فرائد السمطين الجزء ٢

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 369

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
تصنيف: الصفحات: 369
المشاهدات: 88451
تحميل: 7613


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88451 / تحميل: 7613
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وأعزّكم بهداه، وخصّكم ببرهانه، وانتجبكم لنوره، وأيّدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه وحججاً على بريّته، وأنصاراً لدينه، وحفظةً لسرّه، وخزنة لعلمه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركاناً لتوحيده، وشهداء على خلقه، وأعلاماً لعباده، ومناراً في بلاده، وأدلاّء على صراطه.

عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهّركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهّركم تطهيراً. فعظّمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجّدتم كرمه، وأدمتم ذكره، ووكّدتم ميثاقة، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في السرّ والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه، وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حقّ جهاده حتى أعلنتم دعوته، وبيّنتم فرائضه، وأقمتم حدوده، ونشرتم شرائع أحكامه، وسننتم سنّته، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلّمتم له القضاء، وصدّقتم من رسله من مضى.

فالراغب عنكم مارق، واللاّزم لكم لاحق، والمقصّر في حقّكم زاهق، والحقّ معكم وفيكم ومنكم وإليكم، وأنتم أهله ومعدنه، وميراث النبوّة عندكم، وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطاب عندكم [وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم]، وأمره إليكم (١) .

مَن والاكم فقد والى الله، ومَن عاداكم فقد عادى الله، ومَن أحبّكم فقد أحبّ الله، ومَن أبْغَضَكم فقد أبغض الله، ومَن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله.

أنتم السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس.

مَن أتاكم نجا، ومَن لم يأتكم هلك، إلى الله تدعون، وعليه تدلّون، وبه تؤمنون , وله تسلّمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون، وبقوله تحكمون.

سعد [والله] مَن والاكم، وهلك مَن عاداكم، وخاب مَن جحدكم، وضلّ مَن فارقكم، وفاز مَن تمسّك بكم، وأمن مَن لجأ إليكم، وسلم مَن صدّقكم، وهُدي مَن اعتصم بكم.

مَن اتّبعكم فالجنّة مأواه، ومَن خالفكم فالنار مثواه، ومَن جحدكم كافر،

____________________

(١) ما بين المعقوفين كان قد سقط من أصليّ، وأخذناه من عيون الأخبار.

١٨١

ومَن حاربكم مشرك، ومَن ردّ عليكم [فهو] في أسفل دركٍ من الجحيم:

أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضى، وجارٍ لكم (١) فيما بقي، وأنّ أرواحكم [ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت، بعضها] من بعض (٢) .

خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين؛ حتّى مَنّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه، وجعل صلواتنا عليكم، وما خصّنا به من ولايتكم، طيباً لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وتزكية لنا، وكفّارة لذنوبنا، فكنّا عنده مسلّمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرَّمين، وأعلى منازل المقرَّبين، وأرفع درجات المرسَلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فائق، ولا يسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتى لا يبقى مَلَك مقرّب، ولا نبيّ مرسَل، ولا صدّيق ولا شهيد، ولا عالم ولا جاهل، ولا دنيّ ولا فاضل، ولا مؤمن صالح، ولا فاجر طالح(٣) ولا جبّار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد، إلاّ عرّفهم جلالة أمركم، وعظم خطركم، وكبر شأنكم، وتمام نوركم، وصدق مقاعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلّكم ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصّتكم لديه، وقرب منزلتكم منه.

بأبي أنتم وأُمّي وأهلي ومالي وأُسرتي، أُشهد الله وأُشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالة مَن خافكم، مُوالٍ لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعادٍ لهم، سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم، محقّق لما حقّقتم (٤) مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقّكم مقرّ بفضلكم محتمل لعلمكم، محتجب بذمّتكم، معترف بكم، مؤمن بإيابكم (٥) مصدّق برجعتكم، منتظر لأمركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، زائر لكم، عائذ بكم، لائذ بقبوركم، مستشفع إلى الله [عزّ وجلّ] بكم (٦) ومتقرّب بكم إليه، ومقدّمكم أمام طلبتي وحاجتي (٧) وإرادتي في كل

____________________

(١) هذا و الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي الأصل: (وجار عليكم...).

(٢) ما بين المعقوفين أخذناه من كتاب عيون الأخبار، وكان قد حذف من أصليّ.

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لعيون الأخبار، وفي أصليّ: (ولا فاجر ولا طالح).

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (محقّ..).

(٥) هذا هو الظاهر الموافق لعيون الأخبار، وفي أصليّ: (بآياتكم).

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (مستشفعاً إلى الله بكم).

(٧) كذا في أصليّ، وفي كتاب عيون الأخبار: (وحوائجي).

١٨٢

أحوالي وأُموري، مؤمن بسرّكم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم، وأوّلكم وآخركم، ومفوّض في ذلك كله إليكم، ومسلّم فيه معكم، وقلبي لكم مؤمن (١) ورأيي لكم تبع، ونصرتي لكم معدَّة حتى يحيي الله [تعالى] دينه بكم ويردّكم في أيّامه، ويظهركم لعدله، ويمكّنكم في أرضه.

