فرائد السمطين الجزء ٢

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 369

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
تصنيف: الصفحات: 369
المشاهدات: 88077
تحميل: 7557


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88077 / تحميل: 7557
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الباب الثالث والأربعون

[في] كلمات مرويّة، وفوائد مرويّة عن [الإمام] الرضا صلوات الله عليه.

٤٩٩ - أنبأني الشيخ عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن فارس بن الزجاج الثعلبي(١) أنبأنا القاضي جال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل، أنبأنا محمد بن الفضل أبو عبد الله(٢) وأبو القاسم زاهر بن طاهر إجازة، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين إجازة، قال: أخبرنا الحاكم محمد بن عبد الله البيّع، قال: حدثني محمد بن عليّ الحافظ الواعظ، قال: حدثنا محمد بن [عليّ ابن] الحسين الفقيه(٣) قال: [حدثنا أبي قال:] حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثنا سهل بن زياد:

عن الحارث بن الدلهاث مولى الرضا، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول:لا يكون المؤمن مؤمناً حتّى يكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه، وسنّة من نبيّه، وسنّة من وليّه.

____________________

(١) كذا في نسخة طهران هاهنا، وفي نسخة السيد علي نقي: (العلفي).

وهذا الصدر قد تقدم أيضاً في أوائل الباب: (٤٠) في الحديث: (٣٨٠) ص١٩٨، ولكن هناك كان رسم خط الأصل غامضاً.

(٢) المعروف بالفراوي.

(٣) وهو الشيخ الصدوق رحمه الله، والحديث رواه تحت الرقم: (٧) من باب (الثلاثة) من كتاب الخصال: ج١، ص٧٩.

وما وضعناه بعد ذلك ما بين المعقوفات مأخوذ منه، وكان في أصليّ تصحيفات صححناها عليه.

ورواه أيضاً في المجلس: (٥٤) من أماليه ص٢٩٣، قال:

حدثنا علي بن أحمد بن موسى، حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن مبارك مولى الرضا عليّ بن موسى، قال: قال: لا يكون المؤمن...

٢٢١

فأمّا السنّة من ربّه فكتمان سرّه، قال الله تعالى: ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ) [٧٦ / الجنّ].

وأمّا السنّة من نبيّه فمداراة الناس [فإنّ الله عزّ وجلّ أمر نبيّه بمداراة الناس] فقال: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) [١٩٩ / الأعراف: ٧].

وأمّا السنّة من وليّه فالصبر على البأساء والضرّاء، قال الله تعالى: ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء ) [١٧٧ / البقرة: ٢].

٥٠٠ - [وبالسند المتقدّم] قال الحاكم: [حدثني محمد بن علي الحافظ، قال: حدثني محمد بن علي بن الحسين(١) قال:] حدثني أبي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن السيّاري، عن الحارث بن الدلهاث:

عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال:إن الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة، مقرون بها ثلاثة [أخرى]: أمر بالصلاة والزكاة، فمَن صلّى ولم يزكِّ لم تقبل منه صلاته، وأمر بالشكر له وللوالدين (٢) فمَن لم يشكر والديه لم يشكر الله عزّ وجل.

وأمر باتّقاء الله عزّ وجلّ وصلة الرحم (٣) فمَن لم يصل رحمه لم يتّق الله تعالى.

٥٠١ - [وبالسند السالف] قال الحاكم: [حدثني محمد بن علي، قال: حدثني محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه(٤) قال:] وحدثنا عليّ بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن أحمد بن محمد بن صالح الخواري، عن حمدان الديراني، قال:

قال الرضا (عليه السلام):صديق كل امرئ عقله، وعدوّه جهله.

٥٠٢ - [وبالسند المتقدّم] قال الحاكم: [حدثني محمد بن علي(٥) قال: حدثني

____________________

(١) وهذا رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الحديث: (١٩٦) من باب: (الثلاثة) من كتاب الخصال، ص١٤٧، ط الغري، وفيه:

حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثني أبي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي...

وساق الحديث بمغايرة قليلة في بغض الألفاظ.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما في كتاب الخصال، وفي أصليّ: (وأمر بالشكر لله عزّ وجلّ فمن لم يشكر...).

(٣) إشارة إلى قوله تعالى في أول سورة النساء:( وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) .

(٤) أيضاً رواه الشيخ الصدوق رحمه الله بسند آخر في الحديث: (١) من الباب: (٣١) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص١٢٣.

(٥) وهذا أيضاً رواه محمد بن عليّ الفقيه في الحديث: (٢٦) من الباب: (٣١) من كتاب عيون الأخبار:

=

٢٢٢

محمد بن عليّ الفقيه، قال:] حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا ياسر الخادم: عن أبي الحسن الرضا [(عليه السلام)] قال:السخيّ يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه.

٥٠٣ - [وبالسند السابق] قال الحاكم: [حدثنا محمد بن عليّ الحافظ، قال: حدثنا محمد بن عليّ الفقيه(١) قال:] وحدّثنا أبي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي الفضل [كذا]:

عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:الصلاة قربان كل تقيّ.

٥٠٤ - [وبالسند المتقدّم] قال الحاكم: [حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن علي(٢) قال:] وحدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال:

سمعت الرضا (عليه السلام) يقول:أقرب ما يكون العبد من الله سبحانه تعالى (٣) وهو ساجد، وذلك قوله عزّ اسمه: ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) [١٩ / العلق: ٩٦].

قال [الوشاء]: وسمعت الرضا يقول:إذا نام العبد وهو ساجد، قال الله سبحانه للملائكة: انظروا إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي.

٥٠٥ - [وبالسند المتقدّم] قال الحاكم: وحدثني أبو القاسم ابن أبي سعيد، قال: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا الحسين بن أحمد القاضي، قال: حدثنا

____________________

ج٢ ص١١، ثم قال:

حدثنا محمد بن جعفر بن مسرور، قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد البصري، عن الحسن بن عليّ الوشاء، قال: سمعت أبا الحسن [الرضا (عليه السلام) يقول]:

السخيّ قريب من الله، قريب من الجنّة، قريب من الناس بعيد من النار. والبخيل بعيد [من الله، بعيد] من الجنّة، بعيد من الناس قريب من النار. قال: وسمعته يقول:السخاء شجرة في الجنّة أغصانها في الدنيا، مَن تعلّق بغصن من أغصانها دخل الجنّة.

(١) وهذا أيضاً رواه الشيخ الصدوق رحمه الله في الحديث: (١٦) من الباب: (٣٠) من عيون الأخبار ج٢ ص٧، فيه: (عن محمد بن الفضيل...).

(٢) وهذا أيضاً رواه محمد بن علي الفقيه في الحديث: (١٥، و١٩) من الباب: (٣٠) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص٧ ط الغري.

(٣) وفي كتاب عيون الأخبار: (أقرب ما يكون العبد من الله عزّ وجلّ وهو...).

