فرائد السمطين الجزء ٢

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 369

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
تصنيف: الصفحات: 369
المشاهدات: 88034
تحميل: 7549


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 369 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88034 / تحميل: 7549
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 2

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الباب الثامن عشر

[في أنّ الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا يقولان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبة، وكان الحسن يقول لأبيه: (يا أبا الحسين) وكان الحسين يقول له (يا أبا الحسن) فلمّا توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانا يقولان لأبيهما: يا أبة.

وأبيات العبّاس بن عبد المطّلب في مدح عليّ (عليه السلام) وتأسّفه من عدول الناس عنه، وأنّ بيعتهم لأبي بكر كانت من أوّل الفتن].

٤٠١ - أنبأني الشيخ الإمام العدل الثقة أبو طالب عليّ بن أنجب الخازن (رحمه الله)، قال: أنبأنا الإمام الثقة برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرّزي إجازةً [قال]: أنبأنا العلاّمة أخطب خوارزم أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي، ثمّ الخوارزمي(١) قال: أنبأنا الإمام الحافظ زين الدين أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي فيما كتب إليّ من همدان، أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد، أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن

____________________

=

إحدى يديه تحت قفاه والأُخرى تحت ذقنه، فوضع فاه على فيه فقبّله، وقال:(حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط) ..

والحديث رواه ابن سعد تحت الرقم: (١٩) من ترجمة الإمام الحسين من الطبقات الكبرى: ج٨ ص... قال:

أخبرنا عفّان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب بن خالد، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن أبي راشد، عن يعلى العامري:

أنّه خرج مع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إلى طعامٍ دعوا له، فاستنتل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أمام القوم، قال: فإذا حسين مع الغلمان يلاعبهم، قال: فأراد رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أن يأخذه، قال: فطفق الصبيّ يفرّ هاهنا مرّة وهاهنا مرّة، وجعل رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يضاحكه حتى أخذه فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأُخرى تحت ذقنه، ووضع فاه على فيه فقبّله، وقال:(حسين منّي وأنا منه، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط) .

والحديث يأتي أيضاً عن المصنّف بسندٍ آخر تحت الرقم: (٤٢٩) في الباب: (٣٠) ص١٢٩.

(١) رواه الخوارزمي في الحديث: (٤) من الفصل الأوّل من مناقبه ص٨ ط الغري.

ورواه أيضاً الحاكم في النوع: (١٧) من كتاب معرفة علوم الحديث ص٦٣. قال: حدثنا أبو الحسين من كتابه، حدثنا الحسين بن الحكم الحبري...

٨١

عبد الله الأصفهاني، قال: أُخبرت عن الحسين بن الحكم الحبري، حدثنا حسن بن الحسين العُرَتي، حدثنا عيسى بن عبد الله بن عمر بن عليّ، عن أبيه [عن جدّه]:

عن عليّ (عليه السلام) قال(١) :(ما سمّاني الحسن والحسين يا أبة حتى توفّي رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، كانا يقولان لرسول الله - (صلّى الله عليه وسلّم): يا أبة، وكان الحسن يقول لي: يا أبا حسين، وكان الحسين يقول: يا أبا حسن) (٢) .

[و] قال العبّاس بن عبد المطَّلب يمدح عليّاً حين بُويع لأبي بكر:

ما كنتُ أحسبُ أنّ الأمر منحرفٌ(٣) = عن هاشمٍ ثمّ منها عن أبي الحسنِ

أليس أوّل مَن صلّى لقبلتكم = وأعلم الناس بالآثار والسُننِ

وأقرب الناس عهداً بالنبيّ ومَن = جبريل عونٌ له في الغسلِ والكفنِ

مَن فيه ما في جميع الناس كلّهمُ = وليس في الناس ما فيه من الحَسَنِ

ما ذا الذي ردّكم عنه فنعرفه = ها إنّ بيعتكم من أوّل الفتنِ

____________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما في مناقب الخوارزمي، غير أنّ فيه: (موسى بن عبد الله) وهاهنا في أصليَّ حذف.

(٢) هذا هو الصواب الموافق لما في مناقب الخوارزمي.

ولما رواه في مناقب آل أبي طالب: ج٣ ص١١٣، ط٣ متّصلاً بـ (باب مختصر من مغازيه) قال:

[روى] ابن البيّع في أُصول الحديث، والخركوشي في شرف [المصطفى] النبي، و[ابن] شيرويه في الفردوس - واللفظ له - بأسانيدهم: أنّه كان الحسن والحسين في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوانه: يا أبة، ويقول الحسن لأبيه: يا أبا الحسين، والحسين يقول له: يا أبا الحسن، فلمّا توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعواه يا أبانا.

وفي رواية عن أمير المؤمنين [عليه السلام]: ما سمّاني الحسن والحسين يا أبة حتى توفّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

أقول: وفي نسختي من فرائد السمطين الجزء الثاني: (وكان الحسن يقول لي: يا أبا الحسن، وكان يقول الحسين: يا أبا حسين) وهو مصحّف.

(٣) كذا.

٨٢

[أبيات خزيمة بن ثابت الأنصاري (رضوان الله عليه) في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) لمّا بُويع بعد هلاك عثمان].