فمعكم معكم لا مع عدوّكم (٢) آمنت بجدّكم (عليه السلام) (٣) وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم، وبرئت إلى الله [تعالى] من أعدائكم [ومن الجِبْت والطاغوت] والشياطين وإخوانهم الظالمين لكم (٤) [و] الجاحدين لحقّكم [و] المارقين من ولايتكم (٥) [والغاصبين لإرثكم و] الشاكّين فيكم، المنحرفين عنكم، ومن كل وليجة دونكم [وكل مطاع سواكم، ومن الأئمّة الذين يدعون إلى النار] فثبّتني الله أبداً ما حييت على موالاتكم ومحبّتكم ودينكم، ووفّقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه، وجعلني ممّن يقتصّ آثاركم ويشكل سبيلكم ويهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم [ويكرّ في رجعتكم]، ويملّك في دولتكم، ويشرّف في عافيتكم، ويمكّن في أيّامكم، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم.

بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي، مَن أراد الله بدأ بكم، ومَن وحّده قبل عنكم، ومَن قصده توجّه إليكم (٦) .

مواليّ لا أُحصي ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كُنْهَكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار (٧) وهداة الأبرار، وحجج الجبّار.

بكم فتح الله وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث [وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه، وبكم] يكشف الضرّ، وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته، وإلى جدّكم بعث الروح الأمين.

- وإن كان الزيارة لأمير المؤمنين [عليه السلام] فقل: (وإلى أخيك بعث الروح الأمين).

____________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (وقلبي لكم مسلّم).

(٢) ومثله في كتاب عيون الأخبار، وفي نسخة من فرائد السمطين الجزء الثاني: (فمعكم معكم لا مع غيركم).

(٣) كذا في أصليّ، وفي كتاب عيون الأخبار: (آمنت بكم وتولّيت آخركم بما تولّيت به أوّلكم...).

(٤) كذا في أصليّ، وفي كتاب عيون الأخبار: (وحزبهم الظالمين) وما بين المعقوفات أيضاً مأخوذ منه.

(٥) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (الجاحدين بحقّكم).

(٦) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (توجّه بكم).

(٧) كذا في كتاب عيون الأخبار، وهو الظاهر، وفي أصليّ: (فأنتم معدن الأخيار).

١٨٣

آتاكم الله ما لم يؤته أحداً من العالمين (١) طأطأ كل شريف لشرفكم، وبخع كل متكبّر لطاعتكم، وخضع كل جبّار لفضلكم، وذلّ كل شيء [لكم] وأشرقت الأرض بنوركم، وفاز الفائزون بولايتكم.

بكم يسلك إلى الرضوان، وعلى مَن جحد فضلكم غضب الرحمان (٢) .

بأبي [أنتم] وأُمّي ونفسي ومالي وأهلي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم (٣) في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوكم في القبور.

فما أحلى أسماءكم، وأكرم أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ خطركم، وأوفى عهدكم.

كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيَّتكم التقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الإحسان، وسجيّتكم الكرم، وشأنكم الحق والصدق والرّفق (٤) وقولكم حكم [وحتم] ورأيكم علم وحلم وحزم.

إن ذُكِر الخير كنتم أوّله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه.

بأبي أنتم وأُمّي ونفسي [وأهلي ومالي] كيف أصف حسن ثناءكم؟ و [كيف] أحصي ميل بلائكم؟ وبكم أخرجنا اللهُ من الذلّ، وفرّج عنّا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات، ومن النار.

بأبي أنتم وأُمّي ونفسي [بموالاتكم علّمنا اللهُ معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا] وبموالاتكم تمّت الكلمة، وعمّت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تُقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودّة الواجبة، والدرجات الرفيعة، والمقام المحمود [عند الله تعالى] والمكان المعلوم (٥) والجاه العظيم، والشأن الكبير (٦) والشفاعة المقبولة.

( رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) .

( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) .

( سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ) .

____________________

(١) كذا في أصليّ، وفي كتاب عيون الأخبار: (ما لم يؤت...).

(٢) كذا في أصليّ، وفي كتاب عيون الأخبار: (وعلى مَن جحد ولايتكم غضب...).

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (وأساميكم...).

(٤) كذا في كتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (الرفعة).

(٥) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (والمقام المعلوم عند الله).

(٦) كذا في أصليّ من مخطوطة طهران، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار: (والشأن الرفيع).

١٨٤

يا وليّ الله، إنّ بيني وبين الله عزّ وجلّ ذنوباً لا يأتي عليها إلاّ رضاكم، فبحق مَن ائتمنكم على سرّه، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته، لمّا استوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي فإنّي لكم مطيع (١) مَن أطاعكم فقد أطاع الله، ومَن عصاكم فقد عصى الله [ومَن أحبّكم فقد أحبّ الله] ومَن أبغضكم فقد أبغض الله.

اللّهمّ [إنّي] لو وجدت شفعاء (٢) أقرب إليك من محمّدٍ وأهل بيته الأخيار، الأئمّة الأبرار لجعلتهم شفعائي، فبحقّهم الذي أوجبت لهم عليك؛ أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقّهم [و] في زمرة المرحومين بشفاعتهم (٣) إنّك أرحم الراحمين، وصلّى الله على محمد وآله وسلّم تسليماً كثيراً (٤) .

