كتاب الثقلين الاسلام وشبهات المستشرقين

كتاب الثقلين الاسلام وشبهات المستشرقين0%

كتاب الثقلين الاسلام وشبهات المستشرقين مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 376

كتاب الثقلين الاسلام وشبهات المستشرقين

مؤلف: الشيخ فؤاد كاظم المقدادي
تصنيف:

الصفحات: 376
المشاهدات: 116688
تحميل: 6181

توضيحات:

كتاب الثقلين الاسلام وشبهات المستشرقين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 376 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 116688 / تحميل: 6181
الحجم الحجم الحجم
كتاب الثقلين الاسلام وشبهات المستشرقين

كتاب الثقلين الاسلام وشبهات المستشرقين

مؤلف:
العربية

٢ - يوسف شخت ( Joseph Schakhet ١٣٢٠ - ١٣٩٠هـ، ١٩٠٢ - ١٩٧٠م):

مستشرق هولندي من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ولد في مدينة راتييور بألمانيا، درس اللغات الشرقيّة وتخصّص بالعربيّة، ونال الدكتوراه في الفلسفة عام (١٩٢٣م)، ودرّس اللغات الشرقيّة بجامعة فراييورغ (١٩٢٧م)، وانتقل إلى جامعة كونكسيرج (١٩٣٢م)، وفي عام (١٩٣٤م) عُين أُستاذاً لتدريس اللغات الشرقيّة في الجامعة المصريّة، وعمل في وزارة الاستعلامات البريطانيّة (١٩٣٩ - ١٩٤٥م)، وتجنّس بالجنسيّة البريطانيّة، ودرّس في جامعة أكسفورد، وجامعة الجزائر، فجامعة ليدن بـ(هولندا) عام (١٩٥٤ - ١٩٥٩م)، ثمّ في جامعة كولومبيا بـ(نيويورك)، عُرفَ بتعصّبه ضدّ الإسلام والمسلمين.

من أعمالِه تصحيح كتب للخصاف ولمحمّد بن الحسن الشيباني وللقزويني، وجزأين من (الشروط) الكبير للطحاوي، وكتاب جالينوس في(الأسماء الطبيّة) من ترجمة حنين، وكتب أُخرى في الفقه والفلسفة والطب، ولهُ مؤلّفات باللغات الألمانيّة والانجليزيّة والفرنسيّة في (تاريخ الأدب العربي) و(الفقه الإسلامي)، وله في مجلّة المشرق ثلاث محاضرات بالعربيّة في (تاريخ الفقه الإسلامي)(١) .

٣ - هنري لامنس اليسوعي ( H. Lommens ١٢٧٨ - ١٣٥٦هـ، ١٨٦٢ - ١٩٣٧م):

مستشرق بلجيكي المولد، فرنسي الجنسيّة، من علماء الرهبان اليسوعيّين، تعلّم في(لوفان) وفي(فيَنّا) ، وتلقى علم اللاهوت في انجلترا، وكانَ أستاذاً للأسفار القديمة في كلّية (روما)، استقرّ في (بيروت) فتولّى إدارة جريدة

____________________

(١) مجلّة مجمع اللغة العربيّة بدمشق ٤٦: ٢٠٢، والرسالة ٢: ١٧١٥، والمشرق ٢٨ و٢٩ و٣٢ و٣٣، والمستشرقون ٨٠٣، ومجلّة الدراسات الإسلاميّة بمدريد ١٣: ٢٢١. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٨ وعن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ص٥٥٨.

٢٢١

(البشير) مدّة من الزمن، وكذلك إدارة مجلّة (المشرق)، ودرس في الكلية اليسوعيّة، شديد التعصّب ضدّ الإسلام والحقد عليه، مفرط في عدائه وافتراءاتهِ لدرجة أقلقت بعض المستشرقين أنفسهم. (انظر ص١٥ - ١٦ من العدد ١، من المجلّد ٩ يناير سنة ١٩٢٥م من (مجلّة جمعيّة الدراسات الشرقيّة الأميركية)، اشتهر بأبحاثه عن عرب الجاهليّة والعهد الأموي، وصنّف كتباً عن العرب والإسلام بالفرنسيّة، وكتباً بالعربيّة، منها:

(مهد الإسلام)، (مكّة قُبيل الهجرة)، (الطائف قُبيل الهجرة)، (الجزيرة العربيّة الغربيّة قُبيل الهجرة)، (الإسلام)، (خلافة معاوية)، (خلافة يزيد)، (تاريخ سوريا)، (فرائد اللغة)، (المذكرات الجغرافيّة في الأقطار السوريّة)، (تسريح الأبصار فيما يحتوي لبنان من الآثار) جزءان، (الألفاظ الفرنسيّة المشتقّة من العربيّة)، (مختارات للترجمة من العربيّة إلى الفرنسيّة وبالعكس)، مات في بيروت(١) .

٤ - رينولد ألين نيكلسن ( Reynold Allen Nicholson ١٢٨٥ - ١٣٦٤هـ، ١٨٦٨ - ١٩٤٥م):

من أكبر مستشرقي انجلترا المتأخّرين، تخصّص في التصوّف الإسلامي والفلسفة، تعلّم في كمبردج وغيرها، ودرس العربيّة والفارسيّة ودرّسهما في جامعة كمبردج، كان عضواً بالمجمع اللغوي المصري، وهو من المنكرين على الإسلام أنّهُ دين روحي، ويصفهُ بالماديّة وعدم السموّ الإنساني، اشترك في نشر (تذكرة الأولياء) للعطّار، و(اللمع) للسرّاج، و(ترجمان الأشواق) مقالات في التصوّف لابن عربي، ولهُ كتب بالانجليزيّة منها: (تاريخ الآداب العربيّة) صدر سنة ١٩٣٠م، و(متصوّفو الإسلام) صدر سنة ١٩١٠م،

____________________

(١) مجلّة المشرق ٣٥: ١٦١، والمستشرقون ٦٧، ومعجم المطبوعات ١٥٨٥، والربع الأوّل من القرن العشرين، ١٥٩ والكتبخانه ٤: ١٧٦. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م ٨، وعن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ص٥٥٨. وعن المنجد (الأعلام) ص٦٠٩.

