المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل

المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل0%

المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 397

المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ فيصل الخالدي الكاظمي
تصنيف: الصفحات: 397
المشاهدات: 110762
تحميل: 6812

توضيحات:

المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 397 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 110762 / تحميل: 6812
الحجم الحجم الحجم
المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل

المنبر الحسيني نشوؤه وحاضره وآفاق المستقبل

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

صلّى الله عليك يا مولاي يا أبا عبد الله(1) صلّى الله عليك يا ابن رسول الله، يا باب نجاة الأمّة، يا مظلوم كربلاء.

يا ليتنا كنا معكم - سيدي - ففوز فوزاً عظيماً

(أرى العُمر في صَرف الزمان يبيدُ

ويـذهَب لـكنْ مـا نـراه يـعودُ

فـكن رجلاً إنْ تُنضَ أثوابُ عيشهِ

رثـاثاً فـثوب الفخر منه جديدُ(2)

وإيّـاك أنْ تـشري الـحياةَ بـذلّةٍ

هـي الموت والموتُ المريحُ وجودُ

وغـيرُ فـقيدٍ مـن يـموتُ بـعزّةٍ

وكـلُّ فـتىً بـالذلِّ عـاش فـقيدُ

لـذاك نـضا ثوبَ الحياةِ ابنُ فاطم

وخاض عباب الموت وهو فريدُ(3)

ولاقى خميساً(4) يملأ الأرض زحفُةً

بـعزمّ لـه الـشُمّ الـشداد تـميدُ

تـرى لـهمُ عـند الـقراع تباشراً

كـأن لـهم يـوم الكريهة عيدُ(5)

وما برحوا عن نصرةِ الدين والهدى

إلـى أنّه تفانى جمعهم وأبيدوا)(6)

لمّا رأى السبط أصحاب الوفا قُتلوا

نادى أبا الفضل أين الفارس البطلُ

وأيـن مَـن دوني الأرواح قد بذلوا

بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا

وخلّفوا في سويدا القلب نيراناً

____________________

(1) أبو عبد الله: كنية الإمام الحسين بن عليعليه‌السلام .

(2) انضى وانتضى الثوب أي أبلاه. رثّ الثوب، أي بلي، وفي البيت حثّ على بقاء المرء مرتدياً ثوب الفخر والموقف الكريم متجدّداً حتى إذا بليت ثيابه المادّية وتمزّقت.

(3) نضا الثوب نضواً: أي نزعه، وعُباب: الأمواج. بعد أنْ حثّ الشاعر على الحياة الكريمة، استشهد بموقف الإمام الحسين - ابن فاطم - الذي نزع رداء الحياة ومضى شهيداً رغم قلّة أنصاره.

(4) الخميس: الجيش لأنّه كان مؤلّفاً من خمسة أقسام؛ المقدمة، القلب، الجناحان، المؤخّرة.

(5) القراع: الاشتباك بالحرب والكريهة معناها: الشدّة في الحرب، ومعنى البيت وهو يصف أنصار الحسين بأنّهم يفرحون عند القتال، أو عند اختيارهم للحرب، ووقوع القرّة عليهم، وكأنّ الحرب لهم عيد.

(6) الأمين، محسن: الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد، ص127 (من قصيدة للسيد سليمان الحلّي المتوفّي سنة 1211 هجرية).

٣٠١

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) (1) .

تعدّدت أوجه العبادة في الإسلام، فمنها بدَنية مثل الصلاة والصيام، ومنها عبادة ماليّة مثل الزكاة والخمس، ومنها عبادات تجمع بينهما مثل الحج..

وقد حثّ القرآن الكريم الإنسان المسلم، على مسألة الإنفاق في سبيل الله، في آيات كثيرة. والإسلام لا يعتبر الإنفاق إعانة للجهة المحتاجة من فقراء وأيتام وغيرهما فقط، بل إنّ الإنفاق يستبطن عملية تربويّة، تسمو من خلالها نفس الإنسان، وهو يسهُم في إسعاد الآخرين، ويكون من المهتمّين بأمور المسلمين.

ولهذا قامت رؤية الإسلام، على أنّ لا تتولّى الدولة الإسلامية، عملية الإنفاق فقط، بل يُسهم بها الإنسان المسلم، جنباً إلى جنب مع مسؤولية الدولة.. فينمّي حسّه الأخلاقي، وحبّه للخير. فالإسلام (لا يكتفي بالحقوق التي تنظّمها القوانين، وتنفذها الحكومات؛ لأنّ هذا الجانب في نظره ليس مجرد وسيلة لتحقيق التكافل بين الناس، بل هو أيضاً غاية من غاياته في تربية الإنسان الصالح، الجدير برضا الله ومرافقة النبيّين في جنّته)(2) .

