في رحاب عاشوراء

في رحاب عاشوراء0%

في رحاب عاشوراء مؤلف:
الناشر: نشر الفقاهة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 402

في رحاب عاشوراء

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد مهدي الآصفي
الناشر: نشر الفقاهة
تصنيف: الصفحات: 402
المشاهدات: 193943
تحميل: 7246

توضيحات:

في رحاب عاشوراء
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 402 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 193943 / تحميل: 7246
الحجم الحجم الحجم
في رحاب عاشوراء

في رحاب عاشوراء

مؤلف:
الناشر: نشر الفقاهة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

العلم؛ فإنّ العلم لا يحتاج إلى أكثر من (الـمُعلِّم)، وأمّا السير والحركة إلى الله، واجتياز عقبات (الهوى) و (الطاغوت)، واقتحام أهوال الطريق، فلا يُؤدِّي فيه (الـمُعلِّم) إلاّ دوراً ناقصاً، ولابُدّ من قُدوة ومثال على الطريق؛ ليبعث الثقة والطمأنينة والشجاعة في نفوس العاملين.

إنّ الحركة إلى الله تتطلّب الكثير من الإخلاص والوعي واليقين، والتضحية والعطاء والقِيَم، ولابُدّ من أن يتجسّد كلّ ذلك في (القُدوة) بصورة عينيّة وحقيقيّة، وماثِلة أمام أعيُن العاملين.

ولابُدّ أن يُبرّأ (القُدوة) من الشكّ، والضعف والزلَل والانكسار، والهزيمة النفسيّة أمام العقبات وأهوال الطريق. ولابُدّ أن يتجسّد في القُدوة كلّما تَتَطلَّبه هذه الحركة من قُدرة روحيّة وثقة عالية بالله، تُمكِّن الإنسان من مواجهة وتحدّي العقبات ومتاعب الطريق.

إنّ (القُدوة) في هذه الحالة، تكون له قيمة توجيهيّة وحركيّة عالية في تحريك الأُمّة، ويُعتبَر عاملاً أساسيّاً لا يمكن الاستغناء عنه في حركة المجتمع.

إنّ في نفوس الناس خيراً وشرّاً، وقوّة وضعفاً، وإيماناً وشكّاً، وثقة وقَلَقاً، وشجاعة وجُبناً، وإقداماً وتراجعاً، وتختلط هذه المعاني في نفوس الناس بدرجات مختلفة، ونقاط الضعف هي العقبات الداخليّة في نفوس العاملين؛ ولكي يتغلَّبوا على نقاط الضعف هذه في نفوسهم، لابُدّ لهم من صور مُشرقة متكاملة، تخلص من نقاط الضعف هذه.

وعندما لا يجد الإنسان هذه الأمثلة على ساحة الحركة، يلجأ إلى التجريد والتخيّل؛ لتكتمل الصورة، تماماً كما يعمل الإنسان لتكميل النقص الواقع في قوس الدائرة في خياله، فيلجأ إلى التجريد الخيالي لإبراز هذه الصورة الّتي يحتاجها في حركته.

وهذا هو الدور الّذي يقوم به الشِعر والفَنّ، في رسم الصورة التجريديّة للقُدوة

٣٨١

الّتي يحتاجها الإنسان في حركته وعمله.

وهذه الحاجة، ما دامت حاجة حقيقيّة في حركة الإنسان المسلم إلى الله، فلابُدّ أن يكون له موضع مُشخّص وواضح في المنهاج الإلهي لهداية الإنسان وحركته.

ولا يمكن أن تُهمِل العناية الربَّانيّة حاجة أساسيّة للإنسان في الحركة مثل هذه الحاجة، وهو سبحانه يقول:( الّذِي أَعْطَى‏ كُلّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ ثُمّ هَدَى ) (1) .

فلا يُمكن أن يخلو منهج الخلقِ والهداية من عنصر أساسي وضروري في حركة الإنسان.

عِصمة الإمام:

وهذا هو أحد الـمُنطلَقات العقليّة للقول بعصمة الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام .

إنّ العصمة هي الصورة الواقعيّة الـمُتكاملة للإنسان (القدوة)، والّتي يحتاجها الناس في حركتهم وكدحهم إلى الله في ساحة عملهم، ولأمرٍ ما، جعل الله (عزّ وجلّ) الأنبياء والأئمّة معصومين في مسيرة حركة الإنسان، وفي ساحة حياته وعمله، وجعل منهم قُدوات للتأسّي والاقتداء؛ ليكونوا أمثلة عينيّة وواقعيّة ومُتحرّكة في واقع الحياة.

