أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة0%

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: كتب متنوعة
الصفحات: 480

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ حكمت الرحمة
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
تصنيف: الصفحات: 480
المشاهدات: 67739
تحميل: 6782

توضيحات:

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 67739 / تحميل: 6782
الحجم الحجم الحجم
أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنة

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الكوثر للمعارف الإسلاميّة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

خلفاءه الاثني عشر هم من أهل بيته الطاهرين، وبذا يتّضح الحال ويتبيّن المقصود، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أنْ هدانا الله.

* الحديث الثالث: حديث السفينة:

و هو قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ): ( مَثَلُ أهل بيتي مثل سفينة نوح مَن ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غَرِق ).

و هذا الحديث رواه عدّة من الصحابة منهم:

- علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

- أبو ذر الغفاري.

- أبو سعيد الخدري.

- ابن عبّاس.

- عبد الله بن الزبير.

- وأنس بن مالك.

واستفاضت طرق نقل الحديث إليهم، ووقفنا على ستّة طرق مختلفة في طبقاتها وعدّة طرق أخرى تتداخل في بعض طبقاتها (1) . وهذه الطرق بضمّ بعضها إلى بعض ترفع الحديث إلى درجة الصحّة ومِن دون حاجة إلى ملاحظة لآحاد رواة أسانيده؛ ولذا قال الحافظ السخاوي في ( استجلاب ارتقاء الغرف ) بعد أنْ ذكر طرقاً عديدة للحديث: وبعض هذه الطرق يقوِّي بعضاً (2) .

- وقال ابن حجر الهيتمي في ( صواعقه ): ( وجاء من طرق كثيرة يقوّي بعضها

____________________

(1) انظر الحديث في: ( فضائل الصحابة ) لأحمد بن حنبل: 2 / 785، مؤسّسة الرسالة و ( المصنف ) لابن أبي شيبة: 7 / 503، دار الفكر. و ( المعجم الكبير ) للطبراني: 3 / 44 - 45، دار إحياء التراث، و ( المعجم الأوسط ): (4/10) و (5 / 306 - 355) و (6/85)، دار الحرمين. و ( المعجم الصغير ): (1/193) و(2/22)، دار الكتب العلميّة. و ( المستدرك ) للحاكم: (2/343) و (3/151)، دار المعرفة، وتاريخ بغداد: 12 / 91، دار الكتب العلميّة. و ( الحلية ) لأبي نعيم: 4 / 306، دار الكتاب العربي، و ( تاريخ الخلفاء ) للسيوطي: 209، دار الكتاب العربي. و ( مجمع الزوائد ) للهيثمي: 9 / 168، دار الكتب العلميّة.

(2) استجلاب ارتقاء الغرف بحبّ أقرباء الرسول وذوي الشرف: 2 / 484، دار البشائر.

٨١

بعضاً: ( مَثَلُ أهل بيتي )، وفي رواية: ( إنّما مثل أهل بيتي )، وفي أخرى: ( إنّ مَثَل أهل بيتي )، وفي رواية: ( أَلاَ إنّ مَثَل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه، مَن ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غَرِق )، وفي رواية: ( مَن ركبها سلم، ومَن تركها غَرِق، وأنّ مَثَل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل، مَن دخله غُفِرَ له. .. ) (1) .

- وعَقَدَ السمهودي في ( جواهر العقدين ) باباً أسماه: ( ذكر أنّهم أمان الأمّة، وأنّهم كسفينة نوح عليه الصلاة والسلام، مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق ) (2) . وذكر طرقاً عديدة للحديث، ثمّ قال: ( وهذه الطرق يُقوّي بعضها بعضاً ) (3) .

فالحديث صحيح ولا غبار عليه، وقد صحّحه الحاكم في ( المستدرك )، كما تتبّع السيّد الميلاني - وهو من علماء الشيعة الإماميّة - أكثر من طريق للحديث، وأثبت صحّتها على مباني أهل السنّة (4) .

ودلالة الحديث على وجوب التمسّك بأهل البيت، وضلالة وهلاك المتخلّف عنهم أوضح مِن أنْ تُبيَّن، فالحديث يدلّ على إمامة أهل البيت كما يدلّ على عصمتهم من الزلل، وإلاّ لو كانوا يُخطئون لَمَا قال الرسول بأنّ مَن رَكِبَ في سفينتهم نجا، فنجاة مَن يركب سفينة أهل البيت، تدلّ على أنّ المشار إليهم لا يفارقون الشريعة المقدّسة في كلّ حركاتهم وسكناتهم، فهذا

____________________

(1) الصواعق المحرقة: 352، دار الكتب العلميّة.

(2) جواهر العقدَين: 259، دار الكتب العلميّة.

(3) المصدر نفسه: 261.

(4) انظر: ( دراسات في منهاج السنّة لمعرفة ابن تيمية ): 299 - 303.

