أشهد أن عليا ولي الله في الأذان

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان10%

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان مؤلف:
الناشر: الاجتهاد
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 595

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان
  • البداية
  • السابق
  • 595 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156860 / تحميل: 12405
الحجم الحجم الحجم
أشهد أن عليا ولي الله في الأذان

أشهد أن عليا ولي الله في الأذان

مؤلف:
الناشر: الاجتهاد
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(1) .

وقال أبو جعفر العقيلي : كان يقول بالرجعة(2) .

وقال أبو حاتم بن حبان : فتن بحب علي بن أبي طالبعليه‌السلام (3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثالثة(4) .

وقال المزي : روى عن : الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وأبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري ، وعلي بن أبي طالبعليه‌السلام في سنن ابن ماجة ، وعمار بن ياسر ، وعمر بن الخطاب.

روى عنه : الأجلح بن عبد الله الكندي ، وثابت بن أسلم البناني ، وأبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي ، ورزين بياع الأنماط ، وأبو الجارود زياد بن المنذر ، وسعد بن طريف الاسكاف في سنن ابن ماجة ، وسعيد بن مينا ، وعلي بن الحزور ، وفطر بن خليفة ، ومحمد بن السائب الكلبي ، والوليد بن عبدة الكوفي ، ويحيى بن أبي الهيثم العطار(5) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن ابن ماجة(6) .

__________________

1 ـ المعارف : 624.

2 و 5 ـ تهذيب الكمال : 3 / 308.

3 ـ المجروحين : 1 / 174 ، تهذيب التهذيب : 1 / 363 الرقم 658.

4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 81 الرقم 613.

6 ـ سنن ابن ماجة : 2 / 1152 الرقم 3482 ، باب موضع الحجامة.

٦١

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

أورده النجاشي وقال : « كان من خاصة أمير المؤمنينعليه‌السلام »(1) ، وعده الشيخ الطوسي تارة فيمن روى عن الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، واخرى في أصحاب الامام المجتبىعليه‌السلام (2) .

[ 13 ] إياس بن عامر الغافقي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

إياس بن عامر الغافقي ثم المناري المصري ، ومنار بطن من غافق ، وهو عم موسى بن أيوب(3) .

قال العجلي : صدوق ، تابعي ، لا بأس به(4) .

وقال ابن حجر : صدوق(5) .

وقال أيضا : وصحح له ابن خزيمة(6) .

وعده ابن حبان في الثقات(7) .

__________________

1 ـ رجال النجاشي : 8 الرقم 5.

2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 57 الرقم 470 ، وص 93 الرقم 919.

3 ـ تهذيب الكمال : 3 / 404 الرقم 591.

4 ـ تاريخ الثقات : 75 الرقم 126.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 87 الرقم 672.

6 ـ تهذيب التهذيب : 1 / 340.

7 ـ كتاب الثقات : 4 / 33.

٦٢

2 ـ تشيّعه :

قال أبو سعيد بن يونس : كان من شيعة علي ، والوافدين عليه من أهل مصر ، وشهد معه مشاهده(1) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(2) .

وقال المزي : روى عن : عقبة بن عامر الجهني ، وعلي بن أبي طالب.

روى عنه : ابن أخيه موسى بن أيوب الغافقي(3) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(4) ، وابن ماجة(5) .

__________________

1 و 3 ـ تهذيب الكمال : 3 / 404 الرقم 591.

2 ـ تقريب التهذيب : 1 / 87 الرقم 672.

4 ـ سنن أبي داود : 1 / 230 ، كتاب الصلاة ، باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده ، الحديث 869.

5 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 287 ، كتاب اقامة الصلاة والسنة فيها ، باب التسبيح في الركوع والسجود ، الحديث 20.

٦٣

حرف الباء

[ 14 ] بكير بن عبد الله الطائي

1 ـ شخصيته ووثاقته :

بكير بن عبد الله ، ويقال : ابن أبي عبد الله الطائي الكوفي الطويل ، المعروف بالضخم(1) .

قال ابن حجر : مقبول(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال ابن حجر : رمي بالرفض(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السادسة(4) .

وقال المزي : روى عن : سعيد بن جبير ، وكريب مولى ابن عباس في مسلم وسنن ابن ماجة ، ومجاهد.

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 246 الرقم 766.

2 ـ 4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 108.

٦٤

روى عنه : إسماعيل بن سميع الحنفي ، وأشعث بن سوار ، وسلمة بن كهيل في مسلم وابن ماجة(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح مسلم(2) ، وسنن ابن ماجة(3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 246 الرقم 766.

2 ـ صحيح مسلم : 1 / 529 ، كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه ، ذيل الحديث 187.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 170 ، كتاب الطهارة ، باب وضوء النوم ، ذيل الحديث 508.

٦٥

حرف التاء

[ 15 ] تليد بن سليمان ( ـ 190 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

تليد بن سليمان المحاربي ، أبو سليمان ، ويقال : أبو إدريس ، الكوفي الأعرج(1) .

قال أبو بكر المروذي : قال أحمد : ولم ير به بأسا(2) .

وقال العجلي : لا بأس به(3) .

2 ـ تشيّعه :

قال أبو داود : رافضي خبيث ، رجل سوء ، يشتم أبا بكر وعمر(4) .

وقال عباس الدوري : قعد فوق سطح مع مولى لعثمان بن عفان ، فذكروا عثمان ، فتناوله تليد ، فقام إليه مولى عثمان ، فأخذه فرمى به من فوق السطح فكسر

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 320 الرقم 798.

2 ـ تهذيب الكمال : 4 / 321.

3 ـ تاريخ الثقات : 88 الرقم 176.

4 ـ تهذيب الكمال : 4 / 322.

٦٦

رجليه ، وكان يمشي على عصا(1) .

وقال العجلي : كان يتشيّع(2) .

وقال أحمد : كان مذهبه التشيّع(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الثامنة(4) .

وقال المزي : روى عن : حمزة بن حبيب الزيات ، وأبي الجحاف داود بن أبي عوف في سنن الترمذي ، وعبد الملك بن عمير ، وعطاء بن السائب ، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

روى عنه : إبراهيم بن عبس التنوخي الكوفي ، وأحمد بن حاتم الطويل ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وإسحاق بن موسى الأنصاري ، وإسماعيل بن موسى الفزاري ، وحسن بن حسين العرني الكوفي ، وسعيد بن نصير ، وسهل بن عثمان العسكري ، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج في الترمذي ، وعبد الرحمان بن صالح الأزدي ، وعبد العزيز بن بحر البغدادي ، ومحمد بن إسماعيل القلوسي ، ومحمد بن الجنيد ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن علي العطار ، ومختار بن غسان ، ونعيم بن حماد الخزاعي ، وهشيم بن أبي ساسان الكوفي ، ويحيى بن يحيى النيسابوري(5) .

__________________

1 و 3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 322.

2 ـ تاريخ الثقات : 88 الرقم 176.

4 ـ تقريب التهذيب : 4 / 322 الرقم 6.

5 ـ تهذيب الكمال : 4 / 321.

٦٧

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى له الترمذي فقط(1) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام (2) .

__________________

1 ـ سنن الترمذي : 5 / 616 ، كتاب المناقب ، الحديث 3680.

2 ـ راجع رجال الشيخ الطوسي : 173 الرقم 2045.

٦٨

حرف الثاء

[ 16 ] ثوير بن أبي فاختة

1 ـ شخصيته ووثاقته :

ثوير بن أبي فاختة ، واسمه سعيد بن علاقة القرشي الهاشمي ، أبو الجهم الكوفي(1) .

قال العجلي : كوفي ، هو وأبوه لا بأس بهما(2) .

2 ـ تشيّعه :

قال محمود بن غيلان ، عن شبابة بن سوار : قلت ليونس بن أبي إسحاق : مالك لا تروي عن ثوير ، فإن إسرائيل كتب عنه؟ قال : إسرائيل أعلم ما صنع به ، كان رافضيا(3) .

وقال الحاكم : لم ينقم عليه إلا التشيّع(4) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الرابعة(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 429 الرقم 863.

2 ـ تاريخ الثقات : 91 الرقم 191.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 430 ، الكامل : 2 / 532 ، المعرفة والتاريخ : 3 / 112.

4 ـ المستدرك على الصحيحين : 2 / 510.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 121 الرقم 54.

٦٩

وقال المزي : روى عن : زيد بن أرقم ، وسعيد بن جبير ، وأبيه أبي فاختة سعيد بن علاقة في سنن الترمذي ، والطفيل بن أبي كعب ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب في الترمذي ، ومجاهد بن جبر في الترمذي ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، ويحيى بن جعفر بن هبيرة ، وعن رجل من أهل قباء ، عن أبيه في سنن الترمذي.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في الترمذي ، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث النخعي ، وحجاج بن أرطاة ، وسفيان الثوري في الترمذي ، وسليمان الأعمش ، وشعبة بن الحجاج في الترمذي ، وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، وعبد الملك بن سعيد بن أبجر ، وعبيدة بن حميد ، وعمرو بن قيس الملائي ، ومحمد بن عبيدالله العرزمي ، وهارون بن سعد ، وأبو بلج الفزاري الكبير يحيى بن أبي سليم(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن الترمذي(2) .

5 ـ ترجمته في رجال

الشيعة : عده الشيخ الطوسي تارة في أصحاب الامام السجاد ، وثانية في أصحاب الامام الباقر ، وثالثة في أصحاب الامام الصادقعليهم‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 429.

2 ـ سنن الترمذي : 3 / 300 ، كتاب الجنائر ، باب ما جاء في عيادة المريض ، الحديث 969.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 111 الرقم 1085 ، وص 129 الرقم 1310 ، وص 174 الرقم 2055. وانظر رجال النجاشي : 188 الرقم 303.