[ثمّ قال الإمام عليّ الهادي (عليه السلام):وإذا أردت الانصراف فقل [عند الوداع] (٥) :

السلام عليك سلام مودِّعٍ لا سئمٍ ولا قالٍ ورحمة الله وبركاته إنّه حميد مجيد.

السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، سلام وليّ غير راغب عنكم، ولا مستبدل بكم ولا مؤثر عليكم، ولا منحرف عنكم ولا زاهد في قربكم، ولا جعله [الله](٦) آخر العهد من زيارة قبوركم وإتيان مشاهدكم.

والسلام عليكم [و] حشرني الله في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني من حزبكم، وأرضاكم عنّي، ومكّنني في دولتكم [وأحياني في رجعتكم] وملّكني في أيّامكم، وشكر سعيي [بكم] وغفر ذنبي بشفاعتكم، وأقال عثرتي بحبّكم، وأعلى كعبي بموالاتكم، وشرّفني بطاعتكم، وأعزّني بهداكم (٢) وجعلني ممّن أنقلب - مفلحاً منجعاً غانماً سالماً معافاً غنيّاً فائزاً برضوان الله تعالى وفضله وكفايته - بأفضل ما ينقلب

____________________

(١) كذا في أصلي، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار: (إنّي لكم مطيع).

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لكتاب عيون الأخبار، وفي أصليّ: (اللهمَّ لو وجدت شفيعاً).

(٣) كذا في مخطوطة طهران من فرائد السمطين الجزء الثاني، وفي ط الغري من عيون الأخبار: (وفي زمرة المرجوّين لشفاعتهم إنّك أرحم الراحمين، وصلّى الله على محمّدٍ وآله [و] حسبنا الله ونعم الوكيل).

(٤) كذا في أصليّ، وفي كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام): (وصلّى الله على محمّدٍ وآله [و] حسبنا الله ونعم الوكيل).

(٥) ما بين المعقوفين زيادة توضيحية منّا، وفي ط الغري من كتاب عيون الأخبار: (إذا أردت الانصراف فقل: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة سلام مودِّعٍ لا سئم ولا قالٍ ورحمة الله وبركاته إنّه حميد مجيد، سلام وليٍّ غير راغبٍ عنكم ولا مستبدلٍ بكم...).

(٦) وفي ط الغري من عيون الأخبار: (لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم...).

(٧) ومثله في ط الغري من كتاب عيون الأخبار، ويحتمل رسم الخطّ من أصليّ أن يقرأ: (بهديكم).

١٨٥

به أحدٌ من زوّاركم ومواليكم ومحبّيكم وشيعتكم.

ورزقني الله العَود ثمّ العَوْد أبداً ما أبقاني ربّي بنيّةٍ [صادقة]، وإيمان وتقوى وإخبات، ورزق واسع حلال طيّب.

اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم والصلاة عليهم، وأوجب لي المغفرة والخير والبركة والفوز (١) والإيمان وحسن الإجابة، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقّهم، المؤمنين بطاعتهم (٢) والراغبين في زيارتهم، المتقرّبين إليك وإليهم.

بأبي أنتم وأُمّي ونفسي وأهلي ومالي اجعلوني في همّكم، وصيّروني في حزبكم، وأدخلوني في شفاعتكم، واذكروني عند ربّكم.

اللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآل محمّد [وأبلغ أرواحهم وأجسادهم منّي السلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وصلّى الله على سيّدنا محمّدٍ وآله وسلّم تسليماً كثيراً] وحسبنا الله ونعم الوكيل، نِعم المولى ونِعم النصير (٣) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران من فرائد السمطين الجزء الثاني، وفي كتاب عيون الأخبار: (والنور).

(٢) كذا في أصلي من فرائد السمطين الجزء الثاني، وفي كتاب عيون الأخبار: (الموجبين لطاعتهم).

(٣) جملتا: (نِعم المولى ونِعم النصير) غير موجودتان في ط الغري من كتاب عيون الأخبار، كما أنّ جميع ما وضعناه بين المعقوفات غير موجود في مخطوطة طهران من فرائد السمطين الجزء الثاني، وإنّما أخذناه من كتاب عيون الأخبار.

١٨٦

الباب التاسع والثلاثون(١)

في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن مظهر خفيّات الأسرار، ومبرز خبيّات الأُمور الكوامن، منبع المكارم والميامن ومتبع الأعالي الحضارم والأيامن، منيع الجناب، رفيع القباب، وسيع الرحاب، هموم السحاب(٢) عزيز الألطاف، غزير الأكناف، أمير الأشراف، قرّة عين آل ياسين، وآل عبد مناف، السيد الطاهر المعصوم، والعارف بحقائق العلوم، والواقف على غوامض السرّ المكتوم، والمخبِّر بما هو آتٍ، وعما غبَرَ ومضى، المرضيّ عند الله سبحانه برضاه عنه في جميع الأحوال، ولذا لقِّب بالرضا عليّ بن موسى صلوات الله على محمد وآله خصوصاً عليه ما سحّ سحابٌ وهما، وطلع نباتٌ ونما.

