من وحي الثورة الحسينية

من وحي الثورة الحسينية0%

من وحي الثورة الحسينية مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 199

من وحي الثورة الحسينية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: هاشم معروف الحسني
تصنيف: الصفحات: 199
المشاهدات: 28776
تحميل: 4162

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 199 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 28776 / تحميل: 4162
الحجم الحجم الحجم
من وحي الثورة الحسينية

من وحي الثورة الحسينية

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الجيش في طليعة الخونة الذين انحازوا إلى جانب معاوية لقاء مبلغ من المال كما فعل غيره من قادة العراق، ولمَّا جاء دور الحسين وأصبح مستهدفاً ليزيد بن معاوية وفرضت عليه أحداث يزيد وأبيه من قبله معركة الطفِّ التي ضحَّى فيها من أجل الإسلام والإنسان بنفسه وأهله وأطفاله، لم يشترك فيها أحد من العبَّاسيين، لا من شيوخهم ولا من شبابهم، وقامت المعركة بسواعد الطالبيِّين. كما لم يشتركوا في معركة زيد بن علي ولا في غيرها من معارك الموالين لأهل البيت مع أعدائهم التي كانت تحرِّكها روح كربلاء وتمدَّها بالصبر والتضحية إلى أبعد الحدود.

وحينما وجدوا أنَّ مصلحتهم تلتقي مع التباكي على الحسين والعلويين وقفوا إلى جانب العلويين وشيعتهم وتظاهروا بالدعوة إليهم، وحينما وصلوا إلى الحكم لم يختلفوا عن الأمويين في شيء، لا في الظلم والقسوة ولا في الفسق والفجور ولا في الاستهتار والزندقة، وقديماً قيل: إنَّ الغاية تبرِّر

الواسطة، فقطع الرؤوس وهدم الدور على الأحياء وزجِّ البرياء والصلحاء في السجون، كل ذلك سهل ومألوف لدى أصحاب المطامع والأهواء ما دام يوفِّر الحكم والتسلُّط على عباد الله. لقد أرسل إبراهيم الملقَّب بالإمام إلى أبي مسلم الخراساني بأن يستعمل السيف ولا يرحم صغيراً أو كبيراً، وكان فيما كتبه إليه - كما جاء في رواية المقريزي من كتاب النزاع والتخاصم -: وإن استطعت أن لا تدع في خراسان مَن يتكلَّم بالعربية فافعل، وأيُّما غلام بلغ خمسة أشبار تتَّهمه فاقتله، واقتل جميع مَن شككت فيه، كل ذلك منه كان في خراسان من العرب اللذين كانوا يميلون إلى الأمويين.

لقد أوصى إبراهيم العبَّاسي دُعاته في خراسان ونواحيها بقتل جميع مَن يشكُّون فيه ويتَّهمونه بموالاة الأمويين كما أوصى معاوية عماله في جميع المقاطعات الإسلامية بقتل الشيعة وكتب إليهم كتاباً جاء فيه: انظروا

١٨١

مَن تتَّهموه بموالاة أهل البيت فنكِّلوا به واهدموا داره. إنَّ معاوية الأموي وإبراهيم الهاشمي لم يأمرا بذلك إلاّ لأنّ مصلحتهما تقتضي ذلك، وحينما تتحكَّم المصالح بالإنسان لم يعد يرى غيرها ويستحلُّ كل شيء في سبيلها.

لقد حكم الفاطميون والبويهيون وغيرهم ممَّن كانوا ينتسبون إلى الشيعة ولم يختلفوا عن غيرهم من الحاكمين إلاّ بطلاء خفيف من التشيُّع وأداء بعض الطقوس الشيعية، وكانوا يمارسون كغيرهم جميع أنواع المنكرات ويستحلُّون كل شيء يتعارض مع مصالحهم، ونظراً لأنَّ الدين وحده هو الذي يسيِّر الإنسان في الطريق الصحيح ويضع حدَّاً لنزواته وشهواته، كانت العصمة أو العدالة في الحاكم من الضرورات التي لا يجوز تجاهلها بحار من الأحوال.

وجاء في المجلَّد الرابع من ابن الأثير أنَّ السفَّاح أرسل محمد بن حول والياً على الموصل، فامتنع أهلها عن طاعته وسألوا السفَّاح أن يولِّي عليهم غيره، فأرسل أخاه يحيى في اثني عشر ألف مقاتل، فخافه أهل الموصل والتزموا منازلهم، فنادى بالأمان، ولمَّا زال من نفوسهم ما يحاذرونه منه، فتك بهم وقتلهم قتلاً ذريعاً وأسرف في القتل حتّى غصَّت الأرجل في الدماء، فلمَّا كان الليل سمع صراخ النساء والأطفال، فأمر جلاّديه بقتل النساء والأطفال وما بقي من الشيوخ، واستمر القتل والتنكيل بالأبرياء والنساء والأطفال ثلاثة أيَّام.

