الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية42%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 127

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية
  • البداية
  • السابق
  • 127 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 55602 / تحميل: 8646
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) دراسة تحليلية

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

12 - (الحسن) بن حبيش بالحاء المضمومة غير المعجمة والباء المنقطة تحتها نقطة والياء المنقطة تحتها نقطتين والشين المعجمة.

روى الكشي عن محمد بن مسعود قال: حدثي حمدويه قال: حدثي الحسن بن موسى عن جعفر عن محمد الخثعمي عن ابراهيم بن عبدالحميد الصنعاني عن أبي اسامة زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام إذ مرالحسن بن حبيش، فقال أبوعبدالله: تحب هذا، هذا من أصحاب أبي (عليه السلام).

وروى السيد علي بن أحمد العقيقي العلوي عن أبيه عن ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبي عبدالله عليه السلام مثل ما روي الكشي.

13 - (الحسن) بن زياد العطار وقيل: الطائي الضبي مولى بني ضبة، ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام.

14 - (الحسن) بن القاسم، روى الكشي عن حمدويه عن الحسن بن موسى قال، بعد ان حكى قصة، ذكرناها في الكتاب الكبير: ان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به.

15 - (الحسن) بن النضر، قال الكشي: انه من أجلاء اخواننا.

16 - (الحسن) بن علي بن زياد الوشاء بجلي كوفي.

قال الكشي: يكنى بأبي محمد الوشاء وهو ابن بنت الياس الصيرفي خير(1) من أصحاب الرضا عليه السلام وكان من وجوه هذه الطائفة.

17 - (الحسن) بن علي بن النعمان مولى بني هاشم أبوه علي بن النعمان الاعلم، ثبت (ثقة).

18 - (الحسن) بن علي بن بقاح بالباء المنقطة تحتها نقطة والقاف المشددة والحاء غير المعجمة كوفي ثقة مشهور صحيح الحديث روى عن أصحاب أبي عبدالله عليه السلام.

٤١

19 - (الحسن) بن موسى الخشاب من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث.

20 - (الحسن) بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبى طالب عليه السلام أبومحمد المدني روى عن جعفر بن محمد عليه السلام وحدث عن الاعمش وكان ثقة.

21 - (الحسن) بن عطبه الحناط بالحاء غير المعجمة المحاربي الكوفي مولى ثقة وأخواه أيضاً محمد وعلي كلهم رووا عن أبي عبدالله عليه السلام وهو الحسن بن عطية الدغشي بالدال غير المعجمة والغين المعجمة والشين المعجمة.

22 - (الحسن) بن الحسين بن الحسن الجحدري بالجيم المفتوحة والحاء المهملة الساكنة والدال المهملة والراء الكندي عربي ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام.

23 - (الحسن) بن السري الكاتب الكرخي ثقة وأخوه علي بن السري، رويا عن أبي عبدالله (ع).

24 - (الحسن) بن قدامة بالقاف المضمومة الكناني الحنفي روى عن أبي عبدالله عليه السلام وكان ثقة وتأخر موته.

25 - (الحسن) بن محمد بن أحمد الصفار البصري أبوعلي شيخ من أصحابنا ثقة روى عن الحسن بن محمد بن سماعة ومحمد بن تسليم وعباد الرواجني ومحمد بن الحسين ومعاوية بن الحكم، له كتاب (دلائل خروج القائم عليه السلام وملاحم).

26 - (الحسن) بن محمد النهاوندي أبوعلي متكلم جيد الكلام له كتب منها: (كتاب النقض) على سعيد بن هارون الخارجي في الحكمين، و (كتاب الاحتجاج في الامامة) و (كتاب الكافي في فساد الاختيار).

27 - (الحسن) بن متيل بالميم المفتوحة والتاء المنقطة فوقها نقطتين المشددة والياء المنقطة تحتها نقطتين المشددة وجه من وجوه أصحابنا كثير الحديث له كتاب (نوادر).

28 - (الحسن) بن علي أبومحمد الحجاك من أصحابنا القميين ثقة كان شريكاً لمحمد بن الحسن بن الوليد في التجارة، له كتاب (الجامع في أبواب الشريعة) كبير وسحي الحجال: لانه كان دائماً يعادل الحجال الكوفي، الذي كان يبيع الحجل فسمي باسمه.

٤٢

29 - (الحسن) بن علي ابى المغيرة الزبيدي الكوفى ثقة هو وأبوه روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام.

30 - (الحسن) بن الجهم بن بكير بن أعين أبومحمد الشيباني ثقة روى عن أبى الحسن موسى والرضا عليهما السلام.

31 - (الحسن) بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحرث بن عبدالمطلب أبومحمد ثقة جليل القدر روى عن الرضا عليه السلام نسخة وعن أبيه عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى عليهما السلام، وعمومته كذلك اسحاق ويعقوب وإسماعيل، وكان ثقة.

32 - (الحسن) بن الحسين السكوني عربي كوفي ثقة.

33 - (الحسن) بن علوان الكلبي مولاهم كوفي ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام هو وأخوه الحسين، وكان الحسين عامياً وكان الحسن أخص بنا وأولى.

34 - (الحسن) بن مرفق كوفي شيخ من أصحابنا قليل الحديث ثقة.

35 - (الحسن) بن محمد بن هارون بن عمران الهمداني وكيل.

36 - (الحسن) بن عمرو بن منهال كوفي ثقة هو وأبوه أيضاً.

37 - (الحسن) بن خالد بن محمد بن علي البرقي أبوعلي أخو محمد بن خالد كان ثقة.

38 - (الحسن) بن ظريف بن ناصح كوفي يكنى أبا محمد ثقة، كان يسكن بغداد وأبوه قبل.

39 - (الحسن) بن عنبسة بالعين غير المعجمة المفتوحة والنون الساكنة والباء المنقطة تحتها نقطة والسين غير المعجمة الصوفي كوفي ثقة.

40 - (الحسن) بن محمد بن جمهور العمي أبومحمد بصري ثقة في نفسه، ينسب إلى نبي العم من بني تميم بروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، ذكره أصحابنا بذلك، وقالوا: كان أوثق من إبنه.

٤٣

41 - (الحسن) بن أحمد بن ريذويه بالراء غير المعجمة المكسورة والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة والذال المعجمة المفتوحة والواو الساكنة والياء المنقطة تحتها نقطتين المفتوحة القمي ثقة من أصحابنا القميين له كتاب (المزار).

42 - (الحسن) بن عبدالصمد بن محمد بن عبيد الله الاشعري شيخ ثقة من أصحابنا.

43 - (الحسن) بن علي بن عبدالله بن المغيرة بن المغيرة البجلي مولى جندب بن عبدالله ابومحمد من أصحابنا الكوفيين ثقة ثقة.

44 - (الحسن) بن أبي عبدالله محمد بن خالد بن نجم الطيالسي أبوالعباس التميمي أبومحمد ثقة.

45 - (الحسن) بن شجرة بن ميمون بن أبي إراكة ثقة.

46 - (الحسن) بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي أبومحمد ثقة من وجوه أصحابنا وأبوه وجده ثقتان وهم من اهل الري.

47 - (الحسن) بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن أبي طالب (ع) الشريف النقيب أبومحمد سيد في هذه الطائفة.

قاله النجاشي: ثم قال: غيراني رأيت بعض أصحابنا يغمز عليه في بعض رواياته، له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير.

48 - (الحسن) بن أبي سارة ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام(1).

49 - (الحسن) بن سيف بن سليمان التمار.

قال ابن عقدة: عن علي بن الحسن انه ثقة قليل الحديث.

٤٤

ولم أقف له على مدح ولاجرح من طرقنا، سوى هذا، والاولى التوقف فيما ينفرد به حتى تثبت عدالته.

50 - (الحسن) بن محمد ابوعلى القطان الكوفي.

قال ابوعقدة: قال علي بن الحسن انه ثقة والكلام فيه كالسابق.

51 - (الحسن) بن صدقة المدايني.

قال ابن عقدة اخبرنا علي بن الحسن قال: الحسن بن صدقة المدايني أحسبه أزدياً، واخوه مصدق، رويا عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام وكانوا ثقات وفي تعديله بذلك نظر والاولى التوقف.

ترجمه المصنف رحمه الله.

52 - (الحسن) بن يوسف بن علي بن مطهر بالميم المضمومة والطاء غير المعجمة والهاء المشددة والراء ابومنصور الحلي مولداً ومسكماً.

مصنف هذا الكتاب له كتب:

( كتاب منتهى المطلب في تحقيق المذهب ) لم يعمل مثله، ذكرنا فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه، ورجحنا ما نعتقده، بعد إبطال حجج من خالفنا فيه، يم إن شاء الله تعالى، عملنا منه إلى هذا التأريخ وهو شهر ربيع الاخر سنة ثلاث وتسعين وستمائة سبع مجلدات.

( كتاب تلخيص المرام في معرفة الاحكام ).

( كتاب غاية الاحكام في تصحيح تلخيص المرام ).

( كتاب تحرير الاحكام الشرعية على مذهب الامامية ) حسن جيد، إستخرجنا فيه فروعاً لم نسبق اليها مع إختصاره.