و [في] طرف من بيان أخلاقه الشريفة، وأعرافه المنيفة، ونُبَذٍ من كراماته الباهرة وشمائله الزاهرة، و [ذكر] بعض أحاديثه التي رواها عن آبائه حجج الله على خلقه وآبائه سلام الله عليهم وصلوات صلواته وتحيّات تحيّاته.

____________________

(١) هذا العنوان كان في أصليّ في صدر الحديث التالي، والظاهر أنّه سهو من الكتّاب، وذكره هاهنا أولى.

ثمّ ليعلم أنّ من قوله: (حدثنا عباد بن يعقوب...) في وسط الحديث: (٤٥٦) المتقدّم في الباب: (٣٧) من هذا السمط ص١٦٥، إلى هنا أعني قوله: (في ذكر بعض مناقب الإمام الثامن) مأخوذ من نسخة طهران فقط، وقد سقط عن نسخة السيد علي نقي.

(٢) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (ممرع السحاب).

١٨٧

[في إعلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدفن الإمام الرضا (عليه السلام) بخراسان وحثّه على زيارته، واستشهاد الإمام في سنة (٢٠٣) من الهجرة بقرية سناباد من خراسان].

٤٦٤ - أخبرنا الإمام العالم محمد ابن أبي القاسم إجازةً، قال: أخبرني الشيخ عزّ الدين محمد بن عبد الرحمان بن معالي الوابيني، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر الشحامي، قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أنبأنا الحاكم الحافظ البيّع (رحمه الله)، قال: حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي بالكوفة، قال: أنبأنا الحسين بن حميد بن الربيع، قال: سمعت أبي يقول:

استشهد عليّ بن موسى الرضا بخراسان بطوس، بقرية يقال له: (سناباد) في شهر رمضان سنة ثلاث ومئتين(١) .

٤٦٥ - [وبالسند المتقدّم] قال الحاكم: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد العبسي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا جعفر بن محمد - يعني ابن عمّار(٢) - عن أبيه، عن جعفر بن محمد الصادق (رضي الله عنه)، عن أبيه [محمد بن عليّ، عن أبيه] عليّ بن الحسين، عن أبيه:

عن عليّ (عليهم السلام)، قال:(قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): ستُدفن بضعةٌ منّي بخراسان، لا يزورها مؤمن إلاّ أوجب الله له الجنّة، وحرّم جسده على النار) .

____________________

(١) كذا في أصلي، وفي كتاب (الأئمّة) تأليف ابن أبي الثلج: (قال نصر بن عليّ الجهضمي: مضى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) - وله (٤٧) سنة وأشْهُر - في عام مئتين واثنتين من الهجرة).

(٢) كذا في أصليّ.

ورواه أيضاً الشيخ الصدوق في الحديث الرابع من الباب: (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ص٢٥٨، وقال:

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة...

والحديث يأتي أيضاً بسندٍ مغاير لما هاهنا صدراً تحت الرقم: (٤٦٧) في أوّل الباب: (٤٠) ص١٨٨.

١٨٨

ذكر نسب [الإمام] الرضا عليه [آلاف] التحيّة والثناء.

٤٦٦ - أمّا نسب [الإمام] الرضا (عليه السلام) فهو [مذكور في] الحديث [المعروف بسلسلة الذهب الذي رواه الحاكم وغيره، قال الحاكم](١) :

حدّثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري(٢) قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد بن علي ابن موسى الرضا إمام عصره بمكّة - حرسها الله - سنة إحدى وخمسين ومئتين، قال: حدثني أبي علي بن محمد المفتي، قال: حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب(٣) قال: حدثني أبي علي بن موسى الرضا، قال:(حدثني أبي موسى بن جعفر المرتضى، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق، قال: حدثني أبي محمد بن الباقر، قال: حدثني أبي علي بن الحسين زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي سيّد شباب أهل الجنّة، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب سيّد الأوصياء، قال: حدثني محمد بن عبد الله سيّد الأنبياء، قال: حدثني جبرئيل سيّد الملائكة، قال:

قال الله عزّ وجلّ سيّد السادات: إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا، مَن أقرّ لي بالتوحيد (٤) دخل حصني، ومَن دخل حصني أمن من عذابي) .

____________________

(١) ما بين المعقوفات زيادة منّا لتصحيح الكلام، غير أنّ جملتا: (رواه الحاكم وغيره، قال الحاكم) غير قطعيّتان.

وأيضاً كان في الأصل هكذا: (أمّا نسب الرضا (عليه السلام) ففي الحديث (فغيّرنا قوله: (ففي) وبدّلناه بقولنا: (فهو) تجويداً.

(٢) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (حدثنا أبو محمد بن محمد بن إبراهيم).

والحديث رواه الشيخ الصدوق (رحمه الله) في الباب: (٣٧) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص١٣٢، بأسانيد، وإليك نصّ السند الثالث، قال:

حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبّي، قال: حدثنا أبو القاسم محمد بن عبيد الله بن بابُويه الرجل الصالح، قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر أبو محمد السيد المحجوب إمام عصره بمكّة، قال: حدثني أبي علي بن محمد النقي، قال: حدثني أبي محمد بن علي التقي...

(٣) كذا.

(٤) كذا في نسخة السيد علي نقي ومثله في كتاب عيون الأخبار، وفي مخطوطة طهران من فرائد السبطين: (من أقرَّ لي بتوحيدي).

