فرائد السمطين الجزء ٢

فرائد السمطين15%

فرائد السمطين مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 369

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 98057 / تحميل: 9605
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء ٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فرائدُ السمْطَين

في فضائلِ المرتضى والبتولِ والسبطين والأئمّة

من ذرّيّتهم (عليهم السلام)

١

٢

فرائدُ السمْطَين

في فضائلِ المرتضى والبتولِ والسبطين والأئمّة

من ذرّيّتهم (عليهم السلام)

تأليف:

شيخ الإسلام المحدِّث الكبير

إبراهيم بن محمد بن المؤيّد بن عبد الله

ابن علي بن محمّد الجُوَيني الخراساني

من أعلام القرن السابع والثامن

المولود عام (٦٤٤) والمتوفّى سنة (٧٣٠) الهجريّة

المجلّد الثاني

حقّقه وعلّق عليه وتصدّى لنشره:

الشيخ محمد باقر المحمودي

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي تنزّه جناب جلاله عمّا لا يليق بكبريائه، وتبارك وتوحّد في قدّوسيّته وتعاليه عن أن يكون له ندُّ أو ضدّ(١) أو مماثل أو مشارك، وتلاقى لطفه ما أفسده عبيده من أحوالهم بالمعاصي والطغيان وتدارك، وهتف هاتف كرمه على كلّ غاوٍ هوى في هُوِيّ هواه(٢) هلمَّ إلينا واغتنم بدارك، فقد توالى مدد العناية الأزليّة ودارك، وجعل الإحسان بذلك(٣) والجنان منزلك ودارك.

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد الذي واظب على طاعة الله سبحانه، والشفقة على خلقه وهدايتهم إلى سَواء الطريق وبارك، فشرح الله له صدره، ووضع عنه وزره، وشدَّ بعليٍّ أزره، ورفع له ذِكْره، ونودي من سرادق الغيب: قد أعلينا معالمك ومنارك، وأعلينا مراتبك وأقدارك، وصفّينا ضمائرك وأسرارك، وكفينا مطالبك وأوطارك(٤) وأروينا بالبرّ والإحسان أقطارك، وأبدينا رفعتك وأخطارك، وأدنينا منزلك ومزارك، وجعلنا الوسيلة العليَّة الرفيعة محلّك وقرارك(٥) وبسطنا في الأُولى والآخرة أنوارك، وحسّنّا في إيداع المكارم وأوضاع الحنيفيّة السهلة السمحة آثارك، فإنّ الله لمّا اجتباك واصطفاك [وأحبَّك] واختارك، كلأ القلوب والأرواح محبَّتك والابتهاج بك والإسماع بسنَّتك وأخبارك، ووقف على تحرّي(٦) مرضاته؛

____________________

(١) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (وتعالى [عن] أن يكون له ندّ أو ضدّ...).

وليعلم أنّا شرعنا في كتابة ما هاهنا في (٢٠) من شهر رمضان المبارك من سنة (١٣٩٧).

(٢) الهُوِيّ - بضم الهاء وكسر الواو -: ما انخفض من الأرض. واستعاره هاهنا للساقط في أسفل أمنياته الفاسدة، والهالك في قعر هواه، والغريق في لجَّة غوايته.

(٣) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (وتدارك ما هتف هاتف كرمه على كل غاوٍ هوى في هواه، واغتنم بدارك، فقد توالى مدد العناية الأزليَّة ودارك، وجعل الإحسان نزلك...).

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (وكفينا خطابك وأوطارك...).

(٥) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (وجعلنا الوسيلة العالية...).

(٦) كذا في نسخة السيّد علي نقي، وفي نسخة طهران: (ووقف على مجرى مرضاته...).

٥

والترقّي في معارج التحيّر في ذاته وصفاته همّتك(١) وعلى استماع كلمة الحقّ والنظر في عجائب ملكه وملكوته سمعك وأبصارك، عزّزك بنصره وعزّرك بعونه، وأيّدك بملائكة السماء وجعلهم جنودك وأعوانك وأنصارك، وكما حسّن خلقك حسّن خُلُقك، وجعل الزهد والتقوى شعارك ودثارك، وعمّر بتضاعف البركات وتوالي إمداد الخيرات منازلك وديارك(٢) وجعل زينة الأكوان وحلية الوجود نورك ونسلك المبارك، وطهّرك وأهل بيتك المكرّمين، وصلّى وبارك عليهم كما صلّى عليك وبارك(٣) فصلوات الله سبحانه عليه وعلى آله وأصحابه الذين مَن حالفهم ووالاهم نجا في الدارين وتمالك، ومَن خالفهم وناواهم جذب إلى نفسه دواعي الشقاوة وتهالك، صلاةً دائمة الأشواق، قائمة الأسواق، عالية الرواق، زاكية الأعراق، ما تبارز معشر في حومة الوغى وتماحك(٤) وسلامه وتحيّاته الزاكيات الناميات الساميات، وحنانُهُ ورحمته الفائحات الغاديات(٥) الرائحات عليه وعليهم ما تباهج روض ببكاء الإمام وتضاحك(٦) .

وبعد حمد الله الذي خصَّ نبيّه محمداً وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم [ب] لاجتباء(٧) والاصطفاء والتطهير والتكريم، وأمر بالصلاة عليه وعليهم كما أمر بالصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم(٨) وجعل معرفتهم براءةً من النار، ومحبّتهم جوازاً على الصراط، وولايتهم أمناً من العذاب الأليم.

____________________

(١) كذا.

(٢) كذا في مخطوطة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (معارك وديارك).

(٣) إشارة إلى ما نلوّح إليه في التعليق (٨) الآتي فلاحظه.

(٤) كذا في نسخة طهران، وفي ظاهر رسم الخطّ من نسخة السيد علي نقي: (الوعى) بالعين المهملة.

(٥) لعلّ هذا هو الصواب، وفي نسخة طهران: (وحنا فيه وراحة). وفي نسخة السيد علي نقي: (وحنانه وراقه...).

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (الغمائم).

(٧) هذا هو الظاهر، وفي أصليَّ: (والاجتباء...).

(٨) إشارة إلى ما رواه جماعة كثيرة بطرق عديدة من أنّه لما نزل قوله تعالى في الآية (٥٦) من سورة الأحزاب: (٣٣):( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) . سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك؟ قال:(قولوا: اللّهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد...)

والحديث متواتر وسنده ينتهي إلى جماعة كثيرة من الصحابة منهم: كعب بن عجرة، وأبو مسعود الأنصاري، وزيد بن خارجة، وأبو سعيد الخدري، والإمام أمير المؤمنين، وأبو هريرة، وأبو حميد الساعدي، وبريدة الخزاعي، وابن عبّاس، وحارث بن الخزرج، وخالد بن سلمة، وطلحة بن عبيد الله، وأُمّ المؤمنين أُمّ سلمة، وواثلة بن الأسقع، وابن مسعود، ومحمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، وعبد الله بن عمرو بن العاص.

٦

____________________

وقد رواه بسندهم عن كعب بن عجرة جماعة كثيرة منهم: الطبراني، ورواه عنه في ترجمة أحمد بن محمد المروزي من المعجم الصغير: ج١. ص٧٤ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمر أبو بشر ببغداد [بإصبهان] حدثنا محمود بن آدم المروي، حدثنا الفضل بن موسى السيناني، عن أبي هانئ عمرو بن بشير، حدثنا الحكم بن عتيبة:

عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة: أنّ رجلاً سأل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أمّا السلام [عليك] فقد عرفت فكيف الصلاة؟ فعلّمه أن يقول: (اللّهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد).

قال الطبراني: لم يروهِ عن أبي هانئ إلاّ الفضل بن موسى.

أقول: ورواه أيضاً أبو نعيم في ترجمة أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن الحسن بن فضالة بن عبد الله بن راشد الفقيه المروزي من كتاب أخبار إصبهان: ج١، ص١٣، نقلاً عن الطبراني...

وأيضاً رواه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن عبد الله النصيبي من المعجم الكبير: ج١، ص٨٥، قال:

حدثنا إبراهيم بن عبد الله النصيبي، حدثنا ميمون بن الأصبغ، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا مسعر بن كدام، عن سلمة بن كهيل:

عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: قال رجل: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: (قولوا: اللّهمّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، اللّهمّ بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد).

ثمّ قال الطبراني: لم يروه عن سلمة بن كهيل إلاّ مسعر، ولا عن مسعر إلاّ أبو بكر الحنفي، تفرَّد به ميمون بن الأصبغ، ولا كتبناه إلاّ عن إبراهيم بن عبد الله.