لقد بقي عبد الله الملقَّب بالسفَّاح أربع سنين في الحكم قضاها في تتبُّع فلول الأمويين ومن يُشك في ولائه للبيت العبَّاسي كأبي سلمة الخلال وأصحابه الذين كانوا يحاربون معه من الشيعة إلى جانب أبي مسلم الخراساني لصالح البيت العلوي، واشتهر بهذا اللقب لكثرة من قتله من الأمويين وغيرهم، ولم يكن الحجَّاج بن يوسف مولعاً بالقتل

١٨٢

والتشفِّي من خصومه أكثر من السفَّاح، بل يمكن القول بأنَّه لم يصل إلى مستوى الخليفة الهاشمي من هذه الناحية؛ فلقد نصَّ المؤرِّخون أنَّه استدرج من الأمويين ثمانين رجلاً وأعطاهم الأمان وأمرهم بأن يحضروا لأخذ جوائزهم وعطائهم ويتناولوا معه الطعام، فلمَّا حضروا أمر بقتلهم ثم بسط عليهم فراشاً ووضع الطعام عليه، وجلس هو وأصحابه يأكلون فوقهم وهم يضطربون ويستغيثون إلى أن نزفت دماؤهم وماتوا عن آخرهم، ولمَّا فرغ من تناول الطعام قال: ما أكلت أكلة قطُّ أهنأ ولا أطيب من هذه الأكلة.

ومهما بالغ الأمويون في الجرائم وأسرفوا في قتل الأبرياء والصلحاء - كما هو واقعهم - فالإسلام لا يقرُّ الاقتصاص منهم بهذا النحو، ولو انتهى الحكم بعد الأمويين إلى العلويين لم يبلغ بهم التشفِّي إلى هذه الحدود، ولا أعتقد أنَّهم كانوا يقتلون بريئاً بمجرم ولا ينسون كلمة جدِّهم أمير المؤمنينعليه‌السلام الذي عفا من عمرو بن العاص في صِفِّين وعن مروان بن الحكم في البصرة وهما رأس الفتن يومذاك، وسقى معاوية وجنده الماء بعد أن منعه معاوية عن أهل العراق وكادوا يموتون عطشاً، لا ينسون كلمته التي كان يردِّدها: (إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو عنه شكراً للقدرة عليه) والذي كان يقول: (خُذ على عدوك بالفضل؛ فإنَّه أحلى الظفرين)، وكانوا يسيرون على خطاه إذا كانوا من المعصومين حقَّاً، وإذا لم يكونوا منهم، فلا أعتقد بأنَّهم سيسرفون في إراقة الدماء إسراف غيرهم.

وجاء في تاريخ ابن الأثير أنَّ داود بن علي بن عبد الله لمّا أراد أن يقتل مَن كان في المدينة ومكَّة من الأمويين وأنصارهم، جاءه عبد الله بن الحسن المثني بن الحسن السبطعليه‌السلام وقال له: يا بن العم، إذا قتلت هؤلاء فيمَن تباهي بالملك؟ أمَا يكفيك أن يروك غادياً رائحاً فيما يذلُّهم ويسوءهم،

١٨٣

فلم يقبل منه وقتلهم عن آخرهم.

لقد كانت السنوات الأربع التي حكم فيها السفَّاح مرحلة انتقالية بين عهدين؛ عهد مضى وعهد أطلَّ على العالم الإسلامي، استقبله المسلمون بشوق ولهفة - وبخاصة الشيعة الذي قام على أكتافهم وبني بسواعدهم - راجين أن يحقِّق لهم عدالة الإسلام ورحمته وسماحته، ولكنَّ آمالهم قد تبدَّدت وظنونهم قد خابت، فما أن استتبَّت لهم الأمور وقضوا على خصومهم الأساسيين حتّى عادوا إلى سيرتهم وسياستهم، ولكن بشكل أسوأ وأفظع ممَّا كانوا عليه.

صحيح لم يتعرَّض السفَّاح في عهده لأحد من العلويين وشيعتهم، ولكنَّ ذلك لم يكن منه شرفاً ووفاءً لمَن مهَّدوا له الأمور وأجلسوه على كرسي

الحكم، بل لأنَّه كان يتتبَّع فلول الأمويين ويطاردهم من مكان إلى مكان، وخلال تلك المدة - بالإضافة إلى الشطر الأخير من عهد الأمويين حيث كانت الدولة في طريقها إلى الانهيار - وجد الإمامان الباقر والصادقعليه‌السلام فرصة مؤاتية لبثِّ علوم أهل البيت ونشرها بين الناس وللوقوف في وجه تلك التيارات الغريبة التي غزت الفكر الإسلامي ومهَّد لها الحاكمون لإلهاء المسلمين بتلك الصراعات العقائدية عن واقعهم المرير.

لقد وقف الأئمة من أهل البيت في وجه تلك التيارات الغريبة التي غزت القلوب والأفكار بحزم وصلابة، وتركوا للعالم صوراً عن العقيدة الإسلامية خالية من كل ما كان يخطِّطه لها الحاقدون من زيف وتحريف بعد الرقابة الشديدة والتهديد بالقتل لمَن كان يروي حديثاً عن علي وبنيه أو ينسب لهم فضلاً أو أثراً كريماً، وكان علماء التابعين إذا أرادوا أن يحدِّثوا عن علي يتحاشون التصريح باسمه فيقولون: روي عن أبي زينب. وجاء عن أبي حنيفة أنَّه كان يقول: لقد كانت العلامة بيننا وبين المشايخ

١٨٤

إذا أردنا أن ننقل عن عليعليه‌السلام أن نقول: قال الشيخ؛ حتّى لا نتعرَّض للأذى والمطاردة، وكان من آثار تلك الفترة الانتقالية التي امتدَّت من أواخر العهد الأموي إلى السنين الأولى من عهد المنصور شيوع الحديث والآثار العليَّة التي أغنت المكتبة العربية في مختلف العلوم، وبخاصة ما كان منها في التشريع والفلسفة والأخلاق والتفسير وغير ذلك من أنواع المعرفة. وقد انتشر التشيُّع في تلك الفترة وأحسَّ الناس بالانفراج وراحوا يتحدَّثون عن العلويين وآثارهم في كل بلدٍ ومكان، فدبَّ الخوف في نفس المنصور وأسرته فأخذوا يقرِّبون فقهاء المذاهب ويعملون على انتشار آثارهم، واعتنقوا هم مذاهبهم للحدِّ من انتشار التشيُّع ومذهب أهل البيت، واشتدَّت الحملات المسعورة على العلويين وبدأت الفجوة تتَّسع بين البيتين حتّى بلغت أقصى حدودها.

قال المسعودي في مروجه والمقريزي في كتابه النزاع والتخاصم: إن المنصور جمع أبناء الحسن وأمر بجعل القيود والسلاسل في أرجلهم وأعناقهم وحملهم في محامل مكشوفة للناس وبغير وطاء كما فعل يزيد بن معاوية بأسرى كربلاء، وأودعهم مكاناً تحت الأرض لا يعرفون فيه الليل من النهار ولا أوقات الصلاة، وعزَّ عليهم أن تفوتهم الصلاة حتّى وهم في أشدِّ الأحوال ضيقاً وحرجاً فجزَّأوا القرآن خمسة أجزاء وكانوا يصلُّون عند فراغ كل واحد من حزبه، ويقضون الحاجة الضرورية في مواضعهم، فاشتدت عليهم الروائح الكريهة وتورَّمت أجسامهم وماتوا من الجوع والعطش والمرض.

وجاء في المجلَّد الرابع من ابن الأثير (ص 375) أن المنصور دعا محمد بن عبد الله بن عثمان - وكان شقيقاً لعبد الله بن الحسن من أمِّه - فأمر بشق ثيابه حتّى بانت عورته، وضربه مائة وخمسين سوطاً فأصاب سوط منها وجهه، فقال للجلاد: ويحك، اكفف عن وجهي، فسمعه المنصور فقال

١٨٥

للجلاَّد: الرأس الرأس، فضربه على رأسه ثلاثين سوطاً فأصابت سياطه إحدى عينيه فسالت على وجهه. ومضى ابن الأثير يقول: وأحضر المنصور محمد بن إبراهيم بن الحسن - وكان يعرف بالديباج لجمال صورته - فقال له: إنَّه الديباج الأصغر، لأقتلنَّك قتلة لم أقتلها أحدا. ثم أمر به، فبني عليه أسطوانة وهو حي فمات منها.

ومع كثرة الجرائم التي ارتكبها الأمويون مع العلويين وشيعتهم فلم يحدِّث التاريخ عن أحد منهم أنَّه كان يعذَّب ويقتل بهذا النحو، ونظراً لأنَّهم كانوا يتفنَّون في جرائمهم بشكل لم يسبقهم إليه أحد، قال بعض الشعراء:

والله ما فعلت أمية فيهم

معشار ما فعلت بنو العبَّاس

وطلب الدوانيقي القاسم بن إبراهيم طباطبا ففر منه إلى بلاد السند، فأرسل في طلبه وهو يفرُّ من بلد إلى بلد على قدميه حافياً والدم يسيل منهما، فقال:

عسى جابر العظيم الكسير بلطفه

سيرتاح للعظم الكسير فيجبر

عسى الله لا تيأس من الله إنَّه

ييسِّر منه ما يعزُّ ويعسر

وقد ذكرنا سابقاً بعض جرائمه خلال حديثنا عن زيارة الشيعة لقبر الحسين وقبور الأئمة والأولياء، وكان هو يتباهى بجرائمه ويقول: لقد قتلت من ذرِّيَّة فاطمة ألفاً أو يزيدون، هذا بالإضافة إلى عشرات الألوف الذين أبادهم وشرَّدهم في الآفاق، وكان يتفنَّن في أساليب القتل والتعذيب بنحو لم يعرف عمَّن سبقه من الحاكمين كما تتفنَّن الدول الكبرى في عصرنا الحالي باختراع وسائل الخراب والدمار والتسلُّط على عباد الله والشعوب الضعيفة، وكما تتفنن دول البترول بوسائل اللهو والطرب والفساد ومعاشرة الشقراوات اللواتي يتهافتن عليهم من كل أنحاء أوربا. وكان [حال] المنصور مع تلك

الجرائم - مع قرابته القريبة من رسول

١٨٦

المحبَّة والعفو والرحمة - كما [هو الحال] مع دول البترول؛ تتباهى بعروبتها وإسلامها وتستعمل جميع إمكانيَّاتها لمساعدة حكم العراق في حربهم لمَن يسمُّونهم بالمجوس، في حين أن إسرائيل جاثمة على رؤوسهم وقلوبهم تعلن عن أطماعها في بلادهم وخيراتها.

وبعد أن استعرض المقريزي جرائم المنصور وما ارتكبه مع العلويين وغيرهم قال: فأين هذا الجور والفساد من عدل الشريعة المحمدية وسيرة أئمة الهدى؟ وأين هذه القسوة الشنيعة مع القرابة القريبة من النبوة؟ وتالله ما هذا من الدين في شيء، بل هو من باب قول الله سبحانه:( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) .

هذا كله بالإضافة إلى ما كان يصنعه المنصور مع الإمام الصادق من التهديد والوعيد بين الحين والأخر، ولكنَّ الله سبحانه أنجاه من شرِّه ومن وعيده وتهديده، وهلك المنصور وذهب في متاهات الفناء مع الجبابرة والطغاة وبقي جعفر الصادق مع الخالدين من ذوي الرسالات إلى قيام يوم الدين.

وكان المنصور مع كل ذلك يقرِّب إليه العلماء والوعاظ ليستر بذلك جرائمه، وجاء في المجلَّد الأوَّل من عقد الفريد: أنَّ المنصور كان يجلس ويجلس إلى جانبه واعظاً، ثم تأتي الجلاوزة في أيديهم السيوف يضربون أعناق الناس، فإذا جرت الدماء حتّى تصل إلى ثيابه، يلتفت إلى الواعظ ويقول:

عظني، فإذا ذكَّره الواعظ بالله، أطرق المنصور كالمنكسر، ثم يعود الجلاوزة إلى ضرب الأعناق، فإذا ما أصابت الدماء ثياب المنصور ثانياً، قال لواعظه: عظني

إنَّ المنصور وغيره من الحاكمين حينما يقرِّبون رجل الدين والوعاظ إنَّما يفعلون ذلك لإلهاء الناس عن جورهم وظلمهم واستخفافهم بأوامر الله ونواهيه وحقوق عباده، لقد كان المنصور يقول: ألقينا الحَب إلى العلماء

١٨٧

فالتقَطوه إلاّ ما كان من سفيان الثوري، فإنَّه أعيانا فراراً. وكلمة (ألقينا الحَب) تكاد تكون صريحة في أنَّه كان باتصاله بهم كالصيَّاد الذي يلقي الحَب للطيور لتقع في شباكه.

لقد هلك المنصور مع الهالكين ولم يترك أحداً ممَّن بقي حيَّاً من العلويين إلاّ وهو خائف مشرَّد من جور ظلمه، وترك غرفة من غرف قصره مملوءة من رؤوس العلويين لولده المهدي ليسير من بعده على خطاه مع العلويين. وبالفعل لقد مارس المهدي سياسة أبيه فيمَن استطاع أن يقبض عليه ممَّن بقي مع الأحياء منهم، وكانوا قد تفرَّقوا في البلدان خائفين متسترين، وظفر بعلي بن العبَّاس بن الحسن المثنى بن الحسن السبطعليه‌السلام فأخذه ووضعه في

سجنه، وأخيراً دسَّ إليه السمَّ فتفسَّخ لحمه وتفشَّت أعضاؤه. واشتدَّ طلبه لعيسى بن زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام - وكان كما يصفه المؤرِّخون من أفضل الطالبيين ديناً وعلماً وورعاً وزهداً وأشدِّهم بصيرة في أمره ومذهبه على حد تعبير الأصفهاني في مقاتله - ففرَّ من طريقه إلى الكوفة واختبأ في بعض دور الشيعة واتفق مع صاحب جمل لينقل عليه الماء لقاء أجر زهيد يسدُّ فيه رمقه، وتزوَّج من امرأة فقيرة لا تعرف عن أصله ونسبه شيئاً وأولدها بنتاً بلغت سنَّ الزواج وماتت وهي لا تعرف عن أبيها شيئاً، وظلَّ عيسى في الكوفة بزيِّ الأعراب متنكِّراً يكتم نسبه عن جميع الناس، وكان إذا لم يجد عملاً يعتاش منه، يلتقط ما يرمي به الناس من الخبز وقشور الفواكه والخضار ليتقوَّت به هو وعائلته.

لقد عاش عيسى بن زيد ما بقي من حياته مشرَّداً ينفر من الناس كما ينفر من الوحوش الضواري، ولم يعلم أحد من العلويين بمكانه سوى أخيه الحسين بن زيد ودل َّعليه ولَده يحيى، فذهب إلى الكوفة متخفِّياً يفتِّش عنه حتّى انتهى إليه واجتمع به لفترة قصيرة كانت أخر عهده به.

١٨٨

لقد عاش ابن رسول الله وابن عمِّ الخليفة مشرَّداً متنكِّراً ينفر من الإنس كما ينفر من الوحوش الضواري لا لشيء إلاّ لأنَّه كان عالماً عاملاً بما أمر الله ويطالب بالحق والعدل، وعاش المخنَّثون والعاهرات وأهل الفسق والجور في دعة وأمان يوفر لهم الخليفة وأعوانه جميع الملذَّات ويغدق عليهم الأموال بلا حساب، ومضى المهدي العبَّاس وهو يتتبَّع فلول العلويين ليتشفَّى بقتلهم والتنكيل بهم وترك الحكم لولده موسى الملقَّب بالهادي، وكان كما يصفه المؤرِّخون قاسي القلب شرس الأخلاق يتلذَّذ بالتنكيل بأبناء عمومته العلويين وغيرهم من الصلحاء والبرياء، وفي عهده كان على المدينة رجل من ولد عمر بن الخطَّاب يتحامل على الطالبيين ويسومهم صنوف الألوان من العذاب، ويفرض عليهم الإقامة الجبرية في المدينة على أن يثبِّتوا وجودهم لدى السلطة الحاكمة بين الحين والأخر، ويلصق بهم التهم المشينة كالخمر والفجور ونحو ذلك ليبرِّر إساءته إليهم، وفي عهده كانت معركة فخ التي قُتل فيها أكثر من مائة وخمسين علوياً بقيادة الحسين بن علي بن الحسن كما أشرنا إلى ذلك في الفصول السابقة. والحسين - قائد المعركة في فخ - أمُّه زينب بنت عبدالله بن الحسن بن الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقد قَتَل المنصور أباها وإخوتها وعمومتها وزوجها علي بن الحسن، وقَتَل حفيد المنصور ابنها الحسين، وكانت تلبس المسوح على جسدها لا تلبس بينها وبينه شيئاً حتّى لحقت بالله باكية نادبة.

وما أشبهها بالعقيلة الكبرى زينب ابنة عليعليه‌السلام ؛ فلقد اشترك معاوية في قتل أبيها وقَتَل أخاها الحسن بالسم، وقَتَل ولده يزيدُ بن ميسون أخاها الحسين وولداها عوناً ومحمداً وأخيها العباس وخمسة عشر شاباً من أولاد إخوتها وبني عمومتها وظلَّت تندبهم حتّى ماتت كمداً وحزناً، وقد

١٨٩

لاقت تلك ما لاقته من أعداء رسالة جدِّها الأمويين وهذه لاقت ما لاقته من أبناء عمومتها الذين قامت دولتهم على حساب العلويين، ورحم الله القائل:

فانظر إلى حظِّ هذا الاسم كيف لقي

من الأواخر ما لاقى من الأُوَل

وهلك موسى الهادي بعد مضي خمسة عشر شهراً من حكمه ليترك الحكم لأخيه هارون الرشيد الذي مثَّل أدوار جدِّه المنصور مع العلويين وشيعتهم وأدوار الأمويين في الفسق والفجور والملاهي ونثر الملايين من الدنانير تحت أقدام الراقصات والمغنِّيات العاهرات، ومع أنَّه كان من أسوأ حكَّام تلك الأسرة الظالمة، فقد شاع عنه أنَّه كان من أعظم ملوك العالم شأناً وأسماهم مكانة، وتحدَّث المؤرِّخون والناس عن شهرته وأدواره في تشجيع العلوم والآداب وإدارة شؤون الملك وبناء المساجد والقناطر والمستشفيات وما إلى ذلك من المشاريع العمرانية والاقتصادية التي تشبه الأساطير، وألبسته تلك الأساطير ثوباً فضفاضاً من العظمة والجلالة تركته في الأذهان من أعاظم ملوك العالم وأقواهم، في حين أنَّه كان كغيره من السلاطين منصرفاً إلى الملذَّات والشهوات والجواري والتنكيل بالعلويين وكل مَن ينكر عليه جوراً وظلماً وفساداً في الأرض، وفي الوقت ذاته كان محظوظاً وموفَّقاً بتلك الأسرة الكريمة البرامكة التي كانت تدير شؤون الدولة وتعمل ليل نهار لبنائها وإدارة شؤون البلاد، وكانت مقدرة تلك الأسرة ونزاهتها ونزعة التشيُّع التي ظهرت عليها هي السبب لإنزال تلك النكبة بها واستئصالها، ولا صحة لِمَا يرويه المؤرِّخون عن قصة أخته العبِّاسية وزواجها المشروط من جعفر البرمكي وحملها منه الذي أغضب الرشيد، بل هو من الأساطير المفتعلة لتغطية تلك الجريمة

١٩٠

وتبرير ما أنزله فيهم من الظلم والتنكيل، ولعل نزعة التشيُّع التي ظهرت في بعض تصرفاتهم ومواقفهم من بعض العلويين كان لها الدور الأكبر في القضاء عليهم واستئصالهم.

ومهما كان الحال فلقد جاء في (ثمرات الأوراق) و(الأغاني) أنَّ الرشيد كان منصرفاً إلى الملذَّات والشهوات وأنَّه أول خليفة لعب بالصولجان والشطرنج والنرد، وكان من ذلك مصمماً على القضاء على العلويين واستئصالهم على حد تعبير المؤلف.

١٩١

ستُّون شهيداً

لقد جاء في كتاب عيون أخبار الرضا / ص 109 أنَّ حميد بن قحطبة الطائي الطوسي قال: طلبني الرشيد في بعض الليالي وقال لي فيما قال: خذ هذا السيف وامتثل ما يأمرك به الخادم، فجاء بي الخادم إلى دار مغلقة، ففتحها وإذ فيها ثلاثة بيوت وبئر، ففَتَح البيت الأول وأخرج منه عشرين نفساً عليهم الشعور والذوائب وفيهم الشيوخ والكهول والشبان وهم في السلاسل والأغلال وقال لي: يقول لك أمير المؤمنين اقتل هؤلاء وكلُّهم من ولد علي وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقتلتهم الواحد بعد الواحد والخادم يرمي رؤوسهم وأجسامهم في البئر، ثم فتح البيت الثاني وإذا فيه أيضاً عشرون من نسل علي وفاطمة وكان مصيرهم كمصير مَن تقدَّمهم، ثم فتح البيت الثالث وإذا فيه عشرون من أبناء علي وفاطمة فألحقتهم بمَن سبقهم، وبقي منهم شيخ فقال: تباً لك يا ميشوم، أي عذر لك يوم القيامة عند جدِّنا رسول الله، فارتعشت يدي وارتعدت مفاصلي، فنظر إليَّ الخادم مغضباً وهدَّدني، فقتلتُ الشيخ ورمى به في البئر كما

١٩٢

فعل بأصحابه.

وجاء في مقاتل الطالبيين عن إبراهيم بن رياح أنَّ الرشيد حين ظفر بيحيى بن عبدالله بن الحسن بنى عليه أسطوانة وهو حي كما كان يفعل جدُّه المنصور معهم، وأضاف إلى ذلك مؤلِّف أخبار عيون الرضا: أنَّ المنصور لمَّا بني الأبنية ببغداد جعل يطلب العلويين طلباً شديداً، ويضع مَن ظفر به منهم في الاسطوانات المجوَّفة المبنية من الجص والآجر، فظفر ذات يوم بغلام منهم حسن الوجه أسود الشعر من ولْد الحسن بن عليعليه‌السلام ، فسلَّمه إلى الباني وأمره أن يجعله في جوف اسطوانة ويبني عليه ووكل مَن يراقبه في ذلك، وحين أراد الباني أن يدخله حيَّاً إلى الاسطوانة أخذته الرقة

والشفقة، فأدخله الاسطوانة وترك فيها فرجة صغيرة يدخل منها الهواء، وقال للغلام: لا بأس عليك، فاَجر فإنِّي سأخرجك في جوف الليل، وفي الليل جاءه وأخرجه وقال له: اتَّقي الله في دمي وغيِّب وجهك فإنِّي قد أخرجتك خوفاً من أن يكون جدُّك خصمي يوم القيامة، فقال له الغلام: سأفعل، ولكن أريد منك أن تذهب إلى أمي وتخبرها بأنِّي قد نجوت، فذهب الباني إلى الموضع الذي وضع له فسمع فيه البكاء والنحيب، فدخله وأخبرها بنجاة ابنها.

وطلب الرشيد يحيى بن عبدالله بن الحسن وكان قد فرَّ منه إلى الديلم واجتمع عليه الناس، وأخيراً استسلم إلى الرشيد بعد أن أعطاه الأمان والعهود بأن لا يمسَّه بسوء، ولكنَّه لم يفِ بعهوده ولا بمواثيقه وقتله بفتوى بعض الشيوخ الذين أفتوه بأن عهوده لا يجب الوفاء بها، وحبس محمد بن يحيى بن عبدالله وقتله في حبسه كما ضرب الحسين بن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر ضرباً مبرحاً حتّى مات، ودخل عليه أحد العلويين من نسل الحسينعليه‌السلام فقذف هارون أمَّه، فردَّ عليه العلوي بالمثل، فأمر جلاّديه بقتله ن فضربوه بعمود من حديد فمات لأول ضربة، وأخيراً لم يستطع أن يرى الإمام موسى بن جعفر طليقاً يتابع رسالته والشيعة

١٩٣

يزدحمون على بابه، فأرسل جلاوزته إليه وهو إلى جانب قبر جدِّه رسول الله، فأخرجوه ووضعوا سلاسل الحديد في يديه ورجليه وأرسلوه إلى البصرة وكان عليها عيسى بن جعفر بن المنصور، فوضعه في سجنه سنة كاملة، فانصرف إلى العبادة، فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد: إنِّي قد اجتهدت أن آخذ عليه حجة فما قدرت على ذلك، وما وجدته خلال هذه المدة إلاّ صائماً مصلِّياً، فإن لم تستلمه خلَّيت سبيله، فاستدعاه الرشيد ووضعه في سجون بغداد، وأخيراً دسَّ إليه السمَّ القاتل بواسطة السندي بن شاهك، إلى غير ذلك من الجرائم التي ارتكبها مع العلويين هو وغيره ممَّن حَكَم بعده من العبَّاسيين، وقد عرضتُ بعض الجوانب من سيرتهم مع العلويين أحياء وأمواتاً بنحو لم يسبقهم إليه الأمويون من قبل خلال حديثنا عن المآتم الحسينية في الفصل السابق، ويجد المتتبع لتاريخ الحاكمين في تلك العصور عشرات الشواهد على أنَّ العبَّاسيين كانوا أشدَّ على أبناء عمومتهم العلويين من الأمويين وغيرهم من الحاكمين؛ لأنَّهم لم يستطيعوا بسط هيبتهم إلاّ بنسيان العفو واستعمال العقوبة كما قال المنصور لابن عمِّه عبد الصمد بن علي بن عبدالله.

ومن مجموع ذلك يتبيَّن أنَّ الإنسان مهما بلغ من المرتبة والعظمة - إذا لم يكن معصوماً - مسيَّر لمصالحه وأهوائه، والمصالح وحدها هي التي تكيِّفه وتخلق منه بعد وجودها إنساناً أخر؛ ويتحوَّل من حقيقته قبل الحكم وغيره من المصالح إلى حقيقة أخرى بعد أن يصبح حاكماً.

لقد انحدر الأمويون والهاشميون من أب واحد وأم واحدة، ولمَّا شبَّ وترعرع هاشم ونبغ من بين إخوته وبخاصة أمية صاحب الطموح: استحكم الصراع والعداء بينه وبين هاشم على الزعامة، ومضى يتصاعد مع الزمن واتساع شهرة هاشم إلى أن أصبح العداء أصيلاً بين الحيَّين، وبعد أن ظهر محمد بن عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله برسالته ودعوته اتسع العداء بين الحيَّين واكتسب أبعاداً جديدة؛ لأنَّ الإسلام يقضي على جميع امتيازات الحزبين

١٩٤

القرشي والأموي، وبلا شك لو أنَّ قريشاً وجدت أنَّ الإسلام لا يتعارض مع مصالحها لم تقف منه ذلك الموقف، ولو أنَّ علياًعليه‌السلام صاحب الحق الشرعي في الخلافة وقف من المهاجرين الذين استولوا على الخلافة بعد وفاة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله موقفاً أشدَّ صرامة واستمرَّ عليه، لوقفوا منه نفس الموقف الذي وقفه الحزب الأموي منه ومن ولديه الحسن والحسين وشيعتهم، ولكنَّه كان مسيَّراً لمصلحة الإسلام، وقد وجد أنَّ مصلحة الإسلام تفرض عليه أن يهادن ويسالم ويقف إلى جانبهم لإرساء قواعده وانتشاره، وما كان من الأمويين معه ومع ولديه وشيعتهم لم يكن من أجل العداء المستحكم بين الحيَّين، بل من أجل الملك والحكم الذي يغيِّر حقيقة الإنسان قريباً كان أو بعيداً، وبلا شك فإنَّ البيت العبَّاسي كان على وفاق تام مع البيت العلوي وكان يحسُّ بأحاسيسهم ويتلوَّى لِمَا أصابهم من الأمويين والزبيريين، وحينما تجسَّدت له الآمال بالوصول إلى السلطة والحكم وانهارت دولة الأمويين وتمَّت البيعة للسفَّاح تصوَّروا أن خطر أبناء عمومتهم على ملكهم من أشدِّ الأخطار، ومن أجل ذلك تتبَّعوهم بالقتل والتشريد، وقتل منهم المنصور وحده ألفاً ويزيدون، ولو كان الحسين بن علي موجوداً في عهدهم، لقتلوه وأصحابه ونساءه وأطفاله ومثَّلوا بهم كما كانوا يصنعون مع الأمويين، ولو حكم العلويون من أبناء الحسن والحسين، فلا أستبعد أن يصنعوا مع مَن يخافون منهم على حكمهم ما كان يصنعه معهم أبناء عمومتهم؛ لأنَّ المصالح - وبخاصة ما كان منها من نوع الحكم والزعامة - هي التي تكيِّف الإنسان، علويا كان أو أموياً، وتجعل منه إنساناً أخر ما لم يكن معصوماً أو حائزاً على مرتبة عالية من العدالة تجعله قادراً على التحكُّم بميوله وأهوائه، وحتّى أنَّ الزعيم الديني لا يبقى على ما كان عليه قبل الزعامة ويصبح وكأنَّه إنسان أخر بالقياس إلى ما كان عليه قبل زعامته. ومن أجل أنَّ الإنسان حينما يصل إلى الحكم والسلطة يصبح إنساناً أخر مسيَّراً لمصالحه كانت العصمة أو المرتبة العليا

١٩٥

من العدالة من الضرورات الأوَّليَّة التي لا بدَّ منها في الحاكم.

وسلام الله على الإمام الصادق الذي قال: (والله، ما ذئبان ضاريان في غنم قد فارقها رعاؤها، أحدهما في أوَّلها والآخر في آخرها، بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين المسلم).

وصدق مَن قال:

والظلم من شيم النفوس فإنْ تجد

ذا عفَّة فلعلَّةٍ لا يظلم

١٩٦

مصادر الكتاب

تاريخ الطبري

تاريخ ابن الأثير

مروج الذهب المسعودي

تاريخ الخميس الديار بكري

مقاتل الطالبيين أبو الفرج الأصفهاني

زينب الكبرى الشيخ رجب القطيفي

عيون أخبار الرضا محمد بن علي ابن بابويه

الشيعة والحاكمون الشيخ محمد جواد مُغْنِيَة

أهل البيت توفيق أبو علم

ثورة الحسين الشيخ محمد مهدي شمس الدين

بطلة كربلاء بنت الشاطئ

تاريخ ابن كثير

تاريخ أبي الفداء

١٩٧

زينب بنت علي عبد العزيز سيِّد الأهل

كتاب إبراهيم باشا لأحد المستشرقين

العراق في ظل العهد الأموي الخرطبولي

مقتل الحسين السيِّد عبد الرزَّاق المقرِّم

تاريخ اليعقوبي

النزاع والتخاصم والخطط المقريزي

الكنى والألقاب الشيخ عبَّاس القُمِّي

١٩٨

الفهرس

من وحي الثورة الحسينيَّة5

المقدِّمة7

موقف الحسين عليه‌السلام من معاوية وتحرُّكاته11

لماذا حارب الحسين يزيداً ولم يحارب معاوية؟17

موقف الحسين من بيعة يزيد بن ميسون 22

سَنة إحدى وستِّين 28

بين هجرة الرسول وهجرة الحسين 31

ما أروع يومك يا أبا الشهداء43

بطولات الشَّباب في كربلاء54

بطلة كربلاء زينب بنت علي عليه‌السلام 63

(ولئن جرَّت عليَّ الدواهي مخاطبتك، إنِّي لاستصغر قدرك)71

ما بعد مجزرة كربلاء76

لمحات عن حياة العقيلة قبل معركة كربلاء84

زواجها من عبدالله بن جعفر89

لمحات عن إسلام جعفر الطيَّار وهجرته ووفاته94

افتراءات الأمويِّين على عبدالله بن جعفر105

لمحات عن المصائب التي اعترضت حياة زينب منذ طفولتها108

مرقد العقيلة زينب بنت عليّ عليه‌السلام 114

مع الوهَّابيِّين بمناسبة الحديث عن مرقد العقيلة116

أين مرقدها إذن؟138

المآتم الحسينية ومواقف الأئمَّة منها150

صور من جرائم العبَّاسيِّين على العلويِّين 176

ستُّون شهيداً192

مصادر الكتاب 197

١٩٩