٨٢

الحديث يصبّ في مجرى واحد مع حديث الثقلين وحديث الاثني عشر خليفة المتقدِّمين، وله نفس الدلالات المتقدّمة هناك، فتأمّل واغتنم.

وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) داخل فيمَن يجب ركوب سفينتهم؛ لأنّه سيّد العترة بلا خلاف.

* الحديث الرابع: قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ): ( النجوم أمانٌ لأهل السماء وأهل بيتي أمانٌ لأمتي ).

رُوي هذا الحديث بألفاظ متقاربة مع بعض الزيادات المتفاوتة عن جمع من الصحابة منهم:

- علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).

- وابن عبّاس.

- وسلمة بن الأكوع.

- وجابر بن عبد الله الأنصاري، وغيرهم.

وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في ( فضائل الصحابة ) (1) والطبراني في ( المعجم الكبير ) (2) والحاكم في ( المستدرك ) في مواضع ثلاثة (3) . والروياني في ( مسنده ) (4)، وعزاه السخاوي أيضاً إلى مسدّد، وابن أبي شيبة، وأبي يعلى في مسانيدهم (5) .

والحديث مضافاً إلى اعتباره عند جمع من علمائهم، فإنّ له طرقاً عديدة يقوّي بعضها بعضاً.

____________________

(1) فضائل الصحابة: 2 / 671، مؤسّسة الرسالة.

(2) المعجم الكبير: 7 / 22، دار إحياء التراث.

(3) المستدرك على الصحيحين: (2 / 448) و (3 / 149) و (3 / 457)، دار المعرفة.

(4) مسند الروياني: 2 / 258، مؤسّسة قرطبة.

(5) انظر: ( استجلاب ارتقاء الغرف ) للسخاوي: 2 / 477، دار البشائر الإسلاميّة.

٨٣

وممّن صرّح باعتباره:

- الحاكم في ( المستدرك )، حيث قال بصحّته (1) .

- وكذا ابن حجر الهيتمي في ( صواعقه ) (2) .

- وحسّنه السيوطي في الجامع الصغير.

- وأشار المنّاوي إلى كثرة طرقه في ( فيض القدير ) (3) .

وعقد السخاوي في كتابه ( استجلاب ارتقاء الغرف ) باباً أسماه: ( باب الأمان ببقائهم والنجاة في اقتفائهم ) (4)، وذكر فيه نحواً من طرق الحديث المتقدّم، ممّا يدلّ على اعتباره عنده وثبوته لديه، وكذا السمهودي في ( جواهر العقدين ) عقد باباً أسماه: ( ذِكْر أنّهم أمان الأمّة، وأنّهم كسفينة نوح عليه الصلاة والسلام، مَن ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غرق ) (5) ، وذكر فيه جملة من الأحاديث الدالّة على ذلك؛ ممّا يدل على اعتبار ذلك عنده أيضاً، خصوصاً أنّه جزم فيما تقدّم بأنّهم أمان لأهل الأرض عند تعليقه على حديث الثقلين، حيث قال: ( إنّ ذلك يفهم وجود مَن يكون أهلاً للتمسّك من أهل البيت والعترة الطاهرة في كلّ زمان وجدوا فيه إلى قيام الساعة، حتّى يتوجّه الحثّ المذكور إلى التمسّك به، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا - كما سيأتي - أماناً لأهل الأرض، فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض ) (6) .

____________________

(1) المستدرك على الصحيحَين: (2 / 488) و(3 / 149)، دار المعرفة.

(2) الصواعق المحرقة: 351، دار الكتب العلميّة.

(3) فيض القدير شرح الجامع الصغير: 6 / 386، دار الكتب العلميّة.

(4) استجلاب ارتقاء الغرف: 2 / 477، دار البشائر.

(5) جواهر العقدَين: 259، دار الكتب العلميّة.

(6) المصدر نفسه: 244.

٨٤

فتحصّل أنّ حديث الأمان الوارد في أهل البيت حديثٌ معتبرٌ وله طرق متعدّدة:

- أمّا دلالته على وجوب التمسّك بأهل البيت فلا خلاف فيها؛ إذ لا معنى لكونهم أماناً لأهل الأرض ومع ذلك تجوز مخالفتهم والسير على غير طريقتهم. قال المنّاوي في ( فيض القدير ): عند شرحه للحديث المذكور: ( شبَّههم بنجوم السماء وهي التي يقع بها الاهتداء وهي الطوالع والغوارب والسيارات والثابتات، فكذلك بهم الاقتداء وبهم الأمان من الهلاك ) (1) .

- ومن وجوب التمسّك بهم والسير وِفق منهجهم وكونهم أماناً لأهل الأرض يتّضح أمر عصمتهم وعدم مخالفتهم للشريعة؛ إذ مع احتمال خطئهم ومخالفتهم للشريعة لا يتحقّق الأمان معهم.

- و الحديث له دلالات أخرى لا تخفى على النبيه، فهو يصبّ في مجرى واحد مع حديث السفينة وحديث الثقلين المتقدّمين.