وقد رواه أيضاً عبد بن حميد الكشي في مسنده / الورق ٥٥ / ب / قال: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا الأجلح، عن الحكم بن عُتيبة [ظ] عن عبد الرحمان بن أبي ليلى:

عن كعب بن عجرة، قال: لما نزلت:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [٥٦ / الأحزاب: ٣٣]. قمت إليه فقلت التسليم [عليك] قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك يا رسول الله؟ قال: (قل: اللّهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد).

ورواه البخاري بأسانيد في تفسير الآية الكريمة من كتاب التفسير من صحيحه: ج٦ ص١٥١، وعنه وعن غيره رواه في الحديث: (٩ و ٢٠) وتواليه من تفسير البرهان: ج٤ ص٣٣٥.

ورواه أيضاً ابن عساكر في ترجمة أبي يعلى حمزة بن محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، من تاريخ دمشق: ج١٣، ص١١٦ - وفي تهذيبه: ج٤ ص٤٥٠ - قال:

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي، وهبة الله بن أحمد ابن الأكفاني، قال: أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي بدمشق، أنبأنا الشريف أبو يعلى حمزة بن محمد بن حمزة الزيدي القزويني، قدم علينا دمشق سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد ابن الهيثم الأنصاري، أنبأنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، أنبأنا قبيصة بن عقبة، أنبأنا سفيان الثوري، عن الأعمش: عن الحكَم:

عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، قال: لمّا نزلت هذه الآية:( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، جاء رجلٌ إلى النبي فقال: يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة؟ قال: (قل: اللّهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد).

=

٧

والصلاة والسلام على محمد النبيّ الأمّي الذي هو على خُلُقٍ عظيم، وبالمؤمنين رؤوفٌ رحيم، وعلى أخيه إمام الأولياء و [على] أولاده الحنفاء الشرفاء، و [على] المهديّ الإمام سميّ(١) خاتم الأنبياء، و [على] أزواجه أُمَّهات المؤمنين وذرّيّته [و] أهل بيته وعترته وصحابته منابع الإحسان العميم، ومعادن المنّ والإفضال الجسيم، والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أهل الصفاء والوفاء واليقين، صلاةً تزري نفحاتها بروائح الفاغرة، وتجمع لقائلها من سعادَتَي الدنيا والآخرة، ما هبَّ نسيم وفاح شميم(٢) واستعذب كوثر وتسنيم.

فهذا هو السمط الثاني من كتاب فرائد السمطين الجزء الثاني(٣) يشتمل على اثنين وسبعين باباً من أحاديث وردت من سيّد الثقلين - الذي ما نطق عن الهوى - في فضائل المرتضى والبتول والحسنين أهل الكرامة والتقوى، [و] خلاصة الأنام ونقاوة البشر، الذين بذكرهم يستدفع نوازل البلاء والضرر، ويُستعاذ من سوء القضاء وشرّ القدر، ويُستنزل في المحول نوافع المطر، ويستقضي [على] غلبات اليأس جوامع الوطر(٤) ، شعر(٥) :

جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم = بعد المماتِ جمالُ الكُتْبِ والسِيَرِ

____________________

=

ورواه أيضاً في ترجمة زيد بن جارية الأنصاري من الاستيعاب بهامش الإصابة: ج١، ص٥٥٦ قال:

قال أبو يحيى الساجي: حدثني زياد بن عبيد الله المزني، قال: حدثني مروان بن معاوية، قال: حدثني عثمان بن حكيم، عن خالد بن سلمة القرشي، عن موسى بن طلحة بن عبيد الله، قال: حدثني زيد بن جارية أخو بني الحرث ابن الخزرج، قال: قلت: يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال:(صلّوا عليَّ وقولوا: اللّهمَّ بارك على آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد) .

هكذا رواه خالد بن سلمة، عن موسى بن طلحة، ورواه إسرائيل، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه - وربما قال فيه: أراه عن أبيه - قلت: يا رسول الله قد علمنا السلام عليك. فذكره.

أقول: وقد تقدّم الحديث بطرق جمّة في الفاتحة من مقدّمة الكتاب: ج١، ص٢٤.

ورواه أيضاً عن مصادر كثيرة في إحقاق الحقّ: ج٣ ص٢٥٢ و ج٥ ص٥٢٤.

(١) هذا هو الصواب، وفي الأصل: (يسعى).

(٢) الشميم: الرائحة الطيّبة: و(فاح شميم) أي ما انتشرت وأُذيعت الروائح الطيّبة.

(٣) الفرائد تأتي جمعاً للفريد: المتفرّد الذي لا نظير له. الشذرة تُفصل من الذهب. والدرّ أو اللؤلؤ إذا نُظم وفُصل بغيره. الجوهرة النفيسة.

وأيضاً تأتي الفرائد جمعاً للفريدة - مؤنّث الفريد: الجوهرة النفيسة، يُقال: فلان أتى بالفرائد، أي بألفاظ تدلّ على عِظَم فصاحته، وجزالة منطقه، وأصالة عربيَّته.

والسمط - كحبر: الخيط ما دام اللؤلؤ - أو الخرز - منتظماً فيه.

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (ويستقصي عنده عليّات الناس جوامع العطر).

(٥) لفظة: (شعر) غير موجودة في نسخة طهران.

٨

الباب الأوّل

فضيلة

لها نثار الدرّ والمرجان؛ ومنقبة بها [تزيّنت] زينة الجنان (١) :

[في أنّ آية التطهير نزلت في رسول الله (صلّى الله عليه وآه وسلّم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ]

٣٥٦ -(٢) أخبرنا الإمام جلال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الجبَّار البكراني (رحمه الله) - بقراءتي عليه في السابع عشر من شوّال سنة سبع وثمانين وستّمئة - قال: أنبأنا والدي الإمام نجم الدين (رحمه الله) إجازة، قال: أخبرنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني (رحمه الله) إجازة، قال أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي، وأبو محمد محمد بن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي(٣) .

حيلولة: وأنبأنا شرف الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر بقراءتي عليه بمدينة دمشق، قلت له: أخبرك الإمام رضي الدين المؤيَّد بن محمد بن علي المقرئ الطوسي إجازة، قال: أنبأنا جدّي لأُمّي أبو العبّاس محمد بن العبّاس

____________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (ومنقبة رينة بها رينة الجنان).

(٢) هذا الرقم وما يأتي بعده بالتسلسل مرتّب على آخر رقم من السمط الأوّل المرقوم في آخر المجلّد الأوّل ص٤٢٧، ولكن بداية التسلسل من الباب الأوّل من السمط الأوّل لا من مقدّمة الكتاب، فإذاً أحاديث المقدّمة - وهي اثنا عشر حديثاً - خارجة عن هذا العد.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي - ومثله يأتي في الحديث: (٣٦٢) - وفي نسخة طهران: (وأبو محمد محمد بن المنصور بن أحمد بن...).

٩

العصاري المعروف بعباسه بسماعي عليه، قالوا: أنبأنا القاضي أبو سعيد(١) محمد ابن سعيد الفرّخزادي قال: أنبأنا الأُستاذ الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (رحمه الله)، قال: أخبرني عقيل بن محمد الجرجاني، أنبأنا المعافى ابن زكريا البغدادي، أنبأنا محمد بن جرير [الطبراني] حدثني [محمد] بن المثنّى، حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي(٢) حدثنا مندل، عن الأعمش، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلم):(نزلت هذه الآية في خمسة: فيَّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة: ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) ) [٣٣ / الأحزاب: ٣٣].

____________________

(١) كذا في مخطوطة السيّد علي نقي، غير أنّ فيه: (قال: أنبأنا القاضي...).

وفي نسخة طهران: (قالوا: أنبأنا القاضي أبو سعيد ابن محمد بن سعيد...).

(٢) كذا في الحديث الأوّل من تفسير آية التطهير من تفسير الطبري: ج٢٢ ص٦، وقد علّقناه على الحديث: (٦٦٤) من كتاب شواهد التنزيل: ج٢ ص٢٧ ط١.

وهاهنا في كِلي أصليَّ تصحيف فاحش.

١٠

فضيلة

[أبيات منصور الفقيه في مشروطيّة تزكية الفرائض وقبولها بحبّ أهل البيت (عليهم

السلام)، وأنّ حبَّ أهل البيت (عليهم السلام) وبغض أعدائهم إن كان رفضاً فهو رافضي]

٣٥٧ - وبالإسناد المذكور إلى الثعلبي قال: أنشدني محمد بن القاسم الماوردي، أنشدني محمد بن عبد الرحمان الزعفراني، أنشدني محمد بن إبراهيم الجركاني قال: أنشدني منصور الفقيه لنفسه:

إن كان حبّي خمسة زكَّت بهنّ(١) فرائضي = وبُغْض مَن عاداهم رفضاً فإنّي رافضي

____________________

(١) لعلّ هذا هو الصواب، وفي مخطوطة طهران: (نزلت بهم فرائضي). وفي نسخة السيد علي نقي: (زكتا بهم فرائضي).

