استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء ٣

استخراج المرام من استقصاء الإفحام0%

استخراج المرام من استقصاء الإفحام مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 478

استخراج المرام من استقصاء الإفحام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد علي الحسيني الميلاني
تصنيف: الصفحات: 478
المشاهدات: 226346
تحميل: 5442


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 226346 / تحميل: 5442
الحجم الحجم الحجم
استخراج المرام من استقصاء الإفحام

استخراج المرام من استقصاء الإفحام الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أخّر طواف الوداع إلى الليل ، كما ثبت في الصحيحَين مِن حديث عائشة قالت : خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكرَتْ الحديث ـ إلى أن قالت ـ فنزلنا المحصّب ، فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : اُخرج بأُختك مِن الحرم ، ثمّ افرغا مِن طوافكما ثمّ تأتيانّي هاهنا بالمحصّب قالت : فقضى الله العمرة وفرغنا مِن طوافنا مِن جَوْف الليل فأتيناه بالمحصّب فقال : فرغتما ؟ قلنا : نعم فأذّن بالناس بالرحيل ، فمرّ بالبيت فطاف به ثمّ ارتحل متوجّهاً إلى المدينة .

فهذا هو الطّواف الذي أخّره إلى الليل بلا ريب ، فغلط أبو الزبير أو مَن حدّ به وقال طواف الزيارة ، والله الموفّق )(١) .

ومن ذلك : حديث جواز فسخ الحج بعمرة لخصوص أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهذه عبارته :

( أنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا عبد العزيز ـ وهو الدراوردي ـ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن الحارث بن بلال ، عن أبيه ، قال : قلت : يا رسول الله فَسْخ الحج لنا خاصّةً أم للناس عامّة ؟ قال : بل لنا خاصّةً )(٢) .

فهذا الحديث باطل ويخالفه ما أخرجه البخاري ومسلم ، بل النسائي نفسه قال : ( عن سُراقة بن مالك بن جعشم أنّه قال : يا رسول الله : أرأيت عُمْرَتَنا هذه لعامنا أم للأبد ؟ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : للأبد )(٣) .

وقد أطنب الكلام ابن القيّم في ردّ هذه الأحاديث ، فقال بعد إبطال ما رُوي عن أبي ذر في تخصيص متعة الحجّ بالأصحاب : ( وأمّا حديثه المرفوع ،

_______________________

(١) زاد المعاد في هدْيِ خير العباد ٢ : ٢٧٥ ـ ٢٧٦ .

(٢) سُنن النسائي ٢ : ٣٦٧ / ٣٧٩٠ .

(٣) سُنن النسائي ٢ : ٣٦٦ / ٣٧٨٨ .

٢١

حديث بلال بن الحارث ، فحديث لا يثبت ، ولا يعارض بمثله تلك الأساطين الثابتة .

قال عبد الله بن أحمد : كان أبي يرى المهلّ بالحجّ أن يفسخ حجّه إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وقال في المتعة : هو آخر الأمرين مِن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجعلوا حجّكم عمرةً قال عبد الله : فقلت لأبي : فحديث بلال بن الحارث في فسخ الحجّ ، يعني قوله : لنا خاصّة ؟ قال : لا أقول به ، لا يعرف هذا الرجل ، هذا حديث ليس إسناده بالمعروف ، وليس حديث بلال بن الحارث عندي بثَبْت هذا لفظه .

قلت : وممّا يدلّ على صحّة قول الإمام أحمد ، وأنّ هذا الحديث لا يصحّ : إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبر عن تلك المتعة التي أمرهم أن يفسخوا حجّهم إليها ، أنّها للأبد ، فكيف يثبت عنه بعد هذا أنّها لهم خاصّة ، هذا مِن أمحل المحال ، وكيف يأمرهم بالفسخ ويقول : دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيامة ، ثمّ يثبت عنه أنّ ذلك مختصّ بالصحابة دون مَن بعدهم ؟!

فنحن نشهد بالله أنّ حديث بلال بن الحارث هذا ، لا يصحّ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو غلط عليه .

وكيف تقدّم رواية بلال بن الحارث على روايات الثقات الأثبات حملة العلم ، الذين رَوَوْا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلاف روايته ؟! ثمّ كيف يكون هذا ثابتاً عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وابن عباس يفتي بمخالفه ويناظر عليه طول عمره بمشهد مِن الخاصّ والعام ، وأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متوافرون ، ولا يقول له رجل واحد منهم هذا كان مختصّاً بنا ليس لغيرنا ، حتّى يظهر بعد موت الصحابة أنّ أباذر كان يروي ويروي

٢٢

اختصاص ذلك لهم )(١) .

