وورد أيضاً في عدّة الداعي : ٣٤٥ / ١٥.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٥٦٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٦ / ٤٥٠٢.

(٣) نفس المصدر ٥ : ٥٦٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧٠ / ٤٩٧٠.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٤٥٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٣ / ١.

٣٢٧

جرعاً ثمّ دعا بملح ودافه في الماء ، وجعل يدلكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك الموضع حتّى سكن »(١) .

٨٠١ ـ ابني بسطام في طب الأئمّة عليهم‌السلام : عن أبي جعفر محمّد الباقرعليه‌السلام أنّه شكا إليه رجل من المؤمنين ، فقال : يابن رسول الله إنّ لي جارية تتعرّض لها الأرواح ، فقال : « عوّذها ب‍ ( فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين ) عشراً عشراً ، ثمّ اكتبه لها في جام بمسك وزعفران ، واسقها إيّاه ، ويكون في شرابها ووضوئها وغسلها » ففعلت ذلك ثلاثة أيّام ، فذهب الله به عنها(٢) .

٨٠٢ ـ وعنه : عن أحمد بن زياد ، عن فضالة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن الصادقعليه‌السلام قال : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ ( فاتحة الكتاب والمعوَّذتين ) ثمّ يمسح بهما وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجد »(٣) .

٨٠٣ ـ وعنه : عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه رأى مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء ثمّ قرأ عليه ( الحمد والمعوّذتين ) ونفث في القدح ثمّ أمر فصبَّ الماء على رأسه ووجهه فأفاق ، وقال له : « لا يعود إليك أبداً »(٤) .

٨٠٤ ـ وعنه : عن محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

__________________

(١) دعوات الراوندي : ١٢٨ / ٣٢٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٦ / ٨.

(٢) طب الأئمّةعليهم‌السلام : ١٠٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣١١ / ٤٧٦٢.

(٣) نفس المصدر : ٣٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٩ ، والبحار ٩٢ : ٢٣٤ / ١٨ ، ٣٦٤ / ٤.

(٤) نفس المصدر : ١١١ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٤ / ٥.

٣٢٨

إنَّ جبرئيلعليه‌السلام أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال له : يا محمّد ، قال : لبيّك ياجبرئيل ، قال : إنَّ فلاناً اليهودي سحرك وجعل السّحر في بئر بني فلان ، فابعث إليه ـ يعني إلى البئر ـ أوثق الناس عندك ، وأعظمهم في عينك ، وهو عديل نفسك ، حتّى يأتيك بالسّحر.

قال : فبعث النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام وقال : انطلق إلى بئر أزوان فانّ فيها سحراً سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي ، فأتني به ، قال عليٌّعليه‌السلام : فانطلقت في حاجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهبطت ، فإذا ماء البئر قد صار كأنّه ماء الحناء من السحر.

فطلبته مستعجلاً حتّى انتهيت إلى أسفل القليب ، فلم أظفر به ، قال الّذين معي : ما فيه شيء فاصعد ، فقلت ، لا والله ما كذبت وما كذّبت ، وما نفسي به مثل أنفسكم ـ يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ.

ثمَّ طلبت طلباً بلطف فاستخرجت حُقّاً فأتيت النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : افتحه ففتحته فإذا في الحُقّ قطعة كرب النخل في جوفه وتر ، عليها إحدى وعشرين عقدة ، وكان جبرئيلعليه‌السلام أنزل يومئذ المعوذّتين على النبيّ ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا عليُّ أقرأهما على الوتر فجعل أمير المؤمنينعليه‌السلام كلّما قرأ آية انحلّت عقدة حتّى فرغ منها وكشف الله عزَّوجلَّ عن نبيّه ما سحر به وعافاه.

ويروى أنّ جبرئيل وميكائيلعليهما‌السلام أتيا إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجلس أحدهما عن يمينه ، والآخر عن شماله ، فقال جبرئيلعليه‌السلام لميكائيلعليه‌السلام : ما وجع الرّجل ؟ فقال ميكائيل : هو مطبوب ، فقال جبرئيلعليه‌السلام : ومن طبّه ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي »(١) ثمَّ ذكر الحديث إلى آخره.