* الحديث الخامس: قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لعلي وفاطمة والحسن والحسين: ( أنا حرب لِمَنْ حاربكم، وسلمٌ لمَنْ سالمكم ) .

- أخرج هذا الحديث الإمام أحمد بن حنبل في ( مسنده ) : من طريق أبي هريرة (2) .

- وأخرجه ابن ماجة في ( سننه ) من طريق زيد بن أرقم بلفظ: ( أنا سلمٌ لمَن سالمتم وحرب لمَن حاربتم ) (3) .

- وأخرجه الترمذي في ( سننه ) بلفظ: ( أنا

____________________

(1) فيض القدير شرح الجامع الصغير: 6 / 386، دار الكتب العلميّة.

(2) مسند أحمد: 2 / 442، دار صادر.

(3) سنن ابن ماجة: 1 / 52، دار الفكر.

٨٥

حرب لِمَنْ حاربتم، وسلم لِمَنْ سالمتم ) (1) .

كما أخرج الحديث كلّ مِن:

ابن أبي شيبة في ( المصنف ) (2) وابن حبّان في ( صحيحه ) (3) ، والطبراني في ( الكبير ) (4) و ( الأوسط ) (5) و ( الصغير ) (6)، والخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد ) (7) ، وابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (8) ، وغيرهم.

وهو من الأحاديث المعتبرة عند أهل الفن، فقد أخرجه الحاكم من طريق أبي هريرة وقال: ( هذا حديث حسن... ) وذكر له شاهداً، وهو حديث زيد بن أبي أرقم المتقدّم، ووافقه الذهبي في ( التلخيص ) على ذلك؛ إذ سكت عن تحسينه للحديث، وذكر حديث زيد بن أبي أرقم بعنوان شاهد له أيضاً (9) ، كما أخرج الحديث ابن حبّان في ( صحيحه ) كما تقدّم، ومعلوم من مقدّمة ابن حبّان في كتابه أنّه لا يخرّج إلاّ الصحيح.

و الحديث أيضاً موجود في كتاب ( مشكاة المصابيح ) (10) للخطيب

____________________

(1) سنن الترمذي: 5 / 360، ما جاء في فضل فاطمة، دار الفكر.

(2) المصنف: 7 / 512، دار الفكر.

(3) صحيح ابن حبّان: 15 / 434، مؤسّسة الرسالة.

(4) المعجم الكبير: (3 / 40، الأحاديث: 2619 - 2620 - 2621) و (5 / 184)، دار إحياء التراث.

(5) المعجم الأوسط: (3 / 179) و (5 / 182) و(7 / 197)، دار الحرمين.

(6) المعجم الصغير: 2 / 3، دار الكتب العلميّة.

(7) تاريخ بغداد: 7 / 144، دار الكتب العلميّة.

(8) تاريخ دمشق: (13 / 218 - 219) و (14 / 144 - 157 - 158)، دار الفكر.

(9) انظر: ( المستدرك على الصحيحَين ) وبهامشه تلخيص الذهبي: 3 / 149، دار المعرفة.

(10) مشكاة المصابيح: باب مناقب أهل بيت النبي، الفصل الثاني: 3 / 1735، المكتب الإسلامي.

٨٦

التبريزي تبعاً لوجوده في ( المصابيح ) للبغوي، ومعلوم أيضاً من مقدّمة البغوي في ( المصابيح ) أنّه إذا لم يشر إلى ضعف الحديث وكان موجوداً في كتب ( السنن ) فهو من الحسان عنده.

مضافاً إلى أنّ الحديث روي بطريق ثالث، أيضاً بلفظ يقرب من ذلك وليس فيه الحسنان؛ لأنّهما لم يولدا بعد، فقد أخرج الحافظ عمر بن شاهين المتوفّى سنة (385هـ) في ( فضائل سيّدة النساء ) بسنده إلى أبي سعيد الخدري قال: ( لمّا دخل علي بفاطمة جاء النبي صلّى الله عليه وسلّم أربعين صباحاً إلى بابها فيقول: ( أنا حرب لمَن حاربتم، وسِلْمٌ لمَنْ سالمتم ) ) (1) .

فالنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إذن، كان يكرّر هذه العبارة على هذا البيت الطاهر قبل ولادة الحسنَين وبعد ولادتهما، فماذا يعني ذلك؟ وماذا يريد الرسول أنْ يقول للأمّة؟

لا يشكّ أحدٌ بأنّ الحديث يدلّ صراحة على عظم مقام أبناء هذا البيت وعلوّ درجاتهم؛ بحيث صار المحارِب لهم محارباً لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، ومعلوم أنّ المحارب لرسول الله إنّما هو محارب للإسلام المحمّدي ومحارب لله عزّ وجلّ.