والأبيات رواها - أيضاً - الطبري الإمامي في كتاب بشارة المصطفى ص٣٤٠ قال:

أخبرنا أبو الفضل محمد بن محمد بن الحسين العلوي، قال: أنشدني أبو الخير الفارسي - فيما أجاز لي وكتب لي بخطّه - قال: أنشدني كامل بن أحمد، قال: أنشدني ابن بكران، قال: أنشدني ابن حلاج، قال: أنشدني أبو العبّاس المصري، قال: أنشدني منصور الفقيه لنفسه:

إن كان حبّي خمسة زكَّت بهم فرائضي = وبغض مَن عاداهم رفضاً فإنّي رافضي

ومثله رواه الطباطبائي - دام عِزّه - مرسلاً عن المجلّد (٤) من كتاب كنز الدرر وجامع الغرر، ص٣٣ تأليف أبي بكر ابن عبد الله بن أيبك صاحب صرخد، ولكن صحّف كلمة: (عاداهم). وفيه أيضاً أن الأبيات للخبّاز البلوي؟

١١

[أبيات الصاحب بن عبّاد في قصور عمله وشكره لِما أنعم الله عليه فوق ما كان يأمله من المنائح والمواهب، وأنّ أفضل مواهب الله عليه حبّه لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، ثمّ أبيات عِزّ الدين الناصر لدين الله في أنّ مَن وسيلته إلى الله هو النبي وصهره وابنته وسبطيه (سلام الله عليهم) ]

٣٥٨ - أخبرني الصدر الإمام تاج الإسلام نور الدين محمد بن محمد بن محمد بن طاهر بن إبراهيم بن حمزة البخاري يرحمه الله فيما كتب إليّ منها في سنة [ستّ] وستّين وستّمئة(١) قال: حدثني الإمام الزاهد الناقد بقيّة الحفّاظ حافظ الأندلس المعروف بابن حولة الغرناطي (رحمه الله) قال:

حكى لنا عزّ الدين نجاح(٢) الناصر لدين الله أمير المؤمنين قال: كنت قائماً على حاشية بساطه وحوله سماطان من ندمائه، وقد تشعَّب به وبهم الحديث، وتفنّنت إذ أنشده بعض القائمين للصاحب بن عبّاد [رحمه الله]:

منائحُ اللهِ عندي جاوزت أملي = فليس يدركها شكري ولا عملي

لكنّ أفضلها عندي وأكملها = محبَّتي لأميرِ المؤمنينَ علي

فهشَّ لذلك وبشّ، ثمّ فكَّر هنيهة وأنشد لنفسه:

يا ذا المعارج إن قصّرتُ في عملي = وغرّني مِن زماني كثرةُ الأملِ

وسيلتي أحمدٌ وابناهُ وابنتُهُ = إليكَ ثمّ أميرُ المؤمنينَ علي

____________________

(١) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث المتقدّم تحت الرقم: (٣٥٢) من الجزء الأوّل ص٤٢١ ط١.

(٢) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (نجاح خاص الناصر...).

١٢

الباب الثاني

فضيلة

[أو خصّيصة شريفة فاخرة، ومنقبة كريم زاهرة: في أنّ محبّة عليّ وفاطمة وولدهما (صلوات الله عليهم) أجر رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ].

٣٥٩ - أخبرنا شيخنا العلاّمة نجم الدين عثمان بن الموفّق الأذكاني (رحمه الله) - بقراءتي عليه أو قراءة عليه، وأنا أسمع في [شهر] رجب أو شعبان سنة خمس وستّين وستّمئة - قال: أنبأنا الشيخ رضي الدين المؤيّد بن محمد بن عليّ الطوسي، ثمّ النيشابوري والشيخ الإمام شهاب الدين أبو بكر ابن أبي سعيد عبد الله بن الصفّار النيسابوري، بسماعه من والده وبإجازته من عبد الجبّار بن محمد الخواري - قيل: إن صحّت!! - قال: أنبأنا الشيخ الديّن عبد الجبّار بن محمد الخواري البيهقي سماعاً عليه، قال: أنبأنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي سماعاً عليه، قال: أنبأنا ابن حنّان المزكي(١) أنبأنا أبو العبّاس محمد بن إسحاق، حدثنا الحسن بن عليّ بن زياد السري، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا قيس، حدثنا الأعمش، عن سعيد بن جُبير:

عن ابن عبّاس قال: لمّا نزلت:( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) [٢٣ / الشورى: ٤٢]. قالوا: يا رسول الله مَن هؤلاء الذين [مرن] الله بمودّتهم؟ قال:(عليّ وفاطمة وولدهما) (٢) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أبو حنّان...).

(٢) وهذا هو الحديث الأوّل من تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل: ج٢ ص١٣٠، ط١، قال: حدثني القاضي أبو بكر الحيري، حدثني أبو العبّاس الضبعي، حدثني الحسين بن علي بن زياد أن السري...

ورواه بعده بأسانيد كثيرة، وعلَّقناه عليه أيضاً عن مصادر.

ورواه أيضاً الطبراني في ترجمة أحمد بن جعفر من المعجم الصغير: ج١، ص٧٦.

١٣

[حديث ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ النبي أجلس الحسن والحسين (عليهما السلام) على فخذيه، وفاطمة في حجره واعتنق عليّاً (سلام الله عليه) ثمّ قال: (اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي) ].

٣٦٠ - أخبرني الشيخ الإمام نجم الدين أبو عمر عثمان بن الموفّق (رضي الله عنه) - بقراءتي عليه بإسفرايين أواخر جمادى الآخرة سنة خمس وستّين وستّمئة - والمشايخ فريد الدين داوود بن محمد بن روزبهان أبو أحمد الشيرازي، وكمال الدين محمد بن عمر بن المظفّر أبو المكارم المروزي، وقدوة الحكماء شرف الدين محمد بن عثمان بن أبي بكر ابن الحاحي الخورشاهي المتطبّب الخوريدي(١) إجازة بروايتهم - رحمهم الله - عن والدي شيخ شيوخ الإسلام سلطان الأولياء والمحقّقين سعد الحقّ والدين محمّد بن المؤيّد ابن أبي بكر الحمويني [رضي الله عنه] وأرضاه، إجازة بروايته عن شيخه شيخ الإسلام نجم الحق والدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الصوفي الخيّوقي المعروف بكبرى (رضي الله عنه)، إجازةً - إن لم يكن سماعاً - قال: أنبأنا محمد بن عمر بن عليّ الطوسي بقراءتي عليه بنيسابور، أنبأنا أبو العبّاس أحمد بن أبي الفضل الشعايي(٢) أنبأنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد الأنصاري بدمشق، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن(٣) عطاء الروذباري، حدثني عليّ بن محمد بن عبيد، حدثنا جعفر بن أبي عثمان

____________________

(١) الظاهر أن هذا هو الصواب، وفي نسخة طهران: (الخداساهي). وفي نسخة السيد علي نقي: (الخوراشامي).

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (أبي الفضل السّعاني).

(٣) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن عطاء الروزباري).

وللحديث مصادر وأسانيد، وقد ذكرناه بطُرُق في تعليق الحديث: (٧٠٢) من كتاب شواهد التنزيل: ج٢ ص٥٣ ط١.

ورواه أيضاً عبد الله بن أحمد بن حنبل كما في الحديث: (٢٠٢) من باب فضائل أمير المؤمنين، من كتاب الفضائل ص... ط. قال:

حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الجمحي، حدثنا خالد بن الحارث، حدثني طريف بن عيسى - وهو العنبري - حدثني يوسف بن عبد الحميد، قال:

١٤

الطيالسي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا أبو عبيدة، حدّثنا طريف بن عيسى [العنبري، قال]:

حدّثني يوسف بن عبد الحميد، قال: قال لي ثوبان مولى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) الحسن والحسين على فخذيه [و] فاطمة في حجره واعتنق عليّاً، ثمّ قال:(اللّهمَّ إنّ هؤلاء أهل بيتي) .

١٥

الباب الثالث

[في حثّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على التمسّك به، وبعلي وفاطمة، والحسن والحسين (عليهم السلام)].