ومِن ذلك : الحديث في ميقات أهل العراق ، وقد أنكره أحمد بن حنبل ، قال ولي الدين أبو زرعة في ( شرح الأحكام الصغرى ) :

( روى أبو داود والنسائي بإسناد صحيح ـ كما قال النووي ـ عن عائشة ( رضي الله عنها ) : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقّت لأهل العراق ذات عرق ، وذكر ابن عدي عن يحيى بن محمّد بن صاعد : أنّ الإمام أحمد كان يُنكر على أفلح بن حميد هذا الحديث ، قال ابن عدي : قد حدّث عنه ثقات الناس وهو عندي صالح ، وأحاديثه أرجو أن تكون مستقيمةً كلّها وهذا الحديث تفرّد به معافى بن عمران عنه ، وإنكار أحمد قوله : ولأهل العراق ذات عرق ، ولم يُنكر الباقي مِن إسناده ) .

ومِن ذلك : الحديث : ( إنّ الشمس انخسفت ، فصلّى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ركعتين ركعتين حتّى انجلت ، ثمّ قال : إنّ الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ، ولكنّهما خلقان مِن خلقه ، وإنّ الله يُحدث في خلقه ما يشاء ، وإنّ الله عزّ وجلّ إذا تجلّى لشيءٍ مِن خلقه يخشع له )(٢) .

قال أبو حامد الغزالي : ( فإن قيل : فقد رُوي في الحديث : ولكنّ الله إذا تجلّى لشيءٍ خشع ، فيدلّ على أنّ الكسوف خشوع بسبب التجلّي .

قلنا : هذه الزيادة لم يصحّ نقلها ، فيجب تكذيب ناقلها )(٣) .

وأورد ابن القيّم كلامه مرتضياً له في كتاب ( مفتاح السعادة ) .

_______________________

(١) زاد المعاد في هدْيِ خير العباد ٢ : ١٩٢ ـ ١٩٣ .

(٢) سُنن النسائي ١ : ٥٧٧ .

(٣) تهافت الفلاسفة : ٤٢ .

٢٣

سُنن ابن ماجة

هذا الكتاب الذي فضّله أبو زرعة الرازي على كتاب مسلم وسائر جوامع الحديث ، واستشهد صاحب ( الإمتاع ) بكلامه لترجيح هذا الكتاب على كتاب مسلم كما سمعت سابقاً... وقال ابن خلكان بترجمة ابن ماجة :

( أبو عبد الله محمّد بن يزيد بن ماجة الربعي بالولاء ، القزويني ، المشهور ، مصنّف كتاب السُنن في الحديث ، كان إماماً في الحديث ، عارفاً بعلومه وجميع ما يتعلّق به ، ارتحل إلى العراق والبصرة والكوفة وبغداد ومكة والشام ومصر والري لكَتْب الحديث ، وله تفسير القرآن الكريم وتاريخ مليح ، وكتابه في الحديث أحد الصِحاح الستّة ، وكانت ولادته سنة ٢٠٩هـ وتُوفي يوم الاثنين ، ودُفن يوم الثلاثاء لثمان بقين مِن شهر رمضان سنة ٢٧٣هـ )(١) .

وقال الشيخ عبد الحقّ الدهلوي : ( ابن ماجة ـ هو أبو عبد الله محمّد بن يزيد بن ماجة القزويني الربعي ، مولاهم ، أحد الأئمّة الحفّاظ ، صاحب السُنن ذو التصانيف النافعة والرحلة الواسعة ، سمع بخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وغيرها مِن البلاد ، سمع أصحاب مالك والليث ، وروى عنه أبو الحسن القطان وطائفة ، وكتابه أحد الكُتُب الإسلاميّة المشهورة بالأُصول الستّة والكتب الستّة وبالصحاح الستّة ، ثقة كبير... )(٢) .

_______________________

(١) وفيات الأعيان ٤ : ٢٧٩ .

(٢) رجال المشكاة : تحصيل الكمال في أسماء الرجال ، ترجمة ابن ماجة القزويني .

٢٤

الموضوعات في سُنن ابن ماجة

ومع هذا كلّه ، فقد نصّوا على أنّ فيه أحاديث مُنكَرة وموضوعة :

قال الصلاح الصفدي بترجمته : ( قال الشيخ شمس الدين : إنّما نقص رتبة كتابه بروايته أحاديث منكرة فيه )(١) .

وقال الذهبي بترجمة داود بن المحبر بن قحدم ، بعد حديث ستفتح مدينة يقال لها قزوين... ( فلقد شان ابن ماجة سُننه بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها )(٢) .

وقال الدهلوي في ( رجال المشكاة ) : ( وروى في فضل قزوين حديثاً في سُننه وطعنوا وعابوا عليه مِن هذه الجهة ؛ لأنّه مُنكَر بل موضوع ، وجاءت في فضل قزوين أحاديث كلّها موضوعة عند المحدّثين ، وضعها ميْسرَة أحد الوضّاعين ) .

هذا ، وقد أدرج ابن الجوزي في ( الموضوعات ) كثيراً مِن أحاديث ( سُنن ابن ماجة ) :

(منها ) : ( حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، نا أبو عاصم العباداني ، نا الفضل الرقاشي ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ( رضي الله عنهما ) قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بينا أهل الجنّة في

_______________________

(١) الوافي بالوفيات ٥ : ٢٢٠ .

(٢) ميزان الاعتدال ٣ : ٣٣ ـ ٣٤ / ٢٦٤٩ .

٢٥

نعميهم ، إذْ سطع لهم نور ، فرفعوا رؤسهم ، فإذا الربّ قد أشرف عليهم مِن فوقهم فقال : السلام عليكم يا أهل الجنّة ، قال : وذلك قول الله تعالى :( سلامٌ قَوْلاً مِن رَبٍّ رَّحِيمٍ ) قال : فينظر إليهم وينظرون إليه ، فلا يلتفتون إلى شيء مِن النعيم ما داموا ينظرون إليه حتّى يحتجب عنهم ، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم )(١) .

فهذا الحديث أورده ابن الجوزي في ( الموضوعات ) وذكر له السيوطي في ( اللآلي المصنوعة ) طريقاً آخر ، فرواه عن غير الفضل الرقاشي ، لكنّه غير صحيح كذلك ، قال :

( ثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق ، ثنا الحسين بن علي الصدائي ، ثنا عبد الله بن أبي بكر المقدمي ، ثنا عبد الله بن عبيد الله القرشي ، عن الفضل الرقاشي عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بينا أهل الجنّة في نعيمهم ، إذ سطع لهم نور ، فنظروا فإذا الربّ قد أشرف عليهم مِن فوقهم فقال : السلام عليكم يا أهل الجنّة ، فذلك قوله :( سلامٌ قَوْلاً مِن ربٍّ رَّحِيمٍ ) قال : فينظر إليهم وينظرون إليه ، فلا يزالون كذلك حتّى يحتجب فيبقى نوره وبركته عليهم وفي دارهم .

موضوع ، الفضل رجل سوء قال العقيلي : هذا الحديث لا يُعرف إلاّ بعبد الله بن عبيد الله ، ولا يتابع عليه .

قلت : أخرجه ابن ماجة في سُننه : ثنا محمّد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ثنا أبو عاصم العباداني ـ وهو عبد الله بن عبيد الله ـ ثنا الفضل الرقاشي به .

_______________________

(١) سُنن ابن ماجة ١ : ١١٦ / ١٨٤ .

٢٦

وورد مِن حديث أبي هريرة ، أخرجه ابن النجار في تاريخه قال : كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن حمد الأرتاحي : أنّ أبا الحسن علي بن الحسين بن عمر الفراء أخبره ، أنا أبو الحسين نصر بن عبد العزيز بن أحمد المقري الشيرازي ، ثنا أبو الحسين محمد بن يزيد القصري ، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، ثنا بكر بن سهل الدمياطي ، ثنا عمرو بن هاشم البيروتي ، ثنا سليمان بن أبي كريمة ، عن ابن جريج عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : بينا أهل الجنّة في مجلس لهم ، إذ لمع لهم نور غلب على نور الجنّة فرفعوا رؤوسهم ، فإذا الربّ تبارك وتعالى قد أشرف عليهم ، فقال سبحانه : سلوني فقالوا نسألك الرضى فقال رضاي أحلّكم داري وأنالكم كرامتي وهذا أوانها ، فشكّوا فيقولون : نسألك الزيارة إليك ، فيُؤتَوْن بنجائب مِن نور ، تضع حوافرها عند منقمي طرفها وتقودهم الملائكة بأزمّتها ، فتنتهي بهم إلى دار السرور ، فينصبغون بنور الرحمن ويسمعون قوله مرحباً بأحبابي وأهل طاعتي ، فرجعوا بالتُحف إلى منازلهم ، ثمّ تلا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذه الآية( نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ) .

سليمان بن أبي كريمة ، قال ابن عدي : عامّة أحاديثه مناكير ، ولم أر للمتقدّمين فيه كلاماً ، والله أعلم )(١) .

أقول :

و( الفضل الرقّاشي ) ـ وإنْ أوجز ابن الجوزي الكلام فيه على ما نقل عنه السيوطي ـ فيه طعن كثير ، قال ابن حجر بترجمته :

( ق ـ الفضل بن عيسى بن أبان الرقّاشي ، أبو عيسى البصري الواعظ ،

_______________________

(١) اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ٢ : ٤٦٠ .

٢٧

روى عن : عمّه يزيد بن أبان الرقّاشي وعن أنس وأبي عثمان النهدي ومحمّد ابن المنكدر والحسن البصري وأبي الحكم البجلي روى عنه : ابن أخيه المعتمر بن سليمان وأبو عاصم العباداني وأبو عاصم النبيل والحكم بن أبان العبدي وعلي بن عاصم الواسطي وآخرون .

قال سلاّم بن أبي مطيع عن أيّوب : لو أنّ فضلاً ولد أخرس لكان خيراً له .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : ضعيف .

وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين : كان قاصّاً وكان رجل سوء قلت: كيف حديثه ؟ قال : لا تسأل عن القدري الخبيث .

وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين : سُئل عنه ابن عُيَيْنة فقال : لا شيء .

وقال أبو زرعة : منكر الحديث .

وقال أبو حاتم : مُنكَر الحديث في حديثه بعض الوهن ، ليس بقوي .

وقال الآجري : قلت لأبي داود : أكتب حديث الفضل الرقّاشي قال : لا ولا كرامة وقال مرّة : سَلْ مالكاً وقال مرّة : حدّث حمّاد بن عدي ، عن الفضل ابن عيسى وكان مِن أخبث الناس قولاً ، وقال مرّة : حدّثنا سليمان بن حرب ، حدّثنا حمّاد بن زيد، عن فضل الرقّاشي ، عن ابن المنكدر عن جابر رفعه : ينادي رجل يوم القيامة : واعطشاه ، الحديث فقال أبو داود : هذا حديث نسبه فضل الرقّاشي .

وقال النسائي : ضعيف ، وقال في موضع آخر : ليس بثقة .

وقال ابن عدي : الضعف بيّن على ما يرويه .

قلت : وقال البخاري في الأوسط عن ابن عُيَيْنة : كان يرى القدر وكان

٢٨

أهلاً أن لا يُروى عنه .

وقال الساجي : كان ضعيف الحديث قدريّاً قال : وسمعت ابن مثنّى يقول : كان يحيى وعبد الرحمن لا يُحدّثان عنه ، وكان يشبّهه بأبان بن أبي عيّاش وأمثاله .

وكذا رواه العقيلي في الضعفاء عن الساجي ، ونقل كثيراً ممّا تقدّم .

وقال يعقوب بن سفيان : مُفترٍ ضعيف الحديث .

وقال ابن حبّان في الثقات : الفضل بن عيسى روى عن أنس ، إن كان هو الرقّاشي فليس بفضل )(١) .

وقال الذهبي : ( الفضل بن عيسى الرقّاشي ابن أخي يزيد الرقّاشي ، يروي عن أنس وغيره ، ضعّفوه ، وهو بصريّ خالٌ للمعتمر بن سليمان .

قال أحمد : ضعيف وقال البخاري : يروي عن عمّه يزيد والحسن قال ابن عُيَيْنة كان يرى القدر .

وقال سلاّم بن أبي مطيع : لو أنّ فضلاً الرقّاشي ولد أخرس كان خيراً له...

قال أحمد بن زهير : سألت ابن معين عن الفضل الرقّاشي فقال : كان قاصّاً ، رجل سوء قلت : فحديثه ؟ قال : لا تسأل عن القدريّ الخبيث .

وقال أبو سَلَمَة التبوذكي : لم يكن أحد ممّن يتكلّم في القدر أخبث قولاً مِن الفضل الرقّاشي ، وهو خالُ المعتمر )(٢) .

وأيضاً قال : ( الفضل بن عيسى بن أبان الرقّاشي الواعظ ، عن أنس وأبي

_______________________

(١) تهذيب التهذيب ٨ : ٢٥٤ ـ ٢٥٥ .

(٢) ميزان الاعتدال ٥ : ٤٣١ .

٢٩

عثمان النهدي ، وعنه أبو عصام وعلي بن عاصم وجمع ساقط )(١) .

وأمّا ( سليمان بن أبي كريمة ) الراوي في الطريق الآخر ، ففي ( الميزان ) :

( سليمان بن أبي كريمة شامي ، عن هشام بن عروة... ضعّفه أبو حاتم ، وقال ابن عدي : عامّة أحاديثه مناكير ولم أر للمتقدمين فيه كلاماً )(٢) .

(ومنها ) : ( حدّثنا إسماعيل بن محمّد الطلحي ، ثنا ثابت بن موسى أبو يزيد عن شريك عن الأعمش ، عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن كثُرت صلاته بالليل ، حَسُن وجهه بالنهار )(٣) .

قال السيوطي في ( مصباح الزجاجة ) :

( قال العقيلي : هذا الحديث باطل ليس له أصل ولا يتابع ثابتاً عليه ثقة .

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال : هذا الحديث لا يعرف إلاّ بثابت ، وهو رجل صالح ، وكان دخل على شريك وهو يُملي ويقول : ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبيّ فلمّا رأى ثابتاً قال : مَن كَثُرت صلاته بالليل حَسُن وجهه بالنهار ـ وقصد به ثابتاً ـ فظنّ أنّه متن الإسناد ، وسرقه منه جماعة ضعفاء انتهى .

وأخرج البيهقي في الشعب عن محمّد بن عبد الرحمن بن كامل بن الأصبغ قال : قلت لمحمّد بن نمير : ما تقول في ثابت بن موسى ؟ قال : شيخ له فضل وإسلام ودين وصلاح وعبادة قلت : ما تقول في هذا الحديث ؟ قال : غلط مِن الشيخ ، وأمّا غير ذلك فلا يُتوهّم عليه .

_______________________

(١) الكاشف ٢ : ٣٦٩ / ٤٥٢٥ .

(٢) ميزان الاعتدال ٣ : ٣١٢ / ٣٥٠٥ .

(٣) سُنن ابن ماجة ٢ : ١٤٤ / ١٣٣٣ .

٣٠

وقد تواردت أقوال الأئمّة أنّ هذا الحديث مِن الموضوع على سبيل الغلط لا التعمّد ، وخالفهم القضاعي في مسند الشهاب فمال إلى ثبوته ، وقد سقتُ كلامه في اللآلي المصنوعة ) .

فانظر إلى أيّ مرتبةٍ تنزل روايات سُنن ابن ماجة ؟! ومع ذلك يجعلون هذا الكتاب مِن الصحاح الستّة ؟!

(ومنها ) : ( حدّثنا عمرو بن رافع قال : نا علي بن عاصم ، عن محمّد بن سوقة عن إبراهيم عن الأسود ، عن عبد الله قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن عزّى مصاباً فله مثل أجره )(١) .

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ، وتكلّم فيه غيره قال السيوطي :

( هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال : تفرّد به علي ابن عاصم عن محمّد بن سوقة ، وقد كذّبه شعبة ويزيد بن هارون ويحيى بن معين .

وقال الترمذي بعد إخراجه : يقال : أكثر ما ابتُليَ به علي بن عاصم هذا الحديث ، نقموه عليه .

وقال البيهقي : تفرّد به علي بن عاصم وهو أحد ما أنكر عليه ، قال : وقد رُوي أيضاً عن غيره .

وقال الخطيب : هذا الحديث ممّا أنكره الناس على علي بن عاصم ، وكان أكثر كلامهم فيه بسببه ) .

(ومنها ) : ( حدّثنا أحمد بن يوسف قال : حدّثنا عبد الرزاق قال : أنا ابن جريج .

_______________________

(١) سُنن ابن ماجة ٢ : ٢٨٤ / ١٦٠٢ .

٣١

ح ونا أبو عبيدة بن أبي السفر قال : حدّثنا حجّاج بن محمّد قال ، قال ابن جريج : أخبرني إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى ، عن موسى بن وردان ، عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَن مات مريضاً مات شهيداً ووُقّي فتنة القبر ، وغُدي وريحَ عليه برزقه مِن الجنّة )(١) .

قال السيوطي : ( هذا الحديث رواه ابن الجوزي في الموضوعات ، وأعلّه بإبراهيم بن محمّد بن أبي يحي الأسلمي ، فإنّه متروك .

قال : وقال أحمد بن حنبل : إنّما هو مَن مات مرابطاً .

وقال الدارقطني : ثنا ابن مخلد ، ثنا أحمد بن علي الأبار ، ثنا ابن أبي سكينة الحلبي سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يقول : حدّثت ابن جريج بهذا الحديث : مَن مات مرابطاً ، فروى عنّي : مَن مات مريضاً وما هكذا حدّثته... ) .

وقال بعد أن رواه مِن طريق عبد الرزاق : ( لا يصحّ ، ومداره على إبراهيم ابن محمّد بن أبي يحيى... )(٢) .

(ومنها ) : ( حدّثنا الحسن بن علي الخلاّل ، ثنا بشر بن ثابت البزار ، نا نصر بن القاسم ، عن عبد الرحيم بن داود ، عن صالح بن صهيب عن أبيه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثلاث فيهنّ البركة ، البيع إلى أجل ، والمقارضة، وإخلاص البُر بالشعير للبيت لا للبيع )(٣) .

قال ابن الجوزي : موضوع... قال السيوطي : ( قلت : أخرجه ابن ماجة في سُننه مِن طريق عبد الرحمن وقال الذهبي : إنّه حديث واه )(٤) .

_______________________

(١) سُنن ابن ماجة ٢ : ٢٩١ / ١٦١٥ .

(٢) اللآلي المصنوعة ٢ : ٤١٣ .

(٣) سُنن ابن ماجة ٣ : ٨٨ / ٢٢٨٩ .

(٤) اللآلي المصنوعة ٢ : ١٥٢ .

٣٢

 (ومنها ) : ( حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن سمرة ، حدّثني محمد بن يعلى السلمي ، ثنا عمر بن صبح ، عن عبد الرحمن بن عمرو ، عن مكحول عن أُبي ابن كعب قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لرباط يوم في الله مِن وراء عورة المسلمين محتسباً مِن غير شهر رمضان ، أعظم مِن عبادة مائة سنة صيامها وقيامها ، ورباط يوم في سبيل الله مِن وراء عورة المسلمين محتسباً مِن شهر رمضان ، أفضل عند الله وأعظم أجراً أراه قال : مِن عبادة ألف سنة... )(١) .

قال السيوطي : ( قال الحافظ زكي الدين المنذري في الترغيب : آثار الوضع لائحةٌ على هذا الحديث ، ولا عجب وراويه عمر بن صبح .

وقال الحافظ عماد الدين ابن كثير في جامع المسانيد : خليق بهذا الحديث أن يكون موضوعاً ، لِما فيه مِن المجازفة ، ولأنّ راويه عمر بن صبح أحد الكذّابين المعروفين بوضع الحديث ) .

(ومنها ) : ( حدّثنا إسماعيل بن أسد ، ثنا داود بن المحبر ، أنا الربيع بن صبيح عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ستُفتح عليكم الآفاق ، وستُفتح عليكم مدينة يقال لها قزوين ، مَن رابط فيها أربعين يوماً... )(٢) .

قال السيوطي : ( والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات مِن طريق ابن ماجة وقال : موضوع ، دواد وضّاع وهو المتّهم به والربيع ضعيف ، ويزيد متروك .

وقال المزّي في التهذيب : هو حديث مُنكَر لا يُعرف إلاّ مِن رواية دواد ) .

_______________________

(١) سُنن ابن ماجة ٣ : ٣٤٨ / ٢٧٦٨ .

(٢) سُنن ابن ماجة ٣ : ٣٥٤ / ٢٧٨٠ .

٣٣

 (ومنها ) : ( حدّثنا هشام بن عمّار ، نا عبد الملك بن محمّد الصنعاني ، نا أبو سَلَمة العاملي ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لأكثم بن الجون الخزاعي : يا أكثم ، أُغزُ مع غير قومك ، يَحسن خلقك وتُكرم على رفقائك ، يا أكثم ، خير الرفقاء أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ، ولن يُغلب اثنا عشر ألفاً مِن قلّة )(١) .

قال السيوطي : ( قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : العاملي متروك والحديث باطل ) .

وقال الذهبي : ( الحكم بن عبد الله بن خطّاف أبو سَلَمة قال أبو حاتم : كذّاب ، وقال الدارقطني : كان يضع الحديث روى عن الزهري عن ابن المسيّيب نسخةً نحو خمسين حديثاً لا أصل لها ، وقال ابن معين وغيره : ليس بثقة )(٢) .

( ومنها ) : ( حدّثنا عبد الوهّاب بن الضحاك ، نا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو قال ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله اتّخذني خليلاً كما اتّخذ إبراهيم خليلاً ، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنّة يوم القيامة تجاهين ، والعبّاس بيننا مؤمن بين خليلين )(٣) .

وهذا الحديث قلبه الوضّاعون مِن أمير المؤمنين إلى العبّاس ، وقد حكم الحفّاظ بوضعه :

قال السيوطي ـ نقلاً عن ابن الجوزي ـ : ( موضوع .

_______________________

(١) سُنن ابن ماجة ٣ : ٣٧٧ / ٢٨٢٧ .

(٢) ميزان الاعتدال ٢ : ٣٣٧ / ٢١٨٢ .

(٣) سُنن ابن ماجة ١ : ٩٧ / ١٤١ .

٣٤

قال العقيلي : عبد الوهّاب متروك الحديث ، وليس لهذا الحديث أصل عن ثقة ولا يتابعه إلاّ مَن هو دونه أو مثله .

وقال ابن عدي : هذا الحديث يعرف بعبد الوهّاب وسرقه منه الباهلي ، وكان يسرق الحديث ويحدّث عن الثقات بالأباطيل )(١) .

وقد ترجم ابن حجر ( عبد الوهّاب ) هذا فقال :

( قال البخاري : عنده عجائب .

وقال أبو داود : كان يضع الحديث قد رأيته .

وقال النسائي : ليس بثقة ، متروك .

وقال العقيلي والدارقطني والبيهقي : متروك .

وقال صالح بن محمّد الحافظ : مُنكَر الحديث ، عامّة حديثه كذب .

وقال بن أبي حاتم : سمع منه ابن أبي سَلَمة وترك حديثه والرواية عنه .

وقال محمّد بن عون : قيل لي إنّه كان يأخذ فوائد ابن اليمان يحدّث بها عن إسماعيل بن عيّاش ، وحدّث بأحاديث كثيرة موضوعة قال : فرُحتُ إليه فقلت : ألا تخاف الله تعالى ، فضَمِنَ لي أن لا يُحدّث بها ، فحدّث بها بعد ذلك .

وقال ابن عدي : وأظنّ قال عبدان كان البغداديّون يلعنونه فمنعتُهم .

قلت : وقال الدارقطني في موضع آخر : له عن إسماعيل بن عيّاش وغيره مقلوبات وبواطيل .

وقال الآجري : عن أبي دواد غير ثقة ولا مأمون .

وقال ابن حبّان : كان يسرق الحديث لا يحلّ الاحتجاج به .

_______________________

(١) اللآلي المصنوعة ١ : ٤٣٠ .

٣٥

وقال الحاكم : روى أحاديث موضوعة )(١) .

وقال الذهبي : ( ق ـ عبد الوهاب بن الضحّاك الحمصي العرضي عن إسماعيل بن عيّاش وبقيّة ، كذّبه أبو حاتم .

وقال النسائي وغيره : متروك .

وقال الدارقطني : مُنكَر الحديث .

وقال البخاري : عنده عجائب ثمّ قال : حدّثني عبد الله ، ثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك ، ثنا ابن عيّاش ، عن هشام ، عن أبيه، عن عائشة ، قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ويحكِ ، فجزعتُ منها ، فقال يا حُمَيْراء : لا تجزعي منها ، فإنّ وَيْسَك وويحك رحمة ، لكن اجزعي مِن الوَيْل .

ثمّ قال البخاري : يوسف بن موسى ، ثنا عبد الوهّاب ، ثنا إسماعيل بن عيّاش عن صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بُسَر عن أبي أُمامة مرفوعاً : حبّبوا الله إلى الناس يحبّكم الله ومِن بلاياه روايته عن إسماعيل ، عن صفون بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن كثير بن مرّة ، عن عبد الله بن عمرو حديث : إنّ الله اتّخذني خليلاً ، ومنزلي ومنزل إبراهيم في الجنّة تجاهين والعبّاس بيننا مؤمن بين خليلين .

وقال ابن حبّان : يُكنى أبا الحرث السلمي ، كان ممّن يسرق الحديث حدّثنا عنه جماعة ثمّ ذكر ابن حبّان ، أنّ الحديث المذكور حدّثه عنه به عمر بن سنان وأبو عروبة وغيرهما )(٢) .

_______________________

(١) تهذيب التهذيب ٦ : ٣٩٣ ـ ٣٩٤ / ٨٢٩ .

(٢) ميزان الاعتدال ٤ : ٤٣٣ / ٥٣٢١ .

٣٦

وقال أيضاً : ( عبد الوهّاب بن الضحّاك السلمي العرضي ثمّ الحمصي نزيل سلمية عن : عبد العزيز أبي حازم وإسماعيل بن عيّاش وعنه : ق والحسن بن سفيان وأبو عروبة قال : ويضع الحديث ، مات ٢٤٥هـ )(١) .

ثمّ إنّ السيوطي قد ذكر الحديث الحقّ الوارد في الباب ، وذلك أنّه قال بعد الكلمات المتقدّمة في حديث عبد الوهاب : ( وله طريق آخر : قال الحاكم... ) وهذا نصّ عبارته كاملةً :

( العقيلي : ثنا أحمد بن داود القومسي ، ثنا عبد الوهّاب بن الضحّاك ، ثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن كثير بن مرّة عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله عزّ وجلّ اتّخذني خليلاً كما اتّخذ إبراهيم خليلاً ، ومنزلي ومنزل إبراهيم يوم القيامة في الجنّة تجاهين والعبّاس بيننا مؤمن بين خليلين .

ابن عدي : ثنا محمّد بن عبدة بن حرب ، ثنا أحمد بن معاوية الباهلي ، ثنا إسماعيل بن عيّاش به موضوع .

قال العقيلي : عبد الوهّاب متروك الحديث وليس لهذا الحديث أصل عن ثقة ، ولا يتابعه إلاّ مَن هو دونه أو مثله

وقال ابن عدي : هذا الحديث يعرف بعبد الوهّاب ، وسرقه منه الباهلي ، وكان يسرق الحديث ويحدّث عن الثقات بالأباطيل .

قلت : أخرجه ابن ماجة : ثنا عبد الوهّاب به .

وله طريق آخر : قال الحاكم في تاريخه : ثنا أبو حبيب المصاحفي ، ثنا أبي ، ثنا أحمد بن أبي الوجيه الجوزجاني ، ثنا أبو معقل يزيد بن معقل عن

_______________________

(١) الكاشف ٢ : ٢١٣ / ٣٥٥ .

٣٧

موسى بن عقبة عن سالم عن حذيفة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ الله اتّخذني خليلاً كما اتّخذ إبراهيم خليلاً ، فقصري في الجنّة وقصر إبراهيم في الجنّة متقابلان ، وقصر عليٍّ بين قصري وقصر إبراهيم ، فيا له مِن حبيب بين خليلين ) (١) .

فهذا هو الحديث الصحيح الحقّ ، وقوله ( وله طريق آخر... ) غلط واضح .

وقد أخرج حديث حذيفة سائر الحفّاظ أيضاً ، قال المحبّ الطبري ـ في فضائل عليعليه‌السلام ـ : ( ذكر قصره وقبّته في الجنّة : عن حذيفة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّ الله اتّخذني خليلاً ، وإنّ قصري في الجنّة وقصر إبراهيم في الجنّة متقابلان ، وقصر علي بن أبي طالب بين قصري وقصر إبراهيم ، فياله مِن حبيب بين خليلين أخرجه أبو الخير الحاكمي ) (٢) .

(ومنها ) : ( حدّثنا إسماعيل بن محمّد الطلحي ، أنا دواد بن عطا المديني ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أُبَي بن كعب قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أوّل مَن يصافحه الحقّ عمر ، وأوّل مَن يسلّم عليه ، وأوّل مَن يأخذ بيده فيدخله الجنّة )(٣) .

قال السيوطي : ( قال الحافظ عماد الدين ابن كثير في جامع المسانيد : هذا الحديث مُنكَر جدّاً ، وما أُبعد أن يكون موضوعاً، والآفة فيه داود بن عطا ) .

_______________________

(١) اللآلي المصنوعة ١ : ٤٣ ورواه عن الحاكم بالإسناد والمتن الحافظ أبو الخير أحمد بن إسماعيل الحاكمي الطالقاني القزويني ، المتوفى سنة ٥٩٠هـ في كتاب (الأربعين المنتقى مِن مناقب علي المرتضى) ، الباب ٣٠ ، الحديث ٣٧ .

(٢) الرياض النضرة ٣ : ١٨٥ .

(٣) سُنن ابن ماجة ١ : ٨٢ / ١٠٤ .

٣٨

وقال الذهبي بترجمة داود هذا : ( داود بن عطا المدني ، أبو سليمان ، مِن موالي الزبير ، ويُقال فيه : داود بن أبي عطا ، عن زيد بن أسلم وصالح بن كيسان ، وعنه : الأوزاعي شيخه وإبراهيم بن المنذر وعبد الله بن محمّد الآذري قال أحمد : ليس بشيء ، قد رأيته وقال البخاري : مُنكَر الحديث .

قال ابن أبي عاصم في كتاب السُنّة : ثنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل ابن محمّد بن يحيى بن زكريّا بن طلحة بن عبيد الله ، ثنا داود بن عطا عن صالح بن كيسان ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله : أوّل مَن يصافحه الحقّ عمر وأوّل مَن يأخذه بيد فيدخله الجنّة هذا مُنكَر جدّاً )(١) .

(ومنها ) : ( حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ، ثنا محمّد بن إدريس الشافعي حدّثني محمّد بن خالد الجندي ، عن أبان بن صالح ، عن الحسن ، عن أنس ابن مالك قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يزداد الأمر إلاّ شدّة ، ولا الدنيا إلاّ إدباراً ، ولا الناس إلاّ شحّاً ، ولا تقوم الساعة إلاّ على شرار الناس ، ولا مهدي إلاّ عيسى بن مريم )(٢) .

قال السيوطي : ( هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال : إنّه يُعدّ في أفراد الشافعي .

وقال الذهبي في الميزان : هذا خبر مُنكَر تفرّد به يونس بن عبد الأعلى عن الشافعي .

ووقع في جزء مِن حديث يونس بن عبد الأعلى قال : حُدِّثتُ عن

_______________________

(١) ميزان الاعتدال ٣ : ١٩ / ٢٦٣٤ .

(٢) سُنن ابن ماجة ٤ : ٤٢٠ / ٤٠٣٩ .

٣٩

الشافعي ، فهو على هذا منقطع ، على أنّ جماعة روَوْه عن يونس قال : حدّثنا الشافعي ، والصحيح أنّه لم يسمعه منه .

ومحمّد بن خالد ، قال الأزدي : مُنكَر الحديث وقال الحاكم : مجهول ، وكذا قال ابن الصلاح في أماليه ، وقد وثّقه يحيى بن معين ، وروى عنه ثلاثة رجال سوى الشافعي ، وأبان بن صالح صدوق ما علمت به بأساً ، لكن قيل إنّه لم يسمع مِن الحسن ، ذكره ابن الصلاح .

وللحديث علّة أُخرى : قال البيهقي : أنا الحاكم ، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداذ المذكور في كتابه ، ثنا عبد الرحمن بن أحمد بن محمّد بن الحجّاج بن رشدين ، حدّثنا المفضّل بن محمّد الجندي ، ثنا صامت بن معاذ قال : عدلت إلى الجند ، فدخلت على محدّث لهم ، فوجدت عنده ، عن محمّد ابن خالد الجندي ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن الحسن ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الذهبي : فانكشف ووهى .

وقال الحافظ جمال الدين المزي في التهذيب : قال أبو بكر ابن زياد : هذا حديث غريب وقال أبو الحسن محمّد بن حسين الآبري الحافظ في مناقب الشافعي : قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المهدي ، وأنّه مِن أهل البيت ، وأنّه يملك سبع سنين ، ويملأ الأرض عدلاً ، وأنّه يخرج مع عيسى بن مريم فيساعده على قتل الدجّال بباب اللّد بأرض فلسطين ، وأنّه يؤمّ هذه الأمّة وعيسىعليه‌السلام يصلّي خلفه في طول قصّته وأمره .

ومحمّد بن خالد الجندي وإن كان يذكر عن يحيى بن معين أنّه وثّقه ، فإنّه غير معروف عند أهل الصناعة مِن أهل العلم والنقل وقال البيهقي : هذا

٤٠