٢٢٢

و(دراسات في التصوّف الإسلامي) ترجمهُ إلى العربيّة أبو العلا عفيفي ونشر بها، و(ترجمات من الشعر والنثر) عن العربيّة والفارسيّة، وتَرجم وحلّل كتاب (المثنوي والمعنوي) لجلال الدين الرومي(١) .

٥ - دافيد صموئيل مرجليوث ( Davide Samuel Margoliouth ١٢٧٤ - ١٣٥٩هـ، ١٨٥٨ - ١٩٤٠م):

وهو ابن حزقيال الانجليزي البروتستانتي، متعصّب ضدّ الإسلام، ومن كبار المستشرقين، من أعضاء المجمع العلمي العربي بـ (دمشق). كان عضواً بالمجمع اللغوي المصري، والمجمع اللوي البريطاني، وجمعية المستشرقين الالمانية. مولده ووفاته بـ (لندن). تعلّم في جامعة أكسفورد، وعين أُستاذاً للعربيّة فيها سنة ١٨٩٩م، وعمل في مجلّة الجمعيّة الآسيويّة الانجليزيّة، ترأس تحريرها، ونشر فيها بحوثاً، منها (فهارس) لديوان أبي تمّام، وزار الشرق الأوسط مراراً.

وممّا يذكر أنّه صحب الكولونيل(بلفور) في زيارة لـ(بغداد) لمساعدة القيادة العسكريّة البريطانيّة العامّة في بعض الأمور(٢) .

وفي إحدى الاجتماعات التي افتتحها بلفور قدّم للحاضرين (مرجليوث)، وقام هذا المستشرق فأخذ يخطب باللغة العربيّة، ومن جملة ما قاله لهم: (إنّ العراق قد تعوّد على حكم الأجانب منذُ القديم، فقد حكمه المغول، وحكمه الأتراك، وحكمه الإيرانيّون، وهو لا يستطيع أنْ يحكم نفسه، وعلى هذا يجب على العراقيّين أنْ يختاروا الانجليز أوصياء عليهم، أو تحت انتدابهم أو حمايتهم)(٣) .

من مؤلّفاته بالعربيّة كتاب (آثار عربيّة شعريّة)، وامتاز بكثرة ما نشره من

____________________

(١) المستشرقون ٩٤، ومجلّة الكتاب ١: ١٢١، ومعجم المطبوعات ١٨٨٦م. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٣. وعن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ص٥٥٧، وعن المنجد (الأعلام) ص٧٢١. وعن البعلبكي، منير - موسوعة المورد - المجلّد السابع ص١٢٩.

(٢) Burgoyne (Gertude Boll) London ١٩٦١ – vol ٢ p ١٠٣.

(٣) البازركان، عليّ (الوقائع الحقيقيّة) ص٦٧.

٢٢٣

مؤلّفات العرب، (كمعجم ياقوت) و(إرشاد الأريب) و(الأنساب)، للسمعاني، و(ديوان ابن التعاويذي) و(حماسة البحتري) و(نشوار المحاضرة) للتنّوخي و(رسائل أبي العلاء المعرّي) مع ترجمتها إلى الانجليزيّة.

وله في لغته كتب عن الإسلام والمسلمين، لم يكن فيها مخلصاً للعلم على الرغم من توسّعه في معرفة المسلمين وأدبهم، منها (نشأة الإسلام الأُولى) صدر في سنة ١٩١٣م، و(محمّد وظهور الإسلام) صدر في سنة ١٩٠٥م، و(الجامعة الإسلاميّة) صدر في سنة ١٩١٢م(١) .

٦ - دانكن بلاك ماكدانلد ( Duncan Black Macdonald ١٣٦٢هـ،..... ١٩٤٣م):

مستشرق أميركي من أشدّ المتعصّبين ضدّ الإسلام، يصدّر في كتاباته عن روح تبشيريّة متأصّلة، من أوسع المستشرقين اطّلاعاً على الدين الإسلامي، ومن كبار محرّري (دائرة المعارف الإسلاميّة)، ومن كتبه: (تطور علم الكلام والفقه والنظريّة الدستورية في الإسلام) صدر سنة ١٩٠٨م.

تعلّم العربيّة والعبريّة والسريانيّة، وله محاضرات ومقالات كثيرة بالانجليزيّة عن الثقافة الإسلاميّة في أكثر نواحيها، ونشر بالانجليزيّة (فهرس المخطوطات العربيّة والتركيّة في مكتبة نيوبري بشيكاغو)، وعني بكتاب (ألف ليلة وليلة) فجمع منه نسخاً لا توجد عند غيره(٢) .

٧ - أجناس كولد صيهر( Ignaz Gold ziher ١٢٦٦ - ١٣٤٠هـ، ١٨٥٠ -

____________________

(١) المشرق ٣٩: ٥٤ - ٥٧ وسركيس ١٧٢٨ والمستشرقون ٩٣ وجريدة الأهرام ٤/٣/١٩٤٠م. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٢. وعن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي - ص٥٥٧. وعن البعلبكي، منير - موسوعة المورد - المجلّد السادس ص١٩٦.

(٢) مجلّة المجمع العلمي ٩: ٩٥ و٤٧١، ودليل الأعارب ١٤٥. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٢. وعن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي - ص٥٥٦.

٢٢٤

١٩٢١م):

مستشرق مَجَري موسوعي، عرف بعدائهِ للإسلام وبخطورة كتاباته عنه، تعلّم في (بودابست وبرلين وليبسيك)، ورحل إلى سوريا سنة ١٨٧٣م، وانتقل إلى فلسطين، فمصر. وعيّن أستاذاً في جامعة (بودابست) (عاصمة المجر) وتوفّي بها.

له تصانيف باللغات الألمانيّة والإنجليزيّة والفرنسيّة في الإسلام والفقه الإسلامي والأدب العربي، ترجم بعضها إلى العربيّة، ونشرت مدرسة اللغات الشرقيّة بـ (باريس) كتاباً بالفرنسيّة في مؤلّفاته وآثاره، وممّا نشره بالعربيّة (ديوان الحُطيئة)، وجزء كبير من كتاب (فضائح الباطنيّة) المعروف بالمستظهري للغزالي، وترجم إلى الألمانيّة كتاب (توجيه النظر إلى علم الأثر) لظاهر الجزائري، وكتاب (المعمّرين) للسجستاني، وغيرهما، وترجم إلى العربيّة من كتبه (العقيدة والشريعة في الإسلام)، كتب عن القرآن والحديث، ومن كتبه في ذلك (تاريخ مذاهب التفسير الإسلامي) المترجَم إلى العربيّة تحت نفس العنوان(١) .