٣٦١ - أخبرني الشيخ عِزّ الدين أحمد بن إبراهيم الفاروقي (رحمه الله)، أنبأني نقيب العبّاسيين أبو طالب ابن عبد السميع الهاشمي، أنبأنا الشيخ سيد الدين أبو عبد الله شاذان بن جبرئيل القمّي بقراءتي عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمّي، أنبأني الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي النطنزي (رحمه الله) قال: أنبأنا أبو الفتوح(١) المحسن بن أبي طاهر حامد بن محمد بن أبي الصباح الماه آبادي(٢) فيما قرأت عليه من أصل سماعه قال: حدّثنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان، قال: حدثنا أبو الحسن عليّ بن جعفر الإمام، قال: حدَّثنا الحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن سليمان، قال: حدثنا أبو الحسن عليّ بن جعفر الإمام، قال: حدَّثنا عمر بن علي بن إبراهيم بن عيسى بن جرير بن موسى البغدادي بالبصرة إملاءً سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، قال: أخبرنا القاضي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم، قال: أخبرنا عمرو بن مرزوق(٣) عن شعبة بن الحجّاج، عن الأعمش عن أبي عبد الرحمان السلمي، عن أنس بن مالك، قال:

____________________

(١) كذا في نسخة السيد عليّ نقي، وفي نسخة طهران: (أبو الفتح).

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (الماهاري).

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه الحافظ السكاني في تفسير قوله تعالى:( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ) في الحديث: (٩٢٢) من شواهد التنزيل: ج٢ ص٢١١. ورواه أيضاً في الحديث: (٩١) منه في ج١. ص٥٩ ولكن بسندٍ آخر، وفي أصليَّ من فرائد السمطين الجزء الثاني: (عمرو بن مراق).

ورواه أيضاً الشيخ الصدوق (رحمه الله) في الباب: (٤٨) من معاني الأخبار، ص١١٣، ط٣ بأسانيد أربعة.

ورواه أيضاً الشيخ الطوسي في الحديث: (٣٨) من الجزء (١٨) من أمالي الطوسي.

١٦

قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(اطلبوا الشمس فإذا غابت فاطلبوا القمر، فإذا غاب فاطلبوا الزهرة، فإذا غابت فاطلبوا الفرقدين . قلنا يا رسول الله: ومَن الشمس؟ قال:أنا. قلنا: ومَن القمر؟ قال:علي (٤) . قلنا: ومَن الزهرة؟ قال:فاطمة . قلنا: فمَن الفرقدان؟ قال:الحسن والحسين (عليهما السلام)) .

____________________

(٤) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي، فيه وتاليه: (وما).

١٧

[نزول آية التطهير في شأن علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) برواية عبد الله بن جعفر الطيّار]

٣٦٢ - أخبرنا الإمام المفتي جلال الدين أحمد بن محمد بن عبد الجبّار البكراني الأبهري (رحمه الله) - بقراءتي عليه بداره، في السابع عشر من شوّال سنة سبع وثمانين وستّمئة - قال: أخبرني الإمام والدي نجم الدين محمد بن محمد (رحمه الله).

حيلولة: وأخبرني الإمام مجد الدين أبو الفضائل محمد بن عبد الله بن الحسن الخرائطي الآملي (رحمه الله) مشافهةً بمدينة آمل(١) [من] طبرستان سنة ستّ وستّين وستمئة، قال: أنبأنا الإمام مظهر الدين أبو الفضائل عبد الله بن الحسن إجازةً.

وأخبرني الإمام إمام الدين يحيى بن الحسين بن عبد الكريم الكرجي (رحمه الله) - بهمدان في شهور سنة إحدى وسبعين وستّمئة - قالوا: أنبأنا الإمام رضي الدين أبو الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني القزويني (رحمه الله) إجازةً، قال: أنبأنا الشيخان أبو سعيد ناصر بن سهل بن أحمد البغدادي، وأبو محمد محمد بن المنتصر بن أحمد بن حفص المتولي، قال: أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرُّخزادي، أخبر[نا] أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، قال: أخبرني الحسين بن محمد، حدُّثنا ابن حبش المقرئ(٢) حدثنا أبو زرعة، حدّثنا عبد الرحمان بن عبد الملك بن شيبة، أخبرني ابن أبي فديك، حدثني ابن أبي مليكة:

عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه قال: لمّا نظر رسول الله (صلّى الله

____________________

(١) لعلَّ هذا هو الصواب، وفي نسخة طهران: (الخراطي... بمدينة أصل [- أو آمل -] طبرستان...).

وكلمة: (أصل) أو (آمل) غير موجودة في نسخة السيد علي نقي.

(٢) كذا في الأصل، والحديث رواه الحافظ الحسكاني تحت الرقم: (٦٧٣) وتواليه من كتاب شواهد التنزيل، ج٢ ص٣٢ ط١، بطرق ثلاثة، وقال في الطريق الثاني منه:

حدّثنيه الحسين بن محمد الثقفي، حدثني الحسين بن محمد بن حاجب المقرئ، حدثنا أبو القاسم المقرئ، حدثنا أبو زرعة، قال: حدثني عبد الرحمان بن عبد الملك بن أبي شيبة...

١٨

عليه وسلّم) إلى الرحمة هابطة من السماء؛ قال:(مَن يدعو؟ - مرّتين - قالت زينب: أنا يا رسول الله. فقال:ادعي لي عليّاً وفاطمة والحسن والحسين . قال: [فدعاهم فجاؤا] فجعل حسناً عن يمناه وحسيناً عن يسراه، وعليّاً وفاطمة وجاهه، ثمّ غشّاهم كساءً خيبريّاً، ثمّ قال:اللّهمّ [إنّ] لكلِّ نبيٍّ أهل بيت، وهؤلاء أهلي (٢) فأنزل الله عزّ وجلّ:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [٣٣ / الأحزاب: ٣٣] فقالت زينب: يا رسول الله [أ] لا أدخل معك؟ فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):مكانك فإنّك إلى خيرٍ إن شاء الله) .

____________________

(٢) كذا في الأصل، وفي الطريق الأوّل من طُرُق الحديث من كتاب شواهد التنزيل:(اللّهمَّ إنّ لكلِّ نبيٍّ أهلاً وإنّ هؤلاء أهلي...) .

١٩

الباب الرابع

[نزول مَلَكٍ على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وتبشيره إيّاه أنّ الحسن والحسين (عليهما السلام) سيّدا شباب أهل الجنّة، وأُمّهما سيّدة نساء أهل الجنّة].

٣٦٣ - أخبرني الشيخان الأخوان: أصيل الدين عبد الله، وشهاب الدين أبو يعلى حيدرة ابنا عبد الأعلى بن محمد بن محمد بن القاسم سبط الحافظ شمس الدين أبي عبد الله محمد المشهور بابن القطاب الأصفهاني (رحمه الله) وسلفه - فيما كتبا إليَّ منها في شهر رجب سنة ستّ وستين وستّمئة - أنّ الشيخين الإمامين نور الدين محمود بن أحمد بن عبد الرحمان بن أحمد الثقفي، وبدر الدين عبد اللطيف بن محمد بن ثابت بن عبد الله بن عبد الرحيم الخوارزمي أجاز لهما رواية جميع مسموعاتهما ومستجازاتهما، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي - إجازةً إن لم يكن سماعاً - قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدّثنا أبو الوليد الفقيه، حدثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، حدّثنا عبد الله بن عبد الله السنجري، حدّثنا حفص بن عبد الرحمان، حدثنا قيس بن الربيع، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان، قال:

رأيت مع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) رجلاً عليه ثياب بياض، قال: وهل رأيته؟ قلت: نعم. قال:ذلك مَلَك من الملائكة لم يهبط إلى الأرض، استأذن ربّه عزَّ وجلَّ في زيارتي فأذن له، فبشَّرني (١) أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنَّة، وأُمّهما سيّدة نساء أهل الجنَّة (٢) .

____________________

(١) لعلَّ هذا هو الصواب، وفي نسخة طهران: (استأذن ربّه عزّ وجلّ في زيارتي فأذن [له] يبشرني...).

وفي نسخة السيد عليّ نقي: (استأذن الله تعالى...).

(٢) ورواه أيضاً أبو بكر القطيعي كما في الحديث: (٥٩) من باب فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) من كتاب الفضائل

=

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٤- وفي ترجمة: إبراهيم بن عبد العزيز، وأنّه مِن أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام ، والراوين عنه.

قال ابن حجر: روى عن أبيه وجعفر الصادق، ذكره عليّ بن الحَكم في رجال الشيعة. لسان الميزان ج١ ص٧٨ رقم ٢١٤.

٥- وفي ترجمة: إبراهيم بن عيسى الخزّاز الكوفي.

قال ابن حجر: ذكره عليّ بن الحَكم وغيره في رجال الشيعة، وقال روى عن الصادق والكاظم. روى عنه الحسن بن محبوب وغيره. لسان الميزان ج ١ ص ٨٨ رقم ٢٥١.