٢٢٣

محمد بن يحيى(١) قال: حدثنا أبو ذكوان، قال: حدثنا إبراهيم بن العباس، قال: كان(٢) الرضا - رضي الله عنه - ينشد كثير:

إذا كنت في خر فلا تغترر به = ولكن قل: اللّهمّ سلم وتمّم

٥٠٦ - [والسند المتقدّم عن محمد بن عليّ بن الحسين الفقيه(٣) قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر] قال: [حدثنا] علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الحسيني(٤) قال:

بعث المأمون إلى أبي الحسن الرضا - رضي الله عنه - جارية فلمّا دخلت عليه [ورأت ما علاه من الشيب] اشمأزّت من الشيب!! فلمّا رأى كراهيتها ردّها إلى المأمون وكتب إليه بهذه الأبيات:

نعا نفسي إلى نفسي المشيبُ = وعند الشيب يتّعظ اللبيبُ

فقد ولّى الشبابُ إلى مداه = فلست أرى مواضعه تؤبُ

سأبكيه وأندبه طويلاً = وأدعوه إليّ عسى يجيبُ

وهيهات الذي قد فات منه = تمنّيني به النفسُ الكذوبُ

وراع الغانيات بياضُ شيبي = ومَن مد البقاء له يشيبُ

أرى البيضَ الحسان يحِدن عنّي = وفي هجرانهنّ لنا نصيبُ

وإن يكن الشباب مضى حبيباً = فإنّ الشيب أيضاً لي حبيبُ

سأصحبه بتقوى الله حتى = يفرّق بيننا الأجلُ القريبُ

٥٠٧ - [وبالسند المتقدّم عن الحاكم قال]: حدثنا علي بن محمد بن يحيى الصيدلاني، قال:

قرأت في كتب أهل البيت: ممّا خصّ به عليّ بن موسى من الألقاب(٥) : الرضا، والصابر، والوفيّ.

وكان ختن المأمون على أخته. وكما فصّ خاتمه أحمر، نقشه: حسبي الله.

____________________

(١) ورواه في آخر الباب: (٤٣) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص١٧٦، وقال:

حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي...

(٢) هذا هو الظاهر الموافق لعيون الأخبار، وفي الأصل: (قال: قال الرضا - رضي الله عنه - ينشد كثيراً).

(٣) رواه في آخر الباب: (٤٣) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص١٧٦.

(٤) كذا في نسخة طهران، والحديث رواه في آخر الباب: (٤٣) من كتاب عيون الأخبار: ج٢ ص١٧٦: (الحسني). وفي نسخة السيد علي نقي: (إبراهيم بن محمد بن الحسين...).

(٥) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (من الأسماء).

٢٢٤

٥٠٨ - [وبالسند المتقدّم، قال:] حدثنا الحاكم، قال: سمعت علي بن محمد المعاذي يقول: سمع أبا محمد يقول: سمعت يحيى بن يحيى العلوي العالم العابد يقول: سمعت عمّي أبا الحسن عليّ بن محمد بن قتيبة النيسابوري(١) يقول: سمعت الفضل بن شاذان، يقول: سمعت عليّ بن موسى الرضا - رضي الله عنه - ينشد:

أعذ أخاك على ذنوبه = واستر وغضّ على عيوبه

واصبر على ثلب السفيه = وللزمان على خطوبه

[و] دع الجواب تفضّلاً = وكل الظلوم إلى حبيبه

[تفسير الإمام الرضا (عليه السلام) وتبيينه معنى (الجواد) إذا جعل نعتاً للخالق أو المخلوق].

٥٠٩ - [وبالسند المتقدّم] قال الحاكم: حدثني عليّ بن عمر المذكّر، قال: أنبأنا محمد بن علي الفقيه(٢) قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعيد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن سليمان، قال:

سأل رجل أبا الحسن الرضا - وهو في الطواف - فقال له: أخبرني عن الجواد؟ فقال:إنّ لكلامك وجهين: فإن كنت تسأل عن المخلوق (٣) فإنّ الجواد الذي

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن عليّ بن قتيبة النيسابوري).

وهذا الحديث رواه أيضاً الشيخ الصدوق رحمه الله في الحديث الرابع من الباب: (٤٣) من كتاب عيون أخبار الرضا - (عليه السلام) - ج٢ ص١٧٤، قال:

حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال: أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل المعروف بابن الخباز - سنة أربع عشرة وثلاثمئة - قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن الحسين كاتب أبي الفياض، عن أبيه، قال: حضرنا مجلس عليّ بن موسى [عليهما السلام] فشكى رجل أخاه فأنشأ [الرضا (عليه السلام)] يقول...

(٢) هذا هو الصواب، وفي أصليّ: (الصيرفي).

والحديث رواه تحت الرقم: (٣٦) من باب (الاثنين) من كتاب الخصال ص٤٣ ط الغري.

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في كتاب الخصال، وفي أصليّ: (المخلوقين).

٢٢٥

يؤدّي ما افترض الله عليه، والبخيل مَن بخل بما افترض الله عليه.

وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى، وهو الجواد إن منع؛ لأنّه إن أعطى عبداً أعطاه ما ليس له، وإن منع [منه منعه] ما ليس منه.

[دعاء الإمام الرضا (عليه السلام) بالموقف].

٥١٠ - [وبالسند المتقدّم عن الحاكم قال:]

قال بعضهم: حججت سنةً مع علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، فسمعته بالموقف يدعو بهذا الدعاء:

اللّهمَّ [كم] سترت عليّ ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني حلمك (١) فليسعني عفوك، وكما ابتدأتني بالإحسان فأتمّ نعمتك [عليّ] بالغفران، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك، وكما عرّفتني وحدانيّتك فألزمني طواعيتك، وكما عصمتني ممّا لم أكن أعتصم منه إلاّ بعصمتك، فاغفر لي ما لو شئت عصمتني منه، يا جواد يا كريم، يا ذا الجلال والإكرام.

____________________

(١) هذا هو الصواب، وفي الأصل: (علمك).

٢٢٦

الباب الرابع والأربعون

[في] حكاية ظريفة ورواية شريفة منقولة من خطّ الإمام أبي بكر ابن دريد [في مبارات هشامي وأموي في أسخا الطائفتين، وغلبة الهاشمي على الأموي].

٥١١ - أنبأني بجميع رواياته الشيخ سديد الدين يوسف بن علي المطهّر الحلّي (رحمه الله)، عن القاضي بواسط شرف الدين أبي جعفر علي بن محمد الميداني، عن أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن كليب الحرّاني، إجازةً عن أبي منصور محمد بن أحمد بن الخازن، عن القاضي أبي القاسم علي بن التنوخي، عن أبي بكر ابن أحمد بن شاذان، قال: أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن دريد (رحمه الله)، أخبرنا عبد الأوّل بن مرثد أبو يعمر، قال: حدثنا أبو هلال الراسبي، قال: حدثنا حميد بن هلال، قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثا أبو النعمان غلام الفضل السدوسي، قال:

اجتمع هاشميّ وأموي، فقال هذا: قومي أسخا. وقال هذا: قومي أسخا.