٤٠٢ - [وبالإسناد المتقدّم في الحديث السالف] إلى أخطب خوارزم(١) قال: أنبأنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أنبأنا إسماعيل بن أحمد الواعظ، أنبأنا والدي أحمد بن الحسين البيهقي، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر ابن أبي دارم الحافظ(٢) حدثنا أحمد بن موسى بن إسحاق التميمي، حدثنا وضّاح بن يحيى النهشلي، حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن أبي إسحاق:

عن الأسود بن يزيد النخعي، قال: لمّا بُويع عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) على منبر رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؛ قال خزيمة بن ثابت الأنصاري وهو واقف بين يدَي المنبر:

إذا نحن بايعنا عليّاً فحسبنا = أبو حسنٍ ممّا يخاف من الفتنْ

وجدناه أولى الناس [بالناس] إنّه = أطبّ قريش بالكتاب وبالسُننْ

وإنّ قريشاً ما تشقّ غباره(٣) = إذا ما جرى يوماً على الضمّر البدنْ

وفيه الذي فيهم من الخير كلِّه = وما فيهم بعض الذي(٤) فيه من حسنْ

____________________

(١) رواه في آخر الفصل الثالث من مناقبه ص١٦، ط الغري.

(٢) هكذا رواه الحاكم في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من المستدرك: ج٣ ص١١٤.

وفي نسختيّ من فرائد السمطين الجزء الثاني هاهنا: حدثنا أبو بكر بن عياش، حدثنا أبو بكر ابن أبي دارم الحافظ..

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في ط الغري من مناقب الخوارزمي، وفي نسختي من فرائد السمطين الجزء الثاني: (وإنّ قريشاً ما يشق غبارها).

(٤) هذا هو الظاهر الموافق لما في طبع الغريّ من مناقب الخوارزمي، وفي أصليّ من فرائد السمطين الجزء الثاني:

وفيه الذي فيهم من الخير كلّهم = وما فيهم كلّ الذي فيه من حَسَنْ

وانظر أخبار شعراء الشيعة ص٣٦، والباب () من كفاية الطالب ص١٢٧.

٨٣

[دخول فاطمة على أبيها في مرض وفاته، وبكائها، وتسلية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إيّاها بأنّ الله تعالى لعنايته الخاصّة لها ولأهل بيته قد أعطاهم خصالاً لم يعطها غيرهم؛ فهو تعالى لا يضيعهم بل دائماً يلحظهم بعين العناية].

٤٠٣ - أخبرني الشيخ الإمام أبو عمرو [عثمان] بن الموفّق الأذكاني بقراءتي عليه بإسفرايين - في صفر سنة أربع وستّين وستّمئة - قلت له: أخبركم الشيخ الإمام مجد الدين عبد الحميد بن محمد بن إبراهيم الخوارزمي (رحمه الله) إجازةً، قال: أنبأنا الحافظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن العطّار الهمداني (رحمه الله)(١) قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد الأصفهاني، قال: حدّثنا الشيخ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، حدّثنا سليمان بن أحمد(٢) حدثنا محمد بن رزيق بن جامع المصري(٣) حدّثنا الهيثم بن حبيب(٤) حدثنا سفيان بن عيينة، عن عليّ بن [عليّ] الهلالي، عن أبيه، قال:

دخلت على النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وهو في الحالة التي قُبض فيها(٥) فإذا فاطمة

____________________

(١) ورواه عنه أيضاً في كتاب ذخائر العقبى ص١٣٥، وقال:

خرّجه الحافظ أبو العلاء الهمداني في أربعين حديثاً في المهديّ، ورواه عنه في فضائل الخمسة: ج٣ ص٢٢١.

(٢) وهو الحافظ الطبراني، والحديث رواه تحت الرقم: (١٤٧) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من المعجم الكبير: ج١ / الورق ١٢٧ / وفي ط١: ج٣ ص...

ورواه عنه في الحديث: (٣٠٣) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج١، ص٢٣٩ ط١، وفي ط٢: ج١، ص٢٦٠.

(٣) هذا هو الصواب الموافق لما في تاريخ دمشق، وفي الأصل: (محمد بن زريق عن جامع المقري).

(٤) كذا في تاريخ دمشق ومجمع الزوائد: ج٩ ص١٦٥، نقلاً عن الطبراني،

وفي مخطوطة طهران من فرائد السمطين الجزء الثاني: (هشيم بن حبيب).

وفي نسخة السيد علي نقي: (هشيم بن حيدر).

(٥) كذا في نسخة طهران، وفي تاريخ دمشق: (دخلت على رسول الله في شكاته التي قُبض فيه، فإذا فاطمة عند رأسه...

٨٤

عند رأسه فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) طرفه إليها فقال:(حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت:أخشى الضيعة من بعدك . فقال:يا حبيبتي أما علمتِ أنّ الله عزّ وجلّ أطع على أهل الأرض إطلاعة فاختار منها أباك وبعثه برسالته، ثمّ أطلع إطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إليَّ أن أنكحك إيّاه.

يا فاطمة ونحن أهل البيت قد أعطانا الله عزّ وجلّ سبع خصال لم يعط أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا: أنا خاتم النبيّين وأكرم النبيّين على الله عزّ وجلّ، وأحبّ المخلوقين إلى الله تعالى، وأنا أبوكِ.

ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله عزّ وجلّ وهو بعلك.

وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله عزّ وجلّ وهو حمزة بن عبد المطّلب عمّ أبيك.

ومنّا مَن له جناحان أخضران يطير مع الملائكة حيث يشاء، وهو ابن عمّ أبيك وأخو بعلك.

ومنّا سبطا هذه الأُمّة وهما: ابناك الحسن والحسين، وهما سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما (١) .