__________________

(١) طبّ الأئمّةعليهم‌السلام : ١١٣ ، وعنه في المستدرك ١٣ : ١٠٩ / ١٤٩١٠ ، والبحار ١٨ : ٦٩ / ٢٥ ، و ٩٢ : ٣٦٤ / ٦ ، وورد مثله في تفسير فرات : ٦١٩ / ٧٧٤ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٦ / ٩ ، ودعائم الإسلام ٢ : ١٣٨ / ٤٨٧ ، وعنه في المستدرك ١٣ : ١٠٧ / ١٤٩٠٩.

٣٢٩

٨٠٥ ـ وعنه : عن أبي عبدالله الصّادقعليه‌السلام أنّه سئل عن المعوّذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصادقعليه‌السلام « نعم هما من القرآن » فقال الرجل : إنّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ، ولا في مصحفه ، فقال أبو عبداللهعليه‌السلام : « أخطأ ابن مسعود ـ أو قال : كذب ابن مسعود ـ هما من القرآن ».

قال الرّجل : فأقرأ بهما يابن رسول الله في المكتوبة ؟ قال : « نعم ، وهل تدري ما معنى المعوّذتين وفي أيِّ شيء نزلتا ؟ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي » فقال أبو بصير لأبي عبداللهعليه‌السلام : وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبدالله الصادقعليه‌السلام : « بلى كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرى أنّه يجامع وليس يجامع وكان يريد الباب ولا يبصره ، حتّى يلمسه بيده ، والسّحر حقُّ وما يسلّط السّحر إلاّ على العين والفرج ، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فأخبره بذلك ، فدعا عليّاًعليه‌السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان »(١) وذكر الحديث بطوله إلى آخره.

٨٠٦ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ سورة( الفلق ) في كلّ ليلة عند منامه ، كتب الله له من الأجر كأجر من حج واعتمر وصام ، وهي رُقية نافعة ، وحرز من كلّ عين ناظرة بسوء »(٢) .

٨٠٧ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها عند نومه كان له أجر عظيم ،

__________________

(١) نفس المصدر : ١١٤ ، وعنه في المستدرك ١٣ : ١٠٩ / ١٤٩١١ ، والبحار ٩٢ : ٣٦٥ / ٧.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٤ / ١٢٠٦٣.

٣٣٠

وهي حرز من كلّ سوء ، وهي رقية نافعة وحرز من كلّ عين ناظرة »(١) .

٨٠٨ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان كانت في نافلة أو فريضة ، كان كمن صام في مكّة ، وله ثواب من حجّ واعتمر بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٥ / ١٢٠٦٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٥ / ١٢٠٦٥.

٣٣١

سورة الناس

(١١٤)

مكّية نزلت بعد سورة الفلق

فضلها :

تقدّم فضلها والاستشفاء بها في سورة ( الفلق ).

٨٠٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة على ألم سكن بإذن الله تعالى ، وهي شفاء لمن قرأها »(١) .

٨١٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها عند النوم كان في حرز الله تعالى حتّى يُصبح ، وهي عوذة من كلّ ألم ووجع وآفة ، وهي شفاء لمن قرأها »(٢) .

٨١١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها في منزله كلّ ليلة ، أمن من الجنِّ والوسواس ، ومن كتبها وعلّقها على الأطفال الصغار حُفِظوا من الجانّ بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٧ / ١٢٠٦٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٧ / ١٢٠٦٩.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٧ / ١٢٠٧٠.

٣٣٢

فضل قراءة الآيات

٨١٢ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن علي ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ مائة آية يصلّي بها في ليلة كتب الله له بها قنوت ليلة ، ومن قرأ مائتي آية في غير صلاة لم يحاجّه القرآن يوم القيامة ، ومن قرأ خمسمائة آية في يوم وليلة في صلاة النهار والليل كتب الله له في اللوح المحفوظ قنطاراً من حسنات ، والقنطار ألف ومائتا أوقية ، والأوقية أعظم من جبل اُحد »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال ومعاني الأخبار : عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، مثله(٢) .