٨ - أ. ج. أربري A. J. Arburry :

مستشرق انجليزي معروف بالتعصّب ضدّ الإسلام والمسلمين. عمل أستاذا بجامعة كمبردج. ومن المؤسف أنّه أُستاذ لكثير من المصريّين، الذين تخرّجوا في الدراسات الإسلاميّة واللغويّة في انجلترا.

ومن كتبه: (الإسلام اليوم) صدر عام ١٩٤٣م، و(مقدّمة لتاريخ التصوّف) صدر عام ١٩٤٧م، و(التصوّف) صدر عام ١٩٥٠م و(ترجمة القرآن) صدر عام ١٩٥٠م(٢) .

____________________

(١) مجلّة المجمع العلمي العربي ١: ٣٨٧ ثمّ ١٠: ١٨٨، والتراث اليوناني لعبد الرحمان بدَوي ٣٠٧، والعقيدة والشريعة في الإسلام: مقدّمته، والربع الأوّل من القرن العشرين ١٣١، والمستشرقون ١٩٦، وفي مجلّة الزهراء ١: ٣٢١ رسالته منه إلى الشيخ طاهر الجزائري، بالعربيّة بخطّه، كتب توقيعه عليها: (العبد الحقير الفقير إجناس كولد صيهر المجَري). وعن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م١. وعن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ص٥٥٣.

(٢) د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي - ص٥٥٢.

٢٢٥

٩ - كارل بروكلمان ( Carl pockelmann ١٢٨٥ - ١٣٧٥هـ، ١٨٦٨ - ١٩٥٦م):

مستشرق ألماني يُعتبر أحد أبرز المستشرقين في العصر الحديث، عالم بتاريخ الأدب العربي. ولِد في(رستوك) بـ (ألمانيا) ونال شهادة (الدكتوراه) في الفلسفة واللاهوت، وأخذ العربيّة واللغات السامية عن(نولدكه) وآخرين. درّس في عدّة جامعات ألمانيّة، وكانت ذاكرته قويّة يكاد يحفظ كلّ ما يقرأ. ودرّس العربيّة في معهد اللغات الشرقيّة بـ (برلين) عام ١٩٠٠م، وتنقل في التدريس، وتقاعد سنة ١٩٣٥م.

عمل في الجامعة متعاقداً سنة ١٩٣٧م، ثمّ كان سنة ١٩٤٥م أميناً لمكتبة الجمعيّة الألمانيّة للمستشرقين، وأمضى أعوامهُ الأخيرة في مدينة(هالة) ، وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق، وكثير من المجامع والجمعيّات العلميّة في ألمانيا وغيرها.

صنف بالألمانيّة (تاريخ الأدب العربي) في مجلّدين، وأتبعهما بملحق في ثلاثة مجلّدات، وكلّفته جامعة الدول العربيّة أنْ يُدخل الملحق في الأصل، وينقلها إلى العربيّة، ولبروكلمان (تاريخ الشعوب الإسلاميّة) ترجم إلى العربيّة في بيروت وطبع بها في خمسة أجزاء صغيرة، وفهرسان لخزانتي برسلاو وهامبورغ، يُعرِّفان بمخطوطاتهما العربيّة، وكتاب في (نحو اللغة العربيّة) بالألمانيّة، و(معجم للغة السريانيّة) و(قواعد السريانيّة)، و(ترجمة ديوان لغات الترك) للكاشغري، إلى الألمانيّة، وكلّها مطبوعة.

وممّا نشر بالعربيّة قسمٌ كبيرٌ من (عيون الأخبار) لابن قتيبة، ورسالة (تلقيح مفهوم أهل الآثار) لابن الجوزي، وجزء من (طبقات ابن سعد)، ورسالة (ما تلحن فيه العوام) للكسائي، وقد أشارت لبعض أخطائه التاريخيّة والعلميّة مجلّة (الإسلام) AL – ISLAM التي تصدر بالإنجليزيّة في (كراتشي٩ باكستان ص١٤١ من العدد الأوّل - مايو - سنة ١٩٥٨م(١) .

____________________

(١) مجلّة المجمع العلمي العربي ٣١: ٥٠٥ - ٥٠٨، وإبراهيم مدكور، في مجمع اللغة ٢٤: ١٢ - ١٦، = ومجلّة (فكر وفن) العربيّة الألمانيّة العدد ١٥، ومعجم المطبوعات ٥٥٣، والمستشرقون ١٢١، ومقال في مجلّة (الأبحاث والتطورات) الألمانيّة (آب ١٩٥٦م) بقلم المستشرق (يوهن فيك) أُمليت خلاصته من قبل المستشرق الدكتور (مُنزل) (كمرسَل) في السفارة الألمانيّة بالقاهرة.

و(قافلة الزيت) محرّم ١٣٨١هـ بقلم المستشرق (ارنست بانرت) جاء فيه: إنّ عصر الاستشراق الذهبي قد انتهى مع بروكلمان في أوربّا عامّة وفي ألمانيا خاصّة. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٥، والدكتور البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ص٥٤٧، والبلعلبكي، منير، موسوعة المورد - المجلّد الثاني ص١٢٠.

٢٢٦

١٠ - كرستيان سنوك هرخرونيه ( Christian Snouck Hurgronje ١٢٧٣ - ١٣٥٥هـ، ١٨٥٧ - ١٩٣٦م):

مستشرق هولندي، ولد في (استرهوت)، وتعلم بـ (ليدن) و(ستراسبورج)، وأقام في (جدّة) بالحجاز سنة (١٨٨٤م) سبعة أشهر، يقول: إنّه دخل (مكّة) متسمّياً باسم عبد الغفّار، ومكث بها في (سوق الليل) خمسة أشهر، واضطرّ إلى مغادرتها فجأة قبل حلول موسم الحج، لانكشاف أمرهِ لكلمات فاه بها وكيل قنصل فرنسا بـ (جدة) في بعض المجالس.