يا فاطمة والذي بعثني بالحق: إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّة، إذا ضاقت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن وتقطّعت السُبل، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يرحم كبير، فيبعث الله عزّ وجلّ عند ذلك منهما مَن يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً(٢) يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت [به] في أوّل الزمان، ويملأ الدنيا عدلاً كما مُلئت جوراً.

____________________

(١) وقريباً من هذا الصدر رواه الطبراني بسندٍ آخر في ترجمة أحمد بن محمد المري القنطري من المعجم الصغير: ج١، ص٣٧، قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن العبّاس المري القنطري، حدثنا حرب بن الحسن الطحّان، حدثنا حسين بن الحسن الأشقر، حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية يعني ابن ربعي:

عن أبي أيّوب الأنصاري، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لفاطمة:(نبيّنا خير الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك حمزة، ومنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنّة حيث يشاء وهو ابن عمّ أبيك جعفر، ومنّا سبطا هذه الأمّة الحسن والحسين وهما ابناك، ومنّا المهديّ) .

قال الطبراني: لم يروه عن الأعمش إلاّ قيس، تفرّد به حسين الأشقر.

(٢) كذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق: (مَن يفتتح حصون الضلالة...). و(غلف): جمع أغلف: الذي لا يعي شيئاً كأنّه في غلاف لا يصل إليه شيء.

٨٥

يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي، فإنّ الله عزّ وجلّ أرحم بك وأرأف عليك منّي (١) ؛ وذلك لمكانك وموقعك من قلبي، قد زوّجك الله زوجك وهو أعظمهم حسباً، وأكرمهم منصباً، وأرحمهم بالرعيّة، وأعدلهم بالسويّة، وأبصرهم بالقضيّة، وقد سألت ربّي عزّ وجلّ أن تكوني أوّل مَن يلحقني مِن أهل بيتي) .

قال علي (عليه السلام):(فلمّا قُبض رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) لم تبق فاطمة بعده إلاّ خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها الله به (عليها السلام)) .

____________________

(١) هذا هو الظاهر الموافق لما في ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق، وفي أصليَّ من فرائد السمطين الجزء الثاني: (وأرق عليك منّي...).

٨٦

الباب التاسع عشر

[في ما أنشده أمير المؤمنين (عليه السلام) في رثاء فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا توفّيت].

٤٠٤ - أنبأني الشيخ الثقة أبو علي الحسن بن عليّ بن أبي بكر ابن الخلاّل، قال: أنبأنا الثقة أبو طالب عقيل بن نصر الله بن عقيل بن الصوفي سماعاً، عليه بقراءة أحمد بن محمود الجوهري، في الرابع والعشرين من شوّال سنة سبع وثلاثين وستّمئة، قال: أنبأنا الشيخ أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الثقفي سماعاً عنه، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد الأصفهاني قراءةً عليه وأنا أسمع - يوم الجمعة الحادي والعشرين من شعبان سنة خمس عشرة وخمسمئة - قال: أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم الربّان المصري المعروف باللُّكّي بالبصرة في نهر دبيس(١) - قراءةً عليه فأقرَّ به، في صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمئة - قال: حدثنا أحمد ابن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر بمصر، قال: حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط، قال: حدثني إبراهيم بن نبيط، عن جدّه نبيط بن شريط، قال:

لمّا توفّيت فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم وعليها) أنشأ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) يقول:

لكلِّ اجتماعٍ من حبيبين فرقةٌ(٢) = وإنَّ ممّاتي بعدكم لقريبُ

وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ(٣) = دليلٌ على أن لا يدومَ حبيبُ

____________________

(١) الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (بالكي بالبصرة في نهر...).

(٢) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي وكثير من المصادر: (من خليلين).

والأبيات رواها الحاكم في باب مناقب فاطمة (عليها السلام) من المستدرك: ج٣ ص١٦٣، ولكنّها على روايته لاميّة.

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي، وهامش نسخة طهران بعنوان: (خ ل). وفي متن نسخة طهران: (وإنّ افتقادي واحداً بعد واحدٍ).

وللأبيات مصادر أُخر وذكرها أيضاً ابن عساكر بسندٍ آخر في الحديث: (١٣٢٠) من ترجمة أمير المؤمنين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج٣ ص٢٥٠ ط١.

٨٧

[زيارة الإمام أمير المؤمنين قبر الزهراء (صلوات الله عليهما) كل يومٍ بعدما دفنها، وما أنشده (عليه السلام) في بعض أيام زيارته، وقد انكبَّ على قبرها، وما أجابه الهاتف في جواب أُنشودته].

٤٠٥ - أخبرني العلاّمة تاج الدين أبو المفاخر محمد بن أبي القاسم محمود السديدي(١) الزوزني (رحمه الله) - فيما كتب إليَّ من واشير كرمان في رجب سنة أربع وستّين وستّمئة(٢) - قال: أخبرني الإمام أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسين إجازةً في شعبان سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة، أنبأنا الإمام العدل الثقة الرضيّ محمد بن الفضل الفُراوي إجازةً بروايته، عن شيخ الإسلام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني(٣) (قدّس الله روحهما) إجازةً إن لم يكن سماعاً - قال: أنبأنا أبو الحسن ابن أبي إسحاق المزكّي، حدّثني أحمد بن محمود بن حامد الفارسي، حدثني أبو بكر السرخسي، حدثنا عليّ بن إسماعيل الإصبهاني(٤) حدثنا عليّ بن السيدي(٥) قال: سمعت [الإمام] موسى بن جعفر يحكي عن أبيه، قال:

لمّا دفن عليٌّ فاطمة بنت رسول الله (عليهما السلام) [كان] يزور قبرها كل يومٍ، فيبكيها، فأقبل ذات يومٍ حتى انكبَّ على قبرها(٦) وأنشأ [يقول]:

____________________

(١) هذا هو الصواب الموافق لما تقدّم تحت الرقم: (١٦٠) في الباب: (٤١) من السمط الأوّل: ج١، ص٢٠٥.

