بيت الأحزان في مصائب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

بيت الأحزان في مصائب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) 0%

بيت الأحزان في مصائب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) مؤلف:
الناشر: فاروس
تصنيف: السيدة الزهراء سلام الله عليها
الصفحات: 207

بيت الأحزان في مصائب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
الناشر: فاروس
تصنيف: الصفحات: 207
المشاهدات: 90739
تحميل: 7911

توضيحات:

بيت الأحزان في مصائب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 207 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 90739 / تحميل: 7911
الحجم الحجم الحجم
بيت الأحزان في مصائب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

بيت الأحزان في مصائب فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)

مؤلف:
الناشر: فاروس
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: ما لك يا أبا الحسن؟ والله لننبشنّ قبرها ولنصلينَّ عليها، فضرب عليعليه‌السلام بيده إلى جوامع ثوبه فهزَّه، ثم ضرب به الأرض وقال له: يا ابن السوداء، أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ الناس عن دينهم، وأمّا قبر فاطمةعليها‌السلام ، فو الّذي نفس عليّ بيده، لئن رمت وأصحابك شيئاً من ذلك لأسقينَّ الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض يا عمر، فتلقاه أبو بكر فقال: يا أبا الحسن، بحق رسول الله، وبحقّ من فوق العرش، إلاّ خلّيت عنه، فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه، قال: فخلاّ عنه، وتفرّق الناس ولم يعودوا إلى ذلك(١) .

وفي الصافي المروي من علل الشرايع، بعد أن ذكر أنّه أخرج عليعليه‌السلام الجنازة، واشتعل النار في جريد النّخل، ومشى مع الجنازة بالنار حتّى صلّى عليها ودفنها بالليل، قال: فلمّا أصبح أبو بكر وعمر، عاودوا عايدين فاطمةعليها‌السلام ، فلقيا رجلاً من قريش فقالا له: من أين أقبلت؟ قال عزّيت عليّاً بفاطمة، قالا: وقد ماتت؟ قال: نعم، ودُفنت في جوف اللّيل، فجزعا جزعاً شديداً، ثم أقبلا إلى عليّعليه‌السلام فلقياه وقالا له: والله ما تركتَ شيئاً من غوائلنا ومساءتنا، وما هذا إلاّ من شيء في صدرك علينا، هل هذا إلاّ كما غسّلت رسول الله دوننا، ولم تدخلنا معك، وكما علّمت ابنك أن يصيح بأبي بكر: انزل عن منبر أبي.

فقال لهما عليعليه‌السلام : أتصدّقاني إن حلفت لكما؟ قالا: نعم، فحلف فادخلهما عليّعليه‌السلام المسجد فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أوصاني وقد تقدّم إليّ، أنّه لا يطلع على عورته أحد إلاّ ابن عمّه، فكنت أغسّله والملائكة تقلّبه، والفضل بن العباس يناولني الماء وهو مربوط العينين بالخرقة، ولقد أردت أن أنزع القميص فصاح بي صائح من البيت سمعت الصوت ولم أر الصورة، لا تنزع قميص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولقد سمعت الصوت يكرّره عليَّ،

____________________

(١) البحار: ج٤٣ ص١٧١، والظاهر أنّه مأخوذ عن دلائل الإمامة للطبري.

٢٠١

فأدخلت يدي من بين القميص فغسّلته، ثم قدّم إليّ الكفن فكفّنته، ثم نزعت القميص بعد ما كفّنته.

وأمّا الحسن ابني فقد تعلمان ويعلم أهل المدينة أنّه كان يتخطّى الصفوف حتى يأتي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ساجد، فيركب على ظهره، فيقوم النبّيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويده على ظهر الحسن والآخر على ركبته حتّى يتم الصلاة، قالا: نعم قد علمنا ذلك، ثم قال: تعلمان ويعلم أهل المدينة أنّ الحسن كان يسعى إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويركب على رقبته، ويدلّي الحسن رجليه على صدر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى يُرى بريق خلخاليه من أقصى المسجد، والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب ولا يزال على رقبته حتّى يفرغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خطبته، والحسن على رقبته، فلمّا رأى الصبي على منبر أبيه غيره، شقّ عليه ذلك، والله ما أمرته بذلك، ولا فعله عن أمري.

وأمّا فاطمة فهي المرأة الّتي استأذنتُ لكما عليها، فقد رأيتما ما كان من كلامها لكما، والله لقد أوصتني أن لا تحضرا جنازتها، ولا الصّلاة عليها، وما كنت الذي أخالف أمرها ووصيّتها إليّ فيكما، فقال عمر: دع عنك هذه الهمهمة، أنا أمضي إلى المقابر فأنبشها حتّى أصلّي عليها.

فقال له عليعليه‌السلام : والله لو ذهبت تروم من ذلك شيئاً، وعلمت أنّك لا تصل إلى ذلك حتّى يندر عنك الذي فيه عيناك، فإنّي كنت لا أعاملك إلاّ بالسيف قبل أن تصل إلى شيء من ذلك، فوقع بين علي وعمر كلام، حتّى تلاحيا واستبّا، واجتمع المهاجرون والأنصار فقالوا: والله ما نرضى بهذا أن يقال في ابن عمّ رسول الله وأخيه ووصيّه، وكادت أن تقع فتنة، فتفرّقا(١) .