رحل إلى بلاد (الجاوي) فأقام ١٧ سنة، وعُيّن أُستاذاً للعربيّة في (جامعة ليدن) سنة ١٩٠٦م، ثمّ كان مستشاراً في الأمور الإسلاميّة والعربيّة بوزارة المستعمرات الهولنديّة، له عدّة كتب بالألمانيّة عن الإسلام والمسلمين حاربهما بها، أشهرها كتابه (مكّة في القرن التاسع عشر) في مجلّدين، نشره سنة ١٨٨٩م، ومجموعة في ستّة مجلّدات، طبعها سنة (١٩٢٣ - ١٩٢٧م) في (الإسلام وتاريخه) و(الشريعة الإسلاميّة) و(بلاد العرب وتركيا) و(الإسلام في المهاجر الهولنديّة) و(اللغة والأدب) و(ملاحظات في الكتب)، ذكر فيه بعض المخطوطات وتواريخ كتابتها، و(فهارس الأجزاء المتقدّمة)(١) .

____________________

(١) أحمد عليّ، في مجلّة (الحجّ) ٥: ٣٩ من فصل مترجم عن مجلّة Islamic Review الانجليزيّة. وشكيب أرسلان في مجلّة الفتح ٢٩ شوّال ١٣٤٩هـ وهو يذكر انهُ (أسلم٩ خلال إقامته باندونيسيا، وحجّ. وحاضر العالم الإسلامي، طبعة الحلبي ١: ٣٣٨ - ٣٤٥ والمستشرقون ١٤٧، ومعجم المطبوعات ١٠٥٩ والرسالة ٤: ١١٥٩. عن الزركلي، خير الدين - الإعلام (قاموس تراجم). م٥. وعن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي - ص٥٤٥.

٢٢٧

١١ - جودفروا ديمومبين ( Gaudefroy Demombynes ١٢٧٨ - ١٣٧٦هـ، ١٨٦٢ - ١٩٥٧م):

مستشرق فرنسي، كان أُستاذ العربيّة في مدرسة اللغات الشرقيّة بـ (باريس). صنّف كتباً عن العرب وبلادهم وأدبهم بالفرنسيّة، وترجم إليها (رحلة ابن جُبير)، وألّف متعاوناً مع(بلاشير) (قواعد العربيّة الفصحى). لهُ كتاب عن (الحجّ) فيه كثير من الخلط والتشويه. (انظر ص١٣ من العدد ١ من المجلّد ٩، يناير سنة ١٩٢٥م من مجلّة جمعيّة الدراسات الشرقيّة)(١) .

١٢ - توماس وُوكر آرنلد ( Thomas Walker Arnold ١٢٨٠ - ١٣٤٩هـ، ١٨٦٤ - ١٩٣٠م):

مستشرق إنجليزي من أهل (لندن)، تعلّم في (كمبردج) وعُيّن مدرّساً في كليّة (عليكره) بالهند سنة ١٨٨٨م، فأُستاذا للفلسفة في (لاهور)، فرئيساً للكليّة الشرقيّة في جامعة البنجاب، وعاد إلى (لندن) فعُيّن أُستاذاً للعربيّة في جامعتها سنة ١٩٠٤م، فمديراً لمعهد الدراسات الشرقيّة، وزار مصر قبيل وفاته، له كتب (تعاليم الإسلام) و(المعتزلة) و(الخلافة) بالانجليزيّة وقد ترجم الأخير إلى العربيّة وطبع.

ولهُ كتب بالانجليزيّة أيضاً في الفن والرسم الإسلاميّين، ساعده فيها (لوي بنيون) من رسّامي الفنون الشرقيّة، وقد قال في شأنهِ المستشرق (اربري): كان آرنُلد مرجعاً في الشؤون الإسلاميّة(٢) .

١٣ - رينيه باسيه ( Ren,e Basset: ١٢٧١ - ١٣٤٢هـ، ١٨٥٥ - ١٩٢٤م):

مستشرق فرنسي، من أعضاء المجمع العربي، ولد في لونيفيل وتعلّم في ناتسي، ثمّ في مدرسة اللغات الشرقيّة بـ (باريس)، وعُيّن مدرّساً للعربيّة في مدرسة

____________________

(١) د. الهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي - ص٥٤٣ وكذلك الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٢.

(٢) ١٧ Buckland والمستشرقين ٩٣ والمجمع العلمي العربي ٢٣، ٢٧٧ و pitish Orientalists ولوسيان بوفا في T – ٢٢٧ p – ١٤٦ Journal Asiatique عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٢.

٢٢٨

الجزائر العليا سنة ١٨٨٢م، ثمّ تولّى إدارتها. واختير (عضواً) في كثير من المجامع العلميّة، ترأّس مؤتمر المستشرقيّن بالجزائر سنة ١٩١٠م.

نشر بالعربيّة(تحفة الزمان) لعرب فقيه، في فتوح الحبشة، مع ترجمة فرنسيّة، و(الخزرجيّة) في العروض، و(تاريخ بلاد ندرومة وترارة بعد خروج الموحّدين منها)، وله بالفرنسيّة مقالات في المجلاّت الشرقيّة في فرنسا والجزائر وتونس، وله تصانيف أيضاً، توفّي بالجزائر، ألّف في تاريخ البربر والأحباش والآداب العربيّة(١) .

١٤ - إيفارست ليفي بروفنسال ( L,evi – Provencal Evariste ١٣١١ - ١٣٧٦هـ، ١٨٩٤ - ١٩٥٥م):

مستعرب فرنسي الأصل، كثير الاشتغال بتصحيح المخطوطات العربيّة ونشرها، ولِد وتعلّم في الجزائر، وحضر حرب الدردنيل في الجيش الفرنسي، فجرح ونُقل إلى مصر ثم أُعيد إلى فرنسا.