وهاهنا في مخطوطة طهران: (السديسي).

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي غير أنّ فيه: (من كواشير كرمان...).

ومثل ما في نسخة السيد علي نقي هاهنا تقدّم أيضاً تحت الرقم: (١٦٦) في الباب: (٤٢) من: ج١، ص٢١٢ ط١، غير أنّه لم يذكر هناك قوله: (واشير).

وقريباً ممّا هاهنا تقدّم أيضاً تحت الرقم: (١٦٠) في الباب: (٤١) من السمط الأوّل في: ج١، ص٢٠٥، غير أنّ هناك كان في نسخة السيد علي نقي تصحيف، ولم يذكر أيضاً هناك قوله المذكور هاهنا: (في رجب سنة أربع وستّين وستّمئة). كما أنّ هذا القول سقط هاهنا من نسخة طهران.

(٣) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (إسماعيل بن عبد الله الصابوني؟).

(٤) كذا في نسخة طهران، وفي مخطوطة السيد علي نقي: (إسماعيل بن علي الإصبهاني).

(٥) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (المسندي؟).

(٦) وقوله: (كل يوم فيبكيه، فأقبل ذات يوم حتى انكبّ على قبره). غير موجود في نسخة السيد علي نقي، وإنّما هو من نسخة طهران.

٨٨

مالي مررتُ(١) على القبورِ مسلّماً = قبرَ الحبيبِ فلم يردّ جوابي

أحبيب مالك لا تجيبُ منادياً(٢) = أمللتَ بعدي خِلّة الأحبابِ

فأجابه هاتفٌ يقول:

قال الحبيب: وكيف لي بجوابكم = وأنا رهين جنادلٍ وترابِ

أكَلَ الترابُ محاسني فنسيتكم = وحُجبت عن أهلي وعن أترابي(٣)

فعليكمُ منّي السلامُ تقطّعت = عنّي وعنكم خِلّة الأحبابِ

____________________

(١) كذا في الأصل، وببالي أنّي ذكرت الأبيات في الباب السادس من نهج السعادة عن مصدرٍ آخر - ولكن لا يحضرني الآن كي أُراجعه وفيه: (مالي وقفت على القبور مسلّماً).

(٢) كذا في الأصل، وفي المصدر المشار إليه في التعليق السالف: (أحبيب مالك لا تردّ جوابنا).

(٣) هذا هو الظاهر الموافق لما في كثيرٍ من المصادر، وفي نسخة السيد علي نقي: (أقرابي). وفي نسخة طهران: (أصحابي).

٨٩

[مجيء فاطمة باكية إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإخبارها إيّاه بفقد الحسن والحسين، وتسلية رسول الله إيّاها، ثمّ رفعه يديه ودعائه لهم، ثمّ نزول جبرئيل (عليه السلام) وإخباره النبيّ بأنّهما نائمان في حضيرة بني النجّار وتوجّه رسول الله إليهما، ثمّ أخذهما معه إلى المسجد، ثمّ صعوده المنبر وإعلامه الناس بأنّهما خير الناس جَدّاً وجَدّةً، وأُمّاً وأباً، وعمّاً وعمّةً، وخالاً وخالةً، وأنّهم أجمعون ومَن أحبّهما في الجنّة، وأنّ مَن أبغضهم في النار].

٤٠٦ - أخبرني السيد الشريف بهاء الدين أبو محمد الحسن ابن الشريف مودود بن الحسن بن يحيى الحسني العلوي التبرزي (رحمه الله)(١) كتابةً منها [إليّ] في شهور سنة أربع وستّين وستّمئة، والشيخ محيي الدين أبو البركات عبد الرحمان - ويدعى عبد المحيي - بن أحمد بن أبي البركات الحربي إجازةً، قالا: أنبأنا الإمام مجد الدين يحيى بن الربيع بن سلمان بن جرار الواسطي إجازةً، قال: أنبأنا أبو الحسن(٢) جامع بن أبي نصر [بن] عبد الرحمان [أنبأنا] أبي إسحاق [بن] إبراهيم ابن أبي نصر السقّاء.

حيلولة: وأخبرنا الإمام وحيد الدين محمد بن محمد بن أبي بكر ابن أبي يزيد

____________________

(١) الظاهر أنّ هذا هو الصواب، ومثله تقدّم تحت الرقم: (٦٥) في الباب: (١٦) من السمط الأوّل، في: ج١، ص٨٥.

وقريباً منه تقدّم أيضاً تحت الرقم: (١٦٢) في الباب: (٤١) من السمط الأوّل في: ج١، ص٢٠٧.

وأيضاً تقدّم باختصار تحت الرقم: (١٩٤، و٢٤٦) في الباب: (٤٨ و ٥٧) من السمط الأوّل في: ج١، ص٢٥١ و ٣٠٧.

وفي نسخة طهران هاهنا: (أبو محمد بن الحسن بن الشريف مودود بن الحسن بن يحيى الحسن العلوي التبريزي (رحمه الله) كتابةً منه.

وفي نسخة السيد علي نقي: (الحسن بن الشريف مودود بن الحسن بن الأسود الحسني الزبيري [كذا] كتابة بها في شهور سنة أربع وستّين وستّمئة).