١٨٩

الباب الأربعون

[في إخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دفن الإمام الرضا (عليه السلام) بخراسان، وقوله: ستُدفن بضعة منّي بأرض خراسان، ما زارها مكروبٌ إلاّ نفّس اللهُ كربَتَه، ولا مذنب إلاّ غفر الله ذنبه].

٤٦٧ - أنبأني الشيخ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن وضّاح الشهرباني، أنبأنا مؤرِّخ بغداد الإمام محبّ الدين محمد بن محمود بن الحسين بن النجار إجازةً، قال: أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرّزي إجازةً، أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي، ثمّ الخوارزمي، قال: أخبرني الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أنبأنا الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ (رحمه الله)، قال: أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحافظ (رحمه الله)، قال: أخبرني علي بن محمد بن موسى الواعظ، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الرازي(١) [عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني] قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هشام، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثنا محمد بن سليمان المصري، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي، [عن قبيصة] عن جابر بن يزيد [الجعفي] قال:

سمعت وارث علم الأنبياء أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، يقول:(حدثني سيّد العابدين علي بن الحسين، عن سيّد الشهداء الحسين بن علي، عن سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) (٢) :ستُدفن بضعة منّي بأرض خراسان، ما زارها مكروبٌ إلاّ نفّس اللهُ كُرْبَته، ولا مذنبٌ إلاّ غفر الله ذنوبه) .

____________________

(١) رواه في الحديث: (١٤) من الباب: (٦٦) من كتاب عيون أخبار الإمام الرضا (عليه السلام) ج٢ ص٢٦١.

ورواه أيضاً في الحديث الثاني من المجلس: (٢٥) من كتاب الأمالي ص٧٣.

وما وضعناه بين المعقوفات أخذناه من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام).

(٢) وتقدّم الحديث آنفاً بسندٍ آخر تحت الرقم: (٤٦٥) ص١٨٦.

١٩٠

[في إعلام الإمام الرضا (عليه السلام) بأنّه (عليه السلام) هو مراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله لبعض الخراسانيّين: (كيف أنتم إذا دُفن في أرضكم بعضي، وغُيّب في ثراكم نجمي)؟ ثمّ بيانه (عليه السلام) ثواب مَن زار قبره وهو عارف بحقّه].

٤٦٨ - وبه [يعني بالسند المتقدّم] عن الحاكم البيّع، قال: حدثنا أبو الحسين بن جعفر بن البزّار العلوي بالكوفة(١) قال: حدثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، قال: حدثنا علي بن الحسين بن [علي بن] فضّال(٢) قال: حدثنا أبي، قال:

سمعت علي بن موسى الرضا وجاءه رجل فقال له: يا بن رسول الله - (صلّى الله عليه وسلّم) - رأيت رسول الله في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم إذا دُفن في أرضكم بعضي، واستحفظتم وديعتي، وغُيّب في ثراكم نجمي؟ فقال الرضا (عليه السلام):(أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة [من] نبيّكم، وأنا الوديعة والنجم.

ومَن زارني وهو يعرف ما أوجب الله من حقّي وطاعتي؛ فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومَن كنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وِزر الثقلين: الجِن والإنس(٣) .

ولقد حدثني أبي عن أبيه، عن آبائه أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: مَن رآني في منامه فقد رآني، فإنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة واحدٍ من أوصيائي، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة) (٤) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الكوفي).

والحديث رواه أيضاً الشيخ الصدوق (رحمه الله) تحت الرقم: (١١) من الباب: (٦٨) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص٢٦٠ قال:

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم...

(٢) ما بين المعقوفين قد سقط من أصلي وأخذناه من كتاب عيون الأخبار.

(٣) أصل أخبار الشافعة متواتر بين المسلمين وأسانيدها ومصادرها من طريق أهل السنّة كثيرتان جدّاً لا تقلاّن عمّا ورد من طريق شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، ومَن أنكر أصل الشفاعة من جهلة أهل السنّة أو المكابرين من النواصب فإنّما أراد الردّ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

(٤) لهذا الذيل أيضاً مصادر جمّة وأسانيد كثيرة.

١٩١

كرامة يا لها من كرامة باهرة، وبشارة لشناعة الذنوب ماحية غافرة [في إخبار الإمام الرضا (عليه السلام) بأنّه يُقتل بالسُّمِّ ويُدفن بأرض غربة، ثمّ بيانه (عليه السلام) ثواب مَن زاره في غربته].

٤٦٩ - وبه عن الحاكم [البيّع النيسابوري] قال: حدثني أبو سعيد أحمد بن عمرو [ظ] بن رميح الحافظ، قال: حدثنا أبو العبّاس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، قال: حدثنا علي بن الحسين بن فضّال(١) ، عن أبيه، قال:

سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا، يقول:(إنّي مقتول مسموم مدفون بأرض غربة، أعلم ذلك بعهدٍ عهده إليّ أبي عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؛ ألا فمَن زارني في غربتي كنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة، ومَن كنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وِزْر الثقلين) .

____________________

(١) كذا في أصلي من فرائد السمطين.

ورواه أيضاً الشيخ الصدوق في الحديث: (٣٣) من الباب: (٦٦) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص٢٦٦، قال:

حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هشام، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال...