٧٠

حرف الجيم

[ 17 ] جابر بن يزيد الجعفي ( ـ 128 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

جابر بن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل بن مرئي بن جعفي الجعفي ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو يزيد ، ويقال : أبو محمد الكوفي(1) .

قال أبو عيسى : وسمعت الجارود يقول : سمعت وكيعا يقول : لولا جابر الجعفي لكان أهل الكوفة بغير حديث(2) .

وقال إسماعيل بن علية ، عن شعبة : جابر صدوق في الحديث(3) .

وعن الجراح بن مليح يقول : سمعت جابرا يقول : عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلها(4) .

عن ابن مهدي ، سمعت سفيان يقول : ما رأيت في الحديث أورع من جابر الجعفي(5) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 465 الرقم 879.

2 ـ سنن الترمذي : 5 / 741.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 467.

4 ـ صحيح مسلم : 1 / 20 المقدمة.

5 ـ ميزان الاعتدال : 1 / 382.

٧١

2 ـ تشيّعه :

قال الذهبي : من أكبر علماء الشيعة(1) .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن يعلى المحاربي : قيل لزائدة : ثلاثة لا تروي عنهم ، لم لا تروي عنهم؟ ابن أبي ليلى ، وجابر الجعفي ، والكلبي؟ قال : أما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة(2) .

وقال ابن حجر : رافضي(3) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة الخامسة(4) .

قال المزي : روى عن : حارث بن مسلم ، وخيثمة بن أبي خيثمة البصري في سنن الترمذي ، وزيد العمي في سنن ابن ماجة ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وطاووس بن كيسان ، وعامر بن شراحيل الشعبي في سنن ابن ماجة ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي الصحابي ، وأبي حريز عبد الله بن الحسين قاضي سجستان في سنن ابن ماجة وعبد الله بن نجي في التفسير ، وعبد الله بن عبد الرحمان بن الأسود بن يزيد في سنن الترمذي ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس في سنن ابن ماجة ، وعمار الدهني في سنن ابن ماجة ، والقاسم بن عبد الرحمان بن عبد الله ابن مسعود في سنن ابن ماجة ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، ومجاهد بن

__________________

1 ـ الكاشف : 1 / 131 الرقم 748.

2 ـ تهذيب الكمال : 4 / 468 الرقم 879.

3 و 4 ـ تقريب التهذيب : 1 / 123 الرقم 17.

٧٢

جبر في سنن الترمذي ، ومحمد بن قرظة الأنصاري في سنن ابن ماجة ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي في سنن ابن ماجة ، وأبي الضحى مسلم بن صبيح في سنن ابن ماجة ، وأبي عازب مسلم بن عمرو في سنن ابن ماجة ، والمغيرة بن شبيل في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة.

روى عنه : إسرائيل بن يونس في سنن ابن ماجة ، وحسان بن إبراهيم الكرماني ، والحسن بن صالح بن حي في سنن ابن ماجة ، وحفص بن عمر البرجمي الأزرق في سنن ابن ماجة ، وزهير بن معاوية ، وسفيان الثوري في سنن أبي داود وسنن ابن ماجة ، وسفيان بن عيينة ، وسلام بن أبي مطيع ، وشريك بن عبد الله في سنن ابن ماجة ، وشعبة بن الحجاج في سنن الترمذي ، وشيبان بن عبد الرحمان ، وعبد الرحمان بن عبد الله المسعودي في سنن ابن ماجة ، وقيس بن الربيع ، وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري في سنن الترمذي وسنن ابن ماجة ، ومسعر بن كدام ، ومعمر بن راشد في سنن ابن ماجة ، والمفضل بن عبد الله الكوفي في سنن ابن ماجة ، وأبو عوانة في سنن ابن ماجة(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

سنن أبي داود(2) ، وابن ماجة(3) ، والترمذي(4) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 466.

2 ـ سنن أبي داود : 1 / 272 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1036.

3 ـ سنن ابن ماجة : 1 / 381 ، كتاب الصلاة ، الحديث 1208.

4 ـ سنن الترمذي : 2 / 200 ، باب ما جاء في الامام ينهض في الركعتين ناسيا.

٧٣

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي تارة في أصحاب الامام الباقر ، واخرى في أصحاب الامام الصادقعليهما‌السلام .(1)

[ 18 ] جرير بن عبد الحميد ( 110 ـ 188 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

قال الذهبي : جرير بن عبد الحميد بن يزيد ، الامام الحافظ القاضي ، أبو عبد الله الضبي الكوفي ، نزل الري ونشر بها العلم ، ويقال : مولده بأعمال أصبهان ، ونشأ بالكوفة(2) .

وقال أبو القاسم اللالكائي : مجمع على ثقته(3) .

وقال النسائي : ثقة(4) .

وقال العجلي : كوفي ، ثقة ، سكن الري(5) .

2 ـ تشيّعه :

عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(6) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 129 ، الرقم 1316 ، وص 176 الرقم 2092 ، ورجال النجاشي : 128 الرقم 332.

2 ـ سير أعلام النبلاء : 9 / 9 الرقم 3 ، الكاشف : 1 / 135 الرقم 780.

3 ـ تهذيب الكمال : 4 / 550.

4 ـ تهذيب الكمال : 4 / 550 ، الطبقات الكبرى : 7 / 381.

5 ـ تاريخ الثقات : 96 الرقم 205.

6 ـ المعارف : 624.

٧٤

3 ـ طبقته ورواياته :

قال المزي : روى عن : إبراهيم بن محمد بن المنتشر في صحيح مسلم ، وأسلم المنقري في كتاب المسائل لأبي داود ، وإسماعيل بن أبي خالد في البخاري ومسلم ، وأشعث بن سوار ، وأيوب بن عائذ الطائي في سنن النسائي ، وأبي بشر بيان بن بشر في مسلم والنسائي ، وثعلبة بن سهيل في الترمذي ، وجرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي ، وحبيب بن أبي عمرة في النسائي ، والحسن بن عبيدالله في مسلم وأبي داود والترمذي ، وحصين بن عبد الرحمان في مسلم ، وحمزة بن حبيب الزيات في مقدمة مسلم ، وحنيف بن رستم المؤذن في مسند علي ، وداود بن سليك السعدي في الرد على أهل القدر لأبي داود ، ورقبة بن مصقلة في مقدمة مسلم وسنن النسائي ، والركين بن الربيع في مسلم ، وزيد بن عطاء بن السائب في النسائي ، وسفيان الثوري ، وسليمان الأعمش في الكتب الستة ، وسليمان التيمي في مسلم والنسائي ، وسهيل بن أبي صالح في مسلم ، وشيبة بن نعامة الضبي ، وطلق بن معاوية في مسلم والنسائي ، وعاصم بن سليمان الأحول في مسلم وأبي داود ، وعبد الله بن شبرمة الضبي في النسائي ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم في النسائي ، وأبيه عبد الحميد بن قرط الضبي ، وعبد العزيز بن رفيع الأسدي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، وعبد الملك بن عمير في البخاري ومسلم ، وعبيد الله بن عمر في ابن ماجة ، وعطاء بن السائب في أبي داود والترمذي والنسائي ، وعلي بن عمرو الثقفي في المراسيل ، وعمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي في البخاري ومسلم والنسائي ، والعلاء بن المسيب في مسلم وفي كتاب الرد على أهل القدر ، وفضيل بن غزوان الضبي في مسلم وأبي داود ، وقابوس بن أبي ظبيان في الأدب المفرد وأبي داود وابن ماجة ، وليث بن أبي سليم في الأدب المفرد ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن اسحاق بن يسار في الترمذي والنسائي ، ومحمد بن شيبة بن نعامة الضبي في مسلم ، والمختار بن فلفل في مسلم ، ومسلم الملائي في سنن ابن ماجة ، ومطرف

٧٥

ابن طريف في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، ومغيرة بن مقسم الضبي في البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ، ومنصور بن المعتمر في الكتب الستة ، وموسى بن أبي عائشة في البخاري ومسلم وكتاب المراسيل ، وهشام بن حسان في مسلم والنسائي ، وهشام بن عروة في مسلم وأبي داود والترمذي والنسائي ، ويحيى ابن سعيد الأنصاري في مسلم ، ويزيد بن أبي زياد في أبي داود والترمذي والخصائص ، ومما استشهد به البخاري ، وأبي إسحاق الشيباني في البخاري ومسلم وأبي داود ، وأبي جناب الكلبي في أبي داود ، وأبي حيان التيمي في مسلم ، وأبي فروة الهمداني في أفعال العباد ومسلم وأبي داود والنسائي.