عن علي بن عيسى الإربلي، قال: أنشدني بعض الأصحاب للقاضي أبي بكر قريعة:

____________________

(١) علل الشرايع: ج١ ص١٨٨.

٢٠٢

يا مَن يُسائل دائباً

عن كلِّ معضلةٍ سخيفة

لا تكشفنّ مغطّئاً

فلربّما كشّفت جيفة

ولربَّ مستورٍ بدا

كالطّبل من تحت القطيفة

إنّ الجواب لَحَاضِرٌ

لكنّني أخفيه خيفة

لولا اعتداء رعيّةٍ

ألقى سياستها الخليفة

وسيوف أعداءٍ بها

هاماتنا أبداً نقيفة(١)

لنشرتُ من أسرار آل محمّدٍ

جملاً طريفة

تغنيكمُ عمّا رواه

مالكٌ وأبو حنيفة

وأريتكم(٢) أنّ الحسينَ

أُصيب في يوم السقيفة

ولأيّ حالٍ لُحّدَت

بالليل فاطمة الشريفة

ولما حمت شيخيكم

عن وطي حجرتها المنيفة

آهٍ لبنت محمّدٍ

ماتت بغصّتها أسيفة(٣)

روى الشّيخ الكليني (قُدِّس سرّه) عن أبي بصير قال: قال أبو جعفرعليه‌السلام : ألا أقرئك وصيّة فاطمةعليها‌السلام ؟ قال: قلت: بلى، فأخرج حُقّاً(٤) أو سفطاً فأخرج منه كتاباً، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أوصت بحوائطها السبعة: العواف، والدّلال، والبُرقة، والمـَيْثَب، والحسنى، والصافية، وما لأُم إبراهيم إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام فإن مضى عليٌّعليه‌السلام ، فإلى الحسن، فإن مضى الحسن فإلى الحسين، فإن مضى الحسين فإلى الأكبر من ولدي شهد الله على ذلك والمقداد بن الأسود والزبير بن العوامّ، وكتب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام (٥) .

____________________

(١) نقيفة: من نقف هامة الرجل كسرها عن الدّماغ.

(٢) وأريكم - خ م.

(٣) كشف الغمّة: ج١ ص٥٠٥.

(٤) الحُق: نوع من الوعاء.

(٥) الكافي: ج٧ كتاب الوصايا، باب صدقات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاطمة و ج٥، وفي التهذيب: =

٢٠٣

قال السيّد ابن طاووس في كشف المحجّة في كلام له في أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام لم يكونا فقيرين، وأنّ الزهد لا يشترط فيه أن يكون مع الفقر، ما هذا لفظه: وقد وهب جدّك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمّك فاطمةعليها‌السلام فَدَكاً والعوالي من جملة مواهبه، وكان دَخْلُها في رواية الشيخ عبد الله بن حمّاد الأنصاري أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة، وفي رواية غيره سبعين ألف دينار، انتهى(١) .

مدّة مكثهاعليها‌السلام بعد أبيها

أقول : اختلفت الأقوال في مدّة مكث فاطمة (صلوات الله عليها) بعد وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فالمكثر يقول: ستة أشهر، والمقلّل يقول: أربعين يوماً، والذّي أختاره: أنّها مكثت بعد أبيها (صلوات الله عليهما وآلهما) خمسة وتسعين يوماً، وقُبضت في ثالث جمادي الآخرة.

وروى محمد بن جرير الطبري الإمامي، بسندٍ معتبرٍ عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قُبضت فاطمةعليها‌السلام في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون من سنة إحدى عشرة من الهجرة، وكان سبب وفاتها أنّ قنفذاً مولى عمر نكزها(٢) بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسّناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممّن آذاها يدخل عليها، الخ(٣) .

____________________

= ٩، ٣ باب الوقوف والصدقات: ج٥٠، ومَن لا يحضره الفقيه: ٤، باب الوقف والصدقة الخ.

كلّها تصحيح وتعليق سماحة الشيخ محمد جعفر شمس الدين، ط دار التعارف.

(١) كشف المحجّة: ص١٢٤.

(٢) في المصدر: لكزها، وهو أيضاً بمعنى ضربها.

(٣) دلائل الإمامة: ص٤٥.