____________________

٥١١ - وقريباً منه رواه أيضاً البلاذري تحت الرقم: (٣٨) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من كتاب أنساب الأشراف: ج١، ص٤٤٢، وفي ط١: ج٣ ص٢٥ قال:

[حدثني] المدائني عن أبي زكريّا العجلاني، قال:

قال مخرمة بن نوفل: بنو هاشم أكمل سخاءً من بني أُميّة، وقال جبير بن مطعم، بنو أُميّة أسخا. فقال له مخرمة: امتحن ذلك ونمتحنه. فأتى جبير سعيد بن العاص، وابن عامر، ومروان فسألهم فأعطاه كل امرئٍ منهم عشرة آلاف، وأتى مخرمة الحسن والحسين، وعبد الله بن جعفر فأعطاه كل واحدٍ منهم مئة ألف درهم، فردّها وقال: إنّما أردت امتحانكم.

وذكره أيضاً لكن على وجهٍ آخر تحت الرقم: (٣١) من ترجمة عبد الله بن جعفر في: ج٢ ص٥١.

وقريباً منه رواه أيضاً الخوارزمي في أواخر الفصل: (٦) من مقتله: ج١، ص١٢٨.

٢٢٧

فقال: يسأل كل رجل منّا عشرة من قومه. فانطلق الأموي يسأل عشرةً من قومه فأعطاه كل رجلٍ [منهم] عشرة آلاف.

وانطلق الهاشمي فسأل عبيد الله بن عبّاس، فأعطاه مئة ألف، ثمّ أتى الحسن بن عليّ [عليهما السلام] فسأله، فقال:هل سألت أحداً قبلي؟ قال: سألت عبيد الله بن عبّاس فأعطاني مئة ألف. قال:لو كنت بدأت بي لأعطيتك ما لا تسأل أحداً بعدي، وأعطاه مئة وثلاثين ألفاً.

ثمّ أتى الحسين بن علي، فقال:هل سألت أحداً قبلي؟ فأخبره، فقال [الحسين]:لا ينبغي أن أزيد على سيّدي ، فأعطاه مئة ألف.

فجاء الأموي وقد سأل عشرةً من قومه فأعطوه مئة ألف.

وجاء الهاشمي، وقد سأل ثلاثة من قومه فأعطوه ثلاثمئة ألف وثلاثين ألفاً، فغضب الأموي فردّها على قومه فقبولها!!

وجاء الهاشمي فردّها عليهم فلم يقبلوها، وأخبرهم بالذي كان، فقالوا: ما نبالي إن أخذتها أم ألقيتها في الطريق؟!!

٢٢٨

الباب الخامس والأربعون

[في تبيين الإمام السجّاد علي بن الحسين (عليه السلام) للزهري أقسام الصوم، وأنّه ينقسم على أربع وثلاثين وجه].

٥١٢ - أخبرنا القاضي فاضل قطره، بل كامل عصره بهاء الدين عبد الغفّار بن عبد المجيد بن وهسوذان الرناني الزنجاني (رحمه الله) - بقراءتي عليه في داره بزنجان سلخ شهر رمضان ويوم عيد الفطر لسنة خمس وتسعين وستّمئة - قلت له: أخبرك الإمام ضياء الدين أبو حامد محمد بن الحسن بن محمد الغزنوي الأصل، الزنجاني المولد - إجازةً؟ قال: نعم، قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب، قراءةً عليه وأنا أسمع.

حيلولة: أقول: وأخبرني بجميع روايات ذاكر هذا، الشيخ أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن أبي الفرج إجازةً بروايته عنه، إجازةً، قال: أنبأنا الشيخ الحافظ أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النرسي، قدم علينا، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن

____________________

٥١٣ - ورواه أيضاً ثقة الإسلام الكليني في باب: (وجوه الصوم) من كتاب الصيام من الكافي: ج٤ ص٨٣ ط الآخوندي. وما وضعنا بين المعقوفين مأخوذ منه، قال:

[حدثنا] علي بن إبراهيم، عن أبيه، القاسم بن محمد الجوهري، عن سليمان بن داوود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عليّ بن الحسين...

كما رواه أيضاً الشيخ الصدوق في باب: (وجوه الصوم).

تحت الرقم: (١٧٨٤) من كتاب مَن لا يحضره الفقيه: ج٢ ص٧٧ ط الحديث.

ورواه أيضاً الشيخ المفيد في كتاب المقنعة، كما رواه شيخ الطائفة في كتاب الصوم من تهذيب الأحكام.

ورواه عنهم جميعاً في الباب: (٨) من كتاب الصوم من وسائل الشيعة: ج٧ ص٣٨٢.

٢٢٩

علي بن الحسن بن عبد الرحمان بن الحسين قراءةً، أنبأنا أحمد بن محمد بن علي الصوفي التميمي قراءةً عليه، أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن حسّان الزنجاني، حدثنا سليمان [بن] داود [عن سفيان بن عيينة]:

عن الزهري، قال: دخلت على علي بن الحسين فقال لي:يا زهري من أين جئت؟ قلت: من المسجد. قال:فيم كنتم؟ قلت: تذاكرنا أمر الصوم فاجتمع رأيي ورأي أصحابي [على] أنّه ليس شيء من الصوم واجب(١) إلاّ [صوم] شهر رمضان.

فقال علي بن الحسين:(ليس كما قلتم، إنّ الصوم على أربعة وثلاثين وجه، عشر خصال منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشر خصال منها حرام، وأربعة عشرة خصلة منها صاحبها [فيها] بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر (٢) .

فأمّا عشر خصال التي هي واجبة: فصوم شهر رمضان، و [صوم] شهرين متتابعين، فيمَن جامَعَ، أو أكل متعمّداً في شهر رمضان واجب (٣) إذا لم يجد العتق. وصوم شهرين متتابعين [في] كفّارة الظهارة إذا لم يجد العتق واجب.

وصوم شهرين متتابعين في [قتل] الخطاء إذا لم يجد العتق.

وصوم ثلاثة أيام متتابعات في كفّارة اليمين، واجب إذا لم يقدر على العتق وعلى الطعام.

____________________

(١) ما بين المعقوفات مأخوذ من الكافي، ومَن لا يحضره الفقيه. وفيهم: (على أنّه ليس من الصوم شيء واجب...).

(٢) وفي كتاب الكافي والفقيه: (ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجهاً [كذا] فعشرة أوجه منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة أوجه منها صيامهنّ حرام، وأربعة عشر منها صاحبها بالخيار، إن شاء صام وإن شاء أفطر. وصوم الإذن على ثلاثة أوجه، وصوم التأديب، وصوم الإباحة، وصوم السفر والمرض.

(٣) وفي الكافي والفقيه: ([قال الزهري]: قلت: جُعلت فداك فسِّرْهنَّ لي. قال:(أمّا الواجبة فصيام شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين في كفّارة الظهار؛ لقول الله تعالى: ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ من قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا - إلى قوله -فَمَن لمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ) [٣ / المجادلة: ٥٨].وصيام شهرين متتابعين فيمَن أفطر يوماً من شهر رمضان. وصيام شهرين متتابعين في قتل الخطأ لمن لم يجد العتق واجب لقول الله عز وجل: ( وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ - إلى قوله عزّ وجلّ -فَمَن لمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ... ) [٩٢ / النساء].