وقوله: (في شهور سنة أربع وستّين وستّمئة) غير موجودة في نسخة طهران.

(٢) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أنبأنا أبو الخير جامع بن أبي نصر...).

٩٠

الفزعتري(١) الجويني (رحمه الله) بقراءتي عليه في جمادى الأُولى سنة ثلاث وستّين وستّمئة، قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي (رحمه الله)، قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين أبو الفتوح ابن أبي عبد الله محمد بن عمر بن يعقوب (رحمهم الله)، قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن عليّ بن الفضل الفاريابي(٢) قال: أنبأنا شيخ الإسلام أبو عليّ(٣) الفضل بن محمد الفاريدي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا الإمام أبو عثمان ابن الإمام أبي نصر عبد الرحمان المقتول ظلماً، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن الحاكم، أنبأنا أبو بكر ابن أبي بكر، حدثنا محمد بن يحيى بن أحمد الفقيه البارع صاحب أبي العبّاس بن شريح بهمدان، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان العدل بالبصرة، أنبأنا إسحاق بن سليمان الهاشمي [قال]:

سمعت أبي يوماً يحدّث أنّهم كانا عند الرشيد فجرى ذكر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال الرشيد: يتوهَّم العوام أنّي أبغض عليّاً ووِلده، والله ما ذلك كما يظنون!!! وإنّ الله يعلم شدّة حبّي لعليّ وللحسن والحسين (رضوان الله عليهم).

والله لقد حدثني أمير المؤمنين المهدي، عن أمير المؤمنين المنصور، أنّه حدثه عن أبيه عن جدّه، عن عبد الله بن عبّاس أنّه قال(٤) :

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي مخطوطة السيد علي نقي: (الفرعنوي).

وانظر ما تقدّم تحت الرقم: (٣٨٣) في أوّل الباب: (١١) من هذا السمط.

(٢) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن عليّ بن الفضل القارئ قالا...).

(٣) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (أنبأنا الشيخ أبو علي...).

(٤) من قوله: (حدثه عن أبيه عن جدّه) رواه الخوارزمي بسند آخر عن الأعمش في أوّل الفصل: (١٩) من مناقبه، ص٢٠٠ ط الغري.

ورواه عنه أيضاً وعن المناقب الفاخرة في الباب: (١٠٧) من غاية المرام ص٦٥٣.

ورواه أيضاً العلاّمة الأميني (رفع الله مقامه) في ثمرات الأسفار: ج٢ ص٣٢ ولكن لم يذكر متنه حرفيّاً بل ذكر سنده فقط.

ورواه أيضاً ابن المغازلي بثلاثة أسانيد أُخر بمتنٍ أطول ممّا هنا، في الحديث: (١٨٧) من مناقبه ص٥٨.

وذكره أيضاً العلاّمة الأميني في هامش نسخته التي كتبها بيده الكريمة من مناقب ابن المغازلي، وقال: وأخرجه أبو سعد أحمد الماليني في جزءٍ له عن ابن عديّ.

ورواه قبلهم جميعاً الشيخ الصدوق (رفع الله درجاته) بأسانيد ثلاثة في المجلس: (٦٧) من أماليه ص٢٠٧،

ورواه عنه في الباب: (١٠٨) من غاية المرام ص٦٥٧.

ورواه أيضاً تحت الرقم: (٦٢) في ترجمة الأعمش من نور القبس ص٢٥١.

ورواه أيضاً ابن المغازلي بسندٍ آخر في الحديث: (٤٢٦) من مناقبه ص٣٧٧ ط١، قال:

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن زيد بن مروان بالكوفة، أخبرنا إسحاق بن محمد

٩١

كنّا ذات يومٍ مع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) إذ أقبلت فاطمة (عليها السلام) [تبكي] فقال لها [رسول الله]:(فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت:إنّ الحسن والحسين خرجا فما أدري أين باتا هما؟ فقال لها:لا تبكين يا بنيّة [فإنّ] الذي خلقهما ألطف بهما منّي ومنك) .

ثمّ رفع النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) يديه فقال:(اللّهمّ إن كانا أخذا برّاً [أ] و بحراً فاحفظهما وسلّمهما) .

فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمّد لا تغتم [ظ] ولا تهتمّ وهما فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما خير منهما(١) هما في حظيرة بني النجّار نائمَين، وقد وكّل الله بهما مَلَكاً يحفظهما.

فقام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه حتى أتوا الحظيرة فإذا الحسن معانق الحسين، وإذا المَلَك الموكّل بهما أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما قد أظلّهما فانكبّ النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) [عليهم] يقبّلهما حتى انتبه، فجعل الحسن على عاتقه اليمنى، والحسين على عاتقه اليسرى، وجبريل معه حتى خرجا من الحظيرة، والنبي (صلّى الله عليه وسلّم) يقول:(لأشرّفنّكما كما شرّفكما الله تعالى. فتلقّاه أبو بكر الصدّيق (رضي الله عنه) قال: يا رسول الله ناولني أحد الصبيّين حتى أحمله عنك.

____________________

=

ابن مروان، حدثنا أبي، حدثا إسحاق بن زيد، عن سهل بن سليمان، عن أبي هارون العبدي:

عن أبي سعيد الخدري، قال: كنّا نتحدث عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) [وهو] يميل مرّة عن يمنه ومرّة عن شماله، فلمّا رأينا ذلك قمنا عنه.