٢٠٤

الفهرس

مقدّمة الناشر ٥

جلالة المؤلِّف: ٧

فهرس مؤلّفات المحدّث القمّي. ٩

وفاته ومدفنه وأولاده ١٧

الباب الأوّل: في ولادتها وأسمائها وكناها (صلوات الله عليها) ٢١

فصل: في ولادتها عليها‌السلام.... ٢٣

فصل: في عدد أسمائها ووجه تسميتها ٢٩

فصل: في كُناها ٣٢

الباب الثاني: في فضلها وجلالتها، وزهدها وعبادتها، وعلمها ومكارم أخلاقها، وحبّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاها ٣٥

فصل: في فضلها وجلالتها ٣٧

فصل: في كثرة عبادتها ٤٥

فصل: في فضل فضّة خادمتها ٤٨

فصل: في فضيلتها وفضيلة شيعتها ٥٠

فصل: في زهدها عليها‌السلام.... ٥٣

فصل. ٥٦

فصل: حديث تزويج فاطمة لعليٍّ عليه‌السلام.... ٥٨

الباب الثالث: في أخبار السقيفة، وما جرى عليها (صلوات الله عليها) بعد وفاة أبيها من الظلم والأذى  ٦٥

فصل. ٦٧

فصل: في طرف ممّا جرى في السقيفة ٧٣

فصل. ٧٥

فصل: فيما كتب أبو بكر إلى أُسامة بن زيد وجوابه ٨٣

فصل: في عدم حضور أكثر الناس دفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.... ٨٥

٢٠٥

فصل: فيما أخذ عمر من بيعة الناس لأبي بكر ٨٧

فصل: في امتناع علي عليه‌السلام عن بيعة أبي بكر ٩٠

فصل: في كلامٍ قاله أمير المؤمنين عليه‌السلام لابن عبّاس (رضي الله عنه) ٩٨

فصل: إنكار اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار على أبي بكر ما جرى بعده ١٠٣

فصل: في ذكر خطبةٍ خطبها للناس. ١٠٧

فصل: في روايةٍ رواها ابن أبي الحديد. ١١٠

فصل: فيما قاله مالك بن نويرة لأبي بكر وما خدع به خالد. ١١٢

فصل: في عرضه عليه‌السلام القرآن على الناس وما قالوا في جوابه ١١٦

فصل: إضرام النار على بيت فاطمة عليها‌السلام.... ١١٩

احتجاج فاطمة عليها‌السلام مع أبي بكر ١٢١

في أنَّ عمر وخالداً أتيا بعلي (ع) والزبير للبيعة عنوة ١٢٣

فصل: قصّة اقتحام بيت فاطمة عليها‌السلام وضربها وإلقاء جنينها ١٢٥

فصل: إقبال فاطمة عليها‌السلام إلى قبر أبيها وما قالت.. ١٢٨

فصل: ما قاله عمر في كتاب عهده إلى معاوية ١٣١

فصل: ما أخبر الله تعالى ليلة المعراج نبيّه بظلم ابنته وأخذ حقّها ١٣٣

مقولة ابن أبي الحديد في شرح النهج. ١٣٤

ذكر ما تأسّفوا وتأثّروا عليهم‌السلام على مصيبة فاطمة عليها‌السلام.... ١٣٥

أشعار الشيخ صالح الحلّي ( ره ) ١٤٠

فصل: نقل كلام المسعودي في كتاب إثبات الوصيّة ١٤١

فصل: بعث أبي بكر في إخراج وكيل فاطمة عليها‌السلام من فدك. ١٤٤

احتجاج علي عليه‌السلام مع أبي بكر في أمر فدك. ١٤٥

التوطئة لقتل علي عليه‌السلام.... ١٤٦

رسالة أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى أبي بكر ١٤٩

ذكر خطبة فاطمة الزهراء عليها‌السلام في مسجد أبيها (ص) ١٥٢

عود إلى بدءٍ ١٥٩

٢٠٦

فصل: كلام أبي بكر للناس بعد مقولة فاطمة عليها‌السلام.... ١٦٣

نقل كلام للجاحظ. ١٦٥

فصل: إقامة الشهود لطلب حقّها عليها‌السلام.... ١٦٨

فصل: بعث زينب بنت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) بفداءٍ لأبي العاص زوجها ١٧٢

الباب الرابع: في كثرة حزنها وبكائها على أبيها ( صلّى الله عليه وعليها ) وبدءِ مرضها، ومدّة مكثها في الدنيا بعد أبيها، وإخفاء أمير المؤمنين عليه‌السلام قبرها بوصيّةٍ منها عليها‌السلام.... ١٧٥

فصل. ١٧٧

فصل: أشعارها عند قبر أبيها ( صلّى الله عليه وآله ) ١٨٠

بكاؤها عند استماع ذكر أبيها صلى‌الله‌عليه‌وآله في الأذان. ١٨١

وصيتها لعلّي عليهما‌السلام..... ١٨٣

فصل: استيذان الشيخين لعيادتها عليها‌السلام.... ١٨٥

عيادة نساء المهاجرين والأنصار لها وما قالت في جوابهن. ١٨٧

فصل: وصيّتها لعليٍّ عليهما‌السلام لإخفاء قبرها ١٩١

سلامها (ع) على جبرئيل والنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حين نزلا عليها ١٩٤

كفّنها وغسّلها عليها‌السلام ليلاً. ١٩٦

إرجاع علي عليه‌السلام الوديعة وشكواه عند قبر النبّي ( صلّى الله عليه وآله ) ١٩٨

مناقشة عمر مع علي عليه‌السلام.... ٢٠٠

مدّة مكثها عليها‌السلام بعد أبيها ٢٠٤

٢٠٧