وكيف ما كان، فيظهر أنّ الكتاب موجود عند الذهبي، أو عند ابن حجر الذي لخّص الميزان.

١٨ - عليّ بن مهزيار: القرن الثالث(١) .

قال النجاشي ( ٦٦٢ ): علي بن مهزيار الأهوازي. أبو الحسن، دروقي الأصل، مولى. كان أبوه نصرانيّاً فأسلم.

وقد قيل: إنّ علياً أيضاً أسلم وهو صغير، ومَنّ الله عليه بمعرفة هذا الأمر، وتَفقّه.

وروى عن الرضا وأبي جعفرعليهما‌السلام ، واختصّ بأبي جعفر ( ع )، وتوكّل له، وعظُم محلّه منه، وكذلك أبو الحسن الثالث ( ع )، وتوكّل لهم في

____________________

(١) اُنظر: رجال النجاشي ج٢ ص٧٤ رقم ( ٦٦٢ )، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم ص٢٦٥ رقم ٣٧٩، رجال الطوسي ص٣٨١ و٤٠٣ و٤١٧.

٤١

بعض النواحي، وخرجت إلى الشيعة فيه توقيعات بكلّ خير.

وكان ثقة في روايته، لا يُطعن عليه، صحيحاً اعتقاده(١) .

وقال الطوسي ( ٣٧٩ ): جليل القدر، واسع الرواية، ثقة. له ثلاثة وثلاثون كِتاباً، مثل كتاب الحسين بن سعيد، وزيادة(٢) .

وذكره في أصحاب الإمام الرضا ( ع )، فقال: علي بن مهزيار، أهوازي، ثقة صحيح(٣) ، وفي أص-حاب الإمام الجواد ( ع )(٤) ، وفي أصحاب الإمام الهادي ( ع )، فقال: علي بن مهزيار، أهوازي، ثقة(٥) .

وله مِن كُتُب الرجال:

١ - كتاب المثالب.

٢ - كتاب الأنبياء.

٣ - رسائل عليّ بن أسباط.

٤ - وفاة أبي ذر.

٥ - حديث بدء إسلام سلمان.

١٩ - محمّد العمّي.

قال النجاشي ( ٩٠٢ ): محمّد بن جمهور أبو عبد الله العمّي، ضعيف

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٧٤.

(٢) فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم ص٢٦٥.

(٣) رجال الطوسي ص٣٨١.

(٤) رجال الطوسي ص٤٠٣.

(٥) رجال الطوسي ص٤١٧.

٤٢

في الحديث، فاسد المذهب، وقيل فيه أشياء الله أعلم بها مِن عِظمها. روى عن الرضا ( ع )(١) .

وقال الطوسي ( ٦٢٧ ): محمّد بن الحسن بن جمهور العمّي البصري له كُتُب منها:

١ - كتاب صاحب الزمان.

٢ - كتاب وقت خروج القائم ( ع ). ذكرهما الطوسي.

٢٠ - يحيى العلوي العقيقي: وُلد ٢١٤، تُوفّي ٢٧٧ ه-(٢) .

هو: يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، أبو الحسين.

مشايخه وتلامذته:

روى يحيى بن الحسن عن الإمام الرضا ( ع )، وعن مشايخ كثيرة ذُكر منهم السمهودي أكثر مِن ثمانين شيخاً، ومنهم: ابن زبالة.

وروى عنه عدد كبير مِن المُحدِّثين، وأهل النَسب والسِيَر منهم: حفيده الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن، ومنهم أبو أسحاق إبراهيم بن إسحاق بن

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٢٢٥ رقم ٩٠٢.

(٢) اُنظر ترجمته في: رجال النجاشي ج٢ رقم ( ١١٩٠ )، فهرست كُتُب الشيعة للطوسي رقم ( ٨٠٢ و٨٠٣ و٨٠٤)، مجلّة المَجمع العِلمي العراقي ج١١، كما عن مقدّمة المناسك للحربي ص١٦٢، الذريعة ج١ ص٣٤٩ و ج٢ ص٣٧٨، الأعلام للزركلي ج٨ ص١٤٠.

٤٣

إبراهيم الحربي صاحب كتاب ( المناسك ) الذي روى عنه كثيراً في كتابه المناسك.

قال النجاشي ( ١١٩٠ ): العالم الفاضل الصدوق، روى عن الرضاعليه‌السلام صنف كُتُباً، منها: كتاب نَسب آل أبي طالب، كتاب المسجد(١) .

الشيخ الطوسي في الفهرست ترجم ثلاثة أشخاص بعنوان يحيى بن الحسن وهم:

١ - تحت رقم ( ٨٠٣ ): يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، له كتاب المناسك. عن عليّ بن الحسينعليهما‌السلام .

٢ - تحت رقم ( ٨٠٢ ): يحيى بن الحسن العلوي، له كتاب المسجد، تأليفه.

٣ - تحت رقم ( ٨٠٤ ): يحيى بن الحسن، له كتاب نَسب آل أبي طالب.

وممّا تقدّم عن النجاشي أن هؤلاء الثلاثة هُم رجل واحد. وذلك فإنّ كتاب نَسب آل أبي طالب، والمسجد ذكرهما النجاشي ليحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله … ولا يَضرّ كون كتاب المناسك له أيضاً بعدَ أن سَرد اسمه كما سرد اسمه النجاشي.

ويُحتمل أن يكون صاحب كتاب المسجد الذي ذكره الطوسي، وذكر سَنَده إليه، قال أخبرنا جماعة عن التلعكبري عنه. فلعلّ هذا غير المُترجَم.

فإنّ التلعكبري: هارون بن موسى التلعكبري تُوفّي ٣٨٥ه- فيُستبعد أن يروي عن المُترجَم المُتوفّى ٢٧٧ه-.

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٤١٢ رقم ١١٩٠.

٤٤

ثقافته:

يحيى بن الحسن العلوي ذو ثقافة عالية وواسعة في مُختلف الميادين، يدلّ على ذلك مؤلّفاته في الفِقه، والنَسب، والسيرة، والتاريخ، وعدد مشايخه الذين بلغوا بالعشرات، وقد أخذ عنهم ومِن مُختلف الطبقات.

مؤلّفاته:

١ - المناسك.

٢ - المسجد.

٣ - نَسب آل أبي طالب.

٤ - أخبار المدينة.

كتابه في الرجال:

كتابنَسب آل أبي طالب . الذي ذكره النجاشي والطوسي. وهو أوّل كتاب في نَسب آل أبي طالب.

قال ابن عنبه في عُمدة الطالب عنه:

يحيى النسّابة ابن الحسن بن جعفر الحجّة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدينعليهم‌السلام . ويُقال إنّه أوّل مَن جمعَ كتاباً في نَسب آل أبي طالب(١) .

ويحيى هذا هو جدّ أُمراء المدينة، الّذين كانوا يحكمونها في زمن السمهودي المُتوفّى ٩١١ه-، وهو مِن الشيوخ المؤلِّفين، له مِن الكُتُب غير

____________________

(١) عُمدة الطالب ص٣٣١. اُنظر هامش رجال النجاشي ج٢ ص٤١٢.

٤٥

المُتقدّمة كتاب حول المدينة بعنوان: أخبار المدينة.

كتابه في أخبار المدينة:

مِن أوائل الكُتب التي أُلّفت في تاريخ المدينة المُنوّرة - كما تقدّم عن السمهودي - وهو مِن الكُتب المُهمّة جدّاً التي تحدّثت عن تاريخ المدينة بشكل مُفصَّل.

فقد بحث في هجرة الرسول ونزوله قباء، ثمّ استقرار مقامه في بني النجّار، والمِربد، وبناء المسجد، وتحويل القبلة، والمنبر، ومُعتكَف الرسول، وبيوت زوجات النبي، وأبواب المسجد وتوسعته، والدور التي حوله، وزيادة الخُلفاء وخاصّة الوليد، والمؤذِّنين، والحرَس، ومواضع قبر الرسول والخُلفاء، وتجمير المسجد والبلاليع والأبواب والمُصلّى، وقباء، وبعض مساجد المدينة التي صلّى فيه(١) .

وهذا الكتاب قد اعتمده تلميذه أبو إسحاق الحربي المُتوفّى ٢٨٥ ه-، واستفاد منه كثيراً، ونقل عنه في مواضع عديدة مِن كتابه ( المناسك )(٢) .

وكذلك نقل عنه المراغي المُتوفّى ٨١٦ ه- في كتابه ( تحقيق النصرة بتلخيص معالِم دار الهجرة) في مواضع عدّة.

وأكثر مَن نقل عنه السمهودي في كتابه وفاء الوفاء بأخبار دار المُصطفى فقد بَلغت ٢١٠ مِن المواضع.