ومن أجل تنمية الإحساس بإسعاد الآخرين، والمساهمة في ذلك، - وإنْ كانت قليلة - نجد أنّ الفقهاء يذكرون، استحباب أنْ يستخرج الفقير زكاة فطرة واحدة، - وهي التي تؤدّي في نهاية شهر رمضان - ويمرّرها على جميع أفراد أسرته ثمّ يعطيها لفقير آخر(3) .

____________________

(1) 91 سورة آل عمران.

(2) القرضاوي، يوسف: مشكلة الفقر. ص129.

(3) السيستاني، علي الحسيني: المسائل المنتخبة، ص234.

٣٠٢

ولو نظر الإنسان بعين الحقيقة، فإنّ المال الذي ينفقه هو الذي يبقى له، وأمّا ما تركه فهو لغيره فقد روي عن الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام - قوله (ما جمعت من المال فوق قوتك، فإنّما أنت فيه خازن لغيرك)(1) .

وهذا المعنى صاغه الشريف الرضي بقوله:

يـا آمـن الأيام بادر صرفها

وأعـلم بـأنّ الطالبين حثاثُ

خذ من ثرائك ما استطعت فإنّما

شـركاؤك الأيـام والـورّاث

مـا كان منه فاضلاً عن قوته

فـلـيعلمنّ بـأنّـه مـيراثُ

ولم يكتفِ القرآن الكريم، بالحثّ على مطلق الإنفاق، فجاءت هذه الآية المباركة لتقول:( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ) (2) .

نعم (إذا أعطى الإنسان، فإنّه لا يختار الأشياء التي تعافها نفسه، ويكرهها طبعه فيمنحها للآخرين؛ لأنّ ذلك ليس مظهراً للعطاء، بل هو وسيلة من وسائل التخلّص، من هذه الأشياء باسم العطاء، بل يختار الأشياء التي يحبّها ويريدها ممّا هو أثير عنده، وقريب إلى حاجاته وضروراته، فإنّ ذلك يحمل معنى التضحية التي تمثّل فيها روح العطاء السمح)(3) .

وكم كان تفاعل المسلمين الأوائل عظيماً مع القرآن وآياته، وبرامجه، في تربية الإنسان وسموّه، فقد كان الصحابي أبو طلحة (أكثر الأنصار بالمدينة مالاً، وكان أحبّ أمواله إليه بير حاء مستقبلة المسجد. وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب.

قال أنَس: فلمّا نزلت:( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ) قال أبو طلحة: يا رسول الله، إنّ الله يقول:( لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ... ) وأنّ

____________________

(1) الأبشهيني، شهاب الدين: المستطرف من كل فن مستظرف، ص174.

(2) 91 سورة آل عمران.

(3) فضل الله، محمد حسين: تفسير من وحي القرآن، 6 / 95.

٣٠٣

أحبّ أموالي إليّ بير (حاء) وأنّها لصدقة لله، أرجو بها برّها، وذخرها عند الله تعالى، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح..)(1) .

ولهذا (كان السلف إذا أحبوا شيئاً جعلوه لله.. ونقل الواحدي عن مجاهد والكلبي: إنّ هذه الآية منسوخة بآية الزكاة. وهذا في غاية البعد؛ لأنّ إيجاب الزكاة كيف ينافي الترغيب في بذلك المحبوب لوجه الله سبحانه وتعالى)(2) .

إنّ حبّ الإنسان المسلم، لله تعالى ولنيل ثوابه، يدفعه إلى مزيد من العطاء والإنفاق، وأنّنا نسمع العرب تحثّ على الإنفاق والجود والكرم كقول حاتم طي:

(فلا الجود يفني المال قبل فنائه

ولا البخل في مال الشحيح يزيدُ

فـلا تـلتمس رزقاً بعيشٍ مقترٍّ

لـكلّ غـدٍ رزقـاً يـعودُ جديدُ

ألـم تـرَ أنّ الرزق غادٍ ورائحٌ

أنّ الذي أعطاك سوف يعودُ)(3)

فإذا كان هذا الإنسان قبل الإسلام يثق بعطاء الله وعوده بالخير والرزق، فكيف يكون حال الإنسان المسلم، مع عظيم ثقته بالله، ورزقه، وعطائه؟

يقول الراغب في مفرداته: إنّ لفظ نفق الشيء، مضى ونفذ..

ثم يعقّب بقوله: (والإنفاق قد يكون في المال، وفي غيره وقد يكون واجباً أو تطوّعاً)(4) .

نعم فهناك من ينفق ماله، وهناك من ينفق من علمه، أو موقعه

____________________

(1) قطب، سيد: تفسير في ظلال القرآن، 1 / 424.

(2) الفخر الرازي، محمد بن عمر: التفسير الكبير، 8 / 135، 134.

(3) الجاحظ، عمرو بن بحر: المحاسن والأضداد، ص85.

(4) الراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، معجم مفردات ألفاظ القرآن، ص523.

٣٠٤

الاجتماعي أو الوظيفي.. وكلّما كان المؤمن أشدّ حباً لله( وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ ) (1) كان عطاؤه أوسع، وإنفاقه متعدّد الأوجه..

فالمؤمن لا يعرف حدّاً في العطاء والبذل من أجل الله.. فإذا نال البر مَن أنفق ممّا يحب من أمواله، فكيف لا ينال أعلى درجات البر، مَن لم يكتفِ ببذل ما يُحب من أمواله، بل بذل أمواله وأحبّته وأخوته ولم يبخل على الله تعالى حتى بطفله الرضيع؟

نعم هكذا وقف الحسين يوم عاشوراء وهو يقدّم الضحيّة بعد الضحيّة، والشهيد بعد الشهيد، وكلما هوى شهيد جلس عنده وهو يقرأ قوله تعالى:( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (2) .

وكان آخر مَن قدّمه الإمام الحسين طفله (الرضيع عبد الله)، الذي له من العمر ستة أشهر، فلمّا (دعا بولده الرضيع يودّعه، فأتته زينب بابنه عبد الله، وأمّه الرباب، فأجلسه في حجره يقبّله، ويقل: بُعداً لهؤلاء إذا كان جدّك المصطفى خصمهم.. ثمّ أتى نحو القوم يطلب له الماء.. فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهمٍ فذبحه... فتلقّى الحسين الدم بكفّه ورمى به نحو السما!!)(3) .

ودعـا الأقـوام يالله مـن خَـطْبٍ فظيع

نـبّؤني أأنـا الـمذنبُ أم هـذا الرضيع

لاحـظوه فـعليه شـبه الـهادي الشفيع

لا يكن شافعكم خصماً لكم في النشأتين(4)

____________________

(1) 165 سورة البقرة.

(2) 23 سورة الأحزاب.

(3) المقرّم، عبد الرزاق: مقتل الحسين، ص272.

(4) البحراني، الشيخ حسن: رياض المدح والرثاء، ص613 (من قصيدة للشيخ حسن البحراني توفّي سنة 1181 هجرية).

٣٠٥

ولنا أنْ نتصوّر الحال، التي كان عليها الحسين، وطفله الرضيع بين يديه، مخضّباً بدمه، والسهم شاكّ في رقبته!!

مـدري اشـقال قلب حسين وشجان

قـومه امـطرّحه ابـحومة الميدان

آه.. والـحرَق القلب ذبحة الرضعان

اشحاله الفوق صدره انذبح طفلين(1)

ولو تراه حاملاً طفله

رأيت بدراً يحمل الفرقدا

نسألك اللهمّ وندعوك، أنْ تقضي حوائج المحتاجين، اللهمّ اشف مرضى المسلمين.. المؤسّسون لهذا المأتم تقبّل اللهم عملهم، إلى أرواحه أمواتهم وأرواح المؤمنين والمسلمين وأرواح أموات الحاضرين رحم الله من قرأ الفاتحة مع الصلوات.

اللهم صلّ على محمد وآل محمد

ملاحظات على المحاضرة

إشارات إلى بعض النقاط الواردة في هذه الخطبة.

1 - البداية بالحمد والصلاة، ثمّ لابدّ أنْ تنتهي بلفظ (يا ليتنا كنا معكم (أو معهم) فنفوز فوزاً عظيماً)، وهو مقطع مأخوذ من حديث للإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام مع أحد أصحابه حول عاشوراء ذُكر في الفصل الثاني.

2 - بعدها تأتي القصيدة، التي يختارها خطيب المنبر الحسيني،

____________________

(1) دكسن، محمد حسن: الروضة الدكسنية، صفحة 42.

والبيتان باللهجة العراقيّة معنى البيت الأوّل: لا أدري ماذا قال قلب الحسين وكيف كان، وقومه وأصحابه مطرّحين في ميدان القتال، وأمّا البيت الثاني: وإنّ الذي أحرق القلب هو فقد الرضيع، فكيف بمَن ذُبِح له طفلان على صدره..؟! في إشارة إلى رواية تفيد بأنّ طفلين للحسين قتلا يوم عاشوراء.

٣٠٦

منسجمة مع المناسبة، أو عامّة تشمل مناسبات مختلفة، وقد يكتفي بعض خطباء المنبر الحسيني، بإنشاد بضع أبيات من قصيدة، في حين قد ينشد آخرون ما يصل إلى ثلاثين بيتاً من الشعر الرثائي. ويتدرّج الخطيب في الإنشاد مراعياً الأطوار والطرق المألوفة لدى المنبر.

3 - تبدأ المحاضرة بعنوان آية قرآنية كريمة. وقد تكون حديثاً شريفاً، أو حكمة، أو حتى بيت أو بيتان من الشعر.

4 - المحاضرة:

أ - مقدمة حول العبادات والإنفاق بالخصوص.

ب - شرح مفاهيم إسلاميّة حول الإنفاق من بعض المفكرين والكتّاب الإسلاميين.

ت - استشهاد بمقطوعتي شعر، تناسبان الموضوع مأخوذتان من مصادر أدبية عامّة.

ث - الاستفادة من أكثر من رأي، في تفسير الآية، موضوع البحث، وسبب نزولها وغير ذلك.

ج - إشارة إلى موضوع النسخ المدّعى في الآية الكريمة. وبيان حكم شرعي في زكاة الفطرة من كتاب فقهي.

إن التنوّع في المحاضرة، يختلف من خطيب لآخر، ومن مجتمع لآخر، ويعتمد على سعة ثقافة خطيب المنبر الحسيني وغزارة معلوماته، وتجربته من جهة، وطبيعة المتلقين، والمستمعين من جهة أخرى. كلّها أمور تتحكّم في نوعيّة المحاضرة، وكما أن اختيار الشواهد الأدبية والتاريخية، من الأمور التي يتمايز بها الخطباء فيما بينهم،

٣٠٧

ويمكن للمحاضرة أنْ تأخذ أبعاداً أوسع، ومجالات أدق، ولكنّها مجرّد نموذج لما يطرح على المنبر.

5 - بعد أنْ وجد خطيب المنبر الحسيني، أنّ المحاضرة قد أُحيط بجوانبها، أخذ يفكّر بكيفيّة (التخلّص) من محاضرته، ونقل المستمعين إلى أجواء كربلاء فهنا، يورد الخطيب مسألة يمهّد بها أذهان السامعين إلى نهاية محاضرته، فذكر تعليق الراغب الأصفهاني على اختلاف نوعية الإنفاق.. ثمّ راح الخطيب يعطي أمثلة عن الإنفاق، في جوانب عدّة. حتى وجد الجسر الذي يعبر عليه، إلى أحداث عاشوراء حينما ذكر أوجه الإنفاق المتعدّدة للإمام الحسينعليه‌السلام .

وحينما يذكر خطيب المنبر الحسيني، اسم الحسينعليه‌السلام أو لفظ كربلاء فإنّ المستمع يتهيّأ نفسيّا للتفاعل مع واقعة كربلاء وهنا وبعد أنْ تمّ للخطيب، نقل المستمع من المحاضرة إلى كربلاء، عليه أنْ يختار الآن حادثةً ما يركّز عليها، وهنا تتغير نبرات صوت الخطيب، حيث يبدو الشجوّ والحنين واضحاً، في رسم صورة تلك الحادثة.

وهو يعتمد على ما تنقله كتب المقتل في ذلك مستثمراً مستواه الأدبي والفنّي في تصوير الموقف فإذا اطمأنّ الخطيب، إلى وصول المستمع إلى حالة التفاعل النفسي والعاطفي، سارع إلى تفجير ذلك، بكاءً من خلال مختارات شعريّة، تناسب الحادثة تلك، من الشعر الفصيح والعاميّ الذي يلقى رواجاً في أوساط الناس وتُنشد بأسلوب حزين وصوت رقيق شجيّ.. فإذا تفاعل الجمهور مع الخطيب بالبكاء، وأدرك الخطيب أنّ المجلس قد أخذ كفايته، فعليه أنْ ينهي محاضرته ببيت، يتخلّص فيه من مجلسه وتأتي فقرة الدعاء في نهاية المطاف.

هذا مجرّد نموذج، لخطبة من خطب المنبر الحسيني، ومحاضراته، وفيها تتضح أهمية تنوّع ثقافة الخطيب واختياره الشواهد

٣٠٨

الأدبية المناسبة، وطبيعة المحاضرة، التي تُبرز مدى إحاطة الخطيب بتفاصيل أحداث كربلاء، والتي تسهّل عملية انتقاله من موضوع بحثه إلى فقرة (المصيبة).

وتتّضح مواهب الخطيب الفنّية، في تغيير نبرات الصوت، وهو يصوّر الموقف، ويناغم العواطف، بأبيات رثاء شجية يختارها من الدواوين، المختصّة بهذا النوع من الشعر، وبطرق إنشاد مؤثّرة ومعروفة، في أوساط المنبر الحسيني.

٣٠٩

٣١٠

الفصل الخامس:

المنبر الحسيني... التأهيل والمستقبل..

٣١١

٣١٢

تمهيد

بعد هذه الدراسة التي مرّت بالمنبر الحسيني، من حيث تعريفه، ونظريات نشوئه والأدوار والمراحل التي قطعها، ثمّ الوصول إلى واقع المنبر الحسيني في العصر الحديث ومدى أهميته وسعة تأثيره، في الأوساط الإسلامية الشيعية. حيث أسهمت التطوّرات التي شملت المنبر الحسيني، من خلال تراكم خبرات وجهود خطباء المنبر الحسيني عبر قرون، وبروز خطباء نوعيين استطاعوا أنْ يرتفعوا بمستوى أداء المنبر ليواجه التحديات الفكرية والثقافية التي غزت العالم الإسلامي في العصر الحديث. وأسهم - كذلك - اهتمام الطبقة الواعية من روّاد المنبر الحسيني، بالخطيب الذي يعالج على منبره مشكلات العصر، ورأي الإسلام فيها.

بالإضافة إلى عوامل أخرى، كلّها أوصلت المنبر الحسيني إلى هذا المستوى الجيّد، الذي هو عليه الآن، في أغلب الأقاليم الإسلامية الشيعية في العالم، حيث لم يعد المنبر الحسيني مقتصراً على الجانب العاطفي الحزين من واقعة كربلاء، بل راح يُعالج مختلف شؤون الحياة واهتمامات الإنسان المسلم.

وأستثني من ذلك، بعض حالات المنبر الحسيني، في مناطق

٣١٣

الأرياف والقرى، وكذلك المنبر الحسيني الموجود حالياً في أغلب مجالس لبنان، وبعض مناطق الخليج العربية حيث لا يزال يُطلَب من خطيب المنبر الحسيني، التأكيد فقط على إنشاد الشعر الرثائي، وإجادة عرض الأحداث الحزينة في واقعة عاشوراء، وذكر ما يناسبها من السيرة التاريخية.

إنّ للمنبر الحسيني بُعدَين، الأوّل: ديني تعبّدي، والثاني تثقيفي تربوي؛ لأنّ المسلم الشيعي حينما يقصد مكاناً يقام فيه منبر حسيني، فإنّما يقصد الحصول على مزيد من الأجر والثواب، يتقرّب بذلك إلى الله تعالى بمواساة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحبّاً بأهل البيتعليهم‌السلام . وهذا الجانب يُشبع مع كل خطيب حسيني؛ سَواء كان مجيداً أم لا واعياً أم غير واع.

أمّا إذا قصد هذا الإنسان، طلب المعرفة والثقافة والأفكار الإسلامية، إضافة إلى مسألة التعبّد وطلب الأجر، فليس له إلاّ الخطيب الواعي والنافع، وبهذا تمتاز المنابر الحسينية من حيث روّادها؛ فنجد المثقّفين والواعين، يقصدون خطيباً دون آخر، طلباً للاستزادة، من العلم والمعرفة والثقافة الإسلامية.

ولقد كان لبروز خطباء حسينيّين نوعيين دور كبير في رفع أداء المنبر الحسيني، وشدّ مستويات متنوعة من الأمّة كما ذكرنا.

ولمّا كان اختلاف، مستوى وعي خطباء المنبر الحسيني، وثقافتهم أمراً طبيعياً، من جانب، ومع تنوّع الحاجات وكثرة الجوانب التي تنتظر المنبر الحسيني أنْ يبحث فيها من جانب آخر، فقد برزت في عالم المنبر الحسيني عدّة مدارس منبرية تعود لعدّة من أساتذة المنبر الحسيني. حيث اكتسبت محاضراتهم المنبرية طابعاً معيناً واتجاهاً محدّداً، وأبرز هذه المدارس هي:

٣١٤

(1) مدرسة الاتجاه العلمي: حيث برَزت في أُسلوب خطابة الدكتور الشيخ أحمد الوائلي، الذي بذَل جهوداً مشكورة في سعيه لتربية جيل إسلامي، يعي الأبعاد العلمية في الإسلام وتشريعاته وأحكامه. في مرحلة كان شباب المسلمين مبهورين، بما أحرزه العالم الغربي من منجزات علمية ومكتسبات مدنية حديثة. فأخذ الشيخ الوائلي يؤكّد على الجوانب العلمية في التشريع الإسلامية، من أجل إعادة الوعي إلى الأمّة وشبابها، وعدم الانسياق وراء العالم الغربي وأفكاره.

(إنّ الإبداع الذي حقّقه الشيخ الوائلي في خطابته، أنّه غيّر طريقة الخطابة الحسينية، وفق نمطٍ جديد تَمثّل في افتتاح مجلسه بآية من القرآن الكريم، ثمّ يبدأ بالحديث عنها وتفسيرها والتوسّع في مضامينها العقائدية والاجتماعية والأخلاقية أو ما إلى ذلك من مواضيع تتّصل بالآية)(1) .

وكنت ظاهرة متابعة طلاب الجامعات لمجالس ومحاضرات الشيخ الوائلي ظاهرة واضحة في نوعية الحضور الجماهيري لتلك المجالس.

(2) مدرسة الاتجاه الروحي: حيث برز خطيب المنبر الحسيني السيد حسين الشامي(2) مؤكّداً للجوانب الروحية والتربوية وضرورة عودة الأمّة إلى قِيَمِها وأخلاقها، وعطائها الروحي

____________________

(1) الشامي، حسين برَكة: المرجعية الدينية من الذات إلى المؤسّسة، ص281.

(2) السيد حسين بن السيد هادي الشامي الكربلائي.

ولد في كربلاء عام 1341 هـ 1920م. أخذ الخطابة لنفسه اطلع كثيراً واختار طريقة الوعظ والإرشاد وبالأسلوب الشعبي ممّا لاقى قبولاً ونجاحاً كبيرين. مارس الخطابة ولا يزال يمارسها في عدّة أقاليم. (المرجاني، حيدر: خطباء المنبر الحسيني، 1 / 250).

خطيب فاضل ومؤلّف جليل، صدر له: كلمة الإنسانية العليا، زواج بلا اعوجاج، حقيقة الحجاب، (طعمة، سلمان هادي: معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء ص69).

٣١٥

والأخلاقي في مقابل التيارات المنحرفة، ومناهج الإفساد التي غزت أخلاق الأمّة، واستهدفت بناءها الروحي وقيمها الإيمانية.

(3) مدرسة الاتجاه الفكري: حيث برز خطباء رساليون، هبّوا للدفاع عن الفكر الإسلامي، في مقابل التيارات الفكرية والثقافية المخالفة للإسلام ولعقيدة الأمّة، حيث راحوا يحاكمون تلك التيارات الوافدة من إلحادية وعلمانية وغيرها، ويعطون البديل من الفكر الإسلامي الخالد؛ كي يتسلّح شباب الأمّة بما يواجهون به المدارس الفكرية الأخرى، وبرز في هذا الاتجاه الخطيب الحسيني الشيخ جعفر الهلالي، والخطيب الرسالي الشيخ عبد المجيد الصيمري.

واستقطبت كل مدرسة من هذه المدارس، مجموعة من الخطباء الحسينيين. إلاّ أنّ الاتجاه الذي ساد أخيراً، اتجاه يدعو إلى الأخذ من كل هذه المدارس الخطابية، من أجل التكامل في بناء الأمّة وتربيتها.

إنّ بروز مدارس المنبر الحسيني المتنوّعة هذه، أسهم كثيراً في رفع مستوى أبناء الأمّة، الذين يؤمّون المجالس الحسينية في مناطق العراق والخليج وأماكن أُخرى.

فالمنبر الحسيني (حين يقوم به الأكفّاء من رجال المنبر المتخصّصين في شأنه... هو مؤسّسة من أعظم المؤسّسات الإسلامية الثقافية خيراً وبركة، بما يقوم به من دور فعّال في التوعية الدينية، ونشر الثقافة الإسلامية، وبما يقوم به من الكشف عن ثروتنا الفكرية والحضارية، وبما يؤدّيه من توجيه إسلامي صحيح في غمرة التوجيهات الفكرية والعقيدية والاجتماعية، الغريبة عن تراثنا وعن حضارتنا)(1) ولهذا فإنّنا سنقف في هذا الفصل عند ثلاثة مباحث أساسية:

____________________

(1) شمس الدين، محمد مهدي: ثورة الحسين في الوجدان الشعبي، ص302.

٣١٦

المبحث الأوّل:

رسالة المنبر الحسيني ومشاريع التأهيل

رسالة المنبر الحسيني

إنّ المنبر الحسيني، لم يعد اليوم مقتصراً على سرد حوادث كربلاء، والتوقّف عند الجانب العاطفي في بعض تلك الحوادث، حيث (أصبحت مسألة الطف في المنبر الحسيني، مجرّد عنوان، بينما توسّعت مادّة المنبر، لتتناول معظم أبعاد المعرفة)(1) .

إنّ بروز العشرات من الخطباء المجيدين، وشيوع روح التنافس بينهم، لإبراز أفضل الملَكَات التي تتناول مختلف جوانب المعرفة، وأنواع حقول الثقافة الإسلامية والمعلومات العامّة، أدّى إلى قيام المنبر الحسيني بعدّة أدوار ومهمّات، وأسهَم في هذا الأداء وعي الأمّة، وحاجة الساحة إلى طرح إسلامي، يواكب التحدّيات المطروحة. ونحاول التأكيد هنا على أبرز هذه الأدوار والمهمّات وأجلاها:

1 - الدور المعلوماتي والثقافي العام

لقد شهد المنبر الحسيني، في المرحلة الأخيرة من مراحل تطوّره(2) ، توسّعاً واضحاً في نوعية اهتمامات خطباء المنبر الحسيني،

____________________

(1) الوائلي، أحمد: تجاربي مع المنبر - ص43. والطف اسم من أسماء كربلاء كما سبق بيانه.

(2) يمكن مراجعة الفصل الثالث من هذا البحث.

٣١٧

حيث راحت تطرح دراسات تاريخية وأدبية وروحية، إضافة إلى بيان المدارس المتعدّدة لتفسير القرن الكريم، وإحاطة كبيرة بسيرة النبي (صلّى الله عليه وآله) والمسلمين الأوائل من الصحابة والتابعين،إضافة إلى سيرة الأئمّة من أهل البيتعليهم‌السلام .

وكان هذا التطوّر في مادّة الطرح، قد رافقه اتّساع واضح وانتشار كبير لمجالس المنبر الحسيني، ممّا يعني بالضرورة ازدياد عدد خطباء المنبر الحسيني، وازدياد المجالس التي يقصدها المسلم الشيعي، خاصة في موسمَي شهر المحرّم وشهر رمضان الفضيل.

والذي يدرس حركة الإنسان الشيعي في شهر محرّم، وخاصة العشرة الأولى منه، يجد أنّ هناك حركة استثنائية، تجعل هذا الإنسان ينتقل من مجلس إلى آخر، ويستمع إلى خطيب بعد ثان. يساعده على ذلك عدم انقطاع أوقات المنابر الحسينية، التي تبدأ بعد صلاة الفجر، لتنتهي في ساعة متأخّرة من الليل، في مختلف المساجد والحسينيات والساحات العامّة، والبيوت الخاصة. حتى قد ورد في ترجمة أحد وجهاء مدينة النجف الأشرف، إنّه حضر في أحد أيام عاشوراء أكثر من عشرين مجلساً(1) .

إنّ وفرة المنابر الحسينية وتنوّع الخطباء في ثقافاتهم، وأساليب الطرح قد أسهمت إلى حدٍ كبير، في تثقيف الإنسان الشيعي، ثقافة متعدّدة الجوانب متنوّعة الأبعاد. ممّا هيأ لعوامّ الشيعة، أنْ ينفتحوا على كنوز المصادر الأدبية والتاريخية، ويحفظوا الكثير من الحوارات الفكرية والعقيدية، ويطّلعوا على العديد من مدارس التفسير والفقه فقد (لوحظ أثر

____________________

(1) الكاظمي، فيصل: مجلة الموسم - 30 / 151. في حديث عن المرحوم عبود الصائغ النجفي ت1418 هـ. ومن المعروف إنّ المجالس الحسينية في أيام عاشوراء ولاسيما في البيوت عادة ما تكون مجالس مختصرة؛ لأنّ الخطيب يلتزم بمجالس عديدة عليه أنْ يمرّ عليها كل يوم.

٣١٨

هذه المجالس في ثقافة طبقات العوام وأهل الحرف، فالمجالس الحسينية تشيع الأدب وتثير الفكر في كل الأمكنة وبين كل الأوساط إذ أنّها كما تعقد في الأماكن الخاصة - كالبيوت والمدارس - تعقد أيضاً في الشوارع والساحات العامّة، ولا تلتزم وقتاً معيناً، بل تعقد في كل وقت وبذلك لا يحرم منها عامل ولا صاحب حرفة ولا موظف ولا طالب علم.... هذا وظاهرة استشهاد عوام النجف بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأبيات الشعر متفشية في كل مكان، كما تنتشر بينهم ظاهرة النقاش التاريخي أو الفقهي، خلال أوقات الفراغ)(1) .

كما تترتّب فائدة أخرى، على متابعة أخبار واقعة كربلاء وتاريخها الخاص بها، حيث (إنّ في تلاوة أخبار هذه الواقعة العظيمة، وتذكّرها في كل عام فائدة عظيمة، هي الفائدة في تدوين التواريخ وحفظها وضبطها)(2) .

إنّ المنابر الحسينية، (مدرسة يسهل فيها التعلّم والاستفادة لجميع طبقات الناس، فيتعلمون فيها التاريخ والأخلاق والتفسير والخطاب والشعر واللغة وغير ذلك، وتوقّف السامع على بليغ الكلام، من نظمٍ ونثر)(3) .

نعم إنّ (مِن عطاء هذه المجالس أنّها تثقّف جميع طبقات الشعب، ومن هنا جاء المثل المتداول (إنّ عَتّال النجف قد يضاهي عالماً في غيرها)... إنّ جميع البلدان التي تقيم عزاء الحسينعليه‌السلام تجد عامّة الشعب فيها، قد تثقّف وفهِم الكثير عن التاريخ والسير والتفسير، وحفظ البعض شواهد من روائع الشعر)(4) .

____________________

(1) الموسوي، عبد الصاحب: الشيخ اليعقوبي دراسة نقدية في شعره ص11.

(2) الأمين، السيد محسن: إقناع اللائم على إقامة المأتم، ص314.

(3) المصدر نفسه ص316.

(4) رسالة شخصية بعثها الأستاذ الحاج علي محمد علي دخيل صاحب دار المرتضى للنشر في بيروت، 21 رجب 1420.

٣١٩

2 - الدور التربوي والأخلاقي

يقوم المنبر الحسيني، بدورٍ أساسيّ في تربية الأمّة، وتنشئة أبنائها على الارتباط بالقيم والمفاهيم الإيمانية والروحية. وقد ذكرنا في هذا الفصل. إنّ المدرسة الروحية كانت، من أبرز مدارس المنبر الحسيني، وإنّ ممّا يميز الشيعة في العالم، أنّهم يولون أيام عاشوراء اهتماماً بارزاً؛ ممّا ينعكس على الحالة الروحية التي يعيشها الإنسان الشيعي. فحتى غير الملتزمين دينياً منهم، يجدون أنفسهم قريبين من أجواء الهداية والالتزام، ولهذا يكثر المصلّون في المساجد أيام عاشوراء، وهناك الكثير ممّن قد اهتدى إلى طريق الالتزام الديني، بفضل المنابر الحسينية وخطبائها الذين يؤكّدون على مسائل تؤثّر كثيراً في توجيه الناس نحو طاعة الله تعالى.

مثل: إنّ الحسينعليه‌السلام لم يدَعْ الصلاة يوم عاشوراء رغم تلك الحرب القاسية والظروف الاستثنائية، حيث كان يصلّي ببعض أصحابه، فيما يقف البعض الأخر في موقف الدفاع عن المصلّيين(1) .

ولهذا يعتبر مجلس المنبر الحسيني، (نادٍ للوعظ والإرشاد، والأم بالمعروف والنهي عن المنكر، وما يجري هذا المجرى. ففيها جلب إلى طاعة الله، وإبعاد عن معصيته بأحسن الطرق وأنفعها، بما يُلقي فيها من المواعظ المؤثّرة، وقضايا الصالحين والزهّاد والعبّاد وغير ذلك)(2) .

ويقول الشيخ جعفر الشيخ باقر محبوبة(3) عن مجالس المنبر

____________________

(1) أبو مخنف، لوط بن يحيى بوقعة الطف، 323. وكذلك بقية كتب المقاتل، كمقتل الخوارزمي، واللهوف في قتلى الطفوف وغيرهما.

(2) الأمين، محسن: إقناع اللائم على إقامة المآتم - ص316.

(3) الشيخ جعفر بن الشيخ باقر بن الشيخ جواد، عالم فاضل ومؤرّخ جليل. ولد في النجف عام 1314 هـ. وأخذ علومه من شيوخ وأساتذة حوزة النجف الدينية. وحضر الدروس =

٣٢٠