عُيّن سنة ١٩٢٠م مدرّساً في معهد العلوم العليا المغربيّة في الرباط، فمديراً له (سنة ١٩٢٦ - ١٩٣٥م) وانتدب من خلال ذلك سنة (١٩٢٨م) لتدريس تاريخ العرب والحضارة الإسلاميّة في كليّة الآداب بالجزائر، كما انتُدبَ لتدريس تاريخ العرب وكتاباتهم بمعهد الدراسات الإسلاميّة في السوربون بـ (باريس)، واستقال من إدارة معهد الرباط (سنة ١٩٣٥م)، ودُعي لإلقاء محاضرات في جامعة القاهرة (سنة ١٩٣٨م)، وألحقهُ وزير التربيّة الفرنسيّة بديوانه في باريس (سنة ١٩٤٥م) وعين في السنة ذاتها أُستاذاً للغة العربيّة والحضارة الإسلاميّة في كليّة الآداب بـ (باريس)، ووكيلاً لمعهد الدراسات الساميّة في جامعتها.

كان من أعضاء المجمعين: العلمي العربي بدمشق، واللغوي بالقاهرة، مات بـ (باريس)(سنة

____________________

(١) Journal Asiatique ومجلّة المجمع العلمي ٤: ١٦٤ ثمّ ٥: ١٦٩ والربع الأوّل من القرن العشرين: ١٢٣، والمستشرقون: ٦٣، ومكتبة فاروق الأوّل، فهرس التاريخ ٥٦. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٣. وعن المنجد (الأعلام)، ص١١٢.

٢٢٩

١٩٥٥م) تعاون مع محمّد بن أبي شنب على تصنيف (المخطوطات العربيّة في خزانة الرباط) وممّا نشر:

(كتابات عربيّة في اسبانيا) و(نص جديد للتاريخ المريني) و(اسبانيا المسلمة في القرن العاشر) و(الحضارة العربيّة في اسبانيا) و(وثائق غير منشورة عن تاريخ الموحّدين) و(منتخبات من مؤرّخي العرب في مراكش) و(البيان المغرب) لابن عذاري، و(مقتطفات تاريخيّة عن برابرة القرون الوسطى) و(أعمال الأعلام، القسم الثاني، في أخبار الجزيرة الأندلسيّة) لابن الخطيب، و(مذكرات الأمير عبد الله آخر ملوك غرناطة) و(صفة جزيرة الأندلس) اختزلهُ من الروض المعطار، و(سبع وثلاثون رسالة رسمية لديوان الموحدين) و(جمهرة انساب العرب) لابن حزم، و(نسب قريش) للزبيري(١) .

١٥ - كارل فلهلم سترستين( Karl Vilhelm Zetterstee,n ١٢٨٣ - ١٣٧٢هـ، ١٨٦٦ - ١٩٥٣م):

مستشرق سويدي، من العلماء، من أعضاء جمعيّات علميّة كثيرة، منها المجمع العلمي العربي، ولد في (أورسته) بالسويد وتخرّج (دكتوراً) في الفلسفة بجامعةأوبساله سنة ١٨٩٥م وعُين فيها أُستاذا للغات الساميّة، قام برحلات متعدّدة، وزار مصر والشام وتونس أكثر من مرّة.

تولّى تحرير مجلّة (العالم الشرقي)، وحضر عدّة مؤتمرات للمستشرقين، ترجم (القرآن) إلى اللغة السويديّة سنة ١٩١٧م، وصنّف بلغتهِ كتاب (اللغات الشرقيّة) و(تاريخ حياة محمّد) و(سياحة في شرق بلاد الفرس)، ومن أهم ما حققهُ ونشرهُ بالعربية (تهذيب اللغة) للأزهري، والجزآن الخامس والسادس من (طبقات ابن سعد) و(طرفة الأصحاب) للأشرف الرسولي، و(شمس العلوم) لنشوان الحميري، نشرَ منهُ جزأين وعهد إلى الأُستاذ (س. ديدرينغ) بإتمامه، و(تاريخ لسلاطين مصر

____________________

(١) المستشرقون ١: ٢٧٥، ودليل الأعارب: ٩١، ١٤٠، و poc راجع فهرستهُ في S – ٣ – ١١٧٩، وانظر مجلّة Arabica الجزء ٣ القسم ٢ - مايو ١٩٥٦م. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٢.

٢٣٠

والشام) لم يُعرف مصنّفهُ، و(معارج الأنوار النبويّة من صحاح الأخبار المصطفويّة) و(ألفيّة ابن مُعط الزواوي) في النحو، وغير ذلك، وكان يمضي مقالاته أحياناً باسم (عبد الرحمان) وعلى الأكثر بحروف اسمه الثلاثة K. V. Z أمّا اسم أبيه فهو(الكسندر موريس سترستين) (١) .

١٦ - جورجيو ليفي دلا فيدا ( G. Levi, Della Vida ١٣٠٣ - ١٣٧٨هـ، ١٨٨٦ - ١٩٦٧م):

من كبار المستشرقين الايطاليّين، مولدهُ ووفاته بـ (روما)، كان أُستاذ العربيّة واللغات الساميّة المقارنة في جامعتها، عمل في فهرست كتب الفاتيكان، وقد عُهد إليه في أعوامه الأخيرة بالكتابة عن المخطوطات النصرانيّة، ولمّا بلغ السبعين من عمره احتفل به العلماء وصنّفوا في تكريمه (كتاب الدراسات الشرقيّة) بالايطاليّة في مجلّدين كبيرين.

له كتابات كثيرة في دائرة المعارف الإسلاميّة والمجلاّت العلميّة. ومما حققهُ للنشر (طبقات الشعراء) لابن سلام و(شعر يزيد الأوّل) و(نسب فحول الخيل) لابن الكلبي، ومن تآليفه (فهرس المخطوطات العربيّة الإسلاميّة في مكتبة الفاتيكان) الجزء الأوّل بالايطاليّة، ولم يكمله(٢) .

١٧ - كارل فلّرس( Karl Vollers ١٢٧٣ - ١٣٢٧هـ، ١٨٥٧ - ١٩٠٩م):

مستشرق ألماني، تولّى إدارة المكتبة الخديويّة (دار الكتب المصريّة) مدّة. وكان من أساتذة جامعة (نيا) في ألمانيا، نشر بالعربيّة ديوان (المتلمس) مع ترجمة له ألمانيّة، وكتب بالألمانيّة (العربيّة العاميّة عند قدماء العرب) و(اللهجة العربيّة

____________________

(١) من ترجمة له بقلمه، في مجلّة المجمع العلمي العربي ٧: ٣٢٠ - ٣٣٤ وترجمة ثانية بإمضاء (الدكتور س. ديدرينغ)، في مجلّة المجمع أيضا ٢٩: ١٤٠ - ١٤٣. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) - م٥.

