الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية0%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 127

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية

مؤلف: مركز الرسالة
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف:

الصفحات: 127
المشاهدات: 48471
تحميل: 5908

توضيحات:

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 127 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 48471 / تحميل: 5908
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
العربية

ومنهم.

أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرّة؟ وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟! قد ابتليتهم ، وفتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا ، فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغت ، أو يدركوا به مثل الذي أدركت ، فوقعوا منك في بحر لا يُدرك عمقه وفي بلاء لا يقدر قدره ، فالله لنا ولك ، وهو المستعان ».

بعد ذلك يروح الاِمام السجاد محذّراً منذراً ، مذكّراً منبّهاً ، ينتقل من الدنيا إلى الآخرة ومن الاَرض إلى السماء ، ومن الغيب إلى الواقع ومن الواقع إلى الغيب ، لا تفوته إشارة إلاّ لمّح لها ولا يترك فراغاً إلاّ ملأه ، فيقول : « أما بعد فأعرض عن كل ما أنت فيه حتى تلتحق بالصالحين الذين دُفنوا في أسمالهم ، لاصقةً بطونهم بظهورهم ، ليس بينهم وبين الله حجاب ، ولا تفتنهم الدنيا ولا يُفتنون بها.

فإن كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ ، مع كبر سنّك ورسوخ علمك ، وحضور أجلك ، فكيف يسلم الحدث في سنّه؟ الجاهل في علمه؟ المأفون في رأيه؟ المدخول في عقله؟! على من المعوّل؟ وعند من المستعتب؟ نشكو إلى الله بثّنا ، وما نرى فيك! ونحتسب عند الله مصيبتنا بك ...

فاُنظر : كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيراً وكبيراً ..! وكيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلاً! وكيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيراً!! وكيف قربك أو بعدك ممن أمرك ان تكون منه قريباً ذليلاً!!

مالك لا تنتبه من نعستك؟ وتستقيل من عثرتك؟ فتقول : والله ما قمت لله

١٢١

مقاماً واحداً أحييت به له ديناً! أو أمّتُ له فيه باطلاً!! أفهذا شكرك من استحملك؟! ما أخوفني أن تكون كما قال الله تعالى في كتابه : ( أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً ) (١) استحملك كتابه ، واستودعك علمه ، فأضعتهما! فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به! والسلام (٢) .

وهكذا يتّضح من سطور هذه الرسالة وحروفها وكلماتها ، أنّ الاِمام السجادعليه‌السلام دخل في مواجهة مكشوفة مع السلطة الحاكمة ، عبر تنديده العلني هذا بأحد رموزها ، المقربين من بلاطها ، أي عبر تحذيره وإنذاره وتوبيخه وتأنيبه له : «مالك لا تنتبه من نعستك؟ ولا تستقيل من عثرتك؟ » «أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرّة؟ وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟ ».

إذن ، وبايجاز جليّ وواضح ، وكلمات ساطعة صادحة ، كشف الاِمام ، من خلال هذه الرسالة ، كل الخيوط المخفية التي يتستر بها وعّاظ السلاطين عادة ، للتعتيم على نفعيتهم ووصوليتهم ولصوصيتهم(٣) .

__________________

(١) سورة مريم : ١٩ / ٥٩.

(٢) وردت الرسالة في تحف العقول : ٢٧٤ ـ ٢٧٧. ورواها الحائري في بلاغة علي بن الحسينعليه‌السلام : ١٢٢ ـ ١٢٦. ورواها المقرّم في الاِمام زين العابدين : ١٥٤ ـ ١٥٩. ورواها الغزالي في إحياء علوم الدين ٢ : ١٤٣.

(٣) جاء في كتاب « الكشكول » المعروف لبهاء الدين العاملي ما نصه : ( إذا رأيت العالم يلازم السلطان فاعلم أنه لص. وإياك أن تُخدع بما يقال إنّه يردّ مظلمة أو يدافع عن مظلوم ، فان هذه خدعة ابليس اتخذها فخّاً والعلماء سلّما ً ) راجع كتاب الفقيه والسلطان / د. وجيه كوثراني : ١٥٥.

١٢٢

«لقد سهّلت له طريق الغيّ بدنوّك منه ، وأنك سوف تُسأل عمّا أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة » الذين « جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم وسلّماً إلى ضلالتهم »! وغير ذلك مما يعدّ وثيقة سياسية دقيقة جداً ومعبّرة جداً لكلِّ من يحاول تبرير قربه من الظلمة أو إدعائه إصلاحهم بوعظه وإرشاده ونصائحه ...

ولعلّ الموقف من أعوان الظلمة هذا هو أدّق الخيوط في نسيج التعامل السياسي الذي ينبغي غزله أو السير فيه بدّقة وحذر متناهيين ...

ولذلك نرى الاِمام يدعو لاَهل الثغور في دعائه المعروف « دعاء الثغور » تارة ، قبال عدوّ مشترك تنكمش لتحدّيه الجزئيات أمام الكليات ، فيما نراه يندّد بحكام الثغور وأعوانهم وظلمهم وتعسفهم تارة اُخرى في الدائرة الاَضيق ، أو ما يُسمى في المصطلح الحديث « النقد داخل البيت » وبهذا الاسلوب المندد المقرع : «والله ما قمت له مقاماً واحداً أحييت به له ديناً ، أو أمتّ له فيه باطلاً »!