فالرسول، إذن، جعلهم مداراً ومعياراً يُعرف من خلاله مَن حارب الإسلام ومَن يكون معه في سِلْم، بل ويعرف من خلاله مَن يسير على خطّ الإسلام وينهج نهجه؛ فإنّهم ( عليهم السلام ) الممثّلون الحقيقيّون للإسلام بعد النبي، فهم الثقل الأصغر، وعِدْل القرآن، وهم السفينة، وهم أمان هذه الأمّة، فكان طبيعيّاً ومن

____________________

(1) فضائل سيّدة النساء: 29، مكتبة التربية الإسلاميّة، القاهرة.

٨٧

دون حاجة إلى تصريح من النبي، بأنّ مَن حاربهم حاربه ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )؛ فإنّه ممثّل الإسلام وحامل رايته، وحرب خلفائه ورافعي رايته إنّما هي حرب له ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وحرب لرسالته المقدّسة.

لكنّ النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أراد أنْ يلقي الحجّة على الجميع ولا يترك فراغاً ليتسلّل منه الشكّ لمَن أراد أنْ يحرِّف الكلم عن مواضعه، ومع ذلك، ومع هذا التصريح الذي لا يقبل التأويل نرى اليوم من يقول: إنّ يزيد أمير المؤمنين رغم أنوفكم، مع أنّه أرسل جيوشه لقتال الحسين ( عليه السلام )، ولعلماء أهل السنّة فيه كلمات ذمّ صريحة، وكذا لا يفوتنا هنا أنْ ننوّه مجدداً إلى أنّ نظرية عدالة الصحابة بأجمعهم لا يمكن أنْ تصمد وتواجه التراث الصحيح المروي عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، فالسيّدة عائشة وطلحه والزبير قاتلوا عليّاً ( عليه السلام ).

والصحابي معاوية قاتل عليّاً في صفّين، وجيَّش الجيوش لمقاتلة الحسن.

أفليست هذه الحروب حرباً لرسول الله بنصّ الحديث المتقدّم؟ بل أَلاَ يمكن القول إنّ الرسول كان يُخبر عن الغيب وينبّه المسلمين إلى طريق الحقّ عند وقوع الفتنة.

* الحديث السادس: حديث الصلاة على أهل البيت:

لا يخفى على كلّ مسلم أنّ الله سبحانه وتعالى قَرَنَ الصلاة على نبيِّه بالصلاة على أهل بيته الطاهرين، والأحاديث النبويّة صريحة في ذلك متّفق على صحّتها بين علماء المسلمين، وأخرجها أكابر أئمّة الحديث.

فقد أخرج مسلم في ( صحيحه ) ( باب الصلاة على النبي بعد التشهّد ) بسنده إلى أبي مسعود الأنصاري: قال: ( أتانا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،

٨٨

ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أنْ نصلّي عليك (1) يا رسول الله فكيف نصلّي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى تمنّينا أنّه لم يسأله، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قولوا: ( اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركتَ على آل إبراهيم في العالمين إنّك حميد مجيد ) ) (2) .

وتقدّم منّا ذكْر حديث كعب بن عجرة الذي أخرجه البخاري في ( صحيحه ) (3) .

والحديث موجود في أمّهات الكتب بألفاظه المختلفة كـ ( مسند أحمد ) (4) و ( المصنف ) (5) لعبد الرزاق الصنعاني، و ( المصنف ) لابن أبي شيبة (6) ، وغيرها الكثير الكثير، فلا داعي لذكرها مع اشتهار الحديث ووجوده في الصحيحين.

والحديث فيه مضامين عالية ودلالات عظيمة تبرز مقام أهل البيت السامي، فالآية ظاهرة في وجوب الصلاة على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فقط، ( يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، لكنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) حينما علّم

____________________

(1) يعني بقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) .

(2) صحيح مسلم: 1 / 305، دار الفكر.

(3) انظر: ( صحيح البخاري ): 4 / 118، دار الفكر.

(4) مسند أحمد: 5 / 274 - 353، دار صادر.

(5) المصنف: 2 / 212 - 213، نشر المجلس العلمي.

(6) المصنف: 2 / 391، دار الفكر.

٨٩

أصحابه بمراد الآية عمّم الأمر بالصلاة، ليكون شاملاً لأهل بيته ( عليهم السلام )، ومعلوم أنّ الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يسمو في كلّ تصرفاته بعيداً عن العواطف الشخصيّة والمؤثّرات الدنيويّة، بل هو رسول الهدى لا ينطق عن الهوى إنْ هو إلا وحيٌ يُوحى.

ولا يفوتني أنْ أنبّه القارئ بعد أنْ رأى الخبر الصحيح في كيفيّة الصلاة على النبي أنْ لا يُغفل ذكر الآل، وأنْ يستمع إلى أقوال العلماء وينظر في كتبهم ويرى هل يصلّون على الآل كما أمر النبي؟ (1) .