(٢) انظر: المستشرقون ١: ٣٩٠ والمكتبة: العدد ٦٢ ص٢٣ والرسائل المتبادلة ٢١٨. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٢.

٢٣١

في مصر) ووصف (المخطوطات الشرقيّة التي بمكتبة لا يبسيك) في مجلّد ضخم(١) . عُرف بافترائه أنّ القرآن الكريم لم يكن معرباً، وأنّ اللغويّين هم الذين حذوه على مثال لغة الشعر العربي الذي يتميّز بوجود الإعراب.

١٨ - فرانتس بول (بوهل)( Frantz Buhl ١٢٦٦ - ١٣٥١هـ، ١٨٥٠ - ١٩٣٢م):

مستشرق دانماركي، من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد وتوفّي في كوبنهاكن، كان أُستاذ اللغات الساميّة في جامعتها، كتب في دائرة المعارف الإسلاميّة فصولاً في تراجم بعض أعلام المسلمين، وله كتاب في (جغرافية فلسطين القديمة) باللغتين الدانماركيّة والألمانيّة، وكتاب (حياة محمّد) كتبه باللغة الدانماركيّة، وترجم إلى الألمانيّة، وكان واسع الاطّلاع بأدب الجاهليّة العربيّة وتاريخها(٢) .

١٩ - جاكب بارت( Jacob Barth ١٢٦٧ - ١٣٣٢هـ، ١٨٥١ - ١٩١٤م):

مستشرق ألماني، كان يدرّس العربيّة في الكليّة الاكليركيّة، في جامعة برلين، من كتبه بالألمانيّة (أبحاث في الشعر العربي القديم)، وكتاب في (الآداب العربيّة والعبريّة)، ونشر في العربيّة (ديوان القطامي) و(فصيح ثعلب)(٣) .

٢٠ - ج. هـ. كريمرز J. H. Kramers :

مستشرق هولندي كثير الطعن في الإسلام، وصاحب ميول تبشيريّة سافرة(٤) .

____________________

(١) الربع الأوّل من القرن العشرين ٨١ والمستشرقون ١١٣ ومعجم المطبوعات ١٦١٥. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٥.

(٢) مجلّة المجمع العلمي ١٢: ٢٨٢ والمستشرقون ١٨١ واسمهُ الشائع بالعربيّة (فرانز) والدانماركيّون يلفظونه (فرانش) والهاء في لفظهم (بوهل) لا تكاد تظهر. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٥.

(٣) المستشرقون ١١٥ ومعجم المطبوعات ٦٦٣، والربع الأوّل من القرن العشرين ص٨٣. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم) م٨.

(٤) د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي ص٥٤٧.

٢٣٢

٢١ - أدوين كالفرلي E. Calverley :

مستشرق أميركي متعصّب، رئيس تحرير مجلّة (العالم الإسلامي) The Muslim World الأميركيّة فترة من الزمن، من الذين باشروا التدريس في الجامعة الأميركيّة بالقاهرة عدّة مرّات، معروف باتّجاهات تبشيريّة سافرة(١) .

٢٢ - پاول كراوس( Paul Kraus ١٩٠٤ - ١٩٤٤م):

مستشرق ألماني، من أصل تشيكوسلوفاكي، تعلم في جامعة براغ، وتلقّى العلوم الشرقيّة بجامعة برلين، وعُيّن في معهد التاريخ للعلوم بـ (برلين)، ثُمّ مدرّساً بجامعتها (سنة ١٩٢٣م) وانتدب للتدريس في السوربون بـ (باريس)، ثمّ أُستاذاً للغات الساميّة في جامعة فؤاد الأوّل (بمصر) سنة ١٩٣٦م، فأقام إلى أنْ مات منتحراً.

عُرف بكيده للإسلام خصوصاً في ما يتعلّق بادعائه أنّ القرآن كان غير مُعرب، وأنّ الذين حذوه على مثال لغة الشعر العربي المُعرب هُم اللغويّون.

له (رسالة في تاريخ الأفكار العلميّة في الإسلام) ثلاثة أجزاء، وله أيضاً( رسالة في فهرست كتب محمّد بن زكريّا الرّازي لأبي الريحان البيروني) نصٌّ وتعليق، وساعد ماسينيون على نشر (أخبار الحلاّج)، وله في دائرة المعارف الإسلاميّة دراسات عن المستنصر والرّازي وابن الراوندي وابن جُبير، وفي مجلّة الثقافة بمصر (سنة ١٩٤٤م) له مقالات عنوانها (من منبر الشرق) وغير ذلك(٢) .

بعد هذا الاستعراض السريع لأبرز المستشرقيّن، الذين تصدّوا أو ساهموا تحت إشراف المستشرق (فنسنك) في كتابة وتحرير موادّ دائرة المعارف الإسلاميّة، نلحظ بوضوح أنْ الجامع فيما بين توجّهاتهم وأبرز الخلفيّات التي

____________________

(١) عن د. البهي، محمّد - الفكر الإسلامي الحديث وصلتهُ بالاستعمار الغربي، ص٥٣٨.

(٢) المستشرقون: ١٩٣، ودليل الأعارب: ١٠٤ و١٠٦. عن الزركلي، خير الدين - الأعلام (قاموس تراجم). المجلّد ٢ ص٤٢. وعن الجندي، أنور - مخطّطات الاستشراق - مجلّة منار الإسلام - العدد ٧ - السنة ١٤.

٢٣٣

تتحكّم في عقولهم وأقلامهم هي معاداة الإسلام، والتعصّب ضدّه باعتباره ديناً سماويّاً، لذا فإنّ بعضهم ينكر بصراحة أصل سماويّة الدين الإسلامي، والبعض الآخر يُحاول نَسف الأساس الذي يقوم عليه القول بسماويّته.