فلمّا خرجنا إلى الباب [و] إذا نحن بفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لها عليّ:(يا فاطمة ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟ قالت:إنّ الحسن والحسين فقدتهما منذ أصبحت فلم أحسستهما، وما كنت أظنّهما إلاّ عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . قال عليّ:هما عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فارجعي ولا تؤذين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فإنّها ليست بساعة إذن .

فسمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كلام علي وفاطمة؛ فخرج في إزار ليس عليه غيره، فقال:ما أزعجك هذه الساعة من رحلك؟ فقالت:يا رسول الله ابناك الحسن والحسين خرجا من عندي فلم أرهما حتى الساعة، وكنت أحسبهما عندك وقد دخلني وجل شديد . فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):يا فاطمة إنّ الله عزّ وجلّ وليّهما وحافظهما ليس عليهما ضيعة إن شاء الله، ارجعي يا بُنيّة فنحن أحقّ بالطلب) .

فرجعت فاطمة إلى بيتها، فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في وجه وعليّ في وجه، فابتغياهما فانتهيا إليهما وهما في أصل حائط قد أحرقتهما الشمس وأحدهما متستّر بصاحبه، فلمّا رآهما على تلك الحال خنقته العبرة، وأكبّ عليهما يقبّلهما، ثمّ حمل الحسن على منكبه الأيمن وحمل الحسين على منكبه الأيسر، ثمّ أقبل بهما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يرفع قدماً ويضع أُخرى ممّا يكابد من حرّ الرمضاء، وكره أن يمشيا فيصيبهما ما أصابه فوقاهما بنفسه.

(١) كذا في أصليّ كليهما غير أنّ في نسخة السيد عليه نقي: (وأبوبهما خير منهم).

٩٢

فقال النبي (صلّى الله عليه وسلّم):نِعْمَ المطيّ مطيّهما، ونعم الراكبان هما.

[فسار] حتى أتى المسجد فأمر بلالاً فنادى بالناس فاجتمعوا في المسجد(١) فقام رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وهما على عاتقه، فقال:يا معشر المسلمين، ألا أدلّكم على خير الناس جدّاً وجدّةً؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال:(٢) الحسن والحسين جدّهما رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) سيّد المرسلين وجدّتهما خديجة سيّدة نساء العالمين.

ألا أدلّكم على خير الناس أباً وأُمّاً؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال:الحسن والحسين، أبوهما علي بن أبي طالب، وأُمهما فاطمة بنت خديجة سيّدة نساء العالمين.

ألا أدلّكم على خير الناس عمّاً وعمّةً؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال:الحسن والحسين (عليهما السلام)، عمّهما جعفر بن أبي طالب، وعمّتهما أُمّ هانئ بنت أبي طالب.

أيّها الناس ألا أخبركم بخير الناس خالاً وخالة؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال:الحسن والحسين خالهما [إبراهيم] ابن رسول الله وخالتهما زينب بنت رسول الله.

ثمّ قال:اللّهمّ إنّك تعلم أنّ الحسن والحسين في الجنّة، وأبوهما في الجنّة، وأُمّهما في الجنّة، وعمّهما في الجنّة، وعمّتهما في الجنّة، وخالهما في الجنّة وخالتهما في الجنّة، ومَن أحبّهما في الجنّة، ومَن أبغضهما في النار) (٣) .

قال سليمان: وكان هارون الرشيد يحدّثنا وعيناه تدمعان وتخنقه العبرة.

قال الإمام أبو عثمان [المعدّل]: هذا خبر غريب عجيب.

____________________

(١) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (فنادى بالناس فاجتمع الناس في المسجد...).

(٢) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (قال).

(٣) ورواه أيضاً الملاّ في وسيلة المتعبّدين: ج١ / الورق...

ورواه عنه في ذخائر العقبى ص١٣٠.

ورواه عنه أيضاً في فضائل الخمسة: ج٣ ص١٨٧، وانظر أيضاً منه ص٢٢٣.

وانظر الحديث: (١٨٧) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص... وانظر أيضاً الحديث: (١٧٣) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) منه ص١٣٦، ط١.

٩٣

الباب العشرون

فضيلة

لامعة البروق(١) ومنقبة باسقة العروق [في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابنيه الحسن والحسين في الليل الدامس بالانصراف إلى أُمّهما وأمر الله تعالى السماء بالبرق لإضاءة طريق سبطَي رسول الله، ثمّ ذهابهما إلى أُمّهما في ضوء البرق المتبسّط ورسول الله ينظر إليهما حتى دخلا على أُمّهم. وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت)].

٤٠٧ - أخبرنا الشيخ شمس الدين عبد الواسع بن عبد الكافي بن عبد الواسع الأبهري إجازةً، قال: أخبرنا شيخ شيوخ الإسلام ركن الدين أبو سعد محمد بن أحمد ابن أبي سعد عبد الصمد بن حمويه الجُوَيني (رحمهم الله) إجازةً، قال: أخبرنا الشيخ الإمام صدر المشايخ معين الدين أبو بكر ابن أبي الحسن بن محمد بن حمويه الجُويني إجازةً، قال: أخبرنا عبد الوهاب(٢) ابن إسماعيل بن عمر الصيرفي، قال: أخبرنا الشيخان عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.

حيلولة: وأخبرنا الشيخ المسند شرف الدين أبو الفضل [أحمد بن] هبة الله بن أحمد [بن محمد بن الحسن] ابن عساكر الدمشقي الشافعي بسماعي عليه بدمشق(٣) .

____________________

(١) هذا هو الظاهر، وفي أصلي: (الروق).

(٢) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أخبرنا أبو عبد الوهاب).