____________________

(١) مُقدّمة المناسك للحربي ص ١٦٣ عن مقال الدكتور صالح العلي مجلّة المَجمع العِلمي العراقي.

(٢) اُنظر: المناسك للحربي ص ٣٥٩ و٣٦٣ و٣٦٥ و ٣٦٦ و٣٦٧-٣٦٩ و ٣٧١ و٣٧٢ و٣٧٨ و٣٧٩ و٣٨١ و٣٨٣-٣٨٧ و٣٨٩-٣٩٥ و٣٩٧ و٤٠٣ و٤٠٤ و٤٢٥. طبع دار اليمامة بتحقيق حمد الجاسر.

٤٦

ذكره السمهودي له بهذا العنوان في كتابه وفاء الوفاء(١) .

وقد اطّلع السمهودي على عدّة نسخ مِن هذا الكتاب:

١ - النسخة التي رواها ابن المؤلِّف طاهر بن يحيى العلوي عن المدائني(٢) .

٢ - النسخة التي رواها ابن المؤلّف طاهر بن يحيى العلوي عن أبيه مُباشرة(٣) .

٣ - النسخة التي رواها حفيده الحسن بن محمّد بن يحيى(٤) .

٤ - النسخة التي رواها ابن فارس عن ابن المؤلِّف طاهر بن يحيى عن أبيه يحيى(٥) .

أقدم مَن أرّخ للمدينة:

يقول السمهودي حول أقدم مَن أرّخ للمدينة: وابن زبالة ويحيى عُمدة في ذلك، فإنّهما أقدم مَن أرّخ للمدينة؛ لأنّ ابن زبالة هو محمّد بن الحسن، أحد أصحاب الإمام مالك بن أنس، ويؤخذ مِن كلامه أنّه وضع كتابه في صَفَر سَنَة تسع وتسعين ومائة، وأمّا يحيى فهو مِن أصحاب أصحابه، وكانت وفاته سَنة سبع وسبعين ومائتين عن ثلاث وستّين سَنَة(٦) .

وقال السمهودي أيضاً: وابن زبالة وإن كان ضعيفاً، ولكن اعتضد بموافقة يحيى له، وروايته لكلامه مِن غير تعقيب(٧) .

____________________

(١) وفاء الوفاء ج١ ص٢٤٤ طبع دار الكُتب العِلمية بتحقيق محمّد محيّ الدين، وفي غيره كما عن هامش المناسك للحربي ج١ ص١٧٤ و٢٠٣ وج٢ ص ١٧ و ٤٠١.

(٢) وفاء الوفاء ج٢ ص٥٠٨.

(٣) وفاء الوفاء ج١ ص٦٨ و٢٤٤ وج٢ ص٢٩٤ و٥٥٤.

(٤) وفاء الوفاء ج١ ص٢٤٥ وج٢ ص٢٩٤.

(٥) وفاء الوفاء ج٢ ص٥٥٥.

(٦) وفاء الوفاء ج١ ص٣٥٢.

(٧) وفاء الوفاء ج١ ص٢٥٢ بواسطة مُقدّمة مناسك الحربي.

٤٧

ومع الأسف إن الكتاب مفقود، ولا يوجد إلاّ ما نُقل عنه فقط.

ولادته ووفاته:

وُلد بالمدينة المُنوّرة سَنة ٢١٤ه-، وبها نشأ، وكَتَب عنها (أخبار المدينة).

تُوفّي في سَنة ٢٧٧ه- عن ٦٣ سَنة، كما عن وفاء الوفاء، ودُفن في مكّة المُكرّمة كما عن أعيان الشيعة.

٢١ - عيسى بن مِهْراَن: القرن الثالث(١) .

هو عيسى بن مهران المستعطف، أبو موسى، وكان يسكن ببغداد. وث-قه محمّد بن جرير الطبري العامّي(٢) . ويظهر أنّه عاش في النصف الثاني مِن المائة الثالثة، حيث روى عنه أبو علي محمّد بن هارون التلعكبري المُتوفّى ٣٣٦ه- بواسطة واحدة.

له مِن الكُتب في علم الرجال:

( كتاب المُحدّثين ) كما ذكره النجاشي، والطوسي، وابن النديم.

____________________

(١) اُنظر ترجمته في رجال النجاشي رقم (٨٠٥)، الفهرست للطوسي رقم (٥٢٠)، الذريعة ج١ ص ١٣٩، مصفى المقال ص ٣٤٥، لسان الميزان ج ٤ ص ٤٠٦ رقم ١٣٤٢، الفهرست لابن النديم ص٣٧٠، رجال الطوسي ص٤٨٧ رقم ( ٦٤ ) مِن حرف العين، فيمن لم يروِ عنهم، قاموس الرجال ج٨ ص٣٣٥ رقم ٥٨٢٨، تاريخ بغداد ج١١ ص١٦٧ رقم ٥٨٦٦، الكامل لابن عدي ج٦ ص٤٥٧ رقم ( ١٤٠٥ ).

ومهران: قيل بكسر الميم وقيل بفتحها.

(٢) لسان الميزان ج٤ ص٤٠٦ رقم ١٣٤٢.

٤٨

٢٢ - إبراهيم بن محمّد الثقفي: المُتوفّى ٢٨٣ه-(١) .

إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال … الثقفي أبو إسحاق، أصله كوفيّ وانتقل إلى أصفهان.

قال النجاشي ( ١٨ ): كان زيديّاً أوّلاً، ثم انتقل إلينا.

ويُقال: إنّ جماعة مِن القُميّين - كأحمد بن محمّد بن خالد - وفدوا إليه، وسألوه الانتقال إلى قُم فأبى.

وكان سَبب خروجه مِن الكوفة أنّه عَمل كتاب المعرفة وفيه المناقب والمثالب، فاستعضمه الكوفّيون، وأشاروا إليه بأن يتركه ولا يُخرجه، فقال: أيّ البلاد أبعد مِن الشيعة فقالوا: أصفهان، فحَلف أن لا أروي هذا الكتاب إلاّ بها؛ فانتقل إليها، ورواه بها، ثقة منه بصحّة ما رواه فيه(٢) .

ووث-قه ابن النديم بقوله: مِن الث-قات العُلماء المصنّفين(٣) .

له كُتُب كثيرة في مُختلف المواضيع قرابة خمسين كتاباً ذكرها النجاشي والطوسي.

كُتُبه في عِلم الرجال:

وله في عِلم الرجال خاصّة كُتُب عديدة منها:

١- أخبار المُختار.

٢- كِتاب الرِدّة.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي (١٨) ، الفهرست للطوسي (٣١) ، مصفى المقال ص٨، الذريعة ج١٠ ص٨٢، لسان الميزان ج١ ص١٠٢، قاموس الرجال ج١ ص٢٧٥-٢٨٠ رقم ( ١٨٧ )، الفهرست لابن النديم ص٣٧٢.

(٢) رجال النجاشي ج١ ص٩٠.

(٣) الفهرست لابن النديم ص ٣٧٢.

٤٩

٣- كِتاب مقتل عثمان.

٤- أخبار عمر.

٥- أخبار يزيد.

٦- أخبار ابن الزبير.

٧- أخبار زيد.

٨- كِتاب التوّابين.

٩- أخبار محمّد، وإبراهيم ابني عبد الله.

١٠- كِتاب فضل الكوفة، ومَن نزلها مِن الصحابة.

١١- كِتاب مَن قُتِل مِن آل أبي طالبعليه‌السلام ( آل محمّدعليهم‌السلام ).

١٢ - مقتل أمير المؤمنينعليه‌السلام .

١٣ - قيام الحسن بن عليعليهما‌السلام .

١٤ - مقتل الحسينعليه‌السلام .

توفّي سَنة ٢٨٣ ه-.

٢٣- أحمد العلوي العقيقي: المُتوفّى ٢٨٢ه-(١) .

هو أحمد بن علي بن محمّد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، العلوي العقيقي كان مُقيماً بمكّة.

وهو يروي عن أبيه عن إبراهيم بن هاشم القُمّي، ويروي عنه ابنه أبو الحسن عليّ بن أحمد العقيقي صاحب الرجال المشهور.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم (١٩٤)، الفهرست للطوسي رقم (٧٣) ، مصفى المقال ص ٥٧، الذريعة ج٣ ص٢٥٣، قاموس الرجال ج١ ص٥٣٧ رقم ( ٤٥٨ ).

٥٠

له في علم الرجال:

كِتاب ( تاريخ الرجال )، كما في رجال النجاشي والفهرست للطوسي.

٢٤- عبد الرحمان المروزي البغدادي: المُتوفّى ٢٨٣ه-(١) .