روى عنه : إبراهيم بن شماس في كتاب المسائل لأبي داود ، وإبراهيم بن موسى الفراء في أبي داود ، وإبراهيم بن هاشم بن مشكان ، وأحمد بن محمد بن حنبل ، وأحمد بن محمد بن موسى مردويه في الترمذي ، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني في أبي داود ، وإسحاق بن راهويه في البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، وإسحاق بن موسى الأنصاري في النسائي ، والحسن بن عمرو السدوسي في أبي داود ، وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي في النسائي ، وداود بن مخراق الفريابي في أبي داود ، وأبو خيثمة زهير بن حرب في البخاري ومسلم وأبي داود ، وأبو هاشم زياد بن أيوب الطوسي ، وسعيد بن منصور في أبي داود ، وسفيان ابن وكيع بن الجراح في الترمذي ، وسليمان بن حرب ، وعبد الله بن الجراح في أبي داود وابن ماجة ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان في البخاري ، وعبد الله بن المبارك ، ومات قبله ، وعبد الله بن محمد بن إسحاق الآدرمي في النسائي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مسلم وابن ماجة ، وأخوه عثمان بن محمد بن أبي شيبة في البخاري ومسلم وأبي داود وعمل اليوم والليلة ، وعلي بن حجر السعدي في مسلم والترمذي والنسائي ، وعلي بن المديني في البخاري ، وعمرو بن رافع القزويني في ابن ماجة ، وقتيبة بن سعيد في البخاري ومسلم والترمذي وعمل اليوم

٧٦

والليلة ، ومحمد بن حميد الرازي في الترمذي ، ومحمد بن سلام البيكندي في البخاري ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي في ابن ماجة ، ومحمد بن الصباح الدولابي ، ومحمد بن عمرو زنيج الرازي في مسلم وأبي داود ، ومحمد بن عيسى بن الطباع ، ومحمد بن قدامة بن إسماعيل السلمي البخاري ، ومحمد بن قدامة بن أعين المصيصي في أبي داود والنسائي ، ومحمد بن قدامة الطوسي ، وهارون بن عباد الأزدي في أبي داود ، ويحيى بن أكثم في الترمذي ، ويحيى بن معين بن يحيى النيسابوري في البخاري ومسلم ، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ، ويوسف بن موسى القطان في أبي داود والبخاري ، ومسند علي ، وسنن ابن ماجة ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو الربيع الزهراني في سنن أبي داود(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

صحيح البخاري(2) ، ومسلم(3) ، وسنن أبي داود(4) ، والترمذي(5) ، والنسائي(6) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 4 / 540 الرقم 918.

2 ـ صحيح البخاري : 1 / 25 ، كتاب العلم ، وج 2 / 107 ، باب ما جاء في قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وص 122 ، باب من ملك من العرب ، وص 157 ، باب فضل الحرم ، وص 160 ، باب اليمين بعد العصر ، وج 5 / 109 ، باب بعث أبي موسى ومعاذ الى اليمن ، وج 6 / 176 ، باب الاشارة في الطلاق.

3 ـ صحيح مسلم : 1 / 188 ، كتاب الايمان ، الحديث 196 ، وص 330 ، كتاب الصلاة ، باب الاستماع للقراءة ، وج 2 / 869 ، باب إحرام النفساء الحديث 1209 ، وج 3 / 1671 ، كتاب اللباس والزينة ، الحديث 2111.

4 ـ سنن أبي داود : 2 / 11 ، كتاب الصلاة ، باب صلاة الخوف ، الحديث 1236 ، وج 3 / 321 ، كتاب العلم ، الحديث 3659.

5 ـ سنن الترمذي : 1 / 159 ، باب ( 71 ) من أبواب الطهارة ، ذيل الحديث 95 ، وج 5 / 159 ، كتاب فضائل القرآن ، الباب ( 4 ) الحديث 2881.

6 ـ سنن النسائي : 3 / 12 ، كتاب السهو.

٧٧

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (1) .

[ 19 ] جعفر بن زياد ( ـ 175 ه‍ )

1 ـ شخصيته ووثاقته :

جعفر بن زياد الأحمر ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو عبد الرحمان الكوفي ، والد علي بن جعفر ، وجد الحسين بن علي بن جعفر الأحمر(2) .

قال العجلي : كوفي ، ثقة(3) .

وقال الذهبي : صدوق(4) .

وقال ابن حجر : صدوق(5) .

2 ـ تشيّعه :

قال الحسين بن علي بن جعفر الأحمر : كان جدي من رؤساء الشيعة بخراسان(6) .

__________________

1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 177 الرقم 2105.

2 ـ تهذيب الكمال : 5 / 38 الرقم 941.

3 ـ تاريخ الثقات : 1 / 97 الرقم 211.

4 ـ الكاشف : 1 / 129 الرقم 799.

5 ـ تقريب التهذيب : 1 / 130 الرقم 81.

6 ـ تهذيب الكمال : 5 / 41.

٧٨

وقال الذهبي : شيعي(1) .

وقال ابن عدي : وهو يروي شيئا من الفضائل ، وهو من جملة متشيعة الكوفة ، وهو صالح في رواية الكوفيين(2) .

3 ـ طبقته ورواياته :

عده ابن حجر في الطبقة السابعة(3) .

وقال المزي : روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، وأبي بشر بيان بن بشر ، والحارث بن حصيرة ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن عطاء في الترمذي والنسائي في الخصائص ، وعطاء بن السائب في الترمذي ، وأبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، والعلاء بن المسيب ، وعيسى بن عمر القارئ ، وقابوس بن أبي ظبيان ، وكثير بن إسماعيل النواء ، وأبي سهل كثير بن زياد البرساني ، ومجالد بن سعيد ، ومحمد بن سالم ، ومخول بن راشد ، وأبي فروة مسلم بن سالم في مسند علي ، ومطرح بن يزيد الكناني ، ومغيرة بن مقسم الضبي في كتاب المسائل لأبي داود ، والمنذر بن ثعلبة ، ومنصور بن المعتمر ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويحيى بن عبد الله الجابر ، ويزيد بن أبي زياد في خصائص أمير المؤمنين وأبي إسحاق الشيباني ، وأبي جعفر الرازي ، وأبي حيان التيمي ، وأبي هاشم الرماني.

روى عنه : أحمد بن المفضل الحفري ، وإسحاق بن منصور السلولي في سنن الترمذي ، وإسماعيل بن أبان الوراق ، والأسود بن عامر شاذان في الترمذي

__________________

1 ـ الكاشف : 1 / 129 الرقم 799.

2 ـ الكامل : 2 / 566.

3 ـ تقريب التهذيب : 1 / 130 الرقم 81.

٧٩

وخصائص أمير المؤمنين ، وأسيد بن زيد الجمال ، وحسين بن حسن الأشقر ، وزافر ابن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الكلبي الكسائي الكوفي ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبيد الله بن موسى ، وعلي بن الحكيم الأودي ، وعلي بن قادم في خصائص أمير المؤمنين ، وعمرو بن عبد الغفار الفقيمي ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل في مسند علي ، ومحمد بن إسحاق ، ومخلد بن أبي قريش ، وموسى بن داود في كتاب المسائل ، ووكيع بن الجراح ، ويحيى بن بشر الحريري ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني(1) .

4 ـ رواياته في الكتب الستة :

روى الترمذي في كتاب المناقب ، عن جعفر الأحمر ، عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة ، ومن الرجال علي(2) .

5 ـ ترجمته في رجال الشيعة :

عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادقعليه‌السلام (3) .

__________________

1 ـ تهذيب الكمال : 5 / 39 ـ 40.

2 ـ سنن الترمذي : 5 / 698 ، كتاب المناقب ، باب فضل فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، الحديث 3868 ، وراجع خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام : 128 الرقم 113.

3 ـ رجال الشيخ الطوسي : 175 الرقم 2069.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

الحيعلة الثالثة معيار الانتماء ومحك الاختلاف

قال سعد التفتازاني المتوفّى ٧٩٣ هـ، فيشرح المقاصد في علم الكلام وفي حاشيته على شرح العضد، وكذا القوشجي المتوفّى ٨٧٩ هـ فيشرح التجريد في مبحث الإمامة، وغيرهما: إنّ عمر بن الخطاب خطب الناس وقال: أيّها الناس، ثلاثٌ كُنَّ على عهد رسول الله أنا أنهى عنهنّ وأحرّمهنّ وأعاقب عليهنّ، وهي: متعة النساء، ومتعة الحجّ، وحيّ على خير العمل(١) .

وقال المجلسيّ الأوّل فيروضة المتّقين : أنّه روى العامّة أنّ عمر كان يباحث [= يجادل] مع رسول الله في ترك حيّ على خير العمل، و يجيبه [الرسول] بأنّها من وحي الله، وليست منّي وبيدي، حتى قال عمر: [أيام خلافته]: ثلاث كنّ في عهد رسول الله وأنا أحرّمهن وأعاقب عليهنّ: متعة النساء، ومتعة الحج، وقول حي على خير العمل، رواه العامة في صحاحهم(٢) .

فهنا سؤال يرد على الأذهان، وهو: ما وجه الترابط بين المنع عن المتعتين وبين رفع حي على خير العمل من الأذان؟ وعلى أيّ شيء يدل؟ ولماذا نرى الذي يقول بشرعيّة « الصلاة خير من النوم » لا يقول بإمامة علي بن أبي طالب، ومن يقول ب « حي على خير العمل » يرى شرعية الولاية لعلي بن أبي طالب؟

وهل حقاً أنّ « حي على خير العمل » يرتبط بموضوع الإمامة والخلافة؟ و إذا كان فكيف يستدلّ به؟

____________________

ولكي يقف المؤمن على السبب الخفيّ في محو تشريع الحيعلة الثالثة وما دعا عمر لأن يحذفها؛ لأن السائل سأل عن سبب الترك، والإمامُ وضّحها لأنّ عمر حذفها كي لا يقف المسلمون على تفسيرها معها، فحذفها خوفاً من مستلزماتها.

(١) شرح المقاصد في علم الكلام ٢: ٢٩٤، شرح التجريد: ٣٧٤، كنز العرفان ٢: ١٥٨. وانظر الغدير ٦: ٢١٣، والصراط المستقيم ٣: ٢٧٧، والمسترشد: ٥١٦.

(٢) انظر روضة المتقين ٢: ٢٢٧ - ٢٢٨.

١٦١

وهل من الصدفة في شيء أن يكون الإمام عليٌّ هو محور هذه الفقرات الثلاث؟

إن موضوع « حي على خير العمل » ما هو إلاّ نافذة واحدة من النوافذ الكثيرة إلى الفقه الأصيل والفقه المحرَّف، و إنّ شأنه في مفردات الفقه الخلافيّ شأنُ التكبير على الميّت أربعاً أم خمساً، وشأن حكم الأرجل في الوضوء هل هو المسح أو الغسل؟ وأنّ المتعة جائزة أم حرام؟ والتختّم في اليمين أو الشمال؟ والمصلي هل عليه القبض أو الإرسال؟ وهل أن الجهر بالبسملة سنة أم الإخفات بها هو السنة؟ وأن صلاة الضحى والتراويح شرعية أم بدعية؟ وهكذا عشرات المسائل في الفقه المقارن.