( كتاب مختلف الشيعة في أحكام الشريعة ) ذكرنا فيه خلاف علمائنا خاصة وحجة كل شخص، والترجيح لما نصير اليه.

( كتاب تبصرة المتعلمين في أحكام الدين )

٤٥

( كتاب إستقصاء الاعتبار في تحرير معاني الاخبار ) ذكرنا فيه كل حديث، وصل الينا وبحثنا في كل حديث منه على صحة السند او إبطاله وكون متنه محكماً او متشابهاً وما إشتمل عليه المتن من المباحث الاصولية والادبيه وما يستنبط من المتن من الاحكام الشرعية وغيرها، وهو كتاب لم يعمل مثله.

( كتاب مصابيح الانوار ) ذكرنا فيه كل أحاديث علمائنا، وجعلنا كل حديث يتعلق بفن في بابه ورتبنا كل فن على أبواب إبتدأنا فيها بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله ثم بعده ما روي عن علي عليه السلام، وهكذا إلى آخر الائمة عليهم السلام.

( كتاب الدر والمرجان في الاحاديث الصحاح والحسان ).

( كتاب التناسب بين الاشعرية وفرق السوفسطائية ).

( كتاب نهج الايمان في تفسير القرآن، ذكرنا فيه ملخص الكشاف والتبيان وغيرهما ) ( كتاب القول الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ).

( كتاب الادعية الفاخرة المنقولة عن الائمة الطاهرة ).

( كتاب النكت البديعة في تحرير الذريعة ) في اصول الفقه.

( كتاب غاية الوصول وإيضاح السبل في شرح مختصر منتهى السؤل والامل )، في اصول الفقه.

( كتاب مبادئ الاصول ).

( كتاب منهاج اليقين في اصول الدين ).

( كتاب منتهى الوصول إلى علمي الكلام والاصول ).

( كتاب كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ) في الكلام.

( كتاب أنوار الملكوت في شرح فص الياقوت ) في الكلام.

( كتاب نظم البراهين في اصول الدين ).

( كتاب معارج الفهم في شرح النظم ) في الكلام.

( كتاب الابحاث المفيدة في تحصيل العقيدة ).

٤٦

( كتاب نهاية المرام في علم الكلام ).

( كتاب كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد ) في الكلام.

( كتاب المنهاج في مناسك الحج ).

( كتاب تذكرة الفقهاء ).

( كتاب تهذيب الوصول إلى علم الاصول ).

( كتاب القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والالهي ).

( كتاب الاسرار الخفية في العلوم العقلية ).

( كتاب كاشف الاستار في شرح كشف الاسرار ).

( كتاب الدر المكنون في علم القانون ) في المنطق.

( كتاب المباحث السنية والمعارضات النصرية ).

( كتاب المقاومات ) باحثنا فيه الحكماء السابقين، وهو يتم مع تمام عمرنا.

( كتاب حل المشكلات من كتاب التلويحات ).

( كتاب إيضاح التلبيس من كلام الرئيس ) باحثنا فيه الشيخ ابن سينا.

( كتاب كشف المكنون من كتاب القانون ) وهو إختصار شرح الجزولية في النحو.

( كتاب بسط الكافية ) وهو إختصار شرح الكافية في النحو.

( كتاب المقاصد الوافية بفوائد القانون والكافية ) جمعنا فيه بين الجرولية والكافية في النحو، مع تمثيل ما يحتاج إلى المثال.

( كتاب المطالب العلية في معرفة العربية ).

( كتاب القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية ) في المنطق.

( كتاب الجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد ) في المنطق.

( كتاب مختصر نهج البلاغة ) .

( كتاب إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد ).

٤٧

(كتاب نهج العرفان في علم الميزان) في المنطق.

(كتاب إرشاد الاذهان في أحكام الايمان) في الفقه.

(كتاب مدارك الاحكام) في الفقه.

(كتاب تسليك الافهام إلى معرفة الاحكام) في الفقه.

(كتاب نهاية الوصول في علم الاصول).

(كتاب قواعد الاحكام في معرفة الحلاك والحرام).

(كتاب كشف الخفا من كتاب الشفا) في الحكمة.

(كتاب مقصد الواصلين في اصول الدين).

كتاب تسليك النفس إلى حظيرة القدس) في الكلام.

(كتاب نهج المسترشدين في اصول الدين).

(كتاب مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق) في المنطق والطبيعي والالهي (كتاب النهج الوضاح في الاحاديث الصحاح).

(كتاب نهاية الاحكام في معرفة الاحكام).

(كتاب المحاكمات بين شراح الاشارات).

(كتاب نهج الوصول إلى علم الاصول).

(كتاب مناهج الهداية ومعارج الدراية) في الكلام.

(كتاب منهاج الكرامة في الامامة).

(كتاب منهاج الكرامة في الامامة).

(كتاب إستقصاء النظر في القضاء والقدر) الرسالة السعدية ( رسالة واجب الاعتقاد ).

(كتاب الالفين الفارق بين الصدق والمتين) وهذه الكتب فيها كثير لم يتم، نرجو من الله تعالى إتمامه.

والمولد: تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وسمائة، ونسئل الله تعالى خاتمة الخير بمنه وكرمه.

٤٨

الباب الثاني في الحسين تسعة وعشرون رجلا

1 - (الحسين) بن الجهم بن بكير بن أعين من أصحاب الكاظم عليه السلام ثقة.

2 - (الحسين) بن صدقة من أصحاب الكاظم عليه السلام ثقة.

3 - (الحسين) بن علي بن يقطين من أصحاب أبى الحسن الرضا عليه السلام ثقة.

4 - (الحسين) بن سعيد بن حماد بن مهران الاهوازي مولى علي بن الحسين عليهما السلام ثقة عين جليل القدر روى عن الرضا عليه السلام وعن أبي جعفر وعن أبى الحسن الثالث عليهما السلام اصله كوفي وانتقل مع أخيه الحسن إلى الاهواز، ثم تحول إلى قم فنزل على الحسن بن ابان وتوفى بقم رحمه الله.

5 - (الحسين) بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة.

6 - (الحسين) بن بشار بالباء المنقطة تحتها نقطة والشين المعجمة المشددة مدايني مولى زياد من اصحاب الرضا عليه السلام.

قال الشيخ الطوسي رحمه الله: انه ثقة صحيح روى عن أبى الحسن عليه السلام وقال الكشي: انه رجع عن القول بالوقف وقال بالحق. فأنا أعتمد على ما يرويه بشهادة الشيخين له، وإن كان طريق الكشي إلى الرجوع عن الوقف، فيه نظر، لكنه عاضد لنص الشيخ عليه.

7 - (الحسين) بن أسد بالسين غير المعجمة من أصحاب أبي جعفر الثاني الجواد عليه السلام ثقة.

8 - (الحسين) بن اسكيب بالسين غير المعجمة والكاف المكسورة والياء المنقطة

٤٩

تحتها نقطتين والباء المنقطة تحتها نقطة المروزي المقيم بسمرقند وكش، من أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام ثقة ثقة ثبت عالم متكلم مصنف الكتب، له كتب ذكرناها في كتابنا الكبير.

قال الشيخ الطوسي (ره): انه فاضل جليل القدر متكلم فقيه مناظر صاحب تصانيف لطيف الكلام جيد النظر ونحوه.

قال الكشي والنجاشي: لم يرو عن الائمة عليهم السلام لكنه من اصحاب العسكري عليه السلام.

قال الكشي: هو القمي خادم القبر.

9 - (الحسين) بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان أبوعبدالله البزوفري شيخ ثقة جليل من أصحابنا خاص.

10 - (الحسين) بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كثير الرواية يروي عن جماعة وعن ابيه وعن اخيه محمد بن علي ثقة.

11 - (الحسين) بن عبيد الله بن ابراهيم الغضايري يكنى ابا عبدالله كثير السماع عارف بالرجال وله تصانيف ذكرناها في كتابنا الكبير. شيخ الطائفة سمع الشيخ الطوسي (ره) منه وأجاز جميع رواياته، مات رحمه الله في منتصف صفر سنة إحدى عشرة واربعمائة، وكذا أجاز للنجاشي.

12 - (الحسين) بن المنذر، روى الكشي: عن الصادق عليه السلام: انه من فراخ الشيعة، وفي الطريق محمد بن سنان عن الحسين بن منذر عن الصادق عليه السلام وهذه الرواية لاتثبت عندي عدالته، لكنها مرجحة، لقبول قوله.

13 - (الحسين) بن أبي حمزة.

قال الكشي: سألت أبا الحسن حمدويه بن نضير عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين ابن أبي حمزة ومحمد أخويه؟ قال: كلهم ثقات فاضلون. وهذا سند صحيح أعمل عليه وأقبل روايته ورواية أخويه.

٥٠

وقال النجاشى: أسماء ولد أبي حمزة: نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد، ولم يذكر الحسين من عدد أولاده.

وقال ابن عقدة: حسين بن بنت أبي حمزة الثمالي خال محمد بن أبي حمزة، وان الحسين بن أبي حمزة بن ابنة الحسين بن أبي حمزة الثمالي، وان الحسين ابن حمزة الليثي ابن بنت أبي حمزة الثمالي.

وقال النجاشي أيضاً: الحسين بن حمزة اللبثي الكوفي وهو ابن بنت أبي حمزة الثمالي ثقة.

روي عن أبي عبدالله عليه السلام: وأسقط لفظة أبي، بين الحسين وحمزة.

وبالجملة: فهذا الرجل عندي مقبول الرواية، ويجوز ان يكون ابن إبنة أبي حمزة وغلبت عليه النسبة إلى أبي حمزة، بالبنوة.

14 - (الحسين) بن عبد ربه. روى الكشي: عن محمد بن مسمود قال: حدثني محمد بن نصير قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى: انه كان وكيلا، وهذا سند صحيح.

15 - (الحسين) بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي ثقة روى عن أبي عبدالله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام له كتاب يرويه محمد بن أبي عمير عن الحسين بن عثمان.

قال الكشي: عن حمدويه عن أشياخه: ان الحسين بن عثمان خير فاضل ثقة.

16 - (الحسين) بن زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام أبوعبدالله يلقب ذا الدمعة كان أبوعبدالله تبناه ورباه وزوجه بنت الاقط، روى عن أبي عبدالله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام وكتابه مختلف الرواية.

17 - (الحسين) بن نعيم بضم النون وفتح العين غير المعجمة الصحاف مولى بني أسد ثقة وأخواه علي ومحمد رووا عن أبي عبدالله عليه السلام.

18 - (الحسين) بن عثمان الاحمسي البجلي كوفي ثقة ذكره أبوالعباس في رجال أبي عبدالله عليه السلام.

٥١

19 - (الحسين) بن ثور بالثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط ابن أبي فاختة سعيد ابن حمران مولى ام هاني بنت أبي طالب، روى عن أبي جعفر عليه السلام وأبي عبدالله عليه السلام ثقة.

20 - (الحسين) بن عبيد الله بضم العين والياء بعد الباء ابن حمران الهمداني المعروف بالسكوني من أصحابنا الكوفيين ثقة.

21 - (الحسين) بن شاذوبه بالشين المعجمة والذال المعجمة أبوعبدالله الصفار وكان صحافاً فيقال له الصحاف. قال النجاشي: انه كان ثقة قليل الحديث وقال الغضايري: يروى انه قمي، زعم القميون انه كان غالياً، وقال: رأيت له كتاباً في الصلاة سديداً. والذي أعمل عليه قبول روايته، حيث عدله النجاشي، ولم يذكر ابن الغضايري ما يدل على ضعفه نصاً.

22 - (الحسين) بن محمد بن علي الازدي أبوعبدالله ثقة من أصحابنا كوفي.

23 - (الحسين) بن علي أبوعبدالله المصري فقيه متكلم سكن مصر.

24 - (الحسين) الاشعري القمي أبوعبدالله ثقة.

25 - (الحسين) بن القاسم بن محمد بن أيوب بن شمون أبوعبدالله الكاتب. قال النجاشي: كان أبوه القاسم من أجلة أصحابنا. ولم ينص على تعديل الحسين.

وقال ابن الغضايري: الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب بن شمون، ضعفوه وهو عندي ثقة.

قال: ولكن بحث في من يروي عنه.

قال: وكان أبوه القاسم من وجوه الشيعة، ولكن لم يرو شيئاً.

٥٢

26 - (الحسين) بن محمد بن الفرزدق بن بحير بن زياد الفزاري ابوعبدالله المعروف بالقطعي، كان يبيع الخرق، ثقة.

27 - (الحسين) بن خالويه بالخاء المعجمة والياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الواو وأبوعبدالله النحوي، سكن حلب ومات بها، وكان عارفاً بمذهبنا، وله كتب منها كتاب (إمامة أميرالمؤمنين عليه السلام).

28 - (الحسين) بن عبدالله بن جعفر له مكاتبة.

29 - (الحسين) بن علي بن الحسين بن محمد بن يوسف الوزير المغربي ابوالقاسم من ولد بلاس بن بهرام جور، وامه فاطمة بنت ابي عبدالله محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني، شيخنا توفى رحمه الله يوم النصف من شهر رمضان المبارك سنة ثمان عشرة و أربعمائة.

الباب الثالث حمزة خمسة رجال

1 - (حمزة) بن عبدالمطلب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله قتل باحد (ره) ثقة.

2 - (حمزة) بن الطيار، روى الكشي: عن حمدويه وابراهيم عن محمد بن عيسى عن ابن ابي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه السلام: الترحم عليه بعد موته والدعاء له بالنصرة والسرور، وانه كان شديد الخصومة عن أهل البيت عليهم السلام ومحمد بن عيسى وان كان فيه قول، لكن الارجح عندي قبول روايته.

3 - (حمزة) بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب (ع) أبو يعلي ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث له كتاب من روى عن جعفر بن محمد بن محمد من الرجال.

4 - (حمزة) بن يعلي الاشعري ابويعلى القمي روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني عليهما السلام ثقة وجه.

٥٣

5 - (حمزة) بن بزيع، من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم كثير العلم.

قال الكشي: روى أصحابنا: عن الفضل بن كثير عن علي بن عبدالغفار المكفوف عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي قال: ذكر بين يدي أبى الحسن الرضا عليه السلام حمزة بن بزيع؟ فترحم عليه، فقيل: أنه كان يقول بموسى؟ فترحم عليه ساعة، ثم قال: من جحد حقي ! كان كمن جحد حق آبائي.

وهذا الطريق لم يثبت صحته عندي.

الباب الرابع الحرث ثلاث عشر رجلا

1 - (الحرث) بن هشام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وقيل: مات بالشام.

وقيل: قتل يوم اليرموك.

2 - (الحرث) بن أنس الاشهل بالشين المعجمة أنصاري، قتل يوم احد.

3 - (الحرث) بن النعمان شهد بدراً.

4 - (الحرث) بن قيس شهد العقبة في السبعين وشهد بدراً وما بعدها من الغزوات واليمامة ومات في خلافة عمر.

5 - (الحرث) بن همام من أصحاب أميرامؤمنين عليه السلام صاحب لواء الاشتر يوم صفين.

6 - (الحرث) بن الربيع يكنى ابا زياد، كان عامل أميرالمؤمنين عليه السلام على المدينة احد بني مازن بن البحار.

7 - (الحرث) بن قيس من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام قطعت رجله بصفين.

٥٤

8 - (الحرث) الاعور، قال الكشي في طريق فيه الشعي انه قال لعلي عليه السلام: اني احبك.

ولا تثبت بها عندي عدالته، بل ترجيح ما.

9 - (الحرث) بن قيص، قال الكشي: انه كان جليلا فقيهاً وكان اعور.

10 - (الحرث) بن المغيرة النصري بالنون والصاد غير المعجمة.

روى الكشي: عن محمد بن قولويه قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد ابن عيسى عن عبدالله بن محمد الحجال عن يونس بن يعقوب قال: كنا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال: ما لكم من مفزع اما لكم من مستراح تستريحون اليه ما يمنعكم من الحرث بن المغيرة النصري.

وروى ايضاً: حديثاً في طريقه سجادة: انه من أهل الجنة.

وقال النجاشي: حارث بن المغيرة النصري من بني نصر بن معاوية بصري عربي روى عن أبى جعفر الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام وعن زيد بن علي عليه السلام و هو ثقة ثقة.

11 - (الحرث) بن عمران الجعفري الكلبي كوفي ثقة روى عن جعفر بن محمد عليه السلام.

12 - (الحرث) بن ابي رسن الاودي بالواو الكوفي. قال ابن عقدة: انه اول من ألقى التشيع في بني اود.

13 - (الحرث) بن غصين بضم الغين المعجمة وفتح الصاد المهملة ابووهب الثقفي الكوفي.

قال ابن عقدة: عن محمد بن عبدالله بن ابى حكيمة عن ابن نمير: انه ثقة خيار وتوفي سنة ثلاث و اربعين ومائة.

الباب الخامس حماد سبعة رجال

1 - (حماد) بن ضمخة بالضاد المعجمة المفتوحة والخاء المعجمة بعد الميم الكوفي روى عنه وهيب بن حفص وكان ثقة.

٥٥

2 - (حماد) بن عيسى ابومحمد الجهني البصري مولى.

وقيل: عربي اصله الكوفة وسكن البصرة، كان متحرزاً في الحديث روى عن أبي عبدالله عليه السلام عشرين حديثاً وعن أبي الحسن والرضا عليهما السلام، ومات في حياة أبي جعفر الثاني، ولم يحفظ عنه رواية عن الرضا (ع) ولا عن أبي جعفر، وكان ثقة في حديثه صدوقاً.

قال: سمعت من أبى عبدالله عليه السلام سبعين حديثاً، فلم ازل ادخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين. دماله أبو عبدالله عليه السلام بان تحج خمسين حجة؟ فحجها، وغرق بعد ذلك وتوفي سنة تسع ومأتين. وقيل: ثمان ومأتين، وكان من جهينة ومات بوادي فناة بالمدينة، وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة، وهو عريق الجحفة وله نيف وتسعين سنة رحمه الله.

قال الكشي: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه وأقروا له بالفقه، في آخرين.

3 - (حماد) بن عثمان الباب ثقة جليل القدر من أصحاب الرضا عليه السلام ومن أصحاب الكاظم عليه السلام والحسين أخوه وجعفر اولاد عثمان بن زياد الرواسي، فاضلون خيار ثقات.

قال الكشي: عن حمدويه عن أشياخه قال: حماد ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه والاقرار له بالفقه.

4 - (حماد) بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزارى مولاهم كوفى، وكان يسكن عرزم فذهب اليها و أ أخوه عبدالله ثقتان رويا عن أبى عبدالله عليه السلام وروى حماد عن أبى الحسن والرضا عليهما السلام، ومات حماد بالكوفة رحمه الله سنة تسعين ومائة، ذكرهما ابوالعباس في كتابه.

٥٦

5 - (حماد) السمندري بالسين المهملة والنون بعد الميم والدال المهملة.

روى الكشى حديثاً عن الصادق عليه السلام في طريقه شريف بن سابق التفليسي وقد ضعفه ابن الغضايري: انه كان يذكر أمر أهل البيت عليهم السلام ببلاد الشرك ولا يذكر ببلاد الاسلام (حشر امة واحدة) وسعا نوره بين يديه. وهذا حديث من المرجحات، لا انه من الدلائل على التعديل.

6 - (حماد) بن ابى طلحة بياع السابري كوفي ثقة.

7 - (حماد) بن شعيب ابوشعيب الحماني بالحاء المهملة والميم المشددة والنون بعد الالف الكوفى.

قال ابن عقدة عن محمد بن عبدالله بن ابي حكيمة عن ابى نمير: انه صدوق. وهذه الرواية من المرجحات ايضاً

الباب السادس حارثة رجلان

1 - (حارثه) بن النعمان الانصاري شهد بدرا واحدا وما بعدهما، وذكر انه رأى جبرئيل عليه السلام في صورة دحية دفعتين، وشهد مع أميرالمؤمنين عليه السلام القتال، وتوفي في زمن معاوية.

2 - (حارثة) بن سراقة - بالسين المهملة المضمومة - شهد بدرا.

الباب السابع حيدر رجلان

1 - (حيدر) بن نعيم بن محمد السمرقندي عالم جليل القدر ثقة فاضل من غلمان محمد بن مسعود العياشي يكنى ابا أحمد يروي جميع مصنفات الشيعة واصولهم روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة اربعين وثلثمائة وله منه إجازة.

٥٧

2 - (حيدر) بن شعيب الطالقاني خاصي.

الباب الثامن حفص سبعة رجال

1 - (حفص) بن سالم يكنى ابا ولاد الحناط بتشديد اللام وتشديد النون بعد الحاء المهملة ثقة كوفى مولي جعفي، له اصل. وقال ابن فضال: انه حفص بن يونس المخزومي روى عن أبى عبدالله عليه السلام ثقة لابأس به. وقال ابن عقدة: حفص بن سالم خرج مع زيد بن علي، وظهر من الصادق عليه السلام تصويبه لذلك.

2 - (حفص) بن عمرو المعروف بالعمرى وكيل أبى محمد العسكري عليه السلام.

3 - (حفص) بن البختري بالحاء المعجمة بعد الباء الوحدانية مولى بغدادي اصله كوفى ثقة روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن عليهما السلام، ذكره ابوالعباس. وإنما كان بينه وبين آل أعين نبوة، فغمزوا عليه بلعب الشطرنج !.

4 - (حفص) بن العلا كوفي ثقة.

5 - (حفص) بن سوقة العمرى مولى عمر بن حريث المخزومي روى عن أبى عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ذكره ابوالعباس وابن نوح في رجالهما، وأخوه زياد ومحمد بن سوقة اكثر منه رواية عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ثقات.

6 - (حفص) بن عاصم ابوعاصم السلمي المدني روى عن جعفر بن محمد ثقة.

7 - (حفص) اخو بسطام بن سابور ثقة.

الباب التاسع حميد بضم الحاء ثلاثة رجال

1 - (حميد) بن المثنى بالثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط والنون بعدها المشددة العجلي الكوفي يكنى ابا المعزي الصيرفي ثقة له اصل.

٥٨

قال النجاشى: انه روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام وكان كوفياً مولى بني عجل ثقة ثقة، ووثقه ايضاً محمد بن علي بن بابويه (ره).

2 - (حميد) بن زياد من اهل نينوى قرية الي جانب الحائر، على ساكنه السلام ثقة عالم جليل واسع العلم كثير التصانيف، قاله الطوسى (ره).

وقال النجاشي: حميد بن زياد بن حماد بن زياد الدهقان ابوالقاسم كوفي سكن سوراء وانتقل إلى نينوى قرية على العلقمي إلى جانب الحائر على صاحبه السلام، كان ثقة واقفاً وجهاً فيهم، مات سنة عشر وثلثمائة.

فالوجه عندي قبول روايته، إذا خلت عن المعارض.

3 - (حميد) بن حماد بن حوار بضم الحاء غير المعجمة والراء بعد الالف التميمي الكوفى.

روى ابن عقدة: عن محمد بن عبدالله بن أبي حكيمة عن ابن نمير: انه ثقة

الباب العاشر حجر بضم الحاء رجلان

1 - (حجر) بضم الحاء ابن عدي من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام وكان من الابدال.

2 - (حجر) بن زائدة و حمران بن أعين.

روى الكشى: عن محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبدالله بن أبي خلف قال: حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي قال: حدثني على بن اسباط عن أبيه اسباط بن سالم قال: قال ابوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام: انهما من حواري محمد بن علي وجعفر بن محمد (ع).

وروي: ان أبا عبدالله عليه السلام قال: لا غفر الله له، يعني حجر بن زائدة إلا ان الراوي الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام.

٥٩

وقال النجاشي: حجر بن زائدة الخضرمي ابو عبدالله يروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله، ثقة صحيح المذهب صالح، من هذه الطائفة.

الباب الحادي عشر الحكم أربعة رجال

1 - (الحكم) بن عيص، روى الكشي عن محمد بن الحسن الرازي عن اسماعيل ابن محمد بن موسى بن سلام عن الحكم عيص ابن خالة سليمان بن خالد قال لابي عبدالله عليه السلام انه يعرف هذا الامر.

2 - (الحكم) بن حكيم بضم الحاء ابوخلاد الصيرفي الكوفي ثقة مولى روى عن أبي عبدالله عليه السلام، ذكر ذلك ابوالعباس في كتاب ( رجال ). وقال ابن عقدة: انه الحكم بن حكيم ابن اخي خلاد.

3 - (الحكم) القتات كوفي ثقة قليل الحديث.

4 - (الحكم) بن عبدالرحمان بن أبي نعيم. روى ابن عقدة عن الفضل بن يوسف قال: الحكم بن عبدالرحمان خيار ثقة ثقة. وهذا الحديث عندي لا اعتمد عليه في التعديل، لكنه مرجح.

الباب الثاني عشر حذيفة رجلان

1 - (حذيفة) بن اليمان العبسي رحمه الله، عداده في الانصار، أحد الاركان الاربعة، من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

فكان يهدي أفخر ثيابه للمحتاجين والمعوزين(١) ، وكان يحمل جرابه ـ كما ذكرنا ـ ملثّماً في جوف الليل يوزّع المال والطعام على الفقراء والمساكين وذوي العسر والفاقة من يتامى وأرامل المسلمين. وكان يسمى ( صاحب الجراب )(٢) ـ كما مرّ ـ.

وجاء في رواية أحمد بن حنبل والصدوق عن الامام الباقرعليه‌السلام أنّه كان يعول مائة بيت في المدينة(٣) .

ويقول أبو نعيم في حلية الاولياء : ( كانت بيوتٌ في المدينة تعيش من صدقات علي بن الحسين ، وبعضها لا تدري من أين تعيش ، فلمّا مات علي بن الحسين فقدوا ما كان يأتيهم ، فعلموا بأنّه هو الذي كان يعيلهم. وقال بعضهم : ما فقدنا صدقة السرّ حتى فقدنا علي بن الحسين )(٤) .

وينقل أبو جعفر الصدوق ، في « علل الشرائع » ، عن سفيان بن عيينة ( رأى الزهري عليّاً بن الحسين في ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي فقال له : يا ابن رسول الله : ما هذا؟

قال : «أريدُ سفراً أعدُّ له زاداً أحمله إلى موضعٍ حريز » ، فقال الزهري : فهذا غلامي يحمله عنك ، فأبى ، فقال : أنا أحمله عنك. فقال : «لكني لا أرفع عن نفسي عما يُنجيني في سفري ويُحسن ورودي على ما سأرِد عليه ، سألتك بالله لمّا مضيت في حاجتك وتركتني! »(٥) !!

ويروي الزهري أيضاً : ( لما مات زين العابدين فغسّلوه وجدوا على

__________________

(١) المحاسن : ٣٩٦. والبحار ٤٦ : ٧٢.

(٢) مناقب آل أبي طالب / المازندراني ٤ : ١٥٣.

(٣) سيرة الائمة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني : ١٥٨.

(٤) سيرة الائمة الاَثني عشر : ١٥٩.

(٥) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٥٤.

٨١

ظهره محل « أي علامة » فبلغني أنّه كان يستقي لضعفة جيرانه بالليل. وقيل : وجدوا على ظهره مثل ركب الابل ممّا كان يحمله على ظهره إلى منازل الفقراء )(١) .

وكان يفسّر إهداء ثيابه لفقراء المسلمين ، أن ذلك يُسرهم ويؤثّر في نفوسهم ، وحين يُسئل لمَ لا تبيعها وتتصدّق بثمنها؟ يجيب : «إنّي أكره أن أبيع ثوباً صلّيتُ فيه »(٢) .

وهذا يعني أنهعليه‌السلام كان يعتقد أن من سيرتدي ثوبه هذا سيكون مسروراً وحافظاً لودّ الاِمام المحسن ، « والناس عبيد الاِحسان » كما يقولون ، مجسداً رؤية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «تهادوا تحابوا » كما في الحديث الشريف ، فضلاً عن كونه عملاً تربوياً يتجاوز حدود المواساة الاَخلاقية والروحية التي تكتفي فقط بالكلمات والمشاعر ولغة العواطف ولا تتعداها بل أكثر من ذلك أنّهعليه‌السلام كان لا يكتفي بمساعدة الفقراء ، بل كان يُقبّل أيديهم قبل أن يناولهم الصدقة(٣) مذكراً مرة أُخرى بمقولته المشهورة : «مرحباً بمن يحمل زادي إلى الآخرة ».

وعن زهده في الحياة الدنيا وترفعه على حطامها ومتاعها وزخرفها ، تشير كل تفاصيل حياتهعليه‌السلام انّه كان أزهد أهل زمانه وأورعهم وأتقاهم ..

ينقل عبدالله بن المبارك أنّه شاهد الاِمام في موسم الحج وهو يسير بلا زاد ولا راحلة. قال : فقلت له : مع من قطعت البرّ؟! قال : «مع البار ». فقلت : يا ولدي وأين زادك وراحلتك؟! فأجاب : «زادي تقواي ،

__________________

(١) المصدر السابق : ١٥٤.

(٢) البحار ٤٦ : باب ٥ ـ ٧٧.

(٣) المصدر السابق.

٨٢

وراحلتي رجلاي ، وقصدي مولاي ».

وينقل رواة سيرته أنّه قضى معظم أيام حياته صائماً ، وقد سُئلت جاريته عن عبادته ، فأجابت : ( ما قدمتُ له طعاماً في نهار قط ، وقد أحبّ الصوم وحثّ عليه ، وكان يقول : «إنّ الله تعالى وكّل ملائكة بالصائمين .. »(١) .

وهذا يعني أنّهعليه‌السلام لم يحاول ترسيخ القيم والمبادىء عبر الاَدعية والمواعظ وتصدير الشعارات كما يفعل محترفو السياسة وتجّارها ، وإنّما كان يقرن القول بالفعل ، والشعار بالسلوك ، وكان في إنفاقه هذا يؤكد زهده بالمال وعدم اكتراثه به ، وأنه إنّما كان ينفقه باعتباره مال الله وهو مستخلف عليه ليس إلاّ ، وإنّه بتأكيده على تفقّد الاَرامل واليتامى والفقراء إنّما أراد أن يفضح أولئك الذين يتشدّقون بشعارات الاِسلام ويتلفّعون بأحاديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم أبعد الناس عن تطبيقها أو تجسيدها على أرض الواقع ، فضلاً عمّا كان يضمره في الاستخفاف بعلماء السوء وفقهاء السلاطين الذي وصفهم القول المأثور : «إنّهم يُزهّدون الناس في الدنيا ولا يزهدون ، ويرغّبونهم في الآخرة ولا يرغبون ، يُقرّبون الاَغنياء ويُبعّدون الفقراء »(٢) .

وباختصار شديد ، أنّهعليه‌السلام بإنفاقه وزهده كان مثال القائد العظيم الذي لا يرفع شعارات الحفاة والجياع للتجارة والاستهلاك والتسويق السياسي ، وإنّما كان يقرن ذلك بالترجمة والسلوك ، وهذا جزء من رسالته التي ادّخره

__________________

(١) حياة الاِمام زين العابدين / باقر شريف القرشي : ٢٠٣.

(٢) العقد الفريد ٢ : ٢٢٧ ، طبعة دار الكتاب ـ بيروت ١٤٠٣ هـ. والقول منسوب للسيد المسيحعليه‌السلام .

٨٣

الله تعالى لها لكشف الادعياء والمزيفين والمبرقعين بالقدسية ، وخاصة حمَلة الشعارات وقرّاء القرآن المحترفين ، وتجار الدين الذين يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً ، والذين باع الكثيرون منهم دينهم بدنياهم ، بل باع بعضهم دينهم بدنيا غيرهم ، وكانوا مثلاً سيئاً لاُولئك المتزلَّفين النفعيين الانتهازيين الذين قيل فيهم : ( إنّهم حاربوا قلوبهم من أجل بطونهم ، وحاربوا ربّهم من أجل واليهم ).

٨٤

الفصل الخامس

رسالة الحقوق

الاِعلان الاَول لحقوق الاِنسان في العالم

رسالة الحقوق محاكمة المفاهيم بالمصاديق

لا نظن أننا منحازين حين نقول إن تجربة الاِسلام الاُولى ، أي تجربة الصدر الاَول للاِسلام في زمن النبي وعهد الاِمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كانت التجربة الاَروع في تاريخ البشرية من حيث سيادة العدالة الاجتماعية وتكريس حقّ الاِنسان في الحياة الحرة الكريمة ، ونقل المجتمع البشري من ظلمات الجهل والجاهلية إلى نور الحق والعدل ...

ورغم أن هذه التجربة لم يُكتب لها الاستمرار طويلاً بحكم طبيعة البشر في تغليب مصالحهم على مبادئهم ، وبحكم الاِنحراف عن خط الرسالة الاَصيل ، إلاّ أنّها كانت ولا زالت وستظلّ التجربة الاَمثل لمن يحاكم المفاهيم في ظلّ المصاديق ، ويحاكم النظرية على أساس التطبيق ...

وحين يُقال إنّ إصلاح أية نظرية أو فكرة لا يمكن إقراره عبر اليافطات والشعارات التي ترفعها ، وإنّما بإمكانية تطبيقها على أرض الواقع ، يمكن القول أيضاً إن تجربة الاِسلام الاُولى تلك ، كانت بحق تجربة المصاديق

٨٥

الاُولى التي لم يستطع أي مؤرخ التنكّر لها مهما جنح أو تحامل أو تحيّز.

ومن أجمل مصاديق هذه التجربة ، بل أصدق رجالها الذين زاوجوا بجدارة بين المفهوم والمصداق ، والقول والفعل ، هو الاِمام زين العابدينعليه‌السلام الذي جاء امتداداً حقيقياً لمدرسة النبي المصطفى محمد بن عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومدرسة جدّه علي بن أبي طالبعليه‌السلام صوت العدالة الانسانية وبقي نموذجاً شاهداً ، وبقيّة صالحة من أبيه الحسين بن عليعليهما‌السلام ، الذي قدّم لرسالته ودينه مالم يقدمه إنسان على وجه الاَرض في عمق إيمانه وصدق تضحيته وإخلاص نيّته ونبل سلوكه وإبائه وشهامته ورساليته ..

وحين نقول المصاديق ، أو تجربة المصاديق ، فاننا نعني أنّ مصداقها الاَول والاَكثر تجلياً وسطوعاً ، وعلى المستويين النظري والتطبيقي ، هو شخصية واضع هذه التجربة أو رائدها وزعيمها ، وهو موضوع بحثنا الاِمام زين العابدينعليه‌السلام .

ولمّا كنا استعرضنا بعض تفاصيل حياة هذا الرجل العظيم في بعض مصاديقها العملية ، واكتشفنا ظهراً محدودباً يتفقد الاَرامل واليتامى في جوف الليل ، يحمل المؤن والمساعدات لمن لا معيل لهم ولا كفيل ، وهو أفقه أهل زمانه وأكثرهم علماً وورعاً ومعروفية ، ثم رأينا على محياه دموعاً ساخنة تجري بغزارة لتأكيد الانفعال الصادق الطاهر مع المضطهدين والمعذّبين ، مشفوعة بيقينٍ ثابت برجاء ثواب الله ، واعتقاد راسخ بآخرة باقية أفضل من أولى فانية ، وإن غيبتها السياسة ومترفوها وتجارها.

من هنا لم يبق إلاّ أن نقول وبلا تردّد ، أن هذا المصداق أنشأ وأسس

٨٦

وأصّل مدرسة نموذجية فريدة تهتم بالفعل قبل القول ، وبالتجسيد قبل التنظير ، وبالانفعال الصادق قبل التفاعل والتفعيل والشعارات الكاذبة.

ومع ذلك يمكن القول أن أعظم ما وصلت إليه البشرية اليوم هو ترسيخ مبادىء حقوق الاِنسان ، ونشر ثقافة الحقوق ، وأدب الحقوق ، وإن بقيت الفاصلة شاسعة بين الواقع والادّعاء ، إلاّ أن الجهد البشري استطاع مشكوراً طبعاً أن يعمّم هذه الثقافة ويدعو إلى تطبيقها على الاَمم والشعوب ، ويؤسس لذلك وعبر عشرات الاعلانات العالمية لحقوق الاِنسان وعشرات المؤتمرات التي تدعو الاِنسان وتناشده احترام أخيه الاِنسان والاعتراف بحقه في الحياة الحرة الكريمة ...

ولمّا مررنا مروراً سريعاً على ما سمّاه البعض ( زبور آل محمد ) أي الصحيفة السجادية للاِمام السجادعليه‌السلام ، وقرأنا عمق العلاقة التي حاول رسمها أو شدّها هذا الاِمام العظيم بين الاِنسان وربه ، فاننا نمرّ الآن مروراً سريعاً أيضاً على البعد الآخر الذي حاول الاِمام ترسيخه عبر نظرية حقوقية متكاملة ، أو رسالة حقوقية يمكن اعتبارها بحقّ ديباجة لكلِّ وثائق وإعلانات حقوق الاِنسان في العالم ، وإن كانت جاءت قبل هذه الوثائق العالمية بأكثر من ألف عام ...

أي إنهعليه‌السلام كان موفّقاً هنا أيضاً ، حين لم يكتفِ برسم معالم العلاقة وحدودها بين الاِنسان وربه ، وإنّما راح يُنظّر للعلاقة المهمة الاُخرى بين الاِنسان وأخيه الاِنسان ، ويضع مواد قانونية يمكن اعتبارها بحق أيضاً أجمل وأعظم وأمتن ما كُتب حول الحقوق ورسالات الحقوق وثقافة الحقوق.

٨٧

تأسيساً على ذلك ، يمكننا القول إن رسالة الحقوق التي كتبها لنا الاِمام زين العابدين هي أول إعلان إسلامي بل عالمي لحقوق الاِنسان ، كما ثُبّت قبل ألف وأربعمائة سنة ، وقبل أن يعرف العالم إعلانات واتفاقيات ومبادىء الحقوق بهذه النظرة الشمولية الرائدة ...

مع رسالة الحقوق :

فلنمرّ مروراً سريعاً ، إذن ، على رسالة الحقوق للاِمام زين العابدينعليه‌السلام بديباجتها النظرية البليغة التي لم تفصل بين السماء والاَرض كما تفعل إعلانات حقوق الاِنسان العالمية اليوم ، بل راحت تؤكد على تغيير المحتوى الداخلي للاِنسان الذي به ومنه تنطلق إرادات التغيير نحو عالم أفضل وأكمل.

يقول الاِمام زين العابدينعليه‌السلام في ديباجته لرسالة الحقوق هذه «إعلم ، رحمك الله ، أنّ لله عزَّ وجلَّ عليك حقوقاً محيطة بك في كلِّ حركة تحركتها أو سكنة سكنتها أو منزلة نزلتها وأكبر حقوق الله عليك ما أوجبه لنفسه تبارك وتعالى ، وما أوجبه عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك ، ثمّ حقوق أئمتك وحقوق رعيتك وحقوق رحمك ، فأوجب عليك حق أمّك وحقّ أبيك ، ثمّ حقّ ولدك وحقّ أخيك ، ثمّ الاَقرب فالاَقرب ... ».

بعدها راح الاِمام يُعدّد هذه الحقوق حقاً حقاً ، ليفصّلها بعدئذٍ بدقّة وموضوعية وعمق ، وكان مما قالهعليه‌السلام في إحصاء هذه الحقوق : «ومنها حقّ غريمك الذي تطالبه ، وحقّ غريمك الذي يُطالبك ، ثمّ حقّ خليطك ،

٨٨

ثمّ حقّ خصمك المدّعي عليك ، ثمّ حقّ خصمك الذي تدّعي عليه ، ثمّ حقّ مستشيرك وحقّ المشير عليك ، ثمّ حقّ مستنصحك وحقّ الناصح لك ، ثمّ حقّ من هو أكبر منك ، وحقّ من هو أصغر منك ، ثم حقّ سائلك وحقّ من سألته ، ثمّ حقّ أهل ملّتك عامّة ، ثمّ حقّ أهل الذمّة ، ثمّ الحقوق الجارية بقدر علل الاَحوال وتصرّف الاَسباب ». ثمّ يفصلها واحداً بعد الآخر بشكل محكم ودقيق ..

وهكذا ومن أول كلمة ، أو التفاتة ، وبلا مزايدات إعلامية ، نلاحظ أن الاِمام السجادعليه‌السلام أكّد على حق الله الذي هو ما أوجبه الخالق على الناس من قيم عظيمة ومُثل نبيلة ، لم يحاولعليه‌السلام الدخول في تفاصيلها وفرض وصايته على تحديدها ، كما يفعل بعض من يدّعون الوصاية على الناس والحديث نيابة عن المطلق ، ولسبب بسيط ومعلوم طبعاً أنّ حقّ الله على العباد جاء واضحاً صريحاً بسيطاً في كتب الله وسيرة أنبيائه ورسله وتعاليمهم التي دعت إلى التحلّي بالاخلاق الفاضلة والقيم الرفيعة التي جُبلت عليها الفطرة البشرية السليمة ، وبلا مماهاة أو مماحكات أو التواءات ، كالصدق والاَمانة والحياء والوفاء والانتصار للمظلوم ومخاصمة الظالم ومساعدة المحتاج ، وإغاثة الملهوف ، والمعاملة الطيبة وصدق الحديث وبرّ الوالدين والرفق بالضعيف والجار وما إلى ذلك.

وكما هو حقّ اللهّ المدوّن في كتابه وسُنّة أنبيائه ، جاء حقّ النفس على صاحبها ، ثمّ حقوق الآخرين فرداً فرداً ، ليكون الاِمامعليه‌السلام أفضل تجسيد لها ، والاِنصهار بها ، وبلا مدّعيات أو شعارات ـ كما قلنا ـ قد تُفرِّغ المفاهيم من روعتها ، وتُسفِّه المصاديق العظيمة وتستخفّ بها.

لنمر مروراً سريعاً أيضاً على مقتطفات من بعض هذه الحقوق كما

٨٩

وردت على لسان الاِمام زين العابدينعليه‌السلام ، تاركين تفاصيلها لمن يريد أو يرغب التفصيل في رسالة الحقوق المعروفة للاِمام.

حقوق الرعية والراعي :

يبدأ الاِمامعليه‌السلام بتأكيد الحق الاَكبر والاَول الذي يؤسس لبقية الحقوق ويؤدي لها ، وهو حق الرعية على الراعي ، أي حق الاُمّة على القائد ، أو حق المحكوم على الحاكم ، وهذا الحق طبعاً هو موضوع ابتلاء الاُمم والشعوب على امتداد العصور والاَزمان ، فيقولعليه‌السلام مخاطباً الحاكم «فإنّما حقوق رعيتك بالسلطان : فأن تعلم ، أنك إنّما استرعيتهم بفضل قوتك عليهم ، وإنّ الله إنّما أحلّهم محلّ الرعية لك ضعفهم وذلّهم ، فما أولى من كفاكه ضعفه وذلّه حتى صيّره لك رعية ، وصيّر حكمك عليه نافذاً ، لايمتنع منك بعزّة ولا قوة ، ولا ينتصر في تعاظمه منك إلاّ بالله ، بالرحمة والحياطة والاَناة ، وما أولاك إذا ما عرفت ما أعطاك الله من فضل هذه العزّة والقوّة التي قهرت بها أن تكون لله شاكراً ، ومن شكر الله أعطاه فيما أنعم عليه ... ».

ثم يفصّل هذه الحقوق وكأنه امتداد أصيل لجده الاِمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام الذي ترك عهده لمالك الاَشتر وثيقة خالدة اعترف ويعترف بها كل القادة والزعماء التأريخيين ومازالوا ، وكيف أنها صارت منهجاً علمياً رصيناً في سياسة الحاكم لرعيته ورفقه بها وتعامله معها.

وبعد أن يحدد الاِمام زين العابدينعليه‌السلام حقوق المحكوم على الحاكم ، يتوقف عند حقوق الحاكم على المحكوم ، فيعطي كل ذي حق حقه ، بلا

٩٠

مواربة أو تحيّز أو مساومة ، فيقول مخاطباً المحكوم هذه المرّة : «فأما حق سائسك بالسلطان ، فأن تعلم أنك جُعلت له فتنة وأنه مبتلى بك ، بما جعل عليك من السلطان ، وأن تُخلص له في النصيحة ، وأن لا تُماحكه ، وقد بسطت يده عليك ، فتكون سبب هلاك نفسك وهلاكه ، وتذلّل وتلّطف لاِعطائه من الرضا ما يكفّه عنك ولا يضرّ بدينك ، وتستعين عليه في ذلك بالله ، ولا تعازّه ولا تعانده ، فإنّك إن فعلت ذلك عققته وعققت نفسك ، فعرضتها لمكروهه ، وعرّضته للهلكة فيك وكُنتَ خليقاً أن تكون معيناً له على نفسك وشريكاً له في ما أتى إليك ».

بهذه الموازنة الدقيقة يضع الاِمام زين العابدينعليه‌السلام معايير الحقوق بين الراعي والرعية ، فلا يُسرف الراعي في استخدام رعيته التي بايعته وعاضدته وساندته ، فيذلها ويمتهنها ، ويحوّلها إلى قطيع وخول تكبّراً واستهتاراً ، وفي نفس الوقت لا تُسرف الرعيّة في الدلال والتغنّج على الوالي فتعانده وتتعزّز عليه وتماحكه وتجادله فتُهلكه وتهلك معه ، وإنّما أن يعرف كلّ ذي حق حقّه ، ويعرف كلّ حدوده وواجباته ومسؤولياته لتجاوز المحن وعبور المطبّات واحتواء الفتن ..

ولعلك تلاحظ الدقة والبلاغة والايجاز في تعبيرهعليه‌السلام حين يقول «وتلطّف لاِعطائه ـ للسلطان ـ من الرضا ما يكفّه عنك ( ولكن ) لا يضرّ بدينك .. »!

حقوق الرحم :

وبهذه المتانة والدقة والاِيجاز ، ينتقل الاِمام السجادعليه‌السلام ليُسجّل حقوق

٩١

الآخرين ، الواحد تلو الآخر ويضع كل نقطة على حرفها ، محركاً كوامن النفوس مستنهضاً الفطرة السليمة بلا مساومة أو مداورة أو مماهاة فيقول في حق الرحم مثلاً :

حق الاُم :

«وأما حق الرحم فحق أمك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً ، وأطعمتك من ثمرة قلبها مالا يطعم أحد أحداً ، وأنّها وقَتْكَ بسمعها وبصرها وبيدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرةً فرحة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمّها حتى دفعتك عنها يد القدرة ، وأخرجتك إلى الاَرض ، فرَضِيتْ أن تشبع وهي تجوع ، وتكسوك وتعرى ، وترويك وتضمى ، وتُظلك وتضحى .. ».

إلى أن يقولعليه‌السلام : «وتنعّمك ببؤسها ، وتلذّذك بالنوم بأرقها كان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء ، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء ، تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك ، فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلاّ بعون الله وتوفيقه .. ».

حق الاَب :

« ... وأما حق أبيك فأن تعلم أنّه أصلك ، وأنت فرعه ، وأنّك لولاه لم تكن ، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك ، فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه ، واحمد الله واشكره على قدر ذلك ... ».

٩٢

حق الولد :

«وأما حق ولدك ، فأن تعلم أنّه منك ، ومضافٌ إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه ، وأنك مسؤول عما ولّيته من حسن الاَدب والدلالة على ربّه ، والمعونة له على طاعته فيك وفي نفسك ، فمثابٌ على ذلك ومعاقب ، فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا ، المعذّر إلى ربِّه فيما بينك وبينه بحسن القيام عليه والاَخذ له منه ».

حق الاَخ :

« ... وأما حق أخيك ، فأن تعلم أنّه يدك التي تبسطها ، وظهرك الذي تلتجىء إليه ، وعزّك الذي تعتمد عليه ، وقوّتك التي تصول بها ، فلا تتخذه سلاحاً على معصية الله ، ولا عدّة للظلم لخلق الله ، ولا تدع نصرته على نفسه ، ومعونته على عدوه ، والحؤول بينه وبين شياطينه وتأدية النصيحة إليه والاِقبال عليه في الله ، فإن انقاد لربّه وأحسن الاِجابة ، وإلاّ فليكن الله آثر عندك وأكرم عليك منه ».

بهذه الدقة والايجاز يستمر الاِمام السجادعليه‌السلام يسجّل حقوق الرحم ، وكأنّه يغوص في أعماق النفس الاِنسانية ، ليستلّ منها أسمى ما فيها من النوازع والعواطف النبيلة ، ويجتثّ منها أخبث ما فيها من أحابيل الشرّ ودوافع الشيطان ..

فتراه في العبارة الاَخيرة ، مثلاً ، يفكك بين حقين يتنازعان الاِنسان في أغلب الاَحيان ، ويدفعانه لاتخاذ أحدهما قبل الآخر ، وهما حق الاَخ وحق الله ، فإذا كان ثمة خياران لا ثالث لهما : إمّا أخوك الذي هو «يدك

٩٣

الذي تبسطها ، وظهرك الذي تلتجىء إليه ، وعزك الذي تعتمد عليه ، وقوتك التي تصول بها » وإمّا ربك ودينك ومبادئك ، فهنا يكون الحق المرّ أو الخيار المرّ هذا الاَخ أم ذاك الربّ؟!!

أي هل يتخذ من أخيه سلاحاً وقوة لمعصية الله ، أم يتخذ من الله معيناً فيزهد في حق أخيه وهذا هو الخانق الذي يجد الاِنسان نفسه محشوراً فيه في أغلب الاَحيان وخاصة إذا كان في موقع السلطة ، عشيرته التي ينتمي إليها ، أم مبادؤه التي رفعها شعاراً وهوية وانتساباً ونال بها تلك السلطة؟! قرابته التي يعيش في عزّها ومنعتها ، أم قيمه التي تدعوه للمواجهة أحياناً وربما التضحية بهذا الاَخ أو تلك العشيرة أو ذلك الانتساب؟!!

وبكلمة اُخرى ، أين يجب أن يقف الاِنسان لحظة الصدام بين المبادئ والمصالح؟ وأيُّهما أجدر بالاتّباع؟ حدود الدين مع مافيها من تضحية بالعاجل على حساب الآجل ، أم قيم العشيرة والحزب والقومية مع مافيها من مصالح ومنافع عاجلة ولكن على حساب الآخرة ونعيمها؟!

هذا هو المفترق الذي يحار فيه أغلب الرجال مهما أوتوا من قوة وعزيمة ، وهذا هو الخيار الذي يدعو الاِمام لاتخاذه بلا تردّد ، وقد اتخذهعليه‌السلام قولاً وفعلاً في العشرات من المواقف وحيث أعطى لله كل مالديه ، وأصرّ أن يعيش محاصراً مطارداً ملاحقاً مقصياً عن موقعه مهضوماً حقه ، لا معين له إلاّ الله ، ولا عشيرة إلاّ حدود الله وقيمه وتعاليمه(١) .

__________________

(١) راجع قولتهعليه‌السلام المارة الذكر في كتاب ( الإمام السجاد / حسين باقر : ٦٣ ) والتي جاء فيها

٩٤

ومع هذا وذاك ، لم يفُت الاِمامعليه‌السلام أن يؤكد معونتك لاَخيك ونصرته بقولهعليه‌السلام : « ولا تدع نصرته على نفسه » أي حاول الحيلولة بينه وبين شيطانه أو شياطينه ـ على حد قولهعليه‌السلام ـ بأداء النصح ، والتماس العذر سعياً حثيثاً لاستيعابه ، وتشبثاً كريماً للرفق به والعطف عليه ، من أجل احتوائه وعدم التفريط به حتى يتأسى منه ، وإلاّ «فليكن الله آثر عندك ، وأكرم عليك منه »!!!

حق الغريم :

وينتقل الاِمام إلى حقّ آخر لا يقلّ إحراجاً عن سابقاته في لحظة الخيارات الصعبة ، وبين أن يقسو أو يُقسى عليه ، فيقول في حق الغريم مثلاً : « ... وأما حق الغريم المطالب لك ، فإن كنتَ موسراً أوفيته ، وكفيته وأغنيته ولا تردّه وتمطله ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( مطل الغني ظلم ) ، وإن كنت معسراً أرضيته بحسن القول ، وطلبت إليه طلباً جميلاً ورددته عن نفسك ردّاً لطيفاً ، ولا تجمع عليه ذهاب ماله وسوء معاملته ، فإن ذلك لؤم .. ».

وهكذا يقترب الاِمامعليه‌السلام لتفعيل هذا الحق بمجسٍّ حساس جداً لآلة الفكر البشري ، وكأنّه يحرك كوامن الفطرة البشرية السليمة ، يستنطق الذات في طريقة تعاملها مع الآخر طالباً كان أو مطلوباً ...

حق الخصم :

أما التعامل مع الخصم ، فيأتي الاِمام السجادعليه‌السلام هنا أكثر دقّة وحساسية ،

__________________

ما نصّه : « لم يبق في مدينة الرسول ومكّة أكثر من عشرين رجلاً يحبوننا أهل البيت ».

٩٥

لما لهذا البُعد من آثار اجتماعية مهمة يجب الالتفات إليها والنظر أو التحديق فيها من زوايا متعدّدة فيقولعليه‌السلام : « وأما حق المدّعي عليك ، فإن كان ما يدّعي عليك حقاً لم تنفسخ في صحبته ، ولم تعمل في إبطال دعوته ، وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها ، والشاهد له بحقه ، دون شهادة الشهود ، فإنّ ذلك حق الله عليك ، وإن كان ما يدّعيه باطلاً ، رفقت به وردعته وناشدته بدينه ، وكسرت حدّته عنك بذكر الله ، لاَنّ لفظة السوء تبعث الشرّ ، ولفظة الخير مقمعة للشر ..

وأما حق المدّعى عليه ، فان كان ما تدّعيه حقّاً أجملت في مقاولته ، فان للدعوى غلظة في سمع المدّعى عليه ، وقصدت قصد حجتك بالرفق ، وأمهل المهلة ، وأبين البيان ، وألطف اللطف ، ولا تتشاغل عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال ، فتذهب عنك حجتك ، ولا يكون لك في ذلك دَرَك ».

حقوق اُخرى :

ويستمر الاِمامعليه‌السلام في تفصيل رسالة الحقوق هذه ، فيشير إلى حق المشير وحق المستشير ، وحق الناصح والمستنصح ، وحق الصغير على الكبير ، وحق الكبير على الصغير ، وحق السائل وحق المسؤول ، وحق من سرّك ، وحق من ساءك القضاء على يديه ، وهكذا حتى يحس القارئ لهذه الرسالة القانونية ، أنّه غارق في مدوّنات دستورية بالغة التركيز والدقة ، فلاجملة مضافة ولا حرف زائد ، ولا سجع ممل ، ولا إنشاء غائم ، مستلاًّ

٩٦

كل ذلك من القرآن الكريم والحديث الشريف والسُنّة النبوية المطهّرة ...

ولم يفُت الاِمامعليه‌السلام في خاتمة رسالته ، أن يحدّد حقوق أهل الذمّة مذكّراً بحديث جدّه أمير المؤمنينعليه‌السلام : «الناس صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لكَ في الخلق ... »(١) ، فيقولعليه‌السلام : «وأما حق أهل الذمّة فالحكم فيهم أن تقبل منهم ما قبل الله ، وتفي بما جعل الله لهم في ذمته وعهده ، وتكِلهم إليه في ما طلبوا من أنفسهم ، وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك في ما جرى بينك وبينهم من معاملة ... ».

إلى أن يقول : «وأن تقبل منهم ما قبل الله عزَّ وجلَّ منهم ، ولا تظلمهم ما وفّوا لله عزَّ وجلَّ بعهده ».

وهذا يعني أنّ المقياس الاَول والاَخير في تحديد الحق بينك وبين الآخرين هو حدود الله ، فلا مجال للاَهواء والمصالح والمتغيّرات ، ولا أغطية ومجاملات وعلاقات على حساب اللياقات ـ كما يقولون ـ ولا ( حق فيتو ) يتوارى خلفه أصحاب المصالح والاَهواء ، ولا عبارات مطّاطة وتوظيف نصوص تكيل الاَمور بمكيالين وتزنها بميزانين ..

كلمة اُخرى في رسالة الاِمامعليه‌السلام :

مسألة اُخرى مهمة في رسالة الحقوق هذه ، أنّها توجهت إلى النفس الاِنسانية مباشرة وراحت تعالج أدقّ التفاصيل التي تعتمل في سريرة الفرد ودخيلته ، أي ليس كما جاء في الاِعلانات العالمية المعاصرة لحقوق

__________________

(١) نهج البلاغة ٣ : ٨٣ ـ ١٠٢.

٩٧

الاِنسان ، حيث تدور المواد القانونية في دائرة الاُمّة والمجتمع دون الاِلتفات إلى دور الفرد في صناعة هذه المقدمة الضرورية لوضع المواد القانونية موضع التنفيذ ...

وهذا يعني أن مواد الاِعلان العالمي لحقوق الاِنسان التي دُوّنت في وثيقته الصادرة في ١٠ كانون أول ١٩٤٨ م ، والتي اعتُبرت أفضل وثيقة عالمية تصدر في هذا السياق بحق ، جاءت لتؤكد على أن ( الناس متساوون في الكرامة والحقوق ، وأنّهم وهبوا عقلاً وضميراً ، وعليهم أن يُعاملوا بعضهم بروح المودّة والمساواة والاِخاء )(١) .

كما أكدت المادة الثانية على مساواة الناس في الحريات ( دون أي تمييز في الجنس أو اللون أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو المولد أو الاَصل الوطني أو الاجتماعي )(٢) .

ونصّت المواد الثالثة والرابعة والخامسة على حق الفرد في الحياة الحرة والاَمن الشخصي ، وعدم جواز الرق والتجارة فيه ، ورفض التعذيب وأيّة معاملة قاسية أو وحشية تحطّ من كرامة الاِنسان وهكذا في جميع مواد الاِعلان العالمي التي شملت حق التجنّس وحق الهجرة وحق اللجوء وحق الضمان الاجتماعي وحق التعلّم وحق الضمير ..

إنّ هذه الحقوق التي أقرّتها الاُسرة الدولية ، ووقّعتها كل حكومات العالم آنذاك ، لم توضع موضع التنفيذ ، إن لم نقل تمّ تجاوزها في عموم دول العالم وإنّها بقيت حبراً على ورق ، لاَنّها لم تشدّ الاِنسان إلى خالقه

__________________

(١) الاِعلان العالمي لحقوق الاِنسان ـ الصادر في ١٠ كانون أول ١٩٤٨ م ـ المادة الاُولى.

(٢) المصدر السابق ، المادة الثانية.

٩٨

أولاً ، ولاَنّها جاءت من فوق الاِنسان وليس من داخله ، ولاَنّها اهتمت بالطرح المفاهيمي دون التأكيد على المصاديق ، وأكدت على الحكومات والشعوب دون النظر إلى الفرد والنفس البشرية ، أي عكس ماقاله أو فعله الاِمام زين العابدينعليه‌السلام صاحب رسالة الحقوق هذه ، الذي اهتم بسريرة الاِنسان ودخيلته ، وعلاقته مع ربّه ، وصولاً إلى عملية التغيير الكبرى في إطار الاُمّة والمجتمع ...

فهوعليه‌السلام حين يقول مثلاً : «إنّ أفضل الجهاد عفّة البطن والفرج » فإنّما يدعو إلى ترسيخ أعظم القيم في النفوس ، أي إلى تهذيب هاتين الشهوتين اللتين بسببهما تُعلن الحروب وتنشب المعارك وتُرفع رايات الاقتتال على مستوى الاَفراد والشعوب ...

وهو حين يؤكد على حقوق أهل الذمة وأن ( يُقبَل منهم ما قبله الله عزَّ وجلّ ) ويمارس ذلك واقعاً وسلوكاً ، فانما يدعو إلى احترام الاِنسان مهما كانت ديانته ومعتقداته وبعيداً عن الشعارات التي يرفعها الحكام وأدعياء حقوق الاِنسان للاستهلاك والتسويق السياسي بكل صوره وألوانه المحلي والعالمي ، القطري والاِقليمي ، القومي والوطني.

ومن جانب آخر ، فإنّهعليه‌السلام حين يجسّد الحلم والتواضع والعفو وحب العلم والعلماء بمصاديق عملية واضحة ، مقروءة ومرئية ومسموعة ، فإنّما يقصد من وراء ذلك ، وضع اللوائح القانونية والمواعظ والشعارات والتوجيهات موضع التنفيذ ، وإلاّ فلا قيمة لتسويد عشرات الصفحات ، أو كتابة مئات الاِعلانات ما دامت باقية حبيسة المدوّنات وأسيرة الاَراشيف المغبرة التي لا وجود لها على أرض الواقع

٩٩

فهو حين يرحّب بالشباب الواعي مثلاً مخاطباً إياهم : «مرحباً بودائع العلم يوشك إذ أنتم صغار قوم أن تكونوا كبار آخرين »(١) ، فإنّما يريد التأكيد على دور الشباب في صناعة المستقبل ودور العلم في تطور الشعوب ..

وهكذا في قوله : «كلكم سيصير حديثاً ، فمن استطاع أن يكون حديثاً حسناً فليفعل »(٢) .

أما عن حلمه وصفحه عن خصومه وتجسيده لمقولة جدّهعليه‌السلام «أفضل العفو ، العفو عند المقدرة » فإنّ قصة صفحه عن غريمه مروان بن الحكم وكيفية لجوئه عنده مع حريمه ونسائه مستنجداً ، لائذاً ، دخيلاً ، هارباً من غضب أهل المدينة الذين طردوا عامل يزيد عليها في ثورتهم المعروفة ومطاردتهم لبني أُميّة ، جاءت هي الاُخرى لتؤكد أن هذا الرجل يعيش في قلوب الناس وليس على جماجمهم وأشلائهم ، كما يعيش الجبابرة والسلاطين وحكام الجور.

وهكذا جاءت قصته مع ذاك الذي حاول استفزازه بكلمات جارحة بذيئة ، وتجاهل الاِمام له ، وردّ ذلك الوغد البذىء : ( إياك أعني ) وردّ الاِمام عليه : «وعنك أعرض »(٣) مع قدرته على تأديبه لو شاء ..

وكذلك قصته مع الآخر الذي افترى عليه وبالغ في سبّه ، وردّهعليه‌السلام «إن كنّا كما قلت غفر الله لنا ، أو ( نستغفر الله ) ، وإن لم نكن كذلك غفر الله

__________________

(١) تاريخ اليعقوبي ٣ : ٣٧.

(٢) تاريخ اليعقوبي ٣ : ٣٧.

(٣) البداية والنهاية ٩ : ١٠٥.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127