وصوم ثلاثة أيام في كفّارة اليمين واجب، قال الله عزّ وجلّ: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ) [٨٩ / المائدة].

هذا لمَن لا يجد الإطعام، كل ذلك متتابع وليس متفرّقاً. وصيام أذى حلق الرأس واجب...

٢٣٠

وصوم أذى حلق الرأس واجب كما قال الله تعالى: ( فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) [فصاحبها فيها بالخيار، فإن صام صام ثلاثة أيام].

[وصوم المتعة واجب لمَن لم يجد الهدي (١) وذلك كما قال الله عزّ وجلّ: ( فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لمْ يَجِدْ فَصِيَامُ] (٢) ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ [ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ] ) .

وصوم جزاء الصيد [واجب] قال اله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً ) [٩٥ / المائدة: ٥].

[ثمّ قال:أو] تدري كيف يكون عدل الصيام [يا زهري؟] قال: [قلت] لا. قال:يقوّم الصيد [قيمة] ثمّ يُفضّ تلك القيمة على الأصوع (٣) فينظر كم صاع هنّ فصام لكل نصف صاع يوماً [وصوم النذر واجب (٤) ]. وصوم الاعتكاف واجب.

وأمّا صوم الحرام فصوم يوم الأضحى ويوم الفطر، وثلاثة [من] أيام التشريق. وصوم يوم الشكّ أمرنا به ونهينا عنه، أمرنا [به] أن نصومه شعبان، ونهينا [أن] نفرده رمضان (٥) .

____________________

(١) وهذه قطعة من الآية: (١١٩) من سورة البقرة، وإليك صدر الآية الكريمة:( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً من رأْسِهِ فَفِدْيَةٌ من صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ) .

(٢) ما بين المعقوفات كلها مأخوذ من رواية الكافي، ومَن لا يحضره الفقيه.

(٣) هذا هو الظاهر الموافق للكافي، ومَن لا يحضره - غير أنّ فيهما زيادة نشير إليها بعد -.

وفي الأصل: (تقوّم الصيد ثمّ بعض تلك القيمة على الأصوع...).

وفي الكافي ومَن لا يحضره الفقيه:أوَ تدري كيف يكون عدل ذلك صياماً يا زهري؟ قال: قلت: لا أدري. قال:يقوّم الصيد قيمة، ثمّ تفضّ تلك القيمة على البُرّ، ثمّ يكال ذلك البُرّ أصواعاً فيصوم لكل نصف صاع يوم.

(٤) ما بين المعقوفين قد سقط من أصليّ، وأخذناه من كتاب: الكافي، ومَن لا يحضره الفقيه.

(٥) هذا هو الظاهر، وفي أصليّ: (وصوم يوم الشكّ أمرنا به ونهينا عنه، أمرنا أن نصوم شعبان، ونهينا نفطر رمضان...).

٢٣١

وصوم الوصال، وصوم الصمت، وصوم الدهر، وصوم نذر المعصية كل ذلك حرام.

وأمّا الصوم الذي صاحبه [فيه] بالخيار: فصوم يوم [الجمعة و] يوم الخميس ويوم الاثنين ويوم عرفة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، وستّة أيّام من شوّال [بعد شهر رمضان] فهذا صاحبها بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر (١) .

فهذه جماع الصوم يا زُهري.

____________________

=

وفي كتاب الكافي، ومَن لا يحضره الفقيه:(وصوم يوم الشكّ أمرنا به ونهينا عنه، أمرنا به أن نصومه مع صيام شعبان، ونهينا عنه أن ينفرد الرجل بصيامه في اليوم الذي يشكّ فيه الناس.

[قال الزهري:] فقلت له: جُعلت فداك فإن لم يكن صام من شعبان شيئاً كيف يصنع؟ قال:ينوي ليلة الشكّ أنّه صائم من شعبان، فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه، وإن كان من شعبان لم يضرّه. فقلت: وكيف يجزي صوم تطوّع عن فريضة؟ فقال:لو أن رجلاً صام يوماً من شهر رمضان تطوّعاً وهو لا يعلم أنّه من شهر رمضان ثم علم بعد ذلك لأجزأ عنه، لأن الفرض إنّما وقع على اليوم بعينه.

(١) وبعد هذا في رواية الشيخ الصدوق والكليني زيادة وإليك لفظ الكليني في الكافي:

وأمّا صوم الأذن فالمرأة لا تصوم تطوّعاً إلاّ بإذن زوجها.

والعبد لا يصوم تطوّعاً إلاّ بإذن مولاه.

والضيف لا يصوم تطوّعاً إلاّ بإذن صاحبه، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):(مَن نزل على قوم فلا يصوم تطوّعاً إلاّ بإذنهم) .

وأمّا صوم التأديب: فأن يؤخذ الصبيّ إذا راهق بالصوم تأديباً وليس بفرض.

وكذلك المسافر إذا أكل من أوّل النهار ثمّ قدم أهله أمر بالإمساك بقيّة يومه وليس بفرض.

وأمّا صوم الإباحة لمَن أكل أو شرب ناسياً أو قاء من غير تعمّد، فقد أباح الله له ذلك وأجزأ عنه الصوم.

وأمّا صوم السفر والمرض فإنّ العامّة قد اختلفت في ذلك، فقال قوم: يصوم، وقال آخرون: لا يصوم. وقال قوم: إن شاء صام وإن شاء أفطر.

وأمّا نحن فنقول: يفطر في الحالين جميعاً، فإن صام في السفر أو في حال المرض فعليه القضاء، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول:( [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً معْدُودَاتٍ] فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ منْ أَيَّامٍ أُخَر َ ) [١٨٣ / البقرة: ٢].

فهذا تفسير الصيام.

٢٣٢

الباب السادس والأربعون

[في حديث الثقلين، وحثّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على التمسّك بالقرآن وتوصيته بأهل بيته].

٥١٣ - أخبرني الإمامان: ابن عمّي الشيخ الزاهد نظام الدين محمد بن عليّ بن المؤيّد الحمويني، والقاضي ظهير الدين محمد بن محمد بن عليّ البناكتي ثمّ الاسفرايني (رحمهما الله) إجازةً بروايتهما عن والدي شيخ الإسلام سلطان الأولياء سعد الحقّ والدين محمد بن المؤيّد الحمويني (رضي الله عنه) - قال البناكتي: قراءة

____________________

٥١٣ - وهذا الحديث يأتي أيضاً برواية البيهقي بسنده المذكور هاهنا بعينه، تحت الرقم (٥٣٥) في الباب: (٥٣) ص٢٥٩. من مخطوطي، وفي طبعتنا هذه ص٢٦٥.

ولحديث الثقلين برواية زيد بن أرقم طرق ومصادر، وأشهرها روايةً وأصحّها سنداً هو ما رواه البيهقي في بعض كتبه، ورواه عنه الخوارزمي في الفصل: (١٤) من مناقبه ص٩٣ ط الغري.