فالذي يكبّر على الميّت خمساً يقول: لا أتركها لقول أحد(١) ، والقائل بالمسح على الأرجل يراها موافقة للذكر الحكيم، حيث لا يوجدُ في كتاب الله إلاّ غسلتان ومسحتان(٢) ، وأمّا الذي يمنع من المتعة فيستدلُّ بمنع عمر لها(٣) ، وهكذا الحال بالنسبة إلى غيرها من الأُمور الخلافيّة عند الطرفين، فالبعض يستدلّ بالنصّ القرآنيّ والحديث المتواتر النبويّ ولا يرتضي استبدالهما بقول أحد، وهناك من يأخذ بسيرة الشيخين معياراً للنفي والإثبات.

إذن هناك سنّة لرسول الله، وهناك سنّة للشيخين، فالبعض كان لا يرتضي ترك سنّة رسول الله لقول أحد، والآخر يرى الخليفة هو الأعلم بالأحكام وروح التشريع فيجب اتّباعه حتّى لو خالف سنّة النبيّ الثابتة.

إنّ ربط عمر بن الخطاب بين هذه المسائل الثلاث المتعتين وحيَّ على خير

____________________

(١) أنظر مسند أحمد ٤: ٣٧٠ / ١٩٣١٩، وشرح معاني الآثار ١: ٤٩٤ عن زيد بن أرقم.

(٢) سنن الدارقطني ١: ٩٦ / ح ٥، سنن البيهقي الكبرى ١: ٧٢ / ح ٣٤٥ عن ابن عباس.

(٣) مسند أحمد ٣: ٣٢٥ / ح ١٤٥١٩، وانظر ١: ٥٢ / ح ٣٦٩، معرفة السنن والآثار ٥: ٣٤٥ / ح ٤٢٣٧، سنن سعيد بن منصور ١: ٢٥٢ / ح ٨٥٣، مسند أبي عوانة ٢: ٣٣٨ / ح ٣٣٤٩.

١٦٢

العمل يعني في آخر المطاف ارتباط الأمر بالخلافة والإمامة ومنزلة الهاشميّين، لأنّ هذه المسائل الثلاث أبرز عناوين مدرسة التعبّد المحض التي ترى وتعتقد بإمامة عليعليه‌السلام ، وقول عمر: « أنهي عنها » أو « أعاقب عليها » بمثابة اعتراف مبدئيّ منه بشرعية « حيّ على خير العمل » واعتراف ضمنيّ كاشفٌ عمّا يجول في دواخله، ولذلك ربط نهيه عن « حي على خير العمل » بنهيه عن متعتي النساء والحج اللَّتين أكّد الإمام علي(١) وابن عباس(٢) ورعيل من الصحابة على شرعيّتهما(٣) ، بخلاف عمر والنهج الحاكم اللذين دعيا إلى تركهما.

فترك هذه الثلاث عمري، وأمّا لزوم الاعتقاد بشرعيّتها فهو علوي ونبوي، إذاً الأمر لم يكن اعتباطاً، بل جاء لوجود رابطة وعلاقة متينة بين كلّ الأُمور المنهيّ عنها بأخرى والمعمول بها عند الرعيل الأول، ولأجل هذا نرى ارتباطاً تاريخيّاً وثيقاً بين القول بإمامة عليّ والقول بشرعيّة الحيعلة الثالثة، وبين رفض الولاية

____________________

(١) صحيح البخاري ٢: ٥٦٧ / ح ١٤٨٨، مسند أحمد ١: ٥٧ / ح ٤٠٢، سنن النسائي ( المجتبى ) ٥: ١٥٢ / ح ٢٧٣٣، المستدرك على الصحيحين ١: ٦٤٤ / ح ١٧٣٥، الموطّأ ١: ٣٣٦ / ح ٧٤٢.

(٢) صحيح البخاري ٢: ٥٦٨ / ح ١٤٩٢، مسند أحمد ١: ٥٢ / ح ٣٦٩، و ١: ٢٣٦ / ح ٢١١٥ و ١: ٣٣٧ / ح ٣١٢١، صحيح مسلم ٢: ٨٨٥ / ح ١٢١٧.

(٣) كسعد بن أبي وقّاص؛ انظر سنن الترمذي ٣: ١٨٥ / ح ٨٢٣، موطأ مالك ١: ٣٤٤ / ح ٧٦٣، سنن النسائي ( المجتبى ) ٥: ١٥٢ / ح ٢٧٣٤، مسند أحمد ١: ١٧٤ / ح ١٥٠٣.

وكابنِ عمر؛ انظر سنن الترمذي ٣: ١٨٥ / ح ٨٢٤، معجم الشيوخ: ٢٧٦ - ٢٧٧، شرح سنن ابن ماجة ١: ٢١٤ / ح ٢٩٧٨.

وكأبي موسى الأشعري؛ انظر صحيح مسلم ٢: ٨٩٦ / ح ١٢٢٢، مسند أحمد ١: ٥٠ / ح ٣٥١، سنن النسائي ( المجتبى ) ٥: ١٥٣ / ح ٢٧٣٥، السنن الكبرى للبيهقي ٥: ٢٠ / ح ٨٦٥٤، الجمع بين الصحيحين ١: ٣١٣ / ح ٤٦٩، باب المتفق عليه من مسند أبي موسى الأشعري، سنن ابن ماجة ٢: ٩٩٢ / ح ٢٩٧٩.

وكعمران بن حصين؛ انظر صحيح مسلم ٢: ٨٩٨ / ح ١٢٢٦، شرح صحيح مسلم للنووي ٨: ٢٠٥ / باب جواز التمتع / ح ١٢٢٦، سنن النسائي ( المجتبى ) ٥: ١٥٥ / ح ٢٧٣٩، الجمع بين الصحيحين ١: ٣٤٩ / ح ٥٤٨ من المتفق عليه من حديث عمران بن الحصين.

١٦٣

والإمامة لعليّ والقول برفع « حي على خير العمل ».

قال ابن أبي عبيد: إنّما أسقط « حي على خير العمل » مَنْ نهى عن المتعتين، وعن بيع أمّهات الأولاد، خشيةَ أن يتّكل الناس بزعمه على الصلاة و يَدَعُوا الجهاد، قال: وقد رُوي أنّه نهى عن ذلك كلّه في مقام واحد(١) .

وثبت أيضاً أنّ رسول الله أذّن، وكان يقول: « أشهد أنِّي رسول الله »، وتارة يقول: « أشهد أنّ محمّداً رسول الله »، وأنكر العامّة أذانهعليه‌السلام (٢) .

نعم، إن النهج الحاكم طرح مفاهيم وتبنى أفكاراً تصب فيما يهدفون إليه، منها تشكيكهم في أذان الرسول؛ لعدم ارتضاء الشيخين التأذين بها في خلافتهما، فأرادوا القول بعدم أذان رسول الله، لكي يعذروا الشيخين ولكي يقولوا بأنّهم اقتدوا برسول الله في عدم أذانه !!

إِبعادُ قريش آلَ البيت عن الخلافة !!

لا شكّ نظراً لرواية الإمام الكاظمعليه‌السلام الآنفة في أنّ موضوع الخلافة والإمامة يرتبط بنحو وآخر بمسألة الحيعلة الثالثة في الأذان، وأنّ عمر أراد أن لا يكون حَثٌّ عليها كي يوقف مستلزماتها وتواليها معها، وأنّ البحث عن دواعي إبعاد عمر أهل البيت عن الخلافة له ارتباط وثيق مع تصريحات رسول الله عن آل البيت وأنّهم عترته وخلفاؤه من بعده، وهم القربى المأمور بمودّتهم في القرآن، والمؤكَّد على اتّباعهم في سنّة رسول الله، لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أذكّركم الله في أهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي،

____________________

(١) البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار ٢: ١٩٢، وشرح الأزهار ١: ٢٢٣. وانظر شرح العضدي على المختصر الأصولي لابن الحاجب بحاشية السعد التفتازاني ٢: ٤١ - ٤٢.

(٢) الكلام السابق وما بعده نقلناه عن ذكرى الشيعة ٣: ٢١٥ للشهيد الأولرحمه‌الله ، والرواية موجودة في « من لا يحضره الفقيه » ١: ٢٩٧ / ذيل الحديث ٩٠٥، ووسائل الشيعة ٥: ٤١٨ / ح ٦٩٧٤ عن الفقيه، وانظر حاشية الجمل على شرح المنهاج ١: ٣٨٧.

 

١٦٤

 أذكّركم الله في أهل بيتي »(١) .

وبما أنّ الإمام عليّاً هو أعلم الناس وأقضاهم(٢) ، وهو خير البشر(٣) ، و إمام المتّقين، وقائد الغرّ المحجّلين(٤) ، وأنّ عمر كان قد عرف بأنْ ليس بين هذه النصوص وبين التصريح باسم عليّ إلاّ خطوات، سعى لإبعاده وإبعاد كلّ شيء يَمُتُّ إليه.

ومن المعلوم أنّ عمر بن الخطّاب كان لا يرضى باجتماع النبوّة والخلافة في بني هاشم، لذلكَ سأل ابنَ عبّاس عمّا في نفس عليّ بن أبي طالب بقوله: أيزعم أنّ رسول الله نصّ عليه؟

قال ابن عباس: نعم، وأزيدك: سألت أبي عما يدّعيه، فقال: صدّق، قال عمر: لقد كان من رسول الله في أمره ذَروٌ من قول لا يثبت حجّة، ولا يقطع عذراً، كان يَرْبَعُ في أمره وقتاً ما، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعتُ من ذلك إشفاقاً وحيطةً على الإسلام... فعلم رسولُ الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك(٥) .