(٣) ما بين المعقوفات مأخوذ من الحديث: (١٤٦) في الباب: (٣٧) والحديث: (٢٥٣) في الباب: (٥٩) من السمط الأوّل، في: ج١، ص١٨٣، و٣٢٥.

٩٤

قال: أخبرتنا الشيخة الصالحة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن الشعري(١) قالت: أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي، قال: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حافد العبّاس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي [قال]: حدثني أبي سنة ستّين ومئتين، قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا سنة أربع وأربعين ومئة، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن أبي طالب - سلام الله عليهم أجمعين - [قال]:

(إنّ الحسن والحسين كانا يلعبان عند النبي (صلّى الله عليه وسلّم) حتى مضى عامّة الليل، ثمّ قال لهم: انصرفا إلى أُمّكم. فبرقت برقة فما زالت تضيء لهما حتى دخلا على فاطمة، والنبي (صلّى الله عليه وسلّم) ينظر إلى البرقة، فقال: الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت) (٢) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران هاهنا، وفي نسخة السيد علي نقي: (الحسن العسكري الشعري؟).

وفي الحديث: (٢٥٧) المتقدّم في الباب: (٥٧) من السمط الأوّل: (عن أُمّ المؤيّد زينب بنت عبد الرحمان بن أبي الحسن الشعرية).

(٢) وقريباً منه رواه أحمد بن حنبل في الحديث: (١٠٠) من مسند أبي هريرة من كتاب المسند: ج٢ ص١٣. ط١، وفي: ط٢: ج... ص...

ورواه أيضاً في الحديث: (٥٤) من باب فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) من كتاب الفضائل.

ورواه أيضاً ابن سعد في الحديث: (١٤) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من الطبقات الكبرى: ج٨.

وللحديث شواهد كثيرة تجد كثيراً منها في الحديث: (١٤٦ - ١٥٠) وتعليقاتها من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص...

وكذا نجد له شواهد أُخر في الحديث: (١٣٨ - ١٤٢) وتعليقاتها من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص١٠٣. ط١.

٩٥

الباب الحادي والعشرون

[في تبيين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخامة مقام ابنيه الحسن والحسين عند الله تعالى وقوله في شأنهم: مَن أحبّهما أحبّه الله وأدخله جنّات النعيم، ومَن أبغضهما أو بغى عليهما أبغضه الله وأدخله نار جهنّم].

٤٠٨ - أخبرني الشيخ كمال الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عليّ الشيذقاني الجُوَيني كتابةً، في ذي الحجّة سنة ثلاث وستّين وستّمئة، قال: أخبرنا أبو الحسن عليّ بن بندار بن جعفر الطبري.

وأخبرني جمال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد - يُعرف بمذكويه - إجازةً بروايته عن إمام الدين أبي القاسم عبد الكريم بن أبي الفضل القزويني إجازةً، قال: أنبأنا السيد نقيب النقباء شرف الدين محمد بن المطهّر بن يعلى بن عوض الفاطمي الهروي، إجازةً بجميع مسموعاته ومجازاته وما يجوز له روايته - في ذي الحجّة سنة ثلاث وستّين وخمسمئة - قال: أخبرنا أبو الفتح حمزة بن محمد بن عليّ الملقّب علي بحسول(١) الهمداني - قال الطبري: سماعاً. [و] قال الفاطمي: إجازةً، إن لم يكن [سماعاً] وكذا جميع مسموعاته - قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن عليّ القارئ بهرات(٢) قال: أخبرنا القاضي أبو المظفّر منصور بن إسماعيل

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (بنحوك - أو - بنحول؟).

وانظر ما يأتي في الحديث: (٥١٦) ص٢٤٠.

(٢) والحديث رواه أيضاً ابن عساكر تحت الرقم: (١٣١) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج.. ص٩٧ ط١، قال:

أخبرنا أبو بكر عبد الرحمان بن أحمد العلوي بدمشق، أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن علي البخاري بهرات...

ورويناه في تعليقه عن مصادر...

وواه أيضاً الحاكم في باب مناقب الإمام الحسن (عليه السلام) من المستدرك: ج٣ ص١٦٦، قال:

=

٩٦

الحنفي إملاءً، قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله السيّاري قال: أخبرنا أحمد بن نجدة القرشي قال: حدّثنا يحيى الحمّاني قال: حدّثنا قيس، عن محمد ابن رستم، عن زياد(١) :

عن سلمان قال: قال النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) للحسن والحسين:(مَن أحبّهما أحببته، ومَن أحببته أحبّه الله، ومَن أحبّه الله أدخله جنّات النعيم. ومَن أبغضهما - أو بغي عليهما - أبغضته، ومَن أبغضته أبغضه الله وأدخله نار جهنَّم وله عذاب مقيم) .

____________________

=

أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدثنا أبو جعفر محمد بن عليّ الشيباني بالكوفة، حدثني أبو الحسن محمد بن الحسن السبيعي، حدثا أبو نعيم الفضل بن دكين، حدثنا الأعمش عن إبراهيم، عن أبي ظبيان:

عن سلمان (رضي الله عنه)، قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:(الحسن والحسين ابناي مَن أحبّهما أحبّني، ومَن أحبّني أحبّه الله، ومن أحبّه الله أدخله الجنّة. ومَن أبغضهما أبغضني، ومَن أبغضني أبغضه الله، ومَن أبغضه الله أدخله النار) .

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وانسدّ على الذهبي طريق الفرار فكشف عن سوأته، وقال: هذا حديث منكر!!! وإنّما رواه بقي بن مخلد بإسنادٍ آخر واهٍ عن زاذان، عن سلمان.