ورواه أيضاً الحاكم النيسابوري في باب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) من المستدرك: ج٣ ص١٠٩.

ورواه أيضاً أبو يعلى الموصلي كما في الحديث: (٥٣٤) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج٢ ص٣٦.

ورواه أيضاً البلاذري في الحديث: (٤٦) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من أنساب الأشراف ج١/ الورق... أو ص٣١٥، وفي ط١: ج٢ ص...

ورواه أيضاً الحافظ النسائي في الحديث: (٧٣) من خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) ص٢١ ط مصر، وفي ط الغري ص٩٣، قال:

أخبرنا أحمد بن المثنّى، قال: حدثنا يحيى بن معاذ، قال: أخبرنا أبو عوانة، عن سليمان [الأعمش] قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم، قال:

لمّا دفع النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) من حجّة الوداع ونزل غدير خُمٍّ؛ أمر بدوحات فقمّمن، ثمّ قال:كأنّي دُعيت فأجبت، وإنّي تارك فيكم الثقلين - أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض. ثمّ قال:إنّ الله مولاي وأنا وليّ كل مؤمن. ثمّ إنّه أخذ بيد عليّ (رضي الله عنه)، فقال:مَن كنت وليُّه فهذا وليُّه اللّهمّ والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه.

[قال أبو الطفيل:] فقلت لزيد: [أنت] سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ فقال: نعم وإنّه ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأُذنه.

٢٣٣

عليه بإسفرايين - قال: أنبأنا شيخ الشيوخ عماد الدين عمر، ابن شيخ الإسلام نجم الدين أبو الحسن ابن محمد بن حمويه (رحمهم الله)، قال: أنبأنا الإمام الأجلّ قطب الدين مسعود بن محمد النيسابوري، قال: أنبأنا الشيخ عبد الجبّار بن محمد الخواري، قال: أنبأنا الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين [بن] علي البيهقي(١) قال: أنبأنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري، قال: حدثنا جعفر - يعني ابن عونه - ويعلى عن أبي حيّان التيمي، عن يزيد بن حيّان، قال: سمعت زيد بن أرقم، قال:

قام فينا ذات يوم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) خطيباً فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال:أمّا بعد أيّها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأجيبه، وإنّي تارك فيكم الثقلين: أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور فاستمسِكوا بكتاب الله وخذوا به.

فحثّ على كتاب الله عزّ وجلّ ورغّب فيه، ثمّ قال:وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي (ثلاث مرات).

فقال له حصين: يا زيد، مَن أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إنّ نساءه من أهل بيته(٢) ولكن أهل بيته مَن حرّم [عليهم] الصدقة بعده. قال: ومَن

____________________

(١) رواه البيهقي في كتاب آداب القاضي من السنن الكبرى: ج١٠، ص١١٣، إلى قوله: (ثلاث مرّات).

ورواه أيضاً في اعتقاداته ص١٦٤.

(٢) قال في هامش مثل هذا المقام ومثل هذا الحديث من صحيح مسلم: ج٧ ص١٢٢: قال القاضي: يعني إنّ نساءه من أهل مسكنه، وليس المراد [في هذا الحديث النساء] وإنّما المراد [من] أهل بيته [في هذا الحديث وأشباهه] أهله وعصبته الذين حُرِموا الصدقة بعده، أي الذين منعتهم خلفاء بني أُميّة صدقته التي خصّه الله سبحانه بها، وكانت تفرق عليهم في أيّامه وأيام الخلفاء الأربعة لقوله: (بعده).

ويحتمل أنّه يعني الين حُرموا الصدقة التي هي من أوساخ الناس، وقد جاء ذلك عن زيد مفسّرةً في غير هذا [الحديث].

أقول: ما بين المعقوفات كلها زيادات توضيحيّة منّا، كما أنّ لذيل القطعة الأُولى من كلام القاضي أيضاً نقد لا مجال لذكره الآن هنا.

والحديث رواه أيضاً مسلم بأسانيد في الحديث: (٩) وما بعده من باب فضائل عليّ (عليه السلام) تحت الرقم: (٢٠٤٨) من صحيحه: ج٤ ص١٨٧٣، وفي ط: ج٧ ص١٢٢، قال:

حدثني زهير بن حرب، وشجاع بن مخلِّد جميعاً عن ابن عُليّة، قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثني أبو حبّان، حدثني يزيد بن حيّان، قال:

انطلقت أنا وحُصَينُ بن سبرة، وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلمّا جلسنا إليه قال له حُصَين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً رأيتَ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وسمعتَ حديثه، وغزوتَ معه، وصلَّيتَ خلفه، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً؛ حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم).

=

٢٣٤

هم؟ قال: آل عليّ وآل جعفر وآل العبّاس وآل عقيل. [قال:] كل هؤلاء يحرم [عليهم] الصدقة؟ قال: نعم.

____________________

=

قال [زيد]: يا ابن أخي، والله لقد كبُرت سنّي وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فما حدّثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه.

ثمّ قال: قام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى (خُمّاً) بين مكّة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر، ثمّ قال:

أمّا بعد، ألا أيّها الناس فإنّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتيني رسول ربّي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به.

فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثمّ قال:

وأهل بيتي أُذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي.

فقال له حُصَين: ومَن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته مَن حرّم [عليهم] الصدقة بعده. قال: ومَن هم؟ قال: هم آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس. قال: كل هؤلاء حرّم [عليهم] الصدقة؟ قال: نعم.

وحدثنا محمد بن بكار بن الريّان، حدثنا حسّان - يعني ابن إبراهيم - عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيّان، عن زيد بن أرقم، عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم).

وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زُهَير.

وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل.

حيلولة: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا جرير، كلاهما عن أبي حيّان بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل، وزاد في حديث جرير:

كتاب الله فيه الهدى والنور؛ مَن استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومَن أخطأه ضلَّ.

حدثنا محمد بن بكّار بن الريان، حدثنا حسان - يعني ابن إبراهيم - عن سعيد - وهو ابن مسروق - عن يزيد بن حيّان، عن زيد بن أرقم، قال: دخلنا عليه فقلنا له: لقد رأيت خيراً، لقد صاحبت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وصلّيت خلفه.

وساق الحديث بنحو حديث أبي حيّان غير أنّه قال:

ألا وإنّي تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عزّ وجلّ، وهو حبل الله مَن اتبعه كان على الهدى، ومَن تركه كان على ضلالة.

وفيه: فقلنا: [يا زيد] مَن أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وأيم الله إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر.

ورواه أيضاً يوسف بن يعقوب بن سفيان الفسوي في كتاب المعرفة والتاريخ: ج١، ص٥٣٦، قال:

حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وعلي بن المنذر، قال: حدثنا ابن فضيل، عن أبي حيّان [يحيى بن سعيد بن حيّان] عن يزيد بن حيّان، قال: انطلقت أنا وحصين بن عقبة [كذا] إلى زيد بن أرقم...