____________________

(١) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ / ح ٢٤٠٨، سنن الدارمي ٢: ٥٢٤ / ح ٣٣١٦، مسند أحمد ٤: ٣٦٦ / ١٩٢٨٥.

(٢) الكافي ٧: ٤٠٨ / ح ٥، الخصال: ٥٥١، سمط النجوم العوالي ٢: ٤٠٧، أحكام القرآن لابن العربي ٤: ٤٣، ٤٥، تاريخ دمشق ٥١: ٣٠٠. انظر المستدرك على الصحيحين ٣: ١٤٥ / ح ٤٦٥٦، وفيه عن ابن مسعود قال: كنّا نتحدّث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب، صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وروي عن عمر قوله: أقضانا علي...، المعجم الأوسط ٧: ٣٥٧، طبقات ابن سعد ٢: ٣٣٩، أخبار المدينة ١: ٣٧٤.

(٣) تاريخ بغداد ٧: ٤٢١ / ت ٣٩٨٤، تاريخ دمشق ٤٢: ٣٧٢، ٣٧٣، حديث خيثمة: ٢٠١، وانظر الدرّ المنثور ٨: ٥٨٩.

(٤) المستدرك على الصحيحين ٣: ١٤٨ / ح ٤٦٦٨، المعجم الصغير ٢: ١٩٢ / ح ١٠١٢، حلية الأولياء ١: ٦٣، ورواه ابن حجر في الإصابة ٤: ٦ / ت ٤٥٣١، مبتوراً، الإصابة ٤: ٦ / ت ٤٥٣١، الخصال: ١١٦ / ح ٩٤، أمالي الصدوق: ٤٣٤ / ح ٥٧٣، مستدرك الوسائل ١٦: ١٧١ / ح ١٩٤٨٣.

(٥) شرح النهج ١٢: ٢١، عن أحمد بن أبي طاهر ( ت ٢٨٠ هـ ) في كتابه « تاريخ بغداد في أخبار

١٦٥

وقال العيني في عمدة القاري: واختلف العلماء في الكتاب الذي هَمَّ النبيّ بكتابته، فقال الخطّابي: يحتمل وجهين، أحدهما أنّه أراد أن ينصّ على الإمامة بعده فترتفع تلك الفتن العظيمة كحرب الجمل وصفين(١) .

وقد تناقل أصحاب كتب التاريخ والسير أنّ عمر بن الخطاب منع من تدوين حديث رسول الله، كي لا يختلط التنزيل مع أسباب النزول، ونحن فصّلنا البحث عن هذا الأمر في كتابنا"منع تدوين الحديث" فليراجع.

قال المعلمي (من علماء العامّة) تعليقاً على مرسلة ابن أبي مُليكة في منع أبي بكر لحديث رسول الله: إنْ كان لمرسل ابن أبي مُليكة أصل فكونه عقب الوفاة يشعر بأنّه يتعلّق بأمر الخلافة.

كأنّ الناس عقب البيعة بقوا يختلفون يقول أحدهم: أبو بكر أهلها، لأنّ النبي قال: كيت وكيت، فيقول آخر: وفلان ] أي علي [ قد قال له النبي: كيت وكيت. فأحبّ أبو بكر صرفهم عن الخوض في ذلك وتوجيههم إلى القرآن(٢) .

فقريش كانت لا ترتضي أن تكون الخلافة في عليّ وولده، بل كانت تريد مشاركة الرسول في الوصاية والخلافة، وقد اشترطت على رسول الله بالفعل أن يشركها في أمر الخلافة، وأ نّهم لا يبايعوه إلاّ أن يجعل لهم في الأمر نصيباً، فنزل فيهم قوله تعالى:( يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ) (٣) ، مؤكداً سبحانه وتعالى لهم بأن ليس بيدهصلى‌الله‌عليه‌وآله شيء، فإنّ الله هو الذي ينصب الخليفة.

____________________

الخلفاء والأمراء وأيّامهم ».

(١) عمدة القارئ ٢: ١٧١.

(٢) الأنوار الكاشفة للمعلمي: ٥٤.

(٣) سورة آل عمران، الآية: ١٥٤

١٦٦

لكنّهم كانوا يتصوّرون أنّ بمقدورهم التلاعب بالذكر الحكيم وتغيير الآي الكريم.

وممّا قيل بهذا الصدد: أنّ ضيفين نزلا قرية أنطاكية، فأبى أهلها أن يضيّفوهما، فنزل فيهم الوحي، وصار هذا عاراً وشناراً عليهم، فأرادوا أن يغيّر الرسول ما نزل فيهما بإبدال حرف الباء في ( أبوا ) و يجعلها تاءاً ( أتوا ) في قوله تعالى:( حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا ) (١) فجاءوه بأحمال الذهب والفضة والحرير كرشوة لهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مقابل ما يريدونه، لكنّه أبى مستنكِراً فعلهم(٢) .

إنّ قبائل العرب وخصوصاً قريشاً كانوا لا يعلمون بأنّ دين الله خالصٌ نقيٌّ، ورسوله مُطهّرٌ زكيٌّ مصطفى، بعيدٌ عن الأهواء والمغريات، ولأجل هذا نزل الوحي موضحاً لهم، بأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) (٣) ، وأَنَّهُ ( مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) (٤) .

فنحن لو جمعنا ما مرّ عن ابن عباس آنفاً، وما قاله عمر بأنّه عرف مقصود رسول الله، وأنّه أراد أن يصرّح باسم الإمام عليّ وأن ينصّ عليه بالإمامة، فمنعه إشفاقاً على الإسلام، كلّ ذلك لو جمعناه مع قوله « إن الرجل ليهجر »(٥) أو « إنّ

____________________

(١) سورة الكهف، الآية: ٧٧.

(٢) انظر التفسير الكبير ٢١: ١٣٤ وفيه: قيل إن اسم تلك القرية الأيلة.

(٣) سورة الحاقة، الآية: ٤٤ - ٤٧.

(٤) سورة يونس، الآية: ١٥.

(٥) تذكرة الفقهاء ٢: ٤٦٩، المسترشد: ٥٥٣ / ح ٢٣٤، شرح أصول الكافي ١٢: ٤١٢ في شرح الحديث ٤٥٤، وفيه « إنّ الرجل ليهذر »، المنتقى في منهاج الاعتدال: ٣٤٧. وانظر

١٦٧

النبي غلبه الوجع وعندنا كتاب الله حسبنا »(١) ، لعلمنا أنّ تلك النصوص قيلت تعريضاً بالنبيّ وآله، لأنّه وحسب كلامه كان قد عرف تأكيدات النبي على أهل البيت في حجّة الوداع « أُذكّركم بأهل بيتي، أُذكّركم بأهل بيتي، أُذكركم بأهل بيتي »(٢) ، وفي حديث الثقلين « كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً »، وفي عشرات بل مئات الأحاديث الأخرى.

فإنّ تأكيد النبيّ على العترة، وأنّ تركهم يعني الضلال عن الجادّة، يفهمنا بارتباط أمر آل البيت بالشريعة، لا بالمحبّة فقط كما يصوّره البعض.

فنحن لو جمعنا كلّ هذه المفردات، وطابقناها مع مواقف النهج الحاكم بعد رسول الله من أهل بيت الرسالة، وموت الزهراء وهي واجدة على أبي بكر وعمر(٣) ، لعرفنا مدى المفارقة بين ترك بِرِّ فاطمة وترك الدعوة للولاية ب « حيّ على خير العمل » في الأذان، ولماذا جاء تفسير « حيّ على خير العمل » في كلام الإمامين الباقر والصادق ب « بر فاطمة وولدها » وغيرها من النصوص الأخرى.

إنّ وقوف الرسول كل يوم على باب فاطمة ولمدّة ستة أشهر بعد نزول آية التطهير، وقوله لأهل بيت الرسالة: « الصلاة، الصلاة، إنّما يريد الله ليذهب عنكم

____________________

الجمع بين الصحيحين للحميدي ٢: ٩ - ١٠ / ح ٩٨٠، وفيه: قالوا: ما شأنه هجر استفهموه، من المتفق عليه من حديث ابن عباس.

(١) صحيح البخاري ١: ٥٤ / ح ١١٤، و ٤: ١٦١٢ / ح ٤١٦٩، و ٦: ٢٦٨٠ / ح ٦٩٣٢، مسند أحمد ١: ٣٢٤ / ح ٢٩٩٢، الطبقات الكبرى ٢: ٢٤٤. وانظر البداية والنهاية ٥: ٢٢٧ وفيه فقال بعضهم: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غلبه الوجع....

(٢) صحيح مسلم ٤: ١٨٧٣ / ح ٢٤٠٨، مسند أحمد ٤: ٣٦٦ / ح ١٩٢٨٥، سنن الدارمي ٢: ٥٢٤ / ح ٣٣١٦.

(٣) سنن الترمذي ٤: ١٥٧ / ح ١٦٠٩، صحيح البخاري ٤: ١٥٤٩ / ح ٣٩٩٨، وانظر ٦: ٢٤٧٤ / ح ٦٣٤٦، صحيح مسلم ٣: ١٣٨٠ / ح ١٧٥٩.

١٦٨

الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً »(١) يؤكّد على وجود ترابط بين التوحيد والنبوّة والإمامة في الأذان وكذا في الصلاة، بل في كلّ شيء، وقد كان الرسول الأكرم هو حلقة الوصل والرابط بين ركيزتي التوحيد (الصلاة) والعترة( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) (٢) .

وكان القوم قد عرفوا هذا الارتباط من خلال الآيات الكثيرة النازلة في حقّ أهل البيت، وتأكيدات الرسول المتوالية عليهم، فأرادوا إبعادهم عما خصهم به الله ورسوله حسداً وازوراراً، وهم يعلمون بهذه الحقيقة، وأنّ موضوع آل البيت ولزوم اتّباع عترته كان من موارد الابتلاء والفتنة التي أخبر بها رسول الله أُمّته، وقد نقلنا سابقاً ما جاء عن أبي سفيان(٣) ومعاوية(٤) في الأذان وأنّهما كانا لا يحبّان أن يذكر اسم النبي محمّد في الأذان، بل إنّ معاوية(٥) ، وعثمان(٦) حذفا اسمهصلى‌الله‌عليه‌وآله من آخر الأذان. وجاء في مجمع الزوائد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: كان علي ابن أبي طالب إذا سمع المؤذّن يؤذّن، قال كما يقول، فإذا قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله،

____________________

(١) الفضائل لأحمد بن حنبل ٢: ٧٦١ / ح ١٣٤٠، ذخائر العقبى ١: ٢٤، سير أعلام النبلاء ٢: ١٣٤، المستدرك على الصحيحين ٣: ١٧٢ / ح ٤٧٤٨، سنن الترمذي ٥: ٣٥٢ / ح ٣٢٠٦، قال السيوطي: وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة المصنف ٦: ٣٨٨ / ح ٣٢٢٧٢، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني، المعجم الكبير ٣: ٥٦ / ح ٢٦٧٢ وابن مردويه، الدرّ المنثور ٦: ٦٠٥.

(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٣٣.

(٣) انظر الباب الأوّل من هذه الدراسة المطبوعة تحت عنوان ( حي على خير العمل الشرعية والشعارية: ١٠٥ ).

(٤) انظر الباب الأوّل من هذه الدراسة المطبوعة تحت عنوان: ( حي على خير العمل الشرعية والشعارية: ١٠٧ ).

(٥) بحار الأنوار ٨١: ١٧٠ عن العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم. وانظر ( حي على خير العمل ) لنا صفحة ١٢٥.

(٦) من لا يحضره الفقيه ١: ٢٩٩ / ح ٩١٣.

١٦٩

وأشهد أن محمداً رسول الله. قال علي: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أنّ محمداً رسول الله، وأنّ الذين جحدوا محمّداً هم الكافرون(١) .

وفي هذا الكلام من الإمام علي معنى لطيف وتنويه ظريف إلى الجاحدين بنبوّة محمد من القرشيّين وغيرهم من الكافرين.

لكن لا يتسنى لأولئك الذين أسلموا والسيفُ على رقابهم في فتح مكة أن يجحدوا النبوة بصراحة أو أن يجحدوا ارتباط القربى بالرسول والرسالة، لذلك عمدوا إلى أن لا يذكر النبيّ في الأذان، ومع كلّ هذا الصلف والحقد كيف يرضون بذكر وصيه وخليفته من بعده علي بن أبي طالب فيما لو تصوّرنا ثبوت التشريع بذكره في الأذان؟! وقس على ذلك بترهم الآل من الصلاة على محمد وآل محمد، وغير ذلك.

وجاء في(الفقيه) عن الصادق أنّه قال: من سمع المؤذّن يقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فقال مصدقاً محتسباً: «وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمّداً رسول الله، أكتفى بهما عن كل من أبى وجحد، وأعين بهما من أقرَّ وشهد» كان له من الأجر عدد من أنكر وجحد، وعدد من أقرَّ وشهد(٢) .

نعم، إنّ مسألة اصطفاء النبي محمد من بين ولد آدم، واصطفاء أهل بيت الرسول من بين قريش، دعت الناس أن يحسدوهم ( عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ، فسعوا ليطفئوا نور الله بأفواهم، محرّفين ومزوّرين كلامه جلّ جلاله.

فهم أوّلاً أرادوا أن يكون التحريف على لسان رسوله الأمين كما مرّ عليك في قضيّة أهل أنطاكية ولمّا علموا عدم إمكان ذلك سعوا إلى التحريف المعنويّ وسلكوا شتى من الطرق الملتوية التي كانوا يرونها مناسبة، لكن الحقيقة بقت

____________________

(١) مسند أحمد ١: ١١٩ / ح ٩٦٥، مجمع الزوائد ١: ٣٣٢.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١: ٢٨٨ / ح ٨٩١، مكارم الأخلاق: ٢٩٨.

١٧٠

واضحة لا غبار عليها رغم كلّ محاولات التضليل والإيهام من القرشيّين، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنّ عبد الله بن الزبير مكث أيّام خلافته أربعين جمعة لا يصلّي على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في صلاة الجمعة، فقيل له في ذلك، فقال: لا يمنعني من ذكره إلاّ أن تشمخ رجال بآنافها؛ إنّ له أُهيل بيت سوء ينغضون رءوسهم عند ذكره(١) !

الإسراء والمعراج، الهاشميون والقرشيُّون

فلنأخذ مثالاً على ذلك، وهو موضوع الإسراء والمعراج؛ لأنّه يرتبط بموضوع الأذان، والمطالع فيما قلناه سابقاً يقف على الأقوال التي قيلت في مكان الإسراء، فهو: إمّا من شعب أبي طالب(٢) ، أو من بيت خديجة(٣) ، أو من بيت أُمّ هاني بنت أبي طالب(٤) أُخت الإمام عليّ هذه هي الأقوال المشهورة، وكلّها ترتبط بنحو ما بآل أبي طالب.

لكنّهم حرَّفوا الأمر وجعلوه من بيت عائشة، في حين يعلم المحقّق الخبير وبتأمّل بسيط بأنّ هذا تحريف للحقائق؛ لأنّ المعروف عن عائشة أنّها كانت صغيرة لم تشاهد ولا حدَّثت عن النبي، وكذا معاوية فإنّه كان كافراً في ذلك الوقت غير مشاهد للحال ولم يحدِّث عن النبي، هذان الشخصان هما مَن روى بأنّ إسراء رسول الله كان في المنام، لا في اليقظة، في حين أنّ الباري جلّ شأنه يقول في محكم كتابه:( سُبْحَانَ الَّذِي أسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ) والعرب لا تقول للنائم: (أَسْرَى) وخصوصاً لو جاء مع قوله: (بعبده) والذي هو عبارة عن مجموع الروح

____________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٢: ٢٦١، شرح النهج لابن أبي الحديد ٤: ٦٢ والنصّ من الأخير.

(٢) فتح الباري ٧: ٢٠٤، الدر المنثور ٥: ٢٢٧.

(٣) التفسير الكبير للرازي ٤: ١٦، المجموع للنووي ٩: ٢٣٥، شرح الأزهار ١: ١٩٩.

(٤) تفسير الطبري ١٥: ٢، الدر المنثور ٥: ٢٠٩، فتح الباري ٧: ٢٠٤.

١٧١

والجسد(١) .

نعم، قد يمكن أن يقال للذي يرى الأُمور في المنام أنّها (رؤيا) لا إسراء، وهذا ما كانت بنو أُميّة تريد التأكيد عليه في موضوع الإسراء، والأذان المشرّع فيه، إذ القول بأنّ الإسراء كان مناماً ينسف إعجازه، ومن ثمّ يتسنى لهم الطعن والتلاعب بالأذان المشرّع فيه، لذلك كان أئمّة مدرسة أهل البيت يصرّون على أنّ الإسراء كان جسمانياً، وأنّه معجز ربّانيّ فوق الفهم الإنساني، وليس كما تقوله بنو أُميّة.

وقد اعترف بعض العامة بذلك؛ فقال ابن كثير:... فلو كان مناماً لم يكن فيه كبير شيء ولم يكن مستعظَماً، ولَمَا بادرت قريش إلى تكذيبه، ولما ارتدّت جماعة ممّن كان قد أسلم(٢) .

وأجاب ابن عطية عن دعوى عائشة ومعاوية، بقوله:.. واعتُرِضَ قولُ عائشة بأنّها كانت صغيرة لم تشاهد، ولا حدّثت عن النبي. وأمّا معاوية فكان كافراً في ذلك الوقت، غير مشاهد للحال، صغيراً، ولم يحدّث عن النبي(٣) .

بلى، إنّهم بتشكيكهم هذا أرادوا أن يقولوا بأنّ الأذانَ لم يُشرّع في السماء بل شُرّع في المنام(٤) ، وأنَّ بعض الصحابة قد شُرّف بهذا المنام الوحياني الذي لم يَحْظَ به رسول الله، إذ سمع النداءَ السماويَّ: عبد الله بن زيد، أو عمرُ، أو معاذُ، ولم يسمعه رسول الله، فأمرصلى‌الله‌عليه‌وآله بلالاً أن يأخذ الأذان من عبد الله بن زيد !!

وجاءت روايات أُخرى تقول: إنّ رسول الله استشار بعض الصحابة في هذا

____________________

(١) انظر تفسير القرطبي ١٠: ٢٠٩، والتفسير الكبير ٢٠: ١٢١، وأضواء البيان ٣: ٣.

(٢) تفسير ابن كثير ٣: ٢٤، سورة الإسراء: ١.

(٣) المحرر الوجيز ٣: ٤٣٥، تفسير القرطبي ١٠: ٢٠٩.

(٤) سنن أبي داود ١: ١٣٤ باب بدء الأذان / ح ٤٩٨، الجامع الصحيح للترمذي ١: ٣٥٨ باب ما جاء في الأذان / ح ١٨٩، الموطّأ ١: ٦٧ / ح ١٤٧، مصنف عبد الرزاق ١: ٤٥٥ / ح ١٧٧٤، كنز العمال ٧: ٢٨٣ / ح ٢٠٩٥٢.

 

١٧٢

الحكم الإلهيّ، فأشاروا عليه بأشياء استقبح الرسول بعضها، ورضي بالآخر منها.

وفي آخر: إنّ عمر أضاف الشهادة بالنبوّة في الأذان(١) ، إلى غيرها من التمحّلات الكثيرة التي أُسْقِطَتْ على الأذان وحرّفته عن وجهته الحقيقية.

في حين قد وقفت سابقاً على كلام الإمامين الحسن والحسين وكلام محمد بن الحنفية وغيرهم في بدء الأذان وعدم قبولهم لما طُرح من قبل الأمويين في هذا الأمر، مؤكِّدين بأنّ الله سبحانه رفع ذكر الرسول في الصلاة والتشهد والأذان(٢) ، فلا حاجة بعد ذلك لمدح المادحين ولا خوف من جهود الضالّين المعاندين.

وممّا يجب التنبيه عليه كذلك هو أنّ قريشاً كانت تقول لمن مات الذكور من أولاده: أبتر، فلمّا مات أبناء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : القاسم وعبد الله بمكة، و إبراهيم بالمدينة قالوا: بُتِرَ، فليس له من يقوم مقامه(٣) .

فنزلت سورة الكوثر ردّاً على من عابه بعدم الأولاد، فالمعنى أنّه جل شأنه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان.

قال الفخر الرازي: فانظُرْ كم قُتِلَ من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أُميّة في الدنيا أحد يُعبأ به. ثم انظُر كم فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر، والصادق، والكاظم، والرضا، والنفس الزكية وأمثالهم(٤) .

____________________

(١) روى ابن خزيمة عن ابن عمر أنّ بلالاً كان يقول أول ما أذن: أشهد أن لا إله إلاّ الله، حي على الصلاة، فقال له عمر: قل في أثرها أشهد أنّ محمّداً رسول الله، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل ما أمرك عمر. صحيح ابن خزيمة ١: ١٨٨ / ح ٣٦٢، كنز العمال ٨: ١٥٧ / ح ٢٣١٥٠٤.

(٢) انظر تفسير قوله تعالى: ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) ، في تفسير الطبري ٣٠: ٢٣٥، والتفسير الكبير ٣٢: ٦، والكشاف ٤: ٧٧٥، وكذلك في مسند الشافعي: ٢٣٣ / كتاب الرسالة إلاّ ما كان معاداً، ومصنّف بن أبي شيبة ٦: ٣١١ / ح ٣١٦٨٩، وسنن البيهقي الكبرى ٣: ٢٠٩ / باب ما يستدل به على وجوب ذكر النبي / ح ٥٥٦٢.

(٣) التفسير الكبير ٣٢: ١٢٤، تفسير القرطبي ٢٠: ٢٢٣. وانظر طبقات ابن سعد ٣: ٧.

(٤) التفسير الكبير ٣٢: ١١٧.

١٧٣

تحريفات مقصودة

إنّ أُطروحة كون حقيقة الأذان مناميّة وليست سماويّة هي أطروحة أموية طُرحت بعد صلح الإمام الحسن مع معاوية للاستنقاص من الرسول ومن آله الكرام، لأنّ أوّل نصّ وصلنا في ذلك هو لسفيان بن الليل، إذ قال:

لمّا كان من أمر الحسن بن علي ومعاوية ما كان، قدمتُ عليه المدينة وهو جالس في أصحابه... فتذاكرنا عنده الأذان، فقال بعضنا: إنّما كان بدء الأذان برؤيا عبد الله بن زيد، فقال له الحسن بن علي: إنّ شأن الأذان أعظمُ من ذلك، أذَّن جبرائيل في السماء مثنى مثنى وعلَّمَهُ رسول الله... الخبر(١) .

وجاء عن الإمام الحسين أنّه سئل عن هذا الأمر كذلك، فقال: الوحيُ يتنزّل على نبيّكم وتزعمون أنّه أخذ الأذان عن عبد الله بن زيد؟! والأذان وَجْهُ دينكم(٢) .

وجاء عن أبي العلاء قال: قلت لمحمّد بن الحنفية: إنّا لنتحدث أنّ بدء هذا الأذان كان من رؤيا رآها رجل من الأنصار في منامه.

قال: ففزع لذلك محمد بن الحنفية فزعاً شديداً، وقال: عمدتم إلى ما هو الأصل في شرائع الإسلام ومعالم دينكم، فزعمتم أنّه إنّما كان من رؤيا رآها رجل من الأنصار في منامه، تحتمل الصدق والكذب، وقد تكون أضغاث أحلام؟

قال: فقلت ] له [: هذا الحديث قد استفاض في الناس !

قال: هذا والله هو الباطل، ثم قال: و إنما أخبرني أبي: أنّ جبريل... الخبر(٣) .

____________________

(١) نصب الراية ١: ٢٦١، المستدرك للحاكم ٣: ١٨٧ / ح ٤٧٩٨، كتاب معرفة الصحابة.

(٢) دعائم الإسلام ١: ١٤٢، ورواه الأشعث الكوفي في الجعفريات (المطبوع ضمن كتاب قرب الإسناد للحميري ): ٤٢، وليس فيه ( والأذان وجه دينكم )، وعنه في مستدرك الوسائل ٤: ١٧ / ح ٤٠٦١.

(٣) أحكام القرآن للجصاص ٤: ١٠٣، السيرة الحلبية ٢: ٣٠٠ - ٣٠١، أمالي أحمد بن عيسى بن زيد ١: ٩٠، الاعتصام بحبل الله ١: ٢٧٧، النص والاجتهاد: ٢٣٧.

١٧٤

إذاً الأمر يتعلّق بالأمويين وأنّهم يريدون أن يشكّكوا في قوله تعالى:( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ ) (١) وفي منام الرسول الأكرم الّذي شاهد فيه بني أمية ينزون على منبره الشريف نزو القردة(٢) ، وربط هذا المنام بخبر الإسراء والمعراج، والذي جاء في صدر هذه السورة المباركة.

فأبو سفيان ومعاوية ويزيد كانوا يريدون طمس ذكر محمّد، فكيف بذكر عليّ وآل محمّد، والذي مرَّ عليك كلامهم(٣) .

وحكى الأبشيهي في"المستطرف في كلّ فنّ مستظرف" عن الإمام ] علي بن [ الحسين أنّه دخل يوماً على يزيد بن معاوية، فجعل يزيد يفتخر ويقول: نحن ونحن، ولنا من الفخر والشرف كذا وكذا، و] علي بن [ الحسين ساكت، فأذّن المؤذّن، فلمّا قال: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، قال ] علي بن [ الحسين: يا يزيد جَدُّ من هذا؟ فخجل يزيد ولم يردَّ جواباً(٤) .

وروى صاحب الأغاني بسنده إلى يحيى بن سليمان بن الحسين العلوي، قال: كانت سكينة في مأتم فيه بنتٌ لعثمان، فقالت بنتُ عثمان: أنا بنت الشهيد،

____________________

(١) سورة الإسراء: ٦٠.

(٢) مسند أبي يعلى ١١: ٣٤٨ / ح ٦٤٦١، المطالب العالية ١٨: ٢٧٩، مجمع الزوائد ٥: ٢٤٤، تاريخ الخلفاء ١: ١٣... وغيره.

(٣) انظر كلام أبي سفيان في قصص الأنبياء للراوندي: ٢٩٣ بالإسناد عن الصدوق، جاء فيه، قال ابن عباس: لقد كنا في محفل فيه أبو سفيان وقد كف بصره، وفينا عليعليه‌السلام فأذن المؤذن، فلما قال أشهد أن محمداً رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال أبو سفيان: ههنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم: لا، فقال: لله در أخي بني هاشم أنظروا أين وضع اسمه، فقال عليعليه‌السلام :أسخن الله عينك ياأبا سفيان، الله فعل ذلك بقوله عز من قائل: ( وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) ، فقال أبو سفيان: أسخن الله عين من قال لي: ليس ههنا من يحتشم. وعنه في بحار الأنوار ٣١: ٥٢٣، وكلام معاوية في الموفّقيات للزبير بين بكار: ٥٧٦ وعنه في كشف الغمة ٢: ٤٦، وشرح النهج ٥: ١٣٠، ومروج الذهب ٣: ٤٥٤.

(٤) المستطرف في كل من مستظرف ١: ٢٨٩ / باب في الفخر والمفاخرة.

١٧٥

فسكتت سكينة، فلمّا قال المؤذّن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، قالت سكينة: هذا أبي أو أبوكِ؟

فقالت العثمانية: لا جَرَمَ، لا أفخر عليكم أبداً(١) .

وهذا معناه أنّ القرشيين كانوا يتحينون الفرص للحطّ من شأن قربى الرسول وأهل بيته علاوة على أمير المؤمنين علي الذي هو على رأس هذا البيت المقدس، وهذا يوقفنا على أنّ الشهادة بالولاية لعلي مع افتراض تشريعها أو محبوبية ذكرها أو جواز ذكرها من باب التفسير سيعارض الاتّجاه القرشي أقوى معارضة، ولهذا وأدلّة أخرى احتملنا أنّ الشهادة بالولاية لعلي في الأذان لم ينشرها النبيّ بنحو الجزئية خوفاً على الأمّة من التقهقر؛ إذ بالنظر لمجموع الأدلة في الشهادة الثالثة علاوةً على اعتراف الشيخ الطوسي بوجود أخبار شاذّة فيها، وأنّ الشاذّ كما عرفه المجلسي هو الصحيح غير المعمول به، وذهاب طائفة عظيمة من فقهاء الأصحاب إلى محبوبيّتها يمكن احتمال أنْ يكون ملاك التشريع موجوداً فيها لكنّ المانعَ أيضاً موجود آنذاك.

ومما يدل على أن القوم كانوا بصدد إخماد ذكر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله هو ما جاء فيشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: أن فاطمة الزهراء لامت الإمام عليّاً على قعوده، وأطالت عتابَهُ، وهو ساكت حتى أذّن المؤذّن، فلمّا بلغ إلى قوله: « أشهد أنّ محمّداً رسول الله » قال لها: أتحبّين أن تزول هذه الدعوة من الدنيا؟ قالت: لا. قال: فهو ما أقول لك(٢) .

وفي نص آخر: قد روي عن عليّ أنّ فاطمة حرّضته يوماً على النهوض

____________________

(١) الأغاني ١٦: ١٥٠.

(٢) شرح النهج ٢٠: ٣٢٦.

١٧٦

 

 والوثوب، فسمع صوت المؤذّن « أشهد أن محمداً رسول الله » فقال لها: أيسرك زوال هذا النداء من الأرض؟ قالت: لا. قال: فإنّه ما أقول لك(١) .

فقريش كانت لا تريد الجهر باسم الرسول الأكرم، فكيف ترضى الجهر باسم وصيّه وخليفته من بعده؟! وحسبك أنّ أبا محذورة المؤذن خفض صوته بالشهادة الثانية استحياءً من أهل مكة، لأنّهم لم يعهدوا ذكر اسم رسول الله بينهم جهراً، ففرك رسول الله أذُنه وقال: ارفع صوتك(٢) . فماذا يمكن أن نتوقّع لو ذكر اسم علي في الأذان على سبيل الجزئية كل يوم؟!

بلى إن بلالاً كان لا يستحي من قريش ولا يداهن فكان يجهر و يصيح بأعلى صوته: « أشهد أنّ محمداً رسول الله » من على بيت أبي طلحة(٣) .

ونقل الواقدي قصة فتح مكة، وفيها: إنّ رسول الله أمر بلالاً أن يؤذّن فوق ظهر الكعبة... فلمّا أذّن وبلغ إلى قوله « أشهد أن محمّداً رسول الله » رفع صوته كأشدّ ما يكون، فقالت جويرية بنت أبي جهل: قد لعمري « رفع لك ذكرك »... وقال خالد بن سعيد بن العاص: الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يدرك هذا اليوم.

وقال الحارث بن هشام: واثكلاه، ليتني مت قبل هذا اليوم، قبل أن اسمع بلالاً ينهق فوق الكعبة !(٤) .

وغيرها من النصوص الكثيرة الدالة على وجود مجموعتين إحداهما تحرص

____________________

(١) شرح النهج ١١: ١١٣.

(٢) انظر المبسوط للسرخسي ١: ١٢٨ - ١٢٩.

(٣) أخبار مكة للأزرقي ١: ٢٧٥، شرح النهج ١٧: ٢٨٤، إمتاع الإسماع ١: ٣٩٦، سبل الهدى والرشاد ٥: ٢٤٩.

(٤) شرح النهج ١٧: ٢٨٤، امتناع الإسماع ١: ٣٩٦، و ١٣: ٣٨٥، السيرة الحلبية ٣: ٥٤.

١٧٧

 على إعلاء ذكر محمد، والأُخرى تسعى لإخماده، وهذا هو الذي كان يدعو آل البيت لأن يشيدوا بهذه المفخره أمامَ من ينكرونها.

ولأجل هذا وغيره نرى النصوص الحديثية تؤكّد على لزوم رفع الصوت بالصلاة على محمّد وآل محمد؛ وأنّه يبعد النفس عن النفاق(١) .

ومن خلال كلما مضى تعرف أنّ سمات الولاية يجب أن تظهر ملامحها بصورتها الكنائية في الأذان وهو المعنى في كلام الفقهاء بالشعارية وأن تأكيدهم على القول بالشهادة الثالثة جاء من هذا الباب.

أذان النبي يتضمّن ولاية علي

لقد أكّد الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام على أنّ « حي على خير العمل » كانت في الأذان الأوّل(٢) ، و يعني بكلامه أنّه قد شُرّع في الإسراء والمعراج، وأنّ جبرئيل قد أذّن بها هناك، وهذه الحقيقة قد وضّحها الإمام الباقر كذلك بقوله:

إنّ رسول الله لما أُسري به إلى السماء نزل إليه جبرئيل ومعه محملة من محامل الرب عزّ وجلّ، فحمل عليها رسول الله إلى السماء، فأذّن جبرئيل فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن... إلى أن قال حيّ على خير العمل، حيّ على خير العمل...(٣) .

وروي عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده، أنّه قال: أوّل من أذّن

____________________

(١) الكافي ٢: ٣٩٤ / ح ١٣، وعنه في وسائل الشيعة ٧: ١٩٣ / ح ٩٠٨٨، ثواب الأعمال: ٥٩، وعنه في بحار الأنوار ٩١: ٥٩ / ح ٤١.

(٢) مصنف بن أبي شيبة ١: ١٩٥ / ح ٢٢٣٩، سنن البيهقي الكبرى ١: ٤٢٥ / ح ١٨٤٤، المسترشد: ٥١٧، نيل الأوطار ٢: ١٩ / باب صفة الأذان.

(٣) الأذان بحي على خير العمل للحافظ العلوي: ٨٣، الاعتصام بحبل الله ١: ٢٨٦، وكذا في الكافي ٨: ١٢١/ ح ٩٣، وتهذيب الأحكام ٢: ٦٠ ح ٢١٠، والاستبصار ١: ٣٠٥ / ح ١١٣٤، ووسائل الشيعة ٥: ٤١٤ / ح ٦٩٦٤.

١٧٨

 في السماء جبرئيل حين أُسري بالنبي، فقال: الله أكبر... إلى أن قال فقال: حي على خير العمل، حي على خير العمل، فقالت الملائكة: أُمِرَ القوم بخير العمل(١) .

وقد ثبت قبل كلّ هذا عن الإمام علي أنّه كان يقول حينما يسمع المؤذن ابن النباح(٢) يقول في أذانه: « حيّ على خير العمل، حي على خير العمل »: « مرحباً بالقائلين عدلاً، وبالصلاة مرحباً وأهلاً »(٣) .

وجاء عن محمد بن الحنفية أنّه ذكر عنده خبر بدء الأذان، فقال: لمّا أُسري بالنّبي إلى السماء وتناهز إلى السماء السادسة... ثم قال: حي على خير العمل، فقال الله جَلَّ جلاله: هي أفضل الأعمال وأزكاها عندي...(٤) .

وهذه النصوص عن الأئمة: السجاد، والباقر، والصادق وقبلهم عن أمير المؤمنين عليعليهم‌السلام وعن محمّد بن الحنفية كلّها تؤكّد تشريع الحيعلة الثالثة في الأذان الأوّل وعند الإسراء والمعراج.

ولا شكَّ أنّ الإمام علياً بكلامه السابق كان يشير إلى الجاحدين لرسالة الرسول والمنكرين لوصايته، خصوصاً بملاحظة سياق الرواية، حيث إنّه كان يقول عند سماعه الشهادتين: « وأشهد أنّ محمّداً رسول الله وأنّ الّذين جحدوا محمّداً هم الكافرون »، وعند سماعه الحيعلة الثالثة: « مرحباً بالقائلين عدلاً »، كلّ ذلك تعريضاً بمن جحدوها ورفعوها بغضاً وعناداً.

____________________

(١) الأذان بحي على خير العمل: ٢٠. وانظر الباب الأول من هذه الدراسة ( حيّ على خير العمل الشرعية والشعارية ) صفحة ٥٣.

(٢) أو ابن التيّاح.

(٣) من لا يحضره الفقيه ١: ٢٨٨ / ح ٨٩٠، وسائل الشيعة ٥: ٤١٨ / ح ٦٩٧٣، وقعة صفين: ٣٣٠، الفتوح لابن أعثم ٣: ٨٥، شرح النهج ٨: ١٤.

(١) معاني الأخبار: ٤٢ / ح ٤، وعنه في بحار الأنوار ١٨: ٣٤٤ / ح ٥٣، ومستدرك الوسائل ٤: ٧٠ / ٤١٨٨.

١٧٩

فعلي بن أبي طالب هو "خير العمل" كما نصّت عليه حسنة ابن أبي عمير عن الكاظمعليه‌السلام الآنفة، وهي مؤيدَّة بعشرات الأدلّة التي منها أنّ ضربةً واحدةً منه يوم الخندق عدلت عبادة الثقلين(١) ، فكيف بمن كان كلّ وجوده عدلاً وعملاً صالحاً، وهو خيّر البرية وخير البشر بعد الرسول بلا منازع.

وعن حذيفة، عن رسول الله أنّه قال: لو علم الناس متى سُمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، تسمّى أميرَ المؤمنين وآدمُ بين الروح والجسد؛ قال الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) ؟ قالت الملائكة: بَلَى، فقال: أنا ربكم، محمّد نبيّكم، عليّ أميركم(٢) .

إن أئمة النهج الحاكم قد عرفوا مغزى « خير العمل »، وأنَّ الله قد أنزل أكثر من ثلاثمئة آية في علي وأهل بيته، منها آية التطهير، والمباهلة، وسورة الدهر، وقوله( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ أمَنُواْ ) (٣) ، و( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولِ وَأُوْلي الأمْرِ مِنكُمْ ) (٤) و( فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى ) (٥) ، و( فَسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (٦) و( إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم

____________________

(١) عوالي اللآلي ٤: ٨٦ / ح ١٠٢، الفردوس بمأثور الخطاب ٣: ٤٥٥ / ح ٥٤٠٦، والمستدرك على الصحيحين ٣: ٣٤ / ٤٣٢٧، وفيهما: لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة، المواقف ٣: ٦٢٨، ٦٣٧، شرح المقاصد في علم الكلام ٢: ٣٠١.

(٢) الفردوس بمأثور الخطاب ٣: ٣٥٤ / ح ٥٠٦٦، اليقين لابن طاووس: ٢٣١، ٢٨٤، من طريق آخر. أمثال هذه الروايات سنتعرض لها في آخر الكتاب « الشعارية ».

(٣) المائدة: ٥٥.

(٤) النساء: ٥٩.

(٥) الأنفال: ٤١.

(٦) النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595