ولا شكّ بأنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) داخل فيمَن أمرنا بالصلاة عليهم؛ لأنّه سيّد العترة بلا ريب، فصلوات الله وسلامه عليه.

* الحديث السابع: قول الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وهو آخذ بيد الحسن والحسين عليهما السلام: ( مَن أحبّني وأحبّ هذَين وأباهما وأمّهما، كان معي في درجتي يوم القيامة ).

و هذا الحديث من الأحاديث المعتبرة عند أهل السنّة أيضاً، فقد حسَّنه:

- الترمذي في ( سننه ) (2).

- وشمس الدين بن الجزري في ( أسنى المطالب ) (3).

- وأحمد محمّد شاكر في تحقيقه على ( مسند أحمد ) (4) .

والحديث أخرجه

____________________

(1) بل الغريب، أنّ مسلماً في ( صحيحه ) حتّى في نقله لهذه الرواية التي تُعلّم المسلمين كيفيّة الصلاة على النبي وأنّها بضم الآل إليه؛ نراه يصلّي على النبي من دون ذكر الآل!!. وما عِشْتَ أراك الدهرُ عجباً.

(2) سنن الترمذي: 5 / 305، دار الفكر.

(3) أسنى المطالب: 121.

(4) مسند أحمد: 1 / 412، دار الحديث، القاهرة.

٩٠

جمع من المحدّثين والحفّاظ، منهم:

- الترمذي في ( سننه ) (1) .

- وعبد الله بن أحمد في زوائده على ( المسند ) (2).

- والدولابي في ( الذرِّيَّة الطاهرة النبويّة ) (3) .

- والطبراني في ( المعجم الصغير ) (4) .

- والخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد ) (5) ، وغيرهم.

و دلالة الحديث صريحة في رفعة مقامهم وسموّ منزلتهم وعظيم درجتهم عند الله سبحانه وتعالى.

* الحديث الثامن: قول النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ): ( والذي نفسي بيده لا يبغضنا - أهل البيت - أحدٌ إلاّ أدخله اللهُ النارَ ).

أخرج هذا الحديث الحاكم في ( المستدرك ) بسنده إلى أبي سعيد الخدري وقال عنه: ( هذا الحديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه )، وأقرّه الذهبي (6) . وأخرجه ابن حبّان في ( صحيحه ) (7) وعزاه السيوطي في ( الدرّ المنثور ) إلى أحمد أيضاً (8) .

وأورد الحديث وصحّحه السيّد حسن السقاف في ( صحيح شرح العقيدة

____________________

(1) سنن الترمذي: 5 / 305، دار الفكر.

(2) مسند أحمد: 1 / 77، دار صادر.

(3) الذرية الطاهرة النبويّة: 119، الدار السلفيّة، الكويت.

(4) المعجم الصغير: 2 / 70، دار الكتب العلميّة.

(5) تاريخ بغداد: 13 / 289، دار الكتب العلميّة.

(6) المستدرك وبهامشه تلخيص الذهبي: 3 / 150، دار المعرفة.

(7) صحيح ابن حبّان: 15 / 435، مؤسّسة الرسالة.

(8) الدر المنثور: 7 / 349، في ذيل آية المودّة، دار الفكر.

٩١

الطحاويّة ) (1) ، وقال بعده:

( وقد نصّ على محبّة العترة جمهورُ أهل السنّة والجماعة، لكنّها بقيتْ مسألة نظريّة لم يطبّقها كثيرون، فهي مفقودة - حقيقة - في أرض الواقع، وهذا ممّا يؤسف له جدّ الأسف، وقد حاول النواصب وهم المبغضون لسيّدنا علي رضوان الله عليه ولذرِّيَّته - وهم عترة النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) الأطهار - أنْ يصرفوا الناس عن محبّة آل البيت التي هي قربة من القرب، فوضعوا أحاديث في ذلك وبنوا عليها أقوالاً فاسدة، منها: أنّهم وضعوا حديث: ( آل محمّد كلّ تقي ) ، وحديث: ( أنا جدّ كلّ تقي ) ، ونحو هذه الأحاديث التي هي كذب من موضوعات أعداء أهل البيت النبوي، ومن الباطل قول أحد النواصب المبتدعة أثناء كلام له في هذا الموضوع (2) : ( وأهل بيته في الأصل هم نساؤه صلّى الله عليه وسلم وفيهن الصديقة عائشة رضي الله عنهن جميعاً ) ... ) (3) .

وعلّق السيّد السقّاف على هذه الفقرة قائلا: ( يريد هذا المبتدع هنا أنْ يصرف الناس عن اعتقاد أنّ أهل البيت هم على وجه الخصوص أصحاب الكساء، سيّدنا علي والسيّدة فاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام )، فادّعى أنّ أهل البيت هنا أزواجه صلّى الله عليه وسلّم، وكأن هذا المبتدع يحترم أزواجه صلّى الله عليه وسلّم!! وقد حاول أنْ يظهر هنا أنّه يحترمهنّ رضوان الله تعالى عليهنّ، مع أنّه يصفهنّ في صحيحته (4/531) بأنّ الزنا يجوز عليهنّ

____________________

(1) صحيح شرح العقيدة الطحاويّة: 656، دار الإمام النووي.