وبذلك نستطيع أنْ نخرج برؤية كلّيّة عن كتّاب ومحرّري هذه الدائرة، مفادها أنّهم يفتقدون النزاهة والموضوعيّة في تناول أُمّهات القضايا الإسلاميّة، خصوصاً ما يمتّ إلى أُصوله العقائديّة بصلة، وأنّهم في طريقة تناولهم لها يهدفون إلى زرع الشكّ بصحّة سماويّة الدين الإسلامي، وصحّة نزول الوحي الإلهي فيه على النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وهذا ما نجده طافحاً في الكثير من مواد ومطالب دائرة المعارف الإسلاميّة، عند تناولنا للجانب التالي من دراستنا لها.

ودعماً لما ألمحنا له في بيان هُويّة وخلفيّة كتّاب هذه الدائرة والمشرفين على تحريرها، نُشير إلى أنّ الكثير من الباحثين المنصفين والمحقّقين المتخصّصين قد تصدّى لدراسة دائرة المعارف الإسلاميّة، وأشاروا إلى أنّها تحوي مجموعة من الأخطاء والدسائس الناشئة عن التعصّب الأوربّي، وأنّ أغلب كتّابها قساوسة مبشّرون لا يهمّهم سِوى الافتراء على الإسلام وتشويه حقيقتِه.

وقد أجمعت آراؤهم على أنّ دائرة المعارف الإسلاميّة تضمّ مجموعة من المحاذير، التي يجب التنبّه لها والتصدّي للردّ عليها وكشف أهدافها، وهي:

١ - سيطرة البدع الدخيلة في الدين الإسلامي على مواد الموسوعة باستفاضة مثيرة، وباستخدام أساليب الكذِب المتقنة، حتّى ليظنّ الباحث أنّها من أُصول الإسلام، وقد أمعن مؤلّفو الدائرة في تسجيلها وشرحها وكأنّها حقائق ثابتة ومن الأُصول المقرّرة والمسلّم بها وليسَ من الدخائل.

٢ - القصد المعتمد في المع بين أساطير البدع التي ما انزل الله بها من سلطان وحقائق الشريعة.

٣ - جمعت دائرة المعارف هذهِ خلاصة ما كُتبَ عن الإسلام في الكتب التي

٢٣٤

ألّفها المستشرقون، والتي كانت السمة الغالبة عليها الهجوم بشراسة على الإسلام خلال السنوات الطويلة، وكانت متفرّقة في هذهِ المؤلّفات التي لم يكن يقرأها إلاّ بعض الغربيّين، الذين يُختارون للعمل في البلاد الإسلاميّة، ثُمّ جاءت الدائرة لتظمّ هذا كلّهُ، وتجعل منهُ مصدراً إسلاميّا يُرجع إليه بسهولةٍ ويُسر، بعدَ أنْ تُرجم أغلبها إلى العربيّة.

٤ - إصرار القائمين على هذهِ الدائرة على عدم التصحيح - ولو بالتعليق الهامشي - للأخطاء والمطاعن التي انكشف أمرها جليّاً، وهذا أكثر ضرراً من أشرّ كتب المبشّرين والمستشرقين وصحفهم؛ لأنّ هذهِ كلّها لا تخدع أحداً من أهل الحقيقة والمعرفة، إنّما خطر تلك يكمن في نشوء جيل من المتعلّمين يعتبرها مراجع موسوعيّة أساسيّة تضافرت عليها جهود عشرات العلماء والمفكّرين، فيستقي منها ويعتمد عليها دون أنْ يفرّق بين الحقّ والباطل فيها، أو يعلم أنّ مؤلّفي هذهِ الدائرة من ألدّ خصوم الإسلام والمسلمين.

٢٣٥

الدسّ والتشويه في موادّها (شُبهات وردود)

في الجانب الثاني من جانبَي التقويم الرئيسيّين لدائرة المعارف الإسلاميّة، والخاص باكتشاف موارد الدسّ والتشويه الذي احتوته الدائرة المذكورة، تُوجد عدّة أقسام ينقسم إليها هذا الجانب، يختصّ كلّ قسم منها بموردٍ أساسي من الموارد الإسلاميّة التي طالتها يد الدسّ والتشويه الاستشراقي، وسنذكرها تباعاً حسب أهميّتها من خلال تتبّعنا التفصيلي لموادّ وفصول هذه الدائرة، محاولين بمقدار ما تدلّ عليه النصوص والمقولات المتضمّنة في تلك المواد والفصول، اكتشاف موارد الدسّ والتشويه، وما يكمن وراءها من أهداف ومقاصد، أمّا كيف ستتمّ لنا معالجة هذه الدسائس والتشويهات وردّ ما تحكيه من شُبهات كليّة، فهذا ما سننهج له منهجين:

المنهج الأوّل: وهو المنهج التفصيلي الذي سنُحاول من خلاله ردّ ومعالجة كلّ مفردة من مفردات الدسّ والتشويه بحسبها، دون الخوض في الكليّات الأساسيّة الجامعة لها والحاكية عنها، وسَنُضمّن هذه الردود والمعالجات في سياق تفصيلات الدسّ والتشويه التي نوردها ونؤشر لها في إطار تبويبات بحثنا هذا.

المهج الثاني: وهو المنهج الكلّي، وفيه نقوم بانتزاع عنوان كلّي عن كلّ مجموعة تفصيلات معبّرة عن شبهة أساسيّة معينة، ويتم ردّها وبيان الحق في مقابلها ضمن بحثٍ مستقلٍ بها، وهذا المنهج سوف نُرجئ أمره إلى ما بعد سوقنا لكافّة النماذج التفصيليّة للدسّ والتشويه، التي قام بها المستشرقون في دائرة المعارف الإسلاميّة، وساوقهم بها غيرهم من المبشّرين والعلمانيّين في كتاباتهم

٢٣٦

المختلفة عن الإسلام والمسلمين.

وأدناه نشرع ببيان عُمدة نماذج الدسّ والتشويه في دائرة المعارف الإسلاميّة، وهي عبارة عن ادّعاءات ومقولات مدسوسة ومشوّهة تهدِف إلى الطعن بإلهيّة القرآن الكريم، ورسالة النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالإسلام.