١٩٢

[حديث الإمام الهادي علي بن محمد بن علي (عليهم السلام) حول زيارة جدّه الإمام الرضا (عليه السلام)].

٤٧٠ - وبه عن الحاكم، قال: أخبرني أبو القاسم ابن أبي سعيد الصيدلاني، قال: حدثنا محمد بن [عليّ بن] الحسين الرازي(١) قال: حدثنا أحمد بن علي بن [إبراهيم بن] هاشم، قال: حدثني أبي، عن جدّي، عن الصقر بن دلف، قال:

سمعت علي بن محمد بن علي الرضا، يقول:(مَن كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدّي الرضا بطوس وهو على غسل، وليصلِّ عند رأسه ركعتين ويسأل الله تعالى حاجته في قنوته (٢) فإنّه يستجاب له ما لم يسأله في مأثم أو قطيعة رحم. وإنّ موضع قبره لبقعة من بقاع الجنّة، لا يزورها مؤمن إلاّ أعتقه الله من النار وأدخله دار القرار) .

____________________

(١) رواه في الحديث: (٣٢) من الباب: (٦٦) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص٢٦٦ قال:

حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، ومحمد بن علي ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هشام، والحسين بن إبراهيم ناتانة، وعلي بن عبد الله الروراق، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم...

(٢) هذا هو الصواب، وفي نسختي من فرائد السمطين الجزء الثاني هاهنا تصحيف: (ذنوبه).

١٩٣

[ما رُوي عن الإمام الكاظم موسى بن جعفر (عليه السلام) حول زيارة قبر ولده الإمام الرضا (عليه السلام)].

٤٧١ - [وبالسند المتقدّم عن الحاكم، عن محمد بن علي بن الحسين الرازي](١) قال: وحدثنا جعفر بن محمد بن سمرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر(٢) عن سليمان بن حفص المروزي، قال:

سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر يقول:(مَن زار قبر ولدي علي كان له عند الله سبعين حجّة (٥) [ثمّ] قال:[و] رُبَّ حجّةٍ لا تُقبَل.

مَن زاره أو بات عنده ليلةً كان كمَن زار أهل السماوات، [و] إذا كان يوم القيامة، وجد معنا زوّار أئمّتنا أهل البيت وأعلاهم درجةً وأقربهم حياةً: زوّار ولدي علي) .

____________________

(١) وهذا تلخيص الحديث: (٢٠) من الباب: (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج٢ ص٢٦٣.

(٢) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (عبيد الله بن عامر).

(٣) كذا في مخطوطة طهران، وفي مخطوطة السيد علي نقي: (سبعون حجّة).

١٩٤

[حديث الإمام الرضا وابنه محمد الجواد (عليهما السلام) في ثواب زياته (عليه السلام) بطوس].

٤٧٢ - وبه [قال الحاكم: أخبرني أبو القاسم ابن أبي سعيد الصيدلاني، قال: حدّثنا محمد بن علي بن الحسين الرازي] قال: حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن أحمد [بن محمد] بن صالح [الرازي عن حمدان الديواني (رضي الله عنه)] قال:

قال الرضا (رضي الله عنه):(مَن زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن، حتى أخلّصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً، وعند الصراط، وعند الميزان) (١) .

٤٧٣ وبه عن الحاكم، قال: حدثنا أبو القاسم ابن أبي سعيد الصيدلاني، قال: أخبرني علي بن أحمد البيّع، قال: حدثني أبي، قال: حدثني سعيد بن عبد الله(٢) عن أيّوب بن نوح قال:

سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ بن موسى يقول:(مَن زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدّم من ذنبه (٣) وما تأخّر، وإذا كان يوم القيامة ينصب له منبراً بحِذاء منبر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) حتى يفرغ الله من حساب عباده) .

____________________

(١) وهذا هو الحديث الثاني من الباب: (٦٦) من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج٢ ص...

ورواه أيضاً بنحو الإرسال في تلخيص تاريخ نيسابور للحاكم / الورق ١٣ / ب /.

(٢) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (حدثني ابن سعيد بن عبد الله).

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (من ذنوبه).

١٩٥

[أبيات كتبَتها يدٌ غيبيّة، وأنشدها هاتفٌ غيبيٌّ؛ في الحثّ على زيارة الإمام الرضا (عليه السلام)،

ثمّ أبيات هبة الله بن محمود بن محمد في الحثّ على زيارة الإمام الرضا (عليه السلام)].