هو عبد الرحمان بن يوسف بن سعيد خراش المروزي البغدادي، الحافظ.

مدحه والثناء عليه:

قال ابن عدي، سمعت عبدان يقول: قلت لابن خراش حديث ( لا نُورِّث ما تركنا صدقة ).

قال: باطل.

قلت: مَن تتّهم في هذا الإسناد: رواه الزُهري، وأبو الزبير وعِكرمة بن خالد، عن مالك بن أنس بن الحدثان، أتَتَّهِم هؤلاء ؟

قال: لا، إنّما أتّهم مالك بن أوس.

وقال ابن عدي: سمعت عبدان يقول: وحمل ابن خراش إلى بندار جُزأين صنّفهما في مثالب الشيخين؛ فجازاه بألفي درهم …

وقال ابن عدي: وسمعت أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف ب- ( ابن عقدة ) يقول: كان ابن خراش في ( الكوفة ) إذا كُتِب شيئاً مِن باب التشيُّع يقول لي: هذا لا يُنفق إلاّ عندي وعندك يا أبا العبّاس.

وقال ابن عدي: وسمعت عبد الملك بن محمّد أبا نعيم يُثني على ابن خراش هذا، وقال: ما رأيت أحفظ مِنه لا يذكر شيء مِن الشيوخ والأبواب إلاّ مرَّ فيه.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: مصفى المقال ص٢٢٥، الذريعة ج١٠ ص٨٤، لسان الميزان ج٣ ص٤٤٤، تاريخ بغداد ج١٠ ص٢٧٨ رقم ٥٣٩٨، الكامل لابن عدي ج٥ ص٥١٨ رقم الترجمة ١١٥٥، قاموس الرجال ج٦ ص١٤٨ رقم الترجمة ٤٠٨٤، الميزان للذهبي ج٤ ص٣٢٩ رقم ٥٠١٤.

٥١

وقال ابن عدي: وابن خراش هذا هو أحد مَن يُذكر بحفظ الحديث مِن حُفّاظ العراق، وكان له مَجلسُ مذاكرة لنفسه على حدة، وإنّما ذكر عنه شيء مِن التشيّع كما ذكره عبدان، فأمّا الحديث فأرجو أنّه لا يتعمّد الكذب(١) .

وقال الخطيب: كان أحد الرحّالين في الحديث إلى الأمصار بالعراق، والشام، ومصر، وخُراسان، وممَّن يُوصَف بالحفظ والمعرفة، روى عنه العبّاس بن عقدة(٢) .

وقال أبو زرعة محمّد بن يوسف الجُرْجَاني: كان خرّج مثالب الشيخين وكان رافضيّاً، وعن ابن المُنادى أن ابن خراش كان مِن المعدودين المذكورين بالحفظ والفَهم بالحديث والرجال(٣) .

وقال الذهبي: فإنّه كان حافظ زمانه، وله الرحلة الواسعة، والإطلاع الكثير والإحاطة(٤) .

ومع ذلك تحامل عليه، وعلى مذهب التشيُّع لأنّه كان يتشيَّع.

وأنت سمعت، فقد مدحه بعض عُلماء العامّة، كما قد ذمّه آخرون؛ لأنّه ألّف في المثالب، وأنكر حديث ( لا نورِّث ما تركناه صدقة )، ورموه بالتشيُّع والرفض، وهو أحد مشايخ ابن عُقدة.

له في عَلم الرجال:

( كِتاب الجرح والتعديل )

تُوفّي في خمس شهر رمضان ٢٨٣ه-.

____________________

(١) الكامل لابن عدي ج٥ ص٥١٩.

(٢) تاريخ الخطيب ج١٠ ص٣٧٩.

(٣) تاريخ بغداد ج١٠ ص٢٨٠.

(٤) الميزان للذهبي ج٤ ص٣٣٠.

٥٢

٢٥ - عليّ بن الحسن بن فضّال: ولد ٢٠٦ ه - وتُوفّي ٢٩٠ه-(١) .

هو عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال بن عمر بن أيمن ...أبو الحسن.

ذكره الطوسي في أصحاب الإمامين الهُمامين الإمام الهادي والإمام العسكريعليهما‌السلام .

وقال النجاشي ( ٦٧٤ ): كان فقيه أصحابنا بالكوفة، ووجههم، وثقتهم، وعارفهم بالحديث، والمسموع قوله فيه، سُمِع منه شيئاً كثيراً، ولم يُعثَر له على زَلّة فيه ولا ما يشينه، وقلّ ما روى عن ضعيف، وكان فطحيّاً، ولم يروِ عن أبيه شيئاً، وقال: كنت أُقابِلُهُ وسنّي ثمان عشرة سَنة، ولا أفهم إذ ذاك الروايات، ولا أستحلُّ أن أرويها عنه.

وروى عن أخَوَيه، عن أبيهما(٢) .

وقد وثذقه الطوسي بقوله: فطحيَّ المذهب، ثقة كوفيّ، كثير العِلم، واسع الأخبار، جيد التصانيف، غير مُعاند، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالإثني عشر(٣) .

وقد وث-قه الكشّي قال: سألت أبا النضر محمّد بن مسعود عن جماعة هو منهم، فقال: أمّا عليّ بن الحسن بن فضّال، فما لقيت بالعراق وناحية خُراسان أفقه، ولا أفضل مِن عليّ بن الحسن بالكوفة، ولم يكن كَتَب عن الأئمة -عليهم‌السلام - في كل صِنف إلاّ وقد كان عِنده، وكان أحفظ الناس، غير أنّه كان

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي رقم ( ٦٧٤ )، الفهرست للطوسي ( ٣٩٣ )، رجال الطوسي ص٤١٩ و٤٣٣، مصفى المقال ص٢٧٤، الذريعة ج١٠ ص٩٠، قاموس الرجال ج٧ ص٤١٣ رقم ٥٠٩٢.

(٢) رجال النجاشي ج٢ ص٨٣.

(٣) فهرست كُتُب الشيعة ص ٢٧٢ رقم ( ٣٩٢ ).

٥٣

فطحيّاً يقول بعبد الله بن جعفر، ثم بأبي الحسن موسىعليه‌السلام ، وكان مِن الث-قات(١) .

وله كُتُب كثيرة منها في الرجال:

١ - (كِتاب الرجال). ذكره النجاشي والطوسي في الفهرست.

٢ - الأصفياء.

٣ - المثالب.

٢٦ - أبان البَجَلي: القرن الثالث(٢) .

أبان بن محمّد البجلي، وهو المعروف بسندي البزّاز، أبو بشر، وهو ابن أخت صفوان بن يحيى. كان ثقة، وجهاً في أصحابنا الكوفيّين.

وصفوان بن يحيى تُوفّي٢١٠ه-.

والمُترجَم ذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام الهاديعليه‌السلام الذي تُوفّي ٢٥٤ه-.

وقد روى عن خاله صفوان بن يحيى وغيره.

وروى عنه: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي المُتوفّى٢٧٤ أو ٢٨٠ه-، وعليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال المُتوفّى حدود (٢٩٠ه-)، ومحمّد بن الحسن الصفّار المُتوفّى ٢٩٠ه-.

____________________

(١) قاموس الرجال ج٧ ص٤١٤ عن الكشّي.

(٢) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ١٠ و ٤٩٥ )، والفهرست للطوسي برقم (٣٤٣)، ورجال الطوسي في أصحاب الإمام الهادي ص٤١٦، مُعجَم رجال الحديث ج١ ص١٧١ و ج٨ ص٣١٧، مصفى المقال ص٥، الذريعة ج١٠ ص٨٢، قاموس الرجال ج١ ص١٢٣ رقم الترجمة ٢٩.

٥٤

قال النجاشي ( ٤٩٥ ): وهو ابن أُخت صفوان بن يحيى، كان ثقة، وجهاً في أصحابنا الكوفييّن.

وله كِتاب في عِلم الرجال:

( النوادر عن الرجال ). ذكره النجاشي.

٢٧ - محمّد بن عيسى اليقطيني: القرن الثالث(١) .

قال النجاشي ( ٨٩٧ ): محمّد بن عيسى بن عُبيد بن يقطين بن موسى، مولى أسد بن خزيمة، أبو جعفر.

جليل في أصحابنا ثقة، عين، كثير الرواية، حَسِن التصنيف، روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام مُكاتبة ومُشافهة.

ثم عدّد كُتُبه إلى أن ذكر له: كِتاب (الرجال)، وذكر سَنَده إليه.