٨١٣ ـ وعنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، وسهل بن زياد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « ما يمنع التاجر منكم المشغول في

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢١ / ٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٣٨ / ٧٥٥٥.

(٢) ثواب الأعمال : ١٢٦ / ١ ، ومعاني الأخبار : ١٤٧ / ١.

٣٣٣

سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن ، فتكتب له مكان كلّ آية يقرؤها عشر حسنات ، وتمحا عنه عشر سيئات »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن علي بن الحسين المكتّب ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، مثله(٢) .

٨١٤ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن محمّد بن مروان ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر ، القنطار : خمسة عشر ألف مثقال من ذهب ، المثقال : أربعة وعشرون قيراطاً أصغرها مثل جبل أحد ، وأكبرها ما بين السماء والأرض »(٣) .

ورواه الصدوق فيالأمالي : عن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد(٤) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦١١ / ٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠١ / ٧٧٣٠.

(٢) ثواب الأعمال : ١٢٧ / ١.

(٣) الكافي ٢ : ٦١٢ / ٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠١ / ٧٧٣١.

(٤) أمالي الصدوق : ١١٥ / ٩٧.

٣٣٤

وفيثواب الأعمال و معاني الأخبار : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد(١) .

٨١٥ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن محمّد بن عليّ ماجيلويهرضي‌الله‌عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عليِّ بن أسباط يرفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « من قرأ مائة آية من القرآن من أيّ القرآن شاء ، ثمّ قال : يا الله ، سبع مرّات فلو دعا على الصخرة لقلعها إن شاء الله »(٢) .

٨١٦ ـ وفي معاني الأخبار : عن أبي الحسن علي بن عبدالله بن أحمد بن بابويه ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن أبي سعيد الطبري ، عن خراش ، عن أنس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجّه القرآن » يعني من حفظ قدر ذلك من القرآن ، يقال قد قرأ الغلام القرآن : إذا حفظه(٣) .

٨١٧ ـ جامع الأخبار : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ كلّ يوم مائة آية في المصحف ، بترتيل وخشوع وسكون ، كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله جميع أهل الأرض ، ومن قرأ مائتي آية كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله أهل السماء وأهل الأرض »(٤) .

٨١٨ ـ ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : حدَّث أبو عمران موسى بن عمران

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٢٩ / ١ ، معاني الأخبار : ١٤٧ / ٢.

(٢) ثواب الأعمال : ١٣٠ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٦٥ / ٨٧٣٨ ، والبحار ٩٢ : ٢٠٢ / ٢٤.

(٣) معاني الأخبار : ٤١٠ / ٩٦ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٩٠ / ٧٦٩٨.

(٤) جامع الأخبار : ١١٦ / ٢١٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٥ / ٤٦٥٩.

٣٣٥

الكسرويّ ، عن عبدالله بن كليب ، عن منصور بن العبّاس ، عن سعيد بن جناح ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الرضاعليه‌السلام ، عن أبيه ، قال : « دخل أبو المنذر هشام بن السائب الكلبيّ على أبي عبداللهعليه‌السلام فقال : أنت الّذي تفسّر القرآن ؟ قال : قلت : نعم ، قال : أخبرني عن قول الله عزَّوجلَّ لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً ) (١) ما ذلك القرآن الّذي كان إذا قرأه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجب عنهم ؟ قلت : لا أدري ، قال : فكيف قلت : إنّك تفسّر القرآن ؟.

قلت : يابن رسول الله إن رأيت أن تنعم عليّ وتعلّمنيهنَّ قال : آية في الكهف وآية في النحل ، وآية في الجاثية ، وهي :( أفرأيت من اتّخذ إلـهه هويه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غِشوة فمن يهديه من بعدالله أفلا تذكّرون ) (٢) وفي النحل( اُولئك الّذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم واُولئك هم الغافلون ) (٣) وفي الكهف( ومن أظلم ممّن ذُكّر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدَّمت يداه إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً ) (٤) .