من الدهر ثمّ يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حُرِموا الصدقة بعده.

أقول: وقريب من هذا الحديث أعني المتن الأخير يأتي أيضاً تحت الرقم: (٥٢٠) في الباب: (٤٨) ص٢٤٨) بسند المصنّف عن الواحدي.

والحديث بهذا السند والمتن والتعليل المذكور يدمّر كل ما أسّسه البيهقي، ويجعله قاعاً صفصفاً وهباءً منثوراً كرماد اشتدّت به الريح في يومٍ عاصف.

٢٣٥

قال الشيخ أحمد البيهقي (رحمه الله): قلت: قد بيّن زيد بن أرقم أنّ نساءه من أهل بيته و [أنّ] اسم أهل البيت للنساء تحقيق وهو يتناول الآل(١) واسم الآل لكل مَن حرّم [عليه] الصدق من أولاد هاشم وأولاد المطَّلب، قول النبي (صلّى الله عليه وسلّم):(إنّ الصدقة لا تحلّ لمحمّدٍ ولا لآل محمّد) وإعطائه [إيّاهم] الخمس [الذي] عوّضهم

____________________

=

ورواه أيضاً، ولكن من غير ذيل، ابن المغازلي تحت الرقم: (٢٨٤) من مناقبه ص٢٣٦، قال:

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن موسى بن عيسى الحافظ إذن، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا سويد، حدثنا عليّ بن مسهر، عن أبي حيّان التيمي، حدثني يزيد بن حيّان، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول:

قام فينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فخطبنا فقال:أمّا بعد أيّها الناس إنّما أنا بشر يوشك أن أُدعى فأُجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: وهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به - فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه، ثمّ قال:وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي. قالها ثلاث مرّات.

(١) أقول: ما هذاه البيهقي باطل لا يلتفت إليه فهيم، ولا يعتني إليه عاقل ولبيب، وذلك لأُمور:

الأوّل: أنّ أصل حديث الثقلين وبعض خصوصيّاته، ممّا نشير إليه بعد ذلك، روي بنحو التواتر عن زيد بن أرقم بأسانيد مختلفة، ولا يوجد هذا الذيل: (بلى إنّ نساءه من أهل بيته) إلاّ في هذا الطريق الذي ينتهي إلى (أبي حيان التيمي، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم...).

فلو كان لهذا الذيل أصل وواقعيّة لكان ينبغي أن يذكر في غير هذا الإسناد أيضاً: ومن عدم ذكره في المتون والأسانيد الأُخر يستشعر أنّه من زيادات بعض النواصب وليس له أساس.

الأمر الثاني: أنّ ذكر هذا الذيل بهذا السند معارض بذكر نقيضه وضدّه بنفس هذا السند كما تقدّم في الحديث الأخير ممّا رويناه عن صحيح مسلم. فإن لم نقل بأرجحية ما رواه مسلم أخيراً - من أجل تعليله بأمرٍ تقبله الفطرة، ويؤيّد خلّو الطرق المتكثّرة المتواترة عن ذكر خلافه - فهذا الذيل يسقط عن درجة القبول بسبب التعارض فيسقط هوس البيهقي وهواه.

الأمر الثالث: أنّا لو قطعنا النظر عمّا تقدّم ولم نقل بسقوط هذا الذيل، من أجل عدم وروده بغير هذا الإسناد، ولا نقول أيضاً بأنّ ما ورد بهذا الإسناد معارض بغيره، ولا رجحان لأحدهما على الآخر، فنقول: إنّ ظاهر السياق أنّ كلام زيد بن أرقم (رحمه الله) ردع لما تخيّله حصين حيث زعم وتخيّل أنّ المراد من أهل البيت زوجة الرجل، ومَن يساكن معه في مسكنه، وإن كانت من الأجانب، وليس بينه وبين الرجل صلة غير صلة الزواج. فأجابه زيد بأنّ نساء النبيّ من أهل مسكنه وبيته ولَسْنَ من أهل بيته وعصبته وعشيرته.

وقد تقدّم ذكر هذا الجواب عن القاضي على ما ذكره في هامش صحيح مسلم.

الأمر الرابع: لو أغمضنا النظر عمّا تقدّم ويأتي، نقول: لعلّ هذا وهم من زيد بن أرقم (رحمه الله)، والوهم والسهو في بعض الأمور لا يختص بزيد بن أرقم (رحمه الله) بل جلّ مشايخ البيهقي كانوا يهمون في أُمور كثيرة حتى اضطرّ البيهقي ومَن على نزعته على أن يختلقوا لهم: (مَن اجتهد فأصاب فله أجران، ومَن أخطأ فله أجر واحد).

الأمر الخامس: بعدما اعترف البيهقي بأنّ مراد زيد أنّ الأزواج غير مراد للنبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين، فلا مورد لكلام البيهقي هاهنا إلاّ أن يريد الردّ على زيد بن أرقم.

الأمر السادس: لو سلّمنا أنّ عنوان: (أهل البيت) وضعاً أو إطلاقاً يشمل النساء، ويصدق على الزوجات الأجنبيات، ولا يختص بالعشيرة الأقربين والرهط الأدنين.

فنقول: في مثل المقام الإطلاق منصرف إلى خصوص عُصْبة الرجل من أبيه، دون النساء، والقرينة

=

٢٣٦

من الصدقة [ولقوله: إنّ] بني هاشم وبني المطّلب واحد(٢) .

وقد تسمّى أزواجه آلاً بمعنى التشبيه [بالنسب] فأراد [زيد] تخصيص الآل من أهل البيت بالذكر(٣) ولفظ النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في الوصيّة بهم عامّة يتناول الآل والأزواج(٤) وقد أمرنا بالصلاة [على] جميعهم [على ما يتلى عليكم في الحديث التالي](٥) .

____________________

= المتصلة أيضاً تعيّن وتقرّر ذلك، كما تراها جليّة في الأمر التالي.

الأمر السابع: كما أنّ أصل حديث الثقلين متواتر هكذا. قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذيل هذا الحديث: (إن اتبعتموهما لن تضلوا أبداً، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، أيضاً متواتر وقد تقدّم بطرقٍ جمّةٍ تحت الرقم: (٤٣٦ - ٤٤١) في الباب: (٣٣) ص١٤١، وهذا الذيل مذكور في جميعه.

وقد ألّف صاحب العبقات مجلّدين ضخمين حول الحديث، وقلّما يوجد طريق خالٍ عن الذيل المذكور فحينئذٍ نسأل البيهقي ونقول: هل كان أزواج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه المنزلة؟ فإن كنّ بهذه المنزلة فقتل عثمان كان على الهدى ونهج القرآن؛ لأنّ أُمّ المؤمنين عائشة حكمت بقتله بقولها: اقتلوا نعثلاً قتله الله!!