لن يكون الظالم إماماً للناس:

وبعد أن مَنَّ اللهُ تعالى على عبده وخليله إبراهيمعليه‌السلام ، فجعله إماماً للناس، طلب إبراهيمُعليه‌السلام من الله تعالى أن يجعل الإمامة في ذرّيَّته، فاستثنى الله تعالى من ذرّيَّته الّذين تلبَّسوا بالظُلم، فلا يمكن أن ينالهم عهد الله تعالى، ولا يمكن أن

____________________

(1)طه: 50.

٣٨٢

يكونوا أئمّة للمسلمين.

( وَإِذِ ابْتَلَى‏ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنّي جَاعِلُكَ لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (1) .

فالإمام لابُدّ أن يكون قدوة للناس، يقتدي به الناس في حياتهم، ومَن يتلبَّس بالظلم على نفسه أو على الآخرين، لا يستطيع أن يكون مثالاً يتقدّم الآخرين، ويقتدي به الناس.

الدعوة إلى الاقتداء بالصالحين:

وتكتمل هذه الصورة في المنهاج الإلهي، في تربية الناس وتوجيههم بالآيات الّتي تدعوا الناس إلى أن يجعلوا من أنبياء الله ورُسله قُدوة لهم، وأُسوة في العمل والحركة والقول والفعل. يقول تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وللمؤمنين - بعد أن يذكر أسماء جملة من الأنبياء والـمُرسَلين بتفصيل -:( أُولئِكَ الّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ... ) (2) .

ويدعو الله تعالى المؤمنين أن يجعلوا من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أُسوة حَسنة لهم:

( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللّهَ كَثِيراً ) (3) .

ويدعونا الله تعالى أن نجعل من إبراهيمعليه‌السلام ومَن معه من المؤمنين الصالحين قُدوة وأُسوة:

( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالّذِينَ مَعَهُ... ) (4) .

____________________

(1)البقرة: 124.

(2)الأنعام: 90.

(3)الأحزاب: 21.

(4)الممتحنة: 4.

٣٨٣

العناصر الثلاثة الضروريَّة في الحركة:

ولكي تكتمل هذه الصورة الّتي رسمناها لموضع القدوة في حركة الناس إلى الله تعالى، نقول:

إنّ الحركة إلى الله تتطلَّب ثلاثة عناصر أساسيّة، يتولاّها الله تعالى، ويُعدّها للناس في أنبيائه ورسله، ومَن يختارهم الله تعالى ويجتبيهم أئمّةً للمسلمين، وهي:

أوّلاً: الهداية والتوجيه، والتزكية والتعليم. وينهض الأنبياء في هذا الأمر بدَور الـمُعلِّم والـمُربِّي، لتزكية الأُمّة وتربيتها وتعليمها.

( هُوَ الّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (1) .

( لَقَدْ مَنّ اللّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكّيهِمْ وَيُعَلّمَهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ ) (2) .

ثانياً: القيادة والولاية والإمامة. وهذه مهمّة أُخرى، تختلف عن المهمّة الأُولى، ضروريّة وأساسيّة في توجيه المجتمع وحركته إلى الله، فلا تتمّ هذه الحركة من دون قيادة وطاعة.

( إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (3) .

( مَن يُطِعِ الرّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ... ) (4) .

____________________

(1)الجمعة: 2.

(2)آل عمران: 164.

(3)المائدة: 55.

(4)النساء: 80.

٣٨٤

( وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم ) (1) .

( ... وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ... ) (2) .

ثالثاً: القُدوة والأُسوة. وهو العنصر الضروري الثالث في هداية الإنسان وحركته، والّتي يتولاّها الله تعالى ويُعدّها لعباده في أنبيائه ورُسله، ومَن يختار ويجتبي لعباده من الأئمّة.( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) (3) .

وهذه الثلاثة لابُدّ منها جميعاً، وفي إطار واحد؛ ليُكمّل بعضها بعضاً، وليُؤدّي جميعها مهمّة توجيه الإنسان إلى الله.

شهادة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والأُمّة الشاهِدة:

وإلى هذا المعنى يُشير القرآن الكريم، حيث يتَّخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله شهيداً على هذه الأُمّة، ويتّخذ هذه الأُمّة شهيدة على الناس أجمعين، يقول تعالى:

( وَكَذلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (4) .

وفي الآية الكريمة يتّخذ الله تعالى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهِداً على هذه الأُمّة، كما يتّخذ هذه الأُمّة شاهدة على الناس.

والشاهد هنا بمعنى: القدوة(5) ، بقرينة السِياق، فإنّ شهادة الأُمّة على الناس لا تستقيم إلاّ بهذا المعنى الذي ذكرناه، وشهادة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الأُمّة تأتي

____________________

(1)النساء: 69.

(2)النساء: 59.

(3)الأحزاب: 21.

(4)البقرة: 143.

(5)راجع من التفاسير: تفسير نمونه: 1 / 355. والمنار: 2 / 5.

٣٨٥

بنفس السِياق(1) .

فهذه الأُمّة - بمجموعها - قُدوة للناس جميعاً، حيث جعلها الله تعالى أُمّة وسطاً، لا تفريط فيها ولا إفراط، ولا تَجْنَح إلى اليمين ولا إلى اليسار، ولا تحكم فيها النزعة المادِّيَّة البَحتة، ولا النزعة الروحيّة الخالصة.

والخطاب للأُمّة ككلّ، وليس إلى أفراد الأُمّة، والأُمّة بهذه الصِفة وفي هذا الموقع الوسط من حضارة الإنسان، مُؤهّلة من جانب الله تعالى لأن تكون قُدوة وشاهِدة على الناس جميعاً، وأن يجد فيها الناسُ مثالاً عينيّاً واقعيّاً، للاعتدال والاستقامة على منهج الله في الحياة.

كما أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قُدوة لهذه الأُمّة المسلمة، في علاقته بالله تعالى، وفي علاقته بالناس، وفي سلوكه وحركته وعمله وقوله وفعله.

الأُمّة الشاهِدة مِعيار للقِياس:

والتعبير بالشهادة عن القُدوة، من التعبيرات القرآنيّة الـمُتميِّزة الخاصّة بالقرآن، وكأنّ هذه الأُمّة في موقعها الحضاري الوسط، تصلح أن تكون معياراً لتشخيص الموقع الحضاري الصحيح في الحياة، وشاهدة على ألوان الانحرافات الحضاريّة في حياة الإنسان.

فكلّما يتقدّم هذا الموقع الحضاري الوسط، فهو انحراف، وكلّما يتأخّر عن هذا الموقع الوسط، فهو من الانحراف، والشاهد على هذه الانحرافات هو: الموقع الوسط الّذي أحلّ اللهُ تعالى فيه هذه الأُمّة، تماماً كما تشهد الوحدة القياسيّة

____________________

(1)تفسير السيّد الطباطبائي في الميزان: 2 / 320 - 323، ط بيروت.

الشهادة هنا بمعنى: تلقّي الشهادة وأداءها إلى الله يوم القيامة، كما يقرب من هذا الـمَنحى الشيخ البلاغي في (آلاء الرحمان): 133، مطبعة العرفان، صيدا - 1933م. وتفسير الكاشف: 1 / 124 و 5 / 353.

٣٨٦

بالزيادة والنقصان في الكمِّيّات الّتي تُقاس بها، فإنّنا لا نستطيع أن نفهم بالنظرة الأوّليّة الزيادة والنقيصة في الكمّيّات بشكل دقيق، ولكن عندما نقيس هذه الكمّيّات بالوحدات القياسيّة، نستطيع أن نُشخِّص الزيادة والنقيصة (بشهادة) هذه الوحدات القياسيّة بشكل دقيق.

وكذلك هذه الأُمّة في موقعها الحضاري الوسط، تصلح أن تكون شاهدة على انحرافات الناس، وأداة لتشخيص هذه الانحرافات، ومقياساً للتصحيح والتعديل، والتهذيب والإصلاح.

ولابُدّ في هذا الخِضَمّ الهائج، من الأفكار والاتّجاهات، والأهواء والنزاعات، من وجود أُمّة في موقع حضاريّ وسط على وجه الأرض، يقيس الناسُ أنفسهم بها، وتشهد على الناس في انحرافاتهم وزيغهم وشَطَطِهم.

وأقول: أُمّة ولا أقول أفراداً وجماعات؛ ففي هذه الأُمّة أيضاً من الانحراف والزَيغ الشيء الكثير، ولكن من الصحيح أيضاً أن نقول: إنّ هناك أُمّة مؤمنة في هذا البحر الهائج الـمُضطرِب، في الموقع الحضاري الوسط المعتدل، وأنّ هذه الأُمّة مِعيار ومقياس دقيق للتشخيص والتمييز لسائر الناس، وقُدوة لسائر البشر، وحركة عينيّة واقعيّة إلى الله، بين هذه الحركات الـمُضطرِبة والقَلِقة في واقع حياة الناس.

وكما تتطلَّب رحمة الله تعالى بعباده وجود أُمّة مؤمنة في هذا الموقع الحضاري الوسط على وجه الأرض؛ لتكون قدوة للناس، كذلك تتطلَّب الرحمة الربّانيّة أن تكون هناك قُدوة للمؤمنين من أنفسهم، ولهذه الأُمّة منها؛ ففي هذه الأُمّة - كما ذكرنا - الكثير من الزَيغ والانحراف الّذي يختلط بالكثير من الحقِّ والصواب، ومن مجموعها تتكوَّن هذه المسيرة الإلهيّة.

فلابُدّ من وجود قُدوة

٣٨٧

لهذه الأُمّة ولهذه المسيرة أيضاً، كما كان لابُدّ من قدوة للناس أجمعين.

وإذا كانت هذه الأُمّة هي الصفوة من البشريّة، الّتي اجتباها الله تعالى لتكون قُدوة للناس، فإنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو صفوة الصفوة في هذه الأُمّة، اتّخذه الله تعالى قُدوة لهذه الأُمّة؛ ليكون مقياساً ومعياراً للاستقامة والاعتدال، والسلوك والحركة إلى الله، وليَقس المؤمنون أنفسهم به، ويجدوا فيه مثالاً كاملاً للإنسان العامل الكادح إلى الله.

ولنقرأ هذه الآية المباركة من سورة الحجّ:

( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مّلّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هذَا لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ فَأَقِيمُوا الصّلاَةَ وَآتُوا الزّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللّهِ‏ِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى‏ وَنِعْمَ النّصِيرُ ) (1) .

يدعو الله تعالى في هذا النداء عباده المؤمنين - والخطاب هنا خاصّ بالمؤمنين -:( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا... ) -، يدعوهم إلى إقامة الصلاة، وإلى عبادته، ويدعوهم إلى فعل الخيرات والجهاد في الله، حقّ الجهاد؛ فإنّ الله تعالى قد اجتباهم وأحلَّهم في هذا الموضع الوسط من حضارة الإنسان، واختارهم لهذا الموقع الخطير من الأرض ومن حياة الناس.

( هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) وسمّاهم المسلمين من قبل، في حياة إبراهيمعليه‌السلام ، وفي الكُتب السابقة على القرآن،( وفي هذا ) وفي القرآن، فشرَّفهم الله تعالى بهذه

____________________

(1)الحجّ: 77 - 78.

٣٨٨

التسمية( مِن قَبْلُ وفي هذا ) ، وجعلهم امتداداً لإبراهيم( مّلّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ) ، وجعلهم أُسرة واحدة ممتدَّة على وجه الأرض وفي التاريخ.

كلّ ذلك من دون أن يُكلِّفهم في هذا الاجتباء شِدّة وضِيقاً لا يطيقونه( هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) .

كلّ هذا النداء والدعوة إلى إقامة الصلاة، وفعل الخير، والجهاد، وكلّ هذا الاجتباء والاختيار والتشريف لهذه الأُسرة الإبراهيميّة، والتسمية... كلّ ذلك( لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) .

كلّ ذلك لإيجاد تيَّار مُعتدِل مستقيم نظيف، في وسط هذه التيّارات الـمُتضارِبة والـمُنحرِفة؛ ليكون قدوة للناس، وليكون مَعلَماً على طريق الناس إلى الله، مَعلَماً محسوساً عينيّاً في حياة الناس، وليس من قبيل الأفكار والنظريّات، مَعلَماً يراه الناس، ويَحسّونه، ويعيش معهم في السَرّاء والضَرّاء( وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ ) .

ثُمّ بعد ذلك، ليكون في وسط هذا التيّار قُدوة، هو صفوة الصفوة، للسائرين في هذا التيّار ومن هذه الأُمّة؛ ليكون شاهداً عليهم وعلى المسيرة والحركة، وليكون مقياساً لتشخيص حالات الضعف والعجز والتخلّف، وباعثاً على تلافي نقاط الضعف والتخلّف، وقُدوة في المسيرة والحركة، ومَعلَماً على طريق العاملين والسائرين إلى الله، يضعونه نَصْبَ أعيُنهم، ويضعون أقدامهم مواضع خُطاه( لِيَكُونَ الرّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) .

فلا يُمكن أن تستقيم حياة الناس وحركتهم من دون وجود هذا التيّار في وسط الناس، ولا يمكن أن تستقيم حركة هذا التيّار من دون وجود قدوة صافية نقيّة في قلبِ هذا التيّار.

٣٨٩

ولنَعُد إلى حيث كنّا من حديث، قلتُ: إنّني ألمس في التحام الناس بعاشوراء، وتعاطفهم مع قضيّة الحسين، أنّ الناس يجدون في هذا اليوم، وفيما جرى فيه من أحداث، وفيما يَستبطِنه هذا اليوم من القِيَم والمعاني، شيئاً يتفاعل مع ضمائرهم وقلوبهم وعقولهم.

إنّ الناس يبحثون في حركتهم الشاقّة والعسيرة إلى الله تعالى عن الصور الصافية والنقيّة لهذا الكدح وهذه الحركة، الصور الّتي تخلِص من كلّ كَدرٍ وغِش، وتَسلم من كلّ نقص وضعف، ليضعوا أمامهم هذه الصور الحيّة الـمُتحرِّكة.

ففي خِضَمّ الحياة، وخِضَمّ الصراع ومتاعب الحركة، يلتقي الإنسان - في نفسه وفي واقع الحياة - الكثير من الضَعف، والشكّ والجُبن، والحَسَد والطَمع والجَشع، وحُبّ الذات والاستئثار والظلم...، فيجد نفسه بحاجة إلى هذه الصورة النَقيَّة الصافية من الإيمان بالله، واليقين والإخلاص لله تعالى، والثِقة والتوكّل على الله، والقوّة والشجاعة والإيثار، ونُكران الذات والإخلاص...، فيجد كلّ هذه العناصر، الّتي يبحث عنها، والّتي تتطلَّبها الحركة، مُتجسِّدة مُتحرّكة في ساحة الطفّ، في يوم عاشوراء، في هالة من النور.

وفي مقابل هذه القمّة السامِقة من القِيَم والأخلاق الربّانيّة الـمُتجسّدة في الحسينعليه‌السلام وأصحابه، يجدُ حضيضاً من الدناءة واللُؤم، والاستئثار والتعلّق بحُطام الدنيا، وحبّ الذات والكبرياء، والشكّ والجُبن، والحَسد والطَمع والجَشع، في الجانب الآخر من المعركة.

وكما تتجمَّع القِيَم وتتكامل، وتُشكّل قمّة سامِقة وهالَة من النور في الجانب الأوّل، يتجمَّع اللُؤم، والـمَكر، والكَيد، والظُلم في الجانب الثاني بشكلٍ صارِخ.

وهذا من خصائص الصراع والمواجهة.

٣٩٠

فإنّ الصراع يُبرِّز كلّ طرف على حقيقته، ويكشف حقيقة كلّ طرف، وكلّ القِيَم والـمَساوئ الّتي يَستبطنها الإنسان ويَتستَّر عليها، أو يشهرها ويُعلِن عنها؛ فإنّ الصراع بطبيعته كَشّاف.

وأكثر ما ينكشف الإنسان ويظهر على حقيقته( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ) (1) ، وساعات المواجهة والصِراع.

فيجد الجمهور أمامه طرفين مُتصارعين يوم عاشوراء، يُمثِّل أحدهما قِمّة القِيَم والأخلاق، ويُمثِّل الآخر حضيض اللُؤم والسقوط، فيتعلَّق بذا وينفر من ذاك.

ويجد في يوم عاشوراء كلّما يطلبه ويحتاجه من القِيَم والـمُثل والأخلاق، والإخلاص والشجاعة، والثِقة والإقدام.

وهذا في رأيي، هو الّذي يشدّ الجمهور إلى عاشوراء، ويدعوه إلى التفاعل والتعاطف مع هذا اليوم بمثل هذه الدرجة من القوّة والعُمق.

فإنّ أكثر ما يحتاج الإنسان إلى القدوة في حياته في ساحات الصراع والمواجهة، ومن ساحات الصراع والمواجهة؛ ذلك أنّ الإنسان لا يحتاج إلى أن يستجمع كلّ عزمه وقوَّته وعقله وإيمانه وثِقته بالله، كما يحتاجه في ساحات المواجهة وساحات الصراع، ولا يهتزّ الإنسان ويتزلزل، ويتعرَّض للزلازل والهزَّات، كما يتعرّض لها في ساحات المواجهة والصراع.

فمِن السهل أن يُحافِظ الإنسان على اتّزانه وتعقّله، ودينه وثقته بالله، في أيّام اليُسر والرَفاه، وعندما يعتزل المجتمع والعمل، أمّا عندما ينزل إلى ساحة العمل والمواجهة، ويتعرَّض للزلازل والهزّات والأعاصير، من داخل نفسه ومن الخارج، فسوف يجد نفسه بحاجة شديدة وماسّة إلى أن يلتمس لنفسه أمثلة، وشواهد وقُدوات،

____________________

(1)الطارق: 9.

٣٩١

على الطريق ومن ساحة الصراع، تُثبِّته على أرض المعركة، وتبعث في نفسه الإيمان واليقين، والثبات والثقة والصبر.

ولابُدّ أن تكون هذه الأمثلة والقُدوات في الساحة الساخنة بالصراع، لتطمئنّ إليها قلوب العاملين.

وهذا بالذات ما يجده المؤمنون في حركتهم ومسيرهم إلى الله، وفي مواجهتهم الحامية للهوى والطاغوت في (رحاب عاشوراء)، فإنّ مسيرة التاريخ مسيرة حافلة بالصراع والمواجهة والفتن والابتلاء، وخلال هذه المسيرة يجد المؤمنون في (عاشوراء) النموذج والقدوة، لكلّ القيم الّتي يتطلّبها الصراع، ويحتاجها المؤمنون في حركتهم وعملهم، فينشدّون إليها بقوّة، ويتعاطفون ويتفاعلون معها بهذه الصورة القويّة والمـُؤثِّرة.

٣٩٢

الفهرس

مُقدّمة المؤلِّف 5

عاشوراء في مرآة التاريخ 7

عاشوراء في وعْيِ الجمهور ووَعْيِ النُخبة:9

مَوقف السلاطين والحُكّام من عاشوراء:11

عاشوراء مِرآة للتاريخ:13

كلّ أرض كربلاء وكلّ يوم عاشوراء:23

ثأر الله 27

رُؤيَة قرآنيَّة للنَصرِ والهَزيمَة29

الجذور اللُغَويّة للثأر:29

المعنى الاجتماعي للدَم:30

الثأر في أُسرة التوحيد:32

ثأرُ الله:33

مَوقع الثأر في الصراع الحضاري بين التوحيد والشِرك:35

كربلاء الساحة النموذجيَّة للصراع بين الحقّ والباطل:36

الضمانة الإلهيّة لدم الشهيد:38

معنى النصر والهزيمة:40

القِيمَة الذاتيَّة للشَهادة43

رِحلة الإنسان إلى الله:43

دراسةٌ للـمُنطلَق والغاية في حَرَكةِ الإنسان:46

1 - الـمُنْطَلَق:46

أ - الشهَوات والغرائز والأهواء والميول النفسيّة:47

ب - الـمُغريات والـمُثيرات التي تُحرّك الشهَوات وتُهيج الغرائز:47

مُثَلّث الابتلاء في القرآنِ الكريم:47

أ - الهَوى:48

ب - الفِتْنَة:50

٣٩٣

ج - الشَيطان:51

أعراضُ التَعلُّق بالدنيا في نقطةِ الانطلاقِ:52

2 - الغايَة:54

الطاعَة والتَسْليم والذِكر والرجاء والرهبَة والحُبّ:55

كيف يأخذُ الإنسانُ ويُعطِي باللهِ؟57

3 - الحَرَكَةُ مِن (الأنا) إلى (الله):58

(التقوى) و (ذِكر الله) في شَطْرَي الحَرَكة:59

التقوى للتَحَرّرِ من الهوى:60

الـمُقارَنة بين الهوى والطاغوت:61

الصِيغة الإيجابيّة للتقوى:61

الشوطُ الثاني من حَرَكةِ الإنسان:62

ذِكرُ الله للعروجِ إلى الله:64

الـمَنهَجُ الأخلاقيّ في حَرَكَةِ الإنسان إلى الله:67

واستعينوا بالصَبْرِ والصَلاة:68

ضَريبَة الحَرَكَةِ إلى الله:68

الشهادةُ اختزالٌ للحَركةِ من الأنا إلى الله:69

نَقْلَةُ الحُرّ (رحمه الله) من مِحوَر الطاغوت إلى مِحوَر الله:70

نقلةُ زُهير (رحمه الله) من ولايةِ الطاغوت إلى ولايةِ الله:71

القِيمَة الحَرَكِيَّة للشَهادَة74

وَقْفَة عند اشتقاق كلمة (الشهيد):74

الشهيدُ مِقياسٌ للتَقييم:75

هذه الأُمّة شهيدة على سائر الأُمم:77

ورَسول الله شاهِد على هذه الأُمّة:78

عَودة إلى مُصطلَح (الشهيد):78

التوجيه بـ (التثقيف) و (القدوة):79

القدوة والأُسوة على طريق ذات الشَوكة:80

الشَهيدُ قُدوَة:82

٣٩٤

الوَعْيُ والعَطاء:84

ضحايا انعدام الوعي:85

فَقِيلَ لَهُ: مَنْ غَرَّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟87

التَخَلّف في الوَعْي والعَطاء:90

الطاقة الحرَكيّة لدم الشهيد:91

دم الشهيد يُوسّع رقعة التضحية داخل الأُمّة:94

دمُ الشهيد يَحسم الخلاف ويقطع التردّد:94

الإمدادُ الغَيْبِي والضَمان الإلهي لدَمِ الشهيد:97

رِحلةُ الشَهادة في القرآنِ الكريم 99

في سورتَي التوبة وآل عمران 99

البَيْعُ والشراء:100

النَقْلة الكاملة:101

أمثلة عن النقْلة في حياة المسلمين الأُولى:101

تكريمُ الإنسانِ بالبَيع والشِراء:104

البَيْعَة:105

البَيْعَة التجرّد الكامل عن الأنفسِ والأموال:106

البَيْعَة ميثاق (الدعوة) والدولة:107

البَيْعَة طاعَةٌ وتَضحِية:108

آيةُ البَيْعَة:108

أربعُ بَيْعَات في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله:110

البيعة الأُولى:111

البيعة الثانية:111

البيعة الثالثة:112

البيعة الرابعة:112

(يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ):113

٣٩٥

حَتميَّة القتال في مَسيرة الدعوة:114

الـمُواجَهة المصيريَّة بين الإسلام والجاهليَّة:115

العلاقة العضويَّة بين أطراف الجاهليّة:116

شَراسَة الجاهليّة في صراعِها مع الإسلامِ:117

الإيمانُ بالله يُساوي التخلِّي عن الأنفُسِ والأموال:117

وثيقة البيع:118

والثَمن هو الجنّة:121

الفوز العظيم:121

صفة الّذين باعوا أنفُسهم لله:123

آيةُ (آل عِمْرَان):125

الحياة الطيِّبة:126

أعلى دَرَجات القُربِ من الله:128

(يُرْزَقُونَ):130

(فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ...):132

(وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِن خَلْفِهِمْ):132

لا خوفٌ ولا حزن:134

رِحلة الشهادة في السُنّة الشريفة136

باقة عطرة من الحديث الشريف في قِيمة الشهيد:136

خطاب الاستنصار الحسيني:147

الاستعراض والدلالات:149

الاستنصار الحُسيني:149

أ - الاستعراض 151

نَماذِج من الاستنصار الحُسيني 151

في المدينة:151

1 -وصيَّتهالّتييستنصرفيهاالمسلمين 151

٣٩٦

2 - واستنصر الحُسين عبد الله بن عُمَر بن الخطّاب في مكّة 152

3 - كتاب الحسين إلى رؤساء الأخماس 152

4 - خطاب الحسين عَشيّة خروجه من مكّة 156

5 - في الحاجر:157

6 - في زرود:159

7 - في قصر بني مقاتل:161

8 - في منزل شراف:163

9 - في منزل البيضة:163

10 - في كربلاء:164

11 - وفي كربلاء166

يوم عاشوراء:166

12 - الاستنصار الأوّل يوم عاشوراء:166

13 - الاستنصار الثاني في يوم عاشوراء:169

14 - الاستغاثة الأخيرة للحسين عليه‌السلام يوم عاشوراء:170

15 - استنصار زهير (رحمه الله) يوم عاشوراء:172

ب - الدلالات 174

الدلالات الأربعة لخطاب الاستنصار الحسيني 174

1 - المضمون السياسي لخطاب الاستنصار الحسيني 174

2 - المضمون الحركي لخطاب الاستنصار الحسيني 175

1 - رفض البيعة ليزيد:175

2 - إعلان الرفض:176

3 - الخروج والثورة:177

المؤامرة الأُموية على دم الحسين عليه‌السلام 180

عَودة إلى الدلالة الحرَكية للخطاب الحسيني:182

3 - المضمون الوَلائي لاستنصار الحسين عليه‌السلام:183

٣٩٧

البُعد العمودي مِن شبكة الولاء:183

البُعد الأفقي مِن شبكة الولاء:183

الصيغة التوحيدية في شبكة الولاء:184

مقوّمات الولاء في البُعد الأفقي:184

الولاء والإيمان الحقّ:185

خصائص وآثار شبكة الولاء186

السلام والعِصمة في شبكة الولاء:186

معنى السلام:186

معنى العِصمة:187

علاقة النصر بشبكة الولاء:188

استنصاران للحسين عليه‌السلام في قصر بني مقاتل:190

الاستنصار لإتمام الحجّة:192

تنوّع الخطاب الحسيني:193

4 - المعنى الشمولي لخطاب الحسين عليه‌السلام:194

التلبية:196

حركتان في التاريخ (النصر والثأر):197

تفسير وتحليل جملة مِن المضامين الواردة في خطاب الاستنصار الحسيني:199

الولاء والبراءة في مرآة عاشوراء207

توحيد الولاء:209

عناصر الولاء:210

قِيمة الولاية:212

الولاية ومسألة الحاكمية والسيادة:213

البراءة والمفاصلة:214

المواصلة والمفاصلة في المجتمع الإسلامي:215

التوحيد والشِرك في الولاء:217

مصدر الحاكمية في حياة الإنسان هو الله:218

٣٩٨

التحدّي والصراع:220

الاستضعاف والاستكبار:221

عاشوراء مسرح للولاء والبراءة:226

عاشوراء يوم الفرقان:227

الفاصل الحضاري بين المعسكرَين في عاشوراء:228

وحدة الولاء والبراءة في زيارة (وارث):232

مشاهد الولاء في زيارة (وارث):233

السلام في (النفس) و (المجتمع):234

الشهادة للحسين عليه‌السلام بإمامة المسيرة:235

الـمَوقف:238

معكم، معكم:240

البراءة:240

ولاء (الأعور):242

الطوائِف الثلاث الـمَلعونة:245

الطائفة الثالثة (الشريحة الراضية):246

عاشوراء (يوم الفرقان):248

أبْعادُ وامتداداتُ المواجهة ليوم الفرقان:249

يوم الفرقان الثاني في تاريخ الإسلام:251

انتصار الثورة الإسلاميّة مُنطلَق ثوري وقِيمة حضاريّة:252

تراكُم من الفعل والحراب (الفِعْل والانْفِعال):254

محاوَلات لأقْلَمَةِ الثورة:255

التفاعلات التي كانت تجري في الأعماق غير المرئيَّة لهذه الأُمّة:256

الولاء والبراءة بعد الثورة:258

حتميَّة الصراع:259

والعاقبة للـمُتّقين:260

ليُحِقَّ الحَقَّ بكلماته ويقطع دابِر الكافرين:262

٣٩٩

تداول النصر والهزيمة في ساحة المعركة:263

تَمْحِيص وتَهذيب المسيرة في المجتمع:265

متى يتَّخذ الله الشهداء في هذه الأُمّة قيّمِين على المسيرة؟:266

التَمحيصُ والتَهذيب داخل النفوس:267

درجات المؤمنين في الجنّة على قدرِ معاناتهم في الدنيا:267

دولة الـمُوَطِّئين:268

الـمُتخلّفون عن ثورة الإمام الحسين عليه‌السلام 271

الضحّاك بن عبد الله المشرقي 273

الصراع في مرحلتَي التنزيل والتأويل:273

شريحة الـمُتخلِّفين عن الصراع:275

خبر الضحّاك بن عبد الله المشرقي:276

تأمّلات في خبَر الضحّاك:278

النقطة الأُولى (الاعتذار):280

وجها الحياة الدنيا:281

كيف تتحوّل العوائق إلى مُنطلَقات؟:283

مقارنة بين زُهير بن القَين (رحمه الله) والضحّاك:284

النقطة الثانية: (الاستجابة الـمَشروطة):286

العلاقة بين العمل والجزاء:288

طائفتان من الناس:289

النقطة الثالثة (التَحلّل من الالتزام):292

(التزام) و (حِلّ):293

الجسر الذي مدَّه الضحّاك إلى الدنيا من عُمق (الطفّ):296

قِيمة الوراثة في حياة الإنسان 301

تأمُّلات في زيارة وارث 303

تمهيد:303

1 - القِيمة التكوينيَّة للوراثة:303

٤٠٠