ورواه بعده باختصار عن أبي هريرة، وقال هو والذهبي صحيح.

ورواه أيضاً في مجمع الزوائد: ج٩ ص١٨١.

ورواه عنهما في فضائل الخمسة: ج٣ ص٢٠٦.

(١) ومثله في الحديث: (١٣١) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج٢ ص٩٧ ط١.

وفي الحديث: (١٣٢) منه: (عن زادان) ولعلّه الصواب..

٩٧

[قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة) برواية عبد الله بن عبّاس].

٤٠٩ - أخبرنا الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان بقراءتي عليه بنابلس، قال: أخبرنا عبد الصمد بن محمد الأنصاري الحرستاني إجازةً، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفُراوي، أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد ابن الحسين بن عليّ البيهقي، قال: أخبرنا الحاكم الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع النيسابوري، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن عقبة القاضي الحنفي المروزي، قال: حدّثنا عبد الله بن محمود البغدادي، قال: حدّثنا محمد بن عبيد الهمداني، قال: حدثنا يوسف بن محمد(١) قال: حدثنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير:

عن ابن عبّاس: أنّ النبي (صلّى الله عليه وسلّم) قال:(الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة) .

[و] رواه الإمام محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (رحمه الله) بزيادةٍ فيه في مسنده(٢) .

____________________

(١) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن يوسف)؟

ورواه أيضاً ابن عساكر - في الحديث: (٦٦) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج... ص٤٥ ط١، قال:

أخبرنا أبو العلاء صاعد بن أبي الفضل بن أبي عثمان الماليني، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن أحمد السقطي المقرئ، أنبأنا أبو الفضل...

(٢) لم يتيسّر لي الآن المراجعة إلى مقدّمة سنن ابن ماجة، والظاهر أنّ مراده هو الحديث التالي المنقول عن ابن ماجة.

٩٨

الباب الثاني والعشرون

[في تقريض النبي سبطيه وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة) برواية عبد الله بن عمر].

٤١٠ - أخبرنا الشيخ العدل الصالح محمد بن أبي القاسم بن عمر المقرئ بقراءتي عليه بمدينة السلام بغداد، قال: أخبرنا الشيخ عبد اللطيف ابن القبيطي - إجازةً إن لم يكن سماعاً - والشيخ الإمام شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي (رضي الله عنه) إجازةً، بروايتهما عن أبي زرعة طاهر بن محمد بن عليّ المقدسي، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد المقوّمي - إجازةً إن لم يكن سماعاً، وكان الشيخ أبو زرعة محقّق سماعه؛ فقرئ عليه كذلك احتياطاً - قال: أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب، قال: أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أبي تميم بن سلمة، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (رحمه الله)(١) قال: حدّثنا محمد بن موسى الواسطي [حدثنا] المعلّى بن عبد الرحمان، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن نافع:

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما) .

____________________

(١) رواه في الحديث: (١١٨) من سننه: ج١، ص٤٢.

ورواه أيضاً ابن الإعرابي في معجم الشيوخ: ج٥ / الورق ١٨٣ / ب / عن الحسن بن عليّ الخلاّل الحلواني، عن المعلّى...

ورواه أيضاً ابن عساكر بأسانيد في الحديث: (١٣٤) من ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق.

ورواه أيضاً في الحديث: (٦٨) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق: ج.. ص٤٦

=

٩٩

____________________

=

والحديث رواه جماعة كثيرة من الصحابة، ورواه ابن عساكر عن جماعة منهم بطرق كثيرة تحت الرقم: (٦٢) وتواليه من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص٤١ ط١.

ورواه أيضاً في فضائل الخمسة: ج٣ ص٢١٥.

ورواه أيضاً البغوي في معجم الصحابة: ج٢٢ / الورق ٤٢ / ب / قال:

أنبأنا محمد بن أشكاب، أنبأنا عمران بن إماث [كذا] أنبأنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث، قال: حدّثني أبي عن جدّي، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):(الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة) .

ورواه ابن عساكر بسنده عنه وعن غيره في الحديث: (٧١) من ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من تاريخ دمشق ص٤٨ ط١.

ورواه أيضاً الحاكم في باب مناقب الإمام الحسن (عليه السلام) من المستدرك: ج٣ ص١٦٧، بأسانيد قال:

حدثنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن عليّ بن عفّان، حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمان الحماني، حدثنا الحكم بن عبد الرحمان بن أبي نعم، عن أبيه:

عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال:(الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة إلاّ ابنيّ الخالة) .

قال الحاكم: هذا حديث قد صحّ من أوجه كثيرة، وأنا أتعجّب أنّهما لم يخرّجاه؟!

حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل، حدثنا السري بن خزيمة، حدثنا عثمان بن سعيد المري، حدثنا عليّ بن صالح، عن عاصم، عن زرّ:

عن عبد الله [بن مسعود] (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):(الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما) .

قال الحاكم - وأقرّه الذهبي: هذا حديث صحيح بهذه الزيادة ولم يخرّجاه.

ثمّ قال الحاكم: وشاهده ما:

حدثناه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن صبيح العمري، حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة الإمام، حدثنا محمد بن موسى القطان، حدثنا معلّى بن عبد الرحمان، حدثنا ابن أبي ذئب، عن نافع:

عن ابن عمر قال: قال رسول اله (صلى الله عليه وآله وسلم):(الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما) .

١٠٠