فما بال البيهقي ومَن على نزعته يرقصون مع معاوية، ويتعلَّقون بقميص ذي نورَيهم للتوغّل في شهواتهم؟! وإن كانت عائشة وزميلتها حفصة داخلتين في حديث الثقلين، فما يصنع البيهقي بما يرويه هو وأهل نزعته عن النبي (صلّى الله عليه وآله) من قوله:(عليّ مع الحق والحق مع عليّ، عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ) مع أنّ الخلاف بين علي وعائشة لم يكن أقل ممّا بين عليّ وأبيها!!! والحق لا يكون في طرفين متناقضين، وأنّ الدعوتين إذا اختلفتا فإحداها ضلالة.

وما أحسن في المقام ما أفاده العلاّمة الطباطبائي في منظومته السهم الثاقب، حيث قال:

واسقط الخصم السقيط في يده = واستهدف السهم صميمَ كبده

عند انضمام ما أتى من الأثرْ = ضمن حديث الثقلين المعتبرْ

ما إن تمسّكتم بعترة الهدى = وبالكتاب لن تضلّوا أبدا

فمَن تراه ترك التمسُّكا = بهم فقي نهج الضلال سلكا

إذ هو فعلٌ واحدٌ أضيفا = إليهما معاً فلا تحيفا

فمحكم الذكر الكتاب المنتقى = وعترة النبيّ لن يفترقا

بنصِّه الجليّ حتى يردا = على النبيّ صاحب الحوض غدا

(٢) ما بين المعقوفات زيادة منّا لإصلاح الكلام، إذ لم يتيسّر لي المراجعة إلى السنن الكبرى لإصلاح الكلام على وفقه، وفي أصليّ معاً هاهنا مثل ما ترى غير أنّ فيهما: (بقول النبيّ...). وفي الحديث: الآتي في الباب: (٥٣) ص٢٦٧ لقول النبي (صلّى الله عليه وسلّم): إنّ الصدقة لا تحل لمحمّدٍ ولا لآل محمّد. وإعطائهم الخمس الذي عوّضهم من الصدقة، بني هاشم وبني عبد المطّلب شيء واحد [كذا].

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما يأتي في الباب: (٥٣) في آخر الحديث: (٥٣٦). ص٢٦٧.

وهاهنا في كلا أصليّ: (وقد تسمّى أزواجه آلاً بمعنى النسبة، فأراد تخصيص الأوّل من أهل البيت بالذكر).

أقول: وما ذكره البيهقي من أنّه (قد تسمّى الأزواج آلاً...) إن صحّ لا يفيده كما لا يفيد الأعمى تسميته بصيراً.

(٤) وهذا شاهد ما ذكرناه من أنّ البيهقي يريد الردّ على كلام زيد بن أرقم من أنّ حديث الثقلين في شأن آل النبيّ فقط، ولا يشمل أزواج النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن بناءً على هذا يجب على البيهقي أن يرضى بقتل عثمان؛ لأنّ عائشة قالت: اقتلوا نعثلاً قتله الله. وكذلك في بقية مواقف عائشة من حرب الجمل وغيرها.

(٥) ما بين المعقوفين ليس من الأصل، وإنّما هو زيادة توضيحية منّا.

٢٣٧

٤١٤ - [ثم قال البيهقي:] فقد(١) أنبأنا أبو علي الروذباري، قال: أنبأنا أبو بكر ابن داسة، قال: حدثنا أبو داوود، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حبّان بن يسار الكلابي، قال: حدثني أبو مطرف عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كريز(٢) قال: حدثني محمد بن عليّ الهاشمي، عن [نعيم] المُجْمِر(٣) عن أبي هريرة:

عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) [قال:] مَن سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلّى علينا أهل البيت فليقل؛: اللّهمّ صلِّ على محمد النبيّ الأميّ(٤) وأزواجه أُمّهات المؤمنين وذرّيته وأهل بيته، كما صلَّيت على إبراهيم إنّك حميد مجيد(٥) .

____________________

(١) هذا هو الظاهر، وفي أصليّ كليهما: (فقال). ثم إنّ ما وضعناه بين المعقوفين زيادة منّا.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما في ترجمة حبّان بن يسار الكلابي تحت الرقم: (٣٠٥) من التاريخ الكبير - للبخاري: ج٢ من القسم (١) ص٨٥ ومثله في ترجمة الرجل من تهذيب التهذيب: ج٢ ص١٧٥.

وهاهنا في أصليّ معاً: (حسّان بن بشّار... أبو مطرب عبد الله بن طلحة بن عبد الله...).

والحديث بعينه سنداً ومتناً يأتي أيضاً تحت الرقم: (٥٣٧) في الباب: (٥٣) ص٢٦٨.

(٣) ما بين المعقوفين مأخوذ من ترجمة أبي روح الكلابي حبّان بن يسار، من التاريخ الكبير: ج٢ ص٨٧..

وكذلك من ترجمة الرجل من كتاب تهذيب التهذيب: ج٢ ص١٧٥.

(٤) كذا في أصليّ معاً، ولفظ: (الأمّي) غير موجود في كتاب الصلاة من السنن الكبرى: ج٢ ص١٥١.

(٥) الحديث ذكره البيهقي في كتاب الصلاة من السنن الكبرى: ج٢ ص١٥١، وقريباً منه ذكره قبله بأسانيد خمسة كلها ينتهي إلى فقيه آل العباس مالك المغنّين!! وفيها أيضاً جماعة من الضعفاء.

ثم قال البيهقي بعدما ذكر الحديث المذكور هاهنا: فكأنّه صلّى الله عليه وسلّم أفرد أزواجه وذرّيته بالذكر على وجه التأكيد، ثم رجع إلى التعميم ليدخل فيها غير الأزواج والذرّية من أهل بيته.

أقول: ما ذكره البيهقي نقش على الرمل أو الماء أو الهواء أيّها البيهقي ثبّت العرش ثم انقش.

أيّها البيهقي إنّ بيان كيفيّة الصلاة على محمد وعلى آل محمد من غير ذكر الأزواج قد رواه أرباب صحاحكم بأسانيد جمّة عن كثير من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

ورواه أيضاً غير أصحاب الصحاح الستّة بأسانيد الصحاح وهو متواتر أو كالمتواتر بخلاف هذا الحديث الضعيف السند، فإنّه لم يذكره أحد في الصحاح وكما لم يذكره أحد بسند معتبر.

نعم رواه البخاري في ترجمة أبي روح الكلابي حبّان بن يسار تحت الرقم: (٣٠٥) من التاريخ الكبير: ج٢ من القسم: (١) ص٨٧ وقال:

قال الصلت: رأيت حبّان [بن يسار] آخر عهده فذكر منه الاختلاط.

ومثله ذكره أيضاً ابن حجر في ترجمة حبّان من تهذيب التهذيب: ج٢ ص١٧٥.

أقول: ولعلّ غير حبّان بقيّة رواة الحديث أيضاً من المعتوهين والمبتلين بالانحراف والاختلاط

=

٢٣٨

____________________

=

المطبق، ولو لم يكن في هذا الحديث إلاّ هذا المختلط وإلاّ أبو هريرة الذي كان مروان بن الحكم إمام البيهقي لا يقبل حديثه لكان بنفسه كافياً لضعف الحديث وسقوطه عن مرحلة الاعتبار، فضلاً عمّا لو كان بقية سلسلة السند أيضاً من الضعفاء والمنحرفين عن أهل البيت (عليهم السلام) وفضلاً عما إذا كانت الأخبار البيانية معارضة ومنافية له.