وذكره الطوسي في أصحاب الرضا والهادي والعسكريعليهم‌السلام مِن رجاله وضعَّفه، وكذلك ذكره في فهرست كُتُب الشيعة ( ٦١٢) وضعَّفه لحُسن ظنّه بابن بأبويه القُمّي، والقُمّي تبعاً لشيخه محمّد بن الحسن بن الوليد. فأصل التضعيف يرجع لابن الوليد، حيث استثناه مِن كِتاب نوادر الحكمة.

إلاّ أنّ الأكثريّة ممَّن تقدّم على ابن الوليد أو تأخّر عنه، مثل الفضل بن شاذان، وجعفر بن معروف، والكشّي، وابن نوح، والنجاشي فكُلّهم مُجمعون على جلالة قدره.

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ٨٩٧ )، الفهرست للطوسي ( ٦١٢ )، رجال الطوسي ص٣٩٣ في أصحاب الرضا رقم ( ٧٦ ) وص٤٢٢ في أصحاب الهادي رقم ( ١٠ ) وص٤٣٥ في أصحاب العسكري رقم ( ٣٠ ) وص٥١١ في مَن لم يروِ عن الأئمّة رقم ( ١١١ )، قاموس الرجال ج٩ ص٤٩٩ رقم ( ٧١٤٥ ) مُعجَم رجال الحديث ج١٧ ص١١٠ - ١٢٠، مصفى المقال ص٤٢١.

٥٥

قال المُحقِّق التستري: وأمّا تحقيق حاله، فأوّل مَن ضعَّفه ابن الوليد، وتبعه ابن بأبويه لحُسن ظنّه به كما يُفهَم مِن كلام ابن نوح، ومِن قول نفسه في صوم فقيهه بأنّ كلّ خَبَر لم يُصحّحه شيخه ابن الوليد ليس عنده بصحيح، وتبع ابن بأبويه الشيخ لحُسن ظنّه به، كما يُفهم مِن تعبير فهرسته المُتقدّم، وحينئذ فكأن المضعِّف منحصر بابن الوليد، ولا يدرى ما رابه فيه - كما قال ابن نوح - بعد كونه على ظاهر العدالة ؟

ولعلّه رابه روايته القدح العظيم في زُرارة، ومحمّد بن مُسلم، ومؤمن الطاق، وأبي بصير، وبريد العجلي، وإسماعيل الجعفي وهُم أجلاّء، وكذلك في المُفضل أو روايته عن يونس، عن الرضاعليه‌السلام جواز الاغتسال والوضوء بماء الورد.

رواه الكافي في ١٢ مِن أخبار باب نوادر طهارته(١) .

وأمّا مَن تقدّم على ابن الوليد، أو مَن عاصره أو مَن تأخّر عنه - غير تابعيه مِن الفضل بن شاذان، وبورق الورع، والقتيبي، وجعفر بن معروف، والكشّي، وابن نوح، والنجاشي - مُجمعون على جلالته، ويكفي في فَضله ثناء مثل الفضل عليه، كما قاله النجاشي(٢) .

إلاّ أنّ المُعتَمد هو قول النجاشي في توثيقه؛ لأنّ سند التض-عيف هو استثناؤه مِن كِتاب ( نوادر الحكمة ).

وقال النجاشي حول ذلك: ورأيت أصحابنا يُنكرون هذا القول، ويقولون: مَن مثل أبي جعفر محمّد بن عيسى سكن بغداد؟!(٣) .

____________________

(١) الكافي ج٣ ص٧٣.

(٢) اُنظر ذلك في قاموس الرجال ج٩ ص٥٠٣.

(٣) رجال النجاشي ج ٢ ص ٢١٩.

٥٦

وقال القتيبي - محمّد بن عليّ بن قتيبة -: كان الفضل ابن شاذانرحمه‌الله يُحب العبيدي، ويُثني عليه، ويمدحه ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مِثله، وبحسبك هذا الثناء مِن الفضلرحمه‌الله (١) .

والمُترجَم روى عن أخيه جعفر بن عيسى، والحسن بن عليّ بن يقطين، وصفوان بن يحيى، وعلي بن مهزيار، ومحمّد بن أبي عُمير وغيرهم.

وروى عنه: أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وعبد الله بن جعفر الحميري، وعلي بن إبراهيم بن هاشم، ومحمّد بن الحسن الصفّار وغيرهم.

٢٨ - محمّد بن عمر الواقدي: المولود ١٣٠ه-، والمُتوفّى ٢٠٧ه-(٢)

محمّد بن عمر الواقدي المَدني البغدادي مولى بني هاشم، وقيل مولى بني سهم بن أسلم المؤرّخ المشهور صاحب ( المغازي ) المُنتشر.

تشيعه:

قال ابن النديم في الفهرست: وكان يتشيَّع، حسن المَذهب، يُلزم التقيَّة. وهو الذي روى أنّ عليّاًعليه‌السلام كان مِن مُعجزات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم كالعصا لموسىعليه‌السلام ، و إحياء الموتى لعيسى بن مريمعليه‌السلام . وذكر تاريخ ولادته ووفاته.

____________________

(١) رجال النجاشي ج٢ ص٢١٩.

(٢) اُنظر ترجمته: الفهرست لابن النديم، أعيان الشيعة ج١٠ ص٣٠-٣٣، مصفى المقال ص٤٢١، تهذيب الكمال ج٢٦ ص١٨٠ رقم ٥٥٠١ وهي ترجمة مُفصّلة، مُعجَم رجال الحديث ج١٧ ص٧٢ وج١ ص٢٧٤، قاموس الرجال ج٩ ص٤٩٢ رقم ( ٧١٢٨ ).

٥٧

كُتبه في الرجال:

١ - كِتاب الطبقات.

٢ - تاريخ الفقهاء.

أقول: تَشيّعه مُحتمل؛ لأنّ أكثر العامّة الّذين ترجموه لم يَنسبوه إلى التشيُّع أو الرفض.

٢٩ - إبراهيم النهاوندي: تُوفّي بعد ٢٦٩ه-.

هو إبراهيم بن إسحاق، أبو إسحاق الأحمري النهاوندي.

قال النجاشي ( ٢٠ ): كان ضعيفاً في حديثه، منهوماً.

وقال الطوسي ( ٩ ): كان ضعيفاً في حديثه، متَّهماً في دينه.

له كُتُب منها في الرجال:

١ - كِتاب مقتل الحسين بن عليعليهما‌السلام . ذكره النجاشي والطوسي.

٢ - كِتاب نفي أبي ذر عليه الرحمة. ذكره النجاشي.

٣٠ - سعد بن عبد الله الأشعري القُمّي: المُتوفّى سَنة ( ٢٩٩ أو ٣٠٠ أو ٣٠١ ه-)(١) .

قال النجاشي ( ٤٦٥ ): سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري

____________________

(١) اُنظر ترجمته: رجال النجاشي برقم ( ٤٦٥ ) ورقم ( ١٠٧٢ و ١١٧١ )، فهرست كُتُب الشيعة وأُصولهم للطوسي (٣١٦)، رجال الطوسي ص٤٧٥ في مَن لم يروِ عن الأئمّة رقم ( ٦ )، مُعجَم رجال الحديث ج٨ ص٧٤، مصفى المقال ص١٨٦، قاموس الرجال ج٥ ص٥٦ رقم الترجمة ٣١٧٦.

٥٨

القُمّي، أبو القاسم. شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها - إلى أن قال - ولقي مولانا أبا محمّدعليه‌السلام - يعني الإمام العسكريعليه‌السلام -، ثم ذكر كُتُبه ووفاته فقال: تُوفّي سعدرحمه‌الله ٣٠١ه-، وقيل سَنة ٢٩٩ه-.

وقال الطوسي في الفهرست ( ٣١٦ ): جليل القدر، واسع الأخبار، كثير التصانيف، ثقة. ثم ذكر كُتُبه.

وقال في رجاله في مَن لم يروِ عن الأئمّةعليهم‌السلام : جليل القدر، صاحب تصانيف ذكرناها في الفهرست، روى عنه ابن الوليد وغيره، روى ابن قولويه عن أبيه عنه(١) .

وله في عِلم الرجال:

١ - طبقات الشيعة. ذكره النجاشي في ترجمة محمّد بن يحيى المعيني برقم (١٠٧٢) وفي ترجمة هيثم بن عبد الله برقم (١١٧١).

٢ - فِرَق الشيعة.

٣ - كِتاب فضل أبي طالب وعبد المطلب وأبي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٤ - كِتاب فضل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٥ - مناقب رواة الحديث.

٦ - مثالب رواة الحديث. ذكرها النجاشي والطوسي.

٧ - كِتاب فهرست كِتاب ما رواه ( سعد بن عبد الله ). ذكره الطوسي في الفهرست (٣١٦).

____________________

(١) رجال الطوسي ص٤٧٥.

٥٩

القَرنُ الرابع

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369