٤٧٤ - وبه عن الحاكم قال: حدثني علي بن محمد بن يحيى المذكّر [قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين الفقيه] قال: حدثنا محمد ابن أبي القاسم التميمي، قال: سمعت أبا الحسن علي بن الحسن القهستاني(١) يقول:

كنت بمرو الرود، فلقيت بها رجلاً من أهل مصر مجتازاً اسمه حمزة؛ وقد ذكر أنّه خرج من مصر زائراً لمشهد الرضا [عليه السلام] بطوس، و [ذكر] أنّه لمّا دخل المشهد كان قرب غروب الشمس فزار [الإمام] وصلّى، ولم يكن [في] ذلك اليوم زائر غيره، فلمّا صلّى العتمة أراد خادم القبر أن يخرجه [أ] ويغلق عليه الباب، فسأله أن يغلق عليه الباب ويدعه في المسجد ليصليّ فيه، فإنّه جاء من بلدٍ شاسعٍ، ولا يخرجه فإنّه لا حاجة له في الخروج؛ فتركه وغلق عليه الباب، فإنّه كان يصلّي وحده إلى أن أعيا؛ فجلس ووضع رأسه على ركبتيه ليستريح ساعةً، فلمّا رفع رأسه رأى في الجدار مواجه وجهه رقعةً عليها هذان البيتان:

مَن سرّه أن يرى قبراً برؤيته = يفرّج اللهُ عمّن زار [هُ] كُرَبَه

فليأتِ ذا القبر إنّ الله أسكنه = سلالةً من رسول الله مُنْتَجَبَه

قال: فقمت وأخذت في الصلاة إلى وقت السحر، ثمّ جلست كجلستي الأُولى

____________________

(١) كذا في مخطوطة طهران، ومثله في كتاب عيون الأخبار ط٣، وفي نسخة السيد علي نقي: (سمعت أبا الحسن علي بن الحسين العهابي).

ورواه أيضاً في الحديث الرابع من الباب: (٦٩) من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج٢ ص٢٨٥، قال:

حدثنا أبو جعفر محمد بن أبي القاسم ابن محمد بن الفضل التميمي الهروي...

وليراجع أيضاً المجلس: (١٦) وتواليه من أمالي الشيخ الصدوق، وكذا المجلس: (٢٥) منه ص١٠٥.

١٩٦

ووضعت رأسي على ركبتيّ، فلما رفعت رأسي لم أر على الجدار شيئاً.

وكان الذي رآه مكتوباً رطباً كأنّه كُتب في تلك الساعة. قال: فانفلق الصبح وفتح الباب وخرج من هناك.

٤٧٥ - أورد الإمام شهاب الدين أبو سعيد عبد الملك بن سعد بن عمرو بن محمد بن عمر بن إبراهيم (رحمه الله) في مصنّفه الموسوم بكتاب نزهة الأخيار، أنّه سمع من الشيخ الزكيّ أبي الفتوح محمد بن عبد الكريم بن منصور بن غلان، قال:

سمعت الشيخ أبا الحسن محمد بن القاسم الفارسي بنيسابور، قال: كنت [أنكر على مَن قصد المشهد بطوس للزيارة!!! وأصررت على هذا الإنكار، فاتّفق أنّي رأيت ليلة فيما يرى النائم كأنّي كنت بطوس في المشهد [و] رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قائماً وراء صندوق القبر يصلّي فسمعت هاتفاً من فوق و [هو] ينشد ويقول:

مَن سرّه أن يرى قبراً برؤيته = يفرّجُ اللهُ عمّن زاره كربَه

فليأتِ ذا القبر إنّ الله أسكنه = سلالةً من رسول الله منتجَبَه

وكان يشير في الخطاب إلى رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] قال: فاستيقظت من نومي كأنّي غريق في العرق، فناديت غلامي يسرج دابتي في الحال فركبتها وقصدت الزيارة، وتعوّدت في كل سنةٍ مرّتين.

قلت: أروي هذه الرؤيا وجميع مرويات السلاّر أبي الحسن مكّي بن منصور بن علان الكرجي، عن الشيخ محي الدين عبد المحي بن(١) أبي البركات الحربي إجازةً بروايته، عن الإمام مجد الدين يحيى بن الربيع بن سليمان بن حراز الواسطي إجازةً عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر بنعليّ المقدسي، عنه إجازةً.

٤٧٦ - ولقد أنشدنا الإمام الفاضل، الحسن الأخلاق والشمائل فخر الدين هبة

____________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما في نسخة السيد علي نقي في جميع موارد النقل عنه، ومثلها في نسخة طهران هاهنا.

وتقدّم أيضاً مثل ما هاهنا تحت الرقم: (٤٠٦) في الباب: ٠١٩) من هذا السمط في ص٨١ من مخطوطي، وفي طبعتنا هذه ص٨٩.

وفي الحديث: (٤٩١) الآتي في أوّل الباب: (٤٢) ص٢١٥: (عبد الحميد).

١٩٧

الله بن محمد بن محمود الأديب الجندي(١) (رحمه الله تعالى) لنفسه بالمشهد المقدّس الرضوي على مشرّفه السلام في زيارتنا الأُولى لها جعلها الله مبرورة، وفي صحائف الأعمال المقبولة مسطورة:

أيا مَن مُناهُ رضى ربِّه = تهيّأ وإن منكر الحسن لامْ

فزر مشهداً للإمام الرضا = عليّ بن موسى عليه السلامْ

[ترحال إمام أهل الحديث محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي علي الثقفي، وجماعة من علماء أهل السنّة، وشدّ رحالهم من نيسابور متوجّهين إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، وتشرّفهم بمرقده المطهّر، وتعظيم ابن خزيمة لمرقد الإمام الرضا وخضوعه وتضرّعه عند قبر الإمام، وتدوين الأكابر والأعيان شمائله في تلك الحال].