(2) يعني به الشيخ الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة.

(3) صحيح شرح العقيدة الطحاويّة: 657، دار الإمام النووي، الأردن.

٩٢

وأنّهن غير محفوظات ولا معصومات منه، كبرتْ كلمة تخرج من فمه!! فعلى الناس أنْ يسألوه ما فائدة إثارة هذا الموضوع الباطل الفاسد بعد خمسة عشر قرناً من وفاتهنّ رضوان الله تعالى عليهنّ... ) (1) .

وعلّق على كلامه في موضع آخر وهو قوله: ( و تخصيص الشيعة ( أهل البيت ) في الآية بعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم دون نسائه صلّى الله عليه وآله وسلّم من تحريفهم لآيات الله تعالى؛ انتصاراً لأهوائهم كما هو مشروح في موضعه ).

قال السيّد السقّاف هنا: ( وهذا من تلبيساته وتمحّله في ردّ السنّة الثابتة في تفسيره لأهل البيت، وهو بهذا أراد أنْ يُلبّس على القارئ بأنّ مَن قال: إنّ أهل البيت هم أهل الكساء، أنّهم هم الشيعة!! والحقّ أنّ مَن قال ذلك جميع أهل السنّة والجماعة وقبلهم الذي لا ينطق عن الهوى صلّى الله عليه وآله وسلّم!! ولكنّ هذا هو النصب الذي يُفضي بصاحبه إلى ما ترى كما شرحنا هذا في موضعه ) (2) .

هذا، والأحاديث في فضل أهل البيت وعلوّ درجاتهم شهيرة عديدة أفرد لها أصحاب الحديث فصولاً خاصّة، وألّف فيها البعض كتباً مستقلّة، وحيث لم يكن غرضنا إحصاء ذلك، بل كان إشارة إلى جملة من الفضائل؛ لذا نوقف الركب إلى هنا، ونحيل القارئ إلى الكتب المختصّة بذلك.

____________________

(1) المصدر نفسه: 657، هامش برقم: 390.

(2) صحيح شرح العقيدة الطحاوية: 657، هامش برقم: 391، دار الإمام النووي، الأردن.

٩٣

ب - الأحاديث الخاصّة في عليٍّ ( عليه السلام )

فضائل علي ( عليه السلام ) ملأت الخافقين، وانتشرت واشتهرت شهرة عظيمة، وفيها ألّفت كتب عديدة؛ لذا سننتخب جملة يسيرة من ذلك ونحيل القارئ إلى مراجعة الكتب الحديثيّة التي خصّصت أبواباً في فضل علي ( عليه السلام ):

* الفضيلة الأولى: أنّه الأوّل إسلاماً:

- أخرج النسائي بسنده إلى زيد بن أرقم قال: ( أوّل مَن أسلم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب ).

قال المحقّق آل زهوي: ( إسناده صحيح ) (1) .

- وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ) وقال: ( هذا حديث صحيح الإسناد )، ووافقه الذهبي عليه (2) .

- وعن زيد بن أرقم أيضاً: ( أوّل مَن صلّى مع رسول الله علي ).

قال آل زهوي: ( إسناده صحيح ) (3) ، وخرّج الحديث قائلاً: ( أخرجه أحمد: ( 4/ 368، 370 )، وفي ( الفضائل ) : ( 1000، 1004 )، وابن أبي شيبة في ( المغازي ) : ( 61 )، والطيالسي في ( مسنده ): ( 678 )، والترمذي ( 3735 )، وابن جرير الطبري في ( تاريخه ): ( 2 / 211، 212 )... ) وذكر غيرهم أيضاً (4) .

____________________

(1) خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بتحقيق آل زهوي: 20، المكتبة العصريّة للطباعة والنشر.

(2) المستدرك على الصحيحين وبهامشه تلخيص المستدرك للذهبي: 3 / 136، دار المعرفة.

(3) خصائص أمير المؤمنين: 20، المكتبة العصريّة.

(4) المصدر نفسه.

٩٤

- وعن سلمان الفارسي قال: أوّل هذه الأمّة وروداً على نبيّها صلّى الله عليه وسلّم أوّلها إسلاماً علي بن أبي طالب )، قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( رواه الطبراني ورجاله ثقات ) (1) .

- وعن عبد الله بن عبّاس قال: ( أوّل مَن أسلم عليٌّ رضي الله عنه ).

رواه الطبراني في ( الأوائل )، وقال المحقّق: ( حديث صحيح رجاله ثقات ) (2) .

- وعن سعد بن أبي وقّاص في حديثه مع رجل يشتم عليّاً: ( يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب، ألم يكن أوّل مَن أسلم، ألم يكن أوّل من صلّى مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم )، ألم يكن أعلم الناس... ).