وقد صيغت هذه الادعاءات والمقولات بأشكالٍ مختلفة، بعضها جاء صريحاً، وبعضها الآخر يدلّ بالدلالة الالتزاميّة على الطعن والتكذيب، ويمكننا تنظيمها وتحديدها بما يلي:

ذكاء محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخياله عماد دعوته

وهو دسّ وتشويه يهدف إلى القول بأنّ ذكاء محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وخياله المتوقّد هما اللذان كانا وراء ما جاء به من دعوة.

ونجد مصاديق هذه الشبهة في عدّة موارد، منها ما جاء تحت مادّة (إبراهيم)، ففي معرض بيان دعوى(سنوك هجروينيه) بأنّ شخصيّة إبراهيم مرّت بأطوارٍ متناقضة في القرآن الكريم، والإشارة إلى السرّ في هذا الاختلاف يقول(فنسنك A. J. Wensinck ) : (إنَّ محمّداً كان قد اعتمد على اليهود في مكّة، فما لبِثوا أنْ اتخذوا حياله خطّة عِداء، فلم يكن له بدٌّ من أنْ يلتمس غيرهم ناصراً.

هناك هداه ذكاءٌ مسدّد إلى شأنٍ جديد لأبي العرب إبراهيم، وبذلك استطاع أنْ يخلّص مِن يهوديّة عصره ليصل حبله بيهوديّة إبراهيم)(١) .

ومنها ما جاء تحت مادّة (الله) الفقرة (ج): الله في ذاته لذاته، يقول

____________________

(١) دائرة المعارف الإسلاميّة ١: ٢٧.

٢٣٧

(ماكدونالد D. B. Macdonald ):

(وقد استطاع محمّد بفضل خياله المتوقّد أنْ يصف الله بصفات واضحة معيّنة، مثل الأوّل والآخر، والظاهر والباطن (سورة الحديد - الآية ٣)، وأنّه القيّوم (سورة البقرة - الآية ٢٥٦)، (سورة آل عمران - الآية ١)(١) .

وفي معرض الردّ والمعالجة لهذه النصوص من الدسّ والتشويه نؤشّر أوّلاً إلى أنْ الأساس في مثل هذا الدسّ والتشويه والهدف من وراء إرجاع النجاح في خطوات دعوة النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومواقفه الرساليّة إلى ذكائه مثلاً أو خياله المتوقّد - كما يعبّرون - هو إنكارهم الوحي الإلهي للنبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سنقوم ببحثه في فصل مستقل يستوعب جميع جوانب الإثارات التي ذكرناها عن المستشرقين، أو ما سيأتي منها في موارد وأبواب أخرى، وبصيغ وزوايا مختلفة.

أمّا ردّنا وعلاجنا لموارد الدسّ والتشويه التفصيليّة التي أوردناها في هذه الفقرة فنرتبه كالآتي:

١ - قول (فنسنك A. J. Wensinck ): إنّ محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان قد اعتمد على اليهود في مكّة، فهذا ما لم يقله ولم ينقله لنا أيّ مؤرّخ، سواء كان من المسلمين أم من غيرهم، بل الذي ورد هو العكس، حيث إنّ اليهود كانوا أوّل وأشدّ مَنْ نصب العِداء ومارس تأليب مشركي قريش، والتآمر على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ودعوته الإسلاميّة، حتّى نزل في ذلك قرآن الكريمٌ، قال فيه الله تعالى:

( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى.... ) (٢) .

____________________

(١) المصدر السابق ٢: ٥٦٢.

(٢) المائدة: ٨٢.

٢٣٨

أمّا قوله: (وبذلك استطاع أنْ يخلص من يهوديّة عصره ليصل حبله بيهوديّة إبراهيم) ففيه:

أوّلاً: إنّ اليهوديّة المدّعاة التي كانت على عصر الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هي انحراف عن الدين الحق، الذي بعث الله تعالى به أنبياء بني إسرائيل وعلى رأسهم موسى (عليه السلام)، وفي ذلك قال الله تعالى في محكم قرآنه الكريم:

( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ... ) (١) .

وقوله تعالى أيضا:( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٢) .

ثانياً: إنّ الرسول محمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يكن بحاجة لأنْ يصل حبله باليهوديّة المدّعاة؛ لأنّ الأصل في الأديان هو الإسلام، وقد توالى بعث الرسُل والأنبياء من الله تعالى للتبشير به، وردّ التحريف عنه، والدعوة له قبل خاتمهم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، أمّا النصرانيّة واليهوديّة المدّعَيتان فما هي إلاّ انحراف عن الأصل الإسلامي، وبدعة أملَتها عليهم أهواؤهم ودنياهم الرخيصة، وفي ذلك قول الله تعالى في القرآن الكريم:

( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ ) (٣) .

وهذه هي العقيدة التي دعا لها النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذكرها الله تعالى في القرآن الكريم بقوله:

( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ * وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا

____________________

(١) النساء: ٤٦.

(٢) البقرة: ٧٥.

(٣) آل عمران: ١٨٧.

٢٣٩

جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ * فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) (١) .

ثالثاً: إنّ نبيّ الله إبراهيم (عليه السلام) لم يكن يهوديّاً، لما قلنا من أنّ الأصل في الأديان المبشَّر بها هو الإسلام، وكيف يكون إبراهيم (عليه السلام) يهوديّاً أو نصرانيّاً حسب دعواهم وقد نزلت التوراة والإنجيل مِن بعده بزمنٍ مديد؟ وهو قول الله تعالى في قرآنه الكريم:

( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ * هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (٢) .

ثُمّ ينفي الله عزّ وجلّ اليهوديّة والنصرانيّة المدّعيتين عن إبراهيم (عليه السلام) ويثبت كونه حنيفاً مسلماً لا غير، وذلك قوله عزّ من قائل في الكتاب الكريم:

( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلكِن كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (٤) .

٢ - قول (ماكدونالد D. B. Macdonald ): (وقد استطاع محمّد بفضل

____________________

(١) الشورى: ١٣ - ١٥.

(٢) آل عمران: ٦٥ - ٦٦.

(٣) آل عمران: ٦٧.

(٤) التوبة: ٣٣.

٢٤٠