فمن هذه المداخلات ، إذن ، ومن هذه الخيوط الدقيقة تجب دراسة الاِمام السجاد وقراءة مواقفه قبل الحكم له أو عليهعليه‌السلام . ومن هذه القراءة يمكن أن تُفهم منطلقات الاِمام وأهدافه في سكوته أو كلامه ، وفي عزلته أو تصديه وفي صمته أو ثورته ، لاسيّما وهو القائل في ردّه على من يقول ( إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ) «لكلِّ واحد منهما آفات ، وإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت » وأضاف : «لاَنّ الله عزَّ وجلّ ، ما بعث الاَنبياء ، والاَوصياء بالسكوت ، وإنما بعثهم بالكلام ، ولا استُحقت الجنة بالسكوت ولا استُوجبت ولاية الله بالسكوت ، ولا توقيت النار بالسكوت! ».

١٢٣

وأكثر من ذلك : «إنّك تصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت .. »(١) وتلك هي الحكمة البالغة والبيان البليغ ..

فسلام على الاِمام السجاد ساكتاً ومتكلماً ، وسلام عليه معتزلاً ومتصدياً ، وسلام عليه داعياً لاَهل الثغور ومندداً بظلمهم وجورهم وتعسفهم ، وسلام عليه مصفحاً متغافلاً عن عبد من عبيدالله سبَّه وشتمه ، ومعنّفاً مقرّعاً لواعظ من وعّاظ السلاطين جعل من نفسه جسراً لبلايا سلاطينه ، وسلّماً لضلالهم وغواياتهم

__________________

(١) الإحتجاج / الطبرسي : ٣١٥.

١٢٤

المحتويات

مقدِّمة المركز............................................................... ٥

المقدِّمة..................................................................... ٧

الفصل الأول.............................................................. ١١

الإمام السجاد عليه‌السلام في سطور.............................................. ١١

الشخصية :............................................................. ١١

المحطات الرئيسية في حياة الإمام السجاد عليه‌السلام :.............................. ١٥

المحطة الاُولى : في كربلاء :................................................. ١٦

المحطة الثانية : في الكوفة والشام :.......................................... ١٩

المحطة الثالثة : في المدينة المنوّرة :............................................ ٢٤

١ ـ دوره العلمي........................................................ ٢٤

٢ ـ دوره في بلورة المعارضة السياسية....................................... ٢٩

المرحلة المنعطف :......................................................... ٣٢

القتال على جبهات متعددة :.............................................. ٣٤

الحصيلة :............................................................... ٣٧

الفصل الثاني.............................................................. ٤١

ظاهرة البكاء عند الاِمام زين العابدين عليه‌السلام................................... ٤١

بين البكاء والتباكي :..................................................... ٤١

تفسير ظاهرة البكاء عند الاِمام عليه‌السلام :...................................... ٤٢

المواجهة أو الصبر :....................................................... ٤٤

ماذا حقق البكاء؟........................................................ ٤٥

الفصل الثالث............................................................. ٥١

ظاهرتا العبادة والدعاء عند الامام عليه‌السلام...................................... ٥١

التفسير المبتور للظاهرتين :................................................. ٥١

طريقان لا ثالث لهما :.................................................... ٥٣

١٢٥

الهدف الحقيقي :......................................................... ٥٣

مضامين دعائه عليه‌السلام :.................................................... ٥٨

١ ـ المضامين العقائدية :................................................... ٦٢

٢ ـ المضامين الاَخلاقية :.................................................. ٦٤

٣ ـ المضمون العبادي :.................................................... ٦٧

الفصل الرابع.............................................................. ٧٣

فلسفة الإمام عليه‌السلام في الانفاق وتحرير العبيد................................. ٧٣

هدف الاِمام عليه‌السلام من التعامل مع الظاهرة :.................................. ٧٤

التربية العالية والخلق الرفيع :................................................ ٧٥

سياسة الاِنفاق :......................................................... ٨٠

الفصل الخامس............................................................ ٨٥

رسالة الحقوق............................................................. ٨٥

رسالة الحقوق محاكمة المفاهيم بالمصاديق.................................. ٨٥

مع رسالة الحقوق :....................................................... ٨٨

حقوق الرعية والراعي :.................................................... ٩٠

حقوق الرحم :........................................................... ٩١

حق الاُم :............................................................ ٩٢

حق الاَب :........................................................... ٩٢

حق الولد :........................................................... ٩٣

حق الاَخ :........................................................... ٩٣

حق الغريم :.............................................................. ٩٥

حق الخصم :............................................................ ٩٥

حقوق اُخرى :........................................................... ٩٦

كلمة اُخرى في رسالة الاِمام عليه‌السلام :......................................... ٩٧

١٢٦

الفصل السادس.......................................................... ١٠٣

خلاصة الجهاد السياسي عند الاِمام السجاد عليه‌السلام.......................... ١٠٣

خيمة خارج المدينة :.................................................... ١٠٥

الموقف من الحركات الثورية :.............................................. ١٠٧

الموقف من الظالمين :.................................................... ١١٠

موقفه من عبدالملك وهشام :........................................... ١١٠

الموقف من أعوان الظلمة :............................................... ١١٣

كتاب الاِمام السجاد عليه‌السلام إلى الزهري :................................... ١١٨

المحتويات.............................................................. ١٢٥

١٢٧