٤٧٧ - وبه [أي بالسند المتقدّم في أوّل الباب: (٤٠) تحت الرقم: (٤٦٧)] عن الحاكم الإمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، قال:

سمعت أبا بكر محمد بن المؤمّل بن الحسين بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة - وعديله في العمارية أبو عي الثقفي وجماعة [من] مشايخنا وهم إذ ذاك متوافرون - إلى المشهد لزيارة قبر عليّ بن موسى الرضا (رضي الله عنه)، فرأيت من تعظيمه لتلك التربة وتواضعه له، وتضرّعه عند الوصول إليها ما تحيّرنا فيه، وذلك بمشهد من عدّة من آل السلطان(٢) وآل شاذان ابن نعيم وآل الشنقشين، وبحضرة جماعة من العلوية من أهل نيسابور وهرات وطوس وسرخس، فدوّنوا شمائل أبي بكر محمد بن إسحاق عند الزيارة، وفرحوا وتصدّقوا شكراً لله على ما ظهر من إمام العلماء عند ذلك [الإمام و] المشهد، وقالوا بأجمعهم: لو لم يعلم هذا الإمام أنّه سنّة وفضيلة لما فعل هذا، [قال]: ثمّ انصرفنا من الزيارة في ربيع الآخر سنة تسع وثلاثمئة.

____________________

(١) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الكندي).

(٢) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (وذلك بمشهد من آل عدّة من السلطان).

١٩٨

[تاريخ ورود الإمام الرضا (عليه السلام) نيسابور، وتعداد أسماء بعض مَن روى عنه (عليه السلام) وأنّه (عليه السلام) كان يُفتي في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو ابن نيّف وعشرين سنة، وتاريخ استشهاده وكميّة عمره (عليه السلام) حين استشهاده].

٤٧٨ - أخبرنا أبو عمرو عثمان بن الموفّق الأذكاني بروايته، عن المؤيّد محمد بن علي المقرئ إجازةً بروايته، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازةً(١) قال: أنبأنا المشايخ الأربعة: أبو بكر أحمد بن الحسين بن محمد البيهقي، وأبو بكر محمد بن عبد العزيز الحيري، وأبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد البحري، وإسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني، قالوا: أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع الحاكم (رحمه الله) سماعاً عليه [أنّه قال] في تاريخه:

علي بن موسى أبو الحسن ورد نيسابور سنة مئتين، سمع أباه وعمومته إسماعيل وعبد الله وإسحاق وعليّاً بني جعفر بن محمد، وعبد الرحمان بن أبي الموالي القرشي.

وكان يُفتي في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وهو ابن نيّف وعشرين سنة(٢) .

روى عنه من أئمّة الحديث: المعلّى بن منصور الرازي، وآدم بن أبي إياس العسقلاني، ومحمد بن أبي راقع القصري القُشيري، ونصر بن علي الجهضمي(٣) وغيرهم.

استشهد (بسناباد) من طوس في [شهر] رمضان سنة ثلاث ومئتين، وهو ابن تسع وأربعين سنة وستّة أشهر.

____________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازةً).

(٢) ومثله رواه ابن النجّار، في ترجمة الإمام الرضا (عليه السلام) من ذيل تاريخ بغداد.

(٣) وزاد ابن النجّار في ذيل تاريخ بغداد: وأحمد بن حنبل، وروى عنه حرفيّاً حديثاً في مَن (اسمه أحمد).

١٩٩

[كلام الإمام الرضا (عليه السلام) حول القرآن ومَن قال بأنّه مختلق].

٤٧٩ - [وبالسند المتقدّم عن الحاكم البيّع قال:] حدثنا أبو إسحاق ابن محمد بن عليّ الهاشمي الكوفي، حدثنا القاسم بن أحمد العلوي الحسيني، حدثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح [قال]:

حدثني علي بن موسى الرضا، قال: مَن قال: القرآن مخلوق فهو كافر(١) .

[أبيات أبي نواس في مدح أهل البيت (عليهم السلام) وإنعام الإمام الرضا (عليه السلام) على أبي نواس].

٤٨٠ - أنبأني الشيخ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج الثعلبي(٢) أنبأني القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل، أنبأنا محمد بن الفضل أبو عبد الله، وأبو القاسم زاهر بن طاهر إجازةً، قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر احمد بن الحسين، قال: أنبأنا الإمام الحاكم البّيع، قال: حدثني علي بن محمد [بن يحيى] المذكر(٣) قال: حدثنا محمد بن علي الفقيه(٤) قال: حدثنا

____________________

(١) كذا في الأصل.

(٢) كذا في الحديث: (٥٦٠) في الباب: (٤٣) التي من نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي في الحديث الآتي: (العلفي)؟

وهنا رسم الخط من أصلي غير واضح، ولعلّه يقرأ (العتكي).

(٣) كذا في مخطوطة طهران هاهنا، ومثله تقدّم أيضاً فيها في الحديث: (٤٧) في هذا الباب ص١٩٤ وفي نسخة السيد علي نقي هاهنا: (محمد بن علي المذكر).

(٤) وهو الشيخ الصدوق، والحديث رواه تحت الرقم: (١٠) من الباب: (٤٠) من كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج٢ ص١٤٢، وما وضعناه بين المعقوفات مأخوذ منه.

٢٠٠