أخرجه الحاكم وصحّحه ووافقه الذهبي (3) .

- وعن علي ( عليه السلام ) قال: ( أنا أوّل رجل صلّى مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم )، أخرجه أحمد في المسند، وقال عنه أحمد محمّد شاكر محقّق الكتاب: ( إسناده صحيح ) (4) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف ) (5) . وابن أبي عاصم في ( الأوائل ) (6) .

____________________

(1) مجمع الزوائد: 9 / 102.

(2) الأوائل بتحقيق محمّد شكور: 78، مؤسّسة الرسالة.

(3) المستدرك على الصحيحَين وبهامشه تلخيص الذهبي: 3 / 125، دار المعرفة.

(4) مسند أحمد بتحقيق أحمد محمّد شاكر: 2 / 98 برقم: 1191، دار الحديث القاهرة.

(5) المصنف: 8 / 332، دار الفكر.

(6) الأوائل: 79، دار الخلفاء للكتاب الإسلامي، الكويت.

٩٥

هذا، والمروي في أنّ عليّاً أوّل مَن أسلم كثير جدّاً، وما ذكرناه نموذجٌ من الصحابة الذين قالوا بتقدّم إسلامه ليس إلاَّ، واستقصاء ذلك يحتاج إلى بحثٍ خاص، ونختم الكلام بنقل كلمتَين لعالمين من علماء أهل السنّة، فقد قال الحاكم النيسابوري في ( معرفة علوم الحديث ): ( ولا أعلمُ خلافاً بين أصحاب التواريخ، أنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أوّلهم إسلاماً ) (1) .

- وقال السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ): ( أَسْلَمَ قديماً، بل قال ابن عبّاس، وأنس، وزيد بن أرقم، وسلمان الفارسي، وجماعة: إنّه أوّل مَن أسلم، ونقل بعضهم الإجماع عليه ) (2) .

* الفضيلة الثانية: أنّه أحبّ الخلق إلى الله:

- أخرج النسائي بسنده إلى أنس بن مالك قال: ( إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان عنده طائر فقال: ( اللّهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أبو بكر فردّه، وجاء عمر فردّه، وجاء علي فأَذِنَ له ) (3)، وهذا الحديث معروف بحديث الطير وله طرق عديدة متكاثرة جدّاً (4) عن جمع كبير من الصحابة، منهم: علي بن أبي طالب، وابن عبّاس، وسفينة خادم رسول الله، وأبي سعيد الخدري، مضافاً لأنس المتقدّم ذكر الحديث عنه، وغيرهم، وأخرجه جمع كبير من الحفّاظ والمحدّثين.

____________________

(1) معرفة علوم الحديث: 23، دار الآفاق الجديدة.

(2) تاريخ الخلفاء: 128، دار الكتاب العربي.

(3) السنن الكبرى: 5 / 107، دار الكتب العلميّة.

(4) انظر: بعض طرقه في ( تاريخ دمشق ): 42 / 245، وما بعدها.

٩٦

- فقد أخرجه الحاكم في ( المستدرك ) من طريق أنس وصحّحه، ثمّ قال: ( و قد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً، ثمّ صحّت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة ) (1) .

- ورواه الطبراني من طريق سفينة (2)، وأورده الهيثمي في مجمعه، وقال: ( ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة ) (3) .

- كما حسّن حديث الطير الحافظ ابن حجر عند ذكره لتلخيص الأحاديث التي أخرجها الأئمّة الستّة في الحديث السادس عشر في آخر رسالته الموسومة بـ ( أجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح )، والمطبوعة في ذيل كتاب ( مشكاة المصابيح ) (4) .

فالحديث، مضافاً لكثرة طرقه التي تصل حد التواتر بلا كلام، فإنّ له طرقاً صحيحة ولله الحمد (5) .

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين: 3 / 130، دار المعرفة.

(2) المعجم الكبير: 7 / 82، دار إحياء التراث العربي.

(3) مجمع الزوائد: 9 / 126، دار الكتب العلميّة.

(4) مشكاة المصابيح: 3/1791، ط - المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة، 1985، بيروت، بتحقيق الألباني.

(5) وممّن أخرج حديث الطير:

- أحمد في ( فضائل الصحابة ): 2 / 560، مؤسّسة الرسالة.

- والترمذي في ( سننه ): 5 / 300، دار الفكر.

- والبزّار في مسنده: 9 / 287، مؤسّسة علوم القرآن.

- والطبراني في ( الأوسط ): ( 2 / 207 )، ( 6 / 90 )، دار الحرمين.

- وأبو نعيم في ( مسند أبي حنيفة ): 1 / 234، مكتبة الكوثر، الرياض.

- والخطيب البغدادي في ( تاريخ بغداد ): ( 3 / 390 ) و ( 9 / 376 )، دار الكتب العلميّة، وغيرهم الكثير.

