أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة0%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ حكمت الرحمة
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: الصفحات: 480
المشاهدات: 67757
تحميل: 6786

توضيحات:

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 67757 / تحميل: 6786
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أخبار الآحاد) (1) . كما أنّه مدح عشرة من أئمّة أهل البيت من ضمنهم الإمام زين العابدين في كلام واحد، فقال:

( ومَن الذي يُعَدُّ من قريش أو من غيرهم ما يَعُدُّه الطالبيّون عشرة في نسق؛ كلّ واحد منهم عالمٌ، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشّحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [ العسكري ] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي [ زين العابدين ] بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم ) (2) .

13 - أبو بكر بن البرقي، أحمد بن عبد الله (ت: 270هـ):

قال في حقّ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ): ( كان أفضل أهل زمانه ) (3) .

14 - أبو حاتم، محمّد بن حبّان البستي (ت: 354هـ):

قال في ( مشاهير علماء الأمصار ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن، من فقهاء أهل البيت، وأفاضل بني هاشم، وعُبّاد المدينة... ) (4) .

15 - أبو نعيم، أحمد بن عبد الله الأصفهاني (ت: 430 هـ):

قال في ( حلية الأولياء ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، زين العابدين، ومنار القانتين، كان عابداً وفيّاً، وجواداً حفيّاً )

____________________

(1) رسائل الجاحظ: 105 - 106، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر، طبع المطبعة الرحمانيّة بمصر.

(2) المصدر نفسه: 109.

(3) نقل قوله المزّي في ( تهذيب الكمال ): 20/388، مؤسّسة الرسالة. والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ): 4/390، مؤسّسة الرسالة.

(4) مشاهير علماء الأمصار: 63، دار الكتب العلميّة.

٢٠١

ثمّ ذكر طرفاً من مكارمه وفضائله ومحاسنه وبعض أقوال أهلُ العلم في تعظيمه والثناء عليه، كما ذكر جانباً من كلماته (1) ، سلام الله عليه.

16 - محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في ( مطالب السؤول ): ( هذا زين العابدين: قدوة الزاهدين وسيّد المتّقين، وإمام المؤمنين، شيمتُه تشهد له أنّه من سلالة رسول الله(ص)، وسِمَتُهُ تثبت مقام قربه من الله زُلفى، ونفثاته (2) تسجّل بكثرة صلاته وتهجّده، وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها، درّت له أخلاف التقوى فتفوّقها، وأشرقت لديه أنوار التأييد فاهتدى بها، وأَلِفته أوراد العبادة فآنس بصحبتها، وخالفته وظائف الطاعة فتحلّى بِحِلْيَتِهَا، طالما اتّخذ الليل مطيّة ركبها لقطع طريق الآخرة، وظمأ الهواجر دليلاً استرشد به في مفازة المسافرة، وله الخوارق والكرامات ما شُوهد بالأعين الباصرة، وثبت بالآثار المتواترة، وشهد له أنّه من ملوك الآخرة ) (3) .

17 - يوسف بن فرغلي سبط ابن الجوزي (ت: 654هـ):

قال في ( تذكرة الخواص ): ( وهو أبو الأئمّة، وكنيته أبو الحسن، ويلقّب بزين العابدين، وسمّاه رسول الله (ص) سيّد العابدين...، والسجّاد، وذي الثفنات، والزكي، والأمين، والثفنات - ما يقع على الأرض من أعضاء البعير إذا استناخ وغلظ كالركبتين ونحوهما، الواحدة ثفنة - فكان طول السجود أثّر في

____________________

(1) انظر: ( حلية الأولياء ): 3/124 - 135، دار إحياء التراث العربي.

(2) هكذا في المصدر المطبوع ولعلّ الصحيح ( ثفناته ).

(3) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/84، مؤسّسة أمّ القرى.

٢٠٢

ثفناته... ) (1) .

ثمّ ذكر طرفاً من مناقبه ومحاسنه وكلماته وبعض أقوال العلماء في تعظيمه و الثناء عليه، إلى أنْ قال: ( اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها: أنّه تُوفّي سنة أربع وتسعين، والثاني: سنة اثنتين وتسعين، والثالث: سنة خمس وتسعين، والأوّل أصحّ؛ لأنّها تسمّى سنة الفقهاء: لكثرة من مات بها من العلماء، وكان سيّد الفقهاء، مات في أوّلها وتَتَابَعَ الناسُ بعده.