قال الكسرويُّ : فعلّمتها رجلاً من أهل همدان كانت الدّيلم أسرته فمكث فيهم عشر سنين ، ثمَّ ذكر الثلاث الآيات ، قال : فجعلت أمرُّ على محالّهم وعلى

__________________

(١) سورة الاسراء ١٧ : ٤٥.

(٢) سورة الجاثية ٤٥ : ٢٣.

(٣) سورة النحل ١٦ : ١٠٨.

(٤) سورة الكهف ١٨ : ٥٧.

٣٣٦

مراصدهم فلا يروني ، ولا يقولون شيئاً حتّى إذا خرجت إلى أرض الاسلام.

قال أبو المنذر : وعلّمتها قوماً خرجوا في سفينة من الكوفة إلى بغداد وخرج معهم سبع سفن فقطع على ستّ وسلمت السّفينة الّتي قرئ فيها هذه الآيات.

وروي أيضاً : أنّ الرَّجل المسؤول عن هذه الآيات ـ ما هي من القرآن ـ هو الخضرعليه‌السلام »(١) .

٨١٩ ـ وعنه : عن الإمام الصّادقعليه‌السلام قال « من دخل على سلطان يخافه فقرأ عندما يقابله( كهيعص ) ويضمُّ يده اليمنى كلّما قرأ حرفاً ضمَّ إصبعاً ، ثمّ يقرأ( حم عسق ) ويضمُّ أصابع يده اليسرى كذلك ثمَّ يقرأ( وعنت الوجوه للحيِّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلماً ) (٢) ويفتحهما في وجهه ، كفي شرَّه »(٣) .

٨٢٠ ـ ابن أبي جمهور في درر اللئالي : عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « من قرأ خمسين آية في يومه أو ليلته ، لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية لم يحاجّه القرآن يوم القيامة ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب له قنطار »(٤) .

٨٢١ ـ الكليني في الكافي : عن حميد بن زياد ، عن الخشّاب ، عن ابن بقاح ، عن معاذ ، عن عمرو بن جميع رفعه إلى عليّ بن الحسينعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها

__________________

(١) عدّة الداعي : ٣٣٨ / ٩ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٨٣ / ٢.

(٢) سورة طه ٢٠ : ١١١.

(٣) عدّة الداعي : ٣٣٧ / ٧ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٨٤ / ٢.

(٤) درر اللئالي ١ : ١٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٢ / ٤٦٥١.

٣٣٧

وثلاث آيات من آخرها ، لم ير في نفسه وماله شيئاً يكرهه ، ولا يقربه الشّيطان ، ولا ينسى القرآن »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن رجل. مثله(٢) .

٨٢٢ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ( شهد الله ) (٣) مرّة واحدة ، حرّم الله ثلث جسده على النار ، ومن قرأها مرتين ، حرّم الله ثلثي جسده على النار ، ومن قرأها ثلاث مرات ، حرم الله جميع جسده على النار ».

ورأىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ليلة اُسري به ، باب الجنة مغلقاً على عبد ، ثمّ رآه مفتوحاً ، فسأل عن ذلك ، فقيل : لأنّه قرأ( شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو ) »(٤) .

٨٢٣ ـ ابن بابويه في الخصال : عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « حدّثني أبي ، عن جدي ، عن آبائهعليهم‌السلام ـ في حديث الأربعمائة ـ ، أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : ليقرأ أحدكم إذا خرج من بيته الآيات من آل عمران وآية الكرسيّ ، وإنّا أنزلناه ،

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢١ / ٥ ، وورد أيضاً في تفسير العياشي ١ : ٢٥ / ٣ ، ومجمع البيان ١ : ٣٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٤ / ٢٣٧ ، وعدّة الداعي : ٣٣٧ / ٦.

(٢) ثواب الأعمال : ١٣٠ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٠ / ٧٨٦٠.

(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٨.

(٤) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٨ / ٤٨٣١.