أيّها البيهقي، أمعالم الدين يؤخذ من أمثال أبي هريرة الذي فارق الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وركن إلى معاوية الطاغية وحزبه الفئة الباغية بنصّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتصديقك لهذا النصّ؟! وكان هذا الجلف إذا أعطاه معاوية يمدحه وإذا منعه يذمّه، كما ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي هريرة من تاريخ دمشق.

أيّها البيهقي، أما يكفي لضعف رواية أبي هريرة إذا لم تقم قرينة على صدقها إكثاره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحيث صار أحاديثه المرويّة من طريقكم أضعاف ما تروونه عن أبي بكر وعمر وعثمان جميعاً مع أن أبا هريرة لم يدرك من حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ قريباً من أربع سنوات، ولم يكن حظّه في أيّام تلك السنوات من الفوز بلقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ المعلومات منه إلاّ قليلاً؛ لأنّه لم يكن محرماً لأهل بيت رسول الله حتى يحصل له حظّ لقاء رسول الله عندما كان يأوي إلى أهله، وفي اللقاء العام لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً أبو هريرة كان من الجوع يتلوّى ظهراً لبطن، وكان نظره والتفاته إلى جوانب المجلس لعلّه يجد سبيلاً إلى المأكول كي يشبع بطنه!! فأين كان له حواس حتى يأخذ عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإن أخذ منه في هذه الحالة شيئاً فمَن يقدر أن يصدّقه بأنّه أخذ من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما صدر عنه بلا زيادة ونقيصة، والحال أنّ نظره كان ممدوداً إلى من عنده غذاء أو يهيّئ غذاءً أو يتكلّم حول موطن الغذاء!!!

فإن كان أبو هريرة صادقاً في أكثر رواياته فإذاً هو أعلم من صدّيقكم وفاروقكم وذي نوريكم!! فلماذا تعدّون شيوخكم من فقهاء الصحابة ولا تعدّون أبا هريرة في عرضهم؟ ولماذا لم يأخذ شيوخكم منه العلم كي يتداركوا بعض نواقصهم وتفريطاتهم في أخذ العلم في أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ أكان شيوخكم معرضين عن العلم؟ أم أنّهم أخذوا العلم من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم بعده من أبي هريرة وأمثاله، ولكن لرغبتهم عنه نسوا ولم يبق عندهم جميعاً إلاّ معشار ما عند أبي هريرة!!

وكل مَن قايس مسند أبي هريرة من مسند أحمد بن حنبل بمسند الشيوخ الثلاثة منه يعلم جليّاً أنّ أبا هريرة كان أعلم منهم وأنّ حظّه من نقل الحديث وأخذه - على تقدير صدقه - أوفر من حظوظ المشايخ الثلاثة.

والبيهقي يعلم كل ذلك ولكن لانحرافه عن أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدوله عنهم لا يلتفت إلى ما علم وحقّق. ومن جملة ما يدل جليّاً على انحراف البيهقي عن أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومخالفته لرسول الله أنّه لا يوجد في مورد واحد من كتبه - على كثرتها - أنّه إشرك آل رسول الله معه في الصلاة عليهم مع أنّ أخبار البيانية الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حول الصلاة عليه وآله متواترة وكثيراً منها ما ذكره البيهقي نفسه!!! وهل هذا إلاّ مشاقّة لله وعناد لرسول الله وأهل بيته سلام الله عليهم؟!

أيّها البيهقي.. أيؤخذ معالم الدين عن مثل مالك المغنّين فقيه ظلمة بني العباس المجاري لهم في بدعهم وانحرافهم!! أيؤخذ الدين من مالك وهو الذي كان لأجل أن يقرّب شخصه إلى المنصور العباسي التمس منه أن يجعل مشاهرته ووظيفته في أموال عبد الله بن الحسن بن الحسن الذي صادره وغصبه المنصور وأخذه منه ظلماً وجوراً كما ذكره البلاذري في أنساب الأشراف.

ثم إنّ ميدان الردّ ومقام تفنيد انحرافات البيقي واسع جدّاً، وإعطاء البحث حقّه يحتاج إلى تحرير كتب أكبر من كتب البيهقي، ولوضوح الأمر نكتفي بما أومأنا إليه، ولنرجع إلى الإشارة إلى مظانّ الأحاديث الواردة لبيان كيفيّة الصلوات على النبي وآله صلّى الله عليه وعليهم أجمعين من كتب أهل السنّة.

فنقول: قد مرّ عن المصنّف طرق له في الحديث: (٧) وتواليه وتعليقها من مقدمة

=

٢٣٩

____________________

= هذا الكتاب في: ج١، ص٢٩.

وتقدم أيضاً طرق للحديث في آخر مقدّمة هذا السمط في: ج٢ ص٦.

وقد ذكرها أيضاً أكثر الفقهاء - منهم البيهقي - في باب كيفية الصلوات في التشهّد من كتاب الصلاة.

وقد رواها المحدّثون بمناسبات مختلفة في كتب الحديث.

ورواه أيضاً النسائي في باب الأمر بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من سننه: ج٣ ص٤٥ بشرح السيوطي عن عشرة أوجه وطرق.

ورواه أيضاً أحمد في الحديث: (١٦) من مسند طلحة تحت الرقم: (١٣٩٦) من كتاب المسند: ج١، ص... ط١، وفي ط٢: ج٢ ص٣٦٥ قال:

حدثنا محمد بن بشر، حدثنا مجمّع بن يحيى الأنصاري، حدثنا عثمان بن موهب، عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال:

قلت: يا رسول الله كيف الصلاة عليك؟ قال: قل:اللّهمّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم إنّك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

قال أحمد محمد شاكر في تعليقه: إسناده صحيح، محمد بن بشر هو ابن الفرافصة العبدي. [و] عثمان بن موهب، هو عثمان بن عبد الله بن موهب نسب إلى جدّه وهو تابعي ثقة.

ثم قال والحديث رواه [أيضاً] النسائي [في سننه]: ج١، ص١٩٠، عن إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن بشر.

ورواه أيضاً بعده عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، عن عمّه شريك، عثمان بن موهب.

أقول: وأيضاً رواه أحمد بن حنبل باختصار في حديث زيد بن خارجة تحت الرقم: (١٧١٤) من المسند: ج٣ ص١٦٢، ط٢.

ورواه أحمد محمد شاكر في تعليقه عن ترجمة زيد من التاريخ الكبير للبخاري بطرق، وكذلك عن سنن النسائي: ج١، ص١٩٠، وأُسد الغابة: ج٢ ص٢٢٧.

ورواه أيضاً في مشكل الآثار: ج٣ ص٧١.

كما رواه أيضاً عن مصادر كثيرة في إحقاق الحقّ: ج٩ ص٥٧٩.

٢٤٠