أسند عنه سعيد بن المسيّب، وعروة بن الزبير، وسعيد بن جبير، وعامّة فقهاء المدينة... ) (2) .

18 - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655هـ):

نقل في ( شرح نهج البلاغة ) نصّ كلام الجاحظ في ( رسائله ) مقرّاً له عليه (3) ، وقد تقدّم ذكره منّا عند نقل كلمات الجاحظ حول الإمام زين العابدين ( عليه السلام ).

19 - محيي الدين، يحيى بن شرف النووي (ت: 676 هـ):

قال في ( تهذيب الأسماء واللغات ): (... علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، المدني، التابعي، المعروف بزين العابدين رضي الله عنه،... روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمان ويحيى الأنصاري والزهري وأبو الزناد، وزيد بن أسلم وحكيم بن جبير، وابنه أبو جعفر محمّد بن علي وغيرهم، وأجمعوا على جلالته في كلّ شيء... ). وذكر مجموعة من أقوال العلماء في مدحه

____________________

(1) تذكرة الخواص: 291، مؤسّسة أهل البيت.

(2) المصدر نفسه: 298 - 299.

(3) انظر: ( شرح نهج البلاغة ): 15/ 274 و 278، دار الكتب العلميّة المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

٢٠٣

والثناء عليه (1) .

20 - أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن خِلّكان (ت: 681 هـ):

قال في ( وفيات الأعيان ): ( أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين، المعروف بزين العابدين، ويقال له عليّ الأصغر، وليس للحسين - رضي الله عنه - عقب إلاّ من وُلد زين العابدين هذا، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر، ومن سادات التابعين، قال الزهري: ما رأيتُ قرشياً أفضل منه ) (2) ، إلى أنْ قال: ( وفضائل زين العابدين ومناقبه أكثر من أنْ تُحْصَر ) (3) .

21 - شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال في ( سير أعلام النبلاء ) بعد أنْ ذكر بعض مناقبه ونُبَذَاً من أقوال العلماء في مدحه والثناء عليه: ( وكان له جلالة عجيبة، وحقّ له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمى، لشرفه، وسؤدده، وعلمه، وتألّهه، وكمال عقله. قد اشتهرت قصيدة الفرزدق - وهي سماعنا - أنّ هشام بن عبد الملك حجّ قُبيل ولايته الخلافة، فكان إذا أراد استلام الحجر زُوحم عليه، وإذا دنا عليّ بن الحسين من الحجر تفرّقوا عنه إجلالاً له، فوجم لها هشام وقال: مَن هذا؟ فما أعرفه، فأنشأ الفرزدق يقول:

هذا الذي تَعرِفُ البطحاء وطأتَه = والبيتُ يَعْرِفُهُ والحِلُّ والحَرَمُ

____________________

(1) انظر: ( تهذيب الأسماء واللغات ): 1/314 - 315، دار الفكر.

(2) وفيات الأعيان: 3/233، دار الكتب العلميّة.

(3) المصدر نفسه: 3/235.

٢٠٤

هذا ابنُ خَيْرِ عَبَادِ اللهِ كُلّهمُ = هذا التقيّ النقيّ الطَاهِرُ العَلَمُ

إذا رَأَتْهُ قُريشٌ قال قائلُها = إلى مَكَارِم هذا ينتهي الكَرمُ

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانُ رَاحَتِهَِ = رُكْن الحَطِيْمِ إذا مَا جَاء يَسْتَلِمُ

يُغضي حَيَاءً ويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ = فَمَا يُكلَّم إلاّ حِيْنَ يَبْتَسِمُ

هذا ابنُ فاطمة إنْ كنتَ جاهِلهُ = بِجَدِّهِ أنبياءُ اللهِ قَد خُتِمُوا

وهي قصيدة طويلة. قال: فأمر هشام بحبس الفرزدق... ) (1) .

وقال في ( العبر ): ( قلتُ: مناقبه كثيرة من صلواته وخشوعه وحَجّه وفَضْله رضي الله عنه ) (2) .

22 - عبد الله بن أسعد اليافعي (ت: 768 هـ):

قال في ( مرآة الجنان ) عند ذكر حوادث سنة: (94 هـ): ( وفيها توفّي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، روي عن جماعة من السلف أنّهم قالوا: ما رأينا أورع - وبعضهم قالوا - أفضل منه، منهم سعيد بن المسيّب، وقال أيضاً: بلغني أنّ علي بن الحسين كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أنْ مات... ) وبعد أنْ ذكر طرفاً من مناقبه ومحاسنه قال: ( ومناقبه ومحاسنه كثيرة شهيرة، اقتصرتُ منها على هذهِ النُبذ اليسيرة ) (3) .

23 - إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت: 774 هـ):

ترجم الإمام علي بن الحسين في كتابه ( البداية والنهاية )، ونقل فيها أقوالاً

____________________

(1) سير أعلام النبلاء: 4/398، مؤسّسة الرسالة.

(2) العِبَر في خبر مَن غبر: 1/111، مطبعة حكومة الكويت.

(3) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: 1/151 - 153، دار الكتب العلميّة.

٢٠٥

ع دّة من العلماء في مدحه والثناء عليه ، كمحمّد بن سعد والزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري وغيرهم، كما ذكر عدّة من محاسن الإمام ومناقبه وفضائله ونقل بعضاً من مواعظه، وقبساً من نور كلماته (1) .

24 - محمّد خواجه بارساي البخاري (ت: 822 هـ):

قال في ( فصل الخطاب ): ( وُلد سنة ثمان وثلاثين، وكان ثقة، مأموناً، كثير الحديث، عالياً، رفيعاً، وأجمعوا على جلالته في كلّ شيء، وقال حمّاد بن زيد: كان أفضل هاشمي أدركتُه ) (2) .

25 - أحمد بن حجر العسقلاني (ت: 852 هـ):

قال في ( تقريب التهذيب ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ثقة، ثبتٌ، عابدٌ، فقيهٌ، فاضلٌ، مشهور، قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه... ) (3) .

كما ترجمه في ( تهذيب التهذيب ) واقتصر على نقل توثيقات ومدائح العلماء للإمام ( عليه السلام ) (4) .

26 - ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ):

قال في ( الفصول المهمّة ): ( أمّا مناقبه ( عليه السلام )، فكثيرة، ومزاياه شهيرة، منها: أنّه كان إذا توضّأ للصلاة يصفرّ لونه، فقيل له: ما هذا نراه يعتادك عند الوضوء،

____________________

(1) انظر: ( البداية والنهاية ): 9/121 - 134، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) نقله القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة ): 2/454، منشورات الشريف الرضي.

(3) تقريب التهذيب: 1/411، دار الفكر.

(4) انظر: ( تهذيب التهذيب ): 5/669 - 672. دار الفكر.

٢٠٦

فيقول: ما تدرون بين يَدي مَنْ أريدُ أنْ أقوم... ) (1) .

27 - شمس الدين محمّد بن طولون (ت: 911 هـ):

قال في ( الأئمّة الاثنا عشر ): ( ورابعهم علي، رضي الله عنه وهو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، المعروف بزين العابدين، ويُقال له علي الأصغر. وليس للحسين رضي الله عنه، عقبٌ إلاّ مِن وُلد زين العابدين هذا. وهو من سادات التابعين.

قال الزهري: ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه.... وكان يُقال لزين العابدين: ابن الخيرتَين؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ( لله تعالى من عباده خيرتان، فخيرته من العرب قريش، ومن العجم فارس ) إلى أنْ قال: ( وفضائل زين العابدين ومناقبه أكثر مِن أن تُحصى ) (2) .

28 - أحمد بن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):

قال في ( الصواعق المحرقة ): ( وزين العابدين هذا هو الذي خلف أباه: علْماً، وزهداً، وعبادة، وكان إذا توضّأ للصلاة اصفرّ لونه، فقيل له في ذلك، فقال: ( أَلاَ تدرون بين يَدي مَن أقف ). وحكي أنّه كان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة )، ثمّ ذكر بعض كراماته ومحاسنه وطرفاً من أقواله عليه السلام (3) .

29 - عبد الرؤوف المُناوِيّ القاهري الشافعي (ت: 1031 هـ):

____________________

(1) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّة: 190، دار الأضواء.

(2) الأئمّة الاثنا عشر: 75 - 78، منشورات الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت.

(3) انظر: ( الصواعق المحرقة ): 302 - 304، دار الكتب العلميّة.

٢٠٧

قال في ( الكواكب الدُرِّيَّة ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين، إمامٌ سيّدٌ سندٌ، اشتهرتْ أياديه ومكارمه، وطارت في الوجود حمائمه، كان عظيم القدر، رَحِب الساحة والصدر، رأساً لجسد الرياسة، مؤمّلاً للإيالة والسياسة... وهو ثقة، ثبت، فاضل، قال الزهري وابن عيينة رضي الله عنه: ما رأينا قط قرشيّاً أفضل منه، [ روى ] عنه بنوه: محمّد، وزيد، وعمر، والزهري، وأبو الزناد وغيرهم.

قال الزهري رحمه الله: ما رأيتُ أحداً أفقه منه.

وقال ابن المسيّب: ما رأيت أورع منه، وقد جاء عنه مَنَاقب من خشوعه في وضوئه، وصلاته، ونسكه، ما يُدهِش السامع، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة حتّى مات.

قال مالك رضي الله عنه: وسُمّي زين العابدين لكثرة عبادته.

وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيّاً عليه، ووقع حريق في بيته وهو ساجد، فجعلوا يقولون له: النار، فما رفع رأسه حتّى طُفئت، فقيل له أَشَعَرْتَ بها؟

قال: ( ألهتني عنها النار الكبرى )، وكان إذا نقصه أحد قال: ( اللّهمّ إنْ كان صادقاً فاغفر لي، وإن كان كاذباً فاغفر له )، ولمّا مات وجدوه يقوت أهل مئة بيت... ) (1) .

30 - ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في ( شذرات الذهب ) عند ذكره لأحداث سنة: (94): ( وفيها [ أي تُوفِّي ] زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي... سُمّي زين العابدين لفرط عبادته، وكان وِرْده في اليوم والليلة ألف ركعة )، ثمّ ذكر بعض محاسنه وأقواله ونقل مدح وثناء بعض العلماء له كالزهري وأبي حازم الأعرج وغيرهم (2) .

____________________

(1) الكواكب الدرِّيَّة: 139، مطبعة وورسة تجليد الأنوار، مصر.

(2) انظر: ( شذرات الذهب ): 1/194، دار الكتب العلميّة.

٢٠٨

31 - محمّد بن عبد الباقي بن يوسف الزرقاني (ت: 1122 هـ)

قال في شرحه على ( موطّأ مالك ): ( علي بن حسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، زين العابدين، ثقة، ثبت، عابد، فقيه، فاضل، مشهور من رجال الجميع، قال الزهري: ما رأيتُ قرشيّاً أفضل منه ) (1) .

32 - عبد الله بن محمّد الشبراوي (ت: 1171 هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( الرابع من الأئمّة، علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه... كان رضي الله عنه عابداً، زاهداً، ورعاً، متواضعاً، حسن الأخلاق، وكان إذا توضّأ للصلاة اصفرّ لونه، فقيل له: ما هذا الذي نراه يعتريك عند الوضوء؟

فقال: ( أَمَا تدرون بين يَدي مَنْ أُريدُ أقف )، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة... ) إلى آخر ما ذكره من محاسنه ومناقبه (2) .

33 - محمّد بن الصبّان الشافعي (ت: 1206 هـ):

قال في ( إسعاف الراغبين ): ( أمّا السيّد علي زين العابدين، فهو ابن الحسين بن علي بن أبي طالب... أشهر كُنَاه: أبو الحسن، وأشهر ألقابه: زين العابدين ) إلى أنْ قال: ( [ روى ] عنه بنوه، والزهري، وأبو الزناد وغيرهم، قال الزهري وابن عيينة: ما رأينا قرشيّاً أفضل منه، وقال عنه ابن المسيّب: ما رأيتُ أورع منه.

____________________

(1) شرح الزرقاني: 1/230، دار الكتب العلميّة.

(2) انظر: ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): 135 - 143، منشورات الرضي، مصوّرة على طبعة المطبعة الأدبيّة بمصر.

٢٠٩

وقد جاء عنه من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع، وكان يصلّي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات، ولقّب بزين العابدين لكثرة عبادته وحسنها، كان شديد الخوف من الله تعالى بحيث إنّه إذا توضّأ اصفرّ لونه وارتعد. فيُقال له: ما هذا؟

فيقول: ( أتدرون بين يدَي مَنْ أقوم. .. ) ).

وذكر جملة من محاسنه ومناقبه وطرفاً من كلماته، سلام الله عليه (1) .

34 - يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ):

قال في ( جامع كرامات الأولياء ): ( علي زين العابدين، أحد أفراد ساداتنا آل البيت، وأعاظم أئمّتهم الكبار، رضي الله عنه وعنهم أجمعين... ) (2) .

35 - خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال في ( الأعلام ): ( علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي القرشي، أبو الحسن، الملقّب بزين العابدين: رابع الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، وأحد مَن كان يُضرب بهم المَثَل في الحلم والورع، يُقال له: ( علي الأصغر ) للتمييز بينه وبين أخيه ( علي الأكبر )... أُحصي بعد موته عدد من كان يقوتهم سرّا، فكانوا نحو مئة بيت، قال بعض أهل المدينة: ما فقدنا صدقة السرّ إلاّ بعد موت زين العابدين، وقال محمّد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون مِن أين معاشهم ومأكلهم، فلمّا مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به ليلاً إلى منازلهم... ) (3) .

____________________

(1) إسعاف الراغبين: 236 - 241، مطبوع على هامش نور الأبصار، طبعة دار الفكر المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: 1948م.

(2) جامع كرامات الأولياء: 2/210، المكتبة الشعبيّة، بيروت، لبنان.

(3) الأعلام: 4/277، دار العلم للملايين.

٢١٠

هذا وقد زخرتْ الكتب والمؤلّفات بترجمة الإمام زين العابدين ( عليه السلام )، وامتلأت الصحائف بذكر الأقوال في تبجيله ومدحه والثناء عليه، نكتفي بما تقدّم ذكره من الكلمات التي بيّنت - وبلا شك - إجماع العلماء والأعلام، وأهل الفن والمعرفة على عظم الإمام، وجلالة قدره وكونه أفضل، وأورع وأفقه أهل المدينة، كما أقرّ بذلك الزهري، وغيره من التابعين، وممّن تلاهم.

لذا لا نرى حاجة لتتبّع كلمات أكثر، وبإمكان القارئ المراجعة والاطلاع.

٢١١

٢١٢

الفصل الرابع

الخامس من أئمّة أهل البيت

الباقر

محمّد بن علي عليه السلام

٢١٣

٢١٤

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

بحرٌ من الفضائل، وشعلة من النور، وغصن من شجرة النبوّة، فأنّى لأحد أنْ يكتب عن الإمام محمّد الباقر ( عليه السلام )، بَقَرَ العلم وشقّه، وعرف أصله وفرعه وخَفِيَّه، جمع الفقه والديانة والسؤدد ومكارم الأخلاق، فانحنتْ الخلافةُ بين يديه تواضعاً، وقبّلت السيادةُ يديه تَشرُّفاً.

كان كوكباً متألّقاً يفيض على الدنيا بعطائه السيّال، ويمدّ البشريّة بعلمه الزاخر، فاستنار الوجود بوجوده، واستضاء الكون من بحر جوده، فصار وهجاً وضاءً ينير طريق الأجيال، ويرسو بالأمّة نحو رضا الربّ المتعال؛ لذا خلّدتْه الصحائف، بل خَلُدت الصحائف بذكره، وتشرّفت الأقلام بمدحه والثناء عليه.

وقبل أنْ نسطّر بعضاً ممّا دوّنه علماء وأعلام أهل السنّة في صحائفهم، نتعرَّض لذكر إلمامة بسيطة بحياته ( عليه السلام )، فنقول:

-هو: محمّد بن علي زين العابدين، بن الحسين الشهيد، بن علي بن أبي طالب، عليهم جميعاً سلام الله ورضوانه.

-أمُّهُ: أمّ عبد الله، فاطمة بنت الحسن ( عليه السلام ) (1) ، كانت من سيّدات النساء، يسمّيها الإمام زين العابدين ( الصدّيقة ) (2) ، وكان يقول عنها إمامنا الصادق ( عليه السلام ): ( كانت صدّيقة، لم تُدرَك في آل الحسن امرأة مثلها ) (3) .

____________________

(1) إعلام الورى للطبرسي: 1 / 498، مؤسّسة آل البيت.

(2) الدرّ النظيم لجمال الدين الشامي: 603، مؤسّسة النشر الإسلامي.

(3) أصول الكافي للكليني: 1 / 542، دار التعارف للمطبوعات.

٢١٥

-وُلد ( عليه السلام ): بالمدينة سنة: سبع وخمسين من الهجرة (57 هـ) (1) .

-يُكنّى ( عليه السلام ): بأبي جعفر.

-وأشهر ألقابه: الباقر (2) .

-تسلّم إمامة المسلمين: عند وفاة أبيه زين العابدين في سنة: (95 هـ)، وكان له من العمر ثمان وثلاثون سنة.

-عاصر في أيّام إمامته: خمسة من حكّام بني أميّة، وهم: الوليد بن عبد الملك، سليمان بن عبد الملك، عمر بن عبد العزيز، يزيد بن عبد الملك، هشام بن عبد الملك.

-بذر الإمام الباقر ( عليه السلام ): النواة الأولى لبلورة ونشر الرسالة الإسلاميّة الحقّة المتمثّلة في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام )، فعقد في مسجد المدينة المنوّرة حلقات الدروس المختلفة في الفقه والتفسير والحديث وغيرها، وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوهُ التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين.

وقد سمّي ( عليه السلام ) بالباقر؛ لأنّه بقر العلم أي شقّه وعَرَف أصله وخفيّه.

-رحل إمامنا الباقر ( عليه السلام ): في سنة: (114 هـ) (3) .

-دُفِنَ ( عليه السلام ): في مقبرة البقيع في مدينة الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إلى جانب أبيه زين العابدين ( عليه السلام )، وعمّ أبيه الحسن بن علي ( عليه السلام ) (4) .

____________________

(1) الإرشاد للمفيد: 2 / 158، مؤسّسة آل البيت.

(2) انظر: ( مطالب السؤول ): 2 / 100، مؤسّسة أمّ القرى.

(3) الإرشاد للمفيد: 2 / 158، مؤسّسة آل البيت.

(4) إعلام الورى للطبرسي: 1 / 498، مؤسّسة آل البيت.

٢١٦

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السنّة

نستعرض فيما يلي جانباً من كلمات علماء، وأعلام أهل السنّة، وهي تشيد بمقام الإمام الباقر ( عليه السلام )، وتبيّن جلالة قدره وعظمَ منزلته:

1 - محمّد بن سعد الزهري (ت: 230 هـ):

قال عن الإمام الباقر ( عليه السلام ): ( محمّد من الطبقة الثالثة من التابعين من المدينة، كان عابداً، عالماً، ثقة ) (1) ، وقال أيضاً: ( كان ثقة كثير الحديث ) (2) .

2 - الإمام أحمد بن حنبل (ت: 241 هـ):

علّق الإمام أحمد بن حنبل على سندٍ فيه الإمام علي الرضا، عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمّد الباقر، عن أبيه علي زين العابدين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، عن الرسول الأكرم صلوات الله عليهم أجمعين، قائلاً: ( لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جُنَّتِهِ ) (3) .

3 - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250 هـ):

قال عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في ( رسائله ) عند ذكره الرد عمّا فخرت به بنو أميّة على بني هشم ما نصّه: (... وهو سيّد فقهاء الحجاز، ومنه ومن ابنه جعفر تعلّم الناس الفقه، وهو الملقّب بالباقر، باقر العلم، لقّبه به رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولم

____________________

(1) نقله سبط ابن الجوزي في ( تذكرة الخواص ): 302، مؤسّسة أهل البيت.

(2) نقل قوله ابن كثير في ( البداية والنهاية ): 9 / 338، مؤسّسة التاريخ العربي.

(3) أورده ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة): 310، دار الكتب العلميّة.

٢١٧

يُخلَق بعد، وبشّر به، ووعد جابر بن عبد الله برؤيته، وقال: ( ستراه طفلاً، فإذا رأيتَه فأبْلِغْهُ عنّي السلام )، فعاش جابر حتّى رآه، وقال له ما وصّى به ) (1) .

كما أنّه مدح عشرة من أئمّة أهل البيت، ومِن ضمنهم الإمام الباقر ( عليه السلام ) في كلام واحد، فقال: ومَنِ الذي يُعَدُّ مِن قريش أو من غيرهم ما يَعُدُّه الطالبيّون، عشرة في نَسَق؛ كلّ واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مرشّحون: ابن ابن ابن ابن. هكذا إلى عشرة وهم: الحسن [ العسكري ] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد [ الباقر ] بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بيوت العجم ) (2) .

4 - الحافظ أبو نعيم الأصفهاني (ت: 430 هـ):

قال في ( حلية الأولياء وطبقات الأصفياء ): ( ومنهم الحاضر الذاكر، الخاشع الصابر، أبو جعفر محمّد بن علي الباقر، كان من سلالة النبوّة، وممّن جمع حسب الدين والأبوّة، تكلّم في العوارض والخطرات، وسفح الدموع والعبرات، ونهى عن المراء والخصومات ) (3) .

5 - الفخر الرازي (ت: 604 هـ):

قال عند تفسيره لمعنى الكوثر: ( والقول الثالث: الكوثر أولاده.... فالمعنى أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظر كم قُتل من أهل البيت ثُم العالَم

____________________

(1) رسائل الجاحظ: 108، جَمَعَهَا ونَشَرَهَا حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر.

(2) المصدر نفسه: 109.

(3) حِلْيَة الأولياء: 3 / 166، دار إحياء التراث العربي.

٢١٨

ممتلئ منهم، ولم يبقَ من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به، ثمّ انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر، والصادق، والكاظم، والرضا ( عليهم السلام )... ) (1) .

6 - محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ):

قال في ( مطالب السؤول ): ( هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، ومتفوّق درّه وواضعه، ومنمّق درّه وراضعه (2) ، صفا قلبه، وزكا عمله، وطَهُرَت نفسه، وشَرُفَت أخلاقه، وعمرت بطاعة الله أوقاته، ورسخت في مقام التقوى قدمُه، وظهرتْ عليه سمات الازدلاف، وطهارة الاجتباء، فالمناقب تَسْبِقُ إليه، والصفات تَشْرَف به ) (3) .

7 - سبط ابن الجوزي (ت: 654 هـ):

قال في ( تذكرة الخواص ): ( هو أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب... وإنّما سمِّي الباقر؛ من كثرة سجوده، بقر السجودُ جبهتَه أي فتحها ووسّعها، وقيل لغزارة علمه.

قال الجوهري في ( الصحاح ) التبقّر: التوسّع في العلم، قال: وكان يُقال لمحمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) الباقر، لتبقّره في العلم، ويسمّى الشاكر والهادي.

وقال ابن سعد: ( محمّد من الطبقة الثالثة من التابعين من المدينة. كان عالماً

____________________

(1) تفسير الفخر الرازي: مجلّد16، ج32 / 125، دار الفكر.

(2) هكذا في المتن المطبوع، ولعلّ الصحيح: ومتفوّق دَرّه وراضعه، ومنمّق درّه وواضعه؛ لأنّه يُقال تفوّق الدّر أي شربه، ونمّق الدُّر أي حسّنه، والدَّر - بالفتح - هو الحليب، والدُّر - بالضم - هو اللؤلؤ.

(3) مطالب السؤول: 2 / 100، مؤسّسة أمّ القرى.

٢١٩

عابداً ثقة ).

روى عنه الأئمّة: أبو حنيفة وغيره...

قال عطاء (1) : ( ما رأيتُ العلماء عند أحدٍِ أصغر علماً منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحَكَم عنده كأنّه مغلوب، ويعني بالحَكَم: الحَكَم بن عُيَيْنَة، وكان عالماً نبيلاً جليلاً في زمانه ) (2) .

8 - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655 هـ):

نقل في ( شرح نهج البلاغة ) نصّ ما تقدّم ذكره من كلام الجاحظ مقِرّاً له على ذلك (3) .

9 - محمّد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي (ت: 671هـ):

قال في تفسيره عند تعرّضه للآية: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً. .. ) : ( بقرة ) البقرة: اسم للأنثى، والثور اسم للذكر، مثل: ناقة وجمل، وامرأة ورجل... وأصله من قولك: بقرَ بطنَه، أي شقّه، فالبقرة تشقُّ الأرض بالحرث وتثيره، ومنه الباقر لأبي جعفر محمّد بن علي زين العابدين؛ لأنّه بقرَ العلم وعرف أصله، أي شقّه ) (4) .

10 - أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي (ت: 676 هـ):

قال في ( تهذيب الأسماء واللغات ) عن الإمام الباقر ( عليه السلام ): (... سميّ بذلك

____________________

(1) هكذا في المتن المطبوع، ولعلّ الصحيح: ( عبد الله بن عطاء )، كما أورده اليافعي وابن العماد.

(2) تذكرة الخواص: 302، مؤسّسة أهل البيت.

(3) انظر: ( شرح نهج البلاغة ): 15 / 277 و278، دار الكتب العلميّة، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

(4) تفسير القرطبي: 1 / 483، دار الكتاب العربي.

٢٢٠