٣٣٨

واُمّ الكتاب ، فإنَّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة »(١) .

٨٢٤ ـ ابن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه : روى حماد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حديث طويل ـ أنّه قال له : « يا علي : أمان لاُمّتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن فقرؤا( بسم الله الرحمن الرحيم *وما قَدرُوا اللهَ حقَّ قَدرِه والأرضُ جَميعاً قبضَتُهُ يومَ القيامةِ والسماواتُ مطوياتٌ بيمينِه سبحانَه وتَعالَى عَمّا يُشرِكُون ) (٢) ( بسمِ اللهِ مَجراها ومُرساها إنّ رَبّي لَغفورٌ رَحيم ) (٣) .

يا علي : أمان لأُمّتي من السرق( قُلِ ادعُوا اللهَ أو ادعُوا الرحمنَ أيّاً ما تدعُوا فَلهُ الأسماءُ الحسنَى ) (٤) إلى آخر السورة.

يا علي : أمان لأُمّتي من الهدم( إنَّ اللهَ يُمسِكُ السماوات والأرضَ أن تَزُولا وَلَئِن زَالَتا إنْ أمسَكَهُما من أحد من بعدهِ إنّه كان حليماً غفوراً ) (٥) .

يا علي : أمان لأُمّتي من الحرق( إنّ وَلييَ اللهُ الذي نَزّل الكتابَ وهو يَتولّى

__________________

(١) الخصال : ٦٢٣ ـ ضمن حديث الأربعمائة ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٤٠ / ذيل ح ١٢٥ ، وعنهما في الوسائل ١١ : ٣٥٩ / ذيل ح ١٥٠١٢ ، وعن الخصال في البحار ٩٢ : ٢٦٢ / ذيل ح ٤.

(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٦٧.

(٣) سورة هود ١١ : ٤١.

(٤) سورة الاسراء ١٧ : ١١٠.

(٥) سورة فاطر ٣٥ : ٤١.

٣٣٩

الصَالحين ) (١) ( وما قدروا الله حق قدره ) (٢) الآية.

يا علي : من خاف من السباع فليقرأ( لَقد جاءَكُم رسولٌ مِن أنفُسِكُم عزيزٌ عليه ما عَنِتّم ) (٣) إلى آخر السورة »(٤) .

٨٢٥ ـ ابن فهد الحلي في عدّة الداعي : « للحفظ من السرق يقرأ حين يأوي إلى فراشه( قلِ ادعُوا اللهَ أو ادعوا الرّحمن ) (٥) إلى آخر السورة » وردت به الرواية عن عليعليه‌السلام .

وعنهمعليهم‌السلام : « من قرأ هاتين الآيتين حين يأخذ مضجعه لم يزل في حفظ الله من كلِّ شيطان مريد ، وجبّار عنيد ، إلى أن يصبح »(٦) .

٨٢٦ ـ ابني بسطام في طبّ الأئمّة عليهم‌السلام : عن محمّد بن عبدالله بن مهران الكوفي ، قال : حدّثنا أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « جاء رجل من خراسان إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فقال : يابن رسول الله ، حججت ونويت عند خروجي أن أقصدك ، فإنّ بي وجع الطحال ، وأن تدعو لي بالفرج ، فقال له علي بن الحسينعليهما‌السلام : قد كفاك الله ذلك ، وله الحمد ، فإذا

__________________

(١) سورة الأعراف ٧ : ١٩٦.

(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٦٧.

(٣) سورة التوبة ٩ : ١٢٨.

(٤) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٦٨ / قطعة من ح ٨٢١ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ٣٣٣ ، ووردت قطعات منه في دعائم الإسلام ١ : ٣٤٩ ، وعنه في المستدرك ٨ : ٢٣٥ / ٩٣٣٥ ، ودعوات الراوندي : ١٦٠ / ٤٤٣ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٧٧ / ٥.

(٥) سورة الإسراء ١٧ : ١١٠.

(٦) عدّة الداعي : ٣٣٦ / ٣ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٨٢ / ٣.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478