- مضافاً لِمَا تقدّم ذكره من ( سنن النسائي )، و ( تاريخ دمشق )، و ( مستدرك الحاكم ).

٩٧

* الفضيلة الثالثة: قول الرسول في حقّه في حديث الغدير المعروف: ( مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ).

وهذا الحديث لا يخفى على أحد، فهو كالشمس في رابعة النهار، صحيحٌ متواتر رواه الجمّ الغفير عن الجمّ الغفير في مختلف الأزمنة والأعصار، وأخرجه أئمّة الحديث وكبار الحفّاظ في كتبهم ومسانيدهم.

و للحديث زيادات في الألفاظ من قبيل قول النبي: ( أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم )، أو قوله: ( اللّهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه ) وغيرها. لذا سنذكر طرفاً من ذلك ونشير إلى مَن صحّحه من علماء أهل السنّة:

- فقد أخرج النسائي في ( خصائص أمير المؤمنين ) بسنده إلى زيد بن أرقم، قال: ( لمّا رجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجّة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقُمِمْنَ، ثمّ قال: ( كأنّي قد دُعيتُ فأجبتُ، إنّي تركتُ فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدَا عليّ الحوض )، ثمّ قال: ( إنّ الله مولاي، وأنا وليّ كلّ مؤمن )، ثمّ أخذ بيد علي فقال: ( مَن كنتُ وليّه، فهذا وليّه، اللّهم والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداه )، فقلتُ لزيد: سمعتَه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحدٌ إلاّ رآه بعينيه وسمعه بأذنيه ) (1) .

وأخرجه الحاكم في ( المستدرك ) (2) ، وابن أبي عاصم في ( السنّة ) (3)،

____________________

(1) خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 71 - 72، المكتبة العصريّة.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 109، دار المعرفة.

(3) السنة: 630، المكتب الإسلامي، بيروت.

٩٨

والطبراني في ( الكبير ) (1) .

قال الحاكم: ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخَين ولم يخرجاه بطوله) (2) .

- وأورده ابن كثير في ( البداية والنهاية ) وقال: ( قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح ) (3) .

- وعن أبي الطفيل ( عامر بن واثلة ) قال: ( جمع عليٌّ - رضي الله تعالى عنه - الناسَ في الرحبة، ثمّ قال لهم: أنشد الله كلّ امرئ مسلم سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول يوم غدير خم ما سمع لمّا قام، فقام ثلاثون من الناس ( وفي رواية: فقام ناس كثير ) فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس: أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: مَن كنتُ مولاه فهذا مولاه، اللّهم والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عاداه، قال ( يعني الصحابي أبا الطفيل ) فخرجت وكأنّ في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم، فقلتُ له: إنّي سمعتُ عليّاً رضي الله عنه يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر، قد سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك له ).

أخرجه أحمد في ( المسند ) (4) ، والنسائي في ( الخصائص ) (5) ، وابن حبّان في

____________________

(1) المعجم الكبير: 5 / 166، دار إحياء التراث العربي.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 109، دار المعرفة.

(3) البداية والنهاية: 5 / 228 - 229، مؤسّسة التاريخ العربي.

(4) مسند أحمد: 4 / 370، دار صادر.

(5) خصائص أمير المؤمنين بتحقيق آل زهوي: 82، المكتبة العصريّة.

٩٩

( صحيحه ) (1) ، والهيثمي في ( موارد الظمآن ) (2) ، وغيرهم.

قال الهيثمي في ( مجمع الزوائد ): ( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة ) (3) .

قال الألباني: ( وإسناده صحيح على شرط البخاري ) (4)

قال الداني بن منير آل زهوي: ( إسناده صحيح ) (5) .

- وعن رياح بن الحارث قال: ( جاء رهط إلى علي بالرحبة، فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خم يقول: مَن كنتُ مولاه فإنّ هذا مولاه، قال رياح: فلمّا مضوا تبعتُهم فسألتُ مَنْ هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيّوب الأنصاري ).

أخرجه أحمد في ( المسند ) (6) ، والطبراني في ( الكبير ) (7) .

قال الهيثمي: ( رواه أحمد والطبراني...، ورجال أحمد ثقات ) (8) .

____________________

(1) صحيح ابن حبّان: 15 / 376، مؤسّسة الرسالة.

(2) موارد الظمآن: 544، دار الكتب العلميّة، بيروت.

(3) مجمع الزوائد: 9 / 104، دار الكتب العلميّة.

(4) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 4 / 331، حديث رقم: 1750، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض.

(5) خصائص أمير المؤمنين للنسائي بتحقيق آل زهوي: 82، المكتبة العصريّة.

(6) مسند أحمد: 5 / 419، دار صادر.

(7) المعجم الكبير: 4 / 174، دار إحياء التراث العربي.

(8) مجمع الزوائد: 9 / 104، دار الكتب العلميّة.

١٠٠