عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم17%

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم مؤلف:
تصنيف: مفاهيم القرآن
الصفحات: 321

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم
  • البداية
  • السابق
  • 321 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 127716 / تحميل: 8586
الحجم الحجم الحجم
عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

عصمة الأنبياء في القرآن الكريم

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

504 ـ حفص بن سوقة العمري مولى عمرو بن حريث المخزومي ق ، م.

505 ـ حقص بن عاصم أبو عاصم السلمي المدني ق ( جخ ) ثقة.

506 ـ حفص بن العلالم ( جش ) كوفي ثقة.

507 ـ حفص بن عمرو المعروف بالعمري وكيل أبي محمدعليه‌السلام .

508 ـ حفص بن وهب الافزعي قر ( جخ ) مهمل ( جش ) ثقة.

509 ـ حفص بن يونس أبو ولاد الحناط وعندي أنه المذكور أنه حفص بن سالم.

510 ـ حكم بن حكيم ( بضم الحاء المهملة ) أبو خلاد الصيرفي كوفي ق ( جخ ، جش ) ثقة. قال ابن بابويه : إنه ابن أخي خلاد.

511 ـ حكم بن سعد الاسدي الناشري لم ( جش ) قليل الحديث وهو أخو مشمعل ومشمعل أكثر رواية منه.

512 ـ الحكم بن عبدالرحمن بن أبي نعيم ( عق ) خيارثقة ثقة.

513 ـ الحكم القتات ، بالقاف والتاءين المثناتين فوق قر ، ق كوفي قليل الحديث.

514 ـ حكم بن مسكين أبو محمد ، مولى ثقيف ، المكفوف ق ( جش ).

515 ـ حماد بن أبي طلحة بياع السابري كوفي ثقة ثقة.

516 ـ حماد بن أبي حنيفة النعمان ق ( جخ ) مهمل.

517 ـ حماد بن سليمان ق ( جخ ) تابعي ( كوفي ) استاد أبي حنيفة.

518 ـ حماد بن السمندري ق ( كش ) ممدوح ، ولم أر في رجال الصادقعليه‌السلام إلا حماد بن عبد العزيز السمند لي باللام بخط الشيخرحمه‌الله .

519 ـ حماد بن شعيب الحماني بكسر الحاء والتشديد ق ( جخ ) ممدوح.

٨١

520 ـ حماد بن صمحة ، بالمهملة وتسكين الميم والحاء المهملة ، الكوفي ، كذا رأيته في خط بعض مشائخنا ، وبعض أصحابنا ضبطه بالمعجمتين ق ( جخ ) ثقة.

521 ـ حماد بن عثمان الناب ق ، م ، ضا ، د ( جخ ، ست ) يعرف بالناب(1) ( كان يسكن عرزم فنسب إليها ، هو وأخوه عبدالله ثقتان ، رويا عن أبي عبد الله ( ع ) واختص حماد بروايته عن الكاظم والرضا ( ع ) مات سنة تسعين ومائة بالكوفة ) والحسين أخوه خير فاضل ، وحماد ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه.

522 ـ حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم كوفي ثقة هو وأخوه عبدالله ق ، م ، ضا.

523 ـ حماد بن عيسى أبو محمد الجهني ق ، م ، ضاأصله كوفي بقي إلى زمن الرضا ( ع ) ذهب السيل به في طريق مكة بالجحفة ثقة مولى وقيل عربي ( جش ) لم يحفظ عنه رواية عن الرضا ( ع ) ولاعن أبي جعفر ( ع ) ( كش ) دعاله أبو الحسن الاول ( ع ) بالدار والزوجة والولد والخادم والحج خمسين سنة فبلغ ذلك ، فلما حج في الحادية والخمسين غرق بالوادي حيث أراد الغسل للاحرام ، عاش نيفا وتسعين سنة ومات سنة تسع ومائتين بوادي قناة بالمدينة وهو وادي يسيل من الشجرة إلى المدينة.

524 ـ حمدان بن أحمد ( كش ) هو من خاصة الخاصة ، أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه والاقرار له بالفقه في آخرين.

525 ـ حمدان بن سليمان أبو سعيد النيسابوري يعرف بابن التاجر(2)

__________________

1 ـ لا يخفى أن ما بين الهلالين يتعلق بحماد بن عثمان بن عمرو الآتي ذكره ، وقد سبق قلمه الشريف فخلط أو هو من صنع النساخ كما هو الظاهر.

2 ـ الذي في رجال الشيخ في أصحاب الهاديعليه‌السلام : ( المعروف

٨٢

دى ، كر ( جخ ، جش ) ثقة من وجوه أصحابنا ، ورأيت بخط الشيخرحمه‌الله في باب من لم يرو عن أحد من الائمة ( ع ) ما صورته : ( حمدان بن سليمان النيسابوري روى عنه محمد بن يحيى العطار ) وهذا مناقض لكونه روى عن الهادي والعسكري ( ع ) إلا أن يكون غيره.

526 ـ حمدان بن المعافي أبو جعفر الصبيحي من قصر صبيح مولى جعفر بن محمد ( ع ) م ، ضا ( جش ).

527 ـ حمدويه بفتح الحاء والدال المهملتين والصوت ، بن نصير ، بالفتح ، بن شاهي ، بالمعجمة ، أبو الحسن لم ( جخ ) أوحد زمانه لا نظير له.

528 ـ حمران بن أعين أخو زرارة قر ، ق ( كش ) ممدوح معظم.

529 ـ حمزة بن بزيع ضا ( كش ) ممدوح وترحم عليه الرضا ( ع ).

530 ـ حمزة بن حمران بن أعين الشيباني ق ( جش ) هو وأخوه عقبة بن حمران.

531 ـ حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة العلوي العباسي أبو يعلي لم ( جش ) ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث.

532 ـ حمزة بن اليسع القمي ق ( جخ ) مهمل.

533 ـ حمزة بن يعلي الاشعري أبو يعلى القمي ضا ، د ( جش ) ثقة وجه.

534 ـ حمزة الطيارقر ، ق ( كش ، جخ ) ممدوح كذا في خط الشيخرحمه‌الله وبعض أصحابنا أثبته : ( حمزة بن الطيار ) وهو التباس ، والظاهر أنه رأى في كتاب الرجال ( حمزة بن محمد الطيار ) فظنه صفة أبيه وهو له ، ترحم عليه الصادق ( ع ).

535 ـ حميد ، بضم الحاء بن حماد بن حوار ، بضم الحاء المهملة

__________________

بالتاجر ) لا بابن التاجر.

٨٣

والراء ، التميمي الكوفي لم ( عق ) ثقة.

536 ـ حميد ، بضم الحاء ، بن زياد من أهل نينوى قرية إلى جانب الحائر لم ( جخ ) مصنف ثقة فاضل إلا أن النجاشي قال : إنه واقفي وقد أثبته في الضعفاء لذاك.

537 ـ حميد بن شعيب السبيعي الهمداني ق ( كش ) روى عن جابر.

538 ـ حميد ، بالضم أيضا ، ابن المثنى العجلي ، أبو المغراء بالغين المعجمة والراء الممدودة مفتوح الميم ، الصيرفي ق ( جخ ، ست ) ثقة له أصل.

539 ـ حنظلة بن زكريا بن يحيى بن حنظلة بن خالد التميمي أبو الحسين القزويني لم ( جش ) لم يكن بذاك ( جخ ) خاصي.

540 ـ حيان بالياء المثناة تحت ، بن علي العنزي ق ( جخ ) ثقة.

541 ـ حيدر بن شعيب بن عيسى الطالقاني لم ( جخ ) خاصي نزيل بغداد ، أبو القاسم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ست وعشرين وثلاثمائة.

542 ـ حيدر بن محمد بن نيعم السمرقندي لم ( جخ ، ست ) جليل القدر ثقة روى ألف كتاب من كتب الشيعة ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة أربعين وثلاثمائة.

( باب الخاء المعجمة )

543 ـ خالد بن أبي إسماعيل ( جش ) كوفي ثقة.

544 ـ خالد بن أبي دجانة ل ، ى ( جخ ) من أهل بدر.

545 ـ خالد بن أبي كريمة قر ذكره ابن نوح(1) .

__________________

1 ـ هذه عبارة النجاشي في ترجمته فانه قال : « روى عن الباقر عليه

٨٤

546 ـ خالد بن جرير ، بالجيم ، بن يزيد بن جرير ، بالجيم ، بن عبدالله البجلي وأثبته الشيخ في كتاب الرجال : ( خالد بن يزيد بن جرير ) ق ( جخ ) هو وأخوه إسحاق ( جخ ، كش ) مدحه.

547 ـ خالد بن حماد القلانسي الكوفي ق ، م ( جش ) مولى ثقة.

548 ـ خالد بن زيد أبو أيوب الانصاري الخزرجي ل ( جخ ) مهمل.

549 ـ خالد بن زيد(1) أبو خالد القماط ق ( جخ ) مهمل.

550 ـ خالد بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي ( جش ) لم يذكر له أكثر من هذا ( ست ) عن محمد بن بابويه أن كتابه موضوع.

551 ـ خالد بن سعيد أبو سعيد القماط ق ( كش ) كوفي ثقة.

552 ـ خالد بن سعيد الأسدي الكوفي ق ، ( جخ ) مهمل.

553 ـ خالد بن سعيد الاموي الكوفي ق ( جخ ) مهمل.

554 ـ خالد بن صبيح ، بالصاد المهملة المفتوحة ( جش ) كوفي ثقة.

555 ـ خالد بن عبدالرحمن أبو الهيثم العطار ق ( عق ) ثقة ثقة.

556 ـ خالد بن ماد ، بتشديد الدال المهملة ، القلانسي ق ، م ثقة ، واشتبه على بعض الاصحاب فقال : خالد بن زياد ثم رآه في نسخة أخرى بغير زاي فتوهم الميم باء فقال ابن باد وكلاهما غلط وقد ذكره الشيخ في كتابه كما قلناه.

557 ـ خالد بن نجيح الجوان ، بالجيم والنون بياع الجون ق ، م ( جش ، كش ) ورأيت في تصنيف بعض الاصحاب ( خالد الحوار ) وهو غلط.

558 ـ خالد بن يحيى بن خالد. مهمل.

__________________

السلام ذكره ابن نوح ».

1 ـ الذي في رجال الشيخ في باب أصحاب الصادقعليه‌السلام « خالد ابن يزيد » بالياء في أوله.

٨٥

559 ـ خالد بن يزيد أبو يزيد العكلي ق ( جش ) كوفي ثقة.

560 ـ خالد بن يزيد بن جبل م ( جش ) كوفي ثقة.

561 ـ خباب بن الارت بفتح الراء وتشديد التاء المثنات فوق ل ( جخ ) مهمل.

562 ـ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ل ( جخ ) قتل مع أمير المؤمنينعليه‌السلام .

563 ـ خزيمة بن يقطين م ( جخ ) مهمل.

564 ـ حضر بن عمرو النخعي له نوادرق ( جش ).

565 ـ خضربن عيسى م ( جخ ، ست ، جش ) رجل من الجبل لا بأس به له نوادر.

566 ـ خضيب بن عبدالرحمن الوابشي الكوفي الزاهدق ( جخ ) مهمل.

567 ـ خطاب بن سلمة بالفتح ق ( جخ ، جش ) كوفي ثقة.

568 ـ خلف بن حماد بن ناشر(1) بن المسيب م ( كش ، جش ) كوفي ثقة ( غض ) أمره مختلط. ذكرته في الضعفاء.

569 ـ خلف بن خلف م ( جخ ) مجهول.

570 ـ خلف بن عيسى لم ( جش ) له كتاب يرويه عن سليمان بن جعفر عن الصادق ( ع ).

571 ـ خلاد بن أبي مسلم الصفار ( جخ ، عق ) ثقة ثقة.

572 ـ خلاد السدي البزاز كوفي ق ( جخ ) وقال ( جش ) : قيل إنه خلاد بن خلف المقري خال محمد بن علي الصيرفي أبي سمينة.

573 ـ خليد بن أوفى ، أبو الربيع الشامي العنزي ق ( جش ) مهمل.

__________________

1 ـ الذي في ( جش ) ياسر بدل ناشر ولكن العلامة في الخلاصة سماه ناشر كما ضبطه كذلك في إيضاح الاشتباه.

٨٦

574 ـ الخليل بن أحمد شيخ الناس في علوم الادب فضله وزهده أشهر من أن يخفى ، كان أمامي المذهب.

575 ـ خليل العبدي ق ( كش ) كوفي ثقة.

576 ـ خوات ، بتشديد الواو والتاء المثناة فوق ، بن جبير ، بضم الجيم ، ى ( جخ ) بدري.

577 ـ خيثمة ، بالخاء المعجمة المفتوحة والياء المثناة تحت والثاء المثلثة ، بن عبدالرحمن الجعفي ق ( جخ ، جش ) قريب الحال لان العقيقي قال : ( إنه فاضل ) وهو أمارة لعدالته.

578 ـ خيران الخادم القراطيسي دى ( جخ ، كش ) محمود الطريقة ثقة.

( باب الدال المهملة )

579 ـ دواودبن أبي يزيد الكوفي العطار ق ، م ( جخ ، ست ) مولى ثقة.

580 ـ داود بن أبي يزيد(1) اسمه زنكان ، بالزاي والنون المفتوحتين ، أبو سليمان النيسابوري ، واشتبه اسم أبي يزيد على بعض أصحابنا فأثبته ( زنكار ) بالراء وهو غلط ، دى ( جخ ) في النجارين في سكة طرخان في دار سحتويه ( صادق ) اللجهة ثقة.

581 ـ داود بن أسد بن عفير(2) بن الاحوص البصري ( جش ) شيخ جليل فقيه متكلم ثقة ثقة وأبوه أسد مثله.

__________________

1 ـ في جميع النسخ : أبي زيد بدل أبي يزيد كما في الفهرست ورجال الشيخ في باب أصحاب علي الهاديعليه‌السلام وفي باب أصحاب الحسن العسكريعليه‌السلام .

2 ـ في النجاشي : أعفر.

٨٧

582 ـ دوادبن بلال بن أحيحة ، بضم الهمزة والحاءين المهملتين المفتوحتين بينهما ياء مثناة تحت ، أبو ليلى الانصاري ى ( عق ) من الاصفياء.

583 ـ داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قر ( جخ ) معظم الشأن.

584 ـ داود بن حصين الاسدي مولاهم ق ، م ( جش ) كوفي ثقة ، وقيل واقفي وهو زوج خالة علي بن الحسن بن فضال.

585 ـ داود بن زربي ، بالزاي المضمومة ورأيت بخط الشيخ أبي جعفر ( الزربي ) بكسر الزاي فالراء ، وقيل بالعكس ، والباء المفردة ق ، م ( كش ) هو أبو سليمان الخندفي بالفاء منسوب إلى خندف وهي امرأة إلياس بن مضربن نزارنسب ولد إلياس إليها ، البندار ، كان أخص الناس بالرشيد ، وكان معتقدا في أبي عبدالله ( ع ) أهمله الشيخ ووثقه ( جش ).

586 ـ داود بن سرحان العطار ق ، ( جخ ، ست ، جش ) ثقة.

587 ـ داود بن سليمان أبو سليمان الحمار ، بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم ق ( جخ ، جش ) كوفي ثقة.

588 ـ داود بن سليمان بن جعفر أبو أحمد القزويني ضا ( جش ) ذكره ابن نوح له كتاب.

589 ـ داود بن سليمان القرشي ( جش ) ذكره ابن نوح ، له كتاب.

590 ـ داود بن عطار المقري ، له كتاب نوادر ( جش ) ذكره ابن نوح.

591 ـ داود بن علي اليعقوبي الهاشمي أبو علي بن داودم ( جخ ) ضا ( جش ) ثقة له كتاب.

٨٨

592 ـ داود بن فرقد(1) بفتح القاف ق ، م ( جخ ، كش ، جش ) مولى ( آل ) أبي السمال ، باللام ، الاسدي النصري يكنى أبا يزيد كوفي ثقة واشتبه على بعض أصحابنا اسم أبيه فقال ( بن مرقد ) بالميم وهو غلط. وفرقد يكنى أبا يزيد.

593 ـ داود بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أبو هاشم الجعفري ضا ، د ، دى ، كر ( جخ ، كش ) عظيم المنزلة شريف القدر ثقة.

594 ـ داود بن كثير الرقي مولى بني أسد ق ( جخ ) وثقه الشيخ والكشي وابن فضال ، وطعن فيه النجاشي وسيأتي في الضعفاء.

595 ـ داود بن كورة ، بالضم والراء المهملة لم ( جخ ، ست ، جش ) أبو سليمان القمي وهو الذي بوب كتاب النوادر لاحمد بن محمد ابن عيسى ، وكتاب المشيخة للحسن بن محبوب السراد على معاني الفقه. مهمل.

596 ـ داود بن مافنة الصرمي بالصاد المهملة والراء الساكنة. مولى بني قرة ثم بني صرمة منهم ، كوفي يكنى أبا سليمان ضاوبقي إلى أيام كر ( ست ، جخ ) له مسائل.

597 ـ داود بن محمد النهدي ابن عم الهيثم بن أبي مسروق لم ( جخ ، ست ، جش ) كوفي ثقة.

598 ـ داود بن النعمان مولى بني هاشم أخو علي بن النعمان ،

__________________

1 ـ ذكر التفريشي في نقد الرجال في ترجمة داود بن أبي يزيد الكوفي العطار : « يظهر من باب الاغسال من زيادات التهذيب أن داود بن أبي يزيد العطار هذا هو داود بن فرقد حيث قال : داود بن أبي يزيد العطار وهو داود بن فرقد » فراجعه ، وقد صرح الشيخ بمثله في باب أوقات الصلاة أيضا من التهذيب.

٨٩

وداود هو الاكبر ( جخ ، كش ) ضا ( جش ) م وقيل ق خير فاضل(1) .

599 ـ داود بن يحيى بن بشير الدهقان ( جش ) كوفي يكني أبا سليمان ثقة.

600 ـ دارم بن قبيصة ( بالصاد المهملة ) بن نهشل بن مجمع ، أبو الحسن التميمي الدارمي السائح ضا ( جش ) مهمل.

601 ـ دعبل ، بكسر الدال المهملة والباء المفردة تحت ، بن ( علي بن ) رزين بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، الشاعر المشهور ضا ( جخ ) وفدعليه بخراسان وأنشده قصيدته التي يقول فيها شعرا :

ألم ترأني مذ ثلاثين حجة

أروح وأغدودائم الحسرات

أرى فيئهم في غيره متقسما

وأيديهم من فيئهم صفرات

فدخل الرضاعليه‌السلام وبعث إليه بخرقة خز فيها ستمائة دينار وقال للجارية : اعتذري إليه ، فقال دعبل : لا والله ما أردت هذا ولا له خرجت ، ولكن تهب لي ثوبا من ثيابك ، فردها عليه أبو الحسنعليه‌السلام وبعث إليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى وردقم فنظروا إلى الجبة فأعطوه بها ألف دينار فأبى عليهم ، وقال : لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج عن قم فاتبعوه وقد أجمعوا له وأخذوا الجبة فرجع إلى قم وكلمهم فيها ، فقالوا : ليس إلى هذا سبيل ولكن إن شيءت فهذه ألف دينار ، فقال نعم وخرقة منها.

( باب الذال المعجمة )

602 ـ ذريح ، بالذال المعجمة المفتوحة والراء المكسورة والياء

__________________

1 ـ عبارة النجاشي : « روى عن أبي الحسن موسى وقيل أبي عبداللهعليه‌السلام » وجملة « خير فاضل » من الكشي.

٩٠

المثناة تحت والحاء المهملة ، بن محمد بن يزيد أبو الوليد المحاربي عربي من بني محارب بن حفصة ق ( جخ ، ست كش ) ممدوح له أصل وذكر ابن عقدة وابن نوح أنه روى عن الكاظمعليه‌السلام أيضا.

( باب الراء المهملة )

603 ـ الرازي ( كش ) ممدوح(1) .

604 ـ رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد الاشجعي مولاهم كوفي ق ( جخ ، جش ) ثقة من بيت الثقات.

605 ـ ربيع بن أبي مدرك أبو سعيد كوفي ق ( جخ ، جش ) يقال له المصلوب كان صلب بالكوفة على التشيع ثقة.

606 ـ الربيع بن خيثم ى ( كش ) زاهد ممدوح(2) .

607 ـ ربيع بن سليمان بن عمرولم ( جش ) كوفي صحب السكوني وأخذ عنه ، قريب الامر في الحديث ( غض ) طعن عليه ، ويجوز أن يخرج شاهدا.

608 ـ ربيع بن محمد بن عمرو بن حسان الاصم المسلى ومسلية قبيلة من مذحج ( جش ) له كتاب.

609 ـ ربعي ، بالكسر ، بن خراش بالخاء المعجمة المكسورة والراء

__________________

1 ـ ذكر الرازي الكشي ( ص 481 ) طبع النجف الاشرف في ترجمة إسحاق بن إسماعيل النيسابوري وأصحابه الستة وتنصرف هذه النسبة إلى احمد إسحاق الوكيل. وهو ثقة عدل لكونه وكيل الناحية المقدسة للامام أبي محمد الحسن العسكريعليه‌السلام .

2 ـ ذكره الكشي في رجاله عند تعداده الزهاد الثمانية ولكن بتقديم الثاء على الياء ، توفي ربيع هذا سنة 61 ه‍ ، وقيل : سنة 63 ه‍.

٩١

المهملة والشين المعجمة.

610 ـ ربعي ، بكسر الراء وسكون الباء المفردة ، بن عبدالله بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي أبو نعيم بصري ق ، م ( جش ) ثقة ، اختص بالفضيل بن يسار وأخذ عنه.

611 ـ رجاء بن يحيى بن سامان أبو الحسين العبرتائي ، بفتح العين المهملة والباء المفردة وسكون الراء المهملة والتاء المثناة فوق والمد ، الكاتب كر ( جش ، جخ ) دى روى عنه أبو المفضل محمد بن عبدالله الشيباني ، أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا.

612 ـ رزيق(1) بن الزبير الخلقاني ابن أبي الزرقاء ، يكني أبا العوام ق ( جش ) ذكره ابن نوح. أقول ـ كذا ذكره النجاشي والذي نقلته أنه رزيق بن الزبير ، بالراء المهملة المضمومة فالمعجمة المفتوحة فالياء المثناة تحت فالقاف ، وقد ذكره الشيخ في كتاب الرجال.

613 ـ رزام ، بكسر الراء فالزاي ابن مسلم مولى خالد بن عبدالله القسري كوفي ق ( جخ ، كش ) علمه الصادقعليه‌السلام دعاء خلص به من العذاب.

614 ـ رشد ، بفتح الراء والشين المعجمة ، ومن أصحابنا من أثبته بياء بعد شين ، ورأيته بخط الشيخ في عدة مواضع بغير ياء والاقرب الاول ، بن زيد الجعفي لم ( جخ ، ست ، جش ) كوفي ثقة قليل الحديث(2) .

__________________

1 ـ كان في نسخة الاصل ( رزبي ) وقال بعد ذلك : ( كذا ذكره النجاشي ) ثم قال : ( والذي نقلته أنه رزيق ) ولكن الذي في النجاشي ( رزيق ) ولعل نسخة النجاشي التي كانت عند صاحب الكتاب كانت مغلوطة.

2 ـ الموجود في النجاشي وفهرست الشيخ ورجاله في باب من لم يرو عنهم ( ع ) ( رشيد ) بالياء بعد الشين.

٩٢

615 ـ رشيد ، بضم الراء وفتح الشين المعجمة ، ( الهجري ) بفتحتين ورأيت بعض أصحابنا قد ضبطه ( الهجري ) بضم الجيم وهو اشتباه عليه ى ، ن ، سين ، ين ( كش ، جخ ) صاحب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كان يسميه رشيد البلايا ، قال له : ( أنت معي في الدنيا والاخرة ) وأخبره بما جرى له مع عبيدالله بن زياد ، فلما قال له بأي ميتة قال لك تموت ؟ قال له : أخبرني أنك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ فتقطع يدي ورجلي ولساني ، فقال : لاكذبنه ، فقطع أطرافه وأبقى لسانه ، فقالت ابنته : كنت أسأله هل يؤلمك ذلك ؟ فيقول : كما يؤلم زحام الناس. ثم شرع يحدث الناس فأرسل الحجام فقطع لسانه ،رحمه‌الله .

616 ـ رفاعة بن محمد الحضرمي ق ( جخ ) ثقة.

617 ـ رفاعة بن موسى الاسدي النخاس ق ( جخ ، جش ) ثقة مرضي لا غمز فيه.

618 ـ رقيم بن إلياس بن عمرو البجلي كوفي ق ( جش ) ثقة.

619 ـ روح بن عبدالرحيم ، شريك المعلي بن خنيس ق ( جخ ، جش ) ثقة.

620 ـ رومي بن زرارة بن أعين الشيباني ق ( جخ ، جش ) ثقة قليل الحديث.

621 ـ رهم ، بضم الراء ، الانصاري م ( جخ ، كش ) ممدوح.

622 ـ الريان ، بالراء والياء المثناة تحت ، بن شبيب ، خال المعتصم لم ( جش ) ثقة سكن قم وروي عنه أهلها.

623 ـ الريان بن الصلت الاشعري القمي أبو علي ضا ، دى ( جخ ست ) كان ثقة صدوقا خراسانيا.

٩٣

باب الزاي المعجمة

624 ـ زاهر الاسلمي أبو مجزاة ، بفتح الميم والزاي وسكون الجيم ل ( جخ ) من أصحاب الشجرة.

625 ـ الزبيربن العوام ل ( جخ ).

626 ـ زحر ، بفتح الزاي والسكون الحاء المهملة ، بن عبدالله أبو الحصين الاسدي قر ، ق ( جش ) ثقة.

627 ـ زحربن قيس ى ( جخ ) رسول علي بن أبي طالبعليه‌السلام إلى الري ثم إلى الخوارج.

628 ـ زحربن النعمان الاسدي أبو الخطاب ق ( جخ ) مولى كوفي ثقة.

629 ـ زرارة بن أعين الشيباني مولاهم أبو علي قر ، ق ، م ( جخ ، ست ، كش )(1) اسمه عبدربه ، وكان أعين بن سنسن ـ بالمهملتين المضمومتين والنونين ـ عبد اروميا لرجل من بني شيبان ، تعلم القرآن ثم أعتقه فعرض عليه أن يدخله في نسبه فأبي أعين ذلك وقال ( أقرني على ولائي ) وكان سنسن راهبا في بلاد الروم. له عدة أولاد : الحسن والحسين ورومي وعبيد وعبد الله ويحيى بنوزرارة ، وله أخوة : حمران النحوي وله ابنان حمزة ومحمد ، وبكير أبو الجهم له عبدالله بن بكير ، وعبد الله بن أعين ، وعبد الملك بن أعين وابنه ضريس. وزرارة كان أصدق أهل زمانه وأفضلهم ، قال فيه الصادقعليه‌السلام : ( لولا زرارة لقلت إن أحاديث أبيعليه‌السلام ستذهب ) وروى الكشي عن أبي عبداللهعليه‌السلام أنه قال : ( أحب الناس إلي أحياء أو أمواتا أربعة : بريد بن

__________________

1 ـ وترجم لزرارة النجاشي أيضا في رجاله وقال : مات سنة 150 ه‍ ، بعد أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام .

٩٤

معاوية ، بالباء المفردة المضمومة والراء المفتوحة البجلي ، وزرارة ومحمد ابن مسلم وأبو مسلم وأبو بصير ) وقالعليه‌السلام لشخص : ( إذا أردت حديثنا فعليك بهذا الجالس ) وأومأ إلى رجل من أصحابه ، فسألت عنه فقيل زرارة. وقالعليه‌السلام في الاربعة المذكورين : ( إنهم من الذين قال الله تعالى :( السابقون السابقون أولئك المقربون ) وحال زرارة أوضح من أن يحتاج ألى ايضاح.

630 ـ زربن حبيش ، بالحاء المهملة المضمومة والباء المفردة المفتوحة والياء المثناة تحت والشين المعجمة ى ( جخ ) كان فاضلا ، ومن أصحابنا من صحفه فقال بالسين المهملة وهو وهم.

631 ـ زريق بن مرزوق ( ست ، جش ) كوفي ثقة ، وبعض أصحابنا التبس عليه حاله فتوهم أنه ( رزيق ) بتقديم المهملة واثبته في باب الراء وهو وهم ، وقد ذكره الشيخ أبو جعفر في الفهرست في باب الزاي(1) .

632 ـ زفر بن النعمان أبو الأزهر العجلي كوفي ق ( جخ ) مهمل.

633 ـ زفر بن سويد الجعفي مولاهم ق ( جخ ) مهمل.

634 ـ زكاربن الحسن الدينوري ( جش ) شيخ من أصحابنا ثقة.

635 ـ زكريا بن آدم بن عبدالله بن سعد الاشعري القمي ضا ، د ( جخ ، ست ، كش ) فقيه جليل عظيم القدر عنده ، قال للرضاعليه‌السلام إني أريد الخروج عن أهل بيتي فقد كثر سفاههم ، فقالعليه‌السلام له : ( لا تفعل فان الله تعالى يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بابي الحسن الكاظمعليه‌السلام ) وسأل علي بن المسيب الرضاعليه‌السلام فقال : إن شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت فممن آخذ معالم ديني ؟ فقال : ( من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين

__________________

1 ـ ولكن النجاشي ذكره ( رزيق ) بتقديم الراء على الزاي.

٩٥

والدنيا ) وحج زميله من المدينة(1) .

636 ـ زكريا بن إدريس بن عبد الله بن سعد الاشعري القمي أبو جرير ، بضم الجيم وفتح الراء ( جش ) قيل ق ، م ، ضا. أقول : إنه مذكورفي ( جخ ) في رجال الصادق والرضاعليهما‌السلام .

637 ـ زكريا بن الحر الجعفي أخواديم ، بضم الهمزة وفتح الدال المهملة ، وأيوب ، كان وجها.

638 ـ زكريا بن سابور الازدي مولاهم الواسطي ( جخ ) ق ( كش ) ممدوح.

639 ـ زكريا بن سابق ق ( كش ) ممدوح.

640 ـ زكريا بن عبدالله الفياض أبو يحيى ق ، م ( جش ) ابن نوح. قر.

641 ـ زكريا بن عبد الصمد القمي أبو جرير ، بالجيم والراءين م ، ضا ( جخ ) ثقة.

642 ـ زكريا كوكب الدم ، أبو يحيى الموصلي ق ، م ( جخ ، كش ) شيخ من الاخبار ( غض ) ضعيف. وقد ذكرته في الضعفاء.

643 ـ زكريا بن يحيى التميمي لم ( جش ) كوفي ثقة.

644 ـ زكريا بن يحيى الواسطي ق ( جخ ، جش ) ذكر ابن نوح ثقة.

645 ـ زميلة بضم الزاي وفتح الميم ى ( كش ) ثقة والتبس على بعض أصحابنا فأثبته في الراء المهملة وهو وهم ، وقد ذكره الشيخ في باب الزاي من كتاب الرجال.

__________________

1 ـ المراد أن الرضا ( ع ) حج وكان زكريا بن آدم زميله من المدينة إلى مكة ، كذا ذكره العلامة في الخلاصة.

٩٦

646 ـ زهير بن القين سين ( جخ ) قتل بكربلارحمه‌الله عظيم الشأن.

647 ـ زياد بن أبي رجاء ، بالجيم ، واسم أبي رجاء منذرقر ، ق ( جخ ) كوفي ثقة صحيح.

648 ـ زياد بن أبي الحلال ، بفتح الحاء المهملة ، كوفي مولى ق ( جخ ، ست ، جش ) ثقة.

649 ـ زياد بن أبي غياث ، واسم أبي غياث مسلم مولى آل دغش ابن محارب بن خصفة ق ( جش ) ذكره ابن عقدة وابن نوح ثقة.

650 ـ زياد بن الجعدى ( جخ ) من خواصه.

651 ـ زياد بن سابور أخو بسطام الواسطي ق ( جخ ) ثقة.

652 ـ زياد بن سوقة ق ( ثق ).

653 ـ زياد بن عبيدى ( جخ ) عامله على البصرة.

654 ـ زياد بن عيسى أبو عبيدة الحذاء قر ، ق وقيل : ( زياد بن رجا ) مات في زمن أبي عبداللهعليه‌السلام ، وقف أبو عبد الله ( ع ) على قبره بعد دفنه ودعا له فقال : ( اللهم برد على أبي عبيدة اللهم نور له قبره ، اللهم ألحقه بنبيه ).

655 ـ زيد بن أرقم ل ، ى ، ن ، سين ( جخ ) قال الفضل بن شاذان : إنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام .

656 ـ زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، فيه نظر.

657 ـ زيد بن ثابت ل ( جخ ).

658 ـ زيد بن حارثة ، بالحاء المهملة والثاء المثلثة ( جخ ) قتل بمؤته.

659 ـ زيد بن ربيعة يكنى أبا معبد ى ( جخ ).

660 ـ زيد الزراد الكوفي ق ( جخ ، جش ).

٩٧

661 ـ زيد بن صوحان ، بضم الصاد المهملة ، كان من الابدال ى ( جخ ) قتل يوم الجمل بين يدي أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال له لما صرع : ( رحمك الله يا زيد كنت خفيف المؤونة عظيم المعونة ) وقيل إن عائشة استرجعت يوم قتل زيد وهو أخو صعصعة ، وزيد الاكبر.

662 ـ زيد بن عبدالله الحناط ، يكنى أبا حكيم بالفتح. كوفي جمحى أصله مدني ق ( جخ ) ثقة.

663 ـ زيد بن علي بن الحسين ين ، قر ، ق ( جخ ) قتل سنة إحدى وعشرين ومائة ، وله اثنتان وأربعون سنة. شهد له الصادقعليه‌السلام بالوفاء وترحم عليه.

664 ـ زيد بن محمد بن يونس ، أبو أسامة الشحام قر ، ق ( جخ ست ) ثقة أثبته الشيخ في رجال الباقرعليه‌السلام كذا وأثبته في رجال الصادقعليه‌السلام : ( زيد بن يونس ) فحذف اسم أبيه وأثبته في الفهرست : ( زيد الشحام ) والجميع واحد. وقال بعض أصحابنا : وقيل : ابن موسى وذلك غيره واقفي.

665 ـ زيد بن المستهل بن الكميت الاسدي ق ( جخ ) مهمل.

666 ـ زيد بن وهب الجهني ى من خواص أمير المؤمنينعليه‌السلام .

667 ـ زيد النرسي ، بالنون. ق ( ست ، جش ) : ق ، م مهمل هو وزيد الزراد لهما أصلان لم يروهما محمد بن علي بن بابويه ، وقال في فهرسته : لم يروهما محمد بن الحسن بن الوليد ، وقال هما موضوعان ، وكذلك كتاب خالد بن عبدالله بن سدير ، وضع هذه الاصول محمد بن موسى الهمداني.

( باب السين المهملة )

668 ـ سالم بن سلمة أبو خديجة الرواجني ق ( جخ ) مهمل ( جش ) ثقة ثقة.

٩٨

أقول : وهذا غير سالم بن مكرم ، وذاك أيضا أبو خديجة وهو الجمال مولى بني أسد ، ذاك من الضعفاء.

669 ـ سالم العطار ق ( جخ ) خادمه.

670 ـ سالم بن أبي الجعدي ( جخ ) من خواصه ( ع ).

671 ـ سيحان بن صوحان أخو صعصعة ، العبدي.

672 ـ سدير بن حكيم ، بالفتح ، أبو الفضل قر ، ق ( جش ، كش ) ممدوح وقال علي بن أحمد العقيقي : صدير الصيرفي اسمه سلمة كان مخلطا.

673 ـ سري بن عبدالله بن يعقوب السلمي ق ( جش ) كوفي ثقة.

674 ـ سعد بن أبي خلف يعرف بالزام مولى بني زهرة بن كلاب ق ، م ( جخ ، جش ) كوفي ثقة.

675 ـ سعد بن أبي وقاص ل.

676 ـ سعد أبو سعيد الخدري ل ، ى ( عق ) من الاصفياء.

677 ـ سعد بن حميد أبو عمارة الهمداني ( جخ ) اصيبت عينه يوم صفين.

678 ـ سعد بن سعد الاحوص ، بالحاء والصاد المهملتين ، بن سعد ابن مالك الاشعري القمي ومن إصحابنا من أثبته ( سعد بن سعد بن الاحوص ) والاحوص أبوه لاجده ضا ، ( كش ، جخ ) ثقة.

679 ـ سعد بن الصلت الكوفي القاضي ق ( جخ ) مهمل.

680 ـ سعد بن طريف الحنظلي وقيل الدئلي مولاهم ضا ( كش ) الجميع واحد(1) .

__________________

1 ـ نقل الكشي في ترجمة سعد الاسكاف عن حمدويه : أن سعد الاسكاف وسعد الخفاف وسعد بن طريف واحد ، وعبارة صاحب الكتاب قاصرة عن أداء ذلك.

٩٩

وقيل(1) كان ناووسيا ولم يثبت.

681 ـ سعد بن عبدالله بن أبي خلف الاشعري القمي أبو القاسم ( جش ) شيخ الطائفة وفقيههما ووجهها ، سمع من حديث العامة شيئا كثيرا ، لقي مولانا أبا محمد العسكريعليه‌السلام ، وبعض أصحابنا يضعف لقاءه له ، ويقال حكايته(2) موضوعة ( جخ ) : عاصره ولم أعلم أنه روى عنه ، مات سنة ثلاثمائة وقيل قبلها بسنة ، وقيل بعدها بسنة في ولاية رستم.

682 ـ سعد بن معاذ ل ( جخ ).

683 ـ سعيد بن أبي الجهم القابوسي اللخمي أبو الحسين من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر ق ، م ( جخ ) وروى عن أبان بن تغلب كان ثقة وجها بالكوفة.

684 ـ سعبدالاعرج ق ( جش ).

685 ـ سعيد بن أحمد بن موسى أبو القاسم الغراد الكوفي لم ( جش ) كان ثقة صدوقا.

686 ـ سعيد بن بيان ، بالباء المفردة والياء المثناة تحت ، أبو حنيفة سائق الحاج ، والتبس على بعض أصحابنا فأثبته أبو خفيفة وهو غلط(3) الهمداني بالمهملة ( كش ) مذموم ق ( جخ ) مهمل ( ج ش ) ثقة.

687 ـ سعيد بن جبير أبو محمد الوالبي مولاهم ين ( جخ ) تابعي ،

__________________

1 ـ قاله حمدويه كما ذكر الكشي ، فقال عنه « وكان ناووسيا وقف على أبي عبداللهعليه‌السلام ».

2 ـ ذكر الحكاية الصدوقرحمه‌الله في إكمال الدين وهي طويلة ، فراجعها.

3 ـ يريد ببعض الاصحاب العلامة ولكن الموجود في الخلاصة أبو حنيفة لا كما ذكر صاحب الكتاب وكذا في باب الكنى منها وكذا في إيضاح الاشتباه له ، ولعل نسخة صاحب الكتاب من الخلاصة كانت مغلوطة.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

النَّخْل ) (١) وإنّما أراد على جذوعها، وقال الشاعر:

وافتحي الباب وانظري في النجوم

كم علينا من قطع ليل بهيم

جواب آخر عن الشبهة

وربّما يجاب عن الإشكال: أنّه من قبيل المعاريض في الكلام، والمعاريض: عبارة عن أن يقول الرجل شيئاً يقصد به غيره ويفهم منه غير ما يقصده، فلعلّه نظر في النجوم نظر الموحّد في صنعه تعالى، الذي يستدل به على خالقه وصفاته، ولكنّ القوم حسبوا أنّه ينظر إليها نظر المنجّم فيها ليستدل بها على الحوادث، فقال:( إنّي سقيم ) (٢) .

ولا يخفى أنّ الجواب مبني على أنّه لم يكن سقيماً آنذاك، وهو بعد غير ثابت، على أنّ المعاريض غير جائزة على الأنبياء لارتفاع الوثوق بذلك عن قولهم.

وبذلك يعلم قيمة ما أخرجه أصحاب الصحاح والسنن من طرق كثيرة عن أبي هريرة: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: لم يكذب إبراهيمعليه‌السلام غير ثلاث كذبات: ثنتين في ذات الله: قوله:( إنّي سقيم ) وقوله:( بل فعله كبيرهم هذا ) وقوله في سارة:( هي أُختي ) (٣) .

وقد عرفت أنّ إبراهيم لم يكذب في الأُوليين، وأمّا الثالثة فهي مرويّة في التوراة المحرّفة، فهل يمكن بعد هذا، الاعتماد على الرواية ؟!

والعجب أنّ ابن كثير صار بصدد تصحيح الرواية، وقال: ليس هذا من باب الكذب الحقيقي الذي يذم فاعله، حاشا وكلاّ، وإنّما أُطلق الكذب على هذا

____________________

١ - طه: ٧١.

٢ - تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٤/١٣.

٣ - تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٤/١٣.

١٤١

تجوّزاً، وإنّما هو من المعاريض في الكلام لمقصد شرعي ديني كما جاء في الحديث ( إنّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب )(١) .

ونحن لا نعلّق على الحديث ولا على التوجيه الذي ارتكبه ابن كثير شيئاً وإنّما نحيل القضاء فيه إلى وجدان القارئ الكريم، وكفى في سقم الحديث أنّه من مرويات أبي هريرة، كما يكفي في كذب الحديث أنّه من الإسرائيليات التي وردت في التوراة المحرّفة.

والعجب أنّ رواة هذا الحديث يزرون على الشيعة في قولهم بالتقية، بأنّها مستلزمة للكذب مع أنّ التقيّة من المعاريض التي جوّزها القرآن والسنّة في شرائط خاصة لأشخاص معيّنين.

هذه هي الآيات التي استدلّت المخطّئة بها على عدم عصمة بطل التوحيد، وقد عرفت مفادها، وهناك آيات أُخر آيات نزلت في حقّه، ربّما وقعت ذريعة لهؤلاء المخطّئة، وبما أنّها واضحة المضمون لا نرى حاجة إلى البحث عنها، وكفانا في هذا المضمار ما ذكره السيد المرتضى في ( تنزيهه ) فمن أراد الوقوف عليها فليرجع إليه.

كما أنّهم استدلّوا بآيات نزلت في حق يعقوب لتخطئته، وبما أنّ الشبهات ضعيفة تركنا البحث عنها، وعطفنا عنان القلم إلى بعض ما استدلت به المخطّئة في هذا المضمار في حق صدّيق عصره ونزيه دهره سيّدنا يوسف عليه وعلى نبيّنا وآله الصلاة والسلام.

____________________

١ - تفسير القرآن العظيم لابن كثير: ٤/١٣.

١٤٢

- ٤ -

عصمة يوسفعليه‌السلام وقول الله:( وهمّ بها )

يوسف الصدّيق هو الأُسوة

إنّ فيما ورد في سورة يوسف من الآيات، لأجلى دليل على أنّه الإنسان المثالي الذي لا يعدّ له مثال، كيف ؟ وقد دلّت الآيات على أنّه سبحانه اجتباه من بداية حياته وصباه، وعلّمه من تأويل الأحاديث، وأتمّ نعمته عليه، وقد قام القرآن بسرد قصته وأسماها بأحسن القصص، ففيها براهين واضحة على طهارته ونزاهته وعصمته من الذنوب، وصيانته من المعاصي، وتفانيه في مرضاة الله، كيف ؟ وقد ابتلاه الله سبحانه بلاءً حسناً، فوجده صابراً متمالكاً لنفسه عند الشهوات والمحرّمات، وناجياً من الغمرات التي لا ينجو منها إلاّ مَن عصمه الله سبحانه، فقد ظهر بهذا البلاء باطنه، وتجلّت به حقيقته، وبان أنّه الإنسان الذي حاق به الخوف من الله سبحانه، فطفق لا يغفل عنه طرفة عين ولا يبدل رضاه بشيء.

كيف ؟ ومَن طالع القصة يقف على أنّ نجاة يوسف من مخالب الشهوة وخدعة امرأة العزيز لم تكن إلاّ أمراً خارقاً للعادة، ولولا عصمته لما كانت النجاة ممكنة، بل كانت أمراً أشبه بالرؤيا منه باليقظة.

١٤٣

وفي هذا الصدد يقول العلاّمة الطباطبائي:

فقد كان يوسف رجلاً، ومن غريزة الرجال الميل إلى النساء، وكان شاباً، بالغاً أشدّه، وذاك أوان غليان الشهوة وفوران الشبق، وكان ذا جمال بديع يدهش العقول ويسلب الألباب، والجمال والملاحة يدعوان إلى الهوى ؟ هذا من جانب، ومن جانب آخر كان مستغرقاً في النعمة وهنيء العيش، محبوراً بمثوى كريم، وذلك من أقوى أسباب التهوّس، وكانت الملكة فتاة فائقة الجمال كما هو الحال في حرم الملوك والعظماء، وكانت لا محالة متزيّنة لما يأخذ بمجامع كل قلب، وهي عزيزة مصر - ومع ذلك - عاشقة له والهة تتوق نفسها إليه، وكانت لها سوابق الإكرام والإحسان والإنعام ليوسف، وذلك كلّه ممّا يقطع اللسان ويصمت الإنسان وقد تعرّضت له، ودعته إلى نفسها، والصبر مع التعرّض أصعب، وقد راودته هذه الفتّانة وأتت بما في مقدرتها من الغنج والدلال، وقد ألّ-حت عليه فجذبته إلى نفسها حتى قدّت قميصه، والصبر معه أصعب وأشق، وكانت عزيزة لا يرد أمرها ولا يثنى رأيها، وهي رتبة خصّها بها العزيز، وكان في قصر زاهٍ من قصور الملوك ذي المناظر الرائعة التي تبهر العيون وتدعو إلى كل عيش هنيء.

وكانا في خلوة، وقد غلّقت الأبواب وأرخت الستور، وكان لا يأمن من الشر مع الامتناع، وكان في أمن من ظهور الأمر وانتهاك الستر؛ لأنّها كانت عزيزة، بيدها أسباب الستر والتعمية، ولم تكن هذه المخالطة فائتة لمرة بل كانت مفتاحاً لعيش هنيء طويل، وكان يمكن ليوسف أن يجعل هذه المخالطة والمعاشقة وسيلة يتوسّل بها إلى كثير من آمال الحياة وأمانيها كالملك والعزّة والمال.

فهذه أسباب وأُمور هائلة لو توجّهت إلى جبل لهدّته، أو أقبلت على صخرة صمّاء لأذابتها، ولم يكن هناك ممّا يتوهّم مانعاً إلاّ الخوف من ظهور الأمر، أو

١٤٤

مناعة نسب يوسف، أو قبح الخيانة للعزيز، ولكن الكل غير صالح لمنع يوسف عن ارتكاب العمل.

أمّا الخوف من ظهور الأمر فقد مرّ أنّه كان في أَمن منه، ولو كان بدا من ذلك شيء لكان في وسع العزيزة أن تأوّله تأويلاً كما فعلت فيما ظهر من أمر مراودتها، فكادت حتى أرضت نفس العزيز إرضاءً، فلم يؤاخذها بشيء، وقلبت العقوبة على يوسف حتى سجن.

وأمّا مناعة النسب فلو كانت مانعة لمنعت إخوة يوسف عمّا هو أعظم من الزنا وأشد إثماً، فإنّهم كانوا أبناء إبراهيم وإسحاق ويعقوب أمثال يوسف، فلم تمنعهم شرافة النسب من أن يهمّوا بقتله ويلقوه في غيابت الجب، ويبيعوه من السيّارة بيع العبيد، ويثكلوا فيه أباهم يعقوب النبي، فبكى حتى ابيضّت عيناه.

وأمّا قبح الخيانة وحرمتها فهو من القوانين الاجتماعية، والقوانين الاجتماعية إنّما تؤثّر أثرها بما تستتبعه من التبعة على تقدير المخالفة؛ وذلك إنّما يتم فيما إذا كان الإنسان تحت سلطة القوّة المجرية والحكومة العادلة، وأمّا لو أغفلت القوّة المجرية، أو فسقت فأهملت، أو خفي الجرم عن نظرها، أو خرج من سلطانها فلا تأثير حينئذ لشيء من هذه القوانين.

فلم يكن عند يوسف ما يدفع به عن نفسه ويظهر به على هذه الأسباب القوية التي كانت لها عليه، إلاّ أصل التوحيد وهو الإيمان بالله.

وإن شئت قلت: المحبة الإلهية التي ملأت وجوده وشغلت قلبه، فلم تترك لغيرها محلاً ولا موضع أصبع(١) .

_____________________

١ - الميزان: ١١/١٣٧ - ١٣٩.

١٤٥

هذا هو واقع الأمر غير أنّ بعض المخطّئة لم يرتض ليوسف هذه المكارم والفضائل، واستدل على عدم عصمته بما ورد في سورة يوسف في حق العزيزة ومَن هو في بيتها، قال سبحانه:( وَرَاوَدَتْهُ التي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأبوابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبّي أَحْسَنَ مثوايَ إنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بِرْهَانَ رَبّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ ) (١)

ومحل الاستدلال: قوله( وهمَّ بها ) أي همّ بالمخالطة، وأنّ همّه بها كان كهمّها به، ولولا أن رأى برهان ربّه لفعل، وقد صانته عن ارتكاب الجريمة - بعد الهمّ بها - رؤية البرهان.

وبعبارة أُخرى: إنّ المخطّئة جعلت كلاًّ من المعطوف والمعطوف عليه( ولقد همّت به - وهمّ بها ) كلاماً مستقلاً غير مقيّد بشيء، وكأنّه قال:

ولقد همّت به: أي بلا شرط وقيد.

وهمّ بها: أي جزماً وحتماً.

ثم بعد ذلك - أي بعد الإخبار عن تحقّق الهم من الطرفين - استدرك بأنّ العزيزة بقيت على همّها وعزمها إلى أن عجزت، وأمّا يوسف فقد انصرف عن الاقتراف لأجل رؤية برهان ربّه، ولأجل ذلك قال:

( لولا أن رأى برهان ربّه ) أي ولولا الرؤية لاقترف وفعل وارتكب، لكنّه رأى فلم يقترف ولم يرتكب، فجواب لولا محذوف وتقديره ( لاقترف ).

ثم إنّ المخطّئة استعانوا في تفسير الآية بما ذكروه من الإسرائيليات التي لا

_____________________

١ - يوسف: ٢٣ - ٢٤.

١٤٦

يصح أن تنقل، وإنّما ننقل خبراً واحداً ليكون القارئ على اطلاع عليها: قالوا: جلس يوسف منها مجلس الخائن، وأدركه برهان ربّه ونجّاه من الهلكة، ثم إنّهم نسجوا هناك أفكاراً خيالية في تفسير هذا البرهان المرئي؛ فقالوا: إنّ طائراً وقع على كتفه، فقال في أُذنه: لا تفعل، فإن فعلت سقطت من درجة الأنبياء؛ وقيل: إنّه رأى يعقوب عاضّاً على إصبعه، وقال: يا يوسف أما تراني ؟ إلى غير ذلك من الأوهام التي يخجل القلم من نقلها.

غير أنّ رفع الستر عن مرمى الآية يتوقّف على البحث عن أُمور:

١- ما هو معنى ( الهم ) في قوله:( ولقد همّت به وهمّ بها ) .

٢- ما هو جواب( لولا أن رأى برهان ربّه ) وهذا هو العمدة في تفسير الآية.

٣- ما هو معنى البرهان ؟

٤- دلالة الآية على عصمة يوسف، وإليك تفسيرها واحداً تلو الآخر.

١- ما معنى الهم ؟

لقد فسّره ابن منظور في لسانه بقوله: همّ بالشيء يهم همّاً: نواه وأراده وعزم عليه، قال سبحانه:( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) (١) .

روى أهل السير: أنّ طائفة من المنافقين عزموا على أن يغتالوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العودة من تبوك، ولأجل ذلك وقفوا على طريقه، فلمّا قربوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر بتنحيتهم، وسمّاهم رجلاً رجلاً(٢) .

_____________________

١ - التوبة: ٧٤.

٢ - مجمع البيان: ٣/٥١ وغيره.

١٤٧

هذا هو معنى الهم، وتؤيّده سائر الآيات الوارد فيها لفظ الهم، ولو استعمل في مورد في خطور الشيء بالبال، وإن لم يقع العزم عليه، فهو استعمال نادر لا يحمل عليه صريح الكتاب.

أضف إلى ذلك أنّ الهمّين في الموردين بمعنى واحد، وبما أنّ همّ العزيزة كان بنحو العزم والإرادة، وجب حمل الهمّ في جانب يوسف عليه أيضاً لا على خطور الشيء بالبال؛ لأنّه تفكيك بين اللفظين من حيث المعنى بلا قرينة، ولكن تحقّق أحد الهمّين دون الآخر، لأنّ هم يوسف كان مشروطاً بعدم رؤية برهان ربّه، وبما أنّ العدم انقلب إلى الوجود، ورأي البرهان لم يتحقق هذا الهم من الأساس - كما سيوافيك - نعم لا ننكر أنّ الهم قد يستعمل بالقرينة في مقابل العزم، قال كعب بن زهير:

فكم فهموا من سيّد متوسع

ومن فاعلٍ للخير إن همّ أو عزم

ولكن التقابل بين الهم والعزم أوجب حمل الهم على الخطور بالبال، ولولاه لحمل على نفس العزم.

كما ربّما يستعمل في معنى المقاربة فيقولون: همّ بكذا وكذا، أي كاد يفعله، وعلى كل تقدير فالمعنى اللائح من الهم في الآية هو العزم والإرادة.

٢ - ما هو جواب لولا ؟

لا شك أنّ ( لولا ) في قوله سبحانه:( لولا أنْ رأى بُرهَانَ رَبّه ) ابتدائية فلا تدخل إلاّ على المبتدأ مثل ( لوما ) قال ابن مالك:

لولا ولوما يلزمان الابتدا

إذ امتناعاً بوجود عقدا

١٤٨

وممّا لا شك فيه أنّ ( لولا ) الابتدائية تحتاج إلى جواب، ويكون الجواب مذكوراً غالباً مثل قول القائل:

كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية

لولا رجاؤك قد قتّلت أولادي

وقد تواترت الروايات عن الخليفة عمر بن الخطاب أنّه قال في مواضع خطيرة: ( لولا علي لهلك عمر ).

وربّما يحذف جوابها لدلالة القرينة عليه أو انفهامه من السياق، كقوله سبحانه:( وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ) (١) ، أي ولولا فضل الله ورحمته عليكم لهلكتم، وربّما يحذف الجواب لدلالة الجملة المتقدّمة عليه كقوله: ( قد كنت هلكت لولا أن تداركتك )، وقوله: ( وقتلت لولا أنّي قد خلصتك )، والمعنى لولا تداركي لهلكت، ولولا تخليصي لقُتلت، ومثل لولا سائر الحروف الشرطية قال الشاعر:

فلا يدعني قومي صريعاً لحرّة

لئن كنت مقتولاً ويسلم عامر

وقال الآخر:

فلا يدعني قومي ليوم كريهة

لئن لم أعجل طعنة أو أعجل

فحذف جواب الشرط في البيتين لأجل الجملة المتقدّمة.

وبالجملة: لا إشكال في أنّ جواب الحروف الشرطية عامة، وجواب ( لولا ) خاصة، يكون محذوفاً، إمّا لفهمه من السياق أو لدلالة كلام متقدّم عليه والمقام من

_____________________

١ - النور: ١٠.

١٤٩

قبيل الثاني، فقوله سبحانه:( ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه ) يؤوّل إلى جملتين: إحداهما مطلقة، والأخرى مشروطة.

أمّا المطلقة فهي قوله:( ولقد همّت به ) ، وهو يدل على تحقّق ( الهم ) من عزيزة مصر بلا تردد.

أمّا المقيدة فهي قوله:( وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه ) وتقديره: ( لولا أن رأى برهان ربّه لهمّ بها ) فيدل على عدم تحقّق الهم منه لمّا رأى برهان ربّه، وأمّا الجملة المتقدّمة على ( لولا ) أعني قوله( وهمّ بها ) فلا تدل على تحقّق الهم؛ لأنّها ليست جملة منفصلة عمّا بعدها، حتى تدل على تحقّق الهمّ، وإنّما هي قائمة مكان الجواب، فتكون مشروطة ومعلّقة مثله، وسيوافيك تفصيله عن قريب.

٣ - ما هو البرهان ؟

البرهان هو الحجّة ويراد به السبب المفيد لليقين، قال سبحانه:( فَذَانِكَ بُرْهَانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلائِه ) (١) ، وقال تعالى:( يَا أَيُّها النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ) (٢) وقال سبحانه:( أَإِلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) (٣) هو الحجّة اليقينية التي تجلّي الحق ولا تدع ريباً لمرتاب، وعلى ذلك فيجب أن يعلم ما هذا البرهان الذي رآه يوسفعليه‌السلام ؟

والذي يمكن أن يكون مصداق البرهان في المقام هو العلم المكشوف واليقين المشهود الذي يجر النفس الإنسانية إلى طاعة لا تميل معها إلى معصية ،

_____________________

١ - القصص: ٣٢.

٢ - النساء: ١٧٤.

٣ - النمل: ٦٤.

١٥٠

وانقياد لا تصاحبه مخالفة، وقد أوضحنا عند البحث عن العصمة أنّ إحدى أُسس العصمة هو العلم اليقين بنتائج المآثم وعواقب المخالفة علماً لا يغلب، وانكشافاً لا يقهر، وهذا العلم الذي كان يصاحب يوسف هو الذي صدّه عمّا اقترحت عليه امرأة العزيز.

ويمكن أن يكون المراد منه سائر الأمور التي تفيض العصمة على العباد التي أوضحنا حالها في الجزء الماضي(١) .

٤ - دلالة الآية على عصمة يوسفعليه‌السلام

إنّ الآية على رغم ما ذهبت إليه المخطّئة تدل على عصمة يوسفعليه‌السلام قبل أن تدلّ على خلافها.

توضيحه: أنّه سبحانه بيّ-ن همّ العزيزة على وجه الإطلاق وقال:( وهمّت به ) ، وبيّ-ن همّ يوسف بنحو الاشتراط وقال:( وهمَّ بها لولا أن رأى برهان ربّه ) ، فالقضية الشرطية لا تدل على وقوع الطرفين خصوصاً مع كلمة ( لولا ) الدالة على عدم وقوعهما.

فإن قلت: إنّ كلاًّ من الهمّين مطلق حتى الهم الوارد في حق يوسف وإنّما يلزم التعليق لو قلنا بجواز تقدّم جواب لولا الامتناعية عليها، وهو غير جائز بالاتفاق، وعليه فيكون قوله:( وهمّ بها ) مطلقاً إذ ليس جواباً لكلمة ( لولا ).

قلت: إنّ جواب ( لولا ) محذوف وتقديره ( لهمّ بها ) وليست الجملة المتقدمة جواباً لها حتى يقال: إنّ تقدم الجواب غير جائز بالاتفاق، ومع ذلك فليست تلك الجملة مطلقة، بل هي أيضاً مقيّدة بما قيد به الجواب؛ لأنّه إذا كان الجواب مقيداً

_____________________

١ - مفاهيم القرآن: ٤ / ٣٨٥ - ٣٩٢.

١٥١

فالجملة القائمة مكانه تكون مثله، وله نظير في الكتاب العزيز مثل قوله:( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) (١) والمعنى أنّه سبحانه ثبّت نبيّه فلم يتحقّق منه الركون ولا الاقتراب منه.

وقال سبحانه:( وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيءٍ ) (٢) والمعنى أنّ تفضّله سبحانه على نبيّه صار سبباً لعدم همّ الطائفة على إضلاله.

والآية مثل الآيتين غير أنّ الجواب فيها محذوف لدلالة الجملة المتقدّمة عليه بخلافهما.

وحاصل الكلام: أنّه في مورد الآية ونظائرها يكون الجزاء منتفياً بانتفاء شرطه، غير أنّ هذه الجمل إنّما تستعمل في ما إذا كانت هناك أرضية صالحة لتحقّق الجزاء، وإن لم يتحقّق لانتفاء الشرط، وفي مورد الآية، أرضية الهم كانت موجودة في جانب يوسف لتجهزّه بالقوى الشهوية، وغيرها من قوى النفس الأمّارة، وكانت هذه العوامل مقتضية لحدوث الهم بالفحشاء، ولكن صارت خائبة غير مؤثّرة لأجل رؤية برهان ربّه، والشهود اليقيني الذي يمنع النبي عن اقتراف المعصية والهم بها.

وإن شئت قلت: منعته المحبّة الإلهية التي ملأت وجوده وشغلت قلبه، فلم تترك لغيرها موضع قدم، فطرد ما كان يضاد تلك المحبّة.

وهذا هو مفاد الآية ولا يشك فيه مَن لاحظ المقدّمات الأربع التي قدّمناها.

وعلى ذلك فبما أنّ ( اللام ) في قوله:( ولقد همّت به ) للقسم يكون معنى

_____________________

١ - الإسراء: ٧٤.

٢ - النساء: ١١٣.

١٥٢

قوله:( وهمّ بها ) بحكم عطفه عليه والمعنى: والله لقد همّت امرأة العزيز به، و والله لولا أن رأى يوسف برهان ربّه لهمّ بها، ولكنّه لأجل رؤية البرهان واعتصامه، صرف عنه سبحانه السوء والفحشاء، فإذا بهعليه‌السلام لم يهم بشيء ولم يفعل شيئاً، لأجل تلك الرؤية.

أسئلة وأجوبة

ولأجل رفع الغطاء عن وجه الحقيقة على الوجه الأكمل تجب الإجابة عن عدّة من الأسئلة التي تُثار حول الآية، وإليك بيانها وأجوبتها:

السؤال الأوّل:

إنّ تفسير الهمّ الوارد في الآية في كلا الجانبين بالعزم على المعصية، تكرار لما جاء في الآية المتقدّمة بصورة واضحة وهي قوله:( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك ) ومع هذا البيان الواضح لا وجه لتكراره ثانياً بقوله:( ولقد همّت به وهمّ بها ) خصوصاً في همّها به إذ ورد في الآية المتقدّمة بصورة واضحة أعني قوله:( هيت لك ) .

والجواب: إنّ الدافع إلى التكرار ليس هو لإفادة نفسه مرة ثانية، بل الدافع هو بيان كيفية نجاة يوسف من هذه الغائلة، ولأجل ذلك عاد إلى نفس الموضوع مجدّداً ليذكر مصير القصة ونهايتها، وهذا نظير ما إذا حدّث أحد عن تنازع شخصين وإضرار أحدهما بالآخر واستعداده للدفاع عن نفسه، فإذا أفاد ذلك ثم أراد أن يشير إلى نتيجة ذلك العراك يعود ثانيةً إلى بيان أصل التنازع حتى يبيّن مصيره ونهايته، والآيتان من هذا القبيل.

١٥٣

وبذلك يظهر أنّ ما أفاده صاحب المنار في هذا المقام غير سديد حيث قال: إنّه قد علم من القصّة أنّ هذه المرأة كانت عازمة على ما طلبته طلباً جازماً مصرّة عليه ليس عندها أدنى تردّد فيه ولا مانع منه يعارض المقتضى له، فإذاً لا يصح أن يقال: إنّها همّت به مطلقاً إذ الهم مقاربة الفعل المتردّد فيه(١) .

أقول: قد عرفت دافع التكرار فلا نعيده، بقي الكلام فيما أفاده في تفسير الهم بأنّه عبارة ( عن مقاربة الفعل المتردّد فيه ) ولا يخفى أنّه لا يصح في قوله سبحانه:( وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ ) (٢) ، أي إخراج الرسول من مكّة، فهم كانوا جازمين بذلك، وقد تآمروا عليه في ليلة خاصة معروفة في السيرة والتاريخ، كما لا يصح في قوله سبحانه:( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) (٣) ، حيث حاول المنافقون أن ينفروا بعير النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العقبة في منصرفه من غزوة تبوك.

السؤال الثاني:

إنّ تفسير البرهان بالعصمة لا يتناسب مع سائر استعمالاته في القرآن، مثلاً البرهان في قوله سبحانه:( فَذانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ ) (٤) عبارة عن معاجز موسى من العصا واليد البيضاء، وعلى ذلك فيجب أن يفسّر البرهان بشيء ينطبق على الإعجاز لا العصمة التي هي من مقولة العلم.

والجواب: إنّ البرهان بمعنى الحجّة وهي تنطبق تارة على المعجزة وأُخرى على العلم المكشوف واليقين المشهود الذي يصون الإنسان عن اقتراف المعاصي ،

_____________________

١ - تفسير المنار: ١٢/٢٨٦.

٢ - التوبة: ١٣.

٣ - التوبة: ٧٤.

٤ - القصص: ٣٢.

١٥٤

وقد سبق منّا في الجزء الرابع(١) أنّ العصمة لا تسلب القدرة، فهي حجّة للنبي في آجله وعاجله ودليل في حياته إلى سعادته.

السؤال الثالث:

إنّ قوله سبحانه:( كَذلِكَ لِنَصرِفَ عَنْهُ السُّوءَ والفَحْشَاءَ ) ظاهر في أنّ( السوء ) غير ( الفحشاء ) فلو فسّر قوله:( ولقد همّت به وهمّ بها ) بالعزم على المعصية يلزم كونهما بمعنى واحد وهو خلاف الظاهر.

والجواب: إنّ المراد من( السوء ) هو الهم والعزم، والمراد من( الفحشاء ) هو نفس العمل، فالله سبحانه صرف ببركة العصمة - نفس الهم ونفس الاقتراف - كلا الأمرين.

قال العلاّمة الطباطبائي: الأنسب أنّ المراد بالسوء هو الهم بها والميل إليها، كما أنّ المراد بالفحشاء اقتراف الفاحشة وهي الزنا، ثم قال: ومن لطيف الإشارة ما في قوله:( لِنَصرف عنه السوء والفحشاء ) حيث جعل السوء والفحشاء مصروفين عنه لا هو مصروفاً عنهما، لما في الثاني من الدلالة على أنّه كان فيه ما يقتضي اقترافه لهما المحوج إلى صرفه عن ذلك، وهو ينافي شهادته تعالى بأنّه من عباده المخلصين، وهم الذين أخلصهم الله لنفسه فلا يشاركهم فيه شيء، ولا يطيعون غيره من تسويل شيطان أو تزيين نفس أو أيّ داع من دون الله سبحانه.

ثم قال: وقوله:( انّه من عبادنا المخلصين ) في مقام التعليل لقوله:( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ) ، والمعنى عاملنا يوسف كذلك؛ لأنّه من عبادنا المخلصين، ويظهر من الآية أنّ من شأن المخلصين أن يروا برهان ربّهم

____________________-

١ - راجع الجزء الرابع: ٤٠١ - ٤٠٥.

١٥٥

وإنّ الله سبحانه يصرف كل سوء وفحشاء عنهم فلا يقترفون معصيته ولا يهمّون بها بما يريهم الله من برهانه، وهذه هي العصمة الإلهيّة(١) .

السؤال الرابع:

لو كان المراد من( برهان ربّه ) هو العصمة، فلماذا قال سبحانه:( رأى برهانه ربّه ) ، فإنّ هذه الكلمة تناسب الأشياء المحسوسة كالمعاجز والكرامات لا العصمة التي هي علم قاهر لا يغلب ويصون صاحبه عن اقتراف المعاصي.

أقول: إنّ الرؤية كما تستعمل في الرؤية الحسّيّة والرؤية بالأبصار، تستعمل أيضاً في الإدراك القلبي والرؤية بعين الفؤاد قال سبحانه:( مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأَى ) (٢) ، وقوله سبحانه:( أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَءَآهُ حَسَناً ) (٣) وقوله سبحانه:( وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنْا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرينَ ) (٤) ، وهذه الآيات ونظائرها تشهد بوضوح بأنّ الرؤية تستعمل في الإدراك القلبي والاستشعار الباطني.

وعلى ذلك فيوسف الصديق لمّا وقع مقابل ذلك المشهد المغري، الذي يسلب اللب والعقل عن البشر، كان المتوقّع بحكم كونه بشراً، الميل إلى المخالطة معها والعزم على الإتيان بالمعصية، ولكنّه لمّا أدرك بالعلم القاطع أثر تلك المعصية صانه ذلك عن أي عزم وهمّ بالمخالطة.

هذا هو المعنى المختار في الآية، وبذلك تظهر نزاهة يوسف عن أي هم

_____________________

١ - الميزان: ١١/١٤٢.

٢ - النجم: ١١.

٣ - فاطر: ٨.

٤ - الأعراف: ١٤٩.

١٥٦

وعزم على المخالطة.

وهناك تفسير آخر للآية يتفق مع المعنى المختار في تنزيه يوسف عن كل ما لا يناسب ساحة النبوّة، غير أنّه من حيث الانطباق على ظاهر الآية يُعدّ في الدرجة الثانية، وهذا المعنى هو الذي اختاره صاحب ( المنار ) وطلاه بعض المعاصرين وزوّقه، وسيوافيك بيان صاحب المنار وما جاء به ذلك المعاصر في البحث التالي:

المعنى الثاني للآية

إنّ المراد من الهم في كلا الموردين هو العزم على الضرب والقتل مثل قوله سبحانه:( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) (١) حيث قصد المشركون اغتيال النبي عند منصرفه من تبوك، فيكون المعنى أنّ امرأة العزيز همّت بضربه وجرحه وبطبيعة الحال لم يكن أمام يوسف إلاّ أن يدافع عن نفسه، غير أنّه رأى أنّ ذلك ربّما ينجرّ إلى جرح امرأة العزيز ويكون ذلك ذريعة بيدها لاتّ-ه-ام يوسف وبهته، فقد أدرك هذا المعنى ولم يهم بها وسبقها إلى الباب ليتخلّص منها، وعلى ذلك فيكون معنى الهم في كلا الموردين هو المضاربة لكنّه من جانب العزيزة بدافع ومن جانب يوسف بدافع آخر.

وهذا التوجيه يتناسب مع حالة العاشق الواله عندما يخفق في نيل ما يصبو إليه ويتوق إلى تحصيله، فإنّه في مثل هذا الموقف تحدث له حالة باطنية تدفعه إلى الانتقام من معشوقه الذي لم يسايره في مطلبه ولم يحقّق له غرضه، وقد حدث مثل هذا لامرأة العزيز، فإنّها عندما أخفقت في نيل ما تريد من يوسف، دفعها الشعور بالهزيمة والإخفاق إلى الانتقام من يوسف وهذا هو معنى قوله:( ولقد همّت به )

_____________________

١ - التوبة: ٧٤.

١٥٧

على الإطلاق وبلا تقييد.

ولم يكن في هذه الحالة أمام يوسف إلاّ أن يدافع عن نفسه، ولكنّه لمّا استشعر بأنّ ضرب العزيزة سوف يتخذ ذريعة لبهته واتهامه، اعتصم عن ضربها والهمّ بها، وهذا معنى قوله:( وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربّه ) .

وهذا المعنى هو المختار لبعض أهل التفسير، واختاره صاحب المنار، وسعى في تقويته بقوله: تالله لقد همّت المرأة بالبطش به لعصيانه أمرها وهي في نظرها سيّدته وهو عبدها وقد أذلّت نفسها له بدعوته الصريحة إلى نفسها بعد الاحتيال عليه بمراودته عن نفسه، ومن شأن المرأة أن تكون مطلوبة لا طالبة، ولكن هذا العبد العبراني قد عكس القضية وخرق نظام الطبيعة فأخرج المرأة من طبع أُنوثتها في دلالها وتمنّعها وهبط بالسيدة المالكة من عزّ سيادتها وسلطانها؛ وعندئذ همّت بالبطش به في ثورة غضبها وهو انتقام معهود من مثلها وممّن دونها في كل زمان ومكان(١) .

ثمّ إنّ بعض المعاصرين اختار المعنى المذكور غير أنّه فسّر( برهان ربّه ) بغير الوجه المذكور في هذا الرأي، بل فسّره بانفتاح الباب بإرادة الله سبحانه حيث إنّ امرأة العزيز كانت قد غلّقت الأبواب وأحكمت سدّها، وعندما وقع هذا الشجار بينها وبين يوسف، سبق يوسف إلى الباب فراراً منها وانفتح الباب له بإرادة الله سبحانه، وهذا هو برهان الرب الذي رآه، ويدل على ذلك أنّ القرآن يصرّح بغلق الأبواب ولا يأتي عن انفتاح الباب بأي ذكر، وهذا يدل على أنّ المراد من( برهان ربّه ) هو فتح الباب من عند الله سبحانه في وجه يوسف كرامة له.

ولا يخفى ضعف هذا التفسير؛ وذلك لأنّه لو كان المراد من البرهان هو

____________________

١ - تفسير المنار: ١٢/٢٧٨.

١٥٨

انفتاح الباب لزم ذكره عند قوله أو قبله( واستبقا الباب ) لا في الآية المتقدّمة عليه ويظهر ذلك بملاحظتهما حيث قال:

( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ) (١) .

( وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ ) (٢) .

ترى أنّه يذكر همّه بها ورؤية البرهان في آية، ثمّ يذكر استباقهما إلى الباب في آية أُخرى، مع الفصل بينهما بذكر أُمور منها( إنّه كان من المخلصين ) ، فلو كان المراد من ( رؤية البرهان ) هو انفتاح الباب كان المناسب ذكر الاستباق قبلها.

على أنّ الظاهر من قوله ( وغلّقت الأبواب ) هو سدّ الأبواب لا إقفالها بمعنى وضع قفل عليها يمتنع معه فتحها بيسر، وإنّما لم تقفلها لأنّها لم تكن تتوقّع من يوسف أن لا يستجيب لها ويعصي أمرها.

المعنى الثالث للآية

إنّ الهمّ من جانب يوسف هو خطور الشيء بالبال وإن لم يقع العزم عليه، وربّما يستعمل الهم في ذلك، قال كعب بن زهير:

فكم فهموا من سيّدٍ متوسّعٍ

ومن فاعلٍ للخير إن همّ أو عزم

ولا يخفى أنّ هذا التفسير عليل؛ لأنّ الظاهر من الهمّ في كلا الموردين واحد ولم يكن الهمّ من جانب العزيزة إلاّ العزم، والتفكيك بين الهمّين خلاف الظاهر.

وعلى كل تقدير فقصّة يوسف الواردة في القرآن تدل على نزاهته من أوّل

____________________

١ - يوسف: ٢٤.

٢ - يوسف: ٢٥.

١٥٩

الأمر إلى آخره وإنّه لم يتحقّق منه عزم ولا همّ بالمخالطة لا أنّه همّ وعزم وانصرف لعلّة خاصة.

ثم إنّ هناك لأكثر المفسّرين أقوالاً في تفسير الآية أشبه بقصص القصّاصين، وقد أضربنا عن ذكرها صفحاً، فمن أراد فليرجع إلى التفاسير.

وفي مختتم البحث نأتي بشهادة العزيزة بنزاهة يوسف عندما حصحص الحق وبانت الحقيقة وقد نقلها سبحانه بقوله:( قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُنَّ يُوسُفَ عَن نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ للهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الحَقُّ أَنَا رَاوَدتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ) (١) وشهدت في موضع آخر على طهارته واعتصام نفسه وقالت:( وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ ) (٢) .

____________________

١ - يوسف: ٥١.

٢